‏إظهار الرسائل ذات التسميات مريم الراوي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مريم الراوي. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، مارس 16، 2010

يا مسيح يا فادي

مريم الراوي
وحيداً حاملاً حجرا
عند ابواب المدينة وفي قلبها
ينبض كفه كرامة ليموت ندا
وعلى جبينه تاج الشوك
يقطر دما
ونحن لانزال في عتم السؤال
لم نهتدي معنى الحياة!!

لي رفيق هناك
على أعشاب السحاب ينام
ويصحو مقلاعاً، كوفية
حين يصرخ الوطن

هناك في الشوارع المكتظة بالغضب
يجئ الفارس بقلب من لهب
هناك من خلل الزيتون الرابض
على تلال الذاكرة
يطل بوجهه الأسمر
يمحو أحزاننا
يقتل أوجاعنا
يأخذنا جميعاً
الى حيث نلتقي والموت جهارا

نخشى عليه من رصاصات العدا
فيحمينا بروحه
يصنع من عينيه سورا
ومن يديه قبابا
ومن صوته أجراسا
ومن جبهته ميدانا
ونعدو خلفه بعيوننا
بأحلامنا
ننشد لأجله أحلى الأغنيات
نرقص الدبكة ونلبس عناقيد الليمون
عله يصبح طيرا اخضرا
نجما في السما


هناك في القدس لي رفيق
يعشق الوطن الجريح
يشدو بلحن الرجوع
يغني للحرية
يثور للأرض والإنسان

هناك في القدس لي صديق
هو أخر ماتبقى من الكرامة العربية
أمام عدسات الكامرات
إقتادوه
قيدوه
اوسعوه ركلاً
وإختفى في "الجيب"
وغاب

ومن بين الجموع ظهر
كان يسكن ملامح الرجال
أحلام الصبية
أمل الزيتون
نهض من جديد
حاملا حجر
عاد من جديد
رفيق القمر
يده المشبوحه الداميه
حره تطير في سماء المدينة الباكية

أيها المسيح العائد الينا
إحمل عيوننا
ناراً
جمراً إن شئت
وإقذفها بوجه الظالمينا

نحن لانزال نسير في درب الألام
وزدنا كثيراً
من بغداد يامسيح
جئت اليك
ألبس الشوك في معصمي
اوجاعك ورثتها منذ زمنِ
يامسيح
يافادي الأرض
إنزع أكفان الموتى
أبرأ الصامتين من صمتهم
إشف قومي من خوفهم
يامسيح
يامسيح
بحق الدرب العسير
بحق الجرح الأليم
بحق الصليب
إشفع لنا
خذ بأيدينا الى مدن الشمس
حررنا

في القدس لي هناك رفيق
وحيداً الا من حجر
و كوفيه
وقلباً نبيل
ونحن صامتون
يامسيح
ونحن غائبون
يامسيح
نراه في دوامة الموت يواكح الغريب
ينادينا ولا من مجيب
يامسيح
لي رفيق هناك
عربي، عيونه سمراء
يشبهني كثيراً، وأعشقه
ومديني بغداد تأن
يامسيح
ونربط جراحنا
ونصرخ وحدنا
ننادي اولادنا
ويرجع الصدى
محمل بالفجيعة
بوجوه بلا ملامح
بأشعار بلا كلمات
بأغاني مبتورة الأصوات

من جديد يامسيح
نحمل الصليب
ونسير في الدرب الأليم
بلا معين
من جديد
نكسر سهام الرياح
نحيل احجار البيت سلاح

ومن جديد يامسيح
يخذلنا إخوتنا
يهدون لنا
دموعهم
دعائهم
سلة مهترئة لا غيرها

يامسيح
يافادي
إحمل القدس الحبيب
صليباً لعشقك
إلهاً لجرحك

يامسيح
يافادي
إحمل بغداد الجميلة
وشماً على الجبين
وفي كفيك حرزاً
ازرقاً كالبحر الحزين

يامسيح
وإرأف برفيقي هناك
وحيداً
أمام جيوش الغريب
رصاصاً لايصيب سوى القلب
وزناداً لايطلق حقده إلا على الحبيب

الاثنين، ديسمبر 14، 2009

أينك ياجلجامش؟

مريم الراوي

محموماً ممزق الجانب، محروق الوجه، انكيدو.. نهض من تحت ألأنقاض يسأل الرؤوس المقطوعة، يشم نزيف الأجساد المعذبة، في مكب النفايات، تحت الجسر، امام البيت، على قارعة الطرقات.. "أينك جلجامش"؟!
يزحف على ركبتيه، يستقصي آثار الدم، فيتوه بأنهار منها، يتوقف عن البحث مرغماً، الكل ينزف، والجمع صامت!!
تشابكت وتشابهت الدماء، والضحايا هم ذات الضحايا منذ سبع سنوات، يطلق أنكيدو بصره للأفق لايرى سوى الدخان والأشلاء، يعود بذاكرته الى هناك حيث ميدان الفردوس، حين إصطفت دبابات غريبة، يعتليها جنود لايشبهوننا، ويسأل إن كنا نتوقع غير هذا الدم والموت بمجيئهم؟!
يضحك بهيستيريا مشيراً الى رجل يخرج من سيارة وخلفه ألف كلب، يتعجب من الخواتم ومن كمية الملابس التي يرتديها والأقمشة التي يضعها على رأسه، فيلحق به أنكيدو: "ماذا تحاول أن تخفي أيها الماكر؟ وحدهم اللصوص من يحبون التنكر"!!.
لايجيبه أحد، لانهم ببساطة لايفقهون كلام النبلاء..
ترك أنكيدو شوارع الموت ذاهباً صوب "الجندي المجهول"، وأمام مقام الكرام، بكى وسأل عنك ياجلجامش..
آآه، ياوطني المتعب، أنكيدو لم يعرفك وهو يشرب من دجلة عينيك، ويتوضئ من فرات قلبك..
ياوطني ياصومعة المظلومين، أنكيدو لم يعرفك وهو يجلس تحت فئ نخيل جبهتك العظيمة!!
في السوق يمشي أنكيدو، عند الكنيسة يغفو ليستيقظ تحت قبة الجامع الكبير، غريباً، يتيماً.. إنه أنكيدو، رفيقك ياوطني..
"أنكيدو ماعاد جميلاً،أنكيدو ماعاد سعيداً؛
حزيناً ، متعباً ، هذا انا..
عدت لأجلك ،فلم أجدك، وجدتني أمام الموت والدم، فأينك أنت؟
ياجلجامش؛
لاظل لي بعدك.. رأسي أحملها على كفي، قلبي مرمي في "الطب العدلي" يوم إقتادوه الى مقبرة الشهداء بتهمة عشقك ياجلجامش..
صديقي ورفيقي؛
من تكون ليظلمني العالم لأني أحبك؟! ماتكون ليقتلني الغرباء لعراقيتي ؟ ومتى تعود لأعود؟!
ياملك سومر وأكد، وإني أعلم الآن إنك أجمل ماتكون حين تلعب معي لعبة الإختباء الطويل، وأدرك ملياً الأن إن نصفك البشري خدعة وما أنت سوى إله كامل، منك كنا وإليك المصير..
جلجامش أيها العزيز؛
منذ سبع سنوات وأنا أصارع وجع الوحدة وأتجرع الألم وحيداً، أسأل السماء عن ظلك، أصغي للعصافير علك أخبرتها سراً لتوصله الي، ماأبقيت شمالا ولاجنوبا لاشرقا ولاغربا الا وولجت بيوتاته المتشحه بالسواد، علك تكون هناك تعزيهم وتبكي معهم، لكنك صامت ياجلجامش، لم تحادث الرياح عن جنون المغول، لم تصرخ بوجه أبنائك وهم يهرولون الى السراب؟! هل إستشهدت الكلمات ، على قارعة الدرب المفخخ والمحشو بالأشلاء الساخنة؟ هل غابت الشموس التي كانت تنتظر أن يشرق وجهك لتضئ نهاراتنا الدامية وتبدد حزننا الطازج؟
وأنت تعلم أيها النبيل؛
إن خمبابا لايعمر،
وإن صمودنا سوف يثمر،
وإن اوجاعنا سوف تزهر،
جوري وقداح وأكثر
ياجلجامش كما علمتنا، فلا تصمت ولاترحل"

الاثنين، نوفمبر 16، 2009

لإئتلافات الشحاذين، الف بصقة

مريم الراوي
وملح الصبر ينزف من عمر ضائع، على وطن ملقى مابين الأشواك، وممدد على أكف الغرباء ؟! إنــه العراق...
يقال انه لكثرة الإختلافات في المجتمع نواح ايجابية، منها جعل المجتمع متحرك لاثابت، مبدع لا تابع. ويقال ايضاً ان الإتفاق في الكلمة والرأي والموقف له نواح سلبية منها هدم المجتمع والحاق الضرر به.. ومن الواضح ان هذا ينطبق تمام الإنطباق على مايحصل في العراق... فمع أخذ الإعتبار ان الإتفاق في الكلمة والرأي ليس نابعاً في الحقيقه لإحداث أي تغيير جذري من أجل الشعب، ولاهو قائم على مبادئ وطنية سامية، منبثقة من الإيمان الراسخ بوجوب تحرير وطن، وحرية مواطن. ولكنه في الواقع محض اتفاق في الكلمة وفي الموقف من أجل مصالح حزبية لاترتق أبداً الى عتبات الوطن الجريح، ولا تسمو لتخفيف الوجع عن المواطن العراقي، لا من بعيد ولا من قريب. و ما هي سوى محاولة ساذجة لتلميع الوجوه الممسوخة، بإئتلافات زادت من قبح الوجوه وأبرزت دونية المئتلفين، وأكدت على خصلة الشحاذة المتأصلة في سلوكياتهم وتصرفاتهم.. خصوصاً إن وضعنا في الإعتبار ان مايسمى الحكومة، ماهي سوى "محكومة لاتتمتع بالشرعية، ولا يمكن لها ان تنال هذا الشرعية بالتقادم". فأي إنسان واعِ يدرك بأن من جاء حاملاً الدبابة على ظهره، لايمكن له أن يعيد بناء شارع دنسه بسطال امريكي.. كما لايمكن لأي عاقل أن يصدق ، واشياً كاذباً إدعى على وطنه زوراً بإمتلاك أسلحة دمار شامل، ونوايا سيئة مبيتة للجيران( ولاادري عن اي جار يقصد وعلى اي الجيران قلبه متفحم"ايران ام اسرائيل"، يمكن له أن يشيد جدار وسقف واحد يأوي المهجرين من جراء القصف الامريكي او من فعل ميليشيات منظمة ومدعومة من قبل هؤلاء السوداء قلوبهم كما اياديهم!!
و بعد مايقارب سبع سنوات، لازال الحديث يلف الشارع العراقي عن الإنتخابات، وعن التحالفات وعن "اللغافة" ومن هو الاقل حقداً وسماً بينهم!! "ولاادري كيف للثعبان أن يكون سمه رحيماً"!! كما لازال الحديث قائم عن اللصوص ببدلات أنيقة وربطات عنق حريرية، وعمائم سوداء واخرى بيضاء، "والرب وحده يعلم كم من شيطان يرقص تحت لحاهم، إن لم يكونوا هم الشياطين" .
وبما أن إحدى صفات الشخصية العراقية هي الذكاء والحزن على حد سواء، فهنا على الباحث عن الحقيقة والمتحير من أمر هذا الشعب أن يقف مطولاً، امام هذا الكم الهائل من التناقضات، فلا نحن نريد ان نرسم حياة بمبي ولاشخصية سوبرمان، تملك من الكمال مايفوق التصور والخيال الإنساني..كل مانريده، وجل مانبحث عنه هوصوت الفرد العراقي الحقيقي. صوت إمرأة فقدت أبنائها، صوت شيخ مزقت حنجرته حين الآذان، صوت طفل هاجرت عائلته وسكنت العراء، صوت عروس تنتظر في حديقة بيتها عل الليل يأذن للنهار بالدخول والمكوث مطولاً. صوت اولئك المنثورة أشلائهم على النخيل، وبين السيارات. صوت اليتامى، والثكالى. صوت المهجرين والنازحين، والموجوعين.
لذا، من هنا تبدأ رحلة الأسئلة: هل فعلاً ان الشعب العراقي لايزال يرى في الإنتخابات مخلصاً وخياراً يمكن له ان يشكل تغيير نوعي وكيفي في طريقة التعامل مع الأزمات التي تدك بتأريخ وعمر الوطن، وتدهس المواطن وإنسانيته تحت وطأة التفاصيل اليومية، وموجات المففخات التي أصبحت ملازمة لكلمة عراق؟! هل حقاً سيندفع الجمهور العراقي صوب صناديق الإقتراع، بكرنفال البنفسج الفاسد؟! هل ستتدفق الحشود حقاً بإتجاه مراكز الإقتراع إبتهاجاً واملاً بالغد؟! هل يمكن نسيان، الرؤوس المقطوفة، والعيون المفزوعة وهي تسقط كما حبات التمر بين السواقي وعلى الأرصفة؟! هل يمكن لأرواح ممزقة أن تتناسى من رحلوا دون وداع، من غابوا دون ان نلتقط مناديلهم الناصعة امنيات ولا نتمكن من إحتضان أخر ماتبقى لهم على هذه الأرض ونذهب لمهرجان الموت بأرجلنا؟! من يمكن له أن يصفح ويطوي اوراق مبللة بالدم وبالدموع، وتضج بأصوات من رقدوا تحت التراب قبل موعدهم، وفي ريعان أحلامهم؟! ام تراهم سيبصقون على البوسترات والشعارات؟! وهل ياتراها لعبة إعلامية قذرة ومعهودة من "قواد" العراق الجديد برعاية يمكن لها ان تكون ثلاثية رباعية خماسية الى مالانهائية الأبعاد إن شئت؟!
وتعود الأسئلة من جديد ومن جديد، لاتهدأ ويتردد صداها في أرجاء العقل والذاكرة،وتلهج الروح بإستفهامات لاتكترث لفوضى النعيق، والمؤتمرات الزائفة. تصرخ بكل شحاذ لئيم:
أما سقطت بعض من أرواحنا مقيدة خلف القضبان؟! الم تعصب عيون أحبائنا وتتلقى رصاصة "ولادة الذاكرة العراقية" تحت الجسور وفي ساعات الليل الحالك غضب؟! ألم تنتزعوا الرحيق من ربيع الصبايا الجميلات؟! أم إنكم لم تمزجوا دجلة والفرات ببقايا أشلاء الصبية، وأجساد الفقراء؟!
أخبروني كم من شارع كان الشاهد، وكم من زقاق كان الضحية؟! والف من بيوت الله انتزعت اجراسها وصمتت نداءاتها، بإسم ماذا؟! بإسم الوطن، والدين!!
الم نقل إن إحدى ايجابيات الإختلاف هي مد المجتمع بقوة التحرك لا الجمود، الصراخ لا الصمت، الإنتقام لاالنسيان..ألم نقل أن من أحد سلبيات إتفاق الكلمة والموقف الهدم واحداث الضرر عوضاً عن البناء؟! أما قلنا إن من إحدى صفات الشخصية العراقية هو الذكاء والحزن؟! اليقظة والألم النبيل؟!
والآن، وبعد سنوات الألم،هذه هي افعالهم وهذه هي أصواتنا، وخلافاً للمثل القائل" امشي وراء الكذاب لباب بيته" فإن أغلب من مشى مغيباً ومضى خلف الكاذب لينال واهماً احلام وردية ، لم يكد يكمل ربع الطريق خلفه حتى استيقظ من رقدته، عازماً على البصق على الكاذب ، ومعرفه من بنى بيته...... كي لاينسى!!!فما بالكم بمن لم يصدق منذ البداية ان الغريب يمكن له دون الوطن أن يفنى!! أجزم إنه لن يغفر ولن ينسى..

الأربعاء، يوليو 22، 2009

ياشيــخ

مريم الراوي
إستل قلمه من محبره الدم.. تقدم الصفوف، شهر الكلمات رصاصاً بوجه النازحين، المتعبين.. اولئك الذين قتلوا غدراً وعلانية بلا رحمة.. اولئك الذين أشفقنا عليهم بخيمة، وبكوب ماء وخبز قديم.. بقبح خائن، وخبث مرتزق عميل، لبس العقال وعلت جثته العباءة المخملية..أزاح الكافيار من على شفتيه المثقله بالخمر والكذب.. وصاح بجمع الخانعيين" لم نستطع أن نتواصل بالشكل الصحيح معهم"!!" لم نزل في خطوتنا الأولى،ولم نبادرهم المودة والترحاب كما يجب"!!!!!
من المؤكد إنه لايوجد معنى لعلامات التعجب هنا.. لكنها لم توضع إعتباطاً مني، بل كانت سيفاً ذا نصل تعلوه الشمس، تلفحه الرياح بلا هوادة، لكنه أبداً لم يصدأ..وبقي يغرز فكرته جمراً على رؤوس المطأطئين والصامتين.. فأخبروني الآن،كيف لنا أن نعجب بـ هذا "الغاندي" الجديد، وهو يمزق بسكاكين حروفه ماتبقى من وطن حزين؟! كيف مرت سحابه كلامه دون أن تثير زوبعة، حتى وإن كانت بسيطة في أرجاء هذه الأمة؟! فقط لنضحك على من تفتحت جراحهم تحت أنقاض بيوتهم ولم يعودوا ليودعوا النور ولو لدقيقة أخرى، كما غاب آخرين يشابهونهم على منصات المشانق، معلقي الأحلام ونصل السياف ينحر الأعناق الممتدة الى حدود الوطن المذبوح..
آآه أيها الصامتون، لم يكتب عليكم الركوع للجلاد، فلِم تغطى عيونكم بأعلام الغريب، ولم تعودا تبصروا سوى ناطحات رؤوس الصغار؟! أيها الصامتون الواقفون على حدود المنفى، إقتربوا، لاتبكوا عند مشارف النهار، لازال بالإمكان أن تهاجروا الحزن الى الغد، اليوم الى الفرح.. أيها المشاهدون المذبحة، لستم كراماً بعد الآن، إن لم ترسموا برمشكم الخنادق.. أيها الحاملون القضية، هذه قضيتكم في جعب السلاطين والملوك والشيوخ وبيد الراقصات والغانيات، وأصحاب المتاجر الفخمة، وتحت أقدام الشعوب العربية..
أيها الحالمون بالغد، وبأرض عربية، تأريخنا تأريخكم محض مؤامرات والأعيب بإسم الفقراء والجوعى، ومن خلف الأبواب ينتفخ جيب الحاكم بالدنانير الذهبية!! ياأيها الحاملون للقلم ولمشكاة الكلمة، من منكم كان نبيه غسان؟! ومن إتبع حنظلة منكم ولم يكن للقاتل دمية خشبية؟!
أيها الملتحون بالنفاق والكذب، إحلقوا شواربكم لغزكم بات مفضوحاً، فقد سقطت الأعجمية من موازين الإنسانية..أبعدوا كروشكم عن وجوه جوعنا، أغربوا بقصوركم عن شرفات أزقتنا، أزيحوا شعاراتكم عن جدران بيوتنا.. أنتم.. أنتم، أيها الراكعون لغير وجه الوطن، من فرش لكم البساط لتركعوا؟! أيها الظلال الواقفة خلف السلاطين، لم البكاء على القضية؟! وأنتم من عبدتم الشوارع لتمر جنازير الدبابات كضفائر طفلة تحلم بالحرية..
أنتم أيها الخانعون، الصامتون، الخائفون، الحالمون بلا حلم، أنتم أيها الأغلبية، من خنتم البندقية.. ياشعب قهوته من " ستارباكس" ومثلجاته من " باسكن روبنز" لايمكن له إلا أن تكون منه ياشيخنا ، فكيف أعتب عليك؟! فــ عذراً ياشيخ العرب، وياملك القلوب.. كنت خير رسول لنا، وسط جماهير العيون الزرقاء الأجنبية.. والعذر موصول لتلك المدللة، والتي بقدرة شعوبنا أصبحنا بلا إستثناء الـ "بيبي ستر" لها.. فعذراً ، لازلنا نتعلم منكم أبجديات الديمقراطية والحرية!!!!

الثلاثاء، مايو 12، 2009

العراقي العاشق

مريم الراوي

لاأدري ماالذي دعاني للكتابة عن شخصية الفرد العراقي الآن..
وأظن إن لجملة " هذا العراقي من يحب يفنى ولاعاذل يمس محبوبة".. هي ماجعلتي أمسك القلم الذي فارقته لمدة كي أرسم شخصية هذا الكائن الخرافي، العالم المجبول بالجنون والدهشة والطيبة والغضب والمحبة..
كانت ولاتزل هذه الجملة تستفزني حين أرددها، أشعر إنها تمثل العراقي الحقيقي، العراقي ككل وكيفما كان، وكأنها المدخل الحقيقي لشخصيته.. بل أظن إنها العتبة الأعلى في مقام هذا المواطن الذي تجلت عظمته على مدى التأريخ القديم والحديث منه..
صورة لايمكن أن يخطئها عاقل، صفة لايمكن أن ينكرها من تعرف على أي عراقي"قلباً وقالباً"، وهنا لا نأتي الى الإستثناءات التي فرضتها الوقائع المحملة على ظهور الدبابات، أشباه البشر الحاملين رايات لانعرفها، المتكلمين بأسمنا، ولسانهم أعجمي، المنحازين لأنفسهم وللغريب، المتسلقين مستنقعات الجيف والعفن، العوالق المتمسكة بظل الخطوات الممزوجة بالدم والموت..
أنا هنا أتكلم عن الفرد العراقي، الذي فخر به التأريخ، عرفته الشعوب، ومجده الوطن.. أتكلم عنا عن تفاصيل حياتنا، بشقائها وبؤسها، بتفاصيلها الصغيرة الحزينة، بأحلامنا المصلوبة على أشرعة الإنتظار.. هنا أنا العراق، أنا بغداد، أتحدث بإسم دجلة والفرات، اواكب رحلة النخيل الأليمة عبر بوابات الموت، أرحل مع مواكب المشيعين صوب الغد، أحط نورساً عند "المسنايات" وأرقد كـ حمامة على شناشيل الهوى الملونة بالصبر وبدموع العذراوات والأرامل.. قد أصبح طيارة ورقية بيد طفل، او عروسة تلاعبها اياد الفتيات، وقد أعود مع آذان الفجر، نسمة عراقية تغازل النهارات، وشمساً تحرق الغازين ظهراً… أنا هنا طفل فقير يبيع السجائر على الأرصفة او بين السيارات، أنا الآن طفله متعلقة بثياب أمها وهي في طريقها الى العمل، أنا العاشقة التي ترسم في آخر صفحة من كراستها قلبان وعين وكلمة أحبك.. أنا صاحب القهوة وأحد روادها، أنا الوجع والحزن وكل هؤلاء أنا الآن..
وهذا هو العراقي حين يحب، ينتصر للإنسانية أجمع، يخلق كوناً من المسرات، يقاوم لأجل مايعشق، يفنى دون معشوقه دون نحيب يذكر.. قد يطعنه الزمن مراراً، ويعلو قلبه الغضب والوهن، لكنه العراقي ماوهن وإن حزن.. يرقد بصمت تحت شمس نيسان، ينظر للعابرين والقادمين، يحلم بالغد، يبتسم لكل من يخذلوه، يواسي من يسقطون من سماء عينيه، الى غياهب الدنيا، ببساطة لم يستطيعوا أن يكونوا عراقيين مثله.. لايندهش كثيراً حين يراهم يبتعدون حاملين أحلامه، تفاصيله المحببة لقلبه، لايتمسك بظلهم، لأنه يعلم إن الحب أفعال، وإن الموت دون المحبوب شيمة العشاق، فمن أراد أن يبقى، هذه أرض وسماء، ومن يحارب حتى يستحيل تراباً لأجل محبوبه فهذا عهد ووفاء، ومن أراد أن يكون غامضاً هارباً من الجنة، فله مايشاء.. وللعراقي الجميل الإبتسام..
نعم، يدرك جيداً هذا النبيل، إن المحبة والعشق أوطان منسية، لايتقن العيش فيها وبها، الا أولئك القادمين من نبضات القلب الهائم في محراب الوجد..النازحين من اليتم والحزن اليومي..
المتشبعون حد الغرق بخمرة الشوق والإلتياع.. من عساه أن يتفهم العراقي، سوى عراقي الهوى؟! بل من يدرك إن العراق هو العراق سوى الباحثين عن العشق؟!
من هنا كان العراقي قد إبتدأ، وسن أولى شرائع الحنين والإشتياق.. من هنا بدأت رحلة الصبا، وصهيل المتيمين كان قد صدح في قلوب الصبية.. فإنقلب الميناء صارخاً بوجه السفن الغريبة، رافضاً رخص الشواطئ المتنازعة على موجة شقية، خافضاً جميع الرايات الا رايات القلب، نجوماً تسبح مع دمع العين..والقلب ذلك المحراب الليلي الحزين، والأنين معزوفة الروح الأثيرة.. وعلى صخور تصفعها الغربة، يشاطر القلب مواويله و ذلك الآتي من لب الشمس، نوراً على نور.. فيصبحان رغماً عن القدر، عراقيين بإمتياز..
إذاً كيف يمكن للعراقي أن لايفنى دون محبوبه، لا يحارب دون معشوقه، لا يمتلك القلب والروح والجسد؟! كيف يمكن أن يخطئ الطريق الى القلب؟! وينحني كسيراً رافضاً الشمس، متعلقاً بالغموض، بالمسافات والمديات السحيقة؟! كيف يكون عراقي عاشق، إن لم يتقاسم الحزن والفرح، الهم والشقاء والأمل؟! كيف يمكن أن لايكون حارس ابواب عشتار؟! ورفيق أنكيدو الجبار؟! لاينبغي لجلال قلب العراقي الا أن يكون عاشقاً مستميتاً لأجل مايحب، مخلصاً شجاعاً فارساً في ميدان العشق..

الأحد، مارس 22، 2009

أنا وأحلامي التي لا تنتهي

مريم الراوي

في ذكرى نكبة وطن اسمه العراق..
في عام الجنون السادس لإحتلال العمر..
في اللحظة الأكثر بعداً للماضي، والأشد قرباً والأكثر وضوحاً من المجهول القادم..
يترأى السؤال من جديد، وذات الـ" الى متى" تمزق صلواتنا. ويعلو النحيب مرة أخرى وأخرى.. من المنفى هذه المرة كما سبق، من درب شائك، وحلم مرتد على ذاكرة الحالم، من شراع مسدل، ومن عيون لاتزال تتأمل وجه الله.. كنت، أنا...
حين شرعت أن أكتب، عجزت عن سرد مايحصل في العراق بعد ست سنوات، ولقناعة شخصية وإيمان مطلق، إن الإحتلال لم يكن عبثياً ولا عشوائياً، بل احتلال منظم بدأ منذ أن إستقل العراق بقراراته، ومنذ أن أعلن اولى مبادئ المقاومة والتصدي للغريب المندس بين ثنايا الوطن العربي"الكيان الصهيوني".. بدأت الحكاية من هناك.. ومن هناك إبتدأت انا.. وأدركت كلما كبرت بي الأيام، وكلما تصفحت كتاباً، إن إستهداف الأمة العربية ليس لضعفها، ولا لخضوع حكامها وإستكانة الشعوب، وإنما لروح الثورة، والمقاومة التي لاتخبو أبداً.. لذا، فالحديث عن هذه الأمة بكل إنتصاراتها وخيباتها، والكلام عن العراق بروعه تأريخه وماضيه، وفداحة الخسارة التي نعيشها الآن، لن يتمكن أي قلم أن يقف صامداً أمام سوق الموت والدم المتناثر بلا حساب، بلا أدنى إنسانية...
وشعب العراق، بكل سلبياته، يبقى الضحية الأولى، والنسي المنسي في المشهد، في هذه اللوحة المعتمة، التي رسمها أفشل الرسامين وأقبحهم فناً..
ونحن.....
بقينا نحن، على حافة الواقع، نرتاد الحزن، والحزن يرتدينا بمهارة.. ألقوا بنا الى هاوية الحاضر، نتلمس في وضح النهار خطى العابرين من هنا، علنا نجد خطوة توصلنا الى مدينة السعادة، وعل السماء تشفع لنا رزايانا في الغربة..
هم...
قتلونا، داسوا على أعمارنا ببساطيلهم، ودباباتهم.. وأدوا أحلامنا، زجوا بفرحنا بعيداً بعيداً بعيد، رموه خلف قضبان، خلف الف باب وباب.. أمطروا ماتبقى من أيامنا وكل بسمة غمرتنا أملاً يوماً أمطروها شتائماً وإستهزاء.. وكانت كلابهم سفرائهم، ومرتزقيهم حراسنا... إقتادونا مقيدي اليدين، اوقفونا عنوة ونحن نلحق بأحلامنا كي لاتهرب. أنزلونا من دولاب الحياة وبقينا غرباء، تتملكنا الوحدة. وضعونا صفاً واحداً، والجريمة الكبرى، إننا مواطنون عرب عراقيون بمرتبة الشرف... ثلة منا عصبوا أعينهم، أما الآخرين فكانوا عصاة على العمى..
لكننا بجميع الأحوال، نشترك بجرم واحد "الحلـــم"..
منا من حلم بالتغيير ولم يآبه لغير هذا، ومنا من حلم بالحرية وعنى له الوطن كل شئ.. اما الأولين، لم يوقف حلمهم المتخاذل بالتغيير عن بعد، سوى الموت وقطع اللحم المشوي، والعيون المفقوءة. لم ينتشلهم من اضغاث الحلم سوى أصوات الدريل، وهي تنخر صدور الصبية وعقول الرجال.. لم يوقظ العنقاء فيهم سوى صرخات الثكالى والمفجوعات بأعمارهن وشرفهن المستباح..
وبقينا نحن، نحلم بالغد، نسأل النخيل أن لايخذلنا، نتعمد بدجلة والفرات من خطايا دموعنا وهي تنشطر الف دمعة حارقة على أنفسنا وهي تذوب بفعل الأسلحة المحرمة دولياً والمباحة بقدرة قاتل، ورضا عميل..
ولازلنا نحلم، حتى باتت أيامنا محض أحلام جارفة، وجامحة.. بقينا فوق السحب، وبين الوجوه نراوغ باسمين، لانعلن موت ارواحنا في الغربة خشية تشفي عدو متربص، وخوفاً من زمن ماعرف الرحمة يوماً...
وها نحن اليوم، أورثنا أنفسنا الحلم، حتى تعبنا النوم، والأحلام.. ها نحن اليوم نتمرد على الحلم بحلم آخر، يغير حلمنا وأمانينا السابقات... حلم ثوري ينطلق من ركام اوجاعنا، عله يبني ماتبقى من أطلال عمر شيدها الوجع بإتقان...
أصبحنا اليوم نرفض الصمت، نرفض الواقع الهمجي، نرفض الآلم.. نجابه بأكبر"لا" عرفها التأريخ. إن علينا أن نحيا..
كرهنا السفر، والإنتظار، ومحطات الترانزيت، والحقائب.. فلم يعد ثمة شئ نخسره الآن سوى أنفسنا..
في الغربة أضحينا أوطان منفيه.. مدن منسيه.. وأزقة لايدركها سوى ساكنيها..
أنــا..
أنا الآن ميناء يبحث عن سفينة.. عن شراع يتصدى للريح المجنونة.. أنا الآن إله، يبحث عن عابد.. طفل يبحث عن ظله.. بحر يبحث عن شمس تنتحر بليل شجونه.. انا الآن نــاي، يبحث عن قلب يستمع لحديثه..
هذا انا، أكتب بمرارة حالم، لازال يحلم أن يتخطى الأمنيات، عابراً أسوار الآن والأحلام المنسية، الى الواقع الأجمل، الى الأرض الأكثر صلابة، والى دنيا خلدها الحلم والإنتظار... بلا حقائب أيها العمر، بلا محطات، وبلا تعب الإشتياق..
فإني تعبت..
تعبت كل شئ..
السفر، الإنتظار، الأمل، وكذلك الوطن..
كرهت الحقائب، والمطارات المتزلفة للأحلام الكاذبة،
أن ثمة ضفة أخرى يمكن أن تحتوي الأوجاع والأمنيات..
وأدرك الآن أكثر من أي وقت مضى،
أن الطيور سجينة السماء،
وأن السعادة فرط من هذيان،
تشكل على مر العصور بهيئة أحلام وخيالات وجنة لاوجود لها..
آآآه، يبدو أن مصير الغرباء،
البحث عن أوطان في ألاوطان..
البحث في عيون الآخرين عن دار،
عن نخلة،
عن بسمة،
عن حلم جميل..
ويبدو أنه ديدن الأوطان،
حلم سراب،
أمنيات محرمة،
جنة ممنوعة،
وعشق يبين ولايبين..
وإحدى مشكلاتي، إني فقدت الدهشة،
وهو الأمر الذي يخرجني من دائرة الفلسفة،
لم يعد ثمة شئ يحيرني،
يفاجئني،
يمطرني بموجة صراخ غير متوقعة..
مع الأسف،
إنطفئ الضوء..
ولم يتبق في النفق سوى نجوم ناحلة،
خطوات متكسرة الأفق،
ومدى حزين..
هذا أنــا..
صدى مبحوح، حزن راقد، عالم من غرائب..
مسافات تحز الروح، كصهيل رياح مجروحة..
ودموعي أغصان من وجع..
ينسكب من كفي أريج القلب،
وكفي الأخرى تلوح للحزن..
تعال، وإحمل حقائبي، لدينا جميع السنين المقبلات..
تعال، وأزرع في جبيني عمر من الخيبات..
تعال وأنثر الذكريات رماد..
ونبقى ال"نحن"...
لن نموت، مازال فينا حلم ينبض أمل..
لن ننسى، مازال في الروح جرح إسمه العراق..
نحـن ....
عوالم من حزن تستند على قرني زمن هائج..
وأرواح حد الفناء تتشبث بالغد، بالثورة، بالحب..
لن يمتلك أحد، أن يعدم أحلامنا في أقبية السجون السرية،
لن يمنعوا إبتسامة عيوننا وهي توشوش قلب طفل صغير، إننا عائدون بك..
لن يستبيحوا احلامنا بفتواهم..
سنمضي بأحلامنا الى مدن الشمس،
سنعانق النور بها. فما من نهار يعشق المترددين..
هذا هو درس الغربة الوحيد..
الصمود، والتوق الى الغد..
هذا "نحن"، حين نتعلم أن نتمسك بيد الله...
وهذه هي الحياة،
تمضي وتمضي،
عراقي كل من يحلم ويعشق الغد،
عراقي كل من يكره الحقائب والترحال اللامنتهي،
وعراقي من يصل الى الضفة الأخرى متعباً من الحلم غير يائساً منه..

الاثنين، يناير 19، 2009

غزة.. الكثير يفضلك حمراء

مريم الراوي

منذ أن كنا صغاراً، كنا نستمع لحكايات عن شعب هجر من دياره بغير حق، شعب خلده التأريخ بصلابة إرادة، وقوة عزيمة، وتصميم على العودة للوطن. ومنذ أن وعينا أدركنا إن معنى الكوفية أسمى وأعمق من مجموعة خطوط متشابكة، ولون نهار غاضب يشق ليل الحزن المستمر والمستعر في قلوب المهاجرين والمهجرين..
مذ بك الوقت، أصبحت فلسطين تمثل جميع الثائرين والحالمين بالغد والحرية.. أصبحت فلسطين عنوان نضال وتأريخ إنتصار متواصل يفخر به الأحرار، على إن شعب الخيام لايزال يقاوم من جيل الى جيل، ومن حلم الى أخر، حتى موعد العودة الى الميناء، والأرض والسماء..
ونحن أبناء العراق، أبناء الشهيد، أول ماتعلمناه كان( ف ل س ط ي ن) ، اولى أبجديات الحرية، واولى دروب النور صوب الوطن.. آمنا كما لازلنا وأبداً سنؤمن أن لاشرعية لمغتصب ولا مستقبل لمحتل.. وإن الفلسطيني وإن تخلى يوماً عن أرضه، فعلينا نحن أن نواصل النضال لأجل فلسطين القدس، عكا، صفد طبريا، حيفا، يافا، جنين، بيسان، الناصرة، نابلس، رام الله، الرملة، الخليل، غزة، بئر السبع، بيت لحم، جنين، رفح، كل فلسطين..
حين كانت عيوننا تسقط على كف طفل أسمر يحمل بيديه حجارة ومقلاع، كانت قلوبنا تتقاذفها الفرحة وندرك إننا سننتصر يوماً ما..وحين كنا صغاراً، ونقرأ في درس الوطنية والقومية عن فلسطين، كان السؤال يلف أعمارنا: هل هم بشر أم إسطورة؟! ولكم رسمنا العلم الفلسطيني بألوانه الأربع، وحفظنا عن ظهر عشق أناشيد هللت فيها طفولتنا وصبانا ثورة لاتهدأ حتى موعد النصر..ياااااااااااه على حكايات جدي وهو يذكر كيف هب الشعب العربي للدفاع عن فلسطين، وعن الشعب الحزين، وكيف إلتحق عمي وهو صاحب الثمانية عشر ربيعاً للإلتحاق بصفوف الثورة العربية..هذا الفتى الجميل الأسمر الذي لم يعد قط، وآثر أن يزف شهيداً في غور الأردن، لعيون فلسطين، العراق الثاني للعراقين، ونور عين العرب...
وبرغم أن المثل يقول إن البعيد عن العين بعيد عن القلب، لكن لفلسطين مقام آخر، ومعادلة مغايرة تماماً لكل ماهو قائم.. فلسطين تسمو كلما كبرنا، وتضحى الغاية والمنى متى ما حلمنا.. فلسطين، تلك الحسناء الغافية على الف جرح وجرح، هي موطن لكل العاشقين، والمؤلفة قلوبهم على وطن عزيز..
كلنا فلسطنيون وإن لم نحمل الجنسية الفلسطينية، ولكننا نحب فلسطين، مغلفة بالدم، مزركشة بأشلاء الأطفال والنساء والرجال.. نحبها حمراء، نعشقها برائحة الموت، ونفضلها جريحة...
هم ونحن، أوصلنا رسالة الجحيم الى أجيال الغد، أن الصمت بإنتظاركم، وإن العمى مصيب أشقائكم إن لم تتشظى أحلامكم أمام أعيننا.. وحين تنامون بهدوء، وتلاقوا النهار ببسمة المتعب الصامد، سنرشقكم بالصمت وبنظرات الشفقة، إن لم نمزق ماتبقى من خيامكم إمعانا في زيادة المأساة لتكونوا عنوان بالبونط العريض" كلنا غزة"..
غزة، بجدائلها اللوزية، عليها أن تكون مسيحاً آخر، وعلينا نحن أن نعبد لها طريق الالام لتكون ستار سخطنا من أنفسنا، ودرب لإدخال مستعمر آخر بإسم الجراح، وبإسم صرخة طفل رضيع، ممزق اليدين والكفين..
وغزة، بشعبها فقط، فقط فقط.. بأصغر طفل فيها، لم يولد بعد. غزة، ببراءة طفل يحلم بطيارة ورقية وبكرة رخيصة تشبع احلامه الكبيرة. غزة، بضحكات صبايا يلبسن فساتين مطرزة بدم أنامل أمهم وهي تشغلها ليلاً لتلبسها العروسة الصغيرة نهاراً، مع فردتي حذاء مهترء، وحقيبة يد بالية، تتراقص بيد الصغيرة الفرحة. غزة، بتجاعيد ختيار واقف امام أطلال الماضي، حاملاً المفتاح، وسائلاً من يعود من الديار ومن لايعود، إن حان الوقت ام لم يحن.. غزة، بقلب حاجة، تسبح الوطن ليل نهارا، حكايات وروايات عن فدائي في الأمس البعيد غاب تحت المطر، ولم يمت سوى ندى..
غزة، بأحلام شاب وصبية، يجتمع فيها الشمس والقمر تحت قباب سماء واحدة، ليكونا الغد الجميل..
غزة بكل هؤلاء، تصدت للصمت، للحقد، وللآتي من الويلات.. غزة ماهزمت يوماً، بل من يتكلم بإسمها يهزم، لأن الأقزام دوماً يدوسهم صمود الشعوب.. غزة لم تنتصر لأنهم أرادوها أن تنتصر، غزة منتصرة من قبل ومن بعد.. غزة، بكل جراحها تخوض معركتين، واحدة مع محتل وأخرى مع أقزام.. واحدة مع غاصب، وأخرى مع توابع..
غزة لايتكلم بإسمها سوى الشهداء..وهل يسمع صوت الشهداء؟! نعم، صوت الشهداء نضال مستمر، وحدة أرض وشعب، وإنتصار للأرض والإنسان فقط، هذا هو صوت الشهداء، صوت الوطن، وكل الأصوات الأخرى نعيق، نشاز، كذب..
تلك الأصوات الصدئة، المزاودة، والمتسلقة جثث أهلنا في غزة، لتعلن أنها وحدها من صمدت، وقاومت، كاذبة..
تلك الأصوات التي تجتر الشعارات والأقوال، وتدمن المايكروفونات والتلفاز، ستهلك تحت أقدام النهضة الوطنية الشعبية، وتحت سماء الوحدة..
لن يتبق لأحد قول آخر.. لن يتلق أحد شكر ومديح آخر.. غزة لم تعر المتسابقين على عرش الملك، لكنها إنتزعت جلودهم وأخلت عظامهم.. لم تبق هذه العظيمة لهم سوى العار، وأبقت لشعب فلسطين، صوت واحد فقط، كلنا فلسطين..

الخميس، يناير 08، 2009

نحن من عشقنا حيفا.... وقرأنا غسان بقلوبنا

مريم الراوي

وتجمعت الحناجر والعيون والأفئدة عند أبواب حيفا..هكذا كان المشهد.. يطل الحزن برأسه اولاً على مداخل المدينة، يتشمم رائحة الأنين.. يجوب سطوح البيوتات الخالدة، ويستمع لموال حزين..لم يجرأ أحد على الكلام كنا كما سعيد، يلفنا الشوق والحنين.. تتكاثف الذكريات كغمام في الروح، نعدو كلنا، نتخبط بخطوتنا، لم يعد يكترث أحد ان تعثر او وقع على وجهه، فهذا تراب حيفا.. نهرع جميعاً لبسمة العشب الأخضر، نتلمس جدران البيوت، نحتضن الأرصفة الحجرية، ونقبل الزيتون..نصفق فرحاً ..من يمنعنا الآن من الفرح؟؟ من الحياة؟؟ من العودة؟؟ لايملك أحداً الآن ان يظلمنا ويخرجنا من ديارنا..لاأحد..لاأحد..وفي غمرة الدهشة يشد طفل كوفية جده.. فيخرج من بين ثنايا القلب مفتاح الصبروالعمر.. يتقدم شعب الخيام، صوب الدار، تتكاتف الأيدي بمحبة، يعلو بكاء الفرح، تزغرد الأمهات، يرقص الأولاد، ويفتح الباب بإسم الوطن، بإسم الشهداء، بإسم الحزن، ليتجلى من خلف الباب وجه حنظله الدري..باسماً، جميلاً، عربياً فلسطيني..
ينادي بالقادمين من ميناء الوجع المنسي: من عاد الى حيفا؟؟
عاد العشاق، عاد الأشقاء...
من عاد الى الدار؟؟
عاد اهل الدار...
وصوت ينادي في البيادر الغارقة بالزيتون والريحان والدموع..
من دخل المدينة من بعد ألم وعذاب؟؟
عاد الحجر، عاد الشهداء..
إنهضوا من تحت شواهد قبوركم ياأحباء..
وكل فليعود لبيته، ماعد لكم خيمة في الصحراء..
وقبل ان نعود الى حيفا.. أقول لكم..
لاتورثوا إنقسامكم، وإحتفظوا بإخوتكم كما إحتفظتم بالمفتاح...
لاعودة لراع من غير ظل يحميه..
إن غسان لم يخذلكم يوماً، حين غرس فلسطين زيتونةً في عينيه.. فلاتصدقوا سواه، ولاتؤمنوا سوى بما يقوله حنظلة.. قد نموت تباعاً، ويتلقفنى الموت بشهية، لكن على الوطن أن يبقى وطن.. ولأنها فلسطين عليها أن تكون فلسطين.. موجع الدرب اليها وطويل .. وقد تكون كل الدروب، طريق الالام.. فلا تسيروا في الأزقة الضيقة، فهي غير موصلة لشئ، سوى العبث، والضياع.. سبل هي لاتؤدي للإختصار بل للإنهيار، والقضية لاتختصر، لكنها تكبر، وتورث من جيل الى جيل ، من عاشق الى آخر، وتزداد يقيناً على يقين.. فلا تدحرجوا الفكرة في الميدان الخاطئ.. ولا تتسائلوا حين تقتلون، لم نظلم؟! بل إسئلوا كيف ظلمتم أنفسكم وإجتزتم حدود الوطن الى مادونه؟!
من يستمع لصوت غير صوت أمه، فأقتلوه..
من يضرب آخاه إسألوه مع من كان يغني الفجر؟ ثم إقطعوا يديه،
وإرموا بحنجرة المغني الى الجحيم..
لاتستمعوا سوى لموال فلسطيني حزين..
فلا عتب على محتل، ولا صدمة تواكب وحشيتة، لانه ببساطة عدو..
الدخان الذي يتصاعد من الأبنية والبيوت..لاتطفئوه .. ورائحة الجسد المقدد بصواريخهم وماتبقى من لحمهم.. لاتدفنوه.. ضعوه على منصة الشهداء.. اتركوه في العراء.. لتعرفوا من معكم ومن عليكم.. يااهل غزة,, وأنتم الآن وكما قديم الزمان الخبر.. لاتنتظروا عند ابواب جلادكم.. فقط تمسكوا بالعلم الواحد.. أسود، أبيض أحمر، أخضر..إرجعوا لغسان، إحتضنوا حنظلة..
هذا كل ماعليكم فعله الآن.. كاذب من يقول لكم غير هذا الكلام.. ياشعب الخيام...
من ينام تحت خيمة، من يعاني، من يتوجع وحيداً، يتعلم من كبر السماء إن الوطن أغلى من كل الأشياء... من أم ذرفت دمعة، من أب كظم وجعه، من طفل فارقته الفرحة، من كل هؤلاء وأكثر، تعلموا ان لااحد يشعر بوجعكم، ولابحزنكم، ولا بمأساتكم.. وتعلموا أكثر، إن إنتزعتم من بعض مفتاح العودة، سينبذكم الدار نفسه..
هذا ليس بكلامي، انه العائد الى حيفا، انه من أبصر النور والخلود، في عيون الأرض"فلسطين"..
كونوا على قدر العشق والمحبة التي ترسمها لكم المآقي، حين يهل حجر، او تطل كوفية..
كونوا كما ينبغي للعربي الفلسطيني أن يكون..
فإنكم حين تكونوا، نكون نحن..
وحين تسقطوا، نتسائل، إن كان غسان و ام سعيد و حنظلة،
محض وهم وخيال وإسطورة!!!!

الأحد، نوفمبر 23، 2008

لوطن يبعثرني تأريخاً على تراب ندي

مريم الراوي

كيف أصبح هذا الزمن، زمن الإنكسارات اللامتناهية؟!
وأي ضعف هذا الذي شردنا، وجعلنا نشكو أنفسنا عوضاً عن الغرباء؟!
آآه ياأيتها الأحزان، أنت وحدكِ من صمدت، امام هذا الزمن، بل في كل الأزمان، كنت أنت والأن عنوان لقوافل المهاجرين والمهجرين..
في المنفى الجبري، توقد الشمس آمالاً واحلاماً في مهودها، وماأن يتلمس الغد النور، حتى يشق الليل أبواب الفرح، وينحر من جديد الف ضحكة عاودت الحياة بعد طوفان من الدم والموت اللعين..
فهل نغفر لهم ضياع اعمارنا؟!
وهل نبخس احلامنا حقها في الرقص مع قطرات الندى في نهارات الجوري الجميل؟!
ولم علينا ان نقف والدهشة تمسك بمحاجر عيوننا، تصيرها بركاناً من اوهام، وذهول بائس!!
عد إذاً، الى ماأنت عليه فعلاً، لاتتقمص شخصية كائن اخر، قاوم الف قناع يفرض عليك، وتحدى نفسك اولاً، وكن نبيلاً مااستطعت كي لاتخذلك الكلمات يوماً اذ مارأيت عيون من ظلمتهم تسألك بصمت: لماذ؟!
غريب، ان لم يعلمك الزمن ان تتمسك وتقاوم من أجل ماتحب، ونحن اللذين لانوازي نخيل لياليك، تعلمنا ان لانواجه فجيعة غيابك، بفراق حزين..قد لااملك غمام الروح، ولابالونات طفولية ازرعها على مقبض بابك الخشبي، لكني املك ان اواجه الكون المتوحش، وبربرية المجتمعات وسذاجة المعتقدات البالية..أملك ان امسك بشراع الزورق، ليواجهة بوصلة عينيك، وهما تتزلقان كقمر في بحر روحي ودنياي..
**
ياعزيزي، ليس من التفاهة ولاالترف كتابة القصائد، لكنه الإصرار على البقاء شهداء في ميدان القلب.. هو التمسك بالنصر القادم..
علينا ان ننتصر، وعلينا ان نشعر بالزهو يوماً..هوحقنا في امتلاك بهجة عمر تعيننا على الإبتسام في ساعات الوحدة والعزلة..
لذا، لاتؤد عمرك فرحة.. لاتقتل يوماً زهرة، ولاتترك ابداً وطناً..
قد لايكون وطنك، ارضاً، لكنه قد يكون، حبيباً، كتاباً، قلماً، وقد يكون ذكريات..
فدعني أثنيك عن قرارك، لأشعر إنك لست بسراب وطن، ولاتهيؤات غريب وحيد..
**
كيف سألمس الشمس ان تكسرت الأنامل على مقصلة الإنتظار؟!
وكيف سأرى القمر، لو وقعت عيوني في النهر دموعاً من دم؟!
لاطريق يؤدي الى الفرح سواك، هكذا اجابتني الروح حين هجرتها في فجر المواويل الحزين..
وهكذا اكدت لي العرافة حين ارغمتني نفسي، للإنقياد خلف الجنون..
وهكذا يخبرني كل من أقص عليهم نبأ عشرتنا معاً..
هل تظن انك لو أغلقت الأبواب واوصدتها، سيكون لي ممشى آخر سوى دروبك المحفوفة برياح الذكرى، وعشب اللحظة الأجمل!؟!
فأنظر من المسكين هنا؟!
كاذب من يخبرك ان الموانئ تشابه احداها الأخرى، فأنت ذات نفسك تعترف ان التفاصيل تختلف من وجع الى آخر، وان الملامح خزائن آلم لاينسى..
لاتتحايل، لاتعدو مع الزمن، تمهل، دع رداء الموت عنك، انتزع اساور الدم، فهي ليست لك..إجعل يديك تحلقان بحرية كما القدر..
خذ كل ماتحلم به، كرئتيّ طفل تغترف الهواء لأول مرة من فوق جبل الدهشة..
افعل ماتشتهي، قبل أن تأسرك السماء، بتواريخ الأيام السبع..
كن يسوعي ومخلصي، وتعال قبل ان تغفو شبابيك الروح، ويرقد الفؤاد تحت ثرى عينيك..وحيداً، مسكيناً، متعباً، لكنه لايزال ينتظر ان يعانق الخلود في رحم اوجاعك وتفاصيلك المعقدة، والأليمة منها..
**
ياوطني، كيفما تكون، وكائناً ماتكون، إني جديرة ان أحيا وأموت مابين عيونك وتحت شرفات روحك الندية الطاهرة..

كل هذا كان للعراق... لوطني السامي... ولكل من تأسره الغربة والمنافي، باحثاً عن الخلاص من الحزن الى الأحزان..

الاثنين، أكتوبر 27، 2008

أناديكم...أشدُ على ما تبقى من ماضيكم

مريم الراوي

اليهم وهم سر حزني وشقائي...
وتبقى نبضات "أناديكم" برائحة نايها الثائر خيول تعدوالى وجهة الخلود الأبدي " فلسطين".
فلسطين، تلك الجميلة المترفعة عن الكراسي والبنادق الملوثة ببارود الصراع الأحمق....
فلسطين، تلك الحكايات الإسطورة عن شعب خلق ليناضل، وأستشهد كي يعود مع صلاة الفجر، حجر، مقلاع، كوفية، اياد سمراء، وعيون مقدسية..
تبقى تلك الإنشودة، تأريخ، وذكرى، ودموع، لما أحب..
تبقى"اناديكم" تجر كلما حضرت طفولتي ودهشتي الأولى، عن فتى غاب في ضباب الدخان والبارود، وعاد مع صراخ الرياح، زيتونة تحتضن الأرض، وكفناً يصافح أكف المشيعين، والمصلين..
وماتبقى اليوم سواها والشهداء، وبعض من ذكريات ملحمة البقاء..
والآن...إختصرنا الوطن، وكامل التراب المقدس بــ"غزة".
غزة التي أضحت شحاذاً دولياً، يسأل الغرباء وقفة للتأريخ، لان شقيق الدم اغلق بوابات الغد بوجه المتعبين من ابناء بيادر الليمون والزيتون؟!
غزة التي كانت تتصدر جبهات المواجهة، وتحمل رايات النصر، سقط من عنفوان أيامها زهو الماضي وإرتخت جدائل صمودها يوما بعد آخر، وتبين لنا إن غزة تشبهنا كثيراً، كثيراً، كثيراً...
لاشائبة الآن في عروبة فلسطين..مازال الدم يبحث عن الدم في عقر الدار، ومازال القلب معلق بالكراسي الخاوية، إذاً مصيرنا الهاوية!!..
ومنذ ذلك اليوم، منذ أن أصبح لفلسطين مئة لسان ينطق، والف عيون تشهد زور،كل شئ بات كاذب!! احلامنا كاذبة، ومبادئنا بنود بالية، رخيصة.. وايامنا محض ترهات متسلسلة.. وتبقى وحدها الشعارات تقتلع من ارواحنا ماتبقى من النبضات، فيخفق الوجد بتمتمات الغريب!! ونكون هم، هم، لانحن.. ويضيع البقية الباقية، مابين مفتاح، وامل، وانتظار ممل..
فكيف نكون، وكيف ننتصر؟!
ومتى نكون، لننتصر؟!
ولكن، لازالت غزة تقترف في ريعان جرحها، جرمها الأزلي "الصمـــود"..
ومن يدري عل غزة، في يوم ما، ذات وجع، ساعة ألم، تلد الصرخة المنتظرة، من رحم الأرض التي إختنقت بدماء الإخوة الأغراب!!
وهل انتهى النداء؟؟

السبت، أغسطس 09، 2008

مرثية الرجل المغدور درويشنا محمود

مريم الراوي

حين يستنشق الورد البارود
قبل ان تلامس وجنات عكا ،غمامة من حنين..
قبل ان تمسي روحاً تناجي اسوار القدس، بشغف..
قبل ان تترك لنا نجمات وشمس ناعسة؛ وبضعة شهقات..
وقبل ان تفترش الناي لحن خلود حزين؛ لاجل فلسطين..
اخبرني ؛؛؛
من قتلك؟!
هل حقاً هي العملية الحمقاء التي اجريتها للمرة الثالثة؛ هي من غيبتك؟؟
هل حقاً هم الاطباء انتزعوك منا حين انتزعوا اجهزة الانعاش عن جسدك؟!
اخبرني ياختياري المحبب من قتلك؟؟
يامحمود ...
ماعهدناك مستسلماً ؛؛
كنت مثلنا رفيق غربتي، معتنقاً للوجع والجراح..
فهل قتلت؟؟
من قتلك؟؟
ام ياتراك مت قهراً وغضباً؟؟
ام انت مثل سواك؛ تموت حين يتوقف قلبك؛ وتعتصر يد الموت رئتك!!
لا؛ لا..ليس أنت ..
لست انت؛ من تستلقي على فراش المستشفى وتقول لذلك الأتي الى مايشاء ان يأخذك!
لا؛ لست أنت...
أنت قتلت يادرويش.....
قلها؛ ولا تواري وجعك بإسم عملية أجريتها من قبل ولم تؤلمك...
لم يتوقف القلب؛ الا عندما طعنك اخاك في خاصرك..
لم تقتطف ماتبقى من العمر، حتى شاهدت اسياد الظلام يتنازعون على وطنك..
ومن هم؟؟ هذا ما لاجله خجلت ان تبرزه فألقيت بقلبك قنديلاً متكسر الأحلام في غربتك..

شهيد آخر

إسألوا الفرس؛ كيف لهذا المحارب ان يدوس على خاصرة الحياة ويرتحل؟!
إسألوا القمر؛ كيف لدرويش لطالما عانق جدائل الليال ولم يبح بسر الفجر ان يرتحل؟!
إستوقفوا المارين على فجيعة هذه الليلة؛ ان ينطقوا بما يعتقدوه، وبما يبرر لهذا الفلسطيني أن يرتحل!!
إستفيقوا الآن من بعد كم الأسئلة المغفلة..
هو لم يرحل، بل قتل!!
- قتل؟؟!!
لاتفتحوا افواهكم كجراح الفقراء التي لاتلتئم بكسرة خبز،ورشفة ماء..
لاتندهشوا كما الحمقى المذهولين من صمت العرب!!
واسترسلوا بالبكاء فقط؛ فإن لسلاحهم الكلمة العليا..
تصارخوا عند بوابة الوداع، فإنهم قتلوه...
سنكتب مئات القصائد، سنذرف ماتبقى من الدمعات،وسنعلق شموعنا عند حافات الإنتظار..
وهم، سيتمركزوا على هضاب الوطن؛ سيحتلوا الميادين، وسيلقوا بنا الى الجحيم..
ها قد قتلوا درويشنا بصمت وبفوضى..
اولئك الغوغاء القادمين من اعماق الشر..
اكرههم...

كلنا شهداء

هل تعتقد الان يادرويش كلنا شهداء؟!
شهداء ماذا؟؟
قضية؟؟ حق؟؟ تأريخ؟؟ وطن؟؟
لم يتبق من داري سوى..حجر على حجر..
وبضع شجيرات..وحفنة زيتون..وكوفية ممزقة..
وتذكر؛ ان عينا شقيقي تمتد على مااملك ويملك،شاهراً رصاصة الغدرعلى ولده.!!!..
فإن كانت هذه قضيتي..فسجل"لست من الشهداء"..

وعاد في حزن!!

لم يعد كما كان باسماً
سرقوا الفرح من بين عينيه، بــــ"خفة"
عرفوا كيف يقتلعون الروح من بين اصابعه
ببساطة " اطلقوا النار على رأس حنظلة " !!!

أجمل حب

ان يخجل قلبك؛ من دماء الوطن الذبيح، فيجف دمه صرخة بوجه القاتلين!!

عن درويش

لو يراجع القاتلون جرمهم
لصار الوطن قضية
لو يذكر الشعب القضية
لأصبحت المعابر والمقابر ومعهم الخبز والغد
محض ترهات، ولا هم سوى الوطن و البندقية!!

آه درويش

ياعاري الكفين الامن قلم
وبصمة من زعتر..
ياوشم الثورة على صدر التأريخ..
يازهر اللوز في يد طفل صغير..
يامحمود العربي...
قلبي على صمت الكلمات بعدك..
لاانتفاضة تعادل غضبك..
ولاثورة يطلقها سواك،خالصة لوجه الوطن!!

أنت منذ الآن

ليمونة تداعب ربوع عكا
زيتونة تهدهد حزن القدس
وثغر لايمل تقبيل حيفا
وشراع يحتضن بجنون يافا
أنت منذ الآن........
غزة...
عصفور يسيل حزنه على جبهة السماء بصمود !!،
لأن على هذه الأرض مايستحق الحياة...





الأربعاء، يوليو 30، 2008

كـــن كمـــا العراق؛؛ ولا تنحنِ..

مريم الراوي

رسائل مريمية

&

لاتنتظر أحداً ياصديقي، كي ينزع الخنجر من خاصرتك..
على قيامتنا ان تأتي من ذواتنا المغروسة في قبو الموت والخوف والصمت..
كل المدن وعلى رحبها ضاقت وضاقت على أنيننا،لكنها لطالما اتسعت حين غاصت احذية الجند في رمالنا..فإستقبلتهم بالورد،واحتضنت جراحهم الطازجة،واخذت تلون اسوار الكون بدمائهم"الطاهرة"،واعلنت الحداد على"جنود الحرية"وكنا نحن بدموعنا ودمائنا الوافرة ، مجرمين!!!
هل استوقفهم طفل مقطع الأوصال؟ هل افزعهم نواح مغتصبة؟ او نداء أسير، وبكاء إبن على والده؟؟
هل تناسينا، كيف انسل الضمير بلا رجعة من صدورهم، حين القوا بمرساة الجوع والفقر في مدننا الطاهرة؟؟
خمسة عشر سنة، اغتالونا فيها كل يوم، نخروا أجساد أطفالنا الغضة، وقتلوا الحلم مراراً ساعتها..
والآن،أخبرني، من يخرجنا من مدينتنا وقريتنا؟؟ من يعبث بإعمارنا؟ من ألقانا لجحيم الغربة والإغتراب، بفخر؟!
فتشبث ياصديقي بتراب أرضك، سيأتي يوم لن تطال به عنقك..تذكر كل شهقة، كل دمعة، كل ضحكة، كل وجع، فغداً ستغدو ذكرياتك زادك ووطنك،وعكازك الوحيد!!

&

قاتل لأجل ماتحب
قاتل لأجل الذكريات
قاتل لأجل الوطن
قاتل لأجل ذاتك
قاتل لأجل مايخصك
قاتل، ولا تلتفت لصرخات الروح..
قاوم بكبرياء، فلا ذلة حين تناضل لتقطف عمرك من افواه الموت..
قاوم يارفيقي، وتذكر، ما نحصل عليه، هو مانفني أنفسنا لأجله..
وعلى قدر الدموع والدم، سيكون الغد..

&

أطول من عنق النخيل جرحي..
وفوق قباب السماء تتردد أغنيتي اليتيمة في قهر..
وهناك خلف الجدار، وخلف الأسلاك الشائكة، يرقد وجعي،وبعض من أمنياتي المنسية..
بين سطور المواويل، ووتمتمات التراتيل، ينبض حنين مهجر،تطارده رصاصة حمقاء..
ولازلت أبكي بصمت، وأبتسم بخيلاء..
أشد على قلب العراق، وأذكر كيف إلتهم نار الزمن ضوء عيونه..
لازلت أذكر وأتعمد بتلك الرؤى مااستطعت،كيف ان العراق ،
وقف شامخاً،يطالع فرار الرحمة من قلوبهم،وهم بين كفيه كمسبحة،
ومابين القلب والروح اوجدهم درب معبد بالدم والتضحيات..
ولأجلهم كان النخيل،درع شرقي؛؛
لأجلهم هم لاغيرهم، علق العراق ابنائه وشبابه ،
أوسمة على صدورهم العارية!!
لازلت أذكر،كيف ظلم العراق، وكيف صمت،
وكيف بكى دم عليهم، كي يداري فجيعة الهروب من حضرته..
لذا،،
كن كما العراق؛؛
وإستقبل الظلم، والغربة، واليتم، بسعادة..
إبتسم بوجه الظلم، والإغتراب، والوحدة، والفراق..
وأصرخ بإعلى مااستطاع جرحك: إني لها..
كن لها.. ولاتخبر عن ألم..
هل شكى المسيح لغير الدروب والطريق أوجاعه؟؟
هل تشبث المسيح بغير صليب الروح؟؟
أخبرني..قبل اللقاء الأخير،إذاً، ماكان العراق؟؟
ومابعد اللقاء، ماكان العراق، وماسيكون؟؟
إليك ياوطني، يامجموعة ذكريات،
وطفولة تضيع تفاصيلها في واقع يحكمة النسيان،
تبقى وحدك ياعراق، ذاكرة لاتنام..
وسيبقى العراق عراق...

&

إبتسم بوجه الريح الغاضبة..
تصدر أمواج الحنين، وإنتصب قبالة الشاطئ، بترف..
لاتغادر ضفة الوطن، وإن التقط السراب ملامح وجعك..
لاتبارز قطرات المطر،
ان إمسكت بجدائل حزنك المتشظى،على عتبات جبينك..
لاتدع عينك تخذلك ، إمزج دموعك بالضحك..
وفي رحاب البحر، إذكر الفجر
إذكر كيف يغني للنهار، ويداعب عمراً ولى بالإنتظار..
لاتجاهر بيتمك، إستلق على رمال ألمك،
وإحص كم قصرا شيدت من غمام ومن دخان!!
تعلم الأنين، وإعتاد القهر..
سيكتب لك الضياع كما من سبقوك،
وسيكتب لك البقاء، كي تعذب..
سيطول بك العمر حتى تلفضك الموانئ،
وحتى يقتفي الموت خطواتك بنهم..
وستبقى تنتظر، وتنتظر..سيغدو إنتظارك وطن..
فلا تتعجل، ولاتقم صلاة الوداع،فللجرح بقية!!
وتذكر..
من لايخشى المطر، ولا يخجل من دموعك،
أن تغبطه على مأساته المضرجة بالبؤس!!

&

تضاحك الذئاب تحت شرفات الظلام؛
فتحت بساتين الموت أذرعها لإحتضان غربان النار؛
صفع الليل،زهرات النهار، وجن الزمن في طرقات العودة؛
وأخذ الحزن يتوعد المدينة بالخلود؛
غزت أشباح الموت ميادين الفردوس؛
وإمتد النشيج الى عباب الروح؛
وطال الآفاق عويل الصبية؛
حدث هذا ذات دمعة..
حين وقف جلجامش،وحيداً، خارج أسوار غابات الغد، يتسأل من جديد:
- أين أنكيدو ياقوم؟؟
وكان الجواب:
- جريح ، تـائه، منذ خمس صرخات!!

الثلاثاء، يوليو 15، 2008

لم نخلق للفرح ياصديقي،لكننا وجدنا كي نقاوم


مريم الراوي
رسائل مريمية

-1-

قادسية العراق
امتداد تأريخي وبطولي
لقادسية صدام
لذا ستنتصر بغداد؛؛
وسيعود آب،رفيق تموز،ونيسان
محملاً بالبشرى والغد الفتي
لوطن ماكان يوماً سوى محارب شجاع


-2-
وقع العراق اتفاقية..قالت بغداد
صرح ممثل العراق..
وجميعه هرااااء..
لاينطق العراق الا عن وحي مقاومة توحى
من سواعد سمراء بحجم الحنين
لـــ تقبيل رأس ابا جعفر المنصور

-3-

جراحنا سندباد طليق
وشهريار العاشق لازال ينتظر الليل
علّ شهرزاد الجميلة تأتي من بعد غياب
لتقص رواية الخلود
عن وطن شبه للمجوس انهم احرقوه
ورقصوا على شهقات اطفاله اليتم
وستأتي شهرزاد وحتماً ستعود
لترقص مع الشهداء
في ملكوت الغد
ويعود العراق ضحكة وإنشودة نهارية
يطلقها الاطفال حين"رفعة العلم"
ليبقى الوطن بعد اندثار الجنون
ويخلق قيامة العراق من رحم الموت
ونغني معاً:
وطن مد على الافق جناحا
وارتدى مجد الفراتين وشاحا

-4-

حزام ظهر العرب فجروا بيبانه
ومن كل صوب وحدب
دخل شيطان واعوانه
هذا العراق العربي
ناصر بكل جرح اخوانه
ليش ياترى يازمن
صرنا مهجولين
وبكل عين دمعة على الأحباب مثل النهر هربانه؟!
هجموا عليه كلاب
وظنهم يطفون نيرانه
مادروا ذوله الهمج
هذا العراق..يبقى الصمود عنوانه
هذا العراق العربي
مافد يوم نزع غيرته واستبدل احزانه
رضى بالألم والهم
وصار يزهو كل ماكثرت اشجانه
عالي يظل العراق بعزم الرفاق وكل من والانه

-5-
(عَلّيٌ )كرم الله وجهك..
سيصون العراق إسمك..
سيعدم عمائم أكبر من دبر الخنازير وأعفن
وعقول أصغر من حبة الخردل
هذا إن وجد عقل فعلاً
لكنهم سيجدون سرطان الخيانة حتماً
يملأ صدور المواشي
في الحظيرة الخضراء الأمريكية صنعاً
والإيرانية روحاً وقلباً..
وسيعلو ذو الفقار ساعتها
في ساحة الفردوس معلناً:
إن جنة سوى العراق وطناً..


الأحد، يونيو 29، 2008

الى العراق .. هذا الوطن الإسطورة

مريم الراوي
رسائل مريمية

-1-

قيل ان الموت لايعشق صغار السن فلا يرافق سوى الكبيرا
وقيل احيانا يخطأ فيرمي بخطاه في قلب الصغيرا
ماباله اذا هذا الموت ونحن
اتراه فقد الذاكرة وماعاد يذكر سوى العراق رفيقا؟!

-2-

ويسألونك عن المقاومة
قل:
هي إنما من فعل عراقي..

-3-

انا لن اقف مع اولئك العابثين بالرؤوس الخاوية,والمتسلقين جثث الفقراء..
لن امسك بيدي كراسيهم المنزلقة للهاوية,ولن احمي كروشهم المتعفنة..
أنا سأقف مع هؤلاء الواقفين قرب شواهدهم,,بصمت وخوف..
سأبقى مع المغيبين اللذين يُنظر اليهم كأنهم حشرات,لامرئية حتى..
هؤلاء اللذين نمر من جانبهم كثيراً ومطولاً ولكننا حتى لانعيرهم اهتماماً إلا حين نحتاج أن يرضى الله عنا قليلاً فنتكرم عليهم بنظرة وببعض النقود,كي نأخذ عشرات الحسنات جراء فعلنا البطولي!!
أنا لن أقف الا مع المحاصرين بصمتنا,والمذبوحين بدمعنا من وراء المديات.
اولئك اللذين نشارك بقتلهم اليومي،بتبريراتنا اللامتناهية عن الغد الذي سيأتي مشرقاً لعيونهم..ولااادري كيف نخبرهم بأنهم منا ونحن منهم وانهم أشقاء الروح ونصبرهم بالغد وبأمنيات جمه,ونحن نخط على جباههم علامات الإنتظار والإحتضار,وبعد كل هذا نكتب عن صمودهم ونلق بهم في المحرقة,تاركين اياهم غرباء يعانون الوحدة والخوف،نضحك عليهم بأجمل العبارات:
"أنتم الدرع الواقي للأمة،أنتم نبراس الحرية،وانتم المرابطون"..
ونصمت!!!!
-4-
أقضم ضميري،كل يوم،كي لاأرى ولاأستمع لأي خبر..
فيزهر من جديد وتبتلع جذوره القلب،مناجياً الروح:
أن لامفر!!
-5-
أبصم على ذلك الجرح الغائر في صدر هذه الأمة،انه من صنع صمتنا..
أبصم بالعشرة،وأقسم بالغربة،بأننا شركاء في الجريمة الكبرى،
بأننا المتآمرون،وبأننا أبناء المؤتمرون في القمم البائسة الشقية!!

-6-
الى شهداء قادسية صدام
الى شهداء ام المعارك الخالدة
الى شهداء معركة الحواسم
الى كل طفل شاهد اباه يهان
الى كل ام شاهدت ابنها يحرق
الى كل عاشقة رأت حبيبها سجين
والى كل مهجر،يقتله الحنين
والى كل من يختنق بغصة البعد والفراق
لكم كلكم
شاهدة كتب عليها:
"ولاتحسبن اللذين قتلوا في سبيل العراق
العربي العظيم امواتاً، بل احياء بقلب وطنهم يرزقون"

-7-
فلتمطر..ولينطلق سرب الخيالات الى ما وراء مدن الموت والدم..
لتزهر العيون رؤىً،وانوار شتى ساعة غياب الشمس..
ليحترق القلب،بدمع الروح،وليعلو إسم الغد..

الأحد، مايو 18، 2008

رسائل اليهم

مريم الراوي
-1-
لااريد ان اكتب عن النكبة التي سلبت رمح الفجر من كف المحارب الإسطوري..
أريد ان احيا من جديد على ذكرى تلك الليلة التي حملتني عاشقة صوب فلسطين..
لأهزم كل الأقاويل والأكاذيب،التي تتحدث عن موت الوطن في الروح،
سأغبط اليوم مدينتي مابين النبضة والنبضه..مابين الشهيق والزفير،نسمة إسمها غزة..
ياذكراي التي لاتهدأ...ياحنيني الذي لايخجل ان يسقيني من خمر الأشواق حتى أثمل ولا أثمل!!
يا "يافطة"البداية وبوابة الميلاد المبجل..
"رفح"..العروس النائمة على تخت من اشواك وأغصان ليمون بلوري..
ياأضواء محطة الوقود انتشليني من ظلامي..
يا"بهلول" المرحب بالآتي،
لاتغفو على أحلام المنتظرين ولا تقسو على الفقراء الحالمين
غزة..
أكانت تلك الليلة حلم؟أكانت أمنية أم ماذا؟!
قلبت"جواز سفري"فلم أر أي ختم يشير الى وجودي في حضرتك.
فأذكر حينها،إني دخلتك دون إذن من أهل الدار،تعمدت من رحيق أنفاسك رغماً عن البنادق،وعن الجيوش المتمترسة خلف خوفها،ركعت عند محراب حزنك رغماً عن جميع الخونة،والظالمين والكروش المتخمة..
دلفت بستان قلبك الرحب دون خوف ولاوجل،من جراحك العظيمة،لم تلفضي أحداً،كنت قديسة اللحظة بل قديسة جميع الأزمان ..
ياغزة،وانت الان الشاهد على النكبة لم نعد نكتب الى القدس..
بدأنا نستبدلها باألف مدينة ومدينة..
نسينا من ضحوا ومن إنتظروا ومن حلموا ومن غادروا الى السماء مسرعين..
نسينا كل هذا في خضم الصمت المفجوع بالأنين..
نسيناك بكل بساطة أيتها الحزينة,,
هكذا بدون ان نذرف دمعة عند أحد أبوابك الشاهدة على يتم أبنائك..
لاتخجلي من تشرذمهم،
فقط إصفحي عن عذابات اولئك المتسمرين في ساحات الفجر بإنتظار الله!!
فهؤلاء قد ملوا كل شئ، الا الحلم بالرجوع اليكِ ولقائكِ..
-2-
عن ماذا سنتحدث اليوم؟؟
لاادري!!
حسناً,,دعونا في البدء نلقي التحية على الله..
أيها الرب..
نسأل كثيراً عنك هنا في الأرض,وخاصة في بلادنا التي انهكتها الدماء وأسلحة الأقرباء قبل الغرباء
نفتقدك كثيراً حين النهار,ونحن نرى أشلاء أطفا لنا تواريها بقاية صحف الأمس
نشتاقك حين ندلف الليل,وحين يهمس أبني"وطن"لماذا ياامي ليس لنا وطن ننام فيه بهناء؟
أليس أحرى بنا ان نتوجه الى الجنة الآن,لنسعد كما من سبقونا؟
وفعلاً ياإلهي,كثير هم من إلتحقوا بقوافل العائدين الى السماء..وكل يوم يرتفع عدد المهاجرين والمهجرين الى منفى لارجعة منه مخلفين لنا الويلات والخوف والإنتظار..
وقيل لنا يوماً,إننا سنلحق بهم,ولكم تمنينا هذا صدقني,ونحن نطالع الأشباح المتعطشة للموت,وهي تتلقف رؤوس نسائنا ورجالاتنا واطفالنا وشيوخنا ككرات البيسبول بين يديها..لم يتركوا ياالهي,شئ هنا,وكل جميل صنعته,دمروه بإقدامهم ورصاصاتهم الهوجاء
لذا ارجوك,أن لاتنعم علينا بأكثر من الهواء,وقليل من الماء,فلم يعد بوسعنا تحمل نعمك..فهي وبال علينا وبلاء
لانرغب سوى ان ننام بأمان,ونشعر بأننا أصحاب الدار من جديد,لاغرباء
لانريد سوى ان نتجول في شوارعنا التي لطالما رافقت احلى ايامنا وذكرياتنا
أيها المبجل..
طا لت صلاتنا اليك,وطال صبرك عليهم
فأعد عقول الأسوياء حيث موضعها,واجعلهم يمسكون الزناد بيقين,صوب ذلك الأحمق
أخبرهم مجدداً,إنك أنت وطن,وزهرة جميلة,وحلم نقي,وفكرة طاهرة,وبسمة ترتسم على شفاه اليتامى والمساكين
إلق عليهم وصاياك أيها الرب,لايضر إن تعلمنا ابجديات الحياة من جديد,فقد فقدنا الكثير,واتعبتنا المواوويل,والصمت المصلوب في اروقة الأفواه والقلوب.
ولم يزل لدينا بعض الوقت للموت والتعلم..فلقد علمنا الوطن,أن نحتفظ بألحزن والوجع.

-3-
همس إبني وطن في إذني ظهيرة هذا اليوم..
أمي...لم نحن غرباء عن هنا؟؟وأين أبي؟؟ولم البكاء عند اللقاء والفراق؟؟
فأجبته: إسا ل الله,فقد تعبت الإجابة والإنتظار...
وبعد خمس دقائق,أمطرت السماء بوجع مفرط..
بكى وطن عندها,واحتضن العلم..وقال:
ياامي مالنا سوى سواعدنا,فحتى السماء لاتقوى ان تغيير مواعيد السفر!!

-4-
أيها الغرباء في بلادكم,,إحملوا رؤوسكم وحدكم
فلا ثائر غيركم على ظلم حكامكم
وعلى الخوف ان يسقط من افئدتكم,ليحل اليقين بالوطن والفكرة
, راية نبضها الغد وساريتها الصمود على اوجاعكم
اجرم من يؤمن ان تحرير الشعوب يأتي بالصبر على بلائهم
بل هو التمرد بداية الحرية والثورة على الخائنين وطغيانهم..
-5-
أي نوع من التشرذم هذا الذي أصابنا؟!!
غريب, جدا كيف أصبحنا نتخبط حتى في ظلنا,ولانكاد نعرف من يمسك بإيدينا ومن يلق بحجارته على رؤوسنا..
قد يخيل للبعض إن هذا نوع من التشاؤوم او البؤس ان لم يكن ضرباً من اليأس..لكنه ليس من كل هذا بشئ,بل إنه الواقع الذي نفقأ عيوننا كي لانكون الشواهد على جراحنا وهي تصرخ ساعة الظهيرة حين يلامس جلدهاالممزق لهب المتفجرات او يقضي على أخر لمحة جمال في هذه الأجساد شظية عابثة حمقاء عند المساء او حتى حين الفجر المتوشح بالدم المراق من عيون المدينة المصلوبة..
لكن إنتظروا,من قال إن هذه الشظية غير موجه؟؟ومن قال إنها لا تعرف أين وجهتها؟؟بل من المحتم إنها لاتخطأ أبداً وتعرف دربها الناري,هذا ان لم تكن تتلذذ برائحة اللحم المحترق والجلود المسلوخة.
ياوطني..
كل هذه السنوات العجاف التي تقف كما الغربان على جثث الفقراء اللاجئين بلا مأوى هي سنوات عمري أنا..
كل تلك الأشلاء المحترقة والمترامية على أرصفة الطرقات وفي الشوارع والمتكدسة في المحال المهجورة اوالقابعة في ثلاجات الموتى في (الطب العدلي)هي جزء من جسدي..
فأخبرني ياوطني,ما تبقى من هذا الجسد البالي,سوى عظام نخره,تخاف ان تحتك إحداها بالأخرى فتصدر صوتاً وتعتذر,من الأوباش الواقفين على حافة الحياة,والمتصدرين ميدان الموت !!
ماالذي يمكن أن يدثر هذه البقايا سوى سمائك ياوطني!!
أنت كل مالدي,وكل ماذهب وكل ماتبقى,أنت..
-6-
مااقبح الشاشات وهي تلفظ لنا الأشلاء والدماء بلا رحمة..
مااروعنا ونحن نأكل غدائنا امام جراح الوطن،غير مبالين بعيونه وهي تناجي ضمائنا!!
ضمائرنا،هذا المسخ البشع النائم في صدورنا،متى يتحرك؟!!
متى يخرج صارخاً،هائماً،باحثاً عن الوطن؟!!
أي صخرة تلك التي تقبع في أجسادنا؟!
أهذا هو مايسمى القلب؟!
أهذا هو الذي يجعلنا نعشق،ونصاب بالغيرة،ونكتب الشعر ونذوب ونحزن ونبكي؟!
ماباله إذاً والوطن يأن وحيداً غريب؟!!


الثلاثاء، مايو 06، 2008

حيوا مراد السيوطي،، زين الرجالِ .. ياهلااا ياهلااا..

مريم الراوي
دعوني أضحك ضحكتي الأخيرة هههههههههههههههههههههه.....
دعوني أبصق على التأريخ.....
دعوني أنتعل الرؤوس الخاوية....
أرغب ان أقف وسط الشارع وأصرخ عالياً،عالياً جدااااً..
أرجوكم إتركوني أبكي،وأهذي،وأشتم،وأضرب الحيطان برأسي وكفي..
خذوا أقلامي وأوراقي..لاتدعوني أكتب عن النكبة..
لارغبة لي بالكتابة،لكني أريد البكاء على صدر هذه الأمه!!
أقصد على قبر هذه الأمه!!
قرب شاهدة هذه الأمه...
عند مقبرة الغرباء أريد أن أذهب والقي بدموعي ودمي..
"لجنة شعبية من أجل مراد السيوطي"،"رابطة محبي ومشجعي شذى حسون"!!!!!
صوتوا لمراد السيوطي،،أنه صوت فلسطين الذي سيحرر القدس..
أنه المحارب النبيل الذي سيحمل غزة الى ميادين النعيم والجنة الموعودة!!
صوتوا لمراد السيوطي،،فإنه رفيقكم في الغناء!!!!!!!!!!!!!!!
كن عربياً،واترك السلاح،واحمل الريموت كونترول!!وصوت لمراد!!
كن فلسطينياً،واتحد على كلمة واحدة وإسم واحد!!
توحدوا جميعكم تحت راية "ستار اكادمي"!!
صوت لمستقبل فلسطين الحضاري!!
صوت للفن الراقي!! صوت (لـ)فلسطين،ولا تصوت(عليها)!!
ندعوكم لإحياء النكبة بطريقة "هشك بشك"..
لنرسم البسمة معاً على وجوه العطشى،والجائعين في غزة الصمود..
لنلق التحية على المغيبين والمنسيين من أبنائنا المحاصرين هناك،على الحان الطبلة والمزمار..
دعونا نكن متحضرين،دعونا نراهن على آخر ماتبقى من الفرسان..
كما شذى حسون..التي أبهرت الجمهور العربي ب"موهبتها" الخلاقة!!
وكانت خير "سفير لل"العراق الجديد"!!
هذا الذي نريد ان نوصله للعالم أجمع..
..بعد االالف المجازر التي يقوم بها العدو الصهيوني.. إننا لازلنا أحياء نرزق!!
صوتوا لمراد..إنه المحارب الذي سيجلب لنا الإنتصارات،،لانكبة بعد اليوم تذكر،،لاجوع ولافقر،ولامرض!!
لاصواريخ ستهدم بيوتنا بعد اليوم،لاحرب ستعلن على أطفالنا..
السلام آت مع صوت مراد!!
الحرية قادمة مع الحانه !! النصر قادم مع اول "فيديو كليب"له!!
لن ينسى الأرض!!سيمثلكم في جميع الميادين!!
ولايستيعد ان يقوم بترشيح نفسه للرئاسه!!
صوتوا له..فالمستقبل أمامكم مع مراد..
سنوازي الغرب تطوراً ..سنقفز الى النجوم بتصويتكم له..
أيها النشامى،أيه الغيارى..
ثوروا،جميعكم لأجل مراد..
النكبة الحقيقة،هي خسارته..
لاتلتفتوا ورائكم،لاتتشحوا بالسواد قط،،ألبسوا الوان زاهية،تفائلوا..
تذكروا دوماً،،لنمرغ أنف العدو،علينا أن نحقق إنجازاً عظيماً..
ومراد،،هو مشروعكم الوطني والقومي،الذي سيحل جميع القضايا العالقة والغير قابلة للحل!!
يعدكم مراد بفتح المعابر،وانهاء الحصار،وإدخال الغذاء،و الغاز والسولار،والكهرباء والماء،والتخلص من المجرمين،وانهاء الفساد والفلتان!!
صوتوا لفلسطين الجديدة..بال(نيو لوك) الغربي!! تجدوا مايسركم أيها الغرباء المحاصرين!!
ها هي غزة الموجوعة تصدح:الله حي .. الله حي..مراد السيوطي هيو جي.. الله حي الله حي!!
وها هي رام الله الفاتنة تغني:يامراد يامراد من رام الله لبغداد بصوت واحد ياشباب،حررنا القدس وبغداد!!
لانكبة بعد اليوم...لانكبة بعد اليوم...،فهللوا ياإخوتي!!!
رجع الوطن يماااااااا..

ملاحظة عاجلة \\\
حنظلة.... حنظلة...
أحم المفتاح من أهل الدار!!!




الأربعاء، أبريل 23، 2008

برافو يا سوسو

مريم الراوي
سوسو ياسادة ياكرام..
بطلة من هذا الزمن الأغبر,الذي يكشف لنا إن ليس معنى الصمت في حضرة الأخرين أدب واحترام..
لكنه قد يكون نوعا من التكتيك ونوع من الانبهار..
تكتيك يوصل الى قمة الهرم العالي,وانبهار بالكرسي الذي علقت على مسنده جميع الرغبات والأمنيات..فبات من الصعب ترك الغالي لأجل حفنة قمح بالي..

سوسو ياسوسو

سوسو بدأت حياتها ملتزمة,ولاتتحدث الا بوقار,وهكذا ادعت طوال حياتها,ما إن تتحدث عن الله حتى تبدأ بالبكاء,والإستغفار..
ياسوسو,إهدي..
ولكن سوسو لاتكل ولاتمل من النحيب على احوال بيتها البائس,فالخبز لايكفي للصغار,والماء لايشفي الظمأ,ولادواء للكبار..ياويلتــي الدخلاء دخلوا الدار..
سوسو ياسوسو

سوسو,كانت من اهل الدار,ونشهد لها انها كانت هكذا يوماً,تخاف عليه ,تدفع بالرياح عن وجهه,ولاتخشى سوى غضب الله واليتامى الموجوعين..
كانت لاتنام الليل حتى يطفأ اخر قنديل في الدرب الحزين..
لاتأكل حتى يشبع الجائعون,,
لاترتاح حتى يبتسم المتعبون..
سوسو,كانت على خلاف مع فوفو,وفوفو هذه كانت تؤام سوسو,كان يطلق عليها" فوفو المناضلة",وفوفو حملت السلاح يوماً بوجه الكلاب السائبة..وقدمت ماقدمت حتى اكل الدهر من صبرهاوتركها عجوزا ناحلة, إلا أنها وبعد ان اتخمتها الموائد الزائفة والوعود الكاذبة تحولت الى شمطاء,فاسدة,خرجت عن دستور الدار وقوانين الأرض,فلم تعد تهتم باليتامى,وماعادت تصاحب سوى الذئاب,معللة هذا العبث بالسبيل الأقوم للنيل من قطاع الطرق المتوحشين..
فوفو,كشفت عن عورتها بعد ان صافحت أشباح الليل..
وهؤلاء لامكان لهم,جاؤوا من اقاصي الكون وتدفقوا غرباناً الى مدينة الحلم الجميل..
لكن فوفو,لها" نظرتها الثاقبة"هكذا كانت تؤمن"لذا باعت اعمدة الدار مقابل كومة من خشب يسند سورها الخارجي..وبدأت فوفو ترقص وتتعرى يوما تلو يوم,فوفو تكرشت..فوفو تزينت,فوفو تملك السيارات الفارهة,فوفو جاءت,ومن خلفها المطبلون..لكن فوفوفقدت هيبتها التي كانت تعلو ملامحها وكلماتها..القي في قلب فوفو الكثير من الحقد وماعادت تهتم سوى لجسدها المترهل المشبع بالطعام الفاسد والذهب المزيف الرخيص..
وسوسو الزاهدة,كانت ترفض أحااديث الليل,وتنتفض غضباً إذ ماسمعت نداءا يجمعها والدخلاء في ذات البيت..
سوسو ياسوسو

لكن سوسو,ظهرت يوماً في ساحة المدينة تتجول بردائها الطويل الأنيق..تحمل كتاباً مقدساً وتطوف المدينة المنكوبة بصمت عميق...
ومع هذا كان الجميع يسمعها,ويدرك حزنها,ف فوفو كانت قد أتت على كل شئ جميل بتخليها عن أشجارها ومفاتيح بساتينها..
كان لوقفة سوسو في الميدان وحيدة, الأثر الأقوى في نفوس اليتامى,,مع انهافي الحقيقة لم تكن وحدها في الميدان,فهنالك جوجو الاحمر,وجوجو الأخضر..لكنهم لم يكونوا كما سوسو,ف سوسو كما هو معروف عليها"مكرها"فهي تعرف ان الميدان كبير لكنها تدرك اي من الزواياتلك التي ستجعل عين الشمس تلقي عليها بضيائها وتلمّع من ملامحها القابعة خلف ستار..
سوسو,ياسوسو..

كان يومها حين اعلنت انها تريد ان تترك الصمت وتواجه بطش شقيقتها فوفو..
فوفو يافوفو
هاجت,وماجت,وصرخت
حتى ضُربت على أم رأسها..
فكانت سوسو هي الفائزة هذه المرة..
هاج اليتامى بخطى واحدة صوب سوسو,مهنئين لها هذا الفوز العظيم..
بل فوزها الساحق الماحق..
سوسو ياسوسو
خلعت وشاحها الأخضر,والقته على المدينة,معلنة تأريخ جديد بإنتظار هذا الشعب العتيد..
سوسو ياسوسو

سوسو رقصت,سوسو جلست على الكرسي,سوسو تكرشت,سوسو لعبت,سوسو اعجبها الوضع فراحت تتمسك بالكرسي أكثر,سوسو أستعانت بأصحاب الحجج المتلونة, وعمائم أكبر من اطار العجلات التي تركبها سوسو..
سوسو ياسوسو

تعلمت التملق,بدأت تنطق,اتقنت الرقص على نوتة الكلمات والحان الخطب المدوية..
سوسو ياسوسو,
بدأت تشلح,تتغنج,ولاتخجل..
سوسو أضحت راقصة تعري ..
سوسو هي راقصة البلد الاولى..لامنافس لها,كسرت سوق فوفو..فالأخيرة كانت تعاني المرض,والسرطان بدأ ينخر مايطاله ومالايطاله يتركه للهواء المتعفن,كي يقوم بسلخ الجلد وينثره فسادا في الأرض..
فوفو..انقلبت على ذاتها ,ليس اصلاحاً ولكن حقدا..
بدأت تأكل بعضها البعض..
فوفو,مصابة بلعنة الغدر..
فكما غدرت بالأرض أخذ التأريخ يومه وبدأت بقتال الذات..
و سوسو..سيدة الرواية ال"طاهرة"..المتمنعة,
"التقية",اول ماكشفت عن فخذيها حين ركلت ابنائها اليتامى,ودحرجت رؤوسهم من اعلى السلم حتى غياهب الجحيم..
أذاقت المدينة ويلات واحزان جمة,تفوق مافعلته فوفو..
حتى فوفو كانت أشرف منها,لم ترتد زياً لايخبر عن هويتها,لم تتفنن بإنتزاع الاحاديث ولا الأيات وتلصقها بألسنة المتحدثين على المنابر..
ومع هذا,فإن سوسو وفوفو سيان في الكذب والخداع وزيف المبادئ..
فوفو الملعونة وسوسو المسخ الهائجة..
سوسو,الان تستهبل,وتتفنن في ايقاع نفسها بالمقالب..
يضحكني غبائها,وتصميمها على كلمة مبادئ..
سوسو الأن تطالب بنصف التركة!!
سوسو تريد ان "تتفشخر" بذكائها الرباني فتلقي عن غير قصد اجمل نكتة قيلت على مدى القروووون المنصرمة والاتية منها"
إن سوسو توافق على قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967 إذا وافق الشعب الفلسطيني على ذلك من خلال استفتاء. لكن سوسو تقول إن المصالحة الوطنية مع حركة فوفو ضرورية قبل إجراء ذلك الاستفتاء"..

هل رأيتم سوسو ديمقراطية,
سوسو تؤمن بالشورى,
لكن سوسو فقدت"مكرهاوقدرتها على التمثيل" منذ ان اعتلت منصة التعري,ومنذ ان ازاحت الستار عن مكتشف مواهبها الخلاقة!! ومنذ ذلك الحين بدأت بألقاء نكاتها السمجة وبدأ مشوارها مع الفن الهابط..
"سوسو ياسوسو"
عقل سوسو العوراء,منقاد كما الحملان خلف العباءات السوداء الطويلة..
مقيد بلحى العجائز الآتين من فوهة جهنم..
سوسو العوراء عارية الان..
لاتلتحف حتى بقطعة ورقة رسمية تثبت هويتها العربية..
سوسو الشمطاء,يظلها اكاذيب عن الشجاعة والقوة المستمدة من عباقرة الخداع والزيف..
سوسو ياسوسو
اوف منك ياسوسو,طوال تلك السنوات,وكنتِ تنامين على طلسم من كتاب اعجمي,تلقي بارواح اليتامى في الهواء وتخبري المتسألون "إننا عن أرضنا لمدافعون وان عز السلاح"!!
فعلاً ياسوسو, أنتِ إخت ذلك المتعمم بالفتنة والقبح "نص زلمة"
الراقد كالبغل في جنوب البلد الحزين..
سوسو.ياسوسو

تعري فاليوم يومك..كما كان لفوفو أيامها..
سوسو يا سوسو,
استمري,وتاجري,واكذبي واكتمي صرخات المعذبين,أقتلي بكلتا يديك اخر النبضات واولى علامات الحياة..
احثك على القتل ,فإستمري..
أستحلفك أن تبيعي ماتبقى من فتات وطن..وارجوك ان تقتلي الصبية المتواجدين خلف مقاعد الدراسة,والفتاة الذاهبة نهاراً لملاقاة حبيبها..
خذي الرجال جميعهم,الى محرقة لا نجاة منها..كسري نوافذ المدينة,هشمي القبور..استجدي الدموع وانتِ صانعة الحزن..
تتبعي اوامرالمجرمين حرفاً بحرف..
وتذكري,وليس انت فقط,بل جميع حكوماتنا البغيظة والتي تقتلنا كل يوم,من خليجها المترع بالعمالة حتى محيطها النائم في احضان الغريب:
"وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين"..

الأربعاء، مارس 19، 2008

المعتقل "جميل"..

مريم الراوي
اترى سيشفع لنا المعتقلون صمتنا ووقوفنا امام عتبات الرب بكلمة "الله كريم",و"ياحنان ويامنان",عل السماء تمطر رصاصاً او يجود علينا الزمن بطيور ابابيل تقتلع الوحوش من بين ازقة البلد الحزين؟!
من الذي علينا لومه الان,ليندي إنغلاند؟المحتل واذنابه؟نحن؟الوطن؟السماء؟
أي شئ يمكن له ان يقف الان امام كارثة المغيبين في السجون والألم ؟؟
من سيذكرهم ان جاء الغد؟؟من سيلقي على افئدتهم تحية الصباح؟؟
اخبروني من سيلقي حكايتهم في الغد القريب؟! ويخبر الجموع التي ورثت الصمت من اسلافها,انه كان لنا رفيق بكافة مسمياته"اخ,أب,زوج,أبن,صديق" كان يحيا كما نحن الان,يشرب ويأكل ,يحب ويكره,ينام متأخراً,ليصحو نهاراً على عجل,يذهب للعمل دون افطار خوفاً من الوقت الاعمى الذي يجري كما القطار المجنون!!
نعم,كان لنا رفيق وبكامل مسمياته,ينتظر ان يحمل ابنه بين يديه,ولطالما حلم بإقتناء سيارة كي يقل حبيبه الصغير الى المدرسة صباحاً,وحين العودةالى البيت يتحدثان عن الدروس والاصدقاء الجدد..
وهذا المعتقل المدمى اليدين,ذو الجسد العاري النحيل,والعين الغائرة,كان يدعى جميل,كان عاشقاً لصابرين,ولطالما خرجوا سوياً في شوارع المدينة التي طُمرت معالم فرحها تحت اقدام الحقد الدفين..
جميل كان مسالماً,لايفكر سوى بالبيت الجديد,وبليلة العرس التي ستقام بين اشجار النخيل..ولكن في يوم القيامة الذي اقامة المتكالبون من الجراد,اقتيد جميل,والى ابو غريب كان دربه,وقيل لاحقا في بوكا,بل ان كثيراً اخبروا ذويه انه في سجون خاصة لايعلم عنها حتى من يقرأون الغيب!!!
وصابرين,كما المجانين,تلف الدهشة ايامها وتبكي بصمت في الليل الحزين..
ومن ابو غريب الى بوكا الى الف سجن,
قضت بقية اوجاعها في سؤال لايزل يتنقل من مكان الى اخر معها"أين جميل"؟؟
ياصابرين,,إذهبي الى ليندي إنغلاند فتأتيك بالخبر اليقين..
إذهبي الى ميدان صمتنا لتشاهدي الجحيم..
إركضي صوب الوطن,فهو جميل..
جميلنا ياعزيزتي,,اضحى مجموعة صور..
وايقونة تعلق على ابواب مراكز حقوق الانسان الزائفه..ويافطة كبيرة تحمل في المسيرات الكاذبة..
جميل ياصابرين,,يسعى الان مابين الصرخة والوجع..يقتات على ماتبقى من انسانيته,كي يبقي على قلبه حيا..
جميل الان يقبع في زاوية النار,يقرأ باسم الله والوطن لينتصب الحلم في الذاكرة التعبة,قبساً من امل ويقين..
لاتسألي عنه,فهم لن يجيبوك,ولن يرحموا لوعتك,لانهم ببساطة لايفهمون معنى الحب..
لاتسألي السجان لم القسوة,لكن إسألي من يمتلك المفتاح لم الخيانة؟!
إسألي من اغتصبك بالامس,أليس من المخزي ان تمس أختك وتهديها لاحقاً للقاتل القذر؟؟
اما بجرم هو ان يسير المحتل الغازي في ارجاء الدار الطاهرة؟!!
إسألي كثيراً ولاتنتظري أي جواب,ولاتستمعي لصيحات المارق ونداءات السراق..
إعتصمي برؤياك اليومية,وتعمدي بدموعك ساعة الفجر,وافتحي ابواب الصبرعلى مصراعيها,فهنالك ملايين كجميلك,منهم من ثقبت عيناه,ومنهم من احرق حياً,ومنهم من اخترقت الرصاصة فؤاده,ومنهم من سقط من الحزن,واخرين تنهش الكلاب لحمهم كما لو كانوا طعاماً لهم!!!!!
ااااااه,يطول الوجع ياسيدتي,وليندي إنغلاند ليست وحدها من تستطيع ان تحدثك عن فنون التعذيب والتنكيل وتخبرك,إن شبابنا الجميل وجميل ذات نفسه,مقيدون بسلاسل كما الدواب,فلا تندهشي,إن سمعت عن لعبة الاصوات التي يقوم بعرضها معتقل امام السجان والجندي,ولاتتعجبي,إن تعالت ضحكات السكارى من الوحوش والخدم,على جثث تكدست فوق بعضها البعض,عارية الا من الخجل!!
لكن...
لاتحزني,فمن دم الضحية يولد حلم مؤزر ببندقية...
لاتحزني,ولكن,,إبصقي بوجه صمتنا,
وتيقني ان لجميل رفاق,كل يوم هم على موعد مع المنية..
سائرين نحوها بإبتسامة حنين للوطن والغد والإنسانية..
صابرين,هوني على جرحك,ولاتعاتبي جميل على عشقكِ,
بل احملي اللوم,على الغرباء,والمتسلقين,والمتملقين,وعشاق التبعية..
فكل معتقل في بلادي,شمعة ,
وان انطفأت الحياة في عيونها,لكنها حتماً ستنير دروب الحرية..
وشكراً لك ليندي إنغلاند,لانك لم تندمي على فعلتكِ, فمجرم من ينتمي لغير بلاده,ونعم البلاد والديمقراطية!!

الاثنين، مارس 17، 2008

من أقوال رياح الحزن..

مريم الـراوي
-1-
المدينة التي نحب أمست غريبة..
ومن جئنا لندفن عيوننا في راحتهم أضحوا غرباء..
ونحن ابعد مانكون عما نعشق..
فأي وطن هذا الذي ننشد واليه نَحِن؟!
-2-
أصاب الإعياء فؤادي,
وجبيني أضحى منصة تدوسها افكاري,ليل نهار,
وماعادت اللحظات تسعف مخيلتي كي يكف القلق عن الهطول.!
فهل يمكن لهذا الكون أن يتسع لأحزاني؟؟
-3-
الكآبة تمضغ قلبي,فلا يجد السرور له زاوية يرقد فيها من فرط الوجع!!
وانا ماعدت انا..وجميع الأشياء ماعدت أعرفها,ولاهي تعرفني..
-4-
اخبرني أبي يوماً ,إن اسعد انسان على الأرض هو الفقير..
وحين دلفت بساتين التعب وغابات الإرهاق,
ولجت دواخل الفقراء..
فكانوا اقرب الى الله من السماء,واشد تمسكاً بالغد ,
واجمل من طائر النهار حين يتوافدون على موائد الرضا..
-5-
قلنا يوماً "بأننا سنصمد ولن نركع"
ومع بداية الصيف سجدنا لهبل الأحمق,,
وتوضئنا من دماء ذلك الأبتر..
وعند المغرب صلينا على بقايا وطن,
وإمامنا كان سيد الرعونة,بل وايضاً أخرق..
-6-
الفكرة ياقومي,
أقدس من ان توضع في جيوب الوقت وتتعفن بمرور الصمت..
والبقاء,
كصرخة تختال بغرور في فم الكون المضرج باللام والآهات اللامنتهية..
-7-
الهزيمة..
هو ان لاتدافع عن الفكرة..
الحدود..
وهم من اسلاك شائكة وكلاب مجنونة بزي عسكري!!
الإحتلال..
هزيمة الذات امام نفسها..
الوطن..
عرين الذكريات المصلوب في الروح الموجوعة..
المستحيل..
فيض من خرافة وادعاء مقيت..
الدرب..
سالكة الى الضفة الأخرى مازال في الأفق نداء وفي العقل يقين..

الأربعاء، مارس 05، 2008

فزورة لا خفية ولا مستورة


مريم الراوي
انا وجلجامش رفاق
فنحن الاثنان حزانى,يأكلنا الوجع اليومي,
على مأدبة الصمت القاتل..
انا وجلجامش خطفنا الليل يوماً,
ولم يعيد لنا أنفسنا,
فتنحى النهار بعيداً عنا وظل الألم يدركنا..
انا وجلجامش أضعنا بوصلة الروح,
بل هي تركتنا واشارت للأرض,وغابت..
انا وجلجامش واحد,
فكلانا فقد ظله ساعة المغيب..
لكنه اكثر حظاً مني,,
فأنا تركت ظلي..
ولنكن صريحين اكثر,
اناخنت ظلي,
انا وعدته ان اعود له يوماً,
لكني مارجعت..
اخبرته اني سأحارب لاجله,
لكني كذبت..
جعلته ينتظرني في نيسان,وفي تموز,حتى ايلول,
لكني كنت قد نسيت..
انا وجلجامش بؤساء
لكني اشد بؤس,
فأنا امتلك زهرة الخلود,
لكني مقيدة الافكار..
وجلجامش حر طليق,
نعم,هو حزين,لكنه طليق..
انا وجلجامش رأينا كل شئ,
لكني فقأت عيني عمداً,
لأنكر إني شاهدة وهناك كنت..
لاني لست بجلجامش القوي..
فيا جلجامش يارفيقي وصاحبي,
تعال خذ,زهرتي ,
وإلقني بين النار والثعبان غريبة..
تعال خذ ذكرياتي وامنيتي
فلاحاجة لي بها,
فحتى هي ضجرت صحبتي..
جلجامش ياصديقي
لاتفكر,
اودعتك عيوني وحزني,,
وهمومي سأعطيها لاوتنابشتم
فهو يعلم كيف يفسرها,ولن يتلعثم
سيلقيها من على منصة الغرباء,
ولن يكذب..
وسترون ياجلجامش اي ظلم ظلمت ولم اتكلم..
ستعلم ياجلجامش اني مثلك,
لم أخن يوماً أنكيدو,ولم اقتل
سيحدثك حزني يوماً,كيف إنهم باعوني
واخبروني بأني قاتلة ومجرمة وخائنة
لكني لم اخن..
ياجلجامش,انهم يحاكموني على غبائهم,
ياجلجامش,إنهم يطاردوني بزيف كلامهم,
ياجلجامش ماذنبي ان لم اكن أنت؟!
يارفيقي...
هذا اخر الكلام,واخر اللقاءات بيننا..
أنا آمنت بالأرض والإنسان,فهبوا لقتلي,
وجميع اعترافاتي السابقة ليست لي,
بل من دفاترهم المكتوبة مسبقاً بحبر أجنبي!!
وجل مأساتهم ان زهرة الخلود لدّي..
ياجلجامش,,
ألم ترني ازور المقابر ليلاً وانا اتعثر بشواهدي؟؟
لاتستغرب,كل الشواهد تشير الي,
حتى ان اسمي منقوش عليها..
لكني حية ياجلجامش لم أمت..
لازلت اواجه سجانيهم بإبتسامة النصر,
واتلقى الضربات تباعاً,
واقف وحيدة إلا من يقيني بالغد..
ياجلجامش,,
والغصة تبتلعني حين أشاهد بصمات دمي ترقد على اكتاف المساند,
هل يمكن للسجان ان يدخل بيتي؟؟هل يعقل ان البيت يحتله الاجانب؟!
هي صرخة واحدة ياجلجامش, اطلقها كل يوم وكل لحظة, منذ ان اقتيد من السجن حتى المنزل فجميع الملامح واحدة ياصاحبي,وماكان سجني سوى بيتي,وما سجانيّ سوى إخواني.!!
إضحك ياعزيزي فالبيت واحد,والسجن واحد والسجان واحد لكن ربهم لم يكن واحد,فمرة سمعتهم يتكلمون وهو يدورون حول الموائد,إن ربهم ابلغهم ان عليهم ان يقتلوا كل مارق,وانه سوف يقوم بإختيار البيادق,ليحموا بيت جارنا من انتشار البنادق..
فيارفيقي الباسل,هل تراك تفهمت من الرب ومن هو المقاتل؟؟