السبت، مارس 01، 2008

ياوطني ,, إنبذنا والسلام..

مريم الراوي
ونعود الى حيث كان بداية الوجع..الألم الفلسطيني..ماأن يهدأ قليلاً ولو قسراً,حتى تصفعنا,أشلاء الأطفال النائمين بلا ذنب ,نومتهم السرمدية في وداعة لاتوصف وحلم لم يكتمل..موال اعتدنا ان نسمعه ليل نهار,ألفناه كثيراً,فأصبح والصمت سواء..بكاء ونحيب عرفناه على مدى أكثر من ستين عام,,فأعتدناه وأضحى نغمة مملة فصمينا حتى ضمائرنا ,
واتخذنا من الموسيقى الغربية بديلاً عنه وكل نام جنب ليلاه!!
لذا لايهم,ان اقترف البرابرة جريمة اخرى فوق جرائمهم..
لذا لايهم,إن انتزعوا الحياة من اكف الصغار وهم يلعبون بجوار المنزل..
لذا لايهم,إن تحولت الشموع لدموع في ليل فلسطين الكئيب المضرج بالوجع..
لذا لايهم,إن نادى الصبي اباه:ياابتي اني ارى ظلام يتسلق عيوني فأين أنت؟!
لذا لايهم,إن غطى التراب قلب بالأمس كان ينبض بألف حلم وأمنية..
لذا لايهم,إن تمزقت الملابس على حبال الغسيل,واضحت شواهد لمن كانوا هنا.
لذا لايهم,إن تهدم الجدار على رؤوس الصغار والكبار وعلى الصور والاثاث وعلى زهرة البنفسج التي نبتت في غير اوانها..
لذا لايهم..ولن يهم,,ولن يخطر على بال احد ان يخرج الان في هذا البرد المجنون,او في الصباح او حتى حين العصر,قاصداً شوارع الصمت,وازقة السكوت,ليحمل لافتة يحارب بها هذا العدو الوحشي الهمجي..فلنا اذاعات ومحطات تبث على الهواء مايحصل من انتهاكات وجرائم وابادة وقتل وتمزيق وحرق وتعذيب وو و و بمنتهى الشجاعة وبمنتهى البساطة تعرض كل هذا واكثر الشاشات الملونة,,وبمنتهى الفخر والاعتزاز ستستنكر,وستشجب,وستندد بقوة حكوماتنا الباسلة الحرة..فلم الاهتمام أكثر؟!
واي فلسفة تلك التي ستبرر لنا معنى الصمت وتشرح لنا,طرق التحدي وأليات الصمود واسباب الهزيمة؟!!
مساكين نحن,وعيوننا لاتزال معلقة على ابواب التأريخ علنا نخرج يوماً من ثقوب الزمن سيوفاً وبنادق وضمائر لاتهدأ..
بائسين نحن ولانزل نراهن على اكفنا المغروسة في خاصرة المصلوبين على امتداد الحدود الزائفة ..
فشكراً لكِ أمتي..وعذراً لك ياوطني..
فجميع الفرسان غادرونا الى حيث لاعودة..وجميع المبادئ أبيدت منذ ان لاح الصمت كخيارنا الأوحد,والحل الأنجع لنحيا في هذا الزمن..
عذراً ان نطقنا يوماً ما بشعارات وهتافات ثورية اوحماسية..
عذراً ان أخطأنا يوماً وقلنا امبريالية ووحشية واستعمار ..
عذراً ان بصقنا بوجه الحكام,,
عذراً ان شتمنا الملوك والأمراء..
عذراً ان تمسكنا يوماً بالسلاح,,
عذراً منك ياوطني,,الالاف المرات..
فقد كنا واهمين,كما انت الان تقف وحيداً,غريباً تصارع اشباح الغادرين..
عذراً ياوطني,أخطأنا في ألمك,,عذراً ياوطني فها نحن امامك,
نحمل نعشك,
ننتظر موتك,
كي ننشد لك,
ونخبرك,إنا واقفون جنبك..
لنكذب عليك,
ونلقي بأدمعنا في حضرتك..
لنضحك عليك,
ونقول ها هي ارواحنا فداء وجعك..
لاتصدقنا..فنحن الناقضون لوعدك..
لاتصدقنا,فنحن الصامتون على جرحك..
لاتصدقنا,فنحن الممسكون بالمشنقة على رقبتك..
لاتصدقنا,وابصق على ارواحنا,احرق كلماتنا,
وعلى الأجساد فليحل سخطك..
ياوطني المذبوووح,,
اني كفرت بجميع الشعارات وبشعبك..
ياوطني الغريب..
إقترب من جنتك,وأهديناغضبك..
لاترحمنا,اقترف فينا أقسى الأحكام,
فنحن احقر حتى من عدو يحتل أرضك..
إنهض ياوطني,
وإركل رؤوسنا الخاوية,,
إصفع مؤتمراتنا الكاذبة..
قم ياوطني,,
لملم احزانك,
وامش فوق جثث الصامتين,
المتشدقين بالتأريخ وبالعشق الزائف..
تباً لنا ياوطني,,
تبا للذاكرة المبعثرة
وللصواريخ المتبجحة بدقتها..
تباً...

ليست هناك تعليقات: