عـادل عطيـة
.. المسيح قام .
.. حقاً قام .
ترددها الحياة التي انتصرت ولم تمت ،
كمراثي في عيد موتنا المتمسكين به رغم عظمة القيامة !
تخاطب ارادتنا التي اختبأت في محاجئ الشر ،
وفي ستر ليل الاثم الطويل ..
وقد تخطينا الأيام الأربعة بكثير ،
قابعين في قبورنا المبيضة من الخارج ،
التي نسجناها بكسر وصية البر ، والقداسة !
.. المسيح قام .
.. حقاً قام .
ترددها الطبيعة التي تقدست بتجلي القيامة ..
فقيامة المسيح والفجر كانا على موعد ،
فغدا الفجر من حاملات الطيب قارورة الطيب !
والنور الذي انفجر من ظلمة القبر ،
انتشر في المدى جديد نهار على جديد حياة صباحاً اثر صباح !
في اجفان الزنابق تألق نوره فوحاً وبوحاً وصلاة !
قعال الدوالي في الكروم تفتقت عن حلمها الاسنى في العنقود ،
أما نبض الحياة فاستقام على وقع أوتار النور واهازيج الانتصار !ّ
.. المسيح قام .
.. حقاً قام .
ترددها قوة القيامة ومجدها ؛
لنطرح عنا رباطات موتنا بعيداً .. بعيداً ،
ونقدم حياتنا للذي أطلق بقيامته الفريدة المسبيين من نير الاسر أحراراً كضوء الشمس !
**
فـي موكـب القيامـة
على جناح التيه ، في عتمة الليل ، وقف الشيطان مختالاً ..
يتأمل آخر كوكبة من الشهود ، تنساب في قتامه ، تاركة بحر الجلجثة .
كانت رياح الشر قد سكنت ، وأمواج الغدر قد همدت ،
بعد أن طرح يسوع من سفينة نوح ، وابتلعه حوت الموت .
وجد إبليس نفسه شامخاً ، فتنفس الصعداء ، وبقهقهة هستيرية أذاع إنتصاره :
لن يصل المصلوب إلى نينوى البشرية ، لقد دفن في جب النهاية وسر الخلاص معه !
،...،...،...
أحشاء الموت تعوي ، لهيب الحمل يذيب خلاياها ، تلفظه عن غصة أليمة على شاطئ الهاوية !
،...،...،...
في فجر القيامة ..
دَشّن السيد المسيح الطريق الضيق ، ويلتقي بأهل نينوى البشرية .
في عرسهم ، في عرس قانا القيامة ..
نضبت خمرة الموت الأبدي ، التي أسكرت البشرية حتى الثمالة ؛
وحتى سقطت إلى التراب الأدنى ، وتمرغت في العار ، واستسلمت للهلاك .
أخذ المخلص من نبع جراحه ، الذي فجّرته الحربة ،
أخذ الدم والماء ، وصنع خمراً حلوة ومباركة ،
وقدمها لهم ، قائلاً :
" أشربوا دمي ،
الذي سُفك من أجلكم ،
خذوا حياتي في كيانكم واتحدوا بي ؛
لتكون لكم حياة الله " ! ...
،...،...،...
ارتفع كأس الخلاص بين الناس بالخمرة الجديدة ، التي لونها ورائحتها من الجلجثة..
فأسكرت بمذاقها الرجال والنساء المؤمنين المسيحيين !
حينئذ عاينوا عذوبة الحياة الجديدة .
،...،...،...
يسقط لوسيفر عربون سقوطه الأخير ، ويحترق .
تتصاعد ذبيحة المحبة في مجد .
تتحد الأرض بالسماء عبر نسائم الرضى !...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق