الأحد، مارس 30، 2008

كلّ شيء لونه أبيض


شوقي مسلماني
1 ـ
ميناء لبحّارة
تجفّفهم الشمس.

2 ـ
ربّما المسألة
مثلما تكون الرؤية الأخيرة
هي أفضل من وراء حجاب كاشف
وما قد تحتجّ به هو أيضاً ذاته مؤسّسة
ومثالاً لا حصراً: الأخلاق السائدة
الجماعات السائدة
الأطروحات السائدة
السادة
المسودون
الأسماء المغلقة
الصعود نزولاً
الطعنات المتبادلة
لا يزال كلّ شيء عينه
سوى أنّ ميدان القتال قد طاله التحديث
العينان الإثنتان فقط
العين الثالثة المقتلعة عن سابق إصرار وترصّد
الجُنَح والجنايات
جملةً وتفصيلاً
الذين هُزِموا ونهضوا
والذين نهضوا فهُزِموا
فأن تعيش كريماً
أو تموت عزيزاً
في ذروةٍ بعينها
الورقة التالية الأخرى أبداً
فقبلها ورقة وبعدها مجرّد ورقة
في سِفر صدْفة وخطأ وحظّ
لا وليس ربّما بل بالتأكيد.
هذا الخلل أيضاً مِنْ عيوب هذه المؤسّسة.
3 ـ
القيود!
هي التي كسرتْه
وقلبٌ!
منزوع من الصدر.
4 ـ
عيناه يكسّرهما
ولا أنتَ الضرير ترى.
5 ـ
لأنّه يُرى ابتسم
عوض أن ينكسِر.
6 ـ
شخص في المرآة
يحدِّق إلى عينين غاضبتين
ولا صوت له مهما أصرخُ
بملء فمه.
7 ـ
مطعون أيّها النسر الملقى مِنْ عليائك
على خردة ظلّك في الملح الشاسع.
قلْ ما تشاء غير هذا الإنطفاء فيك
قلْ ما تشاء يا رئيس الطيور
غير هذا الإنكفاء في جناحيك
وهذا التشنّج في يديك.
8 ـ
بالصوت والصورة ينقلون وقائع المذبحة.
جثث في الشوارع، دمار.
ونقرأ في صحيفة:
"لا تصدِّقوا شيئاً من ذلك"!.
صديقٌ للكاتبة وهو ضابط في الجيش
ويراسلها عبر البريد الألكتروني مِنْ قاعدة عسكريّة
يؤكِّد لها ذلك.
لا، لا عيون غاضبة.
وحجّتها الدامغة أنّ الضابط الذي يراسلها
عبر البريد الألكتروني
هو صديقها!.
9 ـ
قلبي الغاضب يهرع بعقلي
نحو الزاوية المعتمة.
10 ـ
كلّ شيء لونه أبيض.
11 ـ
مُحاط بالعويل.
12 ـ
الذين أُبيدوا ليس لديّ ولا صورة لهم
مهما أفعل في الساعة المتأخِّرة
من هذا الليل.
Shawki1@optusnet.com.au

ليست هناك تعليقات: