محمد محمد علي جنيدي
القَلْبُ يَرْجُو والرِّضَـاءُ صَفَـاءُ
إنَّ المَحَبَّـةَ لَـوْعَـةٌ وشِـفَـاءُ
إنْ هَامَ قَلْبِي لَنْ يَهِيـمَ بِمِثْلِكُـمْ
وحَنِيـنُ وَجْـدِي لِلِّقَـاءِ دُعَـاءُ
والحُسْنُ فِيكِ بَـدَا كَأعْظَـمِ آيَـةٍ
ومَشَاعِري ظَمْـأى ومِنْـكِ رُوَاءُ
وجَبِينُكُمْ كَالبَـدْرِ يُهْـدِي نُـورَهُ
وبِوَجْهِكُـمْ تَتَـلَأْلَأُ الأضْــوَاءُ
باللهِ يَا سِحْرَ العُيُـونِ أمَـا لَهَـا
جَرْحَى وقَتْلَـى مِثْلُنَـا شُهَـدَاءُ
العَيْنُ تَطْـوِي لَوْعَـةً بِجِفُونِهَـا
وهْىَ الَّتِي هَامَتْ بِهَـا الشُّعَـرَاءُ
ولَقَدْ سَمِعْـتُ حَدِيثَكُـمْ مُتَرَنِّمـاً
وكَأنَّمَـا هَمْـسَ الكَـلامِ غِنَـاءُ
وأرَاكِ كَالبَدْرِ المُضِيءِ مُسَافِـراً
والشَّعْـرُ كَالْلَيْـلِ البَدِيـعِ رِدَاءُ
وفَمَاً بِلَوْنِ الوَرْدِ يَبْـدُو مُزْهِـراً
فِيـهِ نَفَائِـسُ لُأْلُـؤٍ وبَـهَـاءُ
وقَـوَامَ عُـودٍ لا يَلِيـنُ لِنَاظِـرٍ
صُنْعُ المُصَـوِّرِ آيَـةٌ عَصْمَـاءُ
ويَدَاً تُدَاوِي كَالحَرِيـرِ شَقَاوَتِـي
وجَمِيعُ مَا فِيكُمْ رِضَـاً وشِفَـاءُ
وإذِا مَشَيْتِ فإنَّمَـا هِـيَ خُطْـوَةٌ
أخَذَتْ قُلُوبَ النِّاسِ كَيْفَ تَشَـاءُ
ولَكَمْ أُنَادِي فـي بَهَـاكِ كَبُلْبُـلٍ
ولِكُلِّ طَيْـرٍ فـي هَـوَاكِ نِـدَاءُ
وأرَاكِ في الخُلُقِ الكَرِيـمِ كَأنَّمَـا
فَرِحَـتْ بِـهِ الأقْمَـارُ والغَبْـرَاءُ
كَرَمُ الكِرَامِ فَضِيلَـةٌ دَامَـتْ لَكُـمْ
والْبِـرُّ مِنْـكِ هَدِيَّـةٌ وسِـقَـاءُ
تُبْدِينَ في الآفَاقِ فِكْـراً صَائِبـاً
فَيُجِلُّـهُ الأُدَبَــاءُ والعُلَـمَـاءُ
أمَلاكَ رُوحِي القَلْبُ هَامَ لِحُسْنِكُمْ
يَحْنُـو كَأنِّـي لَهْفَـةٌ ورَجَــاءُ
ولَقَدْ رَأيْتُ صَبَابَتِي تَلْقَـى بِكُـمْ
أُنْساً وأنْـتِ البَسْمَـةُ السَّمْحَـاءُ
سَيَظَلُّ أسْرِي مِنْيَةً أصْبُـو لَهَـا
ولَأنْ أمُوتَ فَتَكْفِنِـي الحَسْنَـاءُ
ويَظَلُّ عِشْقِي في الجَوَانِحِ والحَشَا
يُغْرِيـه فِيـكِ فَضَائِـلٌ وسَنَـاءُ
الثلاثاء، أبريل 13، 2010
القلب يرجو
الجمعة، أبريل 09، 2010
الصحوة الدينية وجوهر الأديان
محمد محمد علي جنيدي
إذا ما كان تفسير النهضة هو تحقيق إنجازٍ ما نحو التقدم في كافة مجالات الحياة الإنسانية وبالتالي إحداث تنمية تستطيع أن تنقل مجتمعٍ ما لمصاف الدول المتقدمة أو المضي قدماً للحاق بها- يبقى لنا - أن نسأل ما هو مردود الصحوات الدينية في هذا الاتجاه في مجتمعاتنا!..
فإذا ما رأينا أن جميع إسهامات هذه الصحوات تقريباً قد أدت إلى نتائج غير مرضية وأحياناً عكسية - عرفنا - كيف كان لها تأثيراً بالسلب على الدول والشعوب التي تنشط فيها مثل هذه الصحوات!
ولا يفهم من هذا أبداً وجود قصور ما في دياناتنا السماوية ومبادئها ودعوتها - لا سمح الله - والعكس هو الصحيح،بل المتابع يرى دائما أن مسؤولية فشل هذه الصحوات تقع على عاتق أصحابها اللذين لا يعبرون عن مفاهيم تعاليم أدياننا السماوية تعبيراً سليماً حقيقيا كما أنهم يخفقون دائماً في نقل جوهر وروح هذه الأديان للآخرين - ولو صدقوا لتحقق لهم ما أرادوا!!.
الأربعاء، أبريل 07، 2010
تَحِيَّةٌ.. إلى خَالدٍ بْنِ الْوَلِيد
محمد محمد علي جنيدي
إلَـى خَالِـدٍ قَلْبِـي يَـذُوبُ اشْتِيـاقَـا
يَحِنُّ إلَـى مَاضِيـه يَدْعُـو الرِّفَاقَـا
يَهِيمُ ويَشْكُو اللهَ فِي ضَعْفِ قَوْمِنَا
وَنَفْسِي لِسَيْفِ اللهِ تَرْجُـو الْلِحَاقَـا
رَأيْنَاه حِينَ الْفَتْحِ يَهْوِي كَصَخْرَةٍ
عَلَى صَنَمِ الْعُزَّى فأضْحَى دُقَاقَـا
رَأيْـنَـاه فِــي يَــوْمِ الْيَمَـامَـةِ قُــوَّةً
لَنَا وَعَلَى الْبَاغِيـنَ كَانَـتْ حُرَاقَـا
رَأيْنَاه نَحْوَ الْفُرْسِ مَاضٍ ودَاعِياً
لِـدِيـنٍ ودَيــنُ اللهِ كَــانَ اعْتِـنَـاقَـا
رَأيْنَاه فِي الْيَرْمُوكِ سَـدّاً مُرَوِّعـاً
وحِصْناً لَنَـا فـي مُؤْتَـةٍ وانْطِلاقَـا
فأضْحَـى بِحَـوْلِ اللهِ سَيْفـاً بِـحَـدِّهِ
أحَـالَ دِمَـاءَ الْكُفْـرِ بَحْـراً دِهَـاقَـا
فَذِكْرَاه ظُفْرٌ لِلْمَـدَى وَهْـوَ فَخْرُنَـا
وإسْلامُـه الْمَيْمُـونُ كَـانَ الْوِثَـاقَـا
تَحِيَّـةُ إجْـلالٍ إلَـى نَــوْطِ مَجْـدِنَـا
وَيَا لَيْتَ يَبْنِـي الْقَـوْمُ مِنْـهُ رُوَاقَـا
فإنِّي رَأيْتُ السَّيْفَ لِلْحَقِّ مُظْهِراً
وأنَّ هَوَانَ النَّفْـسِ يُجْنِـي الشِّقَاقَـا
فَيَا أُمَّةَ الإسْـلامِ مَـا ضَـاعَ حَقُّنـا
ونَحْـنُ بِحَبْـلِ اللهِ نَرْجُـو الْوِفَـاقَـا
**
ذو النُّورَيْنِ عُثْمَان
غَــــرَامٌ دَامَ أزْمَــانَــا لِـذِي النُّورَيْـنِ عُثْمَانَـا
وقَلْبٌ طَارَ مِـنْ شَـوْقٍ إلَـيْـه فَـنَـالَ رِضْـوَانَـا
حَـيَـاءُ الـدِّيـنِ نَشْـهَـدُهُ بِـــهِ زَهْـــراً وأفْـنَـانَـا
نَـرَاه كَطَلْـعَـةِ الْــوَرْدِ رَقِيـقَ الْقَـلْـبِ إنْسَـانَـا
نَـرَاه كَنِسْـمَـةِ الْفَـجْـرِ وَأوْفَى النَّـاسِ إحْسَانَـا
نَـرَاه بِعَـفْـوِهِ يَمْـضِـي لِــحُــبِّ اللهِ هَـيْـمَـانَــا
وعُثْمَـانُ الَّـذِي صَــامَ وَأحْيَـا الْعُـمْـرَ إيِمَـانَـا
بِرُوحِ الأبِّ كَمْ أهْـدَى طَرِيـقَ النُّـورِ حَيْرَانـا
كِــتَــابُ اللهِ نَـحْـمـلُــهُ بِفَـضْـلٍ لِابْــنِ عَـفَّـانَـا
وَجَيْشُ العُسْرَةِ الْجُـوُدُ لَـهُ كَــمْ كَــان بُرْهَـانَـا
وَرُومَـةُ بِئْـرُ عِـرْفَـانٍ سَـقَـانَـا بِـــرَّ عُثْـمـانَـا
عَجِِـبْـتُ لِفِـتْـنَـةٍ أوْدَتْ بِـــهِ ظُـلْـمـاً وبُهْـتَـانَـا
فَنَـالَ شَهَـادَةً صَــارَتْ لَــهُ مِسْـكـاً وَرَيْـحَـانَـا
صَبَرْتُ وَلَمْ يَنَمْ دَمْعِي فَـتَـبّـاً لِــلَّــذِي خَــانَــا
شَهِـيـدَ الْـحُـبِّ فِتْنَتُـنَـا تَصُـبُّ الْيَـوْمَ أضْغَانَـا
جَرَتْ بالشَّرِ فَاشْتَعَلَتْ بِنَـا الأوْطَــانُ نِيـرَانَـا
أسِفْتُ لَهَا فَكَـمْ طَالَـتْ وَنَالَـتْ مِــنْ قَضَايَـانَـا
قُلُوبُ الْقَـوْمِ شَــاكِيــةٌ إلَـى الرَّحْمَـنِ مَـوْلانَـا
إلَـهِـي فَاكْـشِـف الْـهَـمَّ وَوَلِّ الْــقَــوْمَ أتْـقَـانَــا
الاثنين، أبريل 05، 2010
إلحَقْ حرامي
محمد محمد علي جنيدي
إلحَقْ حرامي يا ناس يا هُوه
هربان ف. أيده جنيه هاتوه
هربان ف. أيده جنيه هاتوه
من غير ما يِجْرُوا عليه لاقُوه
واقف فْ. حالُو أم جابُوه
ودقيقه واحده وكَتَّفوه
وابْكاسْ وطاخ دُوُل دَغْدَغُوه
ويمين شمال.. ياد اسمك ايه؟
وشويَّه ع. القسم وخادُوه
وف. أيد أمينه استودَعُوه
سَلُّومه مَبْيِرحمش ابوه
ضمُّه بحنان قَطْر وعليه
طاخ طيخ وقالُه بتسرق إيه؟!
تِلْبِسْ قضيَّه عشان جنيه!
حِتِّةْ جنيه!!
أم قالُّه والله العظيم
ما سرقت شيء
د انا صاغ سليم
كلِّ الحكاية باختصار
داير جعان طول النَّهار
والجوع مَلُهْشْ عليه ملام
وهناك وعند النِّيل تمام
بَصِّيت لاقيت
زِيطُه وكلام
وأساتذه واقفين خد وهات
فكَّرت إنِّ مُهِمِّ مات
مين مات
مين مات
اهاتي صوات عليه؟!
بعدين لقيت
رَفَعُمْ جنيه
أخضر لِفُوق مَعْرَفْشْ لِيه
وشِويَّه أَمْ حاكمين عليه
لازم يعوم.. لازم يعوم
علشان يعيش
لازم يعوم
مَعْرَفْش كان عَيَّان بإيه
طب مين أذاه وتعبان بإيه!
دا كان زمان
لو شافتُه عين
كانت تشوفه كأنُّه بِيه
أجْدَعْها بِيه
وف. لحظه واحده وطَيَّرُه
وشويَّه ع. الميَّه الْتَقُوه
عَمَّال بيغْطَسْ قُلْت إيه
هَنْسِيبه يِغْرَق ولَّا إيه
وناديت يا ناس..
يا ناس ياهوه
طَبْ كُنتُوا حاولوا تْدَرَّبُوه
أو كنتوا حاولوا تْفَهِّمُوه
مُشْ مرَّه واحده تغرَّقُوه
إيه الهَمِّ دا اللي بتعملوه
يا ناس ياهوه
لو غالي فيكم إلْحَقُوه
وامّا الْتَقِيتْهُم فرحانين
بِيْهَنُّوا بعض
ومَبِسُوطين
حَسِّيت كأنِّي هَمُوت عليه
و ف.نفسي قلت حرام عليك
يغرق جنيه
كدا بين عنيك
وانت الهوَى
ماسكوه بإيديكِ
ياد طِير عليه
إيه يجرى يبقى معاك جنيه!
تِتْعَشَّى حتَّى بلُقْمَه حاف
ولحدَّ إمته افضل أخاف..
نَطِّيت عليه
ف. المَيَّه وامَّا طلعت فوق
ماسك الجنيه
حَضْنُه بإيديه وكُلِي شُوق
بَصِّيت لاقيت النَّاس
ف. لحظه اتجمَّعوا
وف. طلعه واحده عليَّه
نادوا وصَرَّخوا
إلحق حرامي يا ناس يا هوه
هربان ف. أيده جنيه هاتوه
هربان ف. أيده جنيه هاتوه
الجمعة، أبريل 02، 2010
سيدنا البيه
محمد محمد على جنيدي
الأولى عنيها بقت ف. عنيه
والتانية بحبك يا ابن الإيه
والتالته الشبكه ومسك أيديه
والرابعه فسح وفرح سواريه
والخامسه جواز والشقه عليه
والسادسه بموت ف. تراب رجليه
والسابعه عيال ونعم وأوكيه
والتامنه مَعدش معايا جنيه
والتاسعه شكاوي من ابن الإيه!
والعاشره الخلع يا سيدنا البيه..
الثلاثاء، مارس 30، 2010
يا قلبي انسى
محمد محمد على جنيدي
يا قلبي انسى ما عاد لينا
غير الرحمن يواسينا
كفايا دموع وقوم بينا
لذكر الله يقوينا
أنا اللي عشت مخلص ليه
راضي بحالي ولم يعنيه
عذاب روحي ما كان يكفيه
وكنت اتمنى بس ارضيه
يا قلبي انسى ما عاد لينا
غير الرحمن يواسينا
أنا مجروح قوي والله
ولم يرحمني في مره
وكان الحلم لعيوني
سلام من روحه في طله
يا قلبي انسى ما عاد لينا
غير الرحمن يواسينا
أنا يا صاحبي من يومي
بداري جراحي ف.هدومي
ولم خنته وكان لومي
يواسيك يوم على همومي
يا قلبي انسى ما عاد لينا
غير الرحمن يواسينا
داريت عنه سبب نوحي
وضمة نفسي لجروحي
ويوم ما كنت اشوف طيفه
بتسبقني أليه روحي
يا قلبي انسى ما عاد لينا
غير الرحمن يواسينا
على اللي خان بكيت قلبي
زرعت الآه هنا ف. جنبي
أسيت منك ومن غلبي
رجعت اشكي الأسى لربي
يا قلبي انسى ما عاد لينا
غير الرحمن يواسينا
كفايا دموع وقوم بينا
لذكر الله يقوينا
الأحد، مارس 28، 2010
السكوت ممنوع
محمد محمد علي جنيدي
لما انت بتعرف تتكلم
طب ساكت ليه!!
خايف تصرخ أو تتألم
ما تقول من إيه..
أصبح من حقك ترفضني
تقدر تتحاور وتفدني
فيك انت هشوف نفسي كويس
من غير تلوين
وهتعرف نفسك وتميز
بعنيك لتنين
نفسي تقول لأه بعلو نداك
نفسي بحرية أقول وياك
لما تقول لأه بأعلى الصوت
أنا فعلا هسمع صوتي معاك
بس انت اتكلم من قلبك
ولا تخضع يوم إلا لربك
لو فاكر لسه زمان موجود
تبقى بتحلم
أو ليل الظلم ملهش حدود
مش راح تسلم
فتح عينك تسمع وتشوف
إيه اتغير ف. الكون حواليك
وارفع صوتك تجتاز الخوف
الدنيا بحالها هتسمع ليك
متخفش بجد
دا سكوتك مش راح ينفع حد
واتناقش رد
كل سدودك بإيديك تنهد
ممنوع الخوف وبلاها سكوت
رأيك من حق بلادي عليك
قول لأه وأيوه بأعلى الصوت
بحياتي وروحي وقلبي افديك
ممنوع تسكت.. أرجوك ممنوع
الاثنين، مارس 22، 2010
أهل الجيرة
محمد محمد علي جنيدي
أهل الجيرة ليه الحيرة
ظلم الغاصب واضح لينا
ليه ساكتين عن كل جريمه
مش حاسين ولا احنا نسينا!
ليه بنشحت أمن الفاجر
ليه نسمحله يخادع فينا!
ليه يتحكم سفاح ظالم
خاين العهد سهامه علينا
عمر الغاصب ما بيسمعنا
ولا هيمد إيديه بإيدينا
شدوا الهمة وقولوا بصوتكم
يللي حبستم أقصى نبينا
يللي ظالمتم يللي قطعتم
كل طريق للسلم يجينا
بكره نياب القطه تطولكم
بكره ذئابكم تخضع لينا
سيف الباطل من أحلامكم
عمره ما يجرح إصرار فينا
قولوا لأهل الأقصى عشانكم
بكرة هنروي الأرض حنينا
بكرة هيرجع حقنا بنكم
والعزة ترفرف حوالينا
أهل الجيره لِمُّوا جراحكم
واتجمَّعوا صوت واحد لينا
قوموا بحول الله وإخلاصكم
لبوا نداء الأقصى علينا
السبت، مارس 20، 2010
أمي
محمد محمد علي جنيدي
سألوني قالوا لي مين أغلى؟
قولتلهم أمي مَفيش غيرها
الحب عرفته منين إلا
من حضن حنين كان منها
العمر لاقيته ف. أحضانك
يا أعز حبيب مالي وجودي
وهموم ياما لانت بحنانك
بدعاكي النور بان لعيوني
يا أمي
جوبونى يا ناس مين كان ليه!
مين أول روح شافته عنيه
مين ضم وجودي بحنيه
وانا لسه مَشفتش حواليه
العمر لاقيته ف. أحضانك
يا أعز حبيب مالي وجودي
وهموم ياما لانت بحنانك
بدعاكي النور بان لعيوني
يا أمي
بسرح ف. الماضي أشوف صورتك
وكأن مفيش ساعة لراحتك
وتعبتي كتير إيه راح أقولك
غير أدعي نكون فرحه لقلبك
العمر لاقيته ف. أحضانك
يا أعز حبيب مالي وجودي
وهموم ياما لانت بحنانك
بدعاكي النور بان لعيوني
يا أمي
الأربعاء، مارس 17، 2010
يا عَلِيَّ الْخَيْر
محمد محمد على جنيدي
يَا عَلِيَّ الْخَيْرِ نَفْسِي
تَبْعَثُ الْحُبَّ اعْتِذَارا
تَذْكُرُ الْعَهْدَ وقَلْبِي
يَكْتَوِي بالشَّوْقِ نَارا
أيُّ زُهْدٍ عِشْتَ فِيهِ
يَلْفِظُ الدُّنْيا اخْتِيَارا
فَارِسٌ فِيكَ الْمُرُوءَة
تَنْجَلِي لَيْلاً نَهَارا
يَا وَلِيَّ اللهِ نِمْتمْ
فِي فِراشٍ ما بَهَاهُ
تَطْلُبُ الْمَوْتَ فِداءً
لِلنَّبيِّ لا سِوَاهُ
وسُيُوفُ الْقَوْمِ تَسْعَى
حَوْلَهُ كَيْمَا تَرَاهُ
فَقَضَى الرَّحْمَنُ أمْراً
أنْ حَمَاكُمْ واصْطَفَاهُ
صَيْحَةُ الْخَنْدَقِ تَرْوِي
لِأبِي السِّبْطَيْنِ عَهْدا
بالْيَقِيْنِ الْمُسْتَنِيرِ
يَمْلءُ الأرْوَاحَ سَعْدا
فابْنُ وِدٍّ فِي غُرُورٍ
والصَّبِيُّ قَدْ تَصَدَّى
ما مَضَتْ ذِكْرَاكَ أنْتُمْ
نِلْتَ بالإيمَانِ مَجْدا
يَمْنَعُ الْقَوْمُ السَّبِيلا
ثُمَّ تَسْقِي الْمَانِعِينا
تَكْظِمُ الْغَيْظَ كَثِيرا
رَغْمَ سَبِّ الْجَاهِلِينا
لَمْ تَزَلْ فِي الْبَأسِ سَهْلاً
تَمْنَحُ الصَّفْحَ الْيَمِينا
أيُّ حِلْمٍ قَدْ حَبَاكمْ
يا أخَا الْمَبْعُوثِ فِينا
يا رَبِيبَ النُّورِ أحْمَدْ
يا وَلِيدَ الْبَيْتِ قُلْ لي؟
كَيْفَ يَنْضُو الْهَمُّ عَنِّي
والْأسَى يَقْتَادُ ظِلِّي
سَالَ جُرْحِي مِنْ وِثَاقِي
والرَّجَا ألْقَاكَ حَوْلِي
إنَّ قُرْباً مِنْكَ أهْدَى
فِي رُبَاكَمْ جَمْعَ شمْلِي
السبت، مارس 13، 2010
عندما يستجير الذئب بالراعي
محمد محمد علي جنيدي
نسمع دائماً.. عبارة ( أيام غريبة أو زمن عجيب ) واختصر الإمام الشافعي هذه المعاني فيما ينسب إليه من حكم الشعر في قوله ( نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ) والحقيقية أنها طبيعتنا نحن معشر البشر حيث نستعذب المدح ونهرول من النقد ونحاسب الغير ونتوارى من حساب أنفسنا فلا مكان لاعتذار أحدنا للآخر اللهم إلا لحاجة ولا مكان لمحاسبة أحدنا لنفسه إلا ما ندر أو من رحم ربي.. هكذا نكون دائماً.
وهكذا - نحب أن نبدو على هذا النحو وكأننا لا مثيل لنا .. الخطأ هو شيمة الغير فقط أما نحن فنحن العاقلون النبلاء والواثقون الأذكياء والعارفون بظواهر وبواطن الأمور وعند الشدائد ترانا نحن الذئاب والأسود والنمور!!..
أقول بأننا نحب أن تبدو صورتنا هكذا أمام أنفسنا وأمام بعضنا البعض على الدوام – وأقول أيضاً – إلا من رحم ربي.
الحقيقة – إذا راقبنا هذه الخصال فسوف نراها في أنفسنا كأفراد وجماعات ودول من قديم الأزل.
وهذا ما أحب أن أنعته – بالكبر – على مختلف مظاهره وأشكاله وهو أن تنسب إلى نفسك من الفضل ما ليس لك فيه أو أن تُُُُدرأ وتخفي عن نفسك والآخرين ما أنت مدانٌ به ومآخذ عليه، فلا ترى عيباً إلا خارجك ولا فضلاً إلا فيك، وربما يصل الكبر بأحدنا حتى يظن بنفسه بأنه صاحب الرأي الفريد والسديد وبأنه مبعوث العناية الإلهية وصاحب العصمة والأفضلية أما غيره من الناس فهم دونه وليس لهم من مقامه شيء لأن هؤلاء ينقصهم الكثير الكثير مما لديه بالطبع!!.
يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبر ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) أخرجه الإمام مسلم.
ولماذا لا يدخل الجنة من يحمل في قلبه مثقال ذرة من كبر، أرى أنه للإجابة على هذا التساؤل علينا أن ندرك أبعاد خطورة هذه الرزيلة فالكبر هو الآفة التي تنخر في جسد الفضائل كله فتحيله إلى أوبئة مدمرة فتاكة فتنقل عدواها في أي مجتمع بسرعة الصاعقة، والمعروف أن المتغطرس لا يعرف قدر الآخرين ولا حتى قدر نفسه وللغطرسة أنماط وأشكال متنوعة فمنها غطرسة المادة والغنى ومنها غطرسة الفكر والرأي ومنها غطرسة الفن والإبداع ومنها غطرسة العرق والنسب ومنها غطرسة القوة والغلبة وأخطرها على الإطلاق هي غطرسة العلم والمعرفة.
ولكني أود أن أُلقي الضوء على ما أسميته بغطرسة القوة والغلبة قبل أن أختتم حديثي بطامة الكبر العظمى وهي ( غطرسة العلم والمعرفة ).
ومن المتعارف عليه أن القوي المتغطرس لا يرى حقاً إلا ما يظن أنه في صالحه فهو كحيوانٍ مفترس جائع هائج أينما حط قدمه أكل من لحم الآخرين وأينما حل بمكان أحاله إلى رعبٍ وفساد.
إن هذا النوع من الكبر يعول عليه الإفساد الأكبر الذي دمر الأرض تدميراً ولا يزال يصوب أسلحته الفتاكة صوب الضعفاء من الناس والأمم والدول التي لا تملك من أدوات الردع ما يقيها من سطوة الأقوياء فلا هي التي تستطيع حماية أمنها القومي ولا هي التي يمكنها الدفاع عن ثروات ومقدرات أبناء شعوبها.
والغالب أن المتغطرس بقوته سرعان ما يحصد أشواك كبره وغروره في ليلة أوضحاها والنماذج لدينا كثيرة والتاريخ كله خير شاهد على ذلك وإلا فكيف بنا نفسر نهاية مشاهير طغاة العالم في عصرنا الحديث وما قبله وما ينتظره أولئك الذين لم تردعهم محكمة التاريخ بشيء لهو أشد فتكاً وتنكيلا.
إن عدالة السماء لم تترك فاعلي جرائم القتل المنظمة أحراراً أبداً ولكم طالعتنا الأقدار على نهاياتهم المخزية!! .
بقي لنا أن نختتم حديثنا بالذي هو أشد وأخطر في عالم المتغطرسين وهم أولئك المصابون بجنون العلم والمعرفة – ولا شك بأنه أحمق الجنون- وذلك لأن المتغطرس بعلمه ومعارفه وعبقريته ربما يستطيع تخليق مكروباً أو فيروساً يقضي به على أممٍ وشعوب وربما وهو لا يملك من ردع ضمير الصالحين شيئاً أن يكون سبباً في فناء بني جنسه من البشر بوازع السيطرة والهيمنة على مقدرات الآخرين أو بوازع الأمن الإستراتيجي والمصالح العليا أو لتحقيق ربحٍٍٍ بغيض أو لأي سببٍ آخر – ولكنني أرى - في الغالب وهو أكبر الظن أن هذا المتغطرس بعلمه مسكيناً للغاية لأنه سوف يخطأ الحساب ويخونه التقدير - لا محالة - وسوف يصعق ويهلك لتوه في اكتشاف أحمق سعى حثيثاًًً إليه.
والمؤكد - أنه مع استمرار سفاهات المتغطرسين بعلومهم أن تؤدي اكتشافاتهم المدمرة هذه إلى كارثة مروعة يقضون بها على أطماعهم بل وحياتهم وحياة من حولهم جميعاً من بني البشر.
فهل تراهم بعد ذلك قد فازوا بقطيع الغنم وهل تراهم يستجيرون براعي القطيع وقد حصده الموت حصداًًًً!!.
نعوذ بك اللهم من ذئاب آخر الزمان ونعوذ بك اللهم أن نهلك بمخالب من لا قلوب ولا ضمير لهم وأنت يا مولانا خير الحافظين.
الخميس، فبراير 25، 2010
حلم مواطن عربي
محمد محمد علي جنيدي
أعترف بأنني مع الَّذين قالوا أنَّ العالم يحكمه قطب واحد وأقتنع بأنَّها الطَّامة الَّتي تقود العالم للهاوية، كما أعتقد أنَّ ظاهرة الإرهاب العالميَّة سببها الرئيسي هو غياب القطب الثَّاني، لأنَّ رد الفعل لا يمكن أن يختبىء ويخالف ناموس الطبيعة، إن هذا لن يحدث أبداً، فالصغير الَّذي تطوله أيادي الكبار ولا يجد من يحميه فهو دائماً ما يرى نفسه بين خيارين لا ثالث لهما – أحدهما – أن يتخلَّص من حياته ساعة اليأس على غرار عليَّ وعلى أعدائي ومن باب بيدي لا بيدي عمرو أو أن يكون - خياره الآخر – العمل تحت جنح الظَّلام لأنَّ النُّور حتماً سوف يُلقي به في قبضة من يستطيعون الفتك به.. أو هكذا يفكر دائماً ..
لذا أقول: أليس حريٌّ بنا أن نعمل حساب قانون لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوَّة ومضاد له في الاتجاه كما تعلمنا، كما أودُّ أخي القارىء أن تسمح لي بتوجيه كلمة في هذا الشَّأن للمتغطرسين الَّذين لجأوا إلى تلوين الحقائق وتحقير ردود الأفعال فأقول لهم يا أساتذة: والله لن يكون ردُّ الفعل إلَّا مساوٍ لأفعالكم مهما ضعف قدر صاحبه كما أنَّ هذا الأخير لا يمكن أن يخضع ويعيش طوعاً في جلبابكم وهو يحلم بالخلاص منكم أو ينتظر فيكم ساعة.. يا أساتذة : هل سمعتم أن الظُّلم قد أنجب محبَّة حقيقية وهو لم يلدْ إلّا سفاحاً ونفاقا.. وهل ورَّث اعتداؤكم يوماً ما تحت أيِّ مسمَّى أو مبرر أمناً وسلاماً لكم أو لنا وهو يأكلكم ويأكلنا كما تأكل النَّار الهشيم.
أعود إلى بعدٍ آخر ذي علاقة بموضوعنا وهو – بعد المصلحة – ولا شك بأنَّه القاطرة الَّتي تتحرك بها البشريَّة أُمما وأفراداً وأنَّنا جميعاً نركن إلى أين وكيف نصل إلى مصالحنا – هذه حقيقة – ولكنَّني أرى أن مشكلة المشاكل تكمن في رؤية أبعاد هذه المصالح الكثيرة والمتشابكة والمعقدة في كثيرٍ من الأمور ، فالَّذي يرى ويعتمد في تحقيق مصالحه على ( سياسة غطرسة القُّوة ) دون مراعاة مصالح الآخرين فهو قد ضمن لنفسه رد فعلٍ يعجل بانهيار جميع مصالحه ( على الأقل ) في المدى البعيد.. أليس كذالك ؟!
وهنا أودُّ أن أختتم مقالي بسؤال أطرحه على إدارة القطب الأعظم والأوحد الآن في هذا العالم والمتمثلة في إدارة سيادة الرئيس أوباما وأستسمحه السُّؤال فأنا لا أدَّعي البطولة كما أن لكلِّ مقامٍ مقال فأقول لسيادته: فخامة الرئيس وأنتم الأعظم قوة وعلماً وحضارة في هذا العالم الحائر، أودُّ لو أتساءل معكم، لماذا لا تَسْعَوْنَ إلى مُصالحة جادة وفاعلة بين العرب وإسرائيل على المستوى الشعبي يكون قوامها بناء الثِّقة بين الشَّعبين الجريحين وركائزها حوار الثَّقافات وفهم الواقع على أساس التَّعايش ونبذ الخلافات، نعلم جميعاً فخامة الرئيس أن رصيد التَّاريخ من أحداثٍ مؤسفة وقعت على الجانبين كانت ومازالت تُعمِّق أزمة الثِّقة بين الكيانين والَّتي نتطلع إلى زوالها ومازلت أستأذن فخامتكم بالسؤال: ألا تفكرون في أن تُساهم الشّعوب العربيَّة الشعب الإسرائيلي في رعاية مصالحكم بالمنطقة مساهمة طويلة الأمد تَتَّسِم بالصِّدق والشفافية، سيِّدي: إنَّ معادلة التَّعايش وحاجة الشَّعبين العربي والإسرائيلي إلى التَّطبيع الحقيقي أصبحت ملحة وضروريَّة وها نحن ننحاز إلى فهم واقعنا على أساس استحالة استمرار الحروب بالمنطقة إلى الأبد - ذلك - لأنه لا يتصوَّر أبداً أن يبيد طرف الطَّرف الآخر عن كاملة، هذا الفرض مستحيل وغير مقبول إنسانياً وأخلاقياً وعلى أي مستوى لكلِّ ذي عقلٍ سليم! ..
لهذا أرى وأنتهي إلى حقيقة أن قدر وواقع الحوار بين أطراف الأزمة أصبح مُلِحاً على الجميع وبالتَّالي فإنَّ خيار التَّطبيع أوشك أن يكون مفروضاً أكثر من أيِّ وقتٍ مضى لأنَّه مهما دارت بنا رحى الحروب سوف ينتهي بنا المطاف نحو فرض احترامه على الجميع - وهنا - فالسُّؤال يفرض نفسه على قوى الصِّراع، لماذا نترك الوقت يضيع بنا في حصد الخسائر فقط دون فائدة تُرجى.. وإلى متى نخطو إلى الخلف ونحن نستطيع أن نصنع شيئاً يُنقذ الأجيال القادمة!!
لا يبقى لي سيِّدي الرئيس في النِّهاية سوى أن أُأكدَّ مع فخامتكم على أهمِّية تتضافر جهود العالم في هذا الاتجاه وأنَّنا إذا ما أردنا لخيار التَّطبيع أن يُكتب له النَّجاح والاستمرار فلا مناص من مراعاة الثَّوابت الوطنيَّة أولاً وأخيراً ولا بديل عن التَّأكيد والسَّير قُدماً نحو محاولة استعادة الثِّقة المفقودة بين جميع أطراف النزاع وهكذا أرى سيِّدي الرَّئيس أنَّ بإمكانكم دائماً بل وتستطيعون بحنكتكم وثقلكم تفعيل دور الأُمم المتحدة بقدرٍ يدعو للتفاؤل ويراهن على إنماء الأمل لشعوب منطقتنا البائسة!
تستطيعون فخامة الرَّئيس فعل شيء ما يتناسب مع مقدراتكم وريادتكم – نعم – تستطيعون وضع الخطط والبرامج والسيناريوهات لتحقيق هذا الحلم الكبير - بل وتستطيعون- صياغة منظومة عمل كاملة يُساهم فيها علماء النَّفس والاجتماع ورجال الدِّين ورموز مجالس الشُّعوب لمراعاة البُعد الدِّيني والاجتماعي والإنساني ولضمان المباركة والمشاركة على المستوى الشعبي من الجانبين.
فخامة الرَّئيس: هذا قدركم وهذا رهانكم وأنا كمواطن عربي تغلبه الأُمنيات أقول لسيادتكم هاهي أحلامي أنثرها في فضاء بلدٍ أرجو أن يعيشَ مع كلِّ جيرانه في وطنٍ آمنٍ كبيرٍ
الأربعاء، فبراير 24، 2010
البعد قراري
محمد محمد على جنيدي
رَغْمَ عَذابي رَغْمَ مَراري
رَغْمَ بَقائِكَ في أسْراري
سَوْفَ أُلَمْلِمُ دَمْعَ حُرُوفِي
سَوْفَ يَكُونُ الْبُعْدَ قَرَارِي
صَحْوَةُ قَلْبِي الْيَوْمُ، لِأنِّي
بَعْدَ قَلِيلٍ مَوْلِدُ فَجْرِي
فَارْحَمْ دَمْعَكَ لا تَخْدَعْنِي
إنَّ حَنِيني شابَ وَصَبْرِي
تُدْرِكُ أنَّكَ كُنْتَ بِيَوْمٍ
كِدْتَ تُصادِرُ كُلَّ حَياتي
تَذْكُرُ لَوْعَةَ قَلْبِي الشَّاكِي
حِينَ غَرَسْتَ الْحُزْنَ بِذاتي
كَمْ بِالْبُعْدِ تَفَانَت رُوحي
فَتَمَلَّكَتَ شذا أنْفاسي!
كَمْ لِحَنِينٍ هاج بِقَلْبي
ثُمَّ تَعُودُ بِلا إحْساسِ !
كَمْ مِنْ لَيْلٍ كُنْتُ أُناجي
يَحْفَظُ هَذا النَّجْمُ كَلامي
عَلَّكَ مِنْ عَلْيائِكَ تَأْتي
تَشْهَدُ رُوحي بَيْنَ رُكامي
كُنْتُ أهِيمُ عَلَى أشْواقي
كُنْتُ أُحِبُّكَ مِنْ أعْماقي
ثُمَّ غَدَرْتَ بِلا أسْبابٍ
وَتَخَاصَمْتَ بِغَيْرِ شِقَاقِ
سَلْ لي قَلْبَكَ لَوْ يَصْدُقُني
هَلْ لِغَرَامِكَ مِنْ شَيْطَانِ؟!
كَيف تَعُودُ لِتُنْسِجَ وَهْماً
تُشْعِلَ نَاراً في أحْزَاني!
فَاخْرِجْ مِنْ أثْوابِكَ حُبِّي
وارْحَلْ عَنْ أعْتَابِ نَهاري
واسْكُبْ مُرَّ الْكَأسِ وَعَنِّي
سَوْف يَكُونُ الْبُعْدَ قَرَاري
اختيار من ديواني / واحة من الحب
الثلاثاء، فبراير 23، 2010
الدوام لله
محمد محمد علي جنيدي
جاني صاحبي بيعاتبني
قالّي مُش هتعزِّي فيها
قلتلو .. مين اللي ماتت؟
قالّي أحلى شيء ف. عمرك
وف. حياتي وف. حياتك
قلتلو مين اللي ماتت!
قالَّي لسّه مُش عارفها!!
دانت عايش في نعيمها وفي عذابها
وانت دايب في حروفها وفي زمانها
داحنا من خدَّامها يا بني
من هنا وضَّحلِي قصده
وابتديت اخد بيدُّه
بسِّ بردو
قلتلو مُش دي اللي ماتت
مين يقول الكلمه تفنى..
أو تموت ف.قلوب شريفه
لا يا صاحبي.. الكلمه عايشه
بسِّ هِرْبِتْ من حياتنا
أيوه هربت من حياتنا
لمّا تبقى الكلمه شايفه
النَّاس بتفخر بالخيانه
وامّا تبقى الكلمه شاهده
الذوق بيهرب م. الحنايا
وامّا نخلف في وعودها
ولّا نحرق في عهودها
لمّا تتجمَّع سيوفنا ف. يوم عليها
ونطاردها ف. كلِّ محفل ونعاديها
لمّا بنبدِّل حروفها
ولّا نسخر من جمالها
لمّا نار الحقد تحتل المدينه
وامّا أمّك ولّا أمِّي تموت حزينه
ليه هَتُصْبُر ع. اللي فينا!
ليه هَتِبقَى ف. يوم علينا!
ليه نبيعها وتشترينا!
لا يا صاحبي.. الكلمه عايشه
بسِّ هربت من حياتنا
أيوه هربت من حياتنا
بسِّ عارف أمته هربت من حياتنا
لمّا صدق الحبِّ هاجر من قلوبنا
والمعاني الحلوه غرقت باختيارنا
كان ضروري يكون طريقها
غير طريقنا
لمّا هَجْرِتْنا البلابل
وارتضينا البوم يغنِّي ف. المحافل
كان ضروري يكون طريقها
غير طريقنا
قل بصدقك يا صديقي
وانت حلمي ونور يقيني
هيّه لمّا الدُّنيا ع.المظلوم بتقسى
وامّا نبقى لكلِّ جاني بيت ومَرْسَى
تفتكر.. الكلمه ترضى تعيش مابنّا
تفتكر.. تفضل تدوق النّار
ونار البغض منّا
ليه هتُصبر ع. اللي فينا!
ليه هتبقَى ف. يوم علينا!
ليه نبيعها وتشترينا!
كان ضروري يكون طريقها
غير طريقنا
شوف يا صاحبي
لوعايزني اقبل تعازي أو أعزِّي
يلَّا بينا
كلّ يوم بتموت قلوبنا
والسَّبب منَّا وفينا
ألف آه من كلِّ قلبي
ألف آه من كلِّ قلبي
والدوام لله يا صاحبي
الدوام لله.
الجمعة، فبراير 19، 2010
يوسف الصديق
محمد محمد على جنيدي
لست من هواة متابعة المسلسلات التليفزيونية إلا ما ندر، هذه حقيقة - وسبحان الذي يجعلني أكمل متابعة حلقة واحدة لأي مسلسل مهما علت درجة الإقبال عليه، هذا ما يحدث معي باختصار - ولكن - لست أدري ما الذي حدث لي مع مسلسل ( يوسف الصديق ) وقد ذهب بعقلي وقلبي إلى درجة أنني كنت أتابع الحلقة الواحدة على عدة قنوات فضائية، لقد أصبح حرصي على مشاهدة حلقات هذا المسلسل الجبار هو في مقدمة اهتماماتي اليومية.
أرى أن العناية الفائقة لإخراج هذه التحفة الفنية على هذا النحو والتوفيق المدهش الذي لازم هذا العمل الفني رفيع المستوى كانا معاً هما العصا السحرية التي أحالت عدم العناية عندي إلى عشقٍ وغرام، ولست وحدي الذي ابتلي بهذا الغرام وقد جلسا المشاهد الإيراني والعربي معاً مهما حالت بينهما المسافات لينالا شرف مشاهدته، وإني لأقترح بهذه المناسبة على مسئولي هذا العمل الخارق أن يتم دبلجته إلى أهم لغات العالم بشرط أن يكون على نفس المستوى الذي صاحب دبلجته باللغة العربية، هذا إن أمكن لهم بالطبع.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا أليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) الآية 3 سورة يوسف، وإني لأعتقد بأن شهادة لله تعالى هكذا لهذه القصة بوصفها أحسن القصص يكمن في عظمتها سر جمال هذا المسلسل أيضاً ومعها هبوب نسائم النوايا الحسنة من أبطاله علينا والتي يلحظها كل ذي قلب سليم شاهد هذه الجوهرة الفريدة ثم ومعهما أيضاً الجهد الخارق والعناية الفائقة كما تقدم القول، كل هذه الأسباب اجتمعت لينال وسام التوفيق من رب عظيم قال لحق هذه الرواية بأنها بالفعل أحسن القصص.
أرى في هذا العمل الشامخ أن بوسعه توحيد القلوب وأن باستطاعته محاصرة اختلافات الشعوب فهو من هو وهو يجسد قصة من وهب شطر الجمال يوسف الصديق عليه السلام، ولأنني أتحدث عن الجمال الذي أرساه الله رب العالمين في هذا النبي الكريم شكلاً ومضموناً فإنه بإمكان كل ذي عقل رشيد وصدر سليم أن يتنسم من قصته الخالدة رحيق كل فضيلة خلق كريم يدعونا الخالق العظيم أن نتحلى بها.
بقي لي التحدث مع أبطال هذا العمل اللذين حفروا بحروفٍ من نورٍ أسمائهم في لوحة الزمن الخالد فأقول لهم لا أشك أبداً في جمال أخلاقكم ورقة قلوبكم ورجاحة عقولكم وطيب نواياكم في دعواكم للدين والأخلاق معاً وإلا فكيف لنا نفسر توفيق الله لكم في كل مشهدٍٍٍ أخرجتموه لنا، لقد حرصت على مشاهدة صوركم الطبيعية للتعرف على هيئتكم على طبيعتها من خلال الإنترنت فصار إعجابي بكم أكبر فمظهركم جميعاً رجالاً ونساءً يدعونا وكل من يراكم إلى الإعجاب والتأسي بكم، ومن هنا أدعوكم ( أيها الأبطال ) إلى المزيد من هذا المنهل فكم نحن ظمأى أليه بل والعالم كله الآن وقد أصبح في أمس الحاجة إلى من يقبل عليه بظلال الصالحين ومدد أهل الهداية والبر أمثالكم، فبارك الله لكم وفيكم وجعلكم أعظم فناني العالم كما أراكم خير دعاة دينٍ وخلق.
السبت، يناير 30، 2010
الوســـــيلة
محمد محمد علي جنيدي
قُمْ يا فُؤادِي وارْوِنِي خَيْرَ الرِّضَـاء
وارْجُ الْإلَهَ تَرَاحُمـاً مِـلءَ الْفَضَـاء
واعْزِمْ إلَى مَلِـكِ الْمُلُـوكِ مُهَاجِـراً
تَصْفُ لِرَبِّ الْكَوْنِ في صَمْتِ الْمَسَاء
وانْظُـرْ إلَـى آيَـاتِ رَبِّـكَ عَلَّنَـا
نَلْقَ نَسَائِـمَ عَفْـوِهِ عِنْـدَ الدُّعَـاء
وارْجُ الثَّبَـاتَ دَعَائِمـاً قَـلَّ الَّـذِي
أرْسَى قَوَاعِدَ دِينِـهِ صِـدْقَ الْـوَلاء
والْخَيْرُ أنْ يَخْتَارَ رَبِّـي، فَارْتَـضِ
إنَّ الْمَشِيئَةَ عِنْـدَهُ حُكْـمُ الْقَضَـاء
فاصْبِـرْ لِأمْـرِ اللهِ فـي أقْــدَارِهِ
تَحْظَ فَضَائِلَ وَصْلِهِ عِنْـدَ الرِّضَـاء
طَـوْقُ الْحَيَـاةِ أمَـانَـةٌ بِرِقَابِِِـنَـا
قَدْ خَابَ مَنْ أفْنَى الْحَيَاةَ عَلَى هَبَـاء
هَـلَّا لِرُوحِـي إنْ تَرَكْـتَ عَنَانَهَـا
تَسْرِي بِنَا الْعَلْيَاءُ كَوْكَبَـةَ السَّمَـاء
يَا رَبِّ إنِّـي كَـمْ وُهِمْـتُ بِرَغْبَـةٍ
وَوَهَبْتُ حُلْمِي مَـنْ تَدَانَـتْ لِلْفَنَـاء
ونَسَجْتُ دَمْعِي صَوْبَ أحْـلامٍ سُـدًى
ورَأيْتُ خَيْرَ الْذِّكْرِ في صِدْقِ الْبُكَـاء
لَوْلَاكَ أنْتَ مَـا جَـرَى دَمْـعٌ ومَـا
رُوحَاً رَأيْنَاهَا تُحَلِّقُ فـي اصْطِفَـاء
لَوْلَاكَ مـا هُـدْيَ الْجَنِيـنُ لِمَطْعَـمٍ
يا وَاهِبَ الْخَيْراتِ وَعْداً في السَّمَـاء
لَوْلَاكَ ما أبْقَيْـتَ نَجْمَـاً فـي سَمَـا
يَرْنُو إلَيْكَ مُسَبِّحـاً وعَلَـى رِضَـاء
لَـوْلَاكَ لا بَـرِأ النَّسِيـمُ ولَا شـدا
طَيْرٌ ولَا دِفءٌ رَعَانَـا فـي شِتَـاء
لَوْلَاكَ عَيْنـي مـا رَأتْ إلَّا الدُّجَـى
ولَقَدْ رَأيْنَا الْبَدْرَ يَسْـرِي بِالضِّيَـاء
يَا رَبِّ كَـمْ أوْدَعْـتَ قَلْبِـي تَوْبَـةً
وَبَصَرْتُ عَفْوَكَ في رِضَاكَ وفي الْبَلاء
وعَثَرْتُ سَيْرِي في الْحَيَـاةِ كَأنَّنِـي
أسْرِي وَحِيداً فـي مَوَاكِـبِ أقْوِيَـاء
يَا رَبِّ هَبْ لِي مِـنْ لَدُنْـكَ وَسِيلَـةً
أدْعُو بِهَـا حِيـنَ التَّألُّـمِ لِلشِّفَـاء
كَنْـزُ الْكُنُـوزِ مُحَمَّـدٌ فـي ذِكْـرِهِ
نُورُ الْوَسِيلَـةِ والْهُـدَى والإحْتِمَـاء
فَارْفِقْ بِعَبْدٍ قَدْ تَهَالَكَ فـي الْـوَرَى
ضَعْفاً وَهَمّاً قَدْ عَـلَاهُ فـي اسْتِيَـاء
يَا لَيْتَ دَمْعِـي كَـان سُقْيـاً شَافِيـاً
مَا أحْوَجَ الظَّمْأى إلَى حَبَّـاتِ مَـاء
يَـا رَبِّ إنِّـي قَـدْ أتَيْتُـكَ رَاجِيـاً
فَبِعِزِّكَ اهْـدِ تَوْبَتِـي رُكْـنَ النَّجَـاء
وإلَى الْفَقِيـرِ إلَيْـكَ فَالْـقِ بِنَظْـرَةٍ
والْعَفْوُ مِنْـكَ هَدِيَّـةٌ بَعْـدَ الشَّقَـاء
واحْفَظْ بِحُـبِّ مُحَمَّـدٍ قَلْبِـي الَّـذِي
صَلَّى عَلَيْه كَمَا أمَرْتَ وَفـي وَفَـاء
الجمعة، يناير 22، 2010
التطرف وقانون نيوتن
محمد محمد على جنيدي
يعد التعصب للرأي هو البلدوزر الذي يقوض بناء أي أمة مهما كانت صلابتها أو تقدمها فهو الدوامة التي تجتذب المتشدد إلى أسفل سافلين وباستطاعة أي مصنف أو مواطن عاقل على أي رقعة بالعالم الحكم على تقدم أو تخلف أي أمة من خلال مدى تفهم ووعي وديمقراطية أبنائها ونظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغير ذلك من النظم التي ترسي وتنظم حركة الحياة فيها أو من مدى تشدد وجمود وديكتاتورية أفرادها وأنظمتها المختلفة، وعندما يُعرَّف التعصب على أنه عدم الاعتراف بآراء الآخرين فإن التشدد هو أقصى درجات التعصب لأنه بمثابة الوقود الذي يحيل عدم الاعتراف بالرأي الآخر إلى محاربة واعتقال واستباحة معتقدات وأفكار الآخرين وربما تصفيتهم لضمان الإحكام والسيطرة.
هكذا نرى إن التشدد باعتباره إلزام وقهر أصحاب الرأي الآخر بمفاهيم ومقاصد محددة يكون في غير محله أو موضعه لأنه في النهاية سيسقطنا في هاوية الهدم والتخريب والضلالة عن سواء السبيل.. ولعلنا نشهد هذا المعنى في محكم التنزيل.. حيث يقول الله تعالى ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ )) (سورة المائدة/77)
ويقول سبحانه في آية أخرى((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (سورة البقرة/143)
وهكذا نرى أن الإسلام وسائر الأديان السماوية تُنفِّر أشد النفور من التعصب والغلو والتشدد.
ولكن الأجدر لنا في هذا الموضع أن نناقش ماهية الأسباب التي تنشط فيها حالات التعصب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر وماهية الدواعي التي تدفع جماعات على تبني ( جمود الفهم ) كسياسة عامة لهم بالقدر الذي لا يسمح لهم معه برؤية مفاهيم وأراء الآخرين!!.
هنا يكمن بيت القصيد- ولعلنا نجد في قانون نيوتن الثالث الإجابة الشافية لهذه التساؤلات..
فمن المعروف أن هذا القانون لنيوتن هو أحد قوانين الحركة.. حيث يعرف منطوقة بأن (لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه يعملان في نفس الخط )
يُعني القانون أن لكل فعل قوة مقاومة لقوة الفعل.. ومن هنا- يجب علينا عدم الاستهانة بردود الأفعال والترويج لتحقير أثارها.. لأنه لولا وجود رد الفعل المنطقي لما احتاج الأمر لوجود الفعل ذاته.. هذا التدافع هو الميزان الذي أقام الله عليه الذرة والمجرة لا ينكره إلا جاهل..
إذاً بحسب قوة الفعل تنشأ قوة رد الفعل فإذا كان الفعل حاداً يأتي له رد فعلٍ حاد مساوٍ ومضاد له في مضمونه.
ولعلنا نسمع مسميات كثيرة لا حصر لها عن الجماعات المتطرفة، فهذه جماعات مناوئة للحكومة الفيدرالية، وهذه الجماعات اليمينية المتطرفة،وهذه الجماعات اليسارية المتطرفة وهذه جماعة التكفير والهجرة وهكذا.. ولكن - يبقى الأهم دائماً هو دراسة الأسباب التي أدت لوجود جماعات تتبنى العنف كوسيلة دفع ومقاومة أو لترسيخ مفاهيمها ومعتقداتها هذا ما يعنينا في هذا المقام.
فلو أنه اعتدى نظام على آخر - مثلاً - بوازع المصلحة التي يتحرك العالم في فلكها وتم هذا الاعتداء تحت أي سيناريو أو مبرر ومهما استخدم هذا النظام أو حلفائه آلتهم الإعلامية الجبارة لترسيخ مبررات الاعتداء تحت أي مسمى في كيان المعتدى عليهم أو لخداع الرأي العام لديهم فإن هذا لا يمنع أبداً من وجود رد فعل يتناسب مع حجم وكيفية الاعتداء ويظل مُفعَّلاً طالما أن الاعتداء قائماً هكذا نفهم التدافع في قانون نيوتن.
ولعلنا نفسر أيضاً من روح ومضمون هذا القانون كيف تنشأ صراعاتنا عندما تُصادر حرياتنا وكيف يُكال إلينا بمكيالين عندما نكيل بمثليهما للآخرين!
وكيف ينفجر بالون في وجوهنا عندما نضغط عليه بمنتهى القوة.. وكذلك يمكننا تفسير واقع الحكمة التي تقول ( إن الكبت يولد الانفجار )، هذا الكبت الذي إن فرض على أي أمة فلابد أن يشعل فتيل ثوراتها..
قانون نيوتن لا يجامل أحداً وهو لا يُخطأ أبداً..
إذاً من أين نبدأ لنصحح أوضاعنا!!..أعتقد بأنه للإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرَّف على دوافع الفاعل أولاً ثم نقوم بتقويم وتهذيب ما سوف يصدر عنه من فعل بحيث نضمن من الآخرين رد فعلٍ آمن وإلا فليس على أي معتدي أو من يُحيك المكائد للغير سوى أن يتحمل جرار مكائده
ويا لحكمة ووقار أبيات الشاعر الكبير نزار القباني وهو ينشد:
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها
الأربعاء، يناير 06، 2010
معذرة.. أبا بكر
محمد محمد على جنيدي
أبَـو بَكْـرٍ وَمِـنْ قِـدَمِ شَقِيـقُ الصِّـدْقِ والسَّلَـمِ
جَمِيلُ الرُّوحِ مَوْصُولٌ بِحُسْنِ الطَّبْعِ والشِّيَمِ
أبَـوُ بَكْـرٍ رَفِـيـقُ الأحْـمَـدِ الْمَبْـعُـوثِ بِالْقِـيَـمِ
هُوَ الصِّدِّيِقُ فِي الضَّيْمِ وحِينَ الشَّـكِ والتُّهَـمِ
مَقُـولَـتُـهُ أُصَـدِّقُــهُ مَـتَــى قَـــالَ بِـــلا قَـسَــمِ
نُـرَدِّدُهَـا بِـنُـورِ الفَـهْـمِ لِـلإسْـرَاءِ فِــي سَـلَـمِ
سَخِيُّ الْقَلْـبِ ذُو فَضْـلٍ بَهِـيُّ النَّفْـسِ بِالْكَـرَمِ
كَشَمْسٍ تُرْسِلُ الْخَيْرَاتِ بالإشْـرَاقِ والرُّحَـمِ
بَذَلْـتَ الْمَـالَ مَرْضَـاةً لِـرَّبِّ الْحِـلِّ والْـحَـرَمِ
وبِالْـقُـرْآنِ مَـذْكُـورٌ بِـغَـارِ الـنُّـورِ والْعِـصَـمِ
كَفَاكَ رِضاً مِنَ الْبَارِي وصُحْبَةُ هَادِي الأُمَمِ
فلا بالْفَضْلِ يَدْنُو مِنْـكَ أهْـلُ الْفَخْـرِ والْعِظَـمِ
دُعِيـتَ بخَيْـرِ مُتَّبِـعٍ لِخَـيْـرِ الْخَـلْـقِ والنَّـسَـمِ
فَمُـدَّ النُّـورُ بالإخْـلاصِ ذا يَكْفِيـكَ مِـنْ نِـعَـمِ
ذَكَرْتُكَ فِي أسَـى نَفْسِـي لِجُـرْحٍ غَيْـرِ مُلْتَئَـمِ
لِإسْــلامٍِ نُعَـانِـدُهُ فَأضْـحَـى الْـقَـوْمُ فِــي نَــدَمِ
نَسَيْـنَـاهُ فأغْرَقَـنـا شَـقِـيُّ الْقَـلْـبِ فِــي النِّـقَـمِ
هَـجَـرْنَـاهُ فَـأمْـطَـرَنَـا عَــــدُوُّ اللهِ بِـالْـحِـمَـمِ
أتَـى كَالنَّـارِ تَحْصِدُنَـا وكَالْبُرْكَـانِ مِـنْ قِـمَـمِ
فَنَحْن الْقَصْعَةُ الْكُبْرَى ومَطْمَعُ كُلِّ ذِي سَقَـمِ
أيَـادِي الْحِقْـدِ تَأْكُلُنَـا نَهَـاراً لَيْـسَ فِـي الظُّلَـمِ
فَيَـا حُـبَّ الْحَبِيـبِ لِـذا ذَكَرْتُـكَ غَـيْـرَ مُلْتَـثَـمِ
أُقَــدِّمُ ألْــفَ مَـعْـذِرَةٍ لِــرَبِّ الْـكَـوْنِ والنَّـسَـمِ
وأبْكِـي مِـلءَ أجْفَانِـي لِهَـذَا الْجُـرْحِ وَالْغَـمَـمِ
فَــرُبَّ الـدَّمْـعِ يَمْنَحُـنَـا مَـتَــابَ اللهِ والْـهِـمَـمِ
وَرُبَّ الدَّمْعِ يَعْصِمُنَـا بِحَبْـلِ اللهِ ذِي الْعِصَـمِ
سَألْتُـكَ رَبِّ تَجْمَعُنَـا عَلَـى الإيمَـانِ والْحِكَـمِ
وتَعْفُـو إنَّـكَ الرَّحْمَـنُ ذُو الإحْسَـانِ والْـكَـرَمِ
الاثنين، ديسمبر 21، 2009
مُضِيفَةُ التِّرْحَالِ
محمد محمد علي جنيدي
فَــوْق الْغُـيُـومِ جَمِـيـلَـة ٌ
تَضْـوِي مَشَاعِـرَ قِصَّتِـي
مَــا إنْ رَأيْــتُ صَفَـاءَهَـا
يُـحْـيِـي رُقَـــادَ مَــوَدَّتِــي
إلَّا وََسَــــاد مَـشَــاعِــرِي
لَـحْـنُ الْـغَـرَامِ بِنَـشْـوَتِـي
وَكَـأنَّـمــا كَــــان الْـلُـقَــا
بَيْـنَ النُّـجُـومِ مُضِيفَـتِـي
تَـهْـفُـو كَـــأنَّ بِوَجْـهِـهَـا
نُـــوراً تَـمَـلَّـكَ نَـظْـرَتِــي
نَـظَـرَتْ إلَـــيَّ فَـأسْـعَـدَتْ
قَـلْـبــاً تَـنَـهَّــدَ وِحْــدَتِــي
وَدَنَــتْ بِـعِـطْـرِ مَقَـامِـهَـا
فَشَمَمْـتُ عِبْـقَ سَكِينَـتِـي
مَالَتْ عَلَى الرُّوحِ ارْتَوتْْ
شـوقـاً بِـكَـأسِ سَعَـادَتِـي
ألْـقَــتْ عَـلَــيَّ سَـمَـاحَــةً
فَأقَـمْـتُ عُــرْسَ مَـوَدَّتِـي
وَبِــرِقْــةٍ طَــافَــتْ بِــنَـــا
فَـغَـزَتْ جَـوَامِـعَ لَهْفَـتِـي
يَـا نِسْـمَـةً تَجْـلُـو الْقُـلُـو
بَ وبَـسْـمَـةً لِصَـبَـابَـتِـي
مَــا عِـشْـتُ قَـبْـلَ لِقَائـنَـا
إلَّا بِـــآهَـــةِ وِحْـــدَتِــــي
واللهِ مَـا أهْــدَى الـهَـوَى
إلَّا دُمُـــــوعَ وِسَــادَتِـــي
قُـولِــي لَـدَيْــكِ مَـشَـاعِـرٌ
نَحْـوِي فَتَـهْـدَأُ حَيْـرَتِـي؟
مَــا إنْ سَمِـعْـتُ حَنِينَـهَـا
يَـشْـدُو يُجِـيـبُ إشَـارَتِـي
قَدْ هَالَنِـي هَمْـسُ الرِّضَـا
أُنْـسـاً بِـوَاحَـةِ مُهْـجَـتِـي
وَقَـفَـزْتُ أُعْـلِــي بَـهْـجَـةً
أُهْـدِي الْوُجُـودَ بِفَرْحَـتِـي
لَــكِــنْ بِـعَـوْدَتِـنَـا إلَـــــى
مَــاسِ الـثَّــرَى رَأيْـتُـنِـي
أرْوِي لِمَـنْ كَانُـوا مَـعِـي
حُـلْـمَ الْـوِئَــامِ بِرِحْـلَـتِـي
فَتَـغَـامَـزَوُا وَتَـهَـامَـسُـوا
ضَحِكُوا لِحُسْنِ سَجِيَّتِـي!
قَــالُــوا كَــذَلِــكَ أنَّــهُـــم
عَاشُـوا مَثِيـلَ حِكَايَتِـي!!
الخميس، نوفمبر 26، 2009
مثلث بغير قاعدة
محمد محمد على جنيدي
عندما يطبق الفقر ويجهز على أنفاس أمة فهو أمر مهين لا شك فيه - ولكن - ربما تجد في ثقافة أبنائها واتساع مداركهم ملاذاً أو طوق نجاة يأخذ بيدها من غرقها فينعش آمالها في إعادة البناء من جديد - ولكن أيضاً - سوف يكون الأمر أكثر خيبة وتعاسة إذا ما كان السواد الأعظم من شباب هذه الأمة قد انصرفوا عن علمائها ورموزها وانحصرت اهتماماتهم في توافه الأمور وصغائرها, فلا رغبة في علم, ولا سعي وراء معرفة, ولا تواصل بين أجيال - هنا - يحق لأي مهتم بقضايا هذه الأمة أن يتنبأ بسقوطها بين ليلة وضحاها هذا من جهة..
ولكنني أتساءل من جهةٍ أخرى عن تصور أحوال هذه الأمة إذا ما أطبقت عليها الأمراض الفتاكة من كل صوب وهي الفقيرة المعدمة المتخلفة عن القوافل الحضارية المحيطة بها ولعياذ بالله.
وهنا يكمن- بيت القصيد - ذلك لأن أي متابع لقضايا ومقدرات هذه الأمة التعسة يستطيع بغير جهد يذكر أن يجزم بتوقع سقوطها فوراً.
هذا هو الذي يقولوا عنه ويسمونه - بمثلث الرعب – والذي يتشكل محيطه من قاعدة الفقر وضلعي المرض والجهل، وكلنا يعرف كم قامت من أجل تفاديه أو القضاء عليه ثورات العديد من الأمم.
وعلى الرغم من وجود أسقف كثيرة تضغط علينا والمتمثلة في التوجهات الإعلامية التي توحي برقي النظم التعليمية وتعددها وتعلن دائماً عن وفرة المشاريع الاستثمارية وتنوعها وتروج من جانب آخر عن منظومة صحية عالمية فاعلة نمضي قدماً نحو تحقيقها!!.. على الرغم من كل هذا إلا أن - الحقيقة الساطعة - دائماً أن المواطن في بلادنا لا يشعر بمصداقية كل ما تسلط عليه الأضواء ويعلم جيداً كل ما يلامس الواقع كما يعلم كل ما يحاول أن يخفيه الزيف الصارخ.
ولإحقاق الحق ومن أجل خلق حلولاً عملية لأهم قضايا الأمة فلنعترف بالإخفاقات المتكررة في منظومة الرعاية الصحية ويكفي أن نعلم أن الكثير من مرضانا ربما يفتك بهم المرض وهم في طريق الحصول على دوائهم، ولننظر أيضاً بعين الواقع إلى شبابنا وهم يملأون المقاهي والملاهي والطرقات بغير عمل جاد ومثمر يفي بالحد الأدنى من متطلبات حياتهم اليومية! ولنسأل أنفسنا عن أبنائنا الطلبة كيف يستوعب الواحد منهم دروسه وينتفع من مناهجه الدراسية وهو قابع في فصل أشبه بمعلب التونة أو السردين
إن رؤية الخطأ بحجمه الطبيعي واختيار البديل الأمثل لمواجهته لهو أقصر الطرق نحو تصحيحه
وإنني أعتقد أن الحل المنهجي لمعظم قضايا أمتنا نجده في الضغط على قاعدة مثلث الرعب السالف ذكره والذي يتمثل في ضلع الفقر وأتصور عن يقين مدروس أن - من هنا - نستطيع الإفلات من ضلعي المثلث الآخرين وقد سبق تمثيلهما بالمرض والجهل
لا ريب - أن مثلثاً كهذا بغير قاعدة نستطيع الهروب منه سيكون أفضل حالاً من أن تطبق علينا أضلاعه الثلاثة في آنٍ واحد
ولكن – كيما يكتب لأفكارنا النجاح ونصبح أمة أكثر تفاؤلاً ونبدأ مسيرة الإصلاح بحزمٍ وفاعلية .. يبقى لنا أن نسأل القادرين عمن يشارك الفقراء همومهم وكأنه منهم!!
أرى أنه السؤال الأكثر حيوية في موضوعنا وأدعو كل من صلحت نواياه من الأغنياء وكل ذي سعةٍ وفضل أن يشاركنا الإجابة على تساؤلنا إذا أراد بأمته وبنفسه خيراً.