الأحد، سبتمبر 30، 2007

مع الشاعر يوسف الخال


مفيد نبزو

تعلَّم في مدرسة محردة سنة 1927م- يوم كان والده القسيس عبدالله قسيس الكنيسة الإنجيلية فيها، وكان معلمه
الشاعر المهجري نبيه سلامة
من أين أبدأ يوسفُ

والموتُ فينا يعصفُ
يا خالُ يا لحنَ الضياء

على السنابل يعزفُ
جاءتك الريح تصهل فامتطيتها،
وعلى الطريق المرقش بالبرق والوهم بلا رصيف،

أهدتك العيون رفَّات أهدابها فما قبلت،

وثرت،

وتمردت،

وسرت على الطريق مجنَّح الخطى،

لا تنتشي من سكرة الرياح، ولا من نبيذ العمر المعتَّق،
وفي ذاك المنحنى شاهدت فتاة عذراء معَّلقة بالورد،

مطوَّقة بالياسمين،

ورمت
شفاهها على شفاهك أغنية،

فغنَّيت،
ورقصت،

وفي النهاية قادتك إلى الغرفة السرية الخادعة،

فتسَّلحت بالضوء،

واندحرت جيوش الظلال
سألتك يا يوسف قف(( يوسف أعرض عن هذا)) فرفضت لأنك أحببت أن تبقى في شمعة العمر موالا يردد في انطفاءات الصباح
يا ليت أني أعرفُ

كيف البداية توصفُ
ما كان يوسف شاعراً

لولا جراحٌ تنزفُ
عرَّشتك الكلمات فوق باب دارنا ،

وعندما
بزغ في عنقودك حبات حصرم أكلتها حلوة سكرية طيبة المذاق،

فسلمتك القبلة الأولى وسافرت
وعندما أعنب الحصرم أكلته مراً حامضاً
ولم أسلمك القبلة الثانية ،

فأنت الآن سافرت
من كل لونٍ زهرةٌ

تذرو الدموع وتذرفُ
وعلى الضريح بلابلٌ

وقفتْ تئنُّ وترجفُ
أشعلتك الحمامات في الثلج،

تدفأت عليك وطارت،

ثم أطفأتك فمتَّ من البرد والزمهرير
الغيم الذي بعثرته المناخات يسأل عنك
بائعة الكبريت تريد أن تهبك عودها الأخير
دون كيشوت *

أورثك سيفه الخشبي،

وما تبقى من طواحين الهواء
مهرجان الاحتراق الآتي باسم البدء يسأل عنك
عربة خشبية بحصانين أبيضين ،

وقفت تسأل لمن تسلم بطاقة الدعوة للمشاركة في احتفال الصمت والذهول
فلم رفضت المشاركة؟

ولم رفضت ألا تكون ،

هل أنت الذي اخترت القرار ،

أم هو بداية الوقوف على حافة الجنون وصحوة الانعتاق،
أم اتفقتما سوية على سر وأحجية؟؟!!
سوريا- محردة

*: إشارة إلى كتابه : رسائل إلى دون كيشوت

العنكبوت الشاعر

يعتزم بيت الشعر التونسي توفير فرجة لكل من يرغب في متابعة السهرة الشعرية الرمضانيّة “العنكبوت الشاعر”
(على الياهو ماسنجر) ولمن يرغب في متابعة الأمسية
الشعرية تسجيل بريده الالكتروني على العنوانين التاليين :
woldanose@yahoo.fr
mednaj2001@yahoo.fr
علما أن الأمسيات الشعرية تنطلق على الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينيتش
سهرة 5: الاثنين 1 أكتوبر:
سهرة العنكبوت الشاعر
سهرة شعراء عرب على النت بمشاركة مباشرة مع الشعراء في مواطنهم الجغرافية ومواقعهم الالكترونية مع:
محجوب العياري- محمد علي اليوسفي- عبد الوهاب الملوح (تونس)، محمد النجار (تونس/ باريس)، كمال العيادي- حسن حمودة- (تونس / ألمانيا ),د. عادل قرشولي - فواز قادري (سوريا / ألمانيا ), فاطمة ناعوت- رنا التونسي (مصر)، قاسم حدّاد (البحرين)، سعدي يوسف (العراق/ لندن)، شاهر خضرة (سوريا/ الإمارات)، صلاح عجينة (ليبيا)، ميسون صقر القاسمي (الإمارات العربية/ القاهرة)، محمد بنيس- فاتحة مرشيد (المغرب)، محمد السناجلة- جريس السماوي (الأردن)، حمود البغيلي (الكويت)، عدنان الصائغ (العراق/ السويد).
إشراف وتقديم: منصف المزغني.

إعداد وتنسيق: وليد الزريبي

و قد قام الشاعر محمد النجار بإخراج المقدّمة التي ستسبق الأمسية

دروب

السبت، سبتمبر 29، 2007

لمن يجلس طويلا امام شاشة الكمبيوتر


علي جبر

هذه التمارين نصح بها أحد أطباء العيون وهي جديرة بأن يمارسها كل واحد منا ممن يقضي الساعات الطويلة على الكمبيوتر او التلفزيون !وأطلق عليها اسم 20-20-20

الخطوة الاولى : كلما مرت عشرون دقيقة من النظر على شاشة الجهاز أدر رأسك عنه وركز على أي شيء يبعد عنك عشرين قدما (ستة أمتار) . فهذا يغير البعد البؤري لعدسة العين . وهو واجب للعين المجهدة .

الخطوة الثانية : أغمض عينيك وافتحهما بتتابع لمدة عشرين مرة متتالية . وذلك لترطيبهما

الخطوة الثالثة :حسب اتساع الوقت لديك قم بالمشي عشرين خطوة , بعد كل عشرين دقيقة من الجلوس في وضع واحد .

فهذا التمرين يساعد على تنشيط الدورة الدموية لكامل الجسم .

دمتم بخير

الجمعة، سبتمبر 28، 2007

مِنْ بيوتِ الأحزان

عبدالله علي الأقزم


رحـلـتْ عـنَّـا رقـيـَّة ْ

خـلَّـفـتْ فـي الـحـاسـب ِ الآلـي

و فـي غـرفـتِـهـا الـخـضـراءِ و الـوردِ

وجـوهَ الـغـاضـريَّـة ْ

عـكـسـتْ رحـلـتـُهـا فـيـنـا

هـمـومـاً عـلـويـَّـة ْ

ألـبـسـتْ فـاطـمـة َ الـثـكـلـى زلازلْ

لـم تـعُـدْ تـنـهـضُ فـي الـبـيـتِ سـنـابـلْ

و أبـونـا الـسـنـدبـادُ

الدافئُ الممطرُ فـيـنـا

أوُّلُ الـغـيـثِ

و كـلُّ الـغـيـثِ عـنـَّـا

أيُّـهـا الـخـنـجـرُ راحـلْ

أيـن زيـنـبْ ؟

أيـنَ مَـنْ تـفـتـحُ وجـهـي

ضـحـكـاتٍ و فـراشـاً و زهوراً و بـلابـلْ

سـفـنـي ضـاعـتْ هـنـا

و احـتـرقـتْ

و انـفـتـحـتْ فـي لـغـتـي فـي عـالـمـي المـخـنـوق ِ

أمـواجُ الـقـلاقـلْ

و لـدي ألـفُ سـؤال ٍ

مِـنْ تـراتـيـل ِ الـمـقـابـرْ

و جـوابٌ مِـنْ فـمـي يخـرجُ نـاراً

تـتـلـوَّى كـالأفـاعـي

و عـلـى جـرحـي حـريـقٌ لـلـخـواطـرْ

كـيـف أبـقـى فـي حـيـاةٍ

كـلُّ أحـلامـي طـعـامٌ لـلـخـنـاجـر؟؟؟؟

الأعمال الكاملة ليوسف رزوقة: الهلال يتّجه شرقا


حسّان الباهي

الجزائر:


تحت عنوان " الهلال يتّجه شرقا"، صدرت هذه الأيّام، عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع بتونس الأعمال الشعرية الكاملة في جزئها الثاني للشاعر التونسي يوسف رزوقة ، منطوية على المجاميع الشعريّة التالية:
ملحمة الخاتم، تحليق فوق المتوسّط ، بعيدا عن رماد الأندلس، أزرق النّورس الضّحوك، هـايـتو، تمثال لجلالة المعنى، ما تطلبه الروح، تمكين الكائن في مكانه، رفة الجناح الخفيّ، رابسوديات شـــــاعر جــوّال، في رأب ما تصدّع بين الـرّوح وعمـــودها، 2 جلجامش1990، جحيمان في القلب، أرض الصّفر، يـوغـانــا ، الفراشة والدّيناميت..
على سبيل الإضاءة، كتب النّاقد العراقيّ ماجد السّامرائي مقدّمة ذات مدخلين، بعنوان: "يوسف رزوقة بين الرمزيّة والحلم بعالم جديد" وممّا جاء فيها " إن موقف رزوقة في هذا الديوان الشامل لجميع ما كتب، هو موقف الشاهد الذي يواجه تفتت الواقع وانهياراته بالسخرية منه أو التفجّع عليه.. لتنتهي سلسلة الوقائع المروية، في انفصالاتها وتتابعاتها، مروية بلسان "الشاهد" الذي لا ينفصل عن "مضمون شهادته" ليضيف: "وفي زحمة هذه الأسئلة يكتب الشاعر قصيدته.. "لتقول بالدفق الدقيق زمانها" في "محاولة للحلم/ وللتحريض عليه (..) ولعل ما يتبدّى من مجموعة الشاعر هذه، أنه يكتب فيها "شعراً حديثاً"- من منطلق كون الحداثة تمثل انقطاعاً في سلسلة معطيات موروثة، فهو، هنا، لا يقطع فقط مع هذا "الموروث بأساليبه ولغة تعبيره.. وإنما يعلن الانقطاع عنه بهجاء رموزه وإعلان التخلي عن أساليبه المعروفة، والانقطاع عن معارفه.. جاعلاً من قصيدته "النموذج" الذي يؤسس عليه "قوله الشعري" وهو في نموذجه هذا يقتحم الذاكرة، ولكن ليسترد منها ماله فيها، وإنما ليبدده ويرميه خارجها، لأنه، شعرياً، لا يعنيه في شيء.‏
وكما يحقق انفصاله عن الذاكرة، يريد أيضاً تحقيق انفصاله عن "جمهورها" معلناً أن "زمنية قصيدته" لا علاقة لها بأية لحظة ماضية، رافضاً قوانين تلك اللحظة وما تحتم من اشتراطات، ومؤكداً أن قصيدته لا تقرأ
- أو هذا ما يفترض- إلا ضمن "زمنيتها" المؤسسة ابتداءً منها، وليس على أي نموذج قبلي.
ولأنه يواجه حالات شبه ثابتة، ويعمل على خرق القاعدة التي تحكمها، نجده يواجه لحظتين في آن معاً: لحظة يمثلها الماضي بكل دوافعه وجميع معطياته، ورموزه- وهو يعمل على نزعها من ذاكرته لكي لا تتخلل نصوصه
- ولحظة يؤسس فيها لنصه، وهو يريد لهذا النص الانبناء على زمنية جديدة."
طائر الهجرات
أمّا الشاعر الجزائريّ عبد الحميد شكيل، فقد ذيّل هذه الأعمال الشعرّيّة، بخاتمة، ناعتا صاحبها بطائر الهجرات ليضيف "إنّ تقديم الشاعر الكبير يوسف رزوقة إلى القارئ فيه الكثير من المجازفة على خلفية أن الآفاق الإبداعية والكتابية التي طرقها ويطرقها تحتاج إلى آليات ناجزة وشجاعة نادرة وإلمام واسع للإحاطة بها ورصد تحولاتها ومشارفها العرفانية وظلالها الجمالية وبناها الدلالية...
ذلك أن الشاعر رزوقة من الأسماء الكبيرة التي دخلت المغامرة الإبداعية بحب وجرأة وقتالية، محاولة بذلك كشط العراقيل والحواجز، في حركة دفع قوية، عناصرها الأساس: الثقة بالنفس والمرجعية الذاتية والسلة التراثية التي تغرف من المخزون المتراكم في ذاكرة كثيرا ما يعول عليها الشاعر لإثراء نصه الشعري وتأثيث منجزه الإبداعي العام، الزاخر بالكثير من الرواء والمتعة والتجاوز المبدع... وكل ذلك يجيء من الكون العام الذي يتوفر عليه فضاء الشاعر، ونحن لا نجافي الحقيقة ولا نغالي فيها إذا قلنا إن رزوقة يتحرك في «مدار الرعب» دون خوف ولا قلق، يشفع له في ذلك شغفه الكبير بالكتابة وذهابه الشفيف في تلويناتها الرائعة
و مناحيها الغامضة، مما جعله يحظى بالكثير من التقدير والاحترام والإعجاب، في عموم الوطن العربي، علاوة على السمعة الطيبة والسيرة الحسنة التي أوجدها لنفسه ولإبداعه في تونس الجميلة وقد لاحت في نصوصه وكتاباته، محاطة بالحب و الشموخ." ويؤكّد في الآن نفسه، في موقع آخر، على "أنّ كرونولوجية المسيرة الأدبية لهذا المبدع تبرز مواكبته للتمظهرات والتحولات والمتغيرات التي شهدتها المنطقة العربية والعالمية في مناحيها الجمالية والإبداعية والسوسيوثقافية.. وقد خلخل حجر المقول لتحطيم النمطية وبلورة سيمياء النص في سياق المعطى التراثي و منجز الحداثة هذه التي يراها الشاعر مرتبطة ولصيقة بذاته ومحيطه المحلي \ الكنز الكبير الذي يزخر بالفرادة والثراء والتنوع... يشفع له في ذلك موقفه الإنساني الرائع من الكثير من القضايا التي تشغل بال كل مبدع ، غيور على وطنه وأمته، ومن هنا ارتبطت قصائد يوسف رزوقة وكتاباته بالذات وبالمكان فجاءت الرؤية الإبداعية في كونه العام مساوقة ومتجذرة وعارفة، مما جعلها تحظى بالقبول والإشادة الواعية التي تستقي علاماتها وأيقوناتها من خلل كتاباته ومجاميعه الشعرية التي ترصد تململ الذات وجنوح الواقع وانكسارات الأنا وإحباطات الإنسان... كل ذلك في لغة مغايرة، مخاتلة وحاذقة، هدفها الأول والأخير: الكشف العقلاني والبيان العرفاني لما يعتمل في الواقع المعيش ومحيط الذات الكاتبة والمبدعة.
إن كتابات رزوقة تنم على رؤية استشرافية، لائذة بشرف المعنى وبجلال القصد، مرامها الروح الإنسانية التي تثمن صدق القول وجهد الذاكرة وتمنح البعد النقدي والسمت الأنطولوجي قصد تطويق كل المعاني السلبية التي تعيق تقدم الإنسانية نحو بلوغ أسمى الأهداف المستقبلية في الحب والخير والسلام..." ليختم بالتّالي:
"إن هذه الشهادات/ الأيقونات تسهم ، بشكل جيد في تفكيك، تحليل وبيان الجماليات والدلالات والمحمولات التي تنطوي عليها المدونة الشعرية والإبداعية لأحد الأصوات الشعرية العربية التي تتوفر على عناصر النجاح ومقومات الفرادة وركائز التفوق، منطلقها الأول والأخير: الذهاب المبدع والجمالي لمساءلة الذات المبدعة ودفعها نحو المكامن المشعة التي تزخر بها مخيلة الشاعر المشبع بالرؤى والأحلام والحذق الثقافي والمعرفي الذي جعل منه شاعر تونس الأبرز وأحد الأصوات الهامة والموصوفة في خريطة الإبداع العربي، خاصة في المنطقة المغاربية التي ظلت تنأى عن اهتمام النقد العربي وقد كرس جل اهتمامه للنص المشرقي، متناسيا جناحه الآخر الذي دونه سيكون الإقلاع الأدبي منقوصا وبلا أدنى فاعلية."
هو في عيون مجايليه
لشعراء المرحلة ونقّادها شهادات فيه وفي شعره وهي أكثر من أن تحصى، ثبّتها ناشر أعماله الشعرية هذه تحت عنوان "هو في عيون مجايليه"، وكلّها انطباعات متباينة تسلّط بعض ضوء على مسيرته الشّعريّة الزّاخرة.
في رأي له، نشرته" الدستور" الأردنية في غضون عام2005، يقول حيدر محمود: "لقد استعادت تونس ريادة الشعر العربي التي كانت أيّام الشّابي عبر الشاعر يوسف رزوقة تحديدا. هذا الفتى الشيخ، على حداثته الجامحة، مسكون بالتراث العربي وإن مكانته لمرموقة في الأوساط الثقافية ، كرّسها إبداعه الزاخر وحضوره القويّ في المشهد الثقافي العربي و الغربي على حدّ السواء".
وعنه أيضا، يقول رأي ثان جاء في مقال نقديّ نشرته مؤخرا " الحياة الجديدة" بفلسطين، بإمضاء الشاعر أحمد دحبور:
"إنّه الآن في الخمسين. فهكذا يدهمنا العمر، لكنني لا أستطيع أن أتخيله إلا شابا في مقتبل العمر، لا تعرف متى يظهر ولا متى يختفي. وهو محتفظ بخصوصياته في إيقاع باطني كأنه يضنّ بردود أفعاله على العالم ليحولها إلى قصائد أو أعمال أدبية، وإلى ذلك ، ما عرفت شخصا بصدق طويّة يوسف رزوقة، فهو لا ينطق إلا بشهادات طيّبة في حق زملائه وأصدقائه. ويصمت عندما يكون رأيه سلبيا. فهو لا يجامل ولكنه لا يعادي، بل يترك لشعره أن يعبّر عن واقع الحال مع أن شعره لا يتقيد بالمناسبة ولا يغوص في نثر الحياة اليومية المفصلة.
قلت له يوما: ربما كان عليك أن تقع في قصة حب تشوّش حياتك حتى تشتعل قصائدك بكهرباء غير مأمونة العواقب. فأجاب: ومن قال إني لم أقع؟
وأضاف: تعال نتنافذ حتى ترى في أيّ برزخ أقيم!!"وفعلا، هذا ما نلمسه لدى يوسف رزوقة في كلّ أعماله الشعريّة تقريبا، شاعر لا يخشى في العشق لومة ناقد، وهو لا يعشق إلاّ لينزف أكثر ويكتب من ثمّة ما يراه مرآة عاكسة لذاته المتشظّية شرقا وغربا.
ولعلّ أصدق ما يمكن أن يعبّر عن مشروع رزوقة الشّعريّ، ما ورد في تقرير لجنة تحكيم جائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع والفنون التي نالها سنة 2004 حيث جاء فيه على ألسنة الأعضاء المحكّمين الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الدكتورين أحمد الضبيب و عبد القادر الرباعي ، ما يلي:
"الشاعر يوسف رزوقة حداثيّ، تجريبيّ ، يدهشك شعره لأنّه يستفزّك لكي تراجع توظيف الكلمة الشعرية ، المثير في شعره وهو يمزج الشعر بالنثر و العلاقات اللغوية في شعره غير متوقّعة ، كما أن المعنى عنده بعيد يحتاج إلى تأويل . هو مهموم بالمكان الذي تمثّله الثقافة العربية في هذا العصر ، لذا كانت اللّغة المحور الأوّل الذي يدور عليه شعره . متأثّر بالحداثة الفرنسية لكنّه يعمل على إقامة حوار ايجابيّ معها . يعالج قضايا السّاعة وفق رؤية نهضوية ، راقية و له إسهامات جليّة في تجديد الشعر العربي واستغلال أوثق لطاقات اللغة العربية و ابتداع لأساليب فنّية ذات تقنية عالية . يمثّل تيّارا حداثيّا مخصوصا ، حداثة جامحة يتخطّى صاحبها المألوف إلى الغريب و السّهل إلى الصّعب ، لا يقف في التجديد عند حدّ و إنما هو دائم البحث عن المدهش والعجيب الأمر الذي دفعه إلى أن ينحو في تجديده منحى بعيدا".من مناخاته الشّعريّة
يستهلّ يوسف رزوقة أعماله الشّعريّة بتساؤل حارق حول علاقة الشّاعر بناقده الغائب والّذي، في حال حضوره، يظلم الأثر وصاحبه بإسقاطاته الذّاتيّة ولا ينتصر من ثمّ لمواطن الإبداع فيه، إن وجدت:
" ما الشّعر؟
فالنّقّاد، إن وجدوا، فلاسفة
وتلك مصيبة كبرى
ولا قانون للشّعراء
يحميهم من الظّلم العظيم"
ليضيف في موقع آخر ص 280، انظر قصيدة " آكلو لحم القصيدة":
النقدة
عبدة الموز المستورد و اللحم المفروم
عبيد السّيّد بافلوف ..
الفقراء
عباد الربع المستثنى و الخالي من معناه …
ذوو المصران الأعور و الحمّى و الزائدة الدودية و الإسمنت الراكد في المعده ..
كم يلزمنا - نحن الشعراء و أحفاد المرده -
من محلول الصودا
لنطهّر أفئدة النقده ..
من فيروس القرده ؟
كم يلزمنا من مسحوق الد.د.ت
لإبادة هذا الوهم الكافكاويّ
- و ما يتعلق بالحشرات-
لدى النقده ؟…وهو إذ يستهدف الواقع النّقديّ الرّاكد في السّاحة الثقافيّة ، داعيا إلى تحريك سواكنه بمثل هذا القول الشّعريّ، تلميحا وتصريحا، لا يستثني في الآن نفسه القارئ الّذي يعزف عن فعل القراءة، عن مطالعة كتاب هو زبدة معاناة كاتبه فيخصّه رزوقة بتحذير مرّ، في مطلع ديوانه " الفراشة والدّيناميت"، ص 351:
هذا الكتاب
يوصى بنزع فتيله الثاوي هنا بين السطور كما يلي:
عدم الترفع عنه
وليقرأ
- مجاملة لصاحبه الذي أهدى الكتاب على الأقل -
من الغلاف إلى الغلاف
بل إن تاركه
- عزوفا أو مكابرة -
سيشعر يوم لا يجدي الشعور
بأنه عادى الحروف فلم يجد
في آخر العمر الخصيب
عدا الجفاف"
تحفل هذه الأعمال الشّعريّة في جزئها الثاني بالمدهش والغريب حيث يتجلّى مدى ولع يوسف رزوقة باللّعب الغاداميريّ، الموظّف بين مقطع شعريّ وآخر، في غير إسفاف أو حذلقة، أداته في كلّ ذلك اللّغة المنفجرة بشتّى انزياحاتها الممكنة.
الهلال يتّجه شرقا؟ نعم، ما الشّاعر هنا إلاّ هلال يتحرّك في نقصانه، باتّجاه الشّرق، لعلّه واجد هناك، وهو العاشق المغاربيّ، جناحه المشرقيّ ليحلّق بالجناحين معا، باتّجاه الغرب.
ويذكر أنّ الجزء الأوّل من أعماله الشعريّة صادر عن الشركة التونسيّة للنّشر وفنون الرسم سنة 2003 وضمّ من مجاميعه الشعريّة :إعلان حالة الطّوارئ، أزهار ثاني أوكسيد التّاريخ، بلاد ما بين اليدين، الذئب في العبارة ولدائن الرّوح تليها إيبيستيميّة الخروج.
* الهلال يتّجه شرقا، أعمال شعريّة ج2 / سلسلة "الجناح المغاربي"، ميسكيلياني للنشر والتّوزيع، تونس، 2007.

عَن أيُّ شَيءٍ نَكتِبُ ؟


صادق مجبل الموسوي
sadeq89@yahoo.com

تَقولُ فِرجينيا وولف رائدةُ تيار الوعي في الروايةِ "كُلُ شيء في الحياةِ يصلحُ أن يكونُ المادة المناسبة لرواية" والقول يَكشفُ عن قدرة وموهبة يمتلكها الكاتب الحقيقي فقط في تسخير كل شيء لصالح مشروعه الروائي فهو ينطلق من الحدث أو الحالة أو الفكرة ليكمل رواية بمضمون جيد ومتكاملة مِن حيث عناصر البناء الروائي وتبقى درجات الشكل والتقنيات الجماليّة والقيمة الفنية مرتبطة بقدرة الكاتب على استحضار ما لديه من تقنيات كتابية .
هنالك مَن يحلم في أن يصبحُ كاتباً، يدخل مغامرات غير واعية في عالم الكتابة منهم من لم يفلح أبداً في كتابة فصل روائي واحد مَع ادعاءه بأنه كاتب وشكله وطريقة حديثة توحي بذلك ومنهم من يكتب رواية- مثلا- دون أن نحسُ بطعمِها أو قَدْ لا نستطيعُ إكمال قراءتها لعدم تواصلُ خيوطها وتفكك سيرها السّردي ولا يمكن اعتبارها رواية أولاً ثُمَ لا يمكن عدها ضمنَ خانة الكتابة لأنَّ الكتابة الحقيقة ليست مُجرد كلمات سوداء لملئ بياض الورق وانتشار مثل هكذا كتابات يؤكدُ غياب القراءة الواعية فكان الغياب سببا لاعتلاء البعض دون استحقاق ولكن للزمن كلمته فَقَدْ ظَلتْ بعضُ الأسماءِ والأعمالِ خالدة وعالقة في ذاكرة الأجيال من دون غيرها ودخول المغامرة يحتاج إلى وعي أيضاً فعندما قررَ الروائي التركي أورهان باموق أن يكتبُ الرواية كان قَد تركَ دراسة الهندسة التي قطعَ شوطاً فيها وكذلك تركَ الفن التشكيلي حيث كان في البداية رساماً ورغم معارضة الجميع وقف باموق وترك كل شيء ليتفرغ لكتابة الرواية ومثل هذا الأمر لا يقدمُ عليه إلا ما ندر من الأشخاص وفعلا أصبحَ باموق من اشهر الأسماء الروائية في العالم وتصدرت كتبه الكتب أكثر مبيعاً وحصلَ على نوبل وباتَ حتماً على مدينته أن تستعيد اكتشافه وعلى الجميع مباركته.
تكشف مغامرة باموق عن وعيه وحرصه على الاختيار فأحسن الاختيار وفق ما أراد وسعى لأنه امتلك إرادة حقيقية حتى واصل الكتابة وأصبحت المنضدة جزءا من جسده يقول "اكتب لساعات طويلة وبشكل يومي متصل، حتى أصبحت المنضدة جزءا من جسدي"
هنالك من يدخل المغامرة في وضع اشد معارضة من ما تعرض له باموق فهاهو ماركيز لم يكن الطريق معبداً أمامه إلا بالرفضِ والأشواكِ في وقتٍ كانَ لا احد فيه يعلم إنّ بائعَ القناني الفارغةِ تفاوضُُ سكرتيرته الشركات وحقوقه عشرةُ ملايين دولار.
فعندما كان في كولمبيا كان أدباء بلده يرون فيه سوى شاب متطفل على الأدب والأدباء وكان بائعاً للقناني الفارغة متخما بالديون محملا بأوراق رواياته التي رفضتها دور النشر وكانت النصائح له "عليك إن تجد لك مهنة غير الكتابة".لم يقف هنا انطلق وواصل وحاز على نوبل ووقف يشاهده الجميع وأصبحت وسائل الإعلام تسعى للحصول على كلمة منه ...انه كاتب حقيقي ، لذلك اشتهر انه يعرف عن ماذا يكتب ..!!
كتبت هذه السطور ..
عندما سألني احد من يدعي انه كاتب، وعندما كتب كل ما عنده ..قال (ماذا اكتب؟؟)
فانطلقت من هذا السؤال الذي سمعته لأكتب هذا ..عن أي شيء ا نكتب ..وكيف كانوا يكتبون ..
وأخيرا ..الكتابة للكاتب الحقيق فقط ..

أشواق محاصرة

صلاح عليوة
تبدين أجمل
لا لثوبكِ
ذلك المنسوجِ من وهج القرنفلْ
لا لشعركِ
ذلك المتمردِ المنسابِ في النسماتِ
برياً كجدولْ
أو رفة الحزنِ التي تُُبدي ارتجافَ الصمتِ
في عينيكِ أنبلْ

تبدين أجمل
لا لشئٍ
غير أن الشوقَ في قلبي مُكَبلْ
و لأن أعواماً من الريحِ
و أعواماً من البردِ
و أعواماً من الفرح المؤجلْ
غرست زهورَ الثلجِ
في وديانِ قلبينا
و أرست بيننا سدا

فأنتِ الآن تزدادينَ
رغم القربِ
رغم الدفءِ
رغم عذوبة الكلماتِ
تزدادين بعدا
يغدو طريقي نحو عينيكِ
أساطيرَ
و غاباتٍ مطيراتٍ
و رعدا
و أذوب و جدا


مصر/ هونج كونج

لـن أبـوح

هدلا القصار
شاعرة لبنانية / فلسطين

ولن أقص حكايتي
لم انس الماضي
ولن اذكر الحاضر
ولن أعود للبداية
ولن اصف رقصة اغتيالاتي
ولن أقول كيف غـفى بين أصابعي

ومتى همست في أذنيه رغباتي
وكيف سبل جسده بين ضلوعي
ولماذا صحا على كلماتي

لن أبوح بساعة الصفر
ولن أقول كيف مارس حلمه معي
ولماذا اختفت تجاعيد وجه
واختزل شيخوخته

لن أقول لماذا عاد لماضي أيامي
وكيف تخطى مراهقته
وملاءة فراغات

ولماذا قيدني بتحولاته
ومشاكسة مداعباته

ولن أقول لماذا أغرتني تساؤلاته
وكيف سلمني جميع أوراقه
ودثر نفسه بخصلات شعري
ولماذا يشتهيني كسيجارته

لن أقول لماذا مزق رزنامة يومياته
وكيف أصبح غير قابل الاختراق

ولن أقول كيف دفئني جسدي
ولماذا يسأل كل مساء عن اسم عطري

ولن أقول أنني ما زلت أنام على صدره
وأسجل مخطوطات أفكاره
واليوم أتغنى بصحبته

الخميس، سبتمبر 27، 2007

فيروز


مفيد نبزو
- محردة- سوريا-
إلى السيدة فيروز بدون ألقاب

متل الشمس طلَّيت من بكيرْ
فيَّقتْ كل الناس
ما كان عندي غير حلم زغيرْ
لا في دهب عندي ولا الماس
هديت الدني وشو هديتها
نغمة فرح حبيتها
غنيتها وصليتها
بإيمان وبإحساس
بحس الطبيعة بتسمعوا
وبترندح بصوتا معو
يا ناس ع الأرض ارجعوا
خلُّوا العقل بالراس
يمكن الفرَّق فرح ع هالدني كلا
علَّق شموع الأمل من عتمتو وصلَّى
زفَّ الدني سرّ القداسة، وبالفرح علا
يمكن حزين وشرب مرّ الكاس
متل الشمس طلِّيتْ
والشمس إلها غروبْ
يا ريت شو يا ريتْ
عمرا ما إلها دروبْ
كنا قلوب ببيتْ
لا تهربي يا قلوبْ
شو كار لو مرَّيتْ
والبيت ما في ناس
وقنديلنا بلا زيتْ
وبالسقف كان معشَّش سنونو
واليوم صار معشَّش الوسواس
يا بيتنا حنَّيتْ
شوف الحمام مزيَّن براجك
واركع تبوس الحجر بدراجك
الحجار يلي معمَّرة بإيد الزمن
وحياة الله جبينها بينباس
متل الشمس طلَّيتْ هالطلِّة
وحبَّيتْ اسقي بدمعتي الفلِّة
وسألت هاك الروزنة، وين صارت الغلِّة
شهقتْ وقالت يا زمن يا مقطَّع الأنفاس
((تخمين راحت حلوة الحلوين
وما ضل في غيري حدا تخمين))
لا شجرة الياسمين بعدا مورَّقة
ولا الزَّنبقة ، ولا غصن حبّ الآس
ضلَّك مزهَّر فرحْ
يا حبنا لا تروحْ
هالصوت يلي انجرحْ
عطَّر قلب مجروحْ
زرعت المسا بالحبقْ
سقيتْ الأملْ بدموعْ
قديش شمع احترقْ
ما بتنطفي يا شموعْ
بكير زفّ الندى
ع دروب أحلى دروب
وشحرور رفّ وشدا
ينشر صدى الغروب:
يا حارس الليل خفِّف وحدتي وحشاي
نار اللظى أشعلتْ جوى القلب وحشاي
يا ليل وين الأنس صار الأنس وحشاي
مالي بليلي سوى نجوم السما حرَّاس
متل الشمس طلَّيت من بكير
فيَّقت كل الناس

يا واهبَ الجودِ

عبدالله علي الأقزم

يا واهبَ الجودِ مِن عليائهِ جودا

إنِّي قرأتـُكَ في ثغرِ الهدى عيدا

سارتْ لكفِّـكَ أيَّامي فما اشتعلتْ

إلا و عشقـُكَ يُجريها زغاريـدا

تدعو و قلبُكَ محرابُ السماء ِ و مِنْ

صدى دعائكَ تـُحيي البيدَ فالبيدا

خذني إلى النُّور ِ و اغمرني بكوكبـةٍ

كجدول ٍ فاضَ إيماناً و توحيدا

مَنْ أنتَ ؟ قلْ لي أجبْ فالمدُّ مشتعلٌ

بالكشف ِ عن جوهرٍ فاقَ السما جـودا

أجابني الوردُ نارُ العشق ِ تفضحُهُ

في أجمل ِ ا لبوح ِ ترتـيـلاً و تجويـدا

هذا هو المجتبى لم ترتفعْ صفة ٌ

إلا ليزرعها فينا مواليدا

ابنُ النبيِّ و كلُّ الكون ِ في يـدِهِ

قد فاضَ لله تسبيحاً و تمجيـدا

يا سـيِّدَ النورِ فيكَ العشقُ يكشفـُنـا

و كلُّ جزء ٍ بـدا مـنـَّا أنـاشـيـدا

أقبلْ على الروح ِ و ادخلْ في تلاوتِـنا

مدَّاً و أعطِ لهذا المدِّ تجديدا

أنتَ الحليمُ فلا حلاً لمشكلةٍ

يـنـالُ مِنْ حلمِكَ المعـروفِ تـعـقيدا

يا واهبَ الجودِ ...قلبي اليوم أبعثُهُ

إلى يديكَ فخُذهُ للصَّدى عيدا

هذي السحائبُ لم تـُظهِِـرْ جواهرَهـا

إلا و أعـطـتـكَ عنْ فخر ٍ مقاليـدا

ما كنتَ غـيـثـاً بلا علم ٍ و لا أدبٍ

و أنتَ تـُنـبـتُ للمجدِ الصناديدا

و أنتَ تحملُ مِنْ وحي الهدى شهبـاً

و نحنُ نحملُ مِنْ معناكَ تسديدا

فـرَّعـتَ جودَكَ أغصاناً فأثمرَنا

هواكَ في أجمل المعنى عناقيدا

هذا نداؤكَ في قلبي أخمِّرُهُ

لحناً و أُسكرُهُ في العشق ِ ترديدا

عشقي بقربكَ لم تهدأ حرارتـُهُ

ما عاد يخشى بهذا القربِ تبريدا

يـا واهبَ الجودِ زدنا كلَّ ثانيةٍ

في نور ِ روحِكَ تمديداً فـتمديدا

هذا علـوُّك لولاهُ لما ارتـفـعـتْ

كلُّ السماواتِ وازدادتْ مواليـدا


شقائق الأسيل .. وقدرة المرأة على التفوق

نبيل عودة

الكتاب: شقائق الأسيل
الكاتبة : راوية جرجورة بربارة
الناشر : دار بيسان- القاهرة ومكتبة كل شيء – حيفا
سنة الأصدار لم تسجل ( 2007 )

شقائق الأسيل - كتاب غير عادي في النتاج الأدبي العربي في اسرائيل. هذا هو استنتاجي الأساسي من قراءة نصوص هذا الكتاب الفريد والمتميز. وتبرز خصوصية هذا العمل ، ليس فقط من حقيقة انه يشكل ابداعا أدبيا حقيقيا ، في زمن كثرت فيه الرداءة الأدبية ، ابداعا ونقدأ ، انما خصوصيته في انه أول ابداع يثري لغتنا العربية بنصوص تتوهج فيها اللغة وتشكل حالة أدبية قائمة بذاتها.
قد تكون الأديبة راوية بربارة عن قصد ، لم تسجل على غلاف الكتاب ، أو في صفحاته الداخلية نوعه الأدبي. هل هو مجموعة قصص؟ مجموعة خواطر ادبية وفكرية واجتماعية ؟ نصوص أدبية تجمع اشكالا متعددة من الأنواع الأدبية ؟ وعدا مقمة البروفسور جورج قنازع ، المحاضر في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا ،لا يوجد أي تعريف للنصوص كقصص . ربما ترددت راوية في تسمية " شقائقها " بالقصص لحيرة ألمت بها . واقول رغم كل ما يكتشفة النقد من نقص في اكتمال بعض القصص ، الا ان راوية في شقائق الأسيل تعطينا ادبا قصصيا أتمنى ان أجد موازيا له في ادبنا المحلي ، حتى من بعض الأدباء ذوي التجربة الطويلة والعروش الوهمية .
راوية بربارة في اهدائها لنصوصها " شقائق الأسيل" تعترف كما يلمس القارئ للكتاب ، حيرتها ، تكتب: " الكلمة عالم استوائي المناخ أحيانا، قطبي المزاج حينا، كروي لا بداية لة ولا نهاية" . وتواصل :" الكلمة بحر حبري يهوج ويموج ليفرض سلطانه، لكنه سرعان ما يغريك برمال شواطئه وأصدافه ..". وتواصل: " منا من يبحر فوق نقاط الكلمات ، ومنا من يغوص في أعماق الحبر.. منا من يبني من ذرات الكلمات الحارة قصورا .. ومنا من يتمتع بسباحة بين السطور".
وقد رأيت أهمية خاصة في تسجيل أهدائها لما يكشفه من رؤيتها الثقافية لعالم الابداع الأدبي ، ولمسؤولية حمل القلم ، والتحدي بقول الرأي .. والأمر الأهم ان اهداءها يقول كل شيء وصلت اليه في مداخلتي الفكرية الثقافية (والنقدية اذا شئتم ) لنصوص بربارة . واعترف اني لم أجد في قراءاتي ، وهي كثيرة وبأي مقياس تشاؤون ، ما هو أكثر ملاءمة بين الاهداء والنص .
أجل ... الكلمة ( اللغة ) " بحر حبري يهوج ويموج ليفرض سلطانه "!!
وحتى لا يفهمني القارئ خطأ، نصوص "شقائق الأسيل" لها نكهتها الخاصة المميزة ، لغة وتراكيب فنية ، والقدرة على جعل اللغة اداة حية متفاعلة مع القارئ ومع المحيط الاجتماعي ، والقدرة على بناء الحوار الثقافي غير المرئي بين النص والمتلقي ..
ان قضية اقرار النوع الأدبي تصبح ثانوية بحالة نصوص راوية بربارة ، وهذا ما تبين لي عبر المسائل الأدبية والفكرية التي أثارها النص في نفسي. خاصة عندما نجد ان الكلمة (اللغة ) في النص ، أضحت مضمون العمل ، او جزءا هاما من المضمون على الأقل.
شخصيا أميل ببعض التردد الى اقرار ان نصوص " شقائق الأسيل " تطفح بروح القص ، رغم ما ينقص بعض النصوص من عناصر القصة .. وأؤكد بعض النصوص فقط ، غير ان المثير في نصوص هذا الكتاب ، ان اللغة تتدفق من قلم الكاتبة ، تحمل من الجمالية في صياغة العبارة ، وتركيب جمل النص ، ومن رومانتيكية اللغة ، ما يجعلها تتجاوز نواقص الروح القصصية ، لدرجة تكاد تقترب راوية مما يعرف بالقصة اللغوية ، والذي يعتبر الكاتب المصري جمال الغيطاني من روادها ، وربما الكاتب الوحيد الذي جعل من اللغة حدثا روائيا. وأشهد ان لغة راوية بربارة سحرتني وأقنعتني ان اللغة ليست وسيلة فقط ، وليست غاية بحد ذاتها ، انما اداة ، من يحسن استعمالها ، يجعلها أكثر من وسيلة ، وأرقى من مجرد غاية ، يعطيها القدرة على ان تشكل ضلعا ثالثا في العلاقة الابداعية بين الخطابين التاريخي والأدبي ، بحيث نستطيع ان نقول ان اللغة ليست الأداة لصياغة الخطابين الأدبي والتاريخي ، انما الجسم الثالث القادر على تجاوز القصور في الخطابين .
كنت أفتقد دائما ، لدى الكثيرين من كتابنا القصصيين ، ما أميل الى تسميته ب " اللغة الدرامية" ، من رؤيتي ان اللغة القصصية هي لغة مختلفة عن لغة الموضوع السياسي ، او لغة النقد الأدبي ، أو لغة المقالة العامة ، وان القصة (وأقصد دائما الرواية أيضا ) بصفتها تعتمد على الفكرة الدرامية ، تحتاج الى ان يطور الكاتب لغة درامية ، لغة لها نكهة لا نجدها بالنصوص غير القصصية . وكم اثلجت صدري لغة "شقائق الأسيل" عندما وجدت ان قناعاتي ليست مجرد موقف ورؤية نقدية ، وقناعة فكرية ، وتجربة ذاتية أيضا ... انما قاعدة صحيحة وهامة لا تكتمل الكتابة القصصية بدونها ، مهما سمت الفكرة والقدرات اللغوية .
تعالوا نقرأ أربعة أسطر لما احاول ان أشير اليه ، وقد أخترت أول أربعة أسطر من النص ألأول بعد ان أيقنت ان كل نصوص الكتاب تصلح كنموذج للغة راوية : " أصبحت تخاف من نفسها ، لأنها في ساعات اللاوعي تتقمصها أرواح غريبة لنساء غبن بين سطور التاريخ ، خرجن من لوحات دافنتشي، اثقلن بيوت الشعر بزخم عطرهن ، أطللن من شرفة جولييت .. سمراوات.. شقراوات ، كن يحتفلن داخل جسدها كلما أصابته غيبوبة ".
هذا ليس سردا تقليديا . ليس ديباجة لغوية بلا معنى . ليس رصف كلمات بلا مضمون . ليس نقشا لغويا جماليا .. لامعا وفارغا.
هذه لغة دراما .. تشارك بلعبة القص . لغة الدراما تثري فكرة الدراما، وتشكل معها الضلع الثالث مع الخطابين المشكلين لعملية الابداع الأدبي، الخطاب التاريخي ( السياسي ، الفكري ، الفلسفي) والخطاب الأدبي ( القدرة على تحويل الخبر ، الحدث ، الموضوع ، الفكرة ، الى قصة تعبر ثقافيا عن الحدث )
لأول مرة منذ فترة طويلة لم أقرأ في أدبنا المحلي ( داخل اسرائيل ) خطاب أدبي ، ولغة درامية شديدة الكثافة والتنوع .
الظاهرة التي كسرتها راوية بربارة ، وأعادت بذلك بعض الثقة والأمل لحركتنا الثقافية ، هو تجاوزها للكتابة الريبورتاجية أو الاخبارية المطولة التي ميزت معظم النصوص القصصية في السنوات الأخيرة.
والأهم انها تثبت ان اللغة أكثر من أداة أو وسيلة .. وتشكل الى جانب كونها أداة ووسيلة ، بطلا من أبطال النص - البطل غير المرئي .، قادرة ، كما هي الحال في نصوص راوية ، على تجاوز أي قصور كان في التركيبة القصصية ، ولآ اتردد في وصف قصص راوية بأنها جد قريبة لمفهوم القصة اللغوية أيضا .
وربما هذا يعيدني الى النظرية التي تقول ان القصة القصيرة هي "لمحة" من الحياة. بينما الرواية هي حياة كاملة... رغم اني لا اؤمن بالنظريات التي تبرمج وترتب الابداع الادبي لاننا كنا شهودًا على روايات كل عظمتها في لغتها، ونحن الان امام ابداع ادبي، ربما لاول مرة بمثل هذه الكثافة في ادبنا العربي داخل اسرائيل، روعته وقيمته العليا وعظمته في لغته.
ومع ذلك اقول ان نصوص راوية بربارة تحمل ملامح القصه، وبعضها هي قصص قصيرة جميلة وكاملة ولا غبار على رونقها القصصي اطلاقًا.
من البداية، بعد قراءتي لهذه النصوص، كان واضحًا لي اني لن اكتب مستعرضًا نصوص شقائق الاسيل، انما ما انارته هذه النصوص من انطباعات وافكار ادبية ثقافية. ورغم ذلك اجد اني مضطر للتلميح حول بعض جوانب الكتابة القصصية في "شقائق الاسيل".
في احدى الندوات سمعت نقدًا حول فقدان قصص راوية للحوار. واضح ان للحوار جماليتة المميزة اذا احسن استعماله، وهو من اصعب المقاطع في اي عمل ادبي، ويشكل احيانًا المحور الاساسي لفهم شخصيات النص الأدبي ( والروائي ) ومبناها الفكري او الدرامي وردود فعلها ومبنى شخصياتها، واحيانًا يشكل الحوار حالة التصعيد الدرامي للقصة او الرواية، والحوار يسهل على القارىء فهم الشخصية وتناقضاتها، وميولها وطرق تفكيرها وردود فعلها مما يزيد من كثافة الاجواء القصصية. ولكن الحوار ايضًا، اذا لم يحسن استخدامه، يشكل الفشل الكامل في النص القصصي. وربما بذكاء ابتعدت راوية عن الحوار.. رغم انه قائم في نصوصها. وقد لاحظت ان هذا ليس الجانب المميز في نصوصها ولا يخدم في حالة راوية المبنى القصصي... واحيانًا يبدوالحوار تقسيما للسرد ليس الا، وليس تفجيرًا لحالة درامية.
مثلاً في قصتها الاولى يدور الحوار بين بطلة القصة (هي) وبين الطبيب وتتبع برباره الشكل المسرحي في تسجيل الحوار. ورغم الجمالية الخاصة لفكرة هذه القصة، الا انها لم تستطع ان تثير الدهشة القصصية المطلوبة. والحوار كان جافًا. كان بامكانها ان تصيغ الحوار بشكل مونولوج داخلي للبطلة ، مع الاشارة الى الانفعالات للبطلة بنفس اطار المونولوج. ومع ذلك نحن نعالج ما قدمته لنا بربارة والحديث عما هو افضل، يجيء من باب المقارنة والدلالات النقدية فقط.
لا بد من الاشارة الى جانب جوهري في هذا الابداع المميز، وهو كون راوية بربارة، ذات افق ثقافي واسع للغاية، غني عن القول ان ثقافتها العربية شامله ، بحكم كونها متخصصه في التراث العربي وتعد لشهادة الدكتوارة في الادب العربي. وانما هي، وهذا بارز وهام، مثقفة ذات آفاق عالمية. مثقفة تعيش عصرها بكل تفرعاته وامتداداته... مثقفة عصر العولمة. لم تغرق في التراث لتشدنا الى الماضي، لغويًا وفكرًا، انما جعلت من التراث ثراء للغة عربية تعيش عصر العولمة، مناخًا لغويًا وثقافيًا، انها بساطة تملك احساسًا بعصرها ومتطلباته اللغوية.
راوية بربارة تكتب نصوصًا لقارىء عولمي الثقافة، لقارىء لا يبحث عن الاسترخاء اثناء قراءة النص تم يغمض عينيه مستسلمًا للاحلام ، انما لقارىء ابن عصرة... ابن عصر العولمة. ملم بثقافته وثقافة عالمه. ويقرأ ليفكر، واضح ان للقراءة متعة خاصة، والتفكير هو وجه آخر للمتعة. والا اي قيمة تبقى للانسان اذا فقد متعة التفكير؟!
من هنا رؤيتي ان هذه النصوص تطرح فكرًا. قد يقول البعض ان راوية تطرح قضايا المرأة، هي حقًا تطرحها، ولكنها لا تطرحها لأنها امرأة ، بل لما تشكله هذه القضية النسائية من اهمية في الرقي الثقافي والعلمي والاجتماعي لاي مجتمع كان، وانا، واكرر ما قلته في مناسبات ومقالات عدة، ارفض مصطلحات ومفاهيم تفرز بين الأدب عامة والأدب النسائي .الادب النسائي هو أدب بغض النظر عن جنس الكاتب وعن القضايا التي يطرحها . لا يوجد مثل هذا الشيء (أدب نسائي) الا في المخيلات التي ترى بالمرأة في المجتمعات الشرقية، حالة ثابتة من الدونية الاجتماعية والدونية الانسانية أيضا.
ادعى مثقف في احد الندوات الأدبية ، ان الدين كرم المراة .. لآ أعرف مثل هذا الدين الذي كرم المرأة . كل الديانات التوحيدية أكدت دونية المرأة بشكل مذل وغير انساني . وهذه الفكرة عن دونية المرأة تسود ثقافتنا الشفهية وأمثالنا وصلواتنا . وكثيرا ما نتظاهر بتقدميتنا معلنين اعترافنا الأبوي بمساواة المرأة ، بالطبع لا نتردد باقرار المساواة لكل النساء اللواتي خارج سلطتنا، اما نساءنا، فالويل لمن يجرؤ على المناداة بمساواتهن. هذا هو الحد !!
مجرد طرح اصطلاح "الادب النسائي"، هو نظرة دونيه للمرأة، وكانها تكتب لترثي واقعها الشرقي وتستجدي بعض الاعتراف من عالم الفحول. ان الادب الذي تقف وراءه اقلام نسائية، يطرح ببراعة قضايا مجتمعنا بكل امتداداتها السياسية والاجتماعية والحضارية ويجب التعامل معه كأدب، ودون التمترس وراء اصطلاح "النسائي".
على الاقل لنحقق المساواة للمرأة في ساحة الادب والادباء ، الساحة المليئة بالأقرار الرسمي ، على الأقل بحق المساواة.
وها هي راوية بربارة تقدم افضل شهادة على قدرة المرأة على التفوق !!

نبيل عودة- كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com


الأربعاء، سبتمبر 26، 2007

لماذا؟

سعيد علم الدين
لِماذا التجديدُ للكلماتِ
ما دامَ الترديدُ لَها في بلادِ الشرقِ
ثوابتُ من حِقَب ؟
ولِماذا القفزُ على الْحروفِ
ما دام النطُ على النقطِ
أضعفُ من السيرِ هَزهزةً
على سيقانٍ من قصب ؟
ولِماذا شُربُ الْجلابِ اللذيذِ
ما دامت مياهُ السبيلِ تروي
الظمآنَ من القيظ والعطش ؟
ولِماذا التَّفكُّهُ بأكلِ حبات العنب
ما دامت الأَعشابُ
تَخرجُ من الأَرضِ بلا عناءٍ تعب؟
ولِماذا مواجهةُ الْحَقائِقِ
وتنغيص النفس بالكرب
ما دامَ التعايشُ مع الواقعِ المضطرب
أريحُ بكثيرٍ من التمردِ والغضب ؟
ولِماذا أصبحَ التشتتُ والتشردُ
حالةً نفتخرُ بِها نحن العرب
حتى الثمالةِ والطرب
وكأننا بلغنا بها سدرة المنتهى
وحققنا منتهي الأرب؟
ولماذا الأممُ منهمكةٌ بالارتقاء والتقدم والعلوم
ونحن بنشر الإرهاب والتخلف والتهام اللحوم ؟
..
ولِماذا جارتُنا أوروبا تَحوَّلت
وبفترةٍ قصيرةٍ من عمر الزمن
إلى عائلةٍ إنسانيةٍ متكاتفةٍ
تعيشُ في بيت واحدٍ مُحترم
سقفهُ إبداعٌ وقمم
أرضهُ خيراتٌ ونِعَم !
ولِماذا بيوتُنا مبعثرةٌ كحبات الرمل
ولكلِّ حبةٍ سياجٌ مشرعٌ للغير
ودربٌ مسدودٌ وصهيلُ خيل
ولكلِ بيتٍ سقفٌ هش
والسقوفُ أكثرُها من قش
وإذا عصفت ريحُ السُّموم
طارَ السَّقفُ ومعهُ القش
ولا يبقىَ لسكانِ البيت
غيرُ الْهمومِ وغيرُ الغِش
ولِماذا ؟ ولِماذا ؟ وليش ؟ والعجب !
وما أكثرَ الليمَاذاتِ والليشَاتِ في بلادِ العرب
..
وشمَّ فجأة عطراً نسائياً منعشا مألوفا للأنف
أوقفَهُ تدفق النسيم إلى رئتيه عن متابعة تساؤلاته التي بلغت أكثر من الألف
انتشى من أعماقه متناثرا مع العبير
غاصت ذكرياتهُ في أعماق الأمس
أهي فراشةٌ مزركشةٌ بألف لون
أم وجهٌ جَميلٌ مضيءٌ كالبدر
ورأى قبل أن يلفَّهُ الوهج
ساقيين مسكوبتين بقوالبَ الذهب
خُصلاتُ شَعْرها ظللتهُ كسَحابةِ صيف
نهض مرحبا بقدوم الضيف
طويلا كان العناق
حيث انصهر الصدرُ بالكتف
ودام حتى مطلعِ الفجر
وفي صباح اليوم التالي
صاح الديك وزقزقت العصافير
وأشرقت كعادتها الشمس
لم يكن هناك سبيل لافتراق
فاللقاء احترق مع توقد الأشواق
وصارت قصتهم وشوشاتٍ للفراشات
تتهامسُ بغنجٍ فوق المروج الخضراء
واستيقظت من سباتها الصحراء
للاحتفال مع العشاق!

باكرا على الأرض، مجموعة شعريّة جديدة بالفرنسّية ليوسف رزوقة


حسان الباهي

عندما يرقص الشّاعر مع الزّرافة!

تحت عنوان"باكرا على الأرض : مدائح إلى هوراس، أوبرا إفريقيا"، صدرت هذه الأيّام، عن دار إيماجين ذات الأبعاد/ باردو، تونس ، في 130 صفحة، مجموعة شعريّة بالفرنسيّة للتّونسيّ يوسف رزوقة ، تتصدّرها مقدّمة للنّاقدة الفرنسّية أود ريشو ديانو بعنوان "شعر يوسف رزوقة : قصر الكلمات" تقصّت فيها تقنية الشاعر في هذا الكتاب بوصفه لاعبا بالكلمات دون أن تغفل تقنيته الأساس في تحقيق مبتغاه الفنّيّ عبر اعتماد العقدة في شتّى أبعادها .
وتشير ديانو إلى مدى نزوع رزوقة إلى الكتابة المبتهجة حيث أن الأنا الشاعرة وهي تكتب، تمارس اليوغا وترقص على إيقاع الحياة الكثيرة ، متأرجحة بين الظل والغبطة ومن ثمّة ترى ديانو أن الأنا الشعرية لا يمكن استقراؤها إلا عبر لعبة الكاميرا ومختلف زوايا النظر لالتقاط الصور.
هي لعبة المرايا المتعاكسة بين شرق وغرب، لدى شاعر يكتب بأكثر من لسان ويسعده أن يغيّر العالم بالكلمات. إن شعر يوسف رزوقة ، تضيف ديانو، هو وعد ببهجة ما وراء الدموع، دفق حياة عابر للألم ومن ثمّ فإنّ الشعر لديه نشاط يوميّ مقدّس، رياضة تخوّل للأنا الشاعرة أن تمتلئ بذاتها " سكرى بشيء من الاخضرار" ولن يتسنّى الخلاص أي الإفلات من كمّاشة العصر الضّاغطة إلاّ عبر "اليوغا الشعرية" الّتي يمارسها الشّاعر بالكلمات .
وتختم ديانو تقديمها للكتاب بدعوة القرّاء إلى زيارة " قصر الكلمات" بقولها: "بوسع أيّ يتيم في هذه الخارطة، أيّ شاعر مبدع أو أيّ فيلسوف، أصدقاء يوسف رزوقة، إنسانيّ القرن الحادي والعشرين، دخول هذا القصر ، فلندخله نحن أيضا ولندخل من ثمّ مجاميعه الشّعريّة كي نتذوّق عبرها نظام الأبجديّة الجديد لديه ونرقص على إيقاع قصائده حيث تتشظّى الكلمات لتمتلك ألقا جديدا".
هكذا تحدّث غوته
ينطوي هذا الكتاب على مجموعتين شعريّتين، تحمل الأولى عنوان "هكذا تحدّث حكيم وايمار" ، غوته ، شاعر ألمانيا الأشهر وصاحب "الديوان الغربي والشرقيّ"، في حين جاءت الثانية تحت عنوان " الرقص مع الزرافة" .في مستوى العنونة،استعمل الشاعر في الخانة الأولى التقنيات السينمائية مثل لقطة مكبّرة، ترافيلينغ(تحريك الكاميرا)، فلاش باك، زوم أمام، التقاط صورة من فوق إلى تحت، إلخ...
وفي مستوى الطرح التيميّ ، استدعى الشاعر رموز الإبداع العالمي، بدءا بغوته، وانتهاء بنيكوس كازانتزاكي ومرورا بهوراس، فرجيل، أوفيد، نيتشة، إيكيلوف، اينشتاين، سقراط، هابرماس، أرسطو، ماكلوهان، ابن خلدون، أرخميدس، حنبعل، شكسبير، روسو وآخرين... ومعهم كان له تواشج وحوار حول واقع الكرة الأرضية بين أمسها وراهنها.في الخانة الثانية، أورد الشاعر قصائد " الهايتو" ( الهايكو على الطريقة التونسية)،
إلى جانب تداعياته الشعرية ذات الصّلة بالواقع ومتغيّراته.
يقول في "الرقص مع الزرافة"، ص 83:بين قلم الحبر و بهجة الأسلوب
ليس ثمّة شيء، تقريبا
عدا حبر سريّ
لطفل مجنون بكلّ شيء
و باللاّ شيء.
ويقول أيضا، في الصفحة ذاتها:
ابتسامة تخفي شجرة
انها تمطر تحت جلدي
فستان يكشف عن ظهر ما
فيخجل العصفور
سبق للشاعر رزوقة أن أصدر بالفرنسيّة، إلى جانب دواوينه العديدة بالعربية، أربع مجموعات شعرية هي: ابن العنكبوت، حديقة فرنسا، يوطاليا( بالاشتراك مع الفرنسية هيرا فوكس)، وألف قصيدة وقصيدة ( بالاشتراك أيضا مع نفس الشاعرة).
الكتاب:Tôt sur la terre
Odes à Horace/ Opéra d'Afrique, Youssef Rzouga, Imagine- Bardo, Tn, 2007Préface : Aude Richeux-Diano.

الثلاثاء، سبتمبر 25، 2007

صباحكم أجمل \ استعادة الروح




زياد جيوسي

جميلة رام الله في الصباح كعادتها، حيث الهدوء المطبق عليها وهي تنـزع عن كتفيها سدل الليل وعباءته، لتخرج بهية جميلة هادئة، حيث الهواء البكر والنقي مشبعاً بعبق بحر يافا ونسماته، هي رام الله كانت ولم تزل تسكن القلب والروح، أجول معها ومنها في الذاكرة والحاضر والحلم والمستقبل.
أستعيد ذكريات رام الله في طفولتي، حين كانت تطلق كل عام مهرجانها الفني السنوي، فتصبح قبلة للزوار العرب من كل الأقطار، يحضرون مهرجانها ويتمتعون بجوها الجميل صيفاً، فكانت رام الله قبلة الأنظار قبل هزيمة حزيران ووقوعها تحت الاحتلال، وهاهي رام الله تحتفي برمضان كما تحتفي بالضيف والزائر العزيز، فتطلق مهرجانها الرمضاني الأول باسم محافظة رام الله والبيرة، ليكون حدثاً رمضانياً سنوياً، يضم في ثناياه كل ما هو جميل، ففي مساء الأمس وبدعوة من محافظ رام الله والبيرة وعلى خشبة مسرح قصر الثقافة كان البدء والإعلان، بحضور كبير متعطش للفن والموسيقى ودبكات التراث، بعد أن تشوهت ذائقتنا الفنية بأغاني لا علاقة لها لا بالكلمة ولا باللحن ولا بالصوت ولا حتى بالأغاني والطرب، فكان إطلاق المهرجان عودة إلى الأصالة والتراث، فكان البدء بآيات الذكر الحكيم والسلام الوطني، إلى كلمات الإعلان عن بدء المهرجان، إلى موسيقى التراث العربي قدمتها فرقة ادوارد سعيد التابعة للمعهد الوطني للموسيقى، ثم معزوفات أصيلة لفرقة الكمنجاتي، تلاها سهرة جميلة مع الدبكة الفلسطينية والغناء الفلسطيني الأصيل مع فرقة "أصايل" التابعة للمحافظة، فكان جهد جميلاً ومشكوراً للمحافظة والمحافظ الدكتور سعيد أبو علي، حيث سيتواصل المهرجان على فترة زمنية خلال شهر رمضان المبارك، تتراوح أمسياته ما بين الزجل الشعبي والمسرح والشعر والموسيقى وأمسيات شعرية وتكريم لأفراد ومؤسسات وأناشيد دينية.
كانت رام الله قد احتضنت الجولان المحتل من خلال أسبوع الجولان في رام الله، وبجهد مشكور من مركز خليل السكاكيني ومؤسسة عبد المحسن القطان، بدأ الأسبوع بمعرض لأحد عشر فناناً من الجولان المحتل في قاعات السكاكيني وقطان والحلاج، إلى عرض مسرحي لفرقة أطفال الجولان على خشبة القصبة، فقدموا مسرحية تاجر البندقية، بقالب جديد وجميل، فأظهروا النبل مقابل الخسة، والسمو مقابل جشع شايلوك، فأبدعوا وقدموا بمستوى الكبار المحترفين، كما تمت في قاعة السكاكيني قراءات أدبية، وسيتم عرض فيلم وعرض موسيقي أيضاً.
هكذا تكرس رام الله نفسها مدينة الثقافة والفن في الأراضي المحتلة، رغم المعاناة الذي من اجتياحات الاحتلال المتكررة، وتخضيب أرضها بحناء دماء الشهداء، وخطف أبناؤها إلى المعتقلات والأسر، فلا يرضي الاحتلال أن يرى ولو بسمة على وجه طفل، فكيف بمقاومة بالقلم والثقافة والفن والسينما والمسرح، حيث يصر شعبنا أن يقول: نحن شعب حي ومن حقنا أن نستمر في الحياة وأن نتحرر ونبني دولة مستقلة، من حقنا أن نعيش بكرامة بدون احتلال وبدون خفافيش ظلام وفاسدين ومفسدين، من حقنا أن نحيا كالشعوب الأخرى بحرية وكرامة بدون إطلاق رصاص ولا صراعات دموية على مقاعد حكم يحكمها الاحتلال، ومن حقنا أن نختلف مع بعضنا، لكن ليس من حق أحد أن يفرض علينا حل الخلاف بالرصاص، أو بالقمع ومصادرة حرية الآخر وكبت أنفاسه، من حقنا أن نحتكم لصندوق الانتخابات وليس إلى إرادة القائد الملهم والفذ، فقد مضى زمن القائد الزعيم الذي لا يخطئ، والذي يظن أنه قد حباه الله من المواهب ما يؤهله لأن يفكر عنا، ويتصرف عنا، ويقرر لنا حتى حجم الهواء الذي نتنفسه، ومن حقنا أن لا يحد أحد أفكارنا بقناعته الفكرية، أو بمصالحه المالية، وليس من حق أحد أن يحاصر الفكرة في النفوس وأن يحاسبنا على النوايا وما تخفي الأنفس، أو أن يفرط بذرة تراب من ترابنا الطهور تحت بند الواقعية السياسية أو التفويض الإلهي، من حقنا أن نتساوى أمام القانون وفي الحقوق وأن نتنافس في الواجبات، وليس من حق من بيدهم الأمر أن يقسمونا لقلة من أبناء الست، وكثرة من أبناء الجارية، فهو وطننا قدمنا من أجله الغالي والنفيس، الدم والمنفى والمعتقلات والتشرد، فلنا الحق فيه ولنا الحق أن نعيش بكرامة، فيكفينا ذل الاحتلال وقمعه، ولسنا بحاجة إلى قمع آخر من أي كان ممن دار به الزمان فإذا به يملك القرار في رقابنا، ولا يستطيع أن يدافع عنا أمام دورية من دوريات الاحتلال.
هو الصباح بنسماته والذكرى وجو رام الله الهادئ، رمضان الذي استبيح فيه مخيم عين الماء في نابلس، فسقي أهله الدم بدل حسوة الماء في الإفطار، والرصاص بدل التمر، وتدمير البيوت وتخريبها بدلاً من صلاة الجماعة، فقد حوصر المخيم ومنعت عنه كل أسباب الحياة لثلاثة أيام متتالية، وسقط فيه شهيدين ودمرت منازل وبنايات، وقُمع الأهل هناك ومنع عنهم الماء والغذاء والدواء، في ظل صمت مريب، وكأن المخيم في صحراء معزولة لا يدري به أحد، هكذا الاحتلال كان ولم يزل، فمتى سيدرك الساسة والقادة الهانئين بخلافاتهم ذلك.
صباح الخير يا رام الله.. صباح الخير يا وطني.. أجول في بعض من شوارع المدينة وأعود لصومعتي متأبطاً صحيفة الصباح، يلفني الحنين للأهل في المنفى والشتات، وحنين إلى قريتي الصغيرة التي حرمني الاحتلال من رؤيتها وزيارتها، حنين لذكريات في أنحاء الوطن وفي عمّان الطفولة والشباب، ومدن عربية أخرى في فترات الدراسة وما تلاها، حنين لحروف خمسة وطيفي الذي أشتاق إليه كاشتياق الصائم إلى جرعة الماء، فلا أمتلك وأنا أقف إلى نافذتي وحوض نعناعي والزهور، إلا أن أُحمل النسمات أشواقي وآمالي بلقاء ربما يكتب لنا يوماً، أستمع لفيروز كعادتي في الصباح تشدو:
"دخلك يا طير الوروار، رحلك من صوبن مشوار، وسلملي عا الحبايب، وخبرني بحالن شو صار، عا تلال الشمس المندية على ورق التلب الأصفر، وبكروم التين ينده تشرين.. يا حبيبي".
صباحكم أجمل..
رام الله المحتلة
http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com


يـا سـيـِّدَ الحبِّ الجميل

عبدالله علي الأقزم


هذا هُيامُـكَ لم يزلْ

يُـتـَـلـى بمحرابِ العبادةْ

كلُّ القوافي في يـديـكَ ( م )

تـدورُ في حُـلـل ِ السَّـعـادةْ

اصدحْ بصوتِـكَ لـلـسَّـمـا

و أذنْ لـكـونِــكَ بـالـولادةْ

و اقرأْ نـسيـمَـكَ في دمي

كالـعـطرِ يـبـعـثُ لي جـيادَهْ

كالنـَّهر ِ يـأخذنـي إلى

دنياهُ يُـعـطيني فؤادَهْ

و انشرْ نهارَكَ كـلَّـهُ

بـتـودُّدي واغسِلْ سوادَهْ

أتحبُّ نبضي في فؤادِكَ ( م )

يمنحُ الـحـبَّ اشـتـدادَهْ

أتـحـبُّـهُ لهباً و قد

أحيا على صدري بلادَهْ

كمثال ِ حبِّكَ لا أظنُّ ( م )

الشمسَ تحظى بالإعادةْ

هـيَّـا اقـتـحـمـنـي قـُبـلـةً

وازرعْ لها شـفـتـيَّ عـادةْ

يـا سـيـِّدَ الحبِّ الجميل ِ ( م)

و يـا اكتشافي للسعادةْ

زدنـي هُـيـامـاً سـيِّـدي

لـهـواكَ ما أحـلـى الـزِّيـادةْ

زدنـي احتضانـاً دائـمـاً

كقلادةٍ حـضـنـتْ قلادةْ

هـذا رحيـقـي فـاسـتـلِـمْ

مـنـْهُ مـقـالـيـدَ الـقـيـادةْ

الاثنين، سبتمبر 24، 2007

المؤامرة الوردية

هدلا القصار

اخضع اليوم لمؤامرة حين تسوقني الأفكار
نحو القراءة أو الكتابة
لتغرقني السطور بمفارقات رغباتها

وثالثهم
يلهثني بنشوته الشعرية / يشدني لأطلق نار قصيدتي
اهرب منهم جميعاً ومن خلف ساعات النهار/ إلى حديقتي الوردية /
لالتقط دقات قلبي في اقانيمه السرية

اهرب كامرأة ضلت الطريق /حين يلفني الليل في مستنقعاته الموحشة
لأسال عن الحب المتورم في الصدر/ وبين أرقام الشوارع والمحطات
تدفعني القصيدة لإشراكها / كشعرةِ تلتف شعري
كقبلة تتدفق تلوى القبلة
كلهب لا توقفه لحظة عشق
تتسلل تضاريس عظامي المتأججة
تشع موجة الرغبة فيها
تملاني برائحة أنوثتها
تمتد كطبقات السماء السبع في جسدي

ثم تصحو القصيدة كعشق الجسدين
حين يتجردان من الكلمات
تتكسر السطور في أهاب هياكلها
تأتي بذروتها البيضاء المتوحشة / توقظ نبضات القلب الراكض
تفرغ شحناتها الليلكية
كأمسيات وعرة لجنسين

تنساق معي كالزمن / وبدون ضجر
كالجسور تسند أقدامي المتعبة
تنساب بعيدة كالنهر في الأفق
كالقلب المستقل بساعاته الوردية
تستسلم أمامي راخيا شفتي موسيقي حبها
لتسبقني وتسافر في دفق الزمن المؤجل

تخرج كدم النهر / وتهوي أمامي جريحة أساطيري
حين تمد يداها وراء كتاباتي لتقاسمني الفناء/
كالقطط الضالة تسترخي بين جفوني /
كصمت التراب الملتهب/
تعود وتتأهب لي ثانياً / كالعاشق تطرق باب دروبي
أتوه في جيوشها
اعشق جاذبيتها
موتها حين تأتيني / دون ثياب ودون هدف
وكأنها ممتلئة لحد الانسكاب / بسائل حمضها الصاخب
الذي لا يكف عن الآلام و الإلهام

أيتها القصيدة الغامضة في لحظات رغباتك /
الملتفة كلون الماء القادم من الجسد/
ألمتوجهة لهامات براكيني
كطفلة الشتاء تختبئين بين أوراقي
كابنة الربيع تلهي في عرشك المورد
تأتيني
بحروف شمسية
بجمل قمرية
بأسطر هلالية
تلاحقي مزامير خطواتك
وبين أصابعي تتوهجين

ها أنا أقلبك ألمي لتبكي وتنزفي نزقي
لتتعرفي على كل رغباتي/ لتخترقي عالم حزني وجنوني
وتسجلي تاريخ ميلادك ...

ربما لم تطاوعك أقلامي
وربما لم تكوني لتعرفي الوجود إلا من لحظات انتشائي ... ونشوتي
ساعة تلفي يدك حول زهدي لتنتزعي رائحتك /
وكأنك تكبرين بدمائك المدونة من زمني
وساعة تنفجرين بنضجك كوردات حديقتي/
التي تنشر رائحتها مستهزئة بانتظار فراشات النهار

فيما أتبع ضوئك لأعانقك واصدر حكمي عليك
لأهديك اسمي /حين تصدر ين إشارات أنفاسك الأخيرة/
كمد البحر وجذره / كالفراش مكسوة بساعاتك /
الممددة برعشتها الأخيرة
تواصلين التحديق في ملكوتي
تنزلقين كوريقات شجونك
الواحدة
تلو الواحدة
تلو الأخرى
بألوانك القزحية
تنتشري كالرمال في صحراء قلمي
وفي شظايا ناري تغلي جذورك
تتألقين في كوكبك

وفي زرقتك الحمضية ترممين الوجوه
تسجلين علاماتك على كلماتي الهوجاء
وأنتي بخواء الألم والعشق ... تمكثين
كبدرً ... مــا
شهد رهيف صنيعه

أروع ما قالوا عن الحب 2


علي جبر

سيظل الحب دائما اكسير الحياة مهما كابدنا من الحبيب وما عشنا من لهفة الحب وعذابه وهجره ولوعته واحيانا فراقه ولكنه سيظل الأمل الذى لايمكن إن نستغنى عنه سيظل البسمة والنسمة التي ترطب حياتنا ويكون سلوانا اننا لسنا وحدنا في محراب الحب ولنرى في تجارب الأدباء والمفكرين والمشاهير ما هو يمس جرحنا واحيانا يكون ملخصا لحالة حبنا وايضا لحبهم دعونا نستفيد ونتعلم من وصفهم للحب ولنرى مدى دقة تشخيصهم للحب لأنة عن تجربة وربما تجارب تعالوا نقطف من بستان الحياة زهور الحب واروع ما قيل عن الحب :

* وجد الحب لسعادة القليلين ، ولشقاء الكثيرين
( دولنكو )
· الحب هو الدموع ، أن تبكي يعني أنك تحب ( سانت بوف )
·
إذا شكا لك شاب من قسوة امرأة ، فاعلم أن قلبه بين يديها
( برنيس )

* يعجبها مني أن أحبها ، ويطربها أن أشقى في سبيلها
( شلر )
*
* إذا كنت تحب امرأة فلا تقل لها (( أنا أحبك )) ، إن هذه العبارة أوّل ما تجعل
المرأة تفكر في السيطرة عليك

)كلارك جيبل(

الحب دمعة وابتسامة
) جبران )
لَوْلاكِ يَا حَبِيبَتِي لَعَشَّشَ ضَجَرُ الْغُرْبَةِ فِي كُلِّ نَبْضَةِ قَلْبٍ أَعِيشُهَا.
( شربل بعيني )

أقوى الحب ، فهو يجعل من الوحش إنساناً ، وحيناً يجعل الإنسان وحشاً
( شكسبير (

الحب لا يعرف أي قانون
)بوريسيوس(
الحب وهم يصوّر لك أن امرأة ما تختلف عن الأخريات
( منكن )
الحب هو الأكثر عذوبة والأكثر مرارة
( أوروبيديس (
الحب امرأة ورجل وحرمان
)بلزاك )
*كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب
( جورج صاند (
خير لنا أن نحب فنخفق ، من أن لا نحب أبداً
)تشيسون)

*يصعب أن نكره من أحببناه كثيراً
( كورنايل )
نتائج الحب غير متوقعة
( ستاندال )
إذا أحب الرجل امرأة سقاها من كأس حنانه ، وإذا أحبت المرأة رجلاً أظمأته دائماً إلى شفتيها

( بيرون )
*الحب هو تاريخ المرأة وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل
( مدام دو ستايل )

مع تحياتى




النص المفتوح ... إطلالة مِن فتحة النص

صادق مجبل الموسوي
اتسعتْ بعض المصطلحات والمفاهيم ودخلت فضاء التجريب والكتابة وتصاحب مع هذا الاتساع تأثير عكسته ألازمة التي نعاني منها في مفاهيمنا التي انحرفت عن استعمالاتها في واقعنا الثقافي المعاصر والتي لم تقف عن تحديداتها، النص المفتوح من المصطلحات أو الأنواع التي مورستْ فيه الكتابة ولا نستطيع اعتباره جنساً أدبياً لأنه لا يتمتع بخصائص معينة تفرده عن سواه من أنواع الكتابة الأدبية ولا توجد شروط يقع ضمنها لذلك خرج من خانات التصنيف إلى فضاء مفتوح يجمع بين أجناس الكتابة حتى سُمي بالجنس الجامع أو جنس الأجناس ، وليس النص المفتوح كما يفهم الآن فقط على انه النص الذي لا يأخذ جنسا معينا من الأجناس الأدبية فهو أيضا ذلك النص الذي يجعل القارئ ينفتح على آفاق مختلفة من الثقافات والذكريات والمعلومات وهو من النصوص التي تحتمل القراءات التفكيكية والإحالات التي يرسمها القارئ في مثال لانتقال سلطة الأدب من الكاتب ثم إلى النص والى القارئ في المناهج الحديثة لاسيما المنهج التفكيكي الذي يختلف عن المنهج السياقي والتحليل ألتأويلي فالقارئ له كامل الحرية في البحث واللعب واستقراء المدلولات في النص. وتحدد تسمية النص المفتوح عند ثلاث معاني فالتحديد المعرفي للنص المفتوح ينطبق على النصوص لتي لا تكون لها نهاية محددة والتحديد الأخر والشائع هو انه ذلك النوع من الكتابة الذي لا يتمتع بخصائص معينة مثل الكتابات الشعرية والسردية التي تقع ضمن أجناس معينة أما التحديد الثالث فهو ما يعرف بانفتاح النص فيكون النص المفتوح هو ذلك النص الذي يجعل القارئ منفتحاً على آفاق مختلفة من الثقافات ويعتبر امبرتو إيكو صاحب الفضل في إشاعة مصطلح ا(انفتاح النص وانغلاقه) .
ونقرأ بين فترةٍ وأخرى في الصفحات أو المطبوعات الثقافية نصا على انه (نص مفتوح) ومن خلال متابعة بسيطة لما ينشر تحت عنوان (نص مفتوح) لاحظت انه فتحة للهروب من شروط الكتابة من قبل البعض دون النظر إلى شروط هذا النوع من الكتابة الذي أكثر ما يكون سيمائيا أو يحمل شبكة من الشفرات التي يقوم القارئ بفكها من تأويلية ودلالية ورمزية، ولعل ضياع الحدود أو الفوارق بين الأجناس الأدبية ألقى بظلاله على خروج تسميات مثل تسمية النص المفتوح فبعد غياب الفوارق بين الأجناس أصبحتْ هناك عدد من النصوص ذات قيمة فنية وجمالية وفنية جيدة لكنها لا تحتمل وضعها ضمن جنس معين وهذا التداخل في الأجناس الأدبية اتسعت مؤخرا فالروائي استعار أسلوب الشاعر لتكون هنالك شعرية في الكتابة الروائية وكذلك الشاعر فهناك سردية الخطاب الشعري وسينمائية ذلك هذا التداخل أنتجَّ نصوصاً أدبية جديدة ، لكن يجب أن يكون النص المفتوح على قدر جيد من المكانة الفكرية التي يحملها وليس كما تطالعنا بعض النصوص ذات الضبابية الغائمة التي لايمكن رؤية ملامحها أو الشفرات المغلقة التي لاتتوجد أدوات لفكها وهنا يبرز الدور النقدي والحاجة إليه في رسم حدود معينة ومراجعة دقيقة لهكذا مصطلحات وتسميات خشية من استغلالها واستخدام كلمة مفتوح فالنص ليدخل كل طارئ من هذه الفتحة ويعيث بعالم الأدب ..هذه مجرد إطلالة من تلك الفتحة في النص التي اخترتها نافذة للكتابة
..
sadeq89@yahoo.com

الأحد، سبتمبر 23، 2007

مخـــــاطر النوم على البطن


علي جبر
":- النوم على البطن.... يزيد خطر الإصابة بحصوات الكلى حذر الباحثون اليابانيون, من أن النوم على البطن قد يزيد خطر الإصابه بحصوات الكلى .

واوضحت الدراسه أن المرضى ممن تعرضوا للإصابه بحصوات الكلى , هم اكثر نوما على بطووونهم, مقارنه بالذين كانوا يستلقون على ظهورهم ولم يعانوا من المرض.

و وجد الباحثون بعد تسجيل الحركات البدينه وتقلبات النوم لـ 57 مريضا بحصوات الكلى و214 من المتطوعين الاصحاء الذين لم يشكوا ابدا من الحصوات, أن 25.6 % من المرضى, يستلقون على بطوونهم لفترات طويله أثناء النوم مقابل 17.1 % من الاصحاء .

وقال هؤلاء إن الدراسه تهدف الى تحديد اثر الحركات البدنيه اثناء النوم وليس وضعيته في تشكل حصوات الكلى , مشيرين الى انه تم تحليل عناصر اخرى من حركات النوم التي تشمل عدد التقلبات وزواياها , إضافة الى النوم على الجانب الايمن او الايسر التي تبين عدم اختلافها بين المجموعات المشاركه.

واعرب الاختصاصيون عن اعتقادهم بأن تحريك الجسم أثناء النوم يمنع تكون الكلى, الذي لاتزال اسبابه الحقيقه غير معروفه حتى الأن,, موضحين أن مثل هذه الحصوات تتشكل عندما يتحد عنصر الكالسيوم مع مادة كيماويه موجوده طبيعيا تسمى الاوكزالات, لذلك فمن الضروري تقليل نسبة عنصر الكالسيوم في غذاء المرضى الذين يعانون من الحصوات واولئك الذين يبدون استعدادا للإصابة بها .

(( نصــــيــــحـــــــه ))(( نم على جنبك الأيمن فإنها نومة الانبياء ...... ولا تنم على بطنك فإنها نومة الشياطين . ))

مع تمنياتي للجميع بالصحه والعافيه على الدوام .

تحياتي

خُذني إلى معنى الهوى

عبدالله علي الأقزم


خُذني إلى معنى الهوى الوضـَّاح ِ

حيثُ الحسين ِ شُـعــاعُ كــلِّ صـبـــاح ِ

خُـذني إلى جنباتِ قدسهِ ماطراً

بالحبِّ بالقبلات ِ بالأفراح ِ

خُذني إلى أضواءِ مجدِه ذائباً

ليلي يذوبُ على فــم ِ المــصــبــاح ِ

قد قال ليلي أيـنَ يــجـتـمـعُ الهوى

أين الوصول ُ لملتـقى الأرواح ِ

فأجبتهُ إنَّ الحسين َ هو الهوى

و هوَ الوصولُ لبابِ كل ِّ صلاح ِ

و هوَ اشتعالُ حقائق ٍ ذهبيَّةٍ

و هوَ التقاء ُ جداول ٍ و فلاح ِ

و هوَ الضميُر الحي ُّحين تعذرتْ

مرآتنا السَّودا عنْ الإفصاح ِ

وهوَ الطهارةُ حين يبدأ غيثــُها

في موكب ِ الإعمار ِ و الإصلاح ِ

و هوَ السماءُ فلا تـُرى في أفقِنـا

إلا إباءَ الطائر ِ الصداحِ

و هوَ الفِداءُ على امتداداتِ المدى

يُـغنيكَ عن شرحٍ و عن إيضاح ِ

و هـوَ الذي نشر الـدُّعاءَ بكفِّه

رحلاتِ نور ٍ عـاطـر ٍ فـوَّاح ِ

قصدتهُ أضواءُ الخلودِ و لم يزلْ

في الليلة ِ الظلماءِ خيرَ صباح ِ

نـشرتْ طـلائـعُ نـورهِ أنـشودةً

فـيـهـا انـدحـارُ الـلـيـل ِ بين رماح ِ

فـيـهـا انـبـعـاثُ الـحقِّ بين ريـاحـِهِ

فـيـهـا الـتـئـامُ الـجـرح ِ بين جراح ِ

فيها سراحُ شـوطئ ٍ محبوسةٍ

فيها مُناخاتٌ لأكـرم ِ راح ِ

هـذا هوَ الملكوتُ في تسبـيـحِهِ

و الوجِهـةُ الأخرى لأجمل ِ ساح ِ

أذكـارُهُ أنـفـاسُـهُ و فـعـالُـهُ

نـظراتُ بـرق ٍ مـاطر ٍ لـمَّـاح ِ

جعلَ الصلاةَ يمينَهُ و شمالَهُ

و علوَّهُ و شـموخَ كـلِّ جـنـاح ِ

فتحَ السماءَ مدائناً نوريةً

بالصبر ِ بالإيمان ِ بالإلحاح ِ

هـذي مـدائـنـُـهُ بداخل ِ جـنَّـتـي

عـيـدي و مـيـلادي و روحُ كـفـاحـي

هيهاتَ تُغلقُ جنَّتي و هوى الحسي

ن ِ لأيِّ بـابٍ مُغلق ٍ مـفـتـاحـي

خُذني إلى معنى الحبيب ِ سباحةً

معناهُ دونَ العشقِ غيرُ مُتــاح ِ

قـد أبـحـرتْ نحوَ الحبيبِ مشاعري

شـوقَ الـقـصـيـدِ لـقـُبـْلـة ِ الـملاح ِ

فـحـضـنـْتُ فـيـهِ كواكـبـاً قـدسيَّةً

تُـثري الوجودَ بـنـورهِا الـوضَّاح ِ

إنَّ الحسينَ كما يـشـاءُ هو المدى

و هو الصدى الحاكي لكل نجاح ِ


إنتصار الحَمَل الوديع


سامي العامري


عصر القصيدة والقصة القصيرة والمقال

لا شكَّ بأنَّ العالم تحوَّلَ تحوُّلاً جذرياً خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل وباتَ المرء بالكاد يلتقط أنفاسَهُ , وعلى المستوى الشخصيّ ألحظُ التغَيُّرَ الكبير الذي طرأ على حياتي اليومية وطبيعةَ علاقاتي وسلوكي المعتاد في التعاطي مع الناس والأشياء , حصلَ هذا منذ أنْ بدأتُ التعامل مع هذه النافذة الصغيرة التي اسمها الإنترنيت فقد كانت لديَّ الكثير من الطموحات الثقافية التي ظلَّت لسنواتٍ طويلةٍ مُعطَّلةً مكبوتةً لأسباب عديدةٍ لعلَّّ أوَّلَها وأهمَّها التفرُّدُ الإحتكاري الأنانيّ ضيِّق الأفق الذي جوبِهتْ به تلك الطموحات من قِبَلِ مَن ينسبون أنفسهم زوراً الى عالم الثقافة والمعرفة النقي والذين بحكم المضاربات والإنخراط في ضجة السوق والعلاقات المشبوهة وغيرها استطاعوا جمعَ بعضٍ من رؤوس الأموال التي أهَّلتهم لتكوين ما يشبه المؤسّسات المُصطبِغة بصبغةٍ ثقافيةٍ واستطاعوا نوعاً ما من خلالها التحكَّم ببعض النوافذ الموصلة الى منابع المعرفة ومصادرها ولأنهم كذلك ولأنَّ المال [ شيطان المدينة ] فقد كثُرَ مريدوهم ومتملِّقوهم ما جعلهم يتمدَّدون كالسرطان ثمَّ ما لبث هذا السرطان بعد أن حقّّق أجزاءاً مهمةً من مراميهِ أنْ انكمشَ على نفسهِ او قلْ انغلقَ على نفسهِ ليشكِّلَ يوتوبيا رخيصةً تُزايد على الثقافة وتسعى لشراء الذِّمم , والويل لك اذا كنتَ صادقاً ونزيهاً !
ورغم ما في هذا من غُبنٍ وإجحافٍ وألمٍ استطعتُ كما استطاع العديدون غيري تخطَّي تلك المرحلة المظلمة بأقلِّ الخسائر !
كنتُ في البدء – مع بعض الإستثناءات – أبعثُ على سبيل المثال الى المحرِّر الثقافي او لرئيس تحرير مجلة أدبية بقصيدة او مقالة مصحوبةً برسالة رقيقة على أمل أن تنال مادّتي بعضَ الإهتمام ثم النشر فأحصلُ على جوابٍ يقول : سنرى !
وفي هذا رفضٌ مُبطَّنٌ ( هذا اذا أجاب المُحرِّر ) وإلاّ فالإنتظار لمدة شهور طويلةٍ وفي الغالب ينال القصيدةَ او النصَّ الإهمالُ , وبعضُهم تتجمَّعُ لديهِ شهرياً عشراتُ الجرائد والدوريات وغيرها وحين ينتهي منها لا يتَّصل بك ويقول لك : تعال وخُذْها . وإنما يفضِّل رميها في حاوية النفايات أمّا أنْ يُعيركَ كتاباً فذلك محالُ المحال !
كان هذا مروراً سريعاً ولمحةً خاطفة وما خفيَ أفظع .
من العلامات الفارقة للقرن الماضي او أواخر الألفية الثانية الفراغُ والكسل والخمول حيث كان الفرد يجد الوقت الكافي لقراءة كتابٍ او روايةٍ مكوَّنةٍ مثلاً من مئات الصفحات ويطلب المزيد ! أمّا وقد دخل الإنترنيت حياتنا بشكلٍ واسعٍ بإمكاناتهِ الكثيرة والتي تزداد وتتضاعف فأجدُ دائماً ما يقاطعني عن الإستمرار في قراءة كتابٍ حيث الفضول يأخذ بتلابيب القاريء للإستزادة من معارف أخرى طالما حَلُمَ بها وقد تفيد الأمثلة فكثيراً ما كنتُ أرغبُ بإعادة قراءة المُعلَّقات ووجهة نظر طه حسين وآخرين فيها وكم أوصيتُ عليها وعلى غيرها من الكتُب سواء من بيروت او دمشق فلم أحصلْ عليها وها هي أمامي على الشاشة وآلاف الأمثلة غيرها أي أنك باختصارٍ كإنسانٍ باحثٍ عن المعرفة لا تملك إلاّ أنْ تمضي ستَّ او سبعَ ساعاتٍ يومياً أمام هذه النافذة التي في الحقيقة ليست اختراعاً علميَّاً وليدَ اليوم , او لم يُفاجِيءْ بها العالمَ مجموعةٌ من العلماء بغتةً وإنما هي عصارة كلِّ العلوم الإنسانية وخلاصتها لحدِّ الآن , وأحد الخبراء قال عن الإنترنيت وهو مُحِقٌّ : أعظم ثورة في التأريخ البشري برمَّتهِ .
والساعات التي يمضيها أحدُنا يومياً أمام هذا الجهاز وهذا النظام وإنْ كانت مُرهِقة نوعاً ما غير أنها مصحوبةٌ بمتعةٍ وأفضلُ بما لا يُقاس من مشاعر الملل التي كانت تكتنف حياة الكثير منّا , ومن طريفِ ما واجهتُ في هذا المجال أنْ سأَلني صديقٌ : أين تنشرُ ؟ فأجبتهُ : في مواقع عديدة ولكن تستطيع استخدام المُحرِّك جوجل وذلك بوضع اسمي في الحقل المخصَّص وستأخذ فكرة . وبعد فترة زارني وجلسَ على الكرسي ثُمَّ فتَحَ فمهُ طالباً مني خَلْعَ ضرسهِ ثم قال : سامحك الله , هناك طبيب اسنانٍ مصري الجنسية يحمل نفس اسمك وعرفتُ أنهُ رجلٌ مُتَديِّن وكتاباتك تشي بالإلحاد لذا فلا أعتقد أنَّ مريضاً سيُراجعُهُ بعد اليوم !
أجبتُهُ : أوَّلاً انني لستُ مُلحداً وثانياً لقد جعلتُ من الدكتور سامي طبيباً وشاعراً , فماذا يطلبُ مني أكثر !؟
ومن جانب آخر بعتُ مكتبتي المتواضعة ما عدا المصادر الرئيسية واستبدلتُها بمكتبة اليكترونية من خلال التحميل والحفظ , هذا على الأقل ما جرى لحياتي انا وينسحبُ هذا بالطبع على حياة الكثيرين , وأمّا عن الحَمَل الوديع الذي قصدتُهُ فمن الفوائد الجمّة التي حصلتُ عليها قدرتي على قراءة عشرات القصائد والقصص والمقالات الجميلة والمفيدة يومياً , وهذا هو السبب الأساس الذي دعاني الى تأييد الرأي القائل بأنَّ عصر الكتاب انتهى او يكاد وبدأ عصر ازدهار القصيدة والقصة القصيرة والمقال وطبعاً ناهيك عن الإمكانات الأخرى التي يوفِّرها لك الإنترنيت كالموسيقى والمواضيع الفنية والعلمية التي كثيراً ما كنتُ أتمنّى النهل منها .

alamiri84@yahoo.de

الى رائعة من بلدى


عيسى القنصل
فى عيون الكل انت سيدة ُ
وفى عينى انا ..
انت سيدتى الوحيده .
÷÷÷÷÷
عندما يراك البعض
يحمد الله لحظة على جمالك
اما انا ..
فابقى ساجدا طوال عمرى
اتمنى هذا الجمال ان يكون لى
؛؛؛؛؛؛؛؛
حين تمرين فى الشارع لحظة
يتسائل الكل عن اسم عطرك
اما انا
فاعرف انه مسحة من الايمان
وبهاء من التقوى
وكبرياء انوثة بها قوة الانتماء
الى قوانين الثقة
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
يسمع البعض صوتك ..
فيظن ان نهرا من الموسيقى
يجرى مامه ..
اما انا فحين اسمعه ..فاعرف
اننى اتكلم الى فراشة من جنة الله
ففى صوتك انشودة موسيقيه
لا نسمعها الا فى معابد الله .
؛؛؛؛؛
وحين يرى البعض رسمك
تذهله معالم جمالك الى لحظات
اما انا
فتصبح عواطفى عواصفا من الاشواق
وترقص اقلامى واوراقى
وتولد القصيدة ..
لاننى يا سيدة السحر
لم اعد قادرا على معانقة الاشعار
لسواك .
؛؛؛؛؛؛؛
انت يا سيدتى
دولة من الجمال ..
وعالم من الرقة والعذوبه ..
اواه ما اجملك يا سيدتى

عودة الى بيسان .. عودة الى رحم المأساة



نبيل عودة
من دفاتري القديمة
الكتاب : " يمشون على الريح – او هي عودة الى بيسان"
الكاتب : سلمان ناطور
اصدار : إصدار "مركز يافا للأبحاث" – الناصرة
الكاتب سلمان ناطور، من أبرز أدباء الكتابة التوثيقية بما فيها التحقيقات الصحفية التاريخية، في الأدب العربي داخل اسرائيل . وما زلت أرى ان أبرز تحقيقاته التوثيقية هو ما كتبه عن المجازر التي ارتكبت في عشرات البلدات العربية الفلسطينية في حرب عام 1948، واقامة دولة اسرائيل، وأعتقد انها من أجمل وأبرز أعماله (كتاب "ما نسينا").
كذلك عرفناه كاتبًا قصصيًا ومترجمًأ!
في كتابه "يمشون على الريح" أو "هي عودة الى بيسان" يعيدنا سلمان الى رحم المأساة من زاوية غير متوقعة .
الكتاب صدر قبل عدة سنوات ، ومع ذلك السنين لم تفقده حرارته ، واليوم عندما أعيد قراءته من جديد ، أعيش مرة أخرى أجواء النكبة ، ولكن من زاوية غير متوقعة .. ينجح سلمان في تجسيمها أمامنا ، عبر مأساة شخصية لفلسطينية تحلم بالوطن ، الذي لا تعرف من تفاصيله عير الانتماء والألم والحب الذي لا ينتهي ، وأمنية ان تصبح جزءا من ترابه وأشجاره وسمائه . بعيدا عن الكراهية للآخر .. الذي يحتل بيتها وأحلامها.
الكتاب مقسم الى عشرة مقاطع – روافد، تلتقي في مصب واحد، اسمه بيسان، تلك المدينة المرهقة من كثرة مغتصبيها عبر التاريخ ، وخاصة أشرسهم ، الذي يحاول ان يزور تاريخها وانتمائها ، ويمحو من ذاكرتنا الجماعية مكانتها .انها بيسان التي يربو عمرها على ستة آلاف عام.والتي خلدتها فيروز في أغنية تخترق اعماق الذاكرة وتجعلها نابضة بالحياة .. وتجعل من مأساتها ، تجسيما لاحدى أكبر جرائم التاريخ .
أحيانًا تبرز بيسان باسمها الروماني "سكيتربوليس" وأحيانًا باسمها الفلسطيني "بيسان" وأحيانًا باسمها الجديد "بيت شان" ... واختلاف التسمية لم يكن صدفة، انما لنقل الواقع والموقف والتغيير الحاصل...
تبدأ الحكاية من باريس وروما... حيثُ التقى سلمان ناطور بشاعرة ورسامة فلسطينية، اسمها فدوى حبيب.
والفنانة فدوى في العقد السادس من عمرها، والأصل من بيسان، هربت مع أهلها من الموت المباشر، الى الموت البطيء في عواصم رمادية، بلا هوية وبلا كيان تنتسب اليه، وعبر تدفق كلمات مونولوج مأساتها الخاصة، يتجدد في نفوسنا ما بدأ يتلاشى في الذاكرة، ترجع لمخليتنا المأساة بوحشيتها، تتجسد النكبة باسقاطاتها، نلمس معاني التشرد والشوق للوطن المفقود، وتبقى مسألة غير مستوعبة، أصعب من ان يهضمها العقل... حقيقة الانسان بلا وطن، بلا ملاىعب الطفولة ، بلا ذكريات .. ربما نتخيل معنى ذلك، ولكننا لن نفهم صعوبة هذه المعاناة ووحشيتها المجسمة بالضياع في متاهات لا تنتهي... كما يعيشها ابناء شعبنا ، المحرومون من وطنهم وذكرياتهم وتواصلهم مع تاريخهم وأرضهم .
سلمان يعيدنا عبر فدوى، عقودا عدة الى الوراء، الى بيسان المدينة التي تحمل عبق التاريخ بامتداداته الكونية ، وتتحول بيسان، بيسان الفلسطينية الفيروزية ، الى محور لهذا الكتاب، الى ملتقى المصائب... ملتقى الأحزان، يتركنا سلمان، ربما بقصد... نكتشف عمق الجريمة التي ترتكب، والاغتصاب المتواصل لتاريخنا وانسانيتنا وذاكرتنا وكرامتنا.
فدوى تزوجت من مغربي، والده كان شريكًا لتاجر يهودي، أولاد اليهودي غادروا المغرب الى اسرائيل، ربما يسكنون في بيت فدوى، في بيسان. تقول فدوى لسلمان:
- "إذهب والتقِ هؤلاء الناس، تجتاحني رغبة جنونية لأعرف ماذا يقولون، وكيف يشعرون، وبماذا يفكرون؟ وهل استطيع أن أكون مطمئنة من أن الذي قتلني وورثني، لا يكرهني؟
هل هناك انسانية أعمق وأكبر من انسانية فلسطينية صودرت أحلامها ، ونكبت بوطنها ، ويقلقها ان لا يكرهها قاتلها ومغتصب ملاعب صباها ؟
وها هو سلمان ينفذ رغبتها، يتجول في بيسان، ويحاول أن يدمج بين الماضي والحاضر.
المقطع الثاني يتحدث عن الشاعر العبري الإنساني "عمانوئيل بن سابو" الذي اشتهر بقصائده الاحتجاجية ضد الاحتلال ونشاطه في دعم الحقوق الفلسطينية، وكان ينشرقصائده في صحف عبرية، ويوقعها باسم "خميس توتنجي"، وهو اسم سائق تكسي فلسطيني قتله متطرفون يهود عام 1985 قرب مفرق "معليه ادوميم" انتقامًا لمقتل سائق تكسي يهودي.
سابو نشأ نشأة دينية، وتربى تربية صهيونية، بكل ما يحمله هذا التعبير من معنى، ساهم مع "تساحي هنجبي" وأمثاله بمحاولة "إنقاذ" أرض إسرائيل الكبرى، ورفض الانسحاب من سيناء المصرية في وقته ، ونشر سابو ديوان شعره الأول عام 1982، وكان ديوانًا يطفح بالقصائد الشوفينية المتطرفة، ولكنه سرعان ما اكتشف ضلاله وأنقذ إنسانيته، ورفض النهج الشوفيني، نهج غوش إيمونيم وارض اسرائيل الكاملة وسائر الفاشيين الغلاة، وانحاز الى جانب الانسان ، الى جانب الحق،الى جانب السلام والمساواة والعدل. الى جانب الحقوق المشروعة والانسانية للشعب الفلسطيني.
يجمع سلمان بين مصائر الناس، يدفع سابو للقاء عائلة خميس المقدسية ، عائلة سائق تكسي قتله المستوطنون الفاشيون ، وينقل نتائج اللقاء... ربما هي صورة صغيرة لضرورة اللقاء بين الشعبين، وليسَ بين أفراد فقط ، انها شهادة على طيبة الإنسان،بغض النظر عن انتمائة الاثني أو الديني .. اذا ما عاد الى انسانيته.
ومع ذلك لي بعض الملاحظات... صحيح انني لتحدث عن مأساة قديمة ، ولكن التاريخ لا ينسى ولا يهمل المآسي ما دامة مسببها قائما ويرتكب كل يوم ما هو أكثر بشاعة ، وأكثر وحشية بحق شعب سائق التكسي .. وربما هذا ما دفعني لاعادة صياغة ما سجلته في دفاتري عن كتاب سلمان ناطور " يمشون على الريح ".. ونشره في الشبكة العنكبوتية ، للمعرفة والتوثيق بنفس الوقت .. لأننا نعيش كل يوم فصلا جديدا ، وعلينا ان نبقى على صحوة .. ان لا نفقد انسانيتنا ، لأنها أقوى سلاح نملكه ... وآمل ان يستعيد شعبنا هذا السلاح الذي لا يهزم ..
ومع ذلك لا بد من ملاحظات للنقاش ... وللتفكير من جديد .
في كتابة يضعنا سلمان ناطور أمام اناس لا نلقاهم كثيرًا في الواقع الإسرائيلي، بحيثُ يجعلك تتوهم أن المشكلة القومية، مشكلة النزاع العربي الإسرائيلي، في طريقها الى الحل، فهم ضد الاحتلال، وضد حكم شعب بالقوة، ضد اضطهاده ومعاملته القاسية. يريدون حياة هانئة ، بسلام ، بلا وجع رأس ، بلا خوف وبلا كراهية .. وهذا ما يجعلني أتسائل، هل حقًا الصورة زاهية بهذا الشكل؟! لا أنكر وجود قوى سلام متعلقة، بل وقوى يمينية متعقلة نسبيا ، ولكني لا أستطيع ان أفهم أن يبرز الكاتب، هذه القوى، بحيثُ تحتل معظم مساحة الكتاب وجوه، تاركًا للنهج الرسمي والفاشي الحواشي... أو الحضور الملطف، مما يتناقض مع الواقع الذي نحياه...
الملاحظة الأخرى:
سلمان ناطور في عرضه لشخصياته كان مثاليًا تمامًا،ربما من منطلقاته الشخصية الفكرية ... بحيثُ أعطى الطيبة حدودًا مغرقة بالمثالية، الذي يقرأ عن يوسي ويوني ورضوان والبرت وأحمد.. يشك انه موجود في الجنة، حيثُ تجري انهار من الخمر والعسل، وعشرات الحوريات، يتجولن بين المحظوظين عند ربهم، ولسنا في إسرائيل، أو بيت شان بالتحديد، بيسان المغتصبة .. فكل شيء ملطف... المشاكل العرقية غير ملموسة ، المشاكل القومية في خبر كان ... والعنصرية والشوفينّية أوهام فلسطينية ربما ، الاستغلال غير ملموس، بكلمة من الرابي يستجيب المقاول ويدفع اجرة العامل العربي " !! "... والكل ضد الاضطهاد، من أعضاء الليكود والمفدال حتى قسم كبير من الجيل الجديد (طلاب المدرسة) ولا وطن ضائع كما ارتسمت الصورة في البداية بكل حدة... أعتقد أنك بالغت أو خدعت،أو جرتك اللعبة الأدبية... يا سلمان .
صحيح اننا انسانيون ومسالمون، ونناضل بالوسائل المشروعة، التي يسمح لنا بها مضطهدونا... لنيل حقوقنا... ولا نكره الشعب الآخر، ونعتقد أنه مضلل من قيادته، التي تلقي به وبنا في مهاوي الردى، ومع ذلك يجب أن لا نغفل للحظة أو نتساهل أمام حقيقة وجود تيار فاشي شوفيني يزداد شراسة وعدوانية ضد الفلسطينيين وضد اليهود أصحاب الضمير .
أنا بشكلٍ خاص لم تقنعني تلك المقاطع، رغم جمال صياغتها، وجاذبيتها.
فالواقع الاجتماعي والسياسي الذي نحياه، طغى على كل صوت آخر، وكان مناقضًا للصورة الجميلة الملتقطة على خلفية الجرح البيساني الذي لم يتوقف نزيفه الدامي . وحتى اليوم عندما أعيد قراءة هذه الوثيقة المكتوبة بروح أدبية انسانية ، وأضيف للنص الذي سجلته في وقته ، أشعر ان المبالغة في رؤية الجانب الانساني ، مع كل اهميتها ، تقودنا الى طمأنينة سلمان نفسه لم يقصدها ، وقد تكون شخصية الأديب المبدع ، تفوقت في لحظة الكتابة على الموثق . ربما سلمان لا يرى نفسه كاتبا وثائقيا ، ولكننا لا نعرف تسمية لهذه الكتابة أكثر دقة من التوثيق . حتى الكتابة بالاعتماد الذاكرة الجماعية ، هي توثيق ، رغم انها مليئة بالتفاصيل المتناقضة والمتقاطعة، ولكن ما يبررها ، هو اهمية حفظ ذاكرة شعبنا من النسيان ، ذاكرة تلقي الضوء على الواقع من زوايا شخصية ، ذاتية جدا أحيانا، ويبقى كشف الحقائق التاريخية وفصلها عن الذاتي ، مهمة للباحثين المتخصصين .
سلمان يحاول أن يجعل من كتابه لوحة ل "بيت شان" – الجرح الفلسطيني الذي لم يندمل .. وفعل حسنًا حين انهاه "بعرس في السماء" عن مقتل فتاتين، فلسطينية من نابلس ويهودية من بيت شان، في اسبوع عرسهما، كأنه يحذر من حلقة سفك الدماء المغلقة. وكأني به يقول، ها هو الجرح الذي لا يزال مفتوحًا، رغم الزمن ... وينتظر أصحاب الضمائر ليضعوا حدًا له ، ولكن حقيقة المؤلمة ان ما كان هو حلقة في سلسلة نشهد كل يوم مأساة جديدة من حلقاتها ، التي لم تتوقف بعد .
واضح ان مأساة الأم الفلسطينية، كأم... لا تختلف عن مأساة الأم اليهودية، كأم ،وهذا صحيح أمس واليوم وغدا ودائما . المسؤول عن الموتين هو طرف واحد، وهو لم يبرز في النص، بل شعرت ان هناك مساواة في الذنب، مساواة بين المستوطن الذي قتل بدم بارد الفتاة الفلسطينية، وبين حجر الانتفاضة الذي قتل الفتاة اليهودية. نحن نرفض الموتين، ويؤلمنا هذا الموت، ولكنا نرى أن المجرم واحد، المذنب واحد... وهو الاحتلال والاستيطان الكولنيالي.
ان سلمان ناطور رغم كل ملاحظاتي، يقدم لنا عملاً هامًا يحمل نكهة خاصة، ويثير الكثير من الخواطر والمشاعر، ويجدّد بالنفس مرارة وحزن الضياع، الضياع في الغربة، والضياع في الوطن، والذهول أمام أطلالنا، وتاريخنا الذي تبعثره الرياح.
ويبقى كتاب "يمشون في الريح" عملاً يحمل الكثير من الخصوصيات، يضاف لرصيد سلمان ناطور... وهو ، وهذا المهم ، يبرز انسانية الفلسطيني في مواجهة قاتله. وكأني به يرمز الى أهمية الغاندية ( اسلوب غاندي في مقاومة الاحتلال البريطاني للهند سلميا ، الذي حقق الحرية والاستقلال للهند ) في نضال الشعب الفلسطيني .
كتبت ملاحظاتي على الكتاب منذ صدوره .. وقرأته من جديد .. قبل ان أقرر نشر ملاحظاتي ..وما يدفعني لفتح دفاتري القديمة .. رؤيتي لأهمية اعادة الكشف عن نتاجنا الأدبي والفكري ، في ظل الفوضى الثقافية والترهل الفكري الذي صار مميزا لواقعنا الاجتماعي ..
نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com

السبت، سبتمبر 22، 2007

ناي الغريب


سعيد الشيخ

1- عراء

من الرقة كل الانهمار
إذا حفيف الاحساس
كم تفهم العيون
حين اللغة عصية
خلاياي التماوج في المدى
بعيدا،
من زاويتي
أرى التغلغل العميق،
هناك
ملاكا يهز التباسي
حين التصدع يقرع قشرة الالفة
عراء هائل
فوق طبقات البياض.

2- غربة الشريد

هذه روح لا تنام
طائرة بناي الحلم
في فضاء سبع سموات
وثمة عويل هناك...
توقعه إشتعالات الحنين
حينما لا تبتسم العواصم
وحشة في القلب،
في غربة الشريد.

يا ناي الغريب
هذه أرض ليل
إضاءات مستحيلة
في ضجيج المدن القتيلة.


شاعر فلسطيني مقيم في السويد

أدوارٌ مسمومة

عبدالله بن علي الأقزم


فـتـحَ الـحـزنُ

دكـاكـينَ الـجـراحْ

انـتـهـتْ فـي الـفـتـح ِ

أدوارُ الـصـباحْ

لـغـة ٌ عـمـيـاءُ

فـي معـمـلـهـا الأرعـن ِ

لـم تـصـنـعْ لـمـرضـاهـا لـقـاحْ

بـقـي الـحـبُّ علـى مـدرجـهِ

الأخـضـر ِ و الأصـفـر ِ

مـقـصـوصَ الـجـنـاحْ

و تـعـرَّى الـقـمـرُ الأبـيـضُ

مـن أضوائـهِ

مـنْ حـلـمـهِ الـسـاكـن ِ

فـي مـعـرض ِ أزيـاء ِ الـريـاحْ

تـرتـدي الـشـمـسُ

مـن اللـيـل ِ طـريـقـاً

لـخـتـام ِ المـسـرح ِ

المـشـهور في نـيـل ِ النجـاحْ

مـنْ هـنـا تـبـدأ ُ أدوارُ المرايا

فـي افـتـضـاحـاتِ الـمـخـازي

و الملاهي و ادِّعـاء ِ

الـمـطـر ِ الـصـافـي

أمـام الأمـل ِ الـمـذبـوح ِ

عـنـد الـسـيـد ِ الـقـاضـي

بـأعـمـال ِ الـصـلاح

تـشـربُ الأدوارُ سـُمـَّـا

حـيـنـمـا يُعلنُ في الـمـذيـاع ِ

في التلفاز ِ عـن موتِ الكفاحْ

حـيـنـمـا يـتـسـعُ الـيـأسُ

مـسـافـاتٍ بـقـلـب ٍ

ثـمَّ لا تـنـهـضُ فـلـسـاً

يـتـحـدَّى ظـلـمـة َ الأعـداء ِ

أن تـُنـتـجُ فـتـحـاً

من فـتـوحـات ِ الـصـبـاح ِ

الخميس، سبتمبر 20، 2007

انشطارات النص والوحدة الدلالية


امجد نجم الزيدي
للقصة كبنية سردية القدرة على مزج بنيتين متغايرتين من حيث المرجعيات و الجنس الكتابي الذي تنتميان له، بألية تناصية تنحو بالنص الى اعادة تشكيل محفزاته القرائية، بتفاعل البنى الدلالية لهما والبنية الخطابية التي يقدم بها ( انا النص ) نفسه كراوية حاضر ( بضمير المتكلم ) والتي قد تضفي بناءا نفسيا خاصا ، يؤثر ويتأثر بالبنية العلائقية والشكلية العامة للنص ، فلكل نص متناص مع موضوعة معرفية( تاريخية، ميثولوجية.... أو غيرها ) بنى دلالية تنعقد بينها وبين تلك الموضوعة اواصر خاصة لتبقيه يدور في فلكها ، ترسم المتن القرائي الذي يقترحه التواتر المتواصل بين هذه البنى المتناصة، بألية قرائية ادراكية ، تستند الى المدى المعرفي للذات المتلقية، وبأندماج هذه البنى تعطي بنية جديدة مغايرة تظهر البنية العلائقية والشكلانية التي تجسد قالب الخطاب الدلالي العام، بعد ان ارتبطت تلكم البنيتين في بنية خطابية جديدة الا وهي البنية القرائية المقترحة .
ولقراءة نص ( انا.. على رقعة الشطرنج) للقاصة ازهار علي حسين، يجب اظهار البنية العلائقية والشكلانية التي تتجسد من خلال انشطار البنى الدلالية، والتي هي اولاٌ: رقعة الشطرنج والتي هي فضاءين منشطرين /لأحدهما الاحجار السوداء وللاخر البيضاء /، ثانيا: الشخصية الرئيسية المنشطرة الى ذات حاضرة ومنعكسة بالمرآة / شاطرة نفسي نصفين عدوين /، والانشطار الجسدي /مقسمة يدي بينهما / ، والانشطار الروحي / العب بروحين عدائيين /، ثالثا: الشخصية الميثولوجية ( آمو) /اتهيأ ليلة بهيئة رجل لأذهب الى حبيبتي المرآة وأذهب بأخرى بأمرآة الى حبيبي الرجل/، رابعا: انشطار النص الى فضاءين احدهما فنطازي والاخر ميثولوجي.
لو قرأنا النص بتمعن، سنجد ان النص يعيد لم شتات انشطاراته ويدخل في هارمونية تعطيه بنية دلالية متماسكة، تندمج فيها انصاف الانشطارات، بادئة بالشخصية الرئيسية /شعور بالامتلاء بنشوة النصر على النفس بما يعطيني قوة ألم بها شتات انصافي /، / اسمر عيني في عيني مركزة ذاتي / وايضاٌ لَم انشطار الشخصية الميثولوجية من خلال توحدها داخل حجر الشطرنج / قرر حبسي بحجر الشطرنج /، ويتم توحيد شطري النص بواسطة الانتقال من الفنطازيا الى الميثولوجية بأسطرت الواقع الفنطازي عند اندماج الشخصيتين الرئيسية (انا النص ) والميثولوجية ، في الناحية الذاتية / ارى صورة تشبه صورتي وبنظرة غير نظرتي وكلام غير كلامي وحركة غير حركتي/، والروحية / لم تجد لها مستقرا اروع من روحك لتكوني انت انا، وانا انت / ، والجسدية /تدخل جسدي مديرة فيه الدماء /.
والنص وهو يوحد بين الانشطارات ــ البنى الجزئية داخل بنيته الكلية ـــ يسعى الى تمرير ثيمته الرئيسية والتي هي ثيمة هروبية انفصامية يقوم عليها المستوى التأويلي، تنتج من حالة الشعور بالوحدة النفسية والاجتماعية / اجد فيها ذاتي المتهمة بالجنون من الناس /، / يجنبني مرارة الخسارة التي لا استطيع التفكير فيها حتى امام نفسي /، وايضا / بأنشطارك الغريب عن البشر / ، لذلك فأن هذه الوحدة تفرض على ( انا النص ) ان تسعى الى التخلص من واقعها النفسي والاجتماعي بالهروب والانفصام الى واقع افتراضي مغاير عن الواقع الحقيقي، اذ ان هذه الانشطارات هي عبارة عن انشطار العالم الحقيقي الى عالم هروبي واخر انفصامي، وايضا عدم استطاعة ( انا النص) من المفاضلة بين الابقاء على عالمها المنشطر أو الهروب الى الوجود المتوحد داخل حجر الشطرنج / التعرف على الماضي احب لك من الحرية فأختاري ان تكوني سجينة أو ابقى معك نلعب الشطرنج /، / وكان علي الاختيار/ .

منتدى الشطرة الابداعي

وانتصرَ لبنان بالشهيد أنطوان

سعيد علم الدين

وانتصرَ لبنان بالشهيد أنطوان
على القتلة الفجَّار
كما انتصرَ بباقي الشهداءِ الأبرار
على كل مجرمٍ غدَّار
..
فلا تحزني يا بيروت
يا مدينة الأبطال!
كفكفي الدمع يا عين الرمانة
على ابنك البار
فالشهادةُ هنا هي مجدٌ أزليٌّ وافتخار
قنديلٌ مشرقٌ بالأنوار
وقودُهُ من شُهُبٍ
زيتُهُ من شمسِ النهار
عشقٌ تولهٌ واحتراق
تؤججهُ أرواح الأحرار
لينيرَ طريق لبنان بالأنوار
..
الشهادةُ هنا هي ملحُ الأرض الخضراء
المزكاةُ بدماء الشهداء

تَيَمُمٌ ببحر بيروت في سويعات المساء
العاشقةُ تغتسل بماء الطهر
حبٌ للسهول والهضاب الأشجار
العاشقةُ تبتسمُ عند طلوع الفجر
تعلقٌ بشموخِ قمم الجبال
العاشقةُ هي عاشقةٌ معطاء
عند وقبل وبعد الظُهْر
روحٌ خالدةٌ تزهرُ في قلب الصخر
وفداءٌ ما بعدهُ فداء
شرفٌ مرصعٌ بالجواهر أبد الدهر
على جبين الشرفاء
وتضحيةٌ ومواجهٌ شرسةٌ ونضال
لتحقيق السيادة والحرية والديمقراطية والاستقلال
..
وكم هم توافه وصغار
وأغبياء قصيرو الأنظار
هؤلاء المجرمون الأشرار
فهم بعد كل اعتداء
يزيدون الشعب العنيد
إصراراً على إصرار
لمتابعة الطريق
وسنحقق رغم أقسى الظروف
الانتصار تلو الانتصار!
..
اعتقدوا بعد اغتيال الشهيد رفيق
أن لبنان سيصبح خانعا مثل العبيد
وبهم إلى الأبد كالطفلِ لصيق
فهب الشعبُ في وجوههم مارداً من نار
كطائر الفينيق قام من رماده رغم الحريق
وانتصر لبنان على أبناء الزانيات
..
وكلما هوى بطلٌ يا أماه
ازددنا قوة في الحق وثبات
فنحن لبنانيون
أقسمنا على الوفاء
لدم كل الشهداء
و للبنان السيد الحر المزدهر المستقل
لا للخونة العملاء
أصحاب الطعن في الخفاء
المجد لك في عليائك
أيها النائب الشهيد أنطوان غانم
لقد عمدت بدمائك
مجد لبنان القادم
برئيس جديد حرٍّ سيادي وطني استقلالي
ستنتخبه النوابُ الأوادم
..
المعركة مستمرة يا صبايا ويا شباب
الهجمةُ شرسةٌ وحاقدةٌ على الكيان
وعلى أحرار 14 آذار الشجعان
وحدهم يدفعون غالي الأثمان
لأنهم شرفاء
ويقدمون الشهيد تلو الشهيد
ليحيا لبنان أبد الزمان
ولترتفع رايات الحرية والسيادة والاستقلال
في كل مكان
إلى الأمام لا تراجع رغم الآلام
الأعداء جبناء ليس لهم أمان
وسينتصرُ لبنان السيد الحر العربي الديمقراطي المستقل على الجبناء
رؤوسنا مرفوعةٌ وستظلُ مرفوعةً ومهما صار
لا يغرنكم السكون قبل العاصفة
نحن لها أيها القتلة الجبناء!
لكم الخزي والعار
والنصر لشعب لبنان الجبار!

ضحايا القرابين !



سامي العامري

تشريح
إستَلقيتُ تحتَ مِبْضعِ الجَرّاح
قُلتُ لهُ : إشرَحْ لي صدري !
فَرَدَّ : ما انا بإلهٍ
ولا انتَ بِنَبيٍّ
قُلْتُ : أعني ساعِدْني في العُثورِ على قلبي
وهَوِّنْ عليك
فَلَسْتُ إلاّ مَشروعَ عاشِق !

**
كُراتٌ أرضيَّةٌ

الشوقُ يعومُ في دمي كالسندباد
أمُدُّ يداً فتأتيني بِباقةِ أجراسٍ
وأُخرى فَتأتيني بِكتابٍ منكم أيها الأبْعَدون
تسألونَني فيه عن أخباري ,
أخباري :
لا جديدَ تحتَ شمسٍ عموديَّةٍ كالشِعر القديم
ولكنْ أحياناً
وانا بانتظار نضوجِ قهوتي
أرقَبُ عنكبوتاً تتأرجَحُ من السقفِ
كبندولِ ساعةِ بَيتِنا العتيق
وأحياناً أطوي صُحْبَةَ الكتابِ
وأسرجُ ظِلالي
قاطِعاً ثلاثَ كُراتٍ أرضيَّةٍ ونَيِّفاً
وأحياناً أتَلَصَّصُ على أهلِ الجَنَّةِ
مِن خلالِ ثُقبِ الأوزونْ !


ثُريّا

رَحَلْتِ إِذَاً الى الابد
وتَرَكْتِني شَقِيَّاً الى الأبد ,
ضحيةَ حُبٍّ بات قرباناً !
ولكِنّي لن انسى غَضارةَ جنوني
وانا في صُحبةِ خَجلكِ الغَضير
حيث كانت جروحي سِلالاً
مِلْئُها مُدُنٌ عاشِقةٌ
وفَسائلُ وبِطاقاتِ تَهان
وضلوعي ثَرَّةً بالنهارات
وما أشْفَقَ مِنهُ القِرطاس
وفَرَحي مالئ الدُنيا وشاغِل الناس !

***********************

كولونيا-2007
alamiri60@hotmail.de

الأربعاء، سبتمبر 19، 2007

قالوا عن الحـــــــــــــــــب !!!!


علي جبر

أشهر الأدباء والمشاهير قالو ربما بعد تجربة عميقة أو ربما تجارب في الحب قالو عن تجربتهم أو تجارب الآخرين كلمات وجمل بسيطة مختصرة ربما عن تجربة اخذت منهم سنين فلخصوها لنا في بعض كلمات قد تمس اوتار الحبيب ويجد كل محب مشكلتة وتجربتة الشخصية في قول ما قد ينطبق علية تماما بل قد يقصدة هو فلنرى ماذا قالو عن الحب :

*الحب أعمى (أفلاطون) *

الحب وردة والمرأة شوكتها (شوبنهاور)

*يضاعف من رقة الرجل ، ويضعف من رقة المرأة الحب (جارلسون)

*الحب يضعف التهذيب في المرأة ويقويه في الرجل ( ريشتر)

*الحب مبارزة تخرج منها المرأة منها منتصرة إذا أرادت ( لابرويير)

*الحب للمرأة كالرحيق للزهرة (تشارلز ثوب)

*الحب عند الرجل مرض خطير ، وعند المرأة فضيلة كبرى (أنيس منصورْ )

نِعَمٌ كَثِيرَةٌ أَغْدَقَهَا اللّـهُ عَلَيَّ، لا تُسَاوِي بِمَجْمُوعِهَا نِعْمَةَ حُبِّكِ لِي
.( شربل بعينى )

*الحب أنانية اثنين ) مدام دو ستال(

*الحب المجنون يجعل الناس وحوشاً )فيون(

*ما الحب إلا جنون )شكسبير(

*الحب ربيع المرأة وخريف الرجل )هيلين رونالد(

*الحب يرى الورود بلا أشواك )مثل ألماني(

*إذا أحبتك المرأة خافت عليك ، وإذا أحببتها خافت منك )علي مراد(

*الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها ، وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان ، وهذه هي مصيبتنا )برنارد شو(
وللحديث بقية
gabr189@yahoo.com