‏إظهار الرسائل ذات التسميات محفوض جروج. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات محفوض جروج. إظهار كافة الرسائل

الأحد، مارس 15، 2009

المحبة الأزلية

محفوض جروج


ذات يوم وقفت أمام مجرى النهر الذي توقفت مياهه عن الجريان ، وسكنت أمواجه الصاخبة بعد ذلك العنفوان، وغاصت تحت قشرة الظلام بسبب الضخ النهم لهذه المادة الحيوية ، فتوقف انسياب الماء ،وتلاشى الضجيج ،وانعدم الهدير، فساد السكون والهدوء المميت، وغدا صاحب العظمة والجلال مصدر البهجة والسرور،

،وكنزالحياة للخير والعطاء خراباً يباباً،

ولم يعد يطغى، ويزبد ويفور، وهويسير

إلى مصبه البعيد.

حين غدا جثة بين البحر والبيداء، فإذا كان هذا النهر العظيم قد انقطعت مياهه وتوقفت إلا أن مياه الله ورحمته للعالم لم تنقطع ،ولن تتوقف لحظة واحدة،

وألحان أمواج النعمة السماوية لا يخفت صوتها أبداً،

وينابيع المحبة الإلهية لا تتوقف ولا تنضب بل تفيض دائماً، لأن نعمة الله ومحبته تجلت حين

زار كوكبنا كإنسان أقام بيننا ،وكانت محبته ونعمته للكون أزلية سرمدية ، كانت منذ البدء

، وستبقى مستمرة إلى الأبد.

محردة

الخميس، مارس 20، 2008

الأم الفاضلة

محفوض جروج
- محردة-

الأم الفاضلة هي ابتسامة الكون ، وأجمل
هبة تقدم للعائلة البشرية
هي ملاك عائلتها الحارس، ونشوة وجودها
لأنها نعمة وبركة من السماء
إنها ماسة ثمينة متعددة الوجوه والألوان،
فصوتها نشوة الحياة،ابتسامتها دفقة نور
النهار، وعبير الأزهار، قبلتها على جبين
طفلها الرضيع حارس البراءة وعنوان الطهارة، ذراعاها مستودع أمانتهم وبلسم
صحتهم، ما تقوم به من أعمال خيرة ثروتهم الأكيدة ، وحسن تدبيرها أفضل مرشديبعد عنهم المزالق و المخاطر،والضمان
الأكيد للوصول بهم إلى نهاية المطاف،مرفأ
الأمان
شفتاها تتجسم فيها قوة الخلق والحياة،
صدرها الحنون وسادة من ريش يخفف
من متاعبهم، صلواتها التي ترفعها من أجلهم ، أقدر محام لبعث الرجاء، واستمطار
بركات السماء،ونعمها على رؤوسهم،
فأمثال هذه الأم الفاضلة كواكب ساطعة
تضيء ظلمات هذا العالم ، وتجعلنا ننحني إجلالاً لهذه القامات الشامخة التي ترتقي
وترتفع إلى ذرا السماء
-المطبخ الثقافي – محردة-

الاثنين، مارس 10، 2008

السكون والضجيج


محفوض جروج
محردة- سوريا
نحن كبشر نخاف من الصمت والسكون، فنسلم أنفسنا
للصخب والضجيج
وتجذب انتباهنا الأصوات العالية،
والموسيقى الصاخبة
مع أن معظم الأفكار المبدعة
لم تولد في أحضان الضجيج والصخب
بل انبثقت من عالم السكون والهدوء، لأنه في مثل
هذا الجو الهادئ، تتلاقى النفس البشرية مع ينبوع
الحياة الخالدة

فالذين صلبوا المسيح له المجد، صلبوه بضجة وصخب،
بينما يسوع المصلوب كان تأثيره الصامت على العالم
وعلى الأجيال المتعاقبة أشد قوة، فقد زعزع أركان العالم
بصمته

فأيهما أفضل أن يعيش الإنسان على أصوات هدير الطائرات،
وأزيز الرصاص، وقصف المدافع، أم على أنغام الموسيقى
الهادئة، والأصوات الرقيقة الناعمة؟!

من دنيا السكون والصمت ، نتلقى رسائل علوية تبعث
في قلوبنا الرجاء، وتربط عالمنا بالسماء ،وهذه لا تكون مسموعة
إن لم يكن هنا لك صمت وسكينة

ففي هذا العصر الصاخب نحن بأشد الحاجة أن نتمرن على السكون
والصمت لأن مصير العالم يتوقف على هؤلاء الذين يعملون
في السكون على تجميل العالم وتحسين كل ما هو حولنا

وليس على من يعملون وسط الضجيج والصخب

الاثنين، سبتمبر 10، 2007

الحلم المستحيل




محفوض جروج


سوريا- محردة-
أتمنى لو أرجع طفلا ولو لساعة واحدة لا غير ، لأركب العصا الطويلة، وأركض بأقصى سرعتي لغير ما سبب، أسمع وقع أقدامي، تدب على الأرض الصلبة،
لأجر غصن شجرة يابساً، وأفرح بالغبارالذي يحدثه ورائي
لأرشق كلب الجيران بالحجارة،
وأتمتع بنباحه الذي لا يلبث أن يتقلص كالقوقع،

لأغمض عيني وأنصت إلى صراخ حناجر رفاقي على مربعات قلبي،
وأنا أصغي إلى دقات قلبي المتلاحقة، بعد الركض والقفزو اللعب المتواصل
لألقي بسن الطفولة في عين الشمس التي تتدحرج نحوها لعلها تستبدلها بسن الرجولة

لأراقب شجرة الصفصاف، وهي تنثر أوراقها كالدموع، لأجلس إلى جانب جدتي أصغي إلى حكاياتها الشيقة المكررة التي كانت تخلب اللب، الآن أتساءل حائراً ترى متى قفزت من دنيا الطفولة إلى دنيا الرجولة؟!!
متى عرفت الفرق بين عيون الأطفال،وعيون الكبار؟!!
وفي أي يوم بدأت أعيش بعيني عقلي بدلا من قلبي؟!!

لم يكن بإرادتي أن أدع تلك الأيام الحلوة تفلت مني ،
مللت أن أكون كبيراً، واشتاقت إلى الطفولة عيوني
أبتهل إليك يا رب ألا تجمد ما تبقى من هذه الجذوة المقدسة في قلبي
بأن أرجع طفلا ولو لساعة واحدة لا غير