سعيد علم الدين
المطلوبُ قليلٌ من الحبِّ يا عرب: يفرحُ الروحَ المنقَبِضةَ، ينعشُ الذاكرةَ الخاملةَ، يحي الجسدَ المنهكَ، يهدئُ الأعصابَ المتوترةَ ويريحُ النفسَ قليلا من الكرب. هذا رغم ما نمر به من ظروفٍ أليمةٍ من الصعب وصفها في الكتب، وخاصة في هذا الزمن الكئيب المضطرب. ففي لبنان نموت اغتيالا أو بانفجار، وفي فلسطين نموت قتلاً دون اعتذار، وفي عمر الورود نموت غرقاً في البحار، وفي العراق نموت نحراً أو بانتحار، وفي الصومال لماذا الاستماعُ إلى الأخبار؟
لا أريد الدخول في عالم السياسة هذه المرة، بل أريدُ كثيراً منه وليس قليلا! من هو؟
إنه الحب الذي سيعيد التوازن لأمة فقدت عذريتها منذ حقب ولا تدري من المسبب، وأغمضت عينيها لكي لا ترى من قام بهذا الفعل المنكر وارتكب، وتندبُ بالتالي حظها المتعثرِ وعلى قارعة الأمم تنتحب، وتشكوا هَمَّها وتلعن أبو اللي كان السبب.
ما أقصده قبل أن تفهموني غلطا، وتتهموني بإفساد الجيل الجديد شططا، هو فقط الحب العذري العفيف الخفيف المهضوم وإذا تطرقت إلى المحرم والممنوع فاعذروني لأنه لا على العاشق لوم.
وماذا تفعل يا صديقي عندما تُغْضِبُ سمراءً كحيلةً؟
يجب أن تعتذرَ منها عذرياً من بعيد لبعيد. ما زلنا في الحب العذري!
وماذا تفعل يا صديقي إذا أغضَبتَ السمراءَ الكحيلةَ ثانية؟
تكتب لها قصيدةَ حبٍ غزلية، لكي ترضى عنك وتبتسم. وتطبع عندها قبلةً ناعمةً على خدها والفم. وإن غفت أهداب عينيها حالمةً، فالشفتين لا تلتهم.
لا تغضبها ثالثةً فأنت الخسران. صدقني!
وهكذا بعد أن أغضبت سمرائي أو دعشوقتي الفواحةُ كالنرجس، الناعمةُ الخد والملمس، أو صاحبة الخصر الرقيق والشفاه الأرق والقامة الممشوقة كساق الزنبق مرتين، كتبت لها معتذراً:
عَفوا ِسمرائي ، بل عفواًً
جُرحي في عقلي يَتَكَلَّمْ
جَرحَتْني عَيناكِ يوماً
تَركَتني دائماً أَحلَمْ
…
أُنادي الليلَ ، يُجاوبُني
وأهيمُ كالطيفِ الْخافتْ
وتَهبُ النَّسمَةُ تَأخُذُنِي
إليكِ .. إلى الْحبِّ الصَّامتْ
…
ورياحُ الْحُبِّ تَحمِلُنا
إلى فوقٍ ، إلى الأَملِ
وسَماءُ الْحُبِّ عاليةٌ
فيها الكَلماتُ بالقُبَلِ
…
يتهادى العُشاقُ سَوياً
والواقعُ أَضْحَى كالْحلمِ
وآلهةُ العشقِِِ مُحَييةًً
كلٌّ من يظهرُ بالعَلمِ
…
عنترةُ وعبلةُ والشِّيَمِ
وجَميلُ بُثَينةَ والأَلَمِ
مَجنونُ ليلى والْهيَمِ
وابنُ أبي ربيعةِ يا ابنَ عمِ
…
أَعلامٌ في الْحبِّ مُذُ القِدَمِ
تَزهو في الدنيا على القِممِ
تُناجي العُشاقَ تُواسِيَهُمْ
نغماً ينسابُ على نَغمِ
…
وأعلامُ الحبِّ إن ظَهَرت
أرعشَتِ القلبَ فلم يَنَمِ
وسهامُ الْحُبِّ إن انطلقتْ
دَخلتْ في القلبِِ تَقتحمِ
وأَنغامُ الْحُبِّ إن عُزِفتْ
باحت لَها الروحُ بالنَّعَمِ
...
اقتربي مني يا حُلُمي
اقتربي مني وبي التحِمي
قلبي في حُبُّكِ مُضطَرمِ
…
ولولا الْحُبُّ وعَطاياهُ
لكان الإنسانُ .. ولَم يكنِ
ولولا الْحُبُّ وهداياهُ
لانقَرضَ الإنسانُ .. ولَم يَقُمِ
…
عيناكِ جرحتني يوماً .. يسيلُ دمي
داويني بالتي هي أحسن
شفتاكِ قتلتني عَفواً .. عَطشانُ فَمي
ارويني من عسلٍ يتكلم
فالْحبُّ أقسمَ بالأعظم
لكلِ العاشقينَ وأعلن :
من أحبَّ .. فلن يموت ولن يندم !
ومن عشقَ .. لَن ينطفئَ ولن يُوهَن
ومن جديدٍ بطاقةِ الحبِّ يُشحن
…
عفواً يا أنت ! وما أنت ؟
حبٌ في قلبي يُؤلِمُني
يَحرقُني يُعذِّبني يَكْبرْ
…
وأَقولُ غداً سَأكلَّمُكُ
كَلاماً حَلَّيتُهُ بالسُّكرْ
وأقول غداً سَأُحدِّثُكِ
حَديثاً طَيبتُهُ بالعَنْبرْ
وأقولُ غداً !
سأُخرجُ من ملفاتي وأتحرر
...
وأُجهزُ نَفسيَ وأَتَعَطَّر
وأُنظمُ جُنديَ والعسْكَرْ
تتحركُ ألويتي تظهر
انتظري
البلاغُ الأولِ سَيَصْدُر
…
وأراكِ قادمةً نَحوي
يَحمِلُكِ الشارعُ يتغندرْ
وأراكِ قادمةً نَحوي
جسداً ذَراتُهُ من جَوهَرْ
وأَراكِ قادمةً نَحوي
بالبسمةِ والْخدِّ الأَحَمرْ
وأراكِ قادمةً نَحوي
الْحبُّ من صَنعَ وصورْ
…
رحْماكِ !
رحْماكِ سَمراءَ دموعي
هَطلتْ كالطوفانِ الأَكبرْ
رحماكِ سَمراء دموعي
عقلي في رأسي يتمرمر
رحماكِ سَمراءَ دموعي
الدنيا لونُها أسْمر !
...
وتقَتربينَ بقامَتكِ الرقيقةِ نحوي
زنبفةُ الحديقةُ أنت
تقتربين بِشفاهٍ تَهمسُ لا تحكي
ومآقٍ مَلئَ بالعِشْقِ
ونقفُ وجهاً لوجه
السماءُ تبتسمُ وتبكي
القلوبُ تنوءُ وَتشكي
الأَنفُ يلامسُ الأَنف
الكَتِفُ يُهامسُ الكتِف
الصَّدرُ التحمَ مع الصدر
حلقنا فوق الواحةِ
مع البدر
لا أريد الدخول في عالم السياسة هذه المرة، بل أريدُ كثيراً منه وليس قليلا! من هو؟
إنه الحب الذي سيعيد التوازن لأمة فقدت عذريتها منذ حقب ولا تدري من المسبب، وأغمضت عينيها لكي لا ترى من قام بهذا الفعل المنكر وارتكب، وتندبُ بالتالي حظها المتعثرِ وعلى قارعة الأمم تنتحب، وتشكوا هَمَّها وتلعن أبو اللي كان السبب.
ما أقصده قبل أن تفهموني غلطا، وتتهموني بإفساد الجيل الجديد شططا، هو فقط الحب العذري العفيف الخفيف المهضوم وإذا تطرقت إلى المحرم والممنوع فاعذروني لأنه لا على العاشق لوم.
وماذا تفعل يا صديقي عندما تُغْضِبُ سمراءً كحيلةً؟
يجب أن تعتذرَ منها عذرياً من بعيد لبعيد. ما زلنا في الحب العذري!
وماذا تفعل يا صديقي إذا أغضَبتَ السمراءَ الكحيلةَ ثانية؟
تكتب لها قصيدةَ حبٍ غزلية، لكي ترضى عنك وتبتسم. وتطبع عندها قبلةً ناعمةً على خدها والفم. وإن غفت أهداب عينيها حالمةً، فالشفتين لا تلتهم.
لا تغضبها ثالثةً فأنت الخسران. صدقني!
وهكذا بعد أن أغضبت سمرائي أو دعشوقتي الفواحةُ كالنرجس، الناعمةُ الخد والملمس، أو صاحبة الخصر الرقيق والشفاه الأرق والقامة الممشوقة كساق الزنبق مرتين، كتبت لها معتذراً:
عَفوا ِسمرائي ، بل عفواًً
جُرحي في عقلي يَتَكَلَّمْ
جَرحَتْني عَيناكِ يوماً
تَركَتني دائماً أَحلَمْ
…
أُنادي الليلَ ، يُجاوبُني
وأهيمُ كالطيفِ الْخافتْ
وتَهبُ النَّسمَةُ تَأخُذُنِي
إليكِ .. إلى الْحبِّ الصَّامتْ
…
ورياحُ الْحُبِّ تَحمِلُنا
إلى فوقٍ ، إلى الأَملِ
وسَماءُ الْحُبِّ عاليةٌ
فيها الكَلماتُ بالقُبَلِ
…
يتهادى العُشاقُ سَوياً
والواقعُ أَضْحَى كالْحلمِ
وآلهةُ العشقِِِ مُحَييةًً
كلٌّ من يظهرُ بالعَلمِ
…
عنترةُ وعبلةُ والشِّيَمِ
وجَميلُ بُثَينةَ والأَلَمِ
مَجنونُ ليلى والْهيَمِ
وابنُ أبي ربيعةِ يا ابنَ عمِ
…
أَعلامٌ في الْحبِّ مُذُ القِدَمِ
تَزهو في الدنيا على القِممِ
تُناجي العُشاقَ تُواسِيَهُمْ
نغماً ينسابُ على نَغمِ
…
وأعلامُ الحبِّ إن ظَهَرت
أرعشَتِ القلبَ فلم يَنَمِ
وسهامُ الْحُبِّ إن انطلقتْ
دَخلتْ في القلبِِ تَقتحمِ
وأَنغامُ الْحُبِّ إن عُزِفتْ
باحت لَها الروحُ بالنَّعَمِ
...
اقتربي مني يا حُلُمي
اقتربي مني وبي التحِمي
قلبي في حُبُّكِ مُضطَرمِ
…
ولولا الْحُبُّ وعَطاياهُ
لكان الإنسانُ .. ولَم يكنِ
ولولا الْحُبُّ وهداياهُ
لانقَرضَ الإنسانُ .. ولَم يَقُمِ
…
عيناكِ جرحتني يوماً .. يسيلُ دمي
داويني بالتي هي أحسن
شفتاكِ قتلتني عَفواً .. عَطشانُ فَمي
ارويني من عسلٍ يتكلم
فالْحبُّ أقسمَ بالأعظم
لكلِ العاشقينَ وأعلن :
من أحبَّ .. فلن يموت ولن يندم !
ومن عشقَ .. لَن ينطفئَ ولن يُوهَن
ومن جديدٍ بطاقةِ الحبِّ يُشحن
…
عفواً يا أنت ! وما أنت ؟
حبٌ في قلبي يُؤلِمُني
يَحرقُني يُعذِّبني يَكْبرْ
…
وأَقولُ غداً سَأكلَّمُكُ
كَلاماً حَلَّيتُهُ بالسُّكرْ
وأقول غداً سَأُحدِّثُكِ
حَديثاً طَيبتُهُ بالعَنْبرْ
وأقولُ غداً !
سأُخرجُ من ملفاتي وأتحرر
...
وأُجهزُ نَفسيَ وأَتَعَطَّر
وأُنظمُ جُنديَ والعسْكَرْ
تتحركُ ألويتي تظهر
انتظري
البلاغُ الأولِ سَيَصْدُر
…
وأراكِ قادمةً نَحوي
يَحمِلُكِ الشارعُ يتغندرْ
وأراكِ قادمةً نَحوي
جسداً ذَراتُهُ من جَوهَرْ
وأَراكِ قادمةً نَحوي
بالبسمةِ والْخدِّ الأَحَمرْ
وأراكِ قادمةً نَحوي
الْحبُّ من صَنعَ وصورْ
…
رحْماكِ !
رحْماكِ سَمراءَ دموعي
هَطلتْ كالطوفانِ الأَكبرْ
رحماكِ سَمراء دموعي
عقلي في رأسي يتمرمر
رحماكِ سَمراءَ دموعي
الدنيا لونُها أسْمر !
...
وتقَتربينَ بقامَتكِ الرقيقةِ نحوي
زنبفةُ الحديقةُ أنت
تقتربين بِشفاهٍ تَهمسُ لا تحكي
ومآقٍ مَلئَ بالعِشْقِ
ونقفُ وجهاً لوجه
السماءُ تبتسمُ وتبكي
القلوبُ تنوءُ وَتشكي
الأَنفُ يلامسُ الأَنف
الكَتِفُ يُهامسُ الكتِف
الصَّدرُ التحمَ مع الصدر
حلقنا فوق الواحةِ
مع البدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق