السبت، أبريل 03، 2010

نداء القيامة

عـادل عطيـة


.. المسيح قام .

.. حقاً قام .

ترددها الحياة التي انتصرت ولم تمت ،

كمراثي في عيد موتنا المتمسكين به رغم عظمة القيامة !

تخاطب ارادتنا التي اختبأت في محاجئ الشر ،

وفي ستر ليل الاثم الطويل ..

وقد تخطينا الأيام الأربعة بكثير ،

قابعين في قبورنا المبيضة من الخارج ،

التي نسجناها بكسر وصية البر ، والقداسة !

.. المسيح قام .

.. حقاً قام .

ترددها الطبيعة التي تقدست بتجلي القيامة ..

فقيامة المسيح والفجر كانا على موعد ،

فغدا الفجر من حاملات الطيب قارورة الطيب !

والنور الذي انفجر من ظلمة القبر ،

انتشر في المدى جديد نهار على جديد حياة صباحاً اثر صباح !

في اجفان الزنابق تألق نوره فوحاً وبوحاً وصلاة !

قعال الدوالي في الكروم تفتقت عن حلمها الاسنى في العنقود ،

أما نبض الحياة فاستقام على وقع أوتار النور واهازيج الانتصار !ّ

.. المسيح قام .

.. حقاً قام .

ترددها قوة القيامة ومجدها ؛

لنطرح عنا رباطات موتنا بعيداً .. بعيداً ،

ونقدم حياتنا للذي أطلق بقيامته الفريدة المسبيين من نير الاسر أحراراً كضوء الشمس !


**
فـي موكـب القيامـة

على جناح التيه ، في عتمة الليل ، وقف الشيطان مختالاً ..

يتأمل آخر كوكبة من الشهود ، تنساب في قتامه ، تاركة بحر الجلجثة .

كانت رياح الشر قد سكنت ، وأمواج الغدر قد همدت ،

بعد أن طرح يسوع من سفينة نوح ، وابتلعه حوت الموت .

وجد إبليس نفسه شامخاً ، فتنفس الصعداء ، وبقهقهة هستيرية أذاع إنتصاره :

لن يصل المصلوب إلى نينوى البشرية ، لقد دفن في جب النهاية وسر الخلاص معه !

،...،...،...

أحشاء الموت تعوي ، لهيب الحمل يذيب خلاياها ، تلفظه عن غصة أليمة على شاطئ الهاوية !

،...،...،...

في فجر القيامة ..

دَشّن السيد المسيح الطريق الضيق ، ويلتقي بأهل نينوى البشرية .

في عرسهم ، في عرس قانا القيامة ..

نضبت خمرة الموت الأبدي ، التي أسكرت البشرية حتى الثمالة ؛

وحتى سقطت إلى التراب الأدنى ، وتمرغت في العار ، واستسلمت للهلاك .

أخذ المخلص من نبع جراحه ، الذي فجّرته الحربة ،

أخذ الدم والماء ، وصنع خمراً حلوة ومباركة ،

وقدمها لهم ، قائلاً :

" أشربوا دمي ،

الذي سُفك من أجلكم ،

خذوا حياتي في كيانكم واتحدوا بي ؛

لتكون لكم حياة الله " ! ...

،...،...،...

ارتفع كأس الخلاص بين الناس بالخمرة الجديدة ، التي لونها ورائحتها من الجلجثة..

فأسكرت بمذاقها الرجال والنساء المؤمنين المسيحيين !

حينئذ عاينوا عذوبة الحياة الجديدة .

،...،...،...

يسقط لوسيفر عربون سقوطه الأخير ، ويحترق .

تتصاعد ذبيحة المحبة في مجد .

تتحد الأرض بالسماء عبر نسائم الرضى !...

ليست هناك تعليقات: