الاثنين، نوفمبر 19، 2007

كـــُن

د. نوري الوائلي

لم يخشَ قلبي من حدوث ِ بلاء ِ = ما دامَ يرجو حافظا ًبدعاء ِ

فهوَ المجيرُ وخيره متواصل ٌ = يُعطي الخليقة َواهبا ًبرضاء ِ

يا منْ اليه القلبُ يدعو آملا ً = ويلوذ ُ فيه سائلا ً برجاء ِ

افعلْ بفضلكَ ما تحبُّ بحاجتي =واجعلْ بجودكَ فائظا ًبأنائي

واعْززْ حياتي ما يكونُ مناسبا ً = واجعلْ مُرادي قانعا ًبعطاء ِ

أسلمتُ أمري للعزيز ِ مواليا ً= بالله أبقى واثقا ً لشفائي

يا سيّدي أبعدْ بسترك حاجتي =عن كل ِّ باغ ٍ أو حسود سخاء ِ

أنتْ الرجاءُ عليك كل توكلي = لم تبق طفلي جائعا ً لمساء ِ

لا تعطني إن كان َقلبي هاويا ً= دربا ً تراه عامرا ً بشقاء ِ

مُولايَ يا مُولايَ أجبرْ خاطري = وأجبْ بمنكَ داعيا ً ببكاء ِ

مولايَ قلبي قد توسَّم ناظرا ً = منك الأجابة َ يا سميعَ ندائي

فبكنْ سألتكَ يا ألهي خاشعا ً = فبها دعائي مُجلبا ً لغنائي

فبكن لنفسي خيرُ مانطقتْ به = عصبُ الجوارح ِ, والدعاءُ ضيائي

إني غنيٌ إن عبدتك مُوقنا ً = حتى وان كان َالهواءُ غطائي

عصُفتْ بحالي كالصواعق ِغبرة ٌ= وظلمَّ دربي كالدُجى بشتاء ِ

وانسابَ يصعدُ للمعاليَ كثرة ٌ= وبقيتُ في حالي كماء ِ اناء ِ

ورأيتُ ناسا ًحظهمْ ملء الثرى = لكنَّ حظي تائه بفناء ِ

لم أغفُ عن درب ٍلخير ٍ راجيا ً = لكنّها الدنيا ودارُ فناء ِ

تعطي البخيلَ وناقصا ً ما يشتهي = ويعيشُ فيها حامد ٌبعناء ِ

أسعى لقصد ٍقد رأيته مُنيتي = وبكيتُ حسرا ً ان مضى بقضاء ِ

أجري على خيط ٍ لقصديَ تلتوي = قدماي منْ كيد ٍ ومن خُصماء ِ

والله لا أسعى لدنيا إنّما = سعي بها أملا ً بلطف ِ سماء ِ

في كلَّ أرض ٍأو زمان ٍأرتجي = لا بدَّ فيها مَنْ علا كوباء ِ

تاهتْ مراكبُ دُنيتي وتعثرتْ = قدماي كالماشي لحبل ِ فناء ِ

انّ المصائبَ للتقاة ِ روافد ٌ = انْ غابَ كربٌ جاءَ الف ُ بلاء ِ

صبرٌ وصبرٌ ثم صبرٌ بعده = لابد َّ من فرج ٍ وحسن جزاء ِ

انّ الحظوظ َمع المكاسب ِ فتنة = تبلى كما يُبلى سمالُ ردائي

حظي عظيم أن أفوز برحمة ٍ = وصلاح نفسي حامدا ً بثناء ِ

لو طاع أبليسُ اللعينُ إلهه = وانصاع َيسجدُ خاضعا ً بنقاء ِ

ما كانت الدنيا لآدمَ مُوطنا ً = أو عاشَ فيها عرضة ً لعناء ِ

ليست هناك تعليقات: