عـادل عطيــة
adelattiaeg@yahoo.com
عندما انتهى عرضه الأول على الشاشة الصغيرة
ترك مسلسل : " اسمهان " ،
الذى استقطب مشاعرنا الانسانية ،
سؤالاً لحوحاً ، لكل مشاهديه ومتابعيه :
" من قتل اسمهان " ؟!
وقد افاجئكم بالقول ، أن الذى قتل اسمهان :
ليس الملك فاروق ، ولا والدته الملكة نازلى !
وليس أحمد حسنين باشا !
وليس الفنان احمد سالم !
وليس شقيقها فؤاد !
وليست المخابرات البريطانية ، أو غيرها !
حتى ولو اثبت المستقبل البعيد ،
أن احدهم هو الذى اغتال ذلك الصوت الملائكى الاخاذ ،
الذى يأسر القلوب بشحناته القوية ،
وانحناءاته المفعمة بالدفء والحنان والشجن ،
بل قدرته على بصم اى لحن ببصمته ،
وتغليف الانغام بخصوصيته ،
واسباغ الصفة الدرامية الشجية عليه
انها اسمهان هى التى فعلتها !
فلا يستطيع احد أن يؤذى انساناً مالم يؤذ هذا الانسان ذاته
- على حد تعبير يوحنا ذهبى الفم
اسمهان هى التى فعلتها ،
عندما آمنت فى قرارة نفسها :
- ولاندرى لماذا أو كيف – ،
انها قصيرة الاجل ، وأن نصيبها من هذه الحياة قليل !
فاستغلت نجوميتها المتوهجة ،
وجاذبيتها ،
فى القبض بعنفوان على الحياة كلها فيما يشبه الانانية
- وكأن ليس ثمة عمر يكفيها !
فأصبحت الخائفة من فقد الحياة :
عاشقة حتى التورط
ومبذّرة حتى الافلاس
فكان موتها المفاجئ ،
الذى لا يغفره التاريخ الفنى ،
ولاتمحوه الذاكرة ،
تتويجاً وختاماً لحياة فى : المغامرة ، والعبث ، والصخب
ألم يقل السيد المسيح :
" من وجد حياته يضيّعها ، ومن اضاع حياته من اجل الله يجدها " !
**
في معمعة الاتهامات
أن سيرة اسمهان ،
هى الرد الامثل على الذين يقولون :
باننا فى مجتمع زكورى
فقد كانت انوثتها الطاغية الساحرة قادرة على اغواء الرجال ،
الذين لم يتمكنوا من مقاومة جمال وجهها الحزين ،
لقد كسرت قلوبهم وعقولهم ،
قتلتهم ، فقتلوها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق