‏إظهار الرسائل ذات التسميات سعيد علم الدين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سعيد علم الدين. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، فبراير 15، 2010

الشاعرُ الثائرُ

بحث وتقييم وتحقيق وتعليق من سعيد علم الدين

إنها ثورة القلم الحر، والحضارة العربية الإنسانية المستنيرة الجامعة بمحبة واحترام لكل اقلياتها، وثقافة الحياة الربيعية الرائعة بكل بلابلها وفراشاتها، والشرق المشرق بالفكر والشعر والبطولة والحب والفروسية والجرأة والشجاعة والمواجهة والغيرة والمعرفة والعلم والمستقبل والإخاء، والمزركش بأبهى حُلَلِ شعوبه واديانه ومذاهبه وفلسفاته واقلياته وعرقياته الكريمة والقديمة والأصيلة والخالدة منذ فجر التاريخ.
انها ثورة النور على الظلام تتفجر أحرفا ومنارةً وبهاء وليس انتحار ارهابيين همجيين وبرابرة اغبياء، وأشلاء بريئة عزيزة وايتاما وارامل ودموعا ودمارا ودماء!
انها ثورة عمالقة الفكر الصائب النجيب على اقزام المغاور والكهوف والمخابئ والملاجئ ومجارير واقبية المخابرات والسراديب!
انها ثورة ثقافة الحياة والحرية والحب والعشاق والصباح والانفتاح على آفات ثقافة الموت والاستعباد والحقد والنفاق والانغلاق والموت البطيء بثاني اوكسيد اصنام الاختناق!
أصنامٌ خاوية من هواء ارتفعت شاهقة في العلاء وسيطرت على المجتمع الشرقي بالحروب والاستبداد ونهر الدماء سيطرة عمياء وصار يتخبط بسببها في الظلام الدامس خبط عشواء !
إنها ثورة الزهاوي الثقافية التنويرية على القمع والاستبداد من أجل قيامة شرق حر جديد!
إنها ثورة العصر المجيد على تحجر التراث وصنمية رجال الدين وغباء العادات وعفن التقاليد!
إنها ثورة الحرية الفكرية الابية التي لا تعرف الرصاص ولا النار ولا الانقلابات الدموية ولا الاحزمة القذرة الناسفة ولا قرقعة الدبابات والحديد!
انها ثورة الصدق والعنفوان وصلابة الموقف، وعناد العقل العارف الثاقب الكاشف لأهل الكذب والجهل والبهتان، أصحاب العقل القاعد الخامد الغارب الجاهل الفاشل الخامل الجامد البليد!
إنها ثورة اللب والجوهر على النصوص مطلية بماء الذهب المزيف وقشور الفكر المزوَّر!
إنها ثورة الشاعر المقاوم الذي لا يهادن ولا يساوم، خاصة عندما يثقب الأيام ببصيرته فيرى الحقائق كشمس الضحى، ويخترق الزمن بفكره المضيء فيعبد لنا الطريق بالمصابيح!
وهكذا عندما نصب شعراء العربية في بلاد النيل اميرا للشعراء اسمه احمد شوقي فاتهم ان ينصبوا في بلاد ما بين النهرين اميرا للشعراء الثوار اسمه جميل صدقي الزهاوي.
فالزهاوي كان عبقريةً عظيمةً استمدت جذورَها من عظمة تراث بغداد، التي اغنت ابداعهُ الفكري، واستمدت جذوتَها المشتعلة من الحالة الاجتماعية المتخلفة، التي تمرد شاعرُنا عليها محاولا اصلاحها بكل ما اوتي من قوة، حتى غدت قضية حياة بالنسبة إليه، وأيضا استمدت غزارتَها من غزارة تدفق دجلة والفرات اللذان افاضا عبقريتَهُ بفيضانِ تدفقها الشعري.
وكما انجبت الكوفةُ شاعرا فذا، وفارسا هماما اسمه ابو الطيب المتنبي فلقد انجبت بغداد بعد الف عام تقريبا شاعرا جريئا، ومفكرا حرا اسمه الزهاوي.
الفرق وباختصار بين الزهاوي والشاعرين الكبيرين والكثير من الشعراء، أن الزهاوي لم يكن شاعرا، بقدر ما كان ظاهرةً ثقافية اصلاحيةً ثورية عارمة ذا نظرةٍ ثاقبةٍ، ومنارةً فكرية أدبية علمية مجددةً جريئة هادفة، واضعا الاصبعَ على الجرح بكل صراحةٍ ووضوح، ومحرضا من اجل ذلك على التحرر من الآفات الاجتماعية والامراض والعادات الموروثة التي تؤخرنا عن الغرب، و تتركنا نعيش الأوهام وكأنها حقائق. أي أن مجتمعاتنا مبنية على الأوهام وما زلنا نتخبط في أوهامنا وكأنها حقائق ثابتة. منشدا:
هل يخرقُ العاداتِ في ما جاءَهُ إلا جريءٌ لا يخافُ مُلاما ؟
من يحسبِ الأوهامَ منه حقائقاً يجدِ الحقائقَ كلَّها أوهاما
مقارنا بمرارة بين تطور الغرب وسعي أبنائه إلى التقدم وتأخر الشرق الغارق في سبات عميق :
الشرقُ ما زال يحبو وهو مغتمِضُ والغربُ يركض وثباً وهو يقظان
والغرب أبناؤه بالعلم قد سُعدوا والشرق أهلوه في جهل كما كانو
فالناس في الغرب مشغولين بالعمل والإبداع والإنتاج والاختراع
بينما نحن مشغولون بترهات الحلال والحرام، وتبادل الاتهام في قضايا الدين، ولعن اليد الشمال وتقديس اليمين، وتخوين الفلاسفة وتهجير المبدعين وقتل المفكرين وكتم افواه العارفين وشتم المخلصين، والغرق حتى الاذنين في بحور من الوحل التبريري والطين، والاشتغال دون يقين لمعرفة هل الملائكة هم ذكور ام شكور أم ربما إناث أم خناث؟
منشدا:
الغرب يُشْغِلُه مالٌ ومتربةٌ والشرقُ يشغِلُهُ كفرٌ وإيمان
الغرب عزٌ بنوه أينما نزلوا والشرق إلا قليلاً أهلُه هانوا
..
إلا أن الزهاوي لم يفقد الأمل بقيامة العرب ونهضة الشرق من جديد
بقوله:
نعم فسِدت في الشرق بعض عروقه ولكن بجسم الشرق ما فسِدَ الدمُ
سترقى بلادُ الشرقِ بعد هبوطها لو أن بنيها استيقظوا فتعلموا
ويعبر عن هذا الاستيقاظ بأبياتٍ تدعو الى نفض القديم والتجديد في الفكر الديني المستبد.
جَهِلَ الذين على قديمٍ عَوّلوا إنّ الزمانَ يُغيّر الأحكاما
وينتفض شاعرنا الثائر داعيا بصراحة الى الحرية من هذا الاستبداد، والتحرر من القيود، والثورة على الخرافات، متمردا على القدر بأفكار مبكرة مستنيرةٍ، وأشعارٍ تلسعُ النائمين والمتخلفين والجهلة من رجال الدين الصنميين المتزمتين، يلسعهم بسياطٍ من نار المفكر العليم،
منشداً:
بُثُّوا بألسنةٍ لكم من نار ما في جماجِمِكُم من الأفكار
ثوروا على العادات ثورةَ حانق وتمردوا حتى على الأقدار
كونوا جميعا سادةً لنفوسِكُم فالعصرُ هذا سيدُ الأعصار
لا تقبلوا في الدين ما يَرْوُونَهُ إلا إذا ما صحَّ في الأنظارِ
إن اليقينَ لفي الشهودِ جميعُهُ والشَّكُ كلُّ الشكِ في الأخبارِ
أُنضوا القديمَ وبالجديدِ توشَّحوا حتَّامَ تَختالونَ في الأطمار
وتملَّصوا من نيرِ كلِّ خرافةٍ خرقاءَ تلقي الريبَ في الأفكار
وتحرَّروا من قيدِ كلِّ عقيدةٍ سوداءَ ما فيها هدى للساري
قولوا الحقيقةَ جاهرينَ وأعلنوا للناسِ ما فيها من الأسرارِ
هي غادةٌ حسناءُ إن لم نحتفلْ بِجمالِها ذهبت الى الأغيارِ
أَنَسومُها خسفاً ونوسِعُها قلى يا للجَهالةِ ثم يا للعارِ
إن الحقائقَ كالصَّباحِ جميلةٌ للناظرينَ وكالنجومِ عوار
..
وبما ان حجاب المرأة كان بالنسبة اليه احد اسباب هذا التأخر، الذي اعتبره حجابا للعقل والفكر وليس غطاء للرأسِ والشَّعر.
كيف لا وهي نصف المجتمع وعندما نعطل نصف عقل المجتمع معنى ذلك لا بد وان يغرق المجتمع في الجهل والتخلف.
أخرَّ المسلمين عن أممِ الأرضِ حجابٌ تشقى به المسلماتُ
ولهذا طالبها علنا بالسفور قبل اكثر من ثمانين سنة.
في هذه الأبيات الجريئة:
مزقي يا ابنـة العراق الحجابا واسفِري فالحياةُ تبغي انقلابا
مزقيـه أو احرقيـه بلا ريثٍ فقد كــان حارساً كذابا
عزوا الحجابَ الى الكتابِ فليتهم قرأو الكتابا
إن التعصبَ مانعٌ أن تبصرَ العينُ الصَّوابا
زعموا أن في السفور سقوطاً في المهاوي وأن فيـه خرابا
وإذا ما طالبتَهُم بدليلٍ يثبتُ الدعوى أوسعوكَ سبابا
كَذَبوا فالسفورُ عنوانُ طُهرٍ ليس يلقى معرّةً وارتيابـا
ويتابع في صرخةِ بطولية فروسية ناقدة جهورية ثابة الخطى، شديدة الوقع، صلبة الموقف لا مثيل لها في تاريخ الأدب العربي:
كان الحجاب يسومها خسفا ويرهقها عذابا
إن الأ ُلى قد أذنبوا هم صيروه لها عقابا
وسيطلبُ التاريخُ من ناس لها ظلموا الحسابا
..
وردا على مقولة المرأة ناقصة عقل ودين يقول
وكل جنس له نقصٌ بمفرده أما الحياة فبالجنسين تكتمل
مثلما كلُّ طائرٍ بِجِناحٍ في سمائهِ لا يطيرُ
..
أحدثت رسالته (المرأة والدفاع عنها) ضجة كبرى في العالم العربي الإسلامي، فهاج الناس على أثرها واحتجوا عام 1908 إلى (ناظم باشا) والي بغداد، يطلبون عزله من وظيفته. ونتيجة لذلك أقاله الوالي، واشتد سخط العامة عليه، وبتحريض من بعض القائمين على المؤسسات الدينية، ومن معهم من أهل الفكر المتخلف، مما اضطره إلى ملازمة داره خوفاً من الاغتيال. خاصة وان الشيخ سعيد النقشبندي كان قد كتب رسالة تبيح دم الشاعر بعنوان (السيف البارق في عنق المارق)
ونصرهفي معاناته هذه الدكتور المستنير (شبلي شميّل) والأديب (وليّ الدين يكن) في مقالات نشراها في صحيفة المُقطَّم المصرية وغيرها.
ولهذا فالزهاوي هو من الشخصيات النادرة في العالم العربي وفي العالم اجمع.
ولقد وصف شخصيتَهُ قائلا: " كنت في صباي أسمى "المجنون" لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي "الطائش" لنزعتي الى الطرب، وفي كهولتي " الجريء" لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي"الزنديق" لمجاهرتي بآرائي الفلسفية".
ولهذا فغضبه على الواقع العراقي والعربي الاستبدادي المزري فجر في داخل مكنونات نفسه براكين غضبة المتأججة شعرا رائدا حرا، لروح متألمة هدفها الاسمي هو النهوض بالمجتمع العراقي والعربي:
من التخلف الى التقدم، ومن القعود الى النهوض؛ من الجهل الى النور، ومن الأمية الى العلم؛ من الانغلاق الى الانفتاح، ومن الاستبداد الى الحرية؛ من الخنوع الى الثورة؛ ومن التقوقع والاختناق في خيمة ظلال القرون الوسطى الى التحرر والانطلاق في افاق العصر الحديث.
لقد اجتهد وجد في محاولته الجبارة بانتشال المجتمع من مستنقع الخرافات الغيبية والتقاليد والعادات الغبية الى الحداثة العصرية تنير دربها الحقائق العلمية معطوفة على الجرأة الفكرية والآراء الفلسفية.
فلقد كان شاعرا مجدا، ومفكرا مجتهدا، ومجاهدا ثابتا، وخالقا مبدعا، وفذا وضليعا وعارفا وكاشفا ومحلقا في كافة الميادين والحقول التي تطرق اليها:
كان احد زعماء حركة التنوير العربية سابقا ابناء عصره بمئات السنوات، مثله مثل ابن رشد والحلاج وطه حسين والمعري وجبران وغيرهم الكثيرين من قادة الفكر التنويري قديما وحديثا
والذين حاربناهم قديما وما زلنا نحاربهم حديثا.
ولهذا ولا عجب ان تتخبط مجتمعاتنا على غير هدى، ونهجر من اوطاننا الدكتاتورية البالية الى بلاد العالم الديمقراطية الراقية، ونخسر سيادتنا واستقلالنا وتتمرجل علينا اسرائيل وايران. ويسيطر على شبابنا الفكر الدموي الانتحاري العبثي ، ويعبث بمستقبله المتطرفون والمتشددون والمنافقون والدجالون والمتزمتون والرافضون للعقل والعلم والمنطق ولنور الكلمة وحرية الفكر والتعبير.
فما نزرع سنحصد. وعندما نزرع الامية والجهل والتعصب والتطرف سنحصد الارهاب والاشلاء والقتل وسفك الدماء!
لقد كان الزهاوي شاعرا هماما، وانسانا عظيما، ومثقفا ناقدا، وأديبا كبيرا، وفيلسوفا عالما، وفارسا شجاعا ممتطيا صهوة الشعر العربي بغزارة وبراعة وعقلانية
بقوله العقلاني:
لا أطمئنُ لغيرِ ما أنا سامعٌ أو مبصرُ
واقتناع عميق بالمحسوس وشعور أعمق بالملموس.
بقوله
إني امرؤٌ لا أجهُرُ إلا بما أنا أشعرُ
الزهاوي هو شاعر وفيلسوف عراقي كردي الأصل ولد في بغداد الاربعاء 18 حزيران عام 1863م، ونشأ وترعرع في بيت علم وجاه في كنف والده مفتي بغداد محمد فيضي الزهاوي.
درس العلوم الشرعية الاسلامية والاداب العربية في مدرسة والده واتقن من اللغات العربية والكردية والتركية والفارسية.
تبوأ مناصب عدة في الدولة العثمانية ومنها تدريس الفلسفة الاسلامية في المدرسة الملكية في اسطنبول. وظل عضوا في مجلس الاعيان العراقي. وفي صبيحة الثالث والعشرين من شباط عام 1936 استيقظت بغداد على خبر مفجع أليم هزها من الاعماق، وأغمض شاعرها الكبير عينيه عن عمر يناهز 72 عاما ودفن في موكب مهيب في مقبرة الخيزران في الأعظمية. ترك الزهاوي آثارا ومؤلفات في مختلف المواضيع ومنها شعر كثير يناهز العشرة آلاف بيت.
وبأبيات من قصيدة جميلة استقبل بها ام كلثوم، وهو في الخامس والستين من العمر، عندما احيت حفلا غنائيا في بغداد، معبرا عن اعجابه بفنها الأصيل وعن شغفه بالطرب.
يقول فيها:
الفنُّ روضٌ أنيق غيرُ مسئوم وأنتِ بلبُلُه، يا أمَّ كُلثوم
يا أم كلثومَ، غني فالهوى نغمُ تلَذُّه الشيبُ والشبانُ كلهمُ
من أجل صوت رخيم منك يسمعه يا أم كلثومَ جاء الجمع يزدحم
غني وغني على الأوتار صادحةً فإنما بالأغاني تنهضُ الأممُ
ويتابع كعادته محرضا الانسان العراقي والعربي على الاهتمام بالدنيا فقط والشبع من ملذاتها، لكي يتسنى له صنع اقداره بيديه. قائلا:
افرَحْ بدنياك، واشبعْ من مشاهِدها فبعدَها لا ترى شمساً ولا قمرا
لُمْ منك نفساً أضاعت ويك فُرصتَها ولا تعاتبْ على ما فاتك القَدرا
لقد احب الزهاوي وطنه العراق وكان كلما ابتعد عنه جن اليه حنينا والى اهله أنينا:
وطني الذي فيه ولدتُ هو الذي فيه أبيدُ
عنه، على شغفي به، أنأى وتُرجعني العهود
أبعدتُ عن وطني وها أنا ذا الى وطني أعود
فشهقتُ في أحضانه أبكي كما يبكي الوليدُ
إني إذا احتاجَ العراقُ فبالحياة له أجود
إن لم أذد أنا عن حقوقٍ للعراق فمن يزودُ؟
..
يا موطناً قد ذبتُ فيه غراما أُهدي إليكَ تحيّةً وسلاما
لولاكَ لم أكُ في الوجود ولم أشِمْ بَلَجَ الصباحِ وأسمعِ الأنغاما
أفديكَ من وطنٍ نشأتُ بأرضهِ ومرحتُ فيه يافعاً وغلاما
ما كنتَ إلا روضةً مطلولةً تحوي الورودَ وتفتقُ الأكماما
غازلتُ منها في الغُدوّ بنفسَجاً وشممتُ منها في الأصيل خُزامى
وسعدتُ ألعب فوق أرضكَ ناشئاً وشقيتُ شيخاً لا يطيق قياما
..
ويلٌ لأمةٍ بعد الوفاقِ تخالفت، فتقطعت لخِلافِها أوصالُها
من كلِّ عاصمةِ الرشيد لأهلها لم يبقَ إلا طيفُها وخيالُها
عاثت بِها فتاكةً أبناؤُها، فكأنَّما أبناؤها أغوالُها
لم يبقَ عند بني العراق سوى المنى أما المنى فطويلةٌ آجالُها
..
وكأنه يتنبأ بالمأساة الرهيبة التي حلت في العراق حيث يقول:
يا قومَنا لا نفعَ في أحلامِكمْ فخُذوا الحقائقَ وانبذوا الأحلاما
أخشى عليكم في الحياة تدهوراً فيه الرؤوسُ تُقبِّل الأقداما
ويتابع بطريقة ملفتة للنظر وكانه يثقب بنظره المستقبل بعشرات السنوات من عمر العراق. حيث يقول:
قد اسودَ ليلُ الظلمِ حتى كأنَّهُ ستارٌ على الأرضِ الفضاءِ سديل
ويا لك من ليلٍ يروعُ كأنما بكلِ مكانٍ منه يرقبُ غول
وقد قرَّ حتى قلتُ قد جمدَ الدجى وخلتُ بياضَ الصبحِ ليس يسيلُ
وعسعسَ يرتاعُ الكرى من ظلامهِ وطالَ وليلُ الخائفينَ يطول
إذِ الوطنُ المأسورُ ينهضُ قائماً فتَقْعُدُ أغلالٌ به وكبولُ
مضى ما مضى ولا عادَ واليوم فاستمع الى لهجةِ التاريخِ كيفَ يقولُ
ستُكْتبُ فيه بالدماء حوادثٌ وتقرأُ للويلاتِ فيه فصولُ
ويذهبُ هذا الجيلُ نِضو شقائهِ ويأتي سعيدا بالسلامةِ جيلُ
وفي الحكام
كَسَدَت تجارةُ كلِّ شيءٍ عندَهُم إلا النفاقَ ، فإنه لا يكسَدُ
وفي الشعب
الشعبُ بالقيدِ الثقيل مكبلٌ حتى يكاد إذا تحركَ يقْعُدُ
..
وقد كان بارعا في وصف المرأة
وجهٌ تفيضُ به الصَّباحةُ مثلُ زنبقةِ الغداةِ
وحواجبٌ زجٌ تُطلُ على عيونٍ ناعسات
وفمٌ جميلٌ فوقهُ انفٌ يزينُ الوجهَ ناتي
والجيدُ اتلعُ مثلما شاهدتَ في ظَبي الفَلاةِ
اما القوامُ فانهُ لدنٌ كَعاليةِ القناةِ
..
وكالكثيرين من العلماء والفلاسفة العظماء والشعراء العمالقة اضطرب الإيمان الموروث عند الزهاوي ليتحول الى شك وبحث عن الحقيقة ادى الى الالحاد التام معبرا عن ذلك بثورة متوقدة عارمة على الفكر الديني التقليدي الاستبدادي توجها في السبعين من عمرة بملحة شعرية من 435 بيتا من الشعر على وزن وقافيه واحدة ونشرها سنة 1929 بعنوان "ثورة في الجحيم" . حيث تقع حرب طاحنة بين اهل النار الثائرين على اهل النور أي ملائكة الجنة.
سأقدم فقط وصفه للملاكين منكر ونكير بطريقة زهاوية هزلية كاريكاتورية متهكمة لا تخلو من السخرية بعد أن ايقظاه في القبر من الموت
لهما وجهان ابتنت فيهما الشَّرةُ عُشَّاً كلاهما قِمطريرُ
ولكلٍّ انفٌ غليظٌ طويلٌ هو كالقرنِ بالنطاح جديرُ
وبأديهما أفاعٍ غلاظٌ تتلوى محفوفةً وتدورٌ
والى العيونِ ترسلُ ناراً شرُّها من وميضِها مستطيرُ
كنت في رقدةٍ بقبري الى ان ايقظاني منها وعاد الشعورُ
وبعد نشر القصيدة الملحمة رفع الناقمون الامر الى الملك فيصل الأول، فاستدعى الزهاوي ولامه على فعلته. فصاح الشاعر قائلا: وماذا اصنع يا سيدي! عجزت عن اضرام الثورة في الارض فاضرمتها في السماء.

الخميس، فبراير 12، 2009

بيروتُ تناديكُم لَـبُّوا النِّداء

سعيد علم الدين

لا تتأخروا في 14 شباط عن اللقاء
ستستقبلُكُم بيروتُ كعادتها بترحاب
وتفتحُ لكم القلبَ والأبواب
فأهلا بكم من كل الأصقاع
من الجنوب والشمال من الجبل والبقاع
..
جددُوا العهد لوطن الشهداء
أهدُروا بصوتِكُم أيها الشرفاء
وانشُدوا معا نشيد الولاء
نعم للبنان أولا
سيدا حرا عربياً ديمقراطيا مستقلا !
لا ولاء إلا للبنان
ومن له ولاءات للخارج
فليبحث في الخارج عن أوطان
..
إلى ساحة الشهداء الأماجيد
عمَّدوا بدمائهم استقلال الوطنَ الفريد
بتاريخه، ورسالتِه، وانفتاح شعبه الحر العنيد
يقدمُ من أبنائه الشهيد تلو الشهيد
من كمال إلى بشير إلى رينيه إلى وليد
ومن رفيق إلى فرنسوا إلى وسام عيد
لينهض من كبوته من جديد
وتحتفلُ أطفالُه بِاستقبال عيد سعيد
..
إلى ساحة المجد التي أصبحت رمزاً للحرية
في لبنان والعالم العربي ولكل الأحرار
إلى ساحة العز والعنفوان والوطنية
لنهتف معا :
النصرُ لك يا لبنان
على أنظمة القتل والاغتيال
وعلى أهل الغدر والدمار
..
إلى ساحة المحكمة الدولية
لتنتصر العدالة على الهمجية
إلى ساحة الحقيقة
فهي الباقية ذخرا للبشرية
إلى ساحة الخلود والأبدية
ساحة الشهيد سمير قصير بطل الثوار
ساحة الشهيد جبران تويني ديك النهار
ساحة بيار الجميل شهيد الثبات والإصرار
ساحة الشهيد جورج حاوي سيد النضال
ساحة أنطوان غانم ووليد عيدو الصنديد
إلى ساحة الرئيس الشهيد رفيق الحريري
والشهيد باسل فليحان
..
إلى ساحة الشهيد الحي النائب مروان حمادة
بطل انتفاضة الاستقلال
إلى ساحة الشهيد الحي الوزير الياس المر
بطل الموقف الوطني الحر
إلى ساحة الشهيدة الحية مي شدياق
وهي تفضح بجرأة لا مثيل لها أهل النفاق
إلى ساحة الحرية
لتقولوا معا :
بيروت منصورة
على الكبت والقهرِ والشمولية
إلى ساحة الأب المقاوم الرئيس فؤاد السنيورة
إلى ساحة فخامة رئيس الجمهورية
القائد الهمام ميشال سليمان

الاثنين، فبراير 09، 2009

إلى ساحةِ الحريةِ يا أحرار

سعيد علم الدين

14 شباط يناديكُم لبوا النداء
نداءُ الواجبِ ولقاءُ الأحباب
في وسط بيروت في ساحة الشهداء
وعناق الشرفاء مع الشرفاء
سيستقبلكُم كعادته بابتسامته أبو بهاء
برفقة باسل فليحان وكل الرفقاء
سمير وجورج ووليد وبيار وجبران
البسمةُ على الوجوه صباح
العطرُ من نَدى الأزهار فاح
الفينيقُ من رماده قام
ليعيد للوطن الأرز الأمان
ستقرعُ الأجراسُ ويرتفعُ ولآذان
وتتعانقُ الأهلةُ مع الصلبان
وسيصفقُ لكم بكلتا يديه الزمان
ويقول لكم:
عاش لبنانكم عاش لبنان!
فلا تتأخروا عن اللقاء
يا شباب العنفوان !
..
اشتاقت لكم مدينة الشهداء
لتجددوا الولاء لوطن الشهداء
واشتاقت لكم أرواح الشهداء
بعد سنة غياب
لتنشدوا معها نشيدَ الوطن
ولتحملوا معها العلم
ولتصرخوا صرخةً مدويةً تسمعها كل الأمم
نعمٌ ثم نعمٌ ثم نعم
للحقيقة .. للمحكمة .. للعدالة
"وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَاب"
نعمٌ ثم نعمٌ ثم نعم
لثقافة الحياةِ وهي للأطفالِ تبتسم
لا لثقافة الظلامِ والفناء والعدم
نعم لثقافة الفرح والعطاء والأزهار
لا لثقافة الموت والدمارِ والإرهاب
لا لتجار الضمائر وبيع الذمم
نعم للبنان الحلم
كما حلم به أبو بهاء
كما حلمت به كل الشهداء
كمال وبشير ورينيه وحسن وسليم وداني ورياض
10452 كلم2
سيداً.. حراً.. مستقلا.. عربيا .. ديمقراطيا
لكل أبناء الوطن
نعم للبنان السيد الحر المستقل
نعم لقوى 14 آذار
تضحي بالأرواح من أجل المستقبل
فمن جميع أنحاء لبنان
هُبوا إلى اللقاء أيها الشرفاء
يوم السبت المقبل !

الخميس، ديسمبر 11، 2008

النصرُ لكم يا ثوارَ الأرز

سعيد علم الدين

ونَدَهَتْ روحُ الشهيدِ جبرانَ تويني:
أبتاهُ: لا تهتمَ ! لا تحزنَ ! ولا تتألم !
فأنا سعيدٌ مع سميرٍ في الخلودِ أنْعَم
أبتاهُ !
أنا ما نَدِمْتُ على جموحي وإصراري واندفاعي ولن أندَم
عندما الكلماتُ تتقِدُ في خاطري ، تلتهبُ مع مشاعري
تثورُ في داخلي من أجل الحقِّ ، وعن الحقيقةِ تتكلَّم
أبتاهُ!
لم يكن هناك بدٌ من المواجهةِ
وهي تبقى من الجبنِ والتراجعِ أسْلَم
وإلا فكيفَ يا أبَ "النهار"، الْمُلْهَم
ستنتصرُ الحريةُ في لبنانَ وتنعَم ؟
وإلا فكيفَ يا أبَتِ ،
سيسلمُ شرفُ الكلامِ الحرِّ من الأذى
إذا لم يُهدرْ على جوانبِهِ الدمُ الأحمر؟
نحن مشاعلُ الشرقِ أبناءُ العُلى
ندفعُ ضريبةَ العشقِ بالقاني
لسيادة الشعب اللبناني
ولاستقلال الوطن الصغير الأعظم
ندفعُها برضاءٍ واندفاعٍ ونحن نَتَبَسَّمْ
لترددَ الأجيالُ لَحْنَ الحريةِ وبأنشودتِهِ تترنمْ
ولتحملَ باليدِ اليمنى القلمَ وباليسرى العلم
وتتابعَ السير على خطى من قدَّمَ الروحَ
والصفوفَ في "ساحة الحريةِ" البيروتية تَقدم
...
ونَدَهَتْ روحُ الشهيدِ جبرانَ في الجموعِ هاتفةً
النصرُ لكم يا ثوارَ الأرز
مكتوبٌ في كتابٍ مُحْكَم
على قوى البغي والشَّرِّ الأبكم
النصرُ معقودٌ على جبينِكُم
نحن الشهداء رأيناه من العلياء
نحن نعلم.

الجمعة، مايو 16، 2008

لن تُسامِحَكُم بيروتُ!

سعيد علم الدين
لن تُسامِحَكُم بيروتُ!
وإن عَضَّتْ على الجراحْ
الزمنُ طويلٌ
والحياةُ أزهارٌ وكِفاحْ
وأزهارُ بيروتَ البيضاء
لها عبيرُ كَفَّيْ أبي بهاء
عشيقُ وطنٍ مُسْتَباح
وشعبٍ أثْخَنَتْهُ الجِراح
هوى من أجلِ خلاصِهِما إلى العلاء
مع رفاقٍ في عيد العشاق
..
وسِجِلُّ بيروتَ في المقارعَةِ والعروبة والنضال
يا صغار!
علَّم الشعوبَ ألوان الكفاح
..
وجهادُ أبي بهاء من أجلِ استعادةِ الاستقلال
سَيُكَلَّلُ حتماً بهمَّةِ أحرارِ ثورةِ الأرزِ
بأكاليل النصرِ والنَّجاح
..
لن تُسامِحَكُم بيروتُ
بعد ان استبَحْتَم كرامَتِها في ذاك الصباح
وحولتُم أفراحَها إلى أتراح
فاتحةٌ ذراعَيها كعادتِها في استقبالِ الأحباء
وأنتم يا لبشاعتِكُم يا أوغاد
كنتم عليها ألدَ من ألدِ أعداء
ترمونَها بالنبالِ
عاريةَ الصَّدِرِ
تَطْعَنونَها بالرماح
في مَطْلَعِ الفجْرِ
تُقَطِّعون شوارِعَها والأوصال
بحقد دفينٍ وغَدر
وهي تتساءلُ مدهوشةً ملهوفةً مرعوبةً متوجعةً:
ماذا يفعلُ هؤلاء الأولاد؟
هل سيقولون غدا "لو عرفنا ما فعلنا !"
أم حولَهُم المالُ النظيفُ إلى أوساخ !
سياستكم كلها مبنيةٌ على الخدع والكذبِ والاحتيال
وهل الإضرابُ كان لتحقيق مصالِحِ العمال
أم انقلاباً لإسقاط الحكومة الشرعية بالإرهاب
وجر البلاد إلى الفوضى والفتنة والخراب؟
..
لن يسامِحَكُم أهلُ بيروتَ!
بعد أن خنتُمُ الأمانَةِ
ووجَّهْتُم إلى صدورِهم السلاح
أرعبتُموهم ذاك صباح
وهم في الأسرَّةِ نيام
قتلتم الأمَّ والإبن والطالب
تبا لكم ، بيروت لم تحارب!
فقائدُها سعد الحريري فارسُ سلامٍ
وعِلْمٍ وحُبٍ وأدبٍ وعطاءٍ وعطفٍ وكرمٍ وبناء
كوالده أبي بهاء
الذي جمعَ ديوكَ القومِ في الطائف
على كلمةٍ بين اللبنانيين سواء
وهو كوالدِهِ قلبا وقالب
وخيرُ خلفٍ لغيرِ سَلَف
يرفضُ القتالَ بين الأهلِ والأقارب
أما أنتم فقد خنتُمُ الخبزَ والمِلْح
وأظهرتُم وجَهَ القُبْح
في سويعات الصُّبْح
وتحولتُم إلى أفاعي تَلدَغُ وعقارب
قبَّحَ الله وجهَكُم أيها اللئام
حتى دارُ الأيتام
لم تسلَم من شرِّكُم الغارب!
..
وكيف ستُسامِحُكُم بيروتُ
بعد أن قتَلتُم البريئةَ والمحامي والمجتهد
وأرخصتُم الدماءَ بين الأشقاء
إلى ماء
حَلَّةَ عليكُم لعنةُ أهلِ بيروتَ
إلى الأبد
يا من جلبْتُم لها الدمارَ والخرابَ والموت
..
أتستبيحون كرامةَ بيروتَ أيها الأوغاد
مدينةٌ عظيمةٌ لؤلؤةُ البحرِ الأبيض
درةُ العربِ في الآفاق
فتَحَت لكم قلبها الوديع
فدسْتُم عليه بلا أخلاق
مزقتُم ثوبَها الأبيضَ الجميل
هجرتُم الملائكةَ والعصافير
حرقتُم الكلمةَ الحرةَ وأسكَتْم الكاتب
أوقفتم الصحافَةَ وهددتم الإعلام
لتثبتون للبنانيين والعرب والآنام
أنكم أبناء سراديبَ الظلام
وترقصون رقصة نصر الأقزام
وتحطمون صور الشهيد الضحية يا أوغاد
وترفعون فوقَها صورَ القاتِلِ الجلاد !
ويلٌ لكم من هذه الأفعال
بيروتُ لن ولن ولن تُسامِحَكُم
على أفعالِكُمُ النكراء
وتطرحُ عليكم السؤال: هل شاركتم في الاغتيال؟
وإلا لماذا كلُّ هذا الجنونِ والعربَدَةِ والاختيال !
..
ويبقى الماضي لكم
ولبيروتَ المستقبل
ثقافةُ الموتِ لكم
هذا إذا كان للموت ثقافة!
وثقافةُ الحياةِ والأمل
لقوى 14 آذار
وتيار المستقبل
لن يسامِحَكم شعبُ لبنانَ أيها الانذال
ويلٌ لكم !
هو يكافحُ ويقدمُ الشهداء
من أجل حريتِهِ وسيادتِهِ والاستقلال
وانتم تكبلونَهُ كالأعداء بالأغلال !
..
بيروتُ لن تغفرَ لكم !
الجبلُ لن يغفرَ لكم !
لبنانُ لن يغفرَ لكم !
لقد أرهَقْتُم شعبَهُ بالحروب والكوارث والوبال
وتفوقتُم بوحشيتكم ضد أهلكم حتى على جيش الاحتلال
هذه ليست بطولة وشجاعة وانتصار
هذا جبن ودناءة وانحطاط وانحدار
هذا عارٌ عارٌ عار
ولعنة بيروت ستلاحقكم على مدى الأجيال
هذه ليست مقاومة وثورة ونضال
هذه خيانة عظمى للخبز والمِلْح والمقاومة
تبا لكم ، كم أنتم على ضلال !
والمحكمة آتية لا محال
ومهما طال المطال

الخميس، ديسمبر 13، 2007

حلةُ المجدِ للواءِ الركنِ الشهيدِ فرنسوا الحاج


سعيد علم الدين
فرنسوا أيها الفارسُ المقدام!
السعيدُ الآن
في عليائكَ مع الشُّهُب
كيف لا!
وقد رحلت بعد أن كتبت المجدَ للبنانِكَ
المنهكِ من التعب
بأحرفٍ من ذهب
..
ستبقى في قلب شعبكَ
أيها الحبيبُ نبراساً منيرا في رحاب الخلد
لك من الشعبِ الذي صفقَ إعجاباً لبطولاتِكَ
مصطفاً على الطرقات من الشمال إلى الجنوب
وأهازيج النصرِ والفرح للجيش هزج
وفي البقاع والجبل وبيروت بالحماسِ التهب
حلةَ البطولةِ مرصعةً بجواهرَ ثرى لبنان
حلةَ الإخلاص والتفاني والتجرد والإيمان
والتضحيةِ بالروح من أجل قيامة الوطن
السيد الحر الديمقراطي التعددي المستقل
شمسُ بلادِ العرب
الساطعةُ بشهدائها الأبرار
من الشرق إلى الغرب
في كل الأزمان والحقب
..
أهلا بك في نادي الشهداء
حيث الأزهار تسطعُ بالأنوار
نادي أبطال انتفاضة الاستقلال
لابسا حلةَ المجد هديةً من شعبك الجبار
مكللةً بأكاليل النصر والسؤددِ والغار
..
أهلا بك لتدخل القلوب إلى الخلود
يا بطل الشرف والتضحية والوفاء
أهلا بك أيها القائد الميداني المغوار
كنت ثابتا مع جنودك يا سيدَ الميدان
كالرمح شامخا في وجه الإعصار
لا خوف على الوطن
عندما يتجوهرُ استقلاله ويتعزز الكيان
بمعدن كريم كمعدن الشهيد فرنسوا الحاج
مديرُ العملياتِ ومحركُ الألويةَ إلى ساحة القتال
حقق الانتصار وهوى جبلاً
ليرتفعَ بهامتهِ أرزةً خضراء على قمم الجبال
..
نعزي عائلةَ الشهيدِ البطل بهذا المصاب الجلل
وبالأخص والدته المفجوعة مبتهلين لها الصبر والسلوان
نعزي عائلته العسكرية وبالأخص العماد ميشال سليمان
ونعزي الأهل جميعا في الوطن وبلاد الانتشار
وبالأخص الشرفاء الرافعين شعار "لبنان أولا"! فوق أي اعتبار!
لقد هوى الشهيد فرنسوا الحاج بعد أن رفع العلم اللبناني خفاقا مرفرفا في السماء محققا نصرا خالدا في نهر البارد صفق له الشعب والعالم وتردد صداهُ في كل الأرجاء
..
عند سماع هذا الخبر الْمُدَمِّي للقلوب
دموعُ الشمالِ سالت على خد الجنوب
شمسُ البقاع ابتسمت لبطل الانتصار
صُعِقَ الجبل فجاوبه الموجُ في بيروت
مردداً نشيد الأحرار:
نحن اللبنانيون انتصرنا بشهدائنا
على الموت !
ايها القتلة اللصوص أبناء الشر
نحن الأقوى بسواعد جيشنا الأغر
لن ترهبونا رغم أفانينكم في الغدر
ولن تخيفونا بجرائم الإرهاب والحقد
فنحن شعب صفق له المجد
وكلما هوى بطل ازددنا قوة لتحقيق النصر
بقيامة لبنان السيد المستقل الأبي الحر
ولكم الخزي والعار يا لصوص القتل
هكذا تهوي الأبطالُ في أرض الرجالِ واقفةً كالجبال
جاؤوه وجها لوجه وهم على ضلال يريدون النزال فقهرهم في الحال وفروا من أمامه رعبا في مجاري الأنهار وإلى الوديان والتلال
اغتالوك يا فرنسوا ، لأنك صامد شامخ لا تساوم على مصلحة الشعب الوطن
وتريد تطبيق قرارات مجلس الأمن المصيرية لخلاص لبنان من المحن
وهم يريدون من يسمسر معهم لكي يبقى لبنان ساحة مستباحة لهم ولأسيادهم إلى آخر الزمان
هم يريدون لمن يتبوأ المناصب الحساسة في البلد أن يساوم ويرضخ لقراراتهم ومغامراتهم القاتلة.
هم أعداء قيامة لبنان: المتقهقرون أشتاتاً أذلاء ولا بد !
ونحن أحرار لبنان: المنتصرون بأبطالنا الشهداء ليبتسمَ لأطفالنا الغد !

الاثنين، نوفمبر 12، 2007

ولترفرفُ أعلامُ الحبِّ بدل الكره !

سعيد علم الدين
المطلوبُ قليلٌ من الحبِّ يا عرب: يفرحُ الروحَ المنقَبِضةَ، ينعشُ الذاكرةَ الخاملةَ، يحي الجسدَ المنهكَ، يهدئُ الأعصابَ المتوترةَ ويريحُ النفسَ قليلا من الكرب. هذا رغم ما نمر به من ظروفٍ أليمةٍ من الصعب وصفها في الكتب، وخاصة في هذا الزمن الكئيب المضطرب. ففي لبنان نموت اغتيالا أو بانفجار، وفي فلسطين نموت قتلاً دون اعتذار، وفي عمر الورود نموت غرقاً في البحار، وفي العراق نموت نحراً أو بانتحار، وفي الصومال لماذا الاستماعُ إلى الأخبار؟
لا أريد الدخول في عالم السياسة هذه المرة، بل أريدُ كثيراً منه وليس قليلا! من هو؟
إنه الحب الذي سيعيد التوازن لأمة فقدت عذريتها منذ حقب ولا تدري من المسبب، وأغمضت عينيها لكي لا ترى من قام بهذا الفعل المنكر وارتكب، وتندبُ بالتالي حظها المتعثرِ وعلى قارعة الأمم تنتحب، وتشكوا هَمَّها وتلعن أبو اللي كان السبب.
ما أقصده قبل أن تفهموني غلطا، وتتهموني بإفساد الجيل الجديد شططا، هو فقط الحب العذري العفيف الخفيف المهضوم وإذا تطرقت إلى المحرم والممنوع فاعذروني لأنه لا على العاشق لوم.
وماذا تفعل يا صديقي عندما تُغْضِبُ سمراءً كحيلةً؟
يجب أن تعتذرَ منها عذرياً من بعيد لبعيد. ما زلنا في الحب العذري!
وماذا تفعل يا صديقي إذا أغضَبتَ السمراءَ الكحيلةَ ثانية؟
تكتب لها قصيدةَ حبٍ غزلية، لكي ترضى عنك وتبتسم. وتطبع عندها قبلةً ناعمةً على خدها والفم. وإن غفت أهداب عينيها حالمةً، فالشفتين لا تلتهم.
لا تغضبها ثالثةً فأنت الخسران. صدقني!
وهكذا بعد أن أغضبت سمرائي أو دعشوقتي الفواحةُ كالنرجس، الناعمةُ الخد والملمس، أو صاحبة الخصر الرقيق والشفاه الأرق والقامة الممشوقة كساق الزنبق مرتين، كتبت لها معتذراً:
عَفوا ِسمرائي ، بل عفواًً
جُرحي في عقلي يَتَكَلَّمْ
جَرحَتْني عَيناكِ يوماً
تَركَتني دائماً أَحلَمْ

أُنادي الليلَ ، يُجاوبُني
وأهيمُ كالطيفِ الْخافتْ
وتَهبُ النَّسمَةُ تَأخُذُنِي
إليكِ .. إلى الْحبِّ الصَّامتْ

ورياحُ الْحُبِّ تَحمِلُنا
إلى فوقٍ ، إلى الأَملِ
وسَماءُ الْحُبِّ عاليةٌ
فيها الكَلماتُ بالقُبَلِ

يتهادى العُشاقُ سَوياً
والواقعُ أَضْحَى كالْحلمِ
وآلهةُ العشقِِِ مُحَييةًً
كلٌّ من يظهرُ بالعَلمِ

عنترةُ وعبلةُ والشِّيَمِ
وجَميلُ بُثَينةَ والأَلَمِ
مَجنونُ ليلى والْهيَمِ
وابنُ أبي ربيعةِ يا ابنَ عمِ

أَعلامٌ في الْحبِّ مُذُ القِدَمِ
تَزهو في الدنيا على القِممِ
تُناجي العُشاقَ تُواسِيَهُمْ
نغماً ينسابُ على نَغمِ

وأعلامُ الحبِّ إن ظَهَرت
أرعشَتِ القلبَ فلم يَنَمِ
وسهامُ الْحُبِّ إن انطلقتْ
دَخلتْ في القلبِِ تَقتحمِ
وأَنغامُ الْحُبِّ إن عُزِفتْ
باحت لَها الروحُ بالنَّعَمِ
...
اقتربي مني يا حُلُمي
اقتربي مني وبي التحِمي
قلبي في حُبُّكِ مُضطَرمِ

ولولا الْحُبُّ وعَطاياهُ
لكان الإنسانُ .. ولَم يكنِ
ولولا الْحُبُّ وهداياهُ
لانقَرضَ الإنسانُ .. ولَم يَقُمِ

عيناكِ جرحتني يوماً .. يسيلُ دمي
داويني بالتي هي أحسن
شفتاكِ قتلتني عَفواً .. عَطشانُ فَمي
ارويني من عسلٍ يتكلم
فالْحبُّ أقسمَ بالأعظم
لكلِ العاشقينَ وأعلن :
من أحبَّ .. فلن يموت ولن يندم !
ومن عشقَ .. لَن ينطفئَ ولن يُوهَن
ومن جديدٍ بطاقةِ الحبِّ يُشحن

عفواً يا أنت ! وما أنت ؟
حبٌ في قلبي يُؤلِمُني
يَحرقُني يُعذِّبني يَكْبرْ

وأَقولُ غداً سَأكلَّمُكُ
كَلاماً حَلَّيتُهُ بالسُّكرْ
وأقول غداً سَأُحدِّثُكِ
حَديثاً طَيبتُهُ بالعَنْبرْ
وأقولُ غداً !
سأُخرجُ من ملفاتي وأتحرر
...
وأُجهزُ نَفسيَ وأَتَعَطَّر
وأُنظمُ جُنديَ والعسْكَرْ
تتحركُ ألويتي تظهر
انتظري
البلاغُ الأولِ سَيَصْدُر

وأراكِ قادمةً نَحوي
يَحمِلُكِ الشارعُ يتغندرْ
وأراكِ قادمةً نَحوي
جسداً ذَراتُهُ من جَوهَرْ
وأَراكِ قادمةً نَحوي
بالبسمةِ والْخدِّ الأَحَمرْ
وأراكِ قادمةً نَحوي
الْحبُّ من صَنعَ وصورْ

رحْماكِ !
رحْماكِ سَمراءَ دموعي
هَطلتْ كالطوفانِ الأَكبرْ
رحماكِ سَمراء دموعي
عقلي في رأسي يتمرمر
رحماكِ سَمراءَ دموعي
الدنيا لونُها أسْمر !
...
وتقَتربينَ بقامَتكِ الرقيقةِ نحوي
زنبفةُ الحديقةُ أنت
تقتربين بِشفاهٍ تَهمسُ لا تحكي
ومآقٍ مَلئَ بالعِشْقِ
ونقفُ وجهاً لوجه
السماءُ تبتسمُ وتبكي
القلوبُ تنوءُ وَتشكي
الأَنفُ يلامسُ الأَنف
الكَتِفُ يُهامسُ الكتِف
الصَّدرُ التحمَ مع الصدر
حلقنا فوق الواحةِ
مع البدر

الأربعاء، سبتمبر 26، 2007

لماذا؟

سعيد علم الدين
لِماذا التجديدُ للكلماتِ
ما دامَ الترديدُ لَها في بلادِ الشرقِ
ثوابتُ من حِقَب ؟
ولِماذا القفزُ على الْحروفِ
ما دام النطُ على النقطِ
أضعفُ من السيرِ هَزهزةً
على سيقانٍ من قصب ؟
ولِماذا شُربُ الْجلابِ اللذيذِ
ما دامت مياهُ السبيلِ تروي
الظمآنَ من القيظ والعطش ؟
ولِماذا التَّفكُّهُ بأكلِ حبات العنب
ما دامت الأَعشابُ
تَخرجُ من الأَرضِ بلا عناءٍ تعب؟
ولِماذا مواجهةُ الْحَقائِقِ
وتنغيص النفس بالكرب
ما دامَ التعايشُ مع الواقعِ المضطرب
أريحُ بكثيرٍ من التمردِ والغضب ؟
ولِماذا أصبحَ التشتتُ والتشردُ
حالةً نفتخرُ بِها نحن العرب
حتى الثمالةِ والطرب
وكأننا بلغنا بها سدرة المنتهى
وحققنا منتهي الأرب؟
ولماذا الأممُ منهمكةٌ بالارتقاء والتقدم والعلوم
ونحن بنشر الإرهاب والتخلف والتهام اللحوم ؟
..
ولِماذا جارتُنا أوروبا تَحوَّلت
وبفترةٍ قصيرةٍ من عمر الزمن
إلى عائلةٍ إنسانيةٍ متكاتفةٍ
تعيشُ في بيت واحدٍ مُحترم
سقفهُ إبداعٌ وقمم
أرضهُ خيراتٌ ونِعَم !
ولِماذا بيوتُنا مبعثرةٌ كحبات الرمل
ولكلِّ حبةٍ سياجٌ مشرعٌ للغير
ودربٌ مسدودٌ وصهيلُ خيل
ولكلِ بيتٍ سقفٌ هش
والسقوفُ أكثرُها من قش
وإذا عصفت ريحُ السُّموم
طارَ السَّقفُ ومعهُ القش
ولا يبقىَ لسكانِ البيت
غيرُ الْهمومِ وغيرُ الغِش
ولِماذا ؟ ولِماذا ؟ وليش ؟ والعجب !
وما أكثرَ الليمَاذاتِ والليشَاتِ في بلادِ العرب
..
وشمَّ فجأة عطراً نسائياً منعشا مألوفا للأنف
أوقفَهُ تدفق النسيم إلى رئتيه عن متابعة تساؤلاته التي بلغت أكثر من الألف
انتشى من أعماقه متناثرا مع العبير
غاصت ذكرياتهُ في أعماق الأمس
أهي فراشةٌ مزركشةٌ بألف لون
أم وجهٌ جَميلٌ مضيءٌ كالبدر
ورأى قبل أن يلفَّهُ الوهج
ساقيين مسكوبتين بقوالبَ الذهب
خُصلاتُ شَعْرها ظللتهُ كسَحابةِ صيف
نهض مرحبا بقدوم الضيف
طويلا كان العناق
حيث انصهر الصدرُ بالكتف
ودام حتى مطلعِ الفجر
وفي صباح اليوم التالي
صاح الديك وزقزقت العصافير
وأشرقت كعادتها الشمس
لم يكن هناك سبيل لافتراق
فاللقاء احترق مع توقد الأشواق
وصارت قصتهم وشوشاتٍ للفراشات
تتهامسُ بغنجٍ فوق المروج الخضراء
واستيقظت من سباتها الصحراء
للاحتفال مع العشاق!

الخميس، سبتمبر 20، 2007

وانتصرَ لبنان بالشهيد أنطوان

سعيد علم الدين

وانتصرَ لبنان بالشهيد أنطوان
على القتلة الفجَّار
كما انتصرَ بباقي الشهداءِ الأبرار
على كل مجرمٍ غدَّار
..
فلا تحزني يا بيروت
يا مدينة الأبطال!
كفكفي الدمع يا عين الرمانة
على ابنك البار
فالشهادةُ هنا هي مجدٌ أزليٌّ وافتخار
قنديلٌ مشرقٌ بالأنوار
وقودُهُ من شُهُبٍ
زيتُهُ من شمسِ النهار
عشقٌ تولهٌ واحتراق
تؤججهُ أرواح الأحرار
لينيرَ طريق لبنان بالأنوار
..
الشهادةُ هنا هي ملحُ الأرض الخضراء
المزكاةُ بدماء الشهداء

تَيَمُمٌ ببحر بيروت في سويعات المساء
العاشقةُ تغتسل بماء الطهر
حبٌ للسهول والهضاب الأشجار
العاشقةُ تبتسمُ عند طلوع الفجر
تعلقٌ بشموخِ قمم الجبال
العاشقةُ هي عاشقةٌ معطاء
عند وقبل وبعد الظُهْر
روحٌ خالدةٌ تزهرُ في قلب الصخر
وفداءٌ ما بعدهُ فداء
شرفٌ مرصعٌ بالجواهر أبد الدهر
على جبين الشرفاء
وتضحيةٌ ومواجهٌ شرسةٌ ونضال
لتحقيق السيادة والحرية والديمقراطية والاستقلال
..
وكم هم توافه وصغار
وأغبياء قصيرو الأنظار
هؤلاء المجرمون الأشرار
فهم بعد كل اعتداء
يزيدون الشعب العنيد
إصراراً على إصرار
لمتابعة الطريق
وسنحقق رغم أقسى الظروف
الانتصار تلو الانتصار!
..
اعتقدوا بعد اغتيال الشهيد رفيق
أن لبنان سيصبح خانعا مثل العبيد
وبهم إلى الأبد كالطفلِ لصيق
فهب الشعبُ في وجوههم مارداً من نار
كطائر الفينيق قام من رماده رغم الحريق
وانتصر لبنان على أبناء الزانيات
..
وكلما هوى بطلٌ يا أماه
ازددنا قوة في الحق وثبات
فنحن لبنانيون
أقسمنا على الوفاء
لدم كل الشهداء
و للبنان السيد الحر المزدهر المستقل
لا للخونة العملاء
أصحاب الطعن في الخفاء
المجد لك في عليائك
أيها النائب الشهيد أنطوان غانم
لقد عمدت بدمائك
مجد لبنان القادم
برئيس جديد حرٍّ سيادي وطني استقلالي
ستنتخبه النوابُ الأوادم
..
المعركة مستمرة يا صبايا ويا شباب
الهجمةُ شرسةٌ وحاقدةٌ على الكيان
وعلى أحرار 14 آذار الشجعان
وحدهم يدفعون غالي الأثمان
لأنهم شرفاء
ويقدمون الشهيد تلو الشهيد
ليحيا لبنان أبد الزمان
ولترتفع رايات الحرية والسيادة والاستقلال
في كل مكان
إلى الأمام لا تراجع رغم الآلام
الأعداء جبناء ليس لهم أمان
وسينتصرُ لبنان السيد الحر العربي الديمقراطي المستقل على الجبناء
رؤوسنا مرفوعةٌ وستظلُ مرفوعةً ومهما صار
لا يغرنكم السكون قبل العاصفة
نحن لها أيها القتلة الجبناء!
لكم الخزي والعار
والنصر لشعب لبنان الجبار!

الجمعة، أغسطس 31، 2007

أنا أذكى واحدٌ في الكون!

سعيد علم الدين
أنا أذكى واحدٌ في الكون!
وبصوتٍ من شدةِ السُّعالِ الديكي مقحوح
ومن كثرةِ الاستعمالِ الثرثري مبحوح
وعلى الروابي بلا مردود
لصاحبهِ مشلوح
..
وبلسانٍ غريب ذي جنوح
منفلتٍ من اللياقةِ والقيود
وتهجمٍ عدائيٍ سخيفٍ حقود
ومن صلابة ووحدة وصمود
أحرار 14 آذار محسود
..
وبعنقٍ منتفخٍ متشنجٍ مشدود
ووجهٍ أحمقٍ معقَّدٍ نمرود
يكاد يفقع كالبارود
في وجه كل من لا يرضى به خلفا للحود
..
وبرأسٍ شاردٍ كالفرسِ الجموح
يبشرُ بالحرب الأهلية ويجود
..
وبفمٍ يقول ولا يدري ما يقول
فيخلطُ الوصايةَ بالحمص بالفول
وإن تحدث عن السيادةِ والقرار الحر
فإلى الوراء يا شعب لبنان در!
..
ويسيل كلامه القبيح
كالقيحِ من الدمَّلِ المستمر
فيهذي يمينا يخبطُ شمالا
يتقلب على جنبيه ويروح
حسب هبوب الريح
أو أوامر ولاية الفقيه
وإلى البعيد البعيد
عن مبادئ الديمقراطية يتيه
..
هو حقا انسانٌ مشلول
في أنانيته سحيقا يصول
وبداء العظمة مريضا يجول
ولتحقيق مصالحه على حساب الوطن
خرج عن المعقول
وفي الحصول على كرسي الرئاسةِ طَموح
برنامجه الرئاسي الفريد
لا يحتاج إلى توضيح:
فمن هنا كلمةٌ من غاز
تشتعلُ دون صب كاز
ومن هناك جملةٌ بلا ألغاز
يفهمها الشعب العوني الممتاز
بالطبع دون "طق حنك" وكثرة شروح
..
وهكذا بصدرٍ للانقلاب مشروح
ولمختلف مؤامرات 8 آذار مفتوح
ولقلبٍ بهوى المحور اللاهي مجروح
ولفؤادٍ بحب نصر الله وبشار مقروح
وكجنرال وحيد زمانه لبناني
دمر المدن ودك المباني
كسر القرميد
واحتل السطوح
وكقائد برتقالي ليموني
أين منه هنيبعل والاسكندر المقدوني
مخططٌ عسكري
مفكرٌ عبقري
شجاعٌ شمشوني
وكتسونامي جماهيري مليوني
وبعقلٍ ملتهبٍ ذكي
وقف ميشال عون البهي
أمام وفد شعبي
من قرى كسروان ـ الفتوح
وقال: " أعتقد أن من يستغبي الناس يكون هو الغبي".
أو الأصح أراد القول
أنا القائد ميشال عون
أنا أذكى واحد في الكون
بالحرب دوخت شارون
وبالسياسة أفلاطون
ولو طلع من قبره نابليون
ل اعترف إني مجنون
**

الأربعاء، أغسطس 01، 2007

عيدٌ سعيدٌ والنصرُ أكيد


سعيد علم الدين
عيدٌ سعيدٌ والنصرُ أكيد
ولبنانُ العنيدُ وشعبُهُ الفريد
بقرار حكومتهِ الرشيد
وهمةِ جيشهِ الصنديد
قامَ من جديد
..
وانصهرت قلوبٌ في معارك نهر البارد
وتلاحمت أجسادٌ وامتزجت دماء
وارتفعت أرواحٌ زكيةٌ عطرةٌ إلى السماء
وخفقت أعلامٌ بعد طولِ عناء
بجدارةٍ وزهوٍ واشتياق
فوق المباني العاصية في العلاء
وانتصرَ الوطنُ على كل الخطوط حمراء
وزحف جيشُ الشرفِ والتضحيةِ والبطولةِ والفداء
يسحقُ الإرهابَ ومن ورائه أربابَ الخراب
ويعيدُ السيادةَ ويحققُ السلام
ويرفعُ العلمَ المفدى في كل الأرجاء
..
واكفهرت وجوهٌ وانقبضت نفوس
وارتبكت أناسٌ وأصابها الوجومُ والعبوس
فهي كانت تراهنُ في مشاريعها الجهنميةِ والأحلام
على متابعةِ استباحةِ لبنان
خدمةً لأسيادها في نظام "بعث" الشام
وتلبيةً لطموحات ملالي إيران
تماماً كماضِ الأيام
حيث الحكومةُ عاجزةٌ ومُعَجَّزةٌ
بسبب تدخلات مختلف الإخوان
عن أخذ القرارِ ومسكِ الزمام
والأحزابُ والشعبُ والبلادُ في انقسام
أما اليوم فلقد أثبت القائد السنيورةُ المقدام
بأن الحكومةَ هي الآمرةُ الناهيةُ سيدةُ القرار
وأنها تسيرُ حثيثا بلبنان السيد الحر الديمقراطي المستقل
خطوةً خطوةً بثباتٍ وإلى الأمام
ويدا بيد مع قائد الجيش الهمام
العماد النجيب ميشال سليمان
..
واصفرت جباهٌ وتصببَ عرقُها
من قمة رأسها حتى أخمص الأقدام
فهي كانت تُمني النفسَ
ببقاء الجنود في الثكنات نيام
أو ذبحهم في الخيام
..
عليك الاعتمادَ يا جيش البلادْ
يدٌ تبني ويدٌ على الزناد
وما هَمَّكَ عندما تكون أنت في قلب الشعبِ والفؤاد
وما هَمَّ الشعبُ عندما تكون أنت ساهرا
على مستقبلِ الوطن المزدهرِ والأولاد
وكل عام وانت بخير يا نشيداً للأمجاد

الاثنين، مايو 21، 2007

سعداءُ الوطن


سعيد علم الدين
لن نركعَ أيها الغَدَّارون الأوغاد
فشعبُ لبنانَ لكم بالمرصاد
قويٌّ بجيشهِ الباسل
جبَّارٌ في تحقيقِ المُراد
غضبُهُ جارفٌ هدَّار
كهديرِ أمواج البحار
وكَغَضَبِ سيول الأنهار
عندما تجرفُ في طوفانها الغاضِبْ
الحصى وتقبعُ من الجذورِ الأشجار
..
شعبٌ صلبٌ لا يقاد
ذو بأسٍ شديدٍ في الحق وعناد
وأقوى بكثير من تفجيراتكم والأحقاد
وسيجابِهُ مخططاتكم الجهنمية في التخريب والاغتيال
بوحدةٍ وطنية متراصةٍ يحميها الصليبُ مع الهلال
ووعيٍّ يقظٍ لعدم الوقوعِ في الفتنة والوبال
وسيكون لكل الشعوب الحرةِ خيرُ مثلٍ ومثال
..
وكلما فقدنا شهيد
ازددنا تصميماً على تقديم المزيد
وتَمَنَّيْنا أن نكون كلنا سواء
من أجل عيني لبنان
أرواحا خالدةً مع الشهداء
ننشدُ معا بسعادة العشاق
كلنا للوطن .. للعلى للعلم
..
ولن نتراجعَ عن المطالبةِ بإقرار المحكمة الدولية
ومهما خططتم في أوكاركم أيها الجبناء
فكشفُ الحقيقةِ ومحاكمةُ القتلةِ الفجار
من المرؤوسِ إلى الرؤساء
ومعاقبةُ كل العملاء
وقادةِ مخابراتِ الأشرار
هو هدفٌ سامٍ دفعنا ثمنهُ غاليا جداً:
من أشرفِ أشرافِ الرجال
ولن نتخلى عنهُ ومهما صار
فنحن بالحق أقوياء .. وعليكم أشداء
ولن نهاب إرهابكم يا لصوص النهار!
..
فنحن عندما نسقي الأرزةََ بالدماء
نعطِّرُها فرحاً
بقطراتِ ندى الأزهار الحمراء
تدمع عندها فوق الجبال
على أبنائها البررةِ بصبرٍ وسكون
تنهض بجلال
لتحي أرواحَ الشهداء
المتصاعدة إلى العلياء
تستمعُ إلى نفيرهم والضوضاء
ما القصةُ يا شباب ؟
ترى الجوابَ إشراقاً على محياهم
إنهم سعداء!
فقد هووا أبطالاً في الميدان
من أجل خلاص لبنان
وتحقيق الوحدة والحرية والسيادة والاستقلال
إنهم سعداء!
فقد هووا عمالقةًً في ساحة الوغى والقتال
من أجل الوحدة الوطنية وقيامة لبنان السيد المصان
وتحقيق إرادة قراره الوطني المستقل دون أوصياء
وبهاماتهم المرتفعة بانتصار
سيرتفع علم الوطن مجللا بالغار
على مر الأجيال
مرفرفاً بسواعد الأحرار
فوق كل شرفة ومنزلٍ ودار
من بيروت الأبية إلى عرسال
ومن الجنوب الحبيب إلى الشمال
..
تنتشي عندها الأرزةُ فخرا
واعتزازاً بهؤلاء الأبطال
وتهبط من عليائها بحنان
ماسحةً الدموعَ المنهمرةَ
عن خدود الثكالى والأمهات والأرامل والأطفال
منحنيةً أمام شهداء الجيش بمهابةٍ وإجلال
وبين التجلي والانحناء ، ترتفع أرواحُ الشهداء
على أغصانها الغيداء وتورقُ أشجارُها الخضراء
بالنياشين والأوسمةِ والألقابِ والأسماء
..
الوطن يناديك يا شعب لبنان
وجيشك الباسل الشجاع جيش البطولة والفداء
ورجال قوى الأمن الداخلي قوى الشرعية والوفاء
يقومان الآن بملاحقة أوكار شبكات الإجرام
لإعادة الهدوء والاستقرار
وبسط الأمن الأمان
والدفاع عن المواطن والجمهورية والسيادة النظام
يقومان بواجبهما الوطني في مواجه مخابرات الإرهاب
فلبي النداء بالدعم المعنوي والمساندة المادية
والمؤازرة الفعلية واليقظة على الدوام
والتصفيق الحار لجيش لبنان المقدام .
انهض يا شعب لبنان الأصيل لدعم جيشك الباسل
فكرامة الجيش من كرامتكم يا أهلنا في الشمال وفي كل لبنان!
..
التف حول حكومتك الحرة ورجال الجيش الشجعان
في مواجهة قوى الشر المصَدَّرِ من أقرب الجيران
ولماذا لا يرسل النظام السوري الجبان
أزلامه في فتح الإجرام لتحرير الجولان؟
حقا !
هو أرنبٌ مذعورٌ في الجولان
ووحشٌ كاسرٌ وحيوان
على شعبِ لبنان
لن يردعه إلا الفصلُ السابع
والسلاسلِ والأقفاص والقضبان
نعزي الأهل وتحية إكبار
من الوطن وبلاد الانتشار
الى شهداء الجيش والشعب
ورحمة الله على أرواحهم.

الأربعاء، مارس 14، 2007

الى الشعب الذي ثار في 14 آذار

سعيد علم الدين

**

إلى الشعبِ الذي ثار
حضارةً خضراءَ باسقةً كالأشجار
تماماً كالأرزِ الخالدِ العريق
ساكنٌ صخورَ لبنان
بمهابةٍ وجَلالْ
أغصانُهُ فرسان
أقواسُ نصرٍ ونِبالْ
رأسُهُ مرفوعٌ فوق قممِ الجبال
ينحني بعطفِ الأزهار
لشقيقٍ محبٍ وصديق
لا يلتوي ولا يلين !
لريحٍ شريرٍ وإعصار
يقاومُ العدوَّ اللدودَ بالحديدِ والنار
ويطردُ الخائنَ الفاجرَ من الديار
..
إلى الشعبِ الذي انتفضَ في 14 آذار
ثورةً بيضاءَ ملأَ الدنيا ضجيجُهَا
بأجمل الأغاني والألحان
مزدانة بالصورِ والأعلام
فاجأتِ العالَََمَ بالأخبار
فوقفَ يصفقُ مذهولاً
بحرارةٍ وحماسةٍ للثوار
واستجابَ مجلسُ الأمنِ
وكان لثوارِ الأرزِ
القرارُ تلوَ القرار
..
إلى الشعبِ الذي ثارَ في 14 مارس/ آذار
مجندلا إلهَ الحربِ والمخابراتِ الغدار
محطماً الحواجزَ المصطَنَعَةِ بين الأهلِ والجيران
قافزاً بروحٍ وطنية عاليةٍ وإصرار
فوق العوائقِ والأسوار
مطالبا بكشفِ الحقيقةِ لا بأخذ الثار
وبتطبيقِ العدالةِ والاقتصاصِ من الأشرار
..
إلى الوطنِ الذي تعمد بدماءِ الشهداءِ الأحرار
الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وبقية الأبرار
إلى الدموعِ الصادقةِ التي ذُرِفت من المآقي بانهمار
إلى الراهبة التي صلت بخشوع إلى جانب الشيخ
والخوري الذي صار للمحجبةِ أقربَ من أخ
..
إلى الجماهيرِ المليونيةِ التي زحفت إلى بيروتَ الأنوار
هادرةً كأمواج البحار
من كل مدينة وقرية ودار
أقول:
كل عام وشعب لبنان الطيب بألف خير!
وستحققُ انتفاضةُ الاستقلالِ المباركةِ في 14 آذار
كلَّ أهدافِها
وسينتصر منطق الدولةِ السيدةِ الحرة الديمقراطية المستقلة
على منطق الميليشيا والإرهاب البائس والغوغاء
وما حققته حتى الآن قوى الجيش والأمن من إنجازات
آخرها القبض على مفجري الحافلات في عين علق
من عملاء المخابرات السورية وعصابات الإجرام
هو تثبيتٌ لحقِ الدولة الشرعي
وانتصارٌ للحكومة تلوَ انتصار

الخميس، مارس 08، 2007

إلى الْمرأةِ في عيدِها


سعيد علم الدين
إهداءٌ مُتواضِعٌ إلى الْمرأةِ في عيدِها العالَمي
إِلى صديقتي الْمرأةِ .. إِلى نصفِنا الآخرْ
إلى من سُمي حقا بالْجنسِ اللطيفْ
واللطافةُ ذوقٌ .. والذوقُ فنٌ .. والفنُ إبداعْ
والإبداعُ تجربةٌ تتفجرُ في العقلِ حُمَمَ بُركان
وتخرجُ من بواطنِ النفسِ والأَعماقْ
وإنْ رافَقتْها رقيقةٌ حَسناءْ ، للمبدعِ الخلاقْ
أو شريكٌ ممتلئُ الذكاء ، للمبدِعَةِ بانطلاق
صارت شُهباً تَتراقصُ في الآفاقْ
أشعةً تخترقُ الْحواجزَ والأَبعاد
ينابيعَ بعطاءٍ .. فوارةً معطاء
قناديلَ تشتعلُ بلا انطفاء
طاقاتٍ ليس لَها انقطاع
..
وإلى الْمرأةِ ، سوسنةِ الدار
وعصفورةِ الْمجتمعِ الْمنطَلِقِ إلى العلاء
أًقدمُ هذا الإهداءْ
إن كانت أماً أو شقيقةً
زوجةً أو خليلةً
صديقةً أو عشيقةً
لا فرقَ عندي بين إنجيلا ونجلاءْ
ولا بين سُونيا وسَناء
لا فرق عندي بين سَمراء وشقراء
ولا بين سَوداءَ وبيضاء
فالْمرأةُ هي ستُّ البهاء
ربيعُ هذا الكونْ
فَراشةٌ مُلونةُ بألفِ لونٍ ولونْ
الرسمُ الراقي بالخطوطِ والفنون
وسرُّ هذا الجسدِ الرائعِ المكنون
جنةُ النعيمِ تتأوهُ نيرانَ الجحيمِ في قلب الجنونْ
هي الزهرةُ والعبيرْ .. هي النحلةُ والتفكيرْ
لسعةُ زنطيبة التي جعلت من سقراط فيلسوفاً كبيرا
فتجرعَ السمَّ عسلا لكي يبقى في الحقِّ أميرا
..
هي العسلُ الْمُصفَّى والشَّهدُ الكثيرْ
هي الغُنجُ والدَّلالْ .. هي السَّلةُ والغِلالْ
خَصرٌ رَقيقٌ وقدٌ مَيالْ
وخُصلاتُ شعرٍ ملساء
هَبطتْ بكبرياءٍ
من العلياءِ
على الأَكتافِ كالشَّلالْ
تَسقي عيونَ الظامِئيَن ماءاً زُلالا
وهنيئاً لِمنْ عَشِقَ وحبَّ
وشَربَ من النَّبعِ وغَبَّ
وعلى الْخدينِ والشفتينِ مالا
..
والنقابُ وما أدراك
تقاليدٌ قديمةٌ وعادات
جاءتنا من عهدِ ثمودٍ وعاد
ما نزلت في صحيفةٍ وكتاب
تَخْنِقُ الجسدَ والروحَ بالسَّواد
فيُظْلِمُ القلبَ ويسودُ الحداد
..
والحجاب مثل الضباب
يحجبُ نورَ الشمسِ عن الجمال
وإن سُيِّسَ !
دخله الأيديولوجي الدجال
وصار تجارةَ حرامٍ وحلالْ
لبيع القيمِ الإنسانية والأخلاقْ
وبلا مكيال
في سوق النخاسةِ والوبال
. .
والْمرأَةُ يا صاح!
فجرُ هذا الكونِ بالصَّباح
أغنيةٌ وموال
غزالٌ شاردٌ بين مروجِ الورود والخَيَال
يسعى إلى صيادٍ خيَّال
زانه العقلُ بالكمالْ
وبين الْخيَّالِ والغزالِ سَهمٌ طيار
إن أصاب !
لانت له القلوبُ وخرتِ الأَقدار
واستسلَمت قِمَمُ الْجبال
ونامَ الْجوابُ قريرَ العينِ
في حِضْنِ السؤالْ
..
والْجمالُ في هذا الكون القاحل
بدون الْمرأةِ سيدةُ الشمائل
وما وهبتها الطبيعةُ من مفاتن
أرضٌ يابسةٌ من عُشبٍ وخَضار
طبيعةٌ مهجورةُ النسْمةِ والظِّلال
هِضابٌ قمريةٌ ، عواصفُ وغُبار
..
والْمرأةُ واحةُ الْحياةِ وزينَتُها
والْحياةُ بدونِها صحراءٌ ورمالْ
بل هي الْحياةُ بِرُمَّتِها
بِحلاوتِها والْمَرارْ
..
وتحيةً وسلاماً لِمن ردد قال :
" بأنَّ وراءَ كلِّ عظيمٍ امرأةٌ "
ورغمَ نباهةِ هذا القولِ الفعَّال
إلا أنه ناقصُ الزُّبدَةِ والبَهار
وبِحاجةٍ ماسةٍ إلى الاكتمال
بالقولِ ثانيةً وتأكيدِ الْمُقال :
" بأن وراءَ كلِّ عظيمٍ امرأةٌ عظيمةٌ "
وبأن وراء سقراط كانت زنطيبة
..
والعلاقةُ بين الزوجين
ليست علاقةَ رئيسٍ ووزير
ورجلا يتمخترُ في بيته كالأَمير
يُلقي الأَوامرَ ويُحركُ الأَساطيل
وكأنه هنيبعل بنُ هَملقارَ الكبير
إنَّما العلاقة كلها تفاعلٌ وانتصار
على هذه الومضةِ القصيرةِ من الزمان
لَحظاتٌ وثوان
وكان الإنسانُ وما كان
تفاعلٌ وانتصار
يؤدي إلى الإلفةِ والاحترام
والتفاعل الجسدي والانسجام
والتكامل الروحي والوئام
بين امرِئٍ يُحبُ امرَأةً
من الرأسِ حتى الكعب
وإنسانةُ تَعشقُ إنساناً
من أعماقِ الروحِ والقلب
..
والْمرأة تبقى في أكثر الأحيان
في الظل والْخفاء
ترعى زوجَها بالدفءِ والحنان
تدفعهُ إلى النشاطِ والعطاء
وتُهيئُ له عُشَّ الغرام
تغمرُ أطفالَها بالْحبِ والأمان
وتقدمُ لَهم الرَّحمَ والطعام
وأحياناُ تظهرُ في الساحةِ والْميدان
فتعطرُ الْمدينةَ وتُحركُ الشِّراع
ويُهَلِّلُ لَها فَرِحاً
الْمكتَبُ والْمصْنعُ واليَراع
حيث يصبحُ للعمل عِطرٌ وقِوام
وللأَرضِ بدرٌ يبددُ العتمَةَ والظلام
وللكون شَمسٌ ، ساهرةٌ لا تنام
..
والْمجْتمعُ الذي يَحْجِبُ النساء
عن الْمشاركةِ في العملِ والبناء
والانطلاقِ إلى قممِ العلمِ والذكاء
ويرميها خلف سياجٍ
من تقاليد واهية بلهاء
ويُلفلِفُها لفاً حتى الاختناق
بستارٍ من الأَخلاقِ العوجاء
لَهو مجتمع مُغْمضُ العينين
أبكمُ الفمِ ، أصمُ الأُذنين
قعيدٌ لا يُراوحُ مكانَهُ معاق
أو مَشلولٌ يتكئُ على عكازتين
لياليهِ حالكَةٌ سوداء
طيورُهُ حزينةٌ خَرساء
لا تعرفُ الزقزقةَ والغِناء
ربيعُهُ خريفٌ وأنواء
شِتاؤهُ بَأسٌ وشَقاء
صيفهُ نحسٌ ناشفٌ
لا نَسمةَ عطرِ وهَواء
مَشاعِرهُ تتلظى في الْجمرِ
وتتمنى أن تغرقَ في الْماء
يَعلكُ أيامَهُ عَلكاً
سواءً بسواء
مقصوصُ الْجناحينِ
ولن يُحلقَ في الفضاء
..
وللمرأةِ صاحبةُ الْمدحِ والثناء
أقدم أشعاري هذه هديةَ وفاء
وعربونَ مَحبةٍ ، وشكرٍ وامتنان
لِما قدمته من خير لبني الإنسان
منذ ملايينِ السنينِ وحتى الآن
لعلي أصبت فيما قصدت
وإن أخطأت فمنها أعتذر
وكل عام وأنتن بألف خير !

الأربعاء، فبراير 28، 2007

وعلى الباغي ستدور الدوائر!

سعيد علم الدين
هجمة الباطل العدواني الشرس بأساليبه العلنية التدريجية من تحريض على حكومة السنيورة الشرعية مشفوعا بهالة مزيفة واعتصام، وشتائم منحطة على شاكلة الهجمة من بذيء الكلام، وتفاهمات مشبوهة بعد خصام، وشبك خناصر متنافرة وهز خواصر متفرقة وعشق صبياني وغرام، ومؤامرات شريرة وسلاح تحت الخيام، وتصعيد غير بريء بإضراب إكراهي وقطع طرق وإقفال محلات وأرزاق، وحرق دواليب وفوضى واضطراب، أدى إلى إراقة الدماء والفلتان، وإلى الفشل الأخلاقي والمادي والمعنوي الذريع.
ولم ترعو أصحاب هجمة الباطل، ولم تهتدِ إلى الطريق السوي المستقيم، ولم ترحم الشعب العنيد وتتابع التهديد من جديد بالعصيان على الشرعية والقانون والنظام، وإلى اعتلاء أعلى درجات هذه الهجمة الباغية قبل السقوط المدوي في الهاوية، أي إعلان حرب دويلة الفقيه الصفوية الإيرانية الخاسرة سلفاً بقيادة خامنئي ووكيله الشرعي حسن نصر الله على الحرية والسيادة والديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان ودولة العيش المشترك والحضارة والرسالة في لبنان.
الشعب اللبناني شعبٌ حرٌ عنيد في الحق يريد أن يعيش بكرامة سيدا تحت ظلال الدولة الديمقراطية العادلة الحديثة المحكومة بالقانون والشفافية والقيم الأخلاقية والدستور وليس قطيعا قاصرا يشرى بسوق النخاسة ويباع، ويساق للعيش مسلوب الإرادة والفكر والقرار والاختيار الحر تحت ظلال ولاية الفقيه وما فيها من فساد واستعباد وقهر، وأصنامٍ متعجرفةٍ تتألَّهُ على الشعب، ومساوئ واستبداد وزجر. وجمهورية إيران الصفوية واستبداد ملاليها بالشعب الإيراني أكبر دليل على هذا الأمر!
ولن يستطيع هؤلاء أصحاب هجمة الباطل وقف المحكمة الدولية وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لأنهم لو يعلموا، وهم البلهاء ! بأنها صرخةُ شعبٍ أبِيٍّ منتفضٍ على الجرح لا يقبلُ الضيم، هادرٍ جبارٍ شجاع، مستشرسٍ بالحق لا يمكن أن يهاب!
وستصفقُ أغصانُ الأرزِ لشعبِ 14 آذار اللبناني العريق، الهادرِ بحبِ شهداءِ بلاده الأحرارِ تصفيقا وسَيُزْهَقُ الباطلُ الضريرُ ومعه القاتلُ الشريرُ وكل من به لصيق إلى جهنم وبئس المصير!
وكما فشل هؤلاء الأذناب في الاعتصام والانقلاب سيفشلون أيضا في العصيان والفتنة وإعلان حرب الإرهاب. مصيرهم وراء القضبان أو الانقراض في كهوف الخزيِّ والعارِ والنسيان.
هجمة الباطل العدواني المستشرس بوسائله الخفية الإرهابية تحت جنح الظلام من تهريب شاحنات سلاح من ريف الشام، إلى توزيعه على العملاء والأعوان، إلى ما يحدث من انفجارات وعمليات اغتيال وترك عبوات ومتفجرات واكتشاف صواعق صالحة للاستعمال هنا وهناك، إلى تقهقرٍ وزوال وعلى القاتل الباغي ستدور الدوائر ومهما طال!
هذه الهجمة العدوانية الانقلابية الباطلة الشرسة المستشرسة والتي تتصاعد وتيرتها يوميا من قبل الحلف الإيراني السوري وأتباعه من البلطجيين اللبنانيين المسعورين بجنون إلى حد الهذيان في اتهاماتهم الفارغة الجدلية الجوفاء، وتصريحاتهم الهجومية الهوجاء، وتصرفاتهم الخبيثة الرعناء، وممارساتهم المخربة الحمقاء، في محاولة مكشوفة لجر البلاد إلى الفتنة القاتلة والبلاء، الهدف منها وقف المحكمة الدولية وتركيع الشعب اللبناني وكسر إرادته من خلال كسر إرادة الحكومة وليس الحوار معها كما يدعون، هي هجمةٌ إلى تقهقرٍ وزوال وعلى القاتل الباغي ستدور الدوائر ومها طال!
الهدف أيضا أن يظل لبنان ورقة بأيديهم وساحة مستباحة لميليشيا دويلة "حزب الله" الشمولية التابعة لهم ولغيرها من الميليشيات التخريبية التي تتلقى أوامرها من الحلف المذكور.
إن هؤلاء الفقهاء المتخبطون بعرقلتهم للمحكمة بذرائع وحجج لا تستقيم وتعطيلهم للمجلس النيابي، إنما يقدمون أعظم وأجل خدمة تاريخية للعدو الإسرائيلي والصهيونية؟
من يتهم المحكمة بالتسييس لعرقلة تشكيلها يضع العقدة في المنشار الذي سينشر رقبته ومهما طال، لأنه قاتل باغي وعلى الباغي وأنصاره ستدور الدوائر.
البريء يترك المحكمة تأخذ مجراها وعندما يحصل تسييس ما يرفع يده رافضا ذلك وكلنا سنكون إلى جانبه. لأننا كلنا نرفض التسييس ونريد فقط الحقيقة ومعاقبة المجرم القاتل!

الثلاثاء، فبراير 13، 2007

لن ترهبونا!


سعيد علم الدين
نعزي أهلنا في المتن الشمالي بهذه الجريمة البربرية البشعة ونقول:
كلنا عين علق ، كلنا جوار الحور ، كلنا بكفيا ، كلنا بتغرين ،
كلنا للوطن للعلى للعلم
رحم الله الشهداء الأبرياء!
عاش متن لبنان الغالي
عرين الأبطال الأشداء
سنقف إلى جانبكم يا إخوتنا بالأرواحِ والمهج
لن نساوم على حقنا في تشكيل المحكمة الدولية
أنها خلاصنا من التحريضِ والفتن
ولن نتراجع خطوة واحدةً
عن حق شهدائنا في العدالة ومعاقبة المجرمين
ولن نَهَنْ ، مهما تعاظمت الآلام
وتكالبت أدوات الشر بالمآسي والمحن
فشهداؤنا هم شهداءُ :
السيادة والحرية والديمقراطية وانتفاضة الاستقلال
وقيام الدولة القوية وخلاص الوطن
..
لبيك يا لبنان !
بالروح أفديك يا وطني الجريح
لبيك يا شهيد!
ارفع رأسك مع مجد لبنان
زغرد في عيد العشاق فوق الريح
..
لن ترهبونا أيها القتلة الإرهابيون
الخزي والعار !
لمن خان وما زال يخون
ومن أجل عينيك يا شهيد
الأرواح ترخصُ وتهون
ونحن غدا إلى ساحة الحرية قادمون
ويدا بيد بالملايين سنكون
..
لن تنالوا من عزيمتنا أيها المجرمون
فهي اقوى بكثير مما تتصورون
فقد ورثناها من صلابة الصَّوان
ومن هدير أمواج بحر لبنان
وعندما ركب أجدادنا البحر
كنتم أنتم في كهوف الغدر
وستظلون منحطون
في أسفل القعر
..
ولن تكسروا إرادتنا
فهي من إرادة الأرز العنيد
يسكن قمم الجبال
يعانق ضباب السماء
يقاوم عواصف الثلج
ويتجلى كالشهيد أبي بهاء
في الصيف والربيع والخريف والشتاء
وفي 14 شباط سنُردِّدُ قسَمَ الأحرار
قسمَ جبران الذي صار للوطنِ ميثاق
سنرددُه معا موحدين
إلى أبد الآبدين
مسيحيين مسلمين

روحُ أبو بهاء وكلُّ الشهداءِ.. تناديكم


سعيد علم الدين

أرواحُ الشهداءِ تناديكُم من العلياء

لبوا النداء !
أيها الأوفياءُ لدماءِ الشهداء
أنتن يا ثائراتٌ وأنتم يا ثوار
يا من فجرتم أعظمَ ثورةٍ حضاريةٍ راقيةٍ بيضاء
في الرابعِ عشر من آذار
فتألقَ بكم لبنانُ بعد اندثار
وعاد له مجدُه الغابرِ
عنفوانا وعزاً واعتبارا
ثورةٌ أذهلتِ العالَمَ برونقِها
وصارت دولُهُ العظمى
أمام لبنانَ الصغيرِ صغارا
..
روحُ أبو بهاء وكلُّ الشهداء تناديكم من العلياء
لبوا النداء !
يا شعب الصدقِ والإخلاص الوفاء
الشهيدُ حيٌّ في قلوب الأحياء
خالدٌ في جنانِ الخلد والبهاء
..
هيا أيها الشرفاء
إلى اللقاء في ساحة الشهداء ومن كل الأرجاء
فثورةُ الأرزِ لم تكتملْ بعد يا أحرار
وأنتم الأملُ والرجاء
باكتمالها لكي تزهرَ الأزهارُ في الحدائق
وتشرقَ الأنوارُ في كل بيت ومنزلٍ ودار
ويتحققَ لبنانُ السيدُ الحرُّ الديمقراطيُّ المستقل
صاحبُ السلطةِ الوحيدة فوق أرضه والقرار
..
ولأنه في 14 شباط المشؤوم
صورةُ الجريمةِ الرهيبة في عين المريسة الدامعةِ ،
ما زالت ماثلةً ببشاعتها للعيون
ولأن المجرمَ الحاقدَ المعلوم
لم يعد خافياً عليكم ، أنه طاغيةٌ أزعرٌ سافلٌ مجنون
لم يعد إلى رشده ، لم يرعو ، لم يخجل ، لم يستح ، ولم يشبع من إرهاق دماء الأحرار ،
ولن يغيرَ سلوكهُ ، وما زال ينتهزُ الفرصَ لكي يغدرَ ويخون ،
ويحاول عرقلة المحكمة لاغتيال الشهداء ثانية بكل خسةٍ ولؤم
وبارتكابه جرائمَ أخرى ما زال كالذئبِ المفترسِ المحموم
حول الجريمة الكبرى في 14 شباط يحوم
ولأنه بسخافة تصريحاته ، وحماقة تصرفاته ، ورعونة ممارساته ، ووقاحة أقواله أصبح جليا مكشوفا للعموم
ولهذا لا بد من لجمه بإرادتكم الأقوى من الوغى والمنون
..
ولأن سماء لبنان بسببه ما زالت ملبدةً بدخان الدواليب الأسودِ والضباب الحالكِ والعقد المفتعلةِ والمؤامراتِ والغيوم
ولأن الدولة اللبنانية ما زالت تتعرض لهجمة عدوانية همجية شرسة لإضعافها والقضاء عليها لكي لا تنهضَ على قدميها وتقوم
ولأن الحكومةَ صامدةٌ في الحقِّ صمودَ شمشون
في وجه تجار الحروب والفتن والدمار
أهلِ التغطية على المجرمين بعمائمِ الشؤم
صامدةٌ لتحققَ لنا لبنانَ السيد الحر الديمقراطي المستقل
وتبني دولة العدالة والوحدة الوطنيةِ والشرعية والقانون
..
الحكومة بحاجةٍ إليكم يا ثوار
والشهداءَ لن يكونوا سعداء
إذا لم نكمل معا المشوار
ونصل بانتفاضة الاستقلال إلى الانتصار
فهيا إلى ساحَةِ الحريةِ البيروتيةِ لنلبي النداء
قادمون من جميع الأنحاء
لنرسلَ رسالةً حضاريةً جديدةً واعدةً
نؤكد من خلالها
على أننا ما زلنا كما كنا على العهد ومهما صار
ولن نتخلى عن حقِّنا بكشف الحقيقةِ
ومعاقبة القتلة الفجار
ونتذكرُ هامات شهدائنا الأبرار
الذين قتلوا غيلةً بيد الأشرار
ورووا أرضَنا الغالية بأطهرِ الدماء
وقدموا الأرواح بشجاعة الأبطال
على محراب لبنان
خلاصا له من عهدِ الوصاية والاستغلال
ولكي يعودَ تاريخٌ مجيد
وترفرفَ فوق ثرى الوطن
راياتُ الكرامةِ والعزةِ والاستقلال
سنلتقي لنقرأ بخشوع الفاتحة على ضريح الشهيد
ونرسمَ شارة الصليب على الصدورِ بإجلال
ونتذكرُ كلَّ الفرسان
ونُردِّدُ بصوت واحدٍ قسَمَ جبران

الأحد، فبراير 11، 2007

هيا إلى ساحة الحرية يا ولدي .. الملايينُ تنتظرنا


سعيد علم الدين
حوار بين الأم وابنها حول المشاركة يوم الاربعاء 07.02.14، في ساحة الحرية تخليدا لذكرى شهداء انتفاضة الاستقلال وباني لبنان الحديث الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

- "دعيني يا أماهُ أبكي بصمت على كَتِفِكِ، كما بكتْ عينُ المريسةِ على كتفِ بيروت ودمعت عينيها على الشهداءِ الكرام، الذين سقطوا بأيدي خفافيشَ الظلام، ورووا بدمائهم الزكية، أرضَ بيروتَ الأبية. وكأن هذا الشعبَ العنيدَ الرأس، وهذه الأرضَ الصعبةَ المراس، وهذه الجبالَ الشَّامِخةَ في العلاء، لم تشبعْ بعدُ من سفكِ الدماء!"

- "لا لا يا بُنَيَّ، حقيقةً هي شبعت وارتوت، والشعب اللبناني بكافة طوائفه وأحزابه بعد اتفاق الطائف جنح إلى السلام وعاد إلى أصالته في العيش المشترك، وقرِفَ رائحةَ الدمِ والحرائقِ والحروب والدمار والخراب، يريد الحياةَ والعملَ والانطلاق، ليبني مع رفيق الحريري وكل الرفقاء المستقبلَ الواعِدَ ويصنعَ العُجاب. إلا أن عديمي الضمائرِ والأخلاق، أصحابَ القلوبِ الحاقدةِ والأيادي السوداء، قاطعي يدَ الخير والعطاء، قاتلي الرقةَ والوداعةَ والوفاء، ذابحي حمامةَ السلام الحريريةِ البيضاء، كانوا لا يريدون لشعب لبنان العيش بكرامةٍ وديمقراطية حقيقيةٍ واستقلال كاملٍ تحت ظلالِ وحدة وطنية ووئامٍ وصفاء، بل كان هدفهم وما زال التفرقةَ للهيمنة، ولتحقيق مشاريعهم وحل مشاكلهم على حسابه، وجره كالحمار المطيع إلى الحروب كما حدث في 12 تموز الماضي، وإلى الفتنة كما حدث الثلاثاء الأسود، وإلى تعطيل الحياة الدستورية كما يحدث الآن.
ولكي نتخبطَ إلى الأبد في الشقاء. وهم يتابعون دون عناء مسلسل الاغتيال البشعِ المدوي. ومن هنا هالهم يا بني أن يجمعَ الحريري اللبنانيين في الطائف وبعد الطائف على كلمة بينهم سواء، فوضعوا أمامه كل العراقيل وفرضوا عليه وعلى لبنان التعديل والتمديد وثقافة التخنيع والغش والفساد والبرطيل، فجاءهم الرد الأممي بالقرار 1559، الذي حاول أصدقاء لبنان من خلاله إعادة الأمور إلى نصابها وانتشال لبنان من ورطة سرطانية هي أكبر منه وما زالت ولن يستطيع وحده التخلص منها.

هالهم يا بني أن ترتفع هامة لبنان العنيد من خلال قادة لقاء البريستول، إصراراً على عودة السيادة المستباحة والديمقراطية المنكوبة والمصالحة الحقيقية والكرامة الوطنية من جديد، فأصابهم الهلع في الصميم، وأخذوا يخططون في الخفاء، ويتآمرون لاغتيالِ الأحرار: اغتيالا للبنان وتفجيرا لأوضاعه. كيف لا وهم المستفيدون من تَسيُّبِ البلادِ، ونشر الدويلات والمربعات الأمنية والفوضى والخراب في كل الأنحاء، ولهذا قاموا بكل برودة أعصاب بارتكاب جريمة 14 شباط الرهيبة النكراء."

- " يا أماه، بعد هذا المصاب الجلل الذي أصابنا جميعاً باغتيال رفيق الحريري فاعلُ الخير وصاحبُ اليد المفتوحة للعطاء واغتيال رفاقه الأحرار. أتساءل: أين عدالةُ الأرضِ؟ أين محاكِمُ السماء؟ متى ينتهي هذا الزمنُ الوحشيُّ البربريُّ الشرير؟ متى يُقْتَلُ التنين؟ إلى متى سيستمرُ هذا الأنين؟ و متى ستشرقُ شمسُ الحريةِ والديمقراطيةِ والعدالةِ وحُكْمِ القوانين، على الشرق الضرير؟

دعيني أبكي على كتفكِ يا أماه، فأنا بحاجة لمزيدٍ من البكاء. كيف لا ورفيقٌ كان بلسماً للجرح اللبناني النازف. هبط كسحابة تمطر ذهباً وياقوت على بيروت، يعينُ الفقراءَ والمعوزين، 34 ألف طالب يدرسون في جامعات العالم من دعمِ مؤسساته. من خلال مشاريعه واستثماراته الناجحة، التي أسسها في لبنان والعالم العربي وكل أنحاء العالم قدَّمَ فرصَ العملِ وسبلَ الحياة الكريمة لمئات الآلاف من الناس.
أتساءل لو أن كل مليونير لبناني وعربي يملك هذه الهمة والصفات الكريمة العظيمة، ويشعر بالمسؤولية تجاه وطنه وأمته، لَكُنَّا اليوم أفضل بكثير مما نحن فيه من بطالة وأمية وفقرٍ وهجرة حرمان.

كان رفيق: المستقبل الواعد، ورفيقاً لكل اللبنانيين وغير اللبنانيين، حمل هموم الجميع في قلبه الدافئ الكبير. ابن صيدا البار. ابن الجنوب الشامخ. هذا المكافح الذي نهض من ركام الحرب، شاباً هماماً مغامراً، يشتغل ليدرس. وسهر الليالي فجاءه العلى!

نهض وبنى لنا معجزة لبنانية عربية قل نظيرها في عصر الثرثارين المنافقين المتاجرين بحقوقنا. يخسرون الحروب بالأفعال وينتصرون على العدو بالأقوال. يصفقون لأنفسهم ويبيعوننا شعارات ندفع ثمنها من دم أطفالنا ومستقبل أجيالنا. وهم أول اللاهثين وراء إسرائيل وأمريكا لفتات السلام المشروط والاستسلام دون شروط. ابن المأساة اللبنانية الذي رفع اسم وطنه خفَّاقاً، واسم أمته عالياً في الآفاق بعد أن ظلل الأرزة ببسمته. ذهب إلى السعودية معلماً بسيطاً، وجاءته الفرصةُ، وفُتِحَتْ أمامه الأرزاق، واحتضنته الشقيقة المخلصة فصار ابنها المختار. دخل عالم الأعمال والمال، وأصبح بذكائه الحاد، رجلُ البناء والاقتصاد. نجح بالعمل المثمر الدؤوب الجاد، وعاد فارساً إلى البلاد، يبني بيروت المدمرة، حجراً حجراً، بصمت وهمة وعناد.

ويمسح بحنان الأب الدمع عن خدها المهشم، ويعيدُ بناء ما تهدم، ويزرع فيها زهراتِ الأمل ويبلسم الجراح.وهكذا عاد قلب بيروت ينبضُ من جديد. وفرح بما صنعت يداه".

اقتربتُ من أمي حزينا دامعا مكسورَ الخاطرِ لكي تضمني إلى صدرها، فأنا أريد على كَتِفِها أن أبكي كما بكت عين المريسة ومعها الملايين في لبنان وخارج لبنان على رفيقهم الذي رحل. إلا أن أمي فاجأتني بتراجعها إلى الوراء ونهرتني قائلة:

- " البكاء ليس للرجال ولا حتى للنساء في هذه الأوقات! انهض يا ولدي ألا تدري أن موسم القطاف قد حان! ورفيق الحريري ورفاقه الشجعان، أبناء المجد والخلود قد ربحوا الرهان، وكتبوا تاريخ لبنان بأحرفٍ من لهبِ خالدٍ ونيران، وقدموا باستشهادهم أغلى هديةً للوطن المستباح: براً وبحراً وجواً، سيادةً وحريةً واستقلالاً، حضارةً وديمقراطيةً ورسالة.

ألا تدري أن وحدة الشعب اللبناني تجلت في أروع صورها تحت بسمة شهيد لبنان! فمئات الآلاف من كل الطوائف والمناطق والأحزاب خرجت لوداعه وكأن الوطن أصبح قلباً واحداً وشعباً واحداً اسمه رفيق. وسقط في يد من قتلوه وبلعوا الخنجر الذي أرادوا أن يغرسوه في قلب الوطن، وانتفض الشعب في وجههم انتفاضة كرامة وعزة وعنفوان!

قتلوه من أجل إذكاء نار الفتنة وزعزعة الوحدة اللبنانية التي كانوا يعملون لتخريبها ليل نهار وسقط في أيديهم وأصابهم مرض الاصفرار!

ألا تدري أن هذا الشعب الذي يدَّعون أنه متناحر وقاصر وبحاجة إلى وصي كي يأخذ بيده قد خيب ظنونهم وأعطاهم دروسا في تلاحم الوحدة الوطنية الحقيقية!

ألا تدري أن هذا الجيش الذي بشروا بانه غير قادر وسينقسم: من لحود إلى كرامي إلى عبد الرحيم مراد إلى باقي شلة الدمى يؤكد يوما بعد يوم عن متانة نسيجه الوطني الرائع وهو الحامي الوحيد لسياج الوطن! كفانا تجارب مدمرة ومقاومات غير مثمرة!

لقد كانت جنازة رفيق الحريري قبل سنتين وما تبعها من مظاهرات وأحداث عظام عبرت كلها عن رفض الشعب للنظام المخابراتي الإيراني السوري اللبناني وأدواته الفاسدة، وتأكيداً لنبض الشعوب الحرة، التي تصنع مستقبلها بأيديها".

وانتصبت أمي أمامي وكأنها في عز شبابها، رأسها مرفوع كالأرزة المجللة بالبهاء، قائلةً:

- "يا ولدي: الحريةُ وردةٌ حمراء، تُقطفُ من شجرة الإرادة الحرة ولا تعطى هدية. تُسقى بالدماء الزكيةِ، لكي تزداد احمراراً ولا تذبل. هي أثمن شيء في الوجود. الحرُّ يدافع عن حريته بعنفوان. ويفضل الموت على الاستعباد. أما المستعْبَدُ فيبقى ذليلاً ويتحملُ ألوانَ الهوان، وربما تلذذ بالأصفاد كما نرى بعض اللبنانيين اليوم الذين يحلمون بعودة عقارب الساعة إلى الوراء للوقوف أمام الباب أذلاء.

الشعوبُ التي تركعُ أمام الحكام لن تصنع المستقبل. الذي حدث في لبنان ومنذ اغتيال الشهيد هي صرخات الأحرار، ليسمعها كل الأشقاء العرب ولينفضوا عنهم عصر الذل والانهزام، ويقفوا في وجه الحاكم الذي يذلهم عشرات السنين، ويُجددُ لنفسه دون أن يأخذ لهم أدنى اعتبار.

والأنكى من كل ذلك أن يأتي من بعده ابنه الطفل البشار مبشرا بديمقراطيةِ العبودية والذل والانهيار. شيء يدعو للدهشة كيف أن هذه المئات من الآلاف تدفقت كشرايين القلب من كل صوبٍ وحدب، لتعبر بكل عفوية ودون تنظيم شمولي في جنازة الشهيد عن تعلقها بلبنان السيد الحر والكيان الواحد المستقل. انتهى عصر "سايكس بيكو" يا بني وجاء عصر الشعوب الحرة في تقرير مصير الأوطان. لبنان لم تصنعه فرنسا إنما صنعته دماء شهدائه الأبرار وعشقهم للحرية.شهداؤنا يا بني هم عقدٌ من اللؤلؤ على صدر الوطن، وأنت تريد أن تبكي على صدري! تبا لك لقد أزعجتني !افرح وزغرد معي لعرس الشهداء في ساحة الحرية البيروتية.
فموسم القطاف قد حان، بتشكيل المحكمة الدولية ومعاقبة المجرمين وعودة السيادة والاستقلال والديمقراطية، ولقد تكرست الوحدة الوطنية بين اللبنانيين كالبنيان المرصوص. فلينم هانئاً الطيب رفيق، والوسيم باسل، والشجاع سمير، والهمام جورج، والبطل جبران، والعريس بيار. وأنت تريد أن تبكي على كتفي! ما كان أملي بك هكذا! انهض وانتفض على دموعك!هيا معي يا ولدي إلى ساحة الحرية البيروتية، فالملايينُ من شابات وشباب ثورة الأرز تنتظرنا يوم الاربعاء ، ولا تنسى أن تجلب معك علمين لنرفعهما خفَّاقان في السماء. ولكي تبتسم لنا من عليائها أرواحُ الشهداء!


الأربعاء، فبراير 07، 2007

عيد العشّاق.. والشهداء

سعيد علم الدين

**

وفي عيدِ العُشَّاقِ سنَحْتَفِلُ بالشُّهَداء

نحن اللبنانيينَ التَّوَّاقينَ دائماً للتَّلاقي والعِناق
تحت ظلالِ الأرزة الخضراء
ووحدَتِنا الوطنِيَّةِ والحريةِ والوفاق
المدافعينَ بالصُّدورِ العاريةِ والأفئدةِ والأرواح
عن قيمِ الحقيقةِ والعدالةِ والديمقراطيةِ والأخلاق
العاشقينَ من الأعماق
لهديرِ نهرِ الحياةِ بفرحٍ وانشراح
ولنسيمِ الربيعِ وزقزقَةِ العصافيرِ في الصباح
ولأحبائِنا شهداءِ الاغتيالاتِ المظلومينَ الأبرياء
سنحتفلُ بهم جميعا في 14 شباط ،
في عيدِ العُشَّاق
سنحتفلُ بالملايينِ بالشهيدِ أبي بهاء
ومعه كل الرفاق
قادمينَ من الجبلِ الأشمِ العالي
من الجنوبِ الأبِيِّ المخضبِ بالدماء
العائدُ تواً بعد طولِ غيابٍ وفِراق
إلى حضنِ الوطن الغالي
من الشِّمالِ أرض الأقوياء
ومن البقاع عرينِ الأشِداء
زاحفينَ بالراياتِ ترفرفُ بالعلاء
النشيدُ يصدحُ في السَّماء
العَلَمُ باليدِ اليمنى خَفَّاق
زاحفين إلى بيروتَ الحضارةِ والرسالة والإخاء
ومن كل الأنحاء
سنحتفلُ بشهدائنا في ساحتِهِم :
ساحَةِ الحريةِ
أبى من أبى وشاء من شاء
فهي ساحةُ الشهداء !
ونحن لهم أوفياء
**

الجمعة، فبراير 02، 2007

كفى اعتداءً على اسم الله!

سعيد علم الدين
ألا يجب أن تذكرنا مأساة كربلاء الرهيبة، بعمليات الاغتيال البشعة التي هزت أعماق الوجدان الوطني والعربي والإنساني وأزهقت أرواح قادة فكر وزعماء في لبنان ما زالت دماؤهم على أرصفة شوارعنا تنتظر العدالة، بمأساة بيروت الحزينة؟
وإذا كنا نعرف من قتل سيد الشهداء الحسين(ع)، ونلعنه في الصباح والمساء، ألا يحق لنا أن نعرف من اغتال الرئيس رفيق الحريري وكل الشهداء الأبرياء الآخرين؟وإذا كان المسلمون آنذاك وبالأخص الشيعة لم يناموا على الجرح الدامي وأخذوا بثأر الحسين(ع) بالثورة على الأمويين والقضاء عليهم قضاءً مبرماً وقتل كل أمرائهم ما عدا عبد الرحمن الداخل الذي استطاع الهرب إلى الأندلس، والتشنيع بقبورهم ما عدا قبر الخليفة عمر بن عبد العزيز، فنحن اللبنانيين ومعنا أحرار العرب والعالم كله نريد فقط المحكمة الدولية لا للثأر، وإنما لردع المجرم عن متابعة القتل، ولتطبيق القانون والعدل!هل هذا شيء كثير عند "حزب الله" والبعض من اللبنانيين الذين صارت المحكمة عندهم "طبخة بحص" وقِشَرَ بصل؟
هذا إذ لم يكونوا هم كذلك!أهل يجب أن نُرضي القاتل وندوس على حق القتيل، مخالفين بذلك تعاليم السماء في القرآن والتوراة والزبور والإنجيل !ألا يجب أن تكون العبرة الأولى من مأساة كربلاء أن تجمعنا نحن العرب على كلمة واحدة سواء، ونحن شعب واحدٌ في بيروت وكربلاء؟
كلمةٌ صادقةٌ نقف فيها بحزم وقفة الرجال الرجال، وليس أشباه الرجال إلى جانب إحقاق الحق وردع المجرم ونشر العدل وسيادة القانون والديمقراطية والأخلاق الحميدة، نعادي الباطل ونرفض الاستبداد ونواجه الأشرار ونلاحق المفسدين ونقتص من القتلة المجرمين أهل الغدر والنفاق! كلمةٌ صادقةٌ نَحْمِلُ فيها على الطغاة الأشقياء، رافعين المبادئ الإسلامية والمسيحية والإنسانية السامية في الخير والعمل المثمر البنَّاء، والتفاني دون إبطاء من أجل كشف الحقيقة في اغتيالات جبانة نكراء لا يرتكبها إلا مصاصي الدماء، ننصر المظلوم على الظالمِ، ونتجنب الوقوع في مستنقع الفتنة والعداء؟ كلمةٌ صادقةٌ نتحلى من خلالها بأعلى درجات النزاهةِ في الأقوال ونقرنها بالأفعال، لا نقلب الحقائق أكاذيب، ونُزَيِّفُ الوقائع حسب الطلب ونفبرك الروايات ونركب الصور كصندوق الأعاجيب لنخدع المجتمع.
كما فعل ميشال عون بالصورة المركبة المزيفة التي عرضها في مؤتمره الصحفي لمقاتل من "القوات اللبنانية" راسما على ذراعه بمكرِ الماكرين ولؤم الخبثاء إشارة الصليب وهو يطلق النار على الناس بالقرب من أفراد الجيش، وهي في الأصل صورة مشهورة التقطت في 17 يوليو لمقاتل من "حزب الله" في كفرشيما وبالتأكيد دون اشارة الصليب على ذراعه . إن دلت هذه الحادثة عل شيء فإنها تدل على أن ميشال عون بفبركته هذه إنما يناضل مع حزب الله ويجاهد مع حسن نصر الله من أجل الفتنة وإشعال الحرب الأهلية بين الإخوة اللبنانيين. الذين شبعوا حتى التخمة من الحروب، ولولا زعماء ومتزعمون أمثال عون ونصر الله لكان لبنان اليوم بألف خير ولما حصلت أصلا حرب تموز التدميرية.نحن هنا لا نعتب كثيرا على عون الذي أضاع البوصلة نهائيا منقلبا على نفسه إلى درجة أن كل أوراقه قد احترقت مع دواليب يوم الإضراب اللاديمقراطي وفقد مصداقيته وأصبح مكشوفا أمام الناس، إلا أننا نعتب على صندوق أعاجيب قناة "المنار" الإلهية التي تتحدث كما تدَّعي بالصدق وترفع على راياتها كلام الحق محاطاً بأشهر العمائم واللحى والسير على طريق النور والهدى، وفي الوقت نفسه تتهم بالإشاعات وتخون بالأكاذيب وتزور الحقيقة دون أدنى حق، وتختلق الأقاصيص والتقارير الفضائحية كالتقرير الملفق الذي بثته حول المسعف سامر عبدان معتبرة أنه أحد العناصر الأمنية التابعة لميليشيا الزعيم الوطني سعد الحريري وسمته بمكرِ الماكرين ولؤم الخبثاء كما يحلو لها "عصام ع".
واعترفت لاحقا بالخطأ المقصود، إلا انها اكتفت بـ "إبداء الأسف" من دون أن تعتذر. وهل ممكن لقناة مقدسة معصومة عن الأخطاء أن تتنازل وتعتذر؟ فهي يحق لها ما لا يحق لغيرها! يحق لها أن تحرض على الفتنة مع عون وفرنجية علنا! وهي تسعى إليها ومنذ شهور وبإصرار وعن سابق تصور وتصميم في الليل والنهار من خلال إعلام حربي دعائي فاجر بحق الشرفاء من أبناء الوطن، الذي لم يخرج بعد من تحت أنقاض حرب "حزب الله" التدميرية التموزية.ولا عجب بعد ذلك أن تحقق "المنار" النجاح تلو النجاح في تحريض العوام إلى درجة يجب أن تحاكم عليها وتغلق فورا كل أبواقها بالتمام. فلقد استطاعت بتحريضها إخراج كميات هائلة من الحقد والعفن الذي يعتمل في صدور عوام "حزب الله" وأتباعه ضد بيروت ولبنان والشهيد رفيق الحريري، وأحرار 14 آذار.
قال شاهد عيان عن ممارسات العوام: "فمشاهد حرق صور الشهيد الحريري وإزالتها من بعض شوارع وأزقة بيروت وتمزيق كل صورة أو أي شيء يمت له بصلة، بل وتكسير زجاج السيارات وواجهات المحال التي علق أصحابها صوراً للشهيد، وإبدالها بصور لنصرالله وبري في مناطق جل سكانها من محبي الرئيس الشهيد وذلك لاستفزازهم وجرهم للمشاكل، كان سيد الموقف. أنا أكلمكم من موقع الشاهد. فهل هؤلاء برأيكم يؤيدون قيام محكمة ذات طابع دولي؟"المهم نجاح قناة المنار الأخير حققته، حيث أحرق بعض عوام الحزب الإلهي منزل رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس في بلدة الخرطوم في الجنوب تاركين بصماتهم ورسائلهم الدالة عليهم.
بيروت تفتح قلبها وتحتضن على صدرها كل اللبنانيين في السلم والحرب وهؤلاء الحاقدين الناكرين للجميل يحرقون منازل أهل بيروت التي في مناطقهم!كم كنا مغرورين بحسن نصر الله وكلماته المعسولة التي تحولت سموما وظهرت شتائم وحرائق وتكسير وقطع طرق وإهانات للكرامات من قبل أتباعه في قلب بيروت وأحيائها؟ ميليشياتهم المقنعة وشتائمهم البذيئة وسبابهم الحاقد وأخلاقهم الوضيعة وتصريحاتهم الموتورة ومواقفهم العدوانية وممارساتهم الهمجية وتصرفاتهم اللاديمقراطية تشهد عليهم! وهل ممكن أن يحدث كل ذلك دون تخطيط وتوجيه أعلى من المحور الإيراني السوري الخامنئي وأداته المطيعة الشيخ نصر الله؟
قالها الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق "لحزب الله": "نصرالله ينفذ سياسة خامنئي لا يحيد عنها قيد أنملة. ندمر لبنان بعنوان عداوة أميركا وندمر العراق بعنوان التحالف معها". تناقض مفتوح على نزيف عربي وجروح له أول وليس له آخر. كفى اعتداءً على اسم الله يا حزب حسن نصر الله!