الاثنين، أبريل 05، 2010

مفقود



إيلي معلوف


أنا مفقود
إسمي،،
لم أعد أذكر إسمي
لم أعد أذكر حتى إن كان لي إسم
كل ما أُعرف به...رقم
أو شتيمة أُنادى بها..
أنا مفقود
لست أدري أين أنا
أظن بأنني في أحد السجون
أو في معتقل
أو في صحراء الجنون
أو ربما أكون مجنون،،لا أدري
لا أدري كم من الوقت مضى وأنا هنا
أُعذبُ وأُشتم
لا أدري ما السبب،، لا أعلم
لا أعلم أي سوء إرتكبت لأُُظلم
أي خطيئة وقعت فيها لأندم
يا إلاهي لماذا؟؟
لماذا أنا معتقل، مازلت لا أفهم..
أنا مفقود
يدي مكبلتان
ذراعاي مشدودتان
معلق كعنقود
عيناي لاترى سوى الظلمة في وضح النهار
وفي الليل لا ترى سوى ظلم الجنود..
أنا مفقود
موجود
في مكان نتن
تفوح من جسدي رائحة العفن
عظامي تنهنهت حتى اشتهت
ألنوم في الكفن،،
مضى زمن لم أسمع زقزقة عصفور
أو صفير الرياح
ما أسمعه، صفير السوط
وبكاء الجراح
واللون الأحمر الذي،،
يتطاير خوفاً من حامل السوط
من السفاح..
أنا مفقود
هل من أحد يذكرني ويحس بغربتي؟
أنا خائف وأرتجف
أنا أبكي ودمعتي تحرقني
في قلبي الضعيف شوق لحضن والدتي
للشبابيك الخضراء
لمنزلنا
لأزهار حديقتنا
لعطرةٍ تسكن شرفتنا
لقمرٍ مغرمٍ بسماء قريتنا ..
أنا مفقود
وضاعت مني سنوات العمر
في هذه الزريبة المزلّة
برفقة الذباب الأزرق
والنمل الأشقر
والتعاسة والذل الأحمر
والثواني الطويلة المملة،،
هنا فقدت العزة والكبرياء
ودموعي ترفض الاستجابة للبكاء
نسيت الصلاة
نسيت الدعاء
وكيف أصلي ان كانت عيوني لا تستطيع رؤية السماء
اين السماء؟؟
أنا مفقود
إسمي ألف وإثنان وعشرون
متوسط القامة
بني العيون
عمري،، لست متأكداً
أظنه أربعون
أو ربما خمسون
أذكر بأنه كان لي منزلاً وعائلةً
وزوجة وبنون
وكانت لي والدة تقية و والد حنون
وأذكر بأنني أدليت بصوتي
عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون
لمرشح أراد تمثيلي
هو أصبح نائباً في البرلمان
وأنا أصبحت مفقود
نسي الوعد بأنه
لو أنني انتخبته
لن ينساني ولن ينسى الوعود
لكنه نسي الوعد،،تناساني
وما زال نائباً في البرلمانِ
وأنا أصبحت طيفاً من الذاكرة
من ذاكرة النسيانِ
ما زلت مفقود..
أنا مفقود
أعيش في زنزانة في معتقل
لا نائبي ولا مختار قريتي
ولا دولتي
غيابي افتقدت
أو عناء تحريري تكبدت
أنا مفقود
من حقي العودةِ
الى بيتي
الى حضن والدتي
الى ولدي وابنتي
أنا فاقد الأملِ
أموت في معتقلي
بصمت مقفلِ
وما من أحد
ما من أحد يصغي لي
لأنني ،،، مفقود

ليست هناك تعليقات: