سامي العامري
--------
دِلاء فِلسْ هوفِنْ (*)
*****************
أبْرقتُ للغيمِ الأسيلِ كما الخدودِ
وحوليَ الدانوبُ رَفَّ مُلَوِّحاً بِعَصا المايسترو
آمِلاً أنْ أُحْتَذى في غَصَّتي !
يا أيُّها الدانوبْ
يا ضحكةً وطَيوبْ
يا غيمةً خضراءْ
كُنْ مثلَ عينيَ مُلْفِتاً بالدَمعِ
أنظارَ الدِلاءْ !
------------
(*) فلس هوفن : من قُرى الجنوب الألماني
قطاف
******
وحدي حيثُ لا أنيسَ
عَدا كُلَّ شيءٍ !
وحيثُ لا مُحزِنَ
عدا كُلَّ شيءٍ !
أَتَذَكَّرُ فيما أتذَكَّرُ
نَهْراً ألقى بي في عُبابهِ وغاب
إنَّهُ يتراءى لي الآن
بِكُلِّ قِطافِهِ
وتَمايُسِ أعطافهِ
تارةً يأتيني راجلاً
وتارةً قاطِعاً نهراً
وتارةً مُسَقَّفاً بأجنِِحةِ الخطاطيف
وها أنا أسمعُ وأرى
كُلَّما إجْتَرَحَ لنَفسهِ خلاصاً
أعادوهُ أنيناً الى مَساربِ الثَرى
ولكنْ لا عليكَ
أيُّها السرمَديُّ كحُمْرةِ الشَفَقِ ,
كدمائي !
يقيناً أنَّهم ذاهبون الى العَدم
ولكنَّهم أجهلُ مِن أنْ يكونوا
عَدَميِّينْ !
-----------
عينان
*****
في البحرِ القاها
في البحرِ ,
زرقاوانِ عيناها
ولِزُرقةِ العينينِ ما تفديهِ أوهامُ المدينهْ
عينانِ ام بحرٌ على مَتنِ السفينهْ !؟
-----------
من ذنوبي
*******
أعترفُ بأني كثيراً ما أذنبتُ ,
لوثةُ انسانٍ
يسبح كالموجة في صحراءَ بلا حَدٍّ ,
يرثي الأحياءَ هو الميْتُ !
أشهدُ أني عَصيتُ
ولم يكنِ الشيطانُ سوى نُطفةِ نارٍ
فاذا بالعالم يَتفتَّتُ فوق الماءْ
أجساداً مُرتَعِبهْ
تتلاشى كنداءْ !
-----------
بلا سُلَّم
*******
شمسُ الضحى ترقى بلا سُلَّمِ
كماردٍ يخرجُ من قمقُمِ
او عَبَقٍ ينسلُّ من ميسمِ
شمسُ الضحى تختارني زوجاً أثيراً لها
فأعتلي الغيمَ وتجتاحني
من شَبَقِ العُري تلاوينُ
وما من لُجَّة النشوة من عاصمِ
وحالما يُطبق جُنْحُ المغيبْ
أهبطُ في خيطٍ من المسكِ
وغارٍ صبيبْ
وتستطيلُ الهمومْ
تحتَ سماءٍ دسْمةٍ بالنجومْ !
ويسدلُ الدانوبُ فوق الموج خُصلاتهِ
كسارقٍ أنجُماً
يخشى عقاباً قريبْ !
ألمْ تكن خُصلاتُه تقتفي
صرحاً وأنصاباً فِدى الريحِ ؟
وهل أحتفي
بجَنّةِ النسيانِ في مأواكْ ؟
ام انني أكتفي
بالأمسِ مرميّاً على سجادة الأشواكْ !؟
ام اصطفي الحُبَّ
وبالحُبِّ اذا قلتُ : كُنْ ,
يكون ما لمْ يَدُرْ
او لم يَجُلْ او يَمُرْ
في خَلَد الأفلاكْ !
-----------
موالفة
*****
أجتازُ حقولاً مُشمِسةً
ورياحاً تنبضُ كالسيلْ
وتحلِّقُ فوقي سبعةُ غربانٍ
او سبعُ دقائقَ من زمن الليلْ !
-----------
رقة
****
آهِ يا حُبي الذي رَقَّ
كما رَقَّ الأثيرْ
انتِ كوني جالساً
في منزلي الحاني الصغيرْ !
****************
كولونيا
alamiri84@yahoo.de
الجمعة، أكتوبر 03، 2008
لا أنيسَ عَدا كُلَّ شيءٍ
Labels:
سامي العامري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق