الجمعة، نوفمبر 23، 2007

عن جمرةِ المطر

طارق الكرمي
(
المسرحيّةُ ) \ *إلى سناء لهب صديقتي

قميصُكِ المفتوحُ سِتارةُ المَسرَحِ
قميصُكِ المُزَرَّرُ بأجراسٍ بتلاتٍ سيظلُّ سِتارَةَ المسرَحِ
والمسرَحُ أوسَعُ من أنْ نتخيَلُهُ الخشبةَ
غافلينَ أحياناً أنَّ الدّورَ سيظلُّ يتلبّسنا فِ الدّورِ
أنَّ القناعَ المحضَ هوَ الوجهَ المحضَ و
الوجهُ سيغدو القشرَةَ
وأرضُ المسرَحِ ربتما كانتْ من خشبِ قواربِ صيّادينَ
ربّتما هذي الخشبةُ المسرَحُ ستعودُ عَ هيأتِها الأولى غابةَ أشجارٍ أوْ
تصبِحَ كوخَ الفقراءِ
ستدورُ الفصولُ عَ المسرحِ
ستدورُ بنا الفصولُ عَ هذا المسرَحِ
فيما أنتِ تظلّينَ المُحترِفةَ أنْ تتقمّصي القطّةَ مخنوقةً ونظرَةَ الطّيرِ والثّمرةَ المقضومةَ حدَّ قلبِكِ و النّاسَ وأغصانَ البخورِ
ناسِيةً سِتارَةَ المسرَحِ قميصَكِ..
داخلَةً حياتَكِ فصولَ المسرَحيّةِ
مُتناسِيَةً فصولَ حياتِكِ المسرَحيّةِ
.
.
أنّى تنتهي المسرَحيّهْ..
*الظّهيرةُ\6تشرين ثاني\طول كرم
( مراقٍ واطئةٌ )
السّمواتُ التي لمْ تفرِدها خطوةُ الطّفلِ
السّمواتُ التي لمْ تنفرِدْ تحتَ خطوةِ الطّفلِ
السّمواتُ التي سُدىً تتكوّنُ
السّمواتُ التي لمْ نُخلقْ تحتها يوماً
السّمواتُ التي هَجَرَها اللهُ
السّمواتُ التي انتَفى فيها اللهُ
السّمواتُ التي لمْ تَزِخَّ ملائكةً علينا
السّمواتُ التي لمْ يدخلِ الطّائرُ ذِمّتَها بعدُ
السّمواتُ التي أوصدتْ دونَ أرواحِنا
السّمواتُ التي لمْ تَهَبْ لِسُراةِ الدّوِّ نجمةً واحدهْ
السّمواتُ التي أطبقتْ سَبعاً
السّمواتُ التي رفَعتها طيورُ الجحيمِ
لماذا تظلُّ السّمواتِ التي أنكَرَتْ علينا سَقفَ
السّمواتْ.
الظّهيرة\ أواخر تشرين أوّل\طول كرم
( مُزاجُ مُوظّفةٍ )
( في فُسْحَةِ ال10 دقائقَ استراحةِ العمَلِ )
ستلوبينَ بقدَحِكِ الشّايِ أمامَ نافذةِ المَكْتبِ..مُحدِّقةً خِلَلَ النّافذةِ. تشرينُ الأوّلُ مُترَدِّدٌ كعادَةِ تشرينَ الأوّلَ بينَ أوراقِ الشّجرِ وتنانيرِ البناتِ..تشرينُ الأوّلُ مثلُ أنتِ المُترَدِّةُ بينَ أوراقِ المَكتبِ.. ( كأنَّ أوراقَ ما عَ المَكتبِ هي ما يتناثرُهُ تشرينُ الأوّل هذا ). ولا طيرَ يُدهِشُ الضّلعَ. أنتِ الآنَ تأخذينَ قَدَحَكِ الشّايَ مُحدِّقةً ما تزالينَ خِلَلَ النّافذةِ. تزوغينَ بما تتَصَوّبُهُ العينانِ خِلَلَ النّافذةِ.الرّائحةُ وصوتُ الغصنِ تبلُغانِ ما توَهّجَ فِ الرّائحةِ والغصنِ وما يضوعُ بهِ القدَحُ الشّايُ . كأنّكِ تلبسينَ الطّقسَ التّنورةَ التِّشرينَ والكنزَةَ الصّوفَ .أنتِ المُترَدِّدةُ في أمرٍ ( أجهَلُهُ ) مُحَدّقةً ما تزالينَ خِلَلَ النّافذةِ
تتبادلينَ و تشرينَ الأوّلَ شيئاً..كأنّكِ وتشرين الأوّلَ تَسْتحيلا العَرْفَ الواحِدَ
فمنْ مِنكما حقّاً تشرينُ الأوّلُ
أنتِ أمْ تشرينُ الأوّلْ
الظهيرة \ تشرين أوّل \ طول كرم
( ترنيمةٌ)
يدورُ المطرُ سابغاً فِ المطرِ
وتنتشي فِ الشّارعِ الفتياتُ
هلْ أشعلُ أصابعَ التّبغِ
مستكنّاً إلى النّبيذِ
وأنتَ كيفَ بلغَ يَبلُغكَ هذا المطرُ
لتمضي عُشبةَ القشعريرَةِ وعِذقَ كهرباءَ فِ المطرِ
حينَ تنحلُّ فِ المطرِ الذي تنخبُهُ الجذورُ
فِ المطرِ المُفوّحِ جدائلَ الفتياتِ ينتشينَ
المطرِ الذي يَغتسِلُ بالمطرِ
الذي يجلو النّوافذَ أحداقاً كي تبصرَ سطوةَ المطرِ
منْ أينَ تفيضُ الأغنيةُ مُغلْغِلَةً فِ الأعماقِ
جمرةَ ما يغُصُّ فِ الأعماقْ..
*الظهيرة\7تشرين ثاني\طول كرم
( انتشاءٌ )
الغيمُ شحمٌ فِ الأفقِ
الغيمُ شحمُ الأفقِ
المطرُ منذُ ال10 دقائقَ وهوَ ينزلُ فِ المطرِ
لِيهدي الحديقةَ قفاطينَ الملاكِ و
الغصنَ حريرَهُ المحضَ
أيُّ أرجٍ أتنشّقُ دائراً فِ الأعماقِ
أيّةُ موسيقى الفالْسِ تهبطُ عَ القرميدِ أغنيةَ القرميدِ
القطّةُ تنعسُ في فروَتِها
بيتُ النّملِ يطفو.. و
الطّيرُ يوكِنُ فِ الضّلعِ مُرتجِفَ الجناحِ
كيفَ للعينيْنِ أنْ تشربا البرقَ
الأصابعُ فِ الرّعدِ تمضي الرّعدَ..
صوتي ما ينقرُهُ المطرُ عَ النّوافذِ
صوتي الصّريحُ ما ينخبُهُ المطرُ
أيّةُ حبالِ الماءِ سوفَ أتسَلّقُ
أيّةُ حبالٍ ماءٍ سوفَ أتسَلّقُ
إنّي ما يَنزِفُهُ المطرْ.
*صباحاً\7تشرين ثاني\طول كرم
( توكيدٌ )
أنتَ قلتَ: يختلِفُ المَطرُ فوقَ المقبرَةِ
حتّى كأنكَ تقولُ: المَطرُ ليسَ المطرَ فوقَ
المقبرَةِ
لكأنّكَ لا تعلَمُ أنَّ حدائقَ كثيرَةً هيَ
أوحشَ المقابرِ
وهيَ أبأسَ منْ أنْ تكونَ المقابرَ
فلماذا إذاً تتقوّلُ بأنَّ المطرَ مُختلِفاً فوقَ المقبرَةِ و
أنَّ التّرابَ غريبَ الرّائحةِ
أنتَ تعلمُ أنّ المطرَ يظلُّ المطرَ وإنْ كانَ فوقَ المقبرَةِ و
أنَّ للمقبرَةِ أنْ تصبِحَ الحديقةَ
حتى لو كانَ شجرُ المقبرَةِ يبدو غيرَ
الشّجرْ..
*الظّهيرة\9تشرين ثاني\طول كرم
( جنّةٌ )
ها ينزِلُ المطرُ سابغاً هذا الصّباحَ
النّوافِذُ كأنَّ عَ زجاجِها العَرَقَ
النّوافذُ تصغي حثيثاً إلى قطرٍ نبيذٍ
فِ الصّباحِ المنشورِ كغسيلِ السّيِّدةِ
أنتَ هلْ تلوذُ مُبلّلَ الرّيشِ
هلْ ستلوذُ إلاّ مُبَلّلَ الرّيشِ
في هذا المطرِ الذي يَمنحُكَ أنْ تتنفّسَ العَجبََ
أنْ تذوبَ الأصابعُ رعداً
أنْ تتعبّأَ بالرّوائحِ المائيّةِ
داخلاً الجنّةَ المائيّةَ
طائراً بزعانفِ الغمرْ
*صباحاً\21تشرين ثاني\طول كرم
( حبّةُ الماسِ )
في أوّلِ ما ينبسُهُ المطرُ
أوّلِ قطرةٍ ستسْقطُ
مُلامِسَةً عصَبَ العشبةِ
مُلامسَةً الجذرَ عروقكَ
مُضوّعةً
ماسةً أولى
في أوّلِ ما ينبسُهُ المطرُ
أوّلِ قطرةٍ ترِفُّ
دقِّقْ بهذي القطرةِكيفَ تبرقُ عَ الأناملِ
كيفَ تمنحُ البرقَ بحّةَ الأناملِ
كيفَ تعرفُ هذي القطرةُ مسربها فيما ما تلامسُ..
وأنتَ كيفَ تنسربُ فِ القطرةِ هذي
كيفَ دخلتَ القطرةَ هذي منسرباً و القطرةَ
كأنّكَ ابتداءُ القطرهْ.
*صباحاً\21تشرين ثاني\طول كرم
( سرّ )
ينزِلُ المطرُ فِ جنّةِ الأمواهِ
ليُقيمَ هذا المطرُ جنّةَ الأمواهِ
والفتاةُ تهدأُ إلاّ قليلاً فِ السّريرِ
الفتاةُ تتمرّغُ متوقِّدَةً عَ موجتها فِ السّريرِ
بمخالبَ ماءٍ لتخمُشَ وجهَ الماءِ
والمطرُ فحلاً يهمي في جنّةِ الأمواهِ
المطرُ الفحلُ يهمي جنّةَ الأمواهِ
فهلْ سَيترُكَ المطرُ للفتاةِ أنْ تلتَمَّ بفروِ أرائجَ
هل سيترُكُ للفتاةِ إلاّ أنْ تلتمَّ فروِ أرائجَ
مُنفرِداً سيمضي هذا المطرُ حينَ يلتمِسُ فِ الفتاةِ
سرَّ أنْ تموءَ الفتاةُ
أنْ يُغلْغِلَ ما يَغتلي حريراً فِ العروقِ
لا تقُلْ: كيفَ تحبلُ الفتاةُ البِكرُ
لا تقلْ: ما الذي تَحبلُ بهِ الفتاةُ البِكرْ.
*صباحاً\21تشرين ثاني\طول كرم
( فتاةٌ )
( ساعةَ تنفتحُ الرّوحُ طاووساً ومظلّةً )
لماذا فِ المطرِ تفاجئينني أنتِ لتكوني لحظةَ المطرِ
دائرةً أنتِ في هذا المطرِ
تزِخّينَ الفجاءَةَ
إذْ تسيلينَ عَ النّوافذِ
تتركينَ فجاءَتكِ قطراً عَ كلِّ النّوافذِ
لماذا تظلينَ تلحّينَ عليَّ في ساعةِ المطرِ
عزيرَةً تظلينَ ساعةَ المطرِ
لماذا وجهُكِ الماءُ الذي يهمي
وجهُكِ في الشّاشةِ الماءِ
فتاةَ المطرِ ستظلينَ
فتاةً من مطرٍ ستظلّينَ
لماذا أحبِّكِ.
*الظّهيرة\21تشرين ثاني\طول كرم
**

ليست هناك تعليقات: