الأربعاء، نوفمبر 07، 2007

الســــــــــــؤال الذهبى


نجوى عبد البر

احيانا الانسان تكون بداخله حالة من العناد حتى مع نفسه، حتى اننا قد نكرر الخطأ والتعثر والوقوع فيه مرات عديدة دون الاستفادة من درس الوقوع ليعطينا حافزا للنجاح فى المرة القادمة.
هذه الحالة من التمرد الداخلى تشبه حالة العصيان عندما نجد انفسنا نخطىء اصابة الهدف ذلك يعنى اننا لم نكن جادين بالقدر الكافى للوصول الى الله اولا ثم الهدف.
أحيانا تكون هناك فجوة بيننا وبين الله قد نحاول الوصول اليه ولكننا لا نحسن اختيار السلوك او الوسيلة او الفلسفة التى ترشدنا لذلك.
أتذكر حينما كنت فى السنة النهائية لى بالجامعة واسترد الله وديعته ورحلت امى الى دار الحق ومن قبلها بشهرين رحلت اختى الكبرى التى هى بمثابة امى الثانية وقتها اظلمت الدنيا من حولى وكدت اقع فريسة اليأس والحزن و˜انت فترة من الوحدة والقلق والخوف من الغد«ولاانكر اننى اصبت بصدمة فما حدث كان بالنسبة لى أسوأ من المتوقع ، فقد كانتا تشكلان لى الدرع الحقيقى فى هذه المرحلة العمرية ولكننى و بعد فترة قبلت الواقع.
وبمعاونة بعض الاصدقاء المخلصين بدأت بالضغط على أحزانى والتقرب الى الله والتعرف الى شخصيات مميزة قد يكون لكسر الرهبة والخوف..أو لبث بعض الامل والتفاؤل فى نفسى ..بعد فترة عناد مع نفسى ومع كل شىء ادور فى فلكه ، ولكن ما حدث بعد ذلك وخطوة خطوة وجدت اننى اسير فى طريق النجاح.ووجدت ان الله يهدينى ويعطينى خطة لإحتراف النجاح ،ونظرت الى نفسى وجدت ان الله قد خلقنى وصورنى فى احسن حال ،وتساءلت، لماذا لا أستغل ذلك الحب الإلهى المقدم لى ؟
واكتشفت ان هناك حياة محورها الاخرين وكلمة (نحن) ، وهناك حياة محورها الذات ومحورها (انا) اى الذات.
الاولى هى المطلوبة ولكن الثانية هى التى يجب ترويضها ومعالجتها حتى تذوب هذه الآنا فى الآخر ، ذلك ان ادارة الذات هى من افضل الطرق الموصلة الى درب النجاح.
ولكن يتبقى السؤال الذهبى وكيف يكون الوصول الى النجاح ؟؟
واهم هذه الخطوات هى الثقة بالنفس ،ومن بعدها تحديد الهدف،ومابين الثقة والوصول الى الهدف هناك خطوات نخطوها لنصل الى الهدف المرجو.
تأتى اهم خطوة فى هذا المضمار،وهى كيفية تعاملك مع ذاتك،هل تحترمها ؟ هل تعتمد على ذاتك؟ هل تؤمن بذاتك؟
تلك هى مكمن القوة لديك والوقود الخاص بك فى رحلتك مع النجاح (الثقة بالذات).
فإن كنت تتمتع بها فأنت على طريق النجاح تسير ، فما من شك ان الثقة بالنفس تمنحك شعورا ً بالقوة وتدفعك للإنطلاق الى هدفك بيسر وسلاسة وتساعدك على وضع يدك على نقاط ضعفك وقوتك فتستغل الافضل وتنحى جانبا ً السىء منها .
ولعل من اهم مثبطات الثقة بالنفس ان تترك نفسك فريسة الآخرين وآرائهم فالأفضل الا تستمع للنقد الهدام قدر اهتمامك بالنقد البناء ، فبدلا من ان تشغل نفسك بكيفية تلميع صورتك فى عيون الآخرين عليك باستثمار هذا الجهد فى تحقيق ذاتك بصورة افضل تجعلهم يفشلون فى تثبيط همتك فلا تنشغل بالاستماع قدر انشغالك بالعمل والفعل فالواقع الخاص بك سيكون خير اعلان عنك .
وان صادفك فشل فى تحقيق ذاتك او نقص فى ثقتك بنفسك فما عليك سوى استثمار هذا الفشل ليكون وقودا لنجاحك القادم ، فحاول استبدال الفشل بالنجاح فى المرات التالية ربما ادركت به نجاحا أعظم .
ولعل هيلين كيلر اكبر نموذج للتحدى فمن الفشل والنقص صنعت ما يشبه المعجزة ، ايضا لدينا طه حسين ورحلة التحدى مع كف البصر، والموسيقار لودفيج فان بتهوفن الذى اصيب 1801م بالصمم ورغم ذلك ظل ينظم السيمفونيات تباعاً الى ان توفى فى 1814م فالتصميم على النجاح والنظر الى النصف المملوء من الكوب يعد من اهم الخطوات ايضاً.
ولاشك ان الثقة بالنفس لابد وان يصاحبها الهدوء النفسى والايمان بالله الذى يكسب المرء القدرة على المتابعة والسير فى غابات الحياة
ايضا قد تكون تجارب الآخرين نبراس لنا أو شمعة تضىء لنا الجانب المظلم والمجهول فى مشوار إحتراف النجاح، وهى الحصول على قدوة حسنة او مثل أعلى ،قد تنفع هذه الطريقة وهى تقليد نجاح الآخر وقد لا تجدى، ولكن برأيى المتواضع لن يجدى الا العودة الى الذات ومحاولة تقويمها واستخراج الجيد منها وصقله واستبعاد الردىء منها ومحاولة ترويضه او تقويمه ، الى ان يكون تحقيق الذات ولنضع نصب اعيننا ان تحقيق الذات هو السهل الممتنع فهو ليس بالشىء المستحيل ولكنه ايضا ليس بالامر اليسير والسهل.
وهناك علامات تضىء امام المرء كالبرق فى ليلة ظلماء تلك التى قادت من قبلك الطالب الى التفوق والزوجة لأدارة بيتها بمهارة وهى التى قادت صلاح الدين الايوبى والملكة حتشبسوت الفرعونية وشجرة الدر المصرية، ومارتن لوثر واسحاق نيوتن وافلاطون وغيرهم.
ذلك الضوء يبلور لنا خطوات النجاح مثل وضوح الهدف والتفكير الجاد المستمر فيه والتخطيط له وبدقة على ان يكون الهدف قابل للتحقيق وليس من النوع الخيالى او الغير واقعى ، قد تحتفظ بها فى هامش تفكيرك ولا تجعلها شغلك الشاغل الذى يحجب الممكن من الاهداف ،فربما استطعت تحقيقها لاحقا فكم من احلام وخيالات من الماضى وتخرج مع نور الغد ،والبحث عن القدوة والنموذج الامثل ولكن دون محاكاة عمياء فلا يمكن للمرء ان يكون غير نفسه، مهما قابل وقلد سيجد ان تحقيق ذاته هو الافضل ،وما الفائدة اذا خسرت نفسى لكى اكون الآخر؟ ، فليكن فقط لنا فى القدوة الاسوة الحسنة.
ولا يفوتنا التفكير الجاد والمحايد والمتزن البعيد عن العواطف وانت تخطو خطواتك نحو النجاح ،فلا عواطف فى عالم البيزنس ان كان هدفك تجارياً مثلاً ،ولتضع قاموس خاص بك وانت تبرمج تفكيرك للوصول الى النجاح .ضع امامك . ماذا تريد من هدفك هذا؟ ولماذا تريد تحقيق هذا الهدف ؟ وما غايتك المرجوة منه؟ وما الوقت الملائم لتحقيق هذا الهدف؟ وما الكيفية التى بها اصل الى هدفى المنشود؟ ويتبقى مكان الهدف والبيئة التى ستتقبل هذا الهدف؟ وعنصر مهم كيفية ايجاد وتنظيم فريق العمل الذى سيكون معى لتنفيذ وتخطيط وتوجيه وادارة خطوات الاجابة على السؤال الذهبى؟
وتذكر فى النهاية ان الصبر هو مفتاحك الخفى فى هذه الرحلة فهناك كم لا بأس به من المشكلات سيقابلك فى طريقك هذا ولكن اعرف ان حل المشكلات التى تعترض طريقك الى النجاح لا يفيد فيها المسكنات من الحلول ولكن يجب البحث عن الحلول الممكنة التى تجتث المشكلة من جذورها ، فلا مشكلة بدون حل ولكن هناك حل سلبى وحل ايجابى.
فكن صبوراً ومثابراً وانت تتعامل مع أزماتك فى شارع النجاح، واجعل الصبر مطيتك أو سفينتك التى تصل بك الى بر النجاح،وفى نهاية رحلتك مع النجاح لا تنسى متعتك الشخصية ولا تنسى حظك من الدنيا والذى يصل بك الى حظ افضل واوفر ثوابا ًفى الاخرة، لتكن لديك القدرة على الاستمتاع بوقتك فى الصالح طبعا ً وليس فى الطالح ، فكثير من الهرولة فى الحياة قد يفقدنا الاكثر من مباهج هذه الحياة.
وفى نهاية مشوارك مع خطوات الاجابة على السؤال الذهبى كيفية احتراف النجاح فلتقف وتتأمل لوحة النجاح الخاصة بك ،هل ألوانها تروقك وتحس مجهودك فيها ؟وما درجة اجادتك فى رسم خطوط هذه اللوحة ؟ هل انت راض عنها ؟
ضع اجابتك امامك بجوار لوحتك واخبرنى لاحقا بالاجابة.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اهلا بك فى ليلى يا نجوى نعم الصبر الصبر على مشاكل الحياة عيسى القنصل