السبت، نوفمبر 24، 2007

حسن السوسي وابراهيم الحضراني في ذمة الخلود

يوسف رزوقة

زاره الصالون المتنقل لشعراء العالم قبل شهرين
حسن السوسي في ذمّة الخلود

عن 83 عاما، رحل عنّا في ليبيا الخميس 22نوفمبر 2007 أحد أعلام الأدب والثقافة الشاعر حسن السوسي الذي ولد حسب معجم الشعراء الليبيين لمؤلفه عبد الله سالم مليطان عام 1924 بالكفرة – ليبيا.
تلقى تعليمه بمصر وكان ضمن الأسر المهاجرة إلى هناك في زمن مبكر.
هاجر صغيراً قبل احتلال الكفرة من قبل الطليان وأقام مع أسرته بمرسى مطروح و قرأ القران على يدي و الده ثمّ دخل المدرسة الأولية بمطروح ليلتحق بالأزهر وينال الشهادة الأهلية 1944، وحضر بعدها دورات تربوية في كل من بيروت وتونس.
عاد إلى ليبيا أواخر عام 1944 وعمل في حقل التدريس في مناطق مختلفة معلماً بمدرسة الأبيار القريبة من بنغازي ، ثم تنقل في وظائف التعليم فعمل مديراً لمدرسة وموجهاً .. إلى أن أحيل على التقاعد عام 1988.
مقيم بمدينة بنغازي ومتحصل على جائزة الفاتح التقديرية. شارك في مهرجانات الأدباء المغاربة والأدباء العرب في كل من طرابلس و تونس و الجزائر و القاهرة و بغداد .
من أبرز رواد القصيدة الكلاسيكية في الأدب الليبي الحديث فهو يكتب القصيدة الكلاسيكية بكل مقوماتها ويخوض في نفس الوقت موجة الحداثة بكتابة نصوص شعرية ذات إهاب حداثيّ.
نشر قصائده في العديد من المطبوعات الليبية والعربية والعالمية ومن مؤلفاته:
- الركب التائه ، وزارة الإعلام 1963،
- ليالي الصيف ,دار الخراز 1970،
- نماذج ، الدار العربية للكتاب 1981،
- نوافذ ، الدار العربية للكتاب 1987،
- المواسم ، الدار الجماهيرية 1986،
- الزهرة و العصفور ، الدار الجماهيرية 1992،
- الفراشة ،مجلة الثقافة العربية 1988،
- الجسور، الدار الجماهيرية 1998،
- ألحان ليبية، الدار الجماهيرية 1998،
- تقاسيم على أوتار مغاربية ،الدار الجماهيرية 1998
وقد خصت أعماله وإبداعاته بدراسات أدبية ونقدية مستفيضة قدم لها كبار الشعراء وأساتذة الشعر والأدب.
وكان حبه للوطن لا يضاهيه حب فهو القائل في قصيدته "معنى الوطن":
لبني أمتي وعشق بلادي
لهما صبوتي وخالص حبي
ووفائي وشقوتي ورشادي
ويذكر أنّ الصالون المتنقل لشعراء العالم قد زار قبل شهرين فقيد الشعر الليبيّ حسن السوسي في بنغازي ببادرة من شعراء الحركة: من ليبيا، خلود الفلاح سفيرة الحركة و إهليل البيجو ورزان مغربي و الفنان التشكيلي علي العباني ومن تونس حافظ محفوظ و محمد الجزيري وشمس الدين العوني و سمير العبدلي.
وتبادلوا مع الفقيد حديث العائلة الواحدة حول تجربته الشعرية وكيف أن الكتابة برأيه ضد النسيان وفي نهاية هذا اللقاء قدم الراحل حسن السوسي لزوّاره نص "امرأة فوق العادة" وفيها يقول:
من أعنيها لا تشبهها امرأة أخرى
يضحك في عينيها فرح الدنيا
وعلى شفتيها يندى الورد…
وترسم البشرى
تلك امرأة أخرى
تلك امرأة فوق العادة.
حركة شعراء العالم تخصّه بباقة ورد من باب "الوفاء فوق العادة" ولن تنساه عائلته الموسعة من شعراء العالم ما دامت " الكتابة ضد النسيان".
**
إبراهيم الحضراني شاعر كبير لا غبار عليه
رحل عنّا يوم السبت 24 نوفمبر2007 كبير شعراء اليمن إبراهيم الحضراني بعد عمر سخيّ أثثه بالتضحية كلمة وممارسة ليكون من ثمّة ذاكرة حيّة تعكس ثراء التربة اليمنية الزكية وتجذر الكلم الطيب فيها.
كفى إبراهيم الحضراني أنه قال "كل فجر مر فجر كاذب.. فمتى يأتي الذي لا يكذبُ"، هو مناضل في سبيل الحرية. كلماته ترانيم كانت، يرتلها الملتزمون من الثوار قبيل إعدامهم ، رحل ولكن لن ننسى أبياته الشهيرة:
كم تعذبت في سبيل بلادي
وتجرعت كأس المنون مرارا
وأنا اليوم في سبيل بلادي
أبذل الروح راضياً مختارا
أو تجليات الشاعر الممتلئ بالحب والحلم والحياة كما في هذه القصيدة بعنوان"كلهم يحدثني عنـك"
حبُّكِ! ما أَقْوى، وما أعمقا
قد علّم الأشياءَ أن تنطِقَا
قالت لي الصخرة: لا تنسه
وكيف أنسى حبي الأسبقا!
والنهر لما جئته مفرداً
يسألني عن موعد الملتقى
والروض حتى الروض ما لم
تكن بجانبي ينظرني محنقا
نسْمته في مسمعي عاصف
وزهره يوشك أن يحرقا
والعطر يأبى كلما رمته
من غير أنفاسك أن يعبقا
علمت ما حولي حديث الهوى
وكيف يُضني قلبِيَ الشيّقا
ويذكر أنّ حركة شعراء العالم وجّهت قبل أيام قليلة وبمناسبة احتفاء بيت الشّعر اليمنيّ بالرّعيل الأوّل من شعراء اليمن رفيعة حبّ إلى الشّاعر الكبير إبراهيم الحضراني، إكبارا منها لدوره التاريخيّ والفاعل في الشعر وفي الحياة وأدرجته ضمن بوّابتها علامة شعرية فذة لا يطالها النسيان.
بكثير من الورد نودّعه وبكثير من الوفاء نتغمّده فهو بيننا سيظل شاعرا كبيرا لا غبار عليه.
يوسف رزوقة
الأمين العام لحركة شعراء العالم / ممثل العالم العربي

ليست هناك تعليقات: