الأربعاء، مارس 05، 2008

فزورة لا خفية ولا مستورة


مريم الراوي
انا وجلجامش رفاق
فنحن الاثنان حزانى,يأكلنا الوجع اليومي,
على مأدبة الصمت القاتل..
انا وجلجامش خطفنا الليل يوماً,
ولم يعيد لنا أنفسنا,
فتنحى النهار بعيداً عنا وظل الألم يدركنا..
انا وجلجامش أضعنا بوصلة الروح,
بل هي تركتنا واشارت للأرض,وغابت..
انا وجلجامش واحد,
فكلانا فقد ظله ساعة المغيب..
لكنه اكثر حظاً مني,,
فأنا تركت ظلي..
ولنكن صريحين اكثر,
اناخنت ظلي,
انا وعدته ان اعود له يوماً,
لكني مارجعت..
اخبرته اني سأحارب لاجله,
لكني كذبت..
جعلته ينتظرني في نيسان,وفي تموز,حتى ايلول,
لكني كنت قد نسيت..
انا وجلجامش بؤساء
لكني اشد بؤس,
فأنا امتلك زهرة الخلود,
لكني مقيدة الافكار..
وجلجامش حر طليق,
نعم,هو حزين,لكنه طليق..
انا وجلجامش رأينا كل شئ,
لكني فقأت عيني عمداً,
لأنكر إني شاهدة وهناك كنت..
لاني لست بجلجامش القوي..
فيا جلجامش يارفيقي وصاحبي,
تعال خذ,زهرتي ,
وإلقني بين النار والثعبان غريبة..
تعال خذ ذكرياتي وامنيتي
فلاحاجة لي بها,
فحتى هي ضجرت صحبتي..
جلجامش ياصديقي
لاتفكر,
اودعتك عيوني وحزني,,
وهمومي سأعطيها لاوتنابشتم
فهو يعلم كيف يفسرها,ولن يتلعثم
سيلقيها من على منصة الغرباء,
ولن يكذب..
وسترون ياجلجامش اي ظلم ظلمت ولم اتكلم..
ستعلم ياجلجامش اني مثلك,
لم أخن يوماً أنكيدو,ولم اقتل
سيحدثك حزني يوماً,كيف إنهم باعوني
واخبروني بأني قاتلة ومجرمة وخائنة
لكني لم اخن..
ياجلجامش,انهم يحاكموني على غبائهم,
ياجلجامش,إنهم يطاردوني بزيف كلامهم,
ياجلجامش ماذنبي ان لم اكن أنت؟!
يارفيقي...
هذا اخر الكلام,واخر اللقاءات بيننا..
أنا آمنت بالأرض والإنسان,فهبوا لقتلي,
وجميع اعترافاتي السابقة ليست لي,
بل من دفاترهم المكتوبة مسبقاً بحبر أجنبي!!
وجل مأساتهم ان زهرة الخلود لدّي..
ياجلجامش,,
ألم ترني ازور المقابر ليلاً وانا اتعثر بشواهدي؟؟
لاتستغرب,كل الشواهد تشير الي,
حتى ان اسمي منقوش عليها..
لكني حية ياجلجامش لم أمت..
لازلت اواجه سجانيهم بإبتسامة النصر,
واتلقى الضربات تباعاً,
واقف وحيدة إلا من يقيني بالغد..
ياجلجامش,,
والغصة تبتلعني حين أشاهد بصمات دمي ترقد على اكتاف المساند,
هل يمكن للسجان ان يدخل بيتي؟؟هل يعقل ان البيت يحتله الاجانب؟!
هي صرخة واحدة ياجلجامش, اطلقها كل يوم وكل لحظة, منذ ان اقتيد من السجن حتى المنزل فجميع الملامح واحدة ياصاحبي,وماكان سجني سوى بيتي,وما سجانيّ سوى إخواني.!!
إضحك ياعزيزي فالبيت واحد,والسجن واحد والسجان واحد لكن ربهم لم يكن واحد,فمرة سمعتهم يتكلمون وهو يدورون حول الموائد,إن ربهم ابلغهم ان عليهم ان يقتلوا كل مارق,وانه سوف يقوم بإختيار البيادق,ليحموا بيت جارنا من انتشار البنادق..
فيارفيقي الباسل,هل تراك تفهمت من الرب ومن هو المقاتل؟؟


ليست هناك تعليقات: