‏إظهار الرسائل ذات التسميات ماهر الخير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ماهر الخير. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، أكتوبر 19، 2009

من بين 200 فيلم، يتم اختيار فيلم" صوت الشعر " لماهر الخير في مهرجان كانبيرا للأفلام القصيرة


برعاية ودعم حكومة العاصمة الأسترالية وجامعة كانبيرا وسينما داندي ومؤسسات إعلامية وتجارية عدة، قدّمت كانبيرا مهرجانها السنوي للأفلام القصيرة في دورته الرابعة عشر. وقد احتوى على 12 فيلم وهي: قلوبنا الصعبة، حول العالم في أربع دقائق، أحمر، انطلاق، الرجل ذو الجورب الأسود، رجل الفضاء، اخرج عصاك، كل شيء أيام العمل، أخرأفضل أمنية، ذهب الى الصيد، شفاء، وصوت الشعر للقنصل الشاعر ماهر الخير. وقد تم اختيار هذه الأفلام من أصل 200 فيلم.

شهد المهرجان نجاحاً منقطع النظير، فتذاكر الدخول بيعت بكاملها وهناك من لم يستطع الدخول لعدم توفر تذاكر لكل الذين تهافتوا الى هذا الحدث الذي كان بمثاية احتفالية كبيرة للعاصمة الأسترالية.

وقد نال فيلم " صوت الشعر" أو " The Voice of Poetry " اعجاب المشاهدين وتصفيقهم الحار، وقد التفوا حول الشاعرماهر الخير يقدمون التهاني، نظراً لاختلاف الفيلم عن باقي الأفلام التي عرضت، فهو فيلم شعري بكل معاييره، من حيث النص أو السكريبت والتصوير الشاعري واداء الشاعر والموسيقى التصويرية والإخراج.

فكرة الفيلم بحد ذاتها فكرة مميزة وأوريجينال، فقد تحدث الفيلم عن علاقة الشاعرماهر الخير بالشعر منذ طفولته، حيث كان الصوت ياتيه مثل همهمات تشبه همهمات داخل صدفة بحرية، وصارت شيئاً فشيئاً تصل متقطعة ثم كلمات واضحة وكاملة...ثم كيف أصبح صديقأً وفيّاً للشاعر والعزاء في المآسي والسفر والغياب، وكيف أصبح فعل مقاومة للموت وصوتاً للحياة...

التصوير تمّ في كانبيرا وفي مدفن الجندي المجهول ووضع الموسيقى التصويرية كل من وارويك لينتش ( موسيقي أسترالي) ونيقولاس نج( موسيقي صيني) وكانت موسيقى مؤثرة أضفت الكثير من الجمالية الى " صوت الشعر " الذي سيبقى في الذاكرة مثل همهمة غريبة وجميلة الإيقاع والوقع في النفوس.

الأربعاء، أكتوبر 14، 2009

صوت الشعر للشاعر ماهر الخير ضمن فعاليات مهرجان كانبيرا للأفلام القصيرة

تم اختيار فيلم" صوت الشعر" للشاعر ماهر الخير للمشاركة في هذا المهرجان وسيتم العرض يوم الجمعة في 16 اكتوبر 2009 عند الساعة السادسة والنصف مساء في سينما داندي
نأمل حضوركم

I'am happy to inform you that my film( the Voice of Poetry)
will be screened at" Canberra films Festival ",
this Friday 16/10/2009 at DANDY Cinema, at 6'30 pm.

Best Regards

Maher Kheir
Embassy of Lebanon

الاثنين، سبتمبر 07، 2009

ثلاثية الأبعاد: الرومانسية، الصوفية، والسريالية في قصائد عصافيركوبري قصر النيل للشاعر القنصل ماهر الخير


خالد الأسمر

ماهر الخيرفي كتابه "عصافير كوبري قصر النيل" يرتل أناشيد عشق قديم، عُتّقَ في خوابي الحروف المطليّة بالذهب التي ترعشُ حواسك كلها، فتشهق الملائكة لتراتيل الأبداع، وتسمع موسيقى أثيرية حالمة آتية من جنات ملونة.
تطل علينا القصيدة الأولى " شهقة الأحلام" متدفقة كشلال من المشاعر الدافئة، كنفخة من مزامير داوود، يصعد الكلام الطيب والصلوات لتلف المدينة بأكملها، فهو يتجسد بها ويتوحد مع أسرار المكان، يغلفه بقشرة الحب ويطويه بين صفحات يديه بتؤدة لأجيال لم تره بعد.
هذه القصيدة تحمل بين طياتها كل مواضيع العشق والآصالة والعودة الى الجذور والحس الروحاني الشفاف:
أقيم لأجلها شهراُ من الصلوات/ توضئنا بنور الكون والسموات / تلوّن وجهَه الجنات.

عندما يفاجئك فعل الكتابة في هذا العمل بصدق المشاعر ووصفه لحغرافيا الحب ، ففي قصيدة " قاهرة الهوى" يختزل بكلمات موجزة حالة من الحب لا يمكن كنه أبعادها الا شاعر معاصر يختزن الذاكرة االجماعية للمكان والموروثات الحضارية، كما قال "كارل يونغ" ، فقاهرة الهوى هي عاصمة الشرق وحالها حاله المدينة المثالية التي تجسد الشرق بكل الوانه ونتاقضاته وجراحه وعنفوانه: يتمدد النيل بي حتى تزيف التعب /والرمال أشتعال لهب / ،
ثم يقلب الشاعر بين أصابعه الأزمنة والأمكنة والتشخيصات في تعريف حداثي وما بعد الحداثي.

فمن النفحة الرسولية الواضحة في هذا المقطع : كيف يؤد في الدجى الكسيح/ أحصنة ـشعل صدر الريح/ تتشظى كرماح الذهب/ . يليه مقطع آخر يجسد لفتة فرعونية : هذا القلب يزحف كالأفاعي في ظهيرات القيظ/ في الأعالي موتى برقصة فنتوا قرص الشمس/ كي يأتي المطر/ ألن يأتي المطر/ .
ولكن كل هذا التجريد يتشكل كلوحة متداخلة الألوان/ وفي المقطع الأخير تتساقط الكلمات كلوعة ودعاء من صدر صوقي يرجو القرب واللقاء/ ما حيلة النيران قي الأعين الحالكة؟ ما حيلة الأرواح في الأضلع الشائكة/ من ثم يقفل قصيدته من خلال سوريالية فذة، وكأننا أمام لوحة ل ل "ماجريت" وذلك حين يقول: عين هوت من كحلها/ رحمة بالعاشقين الغلابة/

هذة القدرة المميزة على التنويع في النص الواحد وخلق اجواء ومناخات حارة وباردة سوريالية وواقعية هي لشهادة على تفوق الحس الشعري من حيث ثقافانه المتعددة وصبغته الانسانية بشقيها المحلي والعالمي.

وفي نفس السياق الأسطوري الصوفي السوريالي، يخوض الشاعر كل هذ المضامير في قصيدته: " لم أقل يوما" ، فالشاعر يضرب في أعماق التاريخ يستمد منه عبره ليلقي الضوء على حقيقة ساطعة الوضوح وهي أن الأنسان الشرقي هو شجرة أصيلة، جذورها إيمانية وحدانية وأغصانها رسولية عالمية/، هذا المدّ الصوفي يظهر بوضوح في هذه القصيدة: لم أقل يوما / أنا ومن بعدي الطوفان / نذرتني في رحمها / للريح والمدائن/. فمع أن الحياة اهدت الشاعر جسورأ وجنائن وريحاً، الأ أنه بعين الشرقي الراضي بقدرِه يتقبل الحياة بحلوّها ومرّها، ويهديها جسورا وجنائن وعطاءات، يهبها للمدينة الحبيبة وقمرها: كم مددت اليد الوردة/ وهدب الأقحوان...ومضيت.

ويستمر السياق السوريالي الصوفي في قصيدة "كوبري قصر النيل"، هنا يصل الشاعر لحالة من الإنجذاب والتجاذب بين المكان والأشخاص والطقوس التي تصقل من الداخل والخارج:
في مغاور القلب/ أضرمت الشموع وبكيت/ كي لا تكذّبني السّماء/.
ولكن بعد ان يغلق الشاعر بوابات الشك ويوصد مزلاج الظن، حينها يقذف النور في القلب وتنهار القيود التي تمنعنا من الوصول للفردوس المرجوة ، فكل شيء يجب ان يفنى من مخيلة الشاعر ليشع النور في القلب:
أغلقت الفردوس ابوابها...ينهار/ ولكن حين يلتقي الحبيب بالمحبوب: يدانا المتشابكتان/ ما تبقّى من هذه الدنيا/ حمامة/ وغمامة/ ذائبة.
أما في قصيدة "أغمض عينيك"، فإنّ ما يلفت انتباهنا هو نظرية وحدة الوجود كما نادى بها ابن عربي وغيره، والتي تجد أصداء لها في بعض التنظير العلمي الحديث الذي يقر بأن الوقت شيء نسبي وبأننا كلنا مكونون من طاقة حيويه مؤثرة ومتأثرة بحقل الطاقة لدى الأخرين، كما جاء في كتاب روندا بيرن " السر" ، وهذا ما أعتقد بأن الشاعر يؤطره في قصيدة: " أغمض عينيك"، حين ينشد: أغمض عينيك / قل الكون لنا/ سترى كيف تولد مني/ ومنك أولد أنا منك .

وهذه النسبية تطال الحياة والأِشياء وتسود كل القصيدة: أغمض عينيك/ وانفخ بمزمارك/ سترى كم المدائن هشَّة/ والناس حطام/ وملوك الدنيا/ اشلاء عظام.
وفي حين يتوقف االعلم عند هذا الحد من الغيبيات،فإن الشاعر يعود الى مسبّب الأسباب، الذي بدونه لا وجود للموجود، لهذا النور الأزلي الذي يزيد وينقص من الأِشياء كما يشاء: أغمض عينيك/ وقل ربي زدني عشقأ.

في القصيده التالية يختلط ألأسلوب ما بعد الحداثي مع التراث وألأصالة، في دعوة صريحة للحب الشمولي الذي يلغي العدم: وكثيرٌ منك / نخطو سرَّ السّماء/ ندرك أنَّ الموتَ عدمٌ/ والحياة خالدة.
ونفس الشيء يتكرر بالنسبة لنسبية الأشياء، فكل شيء محسوس يتشكّل في داخلنا فقط، ومن الصعب جدأ لأي شخص أن يدرك عمق مآسينا وأفراحنا من منظوره الشخصي، ذا يقول الشاعر: لا تصدق ظلي/... لا تصدّق خطاي...

السيرورة الموسيقية تستولي على الأحاسيس فتسري في أجسادنا اصداء البدء الأول، نشعر بشعر ماهرالخير باللمسة الأولى والقبلة الأولى/ وشم أول زهرة تفتحت على وجه المعمورة، فما يتبقى شيء من هذة الدنيا، الكل يجري في فلك الحياة سريعاً، مضيئأ، متوهجاً راعشاً للوداعات واللقاءات، للصدفة للمشيئة الى الليالي البيضاء والنجمة الزرقاء، وما ضلّ الشاعر وما طغى بل نظر وتفكر كمن يرى الأحداث المستقبلية واضحة جلية: قل للحارس أن يفتح الأبواب/ وليدخل العابرون والغاوون والغرباء.
فطوبى للغرباء، فكم المدائن هشة ،لأننا نحن من نحيك ثوب واقعها ونسيج أغانيها وتسابيح مآذنها.
فعندما تسقط ملامحنا من على الجدران كما الملصقات، وتصفر، فهل نستطيع إذن أن نصدق دموع النهر والبخور والبلور والغمام ؟ أم أن كل هذا كان سرابا؟ كل الأحلام العابرة، كل مقاهي الذاكرة، كل العشاق الغرباء يضحون غباراً... فيا لعمق المآساة التي عرف أسرارها شاعرنا، فهو من العارفين بأن بيروت وباريس والقاهرة وكل المدائن ليست ألأ زنابق متوهجة في تلافيف الذاكرة التي تضيئها بألوانها وتعابيرها وخمائلها كلوحة سريالية ل "سلفادور دالي "المعروفة حيث يصوّر الزمن الهارب كساعة مائعة، فالوقت كذلك عند الشاعر فهو مزيج سحري من الحمرة والدكنة، ولكنه أعظم من التفسير، كما هوعالم الشاعر الذي يضيف على المدينة تهويمات النفس وخلجات المحب، وهل هناك شيء أعظم من الحب الشمولي الذي من خلاله نرى الأشياء على حقيقتها ؟

فكل اللقاءات تعازي، وما يأتي العزاء والرحمة الأ من الله، هنا ماهر الخير يخوض تجربة الحب مثل "حافظ" وغيره من المتصوفة، فليت الألوان كافية أو اللغات تكفي، لكنه هذا الحب، فاللوحة لن تكتمل الأ بالقرب والوصول والتغريد خارج السرب ، حزين هو هذا القلب يدرك تماما أن الأمنيات زائلة. فالشاعر المحب يتلو البحر جرحه، نزيفه بنفسجي علوي، فالعاشق في حاله أميراً لا يموت، يتلقى الفيضان الشعري من عيون الحبيب الذي تغفو الملائكة من حوله، فالمدينة كلها تردد أناشيد الحبيب ، كل دروبها وأزقتها، كل الأمهات الحزانى، كل الكباري ... فما من شيء إلا يصلي ويسجد ،حتى القلب والسمع والبصر، وكل ما يجمع الأضداد و كل الفراقات وكل حقول التوليب هو الله.

وما يلفت انتباه القارىء فهو هذاالبعد الروحاني العالي الوتيرة، وكأننا نري من خلال عشقه للقاهرة حب "حافظ " ل "شمس تبريز"، وإشراقات ابن عربي من خلال التوحد بالمحبوب. فذكر الجنة يتردد مرارا من خلال عدة قصائد وما أظن الشاعر من خلال رحلته الذاتية إلا باحثا عن التسامي والوصول الى ما أبعد من عالم المحسوسات والمادة، فالروح تسطع بقوة من خلال الموسيقى الشعرية الرقراقة كشلال عشق نوراني.

وتتوالى قصائد الشاعرفي الحب والفراق وعذابات الأنتظارت واللقاءات التي لا تكتمل مثل لوحة سوريالية تكاد تبهر الأبصار، لو وجد ما يكفي من الألوان، من الكلمات، من المشاعر، من الضوء والظلمة: " ليت ألألوان كافية لنكمل اللوحة" . ولعل اللوحة لن تكنمل أبدأ ليمارس الشاعر شطحاته الأدبية وشوقه الى المزيد من الألم والعذابات ليتقد آتون الشعر.
وهكذا يستحضر الشاعر كل المورثات الثقافية ليبني بها جسور القاهرة وقبابها وأعيادها... الى الغائيات النفسانية والتشخصات الرمزية، بدلالاتها العميقة" لعينييك .../ يزور الفلب الحُسين.../ ويسجد العمرَ كله.
وتتجسد هذه الرمزيه ضاربةٍ جذورها في الشرق والغرب .
ففي قصيده "جرح النيل" ، نقف أمام لفتة ذو بعد روحاني مؤثر وكأننا نقرأ سطوراً جديدة ل "غابريال غارسيا ماركيز"، ويقول الشاعر الخير: والشمس كرة ثلج أحمر/ كلّما التقينا/ أفاضت المدينة/ بالدماء. وفي قصيدة "شمس لا تغيب" ، تحضرنا الصور القرآنية العرفانية " وجه الله بننا/ شمسٌ لا تغيب / ...حتى الموت بيينا حقل توليب...
ولعل ما يقصده الشاعر هو الفناء العرفاني للقاء الحبيب بتجرد من كل الأِشياء الدنيوية، ليعبرالى عوالم أخرى لم تطأها أقدام الشعراء من فبل:
" كأتما النهر معبر لجنات الآخرة /... تصافح عاشقان/ تلاشى الكون/ تلاشيا/ وبكت الألهة.

أما في قصيدة " ليت الألوان كافية" ، فهي عبارة عن لوحة تشكيلية تذكرنا بإنطباعية الرسّام "مونيه" ولوحاته المائية التي تصور الضوء خلال أوقات معينة من النهار، ولكن لوحة الخير لم تكمتل بسب كل المآسي الشخصية وألانسانية التي يمر بها الأنسان العربي من حرمان أقتصادي وسياسي وأجتماعي وفي مواجهة الأنكماش الداخلي والعولمة، لن تكتمل الصورة سوف تبقى مائية متلاشية بدون ملامح واضحة.

ويتوالى رذاذ ألآسى في قصيدة "نزيف بنفسجي" في تأملات صوفية معاصرة، حيث اللغة تبوح ولا تبوح: دمع المحار حبرٌ لآلآف الحكايا/ والموج سِلّم موسيقي/ تصعده الأرواح العاشقة/ والآلهة...مما يذكرنا بقصص التراث من ألف ليلة وليلة والقصص القرآنية، حيث ايام الله ألف

سنة مما نعد، فالقوانين الطبيعية لا تطبق على أهل العلم والكشوفات، فالحبيب يرى بعين المحب ويصبح أذنه التي يسمع بها، وعينيه التي يرى بهما، وقلبه قد صدق الرؤيا، وكلنا على دراية
بأهمية القلب في الخطاب الديني، من حديث الرسول حين يقول: " في القلب مضغة لو فسدت فسد الجسد كله". فالشاعر يجول في فضاءات العلم الديني ويغرف من التراث كله حين يقول: تأتي الريح من آخر الدنيا/ تنفخ بالأموات فتحيا/والمقابر روض من رياض الجنة.

ويتجلى بوضوح هذا المخزون الهائل للحضارة العربية الأسلامية من خلال مجموع القصائد التالية أيضأ: فالقلب أيضاً هو جرح النيل يشق المدينة نصفين: نصف أنت\ونصف ظلك\
فلعبة الموارة والظلال وكل هذه الأستعارات لم تلد من فراغ بل تنم عن ثفافة وأصالة واعية مندعة تغرف من بحر كل التيارات الحديثة شكللا وأسلوبا بدون أن تقطع صلاته مع الجذور
ومما يثير العجب أن الشاعر الذي أمضى حوالي عقد من الزمن كطالب علم في الغرب\أن يكون على دارية كاملة بشعر المتصوفة وأقكارهم\ ففي قصيدة " شمس لا تغيب" يمكننا تحسس هذا البعد وان نلمسها ملمس اليد وان كان ثوب القصيدة حر معاصر الأ ان روح الشرق وقصائد "شمس تبريز" لحاقظ تظهر واضحة حلية : وجه اللة بيننا/ شمس لا تغيب.../.
ومن ثم الإتحاد بالمحبوب: سيجمعنا المضجع الأخير/ . وكذلك فكرة الرقص والدوران الصوفي والعلو والأرتقاء والصعود الى الجنة: أدخل أبيض القلب/أبيض الجبين/ وأرقص منتصف الليل/ رقصة الأرواح العاشقة.
ولكن ما يلفت انتباه القارىء هو عدم نسيان الشاعر للحياة العادية اليومية وللعذابات الوجودية التي تغرق فيه هذة المدينة العربية العتيقة : في الحارة القديمة / وجوهٌ تذوب مثل الطلاء/
على شبابيك الخشب/. فالشاعر لا يعالج الموضوع الروحي الأ لأدراكه لمعق الماساة وعلمه بان كل شيء زائل، مؤقت، آني، ولا يدوم... لاشيء يسطع فوق الفراق والعجز والألم والموت الا التسليم الكامل بالقدرة الإلهية التي تدبركل شيء : عيناك وحي جلي/ أفهم حق الكون الجميل/
سرٌّ مباح/ أفهم حق الكون الجميل/ إن رفَّت جفناك/ أرى كم الشوق عميق/ لفنائي بك/
وفنائك بي.
ثم قوله: لقاؤنا ذبيحة معبد لحظة العبادة/ فراقنا/ صدى خفافيش الهياكل المهجورة.
فبهذا تأكيد أنه لا يوجد شيء يشفي هذا الجرح المتأصل غير الحب: ما بيننا حب كبير / سنخبر للعالم الكثير/ لامنفى للعصافير/. ثم قوله : هذي الجدران أوراقٌ متناثرة/ هاتِ يدك/ يزف الأفق عرسه/ للشفق تارة/ للغسق تارة/ ويحيا الحبّ مراراً.
وبناء لذلك علينا ان نتذكر دائما النفخة الأولى التي وهبت آدم الحياة، وهي النفخة النورانية المانحة للحب والحياة ويتطرق الشاعر لهذا في قصيدة تذكر: تذكر/ كان الجسد قصباً/ مسّدته بعينيك /نفخت به الريح/ فترنح/ .
وينهي الشاعر قصيدته الأخيرة في الحلول بالمحب والتجسّد به، وبالمكان، فالظاهر هو الباطن،والباطن هو الظاهر، لا فرق: ما كنت أعرف أن " الهضبة الحمراء " متحرّكة/ كلّما

فتحت عينيك / تنهّدت ضاحكة/ أو أغمضتهما/ حلّت السكينة/ ما كنت أعرف من أنفاسك طيبُ رائحة/ تحتل المدينة/ ولمستك تحت جلدي رازحة.
ومن ثم الإتحاد والفناء بالمحبوب فلا وداع : كباري القاهرة/
ممرات ضيّقة/ لصعودنا غيمة معلَّقة/ لقاؤنا كان أجمل من مأتم الآلهة/ وذرفنا دموعاً تكفي آ لافَ اليتامى/ والنيل أعماه البكاء/ فأضلًَّ مجراه/ ولم يكن وداعاً.

وهكذا الكلام الطيب ينهال ابتهالات لأيام وليال، عبقها لآلىء وعقيق شعري مزيجه الحب المطلق، لذي يحيينا ويميتنا، ثم يميتناا ويحيينا مرارا وتكرارا. وما بين أفول ، كما تدور الفصول، يبقى أريجنا فواحاً كريحانة حمراء فوق سفح هذا العالم المتحول، المتغيير الألوان والأشكال.
وبعدسته الشعريه الدقيقة يلتقط الشاعر ماهر الخير الضوء والكلمة وإنعكاساتهما على مرايا الروح التواقه الى العلي والرقي من خلال سحر البيان.
شعر الخير غدير منه نغترف، ماؤه عال نقي يسقينا شهداً تدلى رقراقا.
أخضر شجره، وترامت أغصان الحور فوق صفيحة الماء، تلونها الشمس المارقه
البارقة، والنجم هوى على مسراه ولاح في الآفاق، فثار الوحي وصار الناس قيام سواسية في دين الحب على مدار الأيام.

الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

ماهر الخير يقدم فيلمه القصير: صوت الشعر في كانبيرا

ضمن مهرجان قصة قصيرة، شاشة كبيرة في كانبيرا
Short Story, Big Screen Celebration
in Canberra
: الشاعر ماهر الخير يقدّم فيلمه القصير
صوت الشعر

Maher Kheir
Present his short film:
The Voice of Poetry
At The National Film & Sound Archive
Mc Coy Street, Acton
On Wednsday 12 August 2009
7.30 pm
الدخول مجاني، الحجز ضروري بالإتصال
:على الرقم التالي
For free booking: 62482000

الأربعاء، مارس 25، 2009

ماهر الخير يتخطى الحداثة ويقدِّم أشعاره بلوحاتٍ راقصة تذكّر بجبران وماتيس والحركة السريالية





تحدّوا العاصفة التي ضربت سيدني مساء 14 آذار 2009، وجاؤوا من كل حدبٍ وصوب، البعض من كانبيرا والبعض من أديلايد، وثمةَ من مارلبورن وآخرون من سيدني، ومن جنسياتٍ لبنانية وعربية مختلفة.
البعض وصل مبتلاً الى مسرح الريفير سايد باراماتا، موعد الأمسية المنتظرة لتوقيع ديوان: "رقصة أخيرة فوق بحيرة كانبيرا" للشاعر ماهر الخير (قنصل لبنان في كانبيرا).
لا أحد يريد أن يفوته هذا الموعد، لا سيَّما أنَّ الشاعر من المعروف عنه بتقديم أمسياته بطريقةٍ جديدةٍ مبتكرة، مستخدماً الصوت والصورة والضؤ والإيقاع الحركي والموسيقى التصويرية وغيرها من التقنيات الفنيّة الحديثة المعاصرة، هذا وكان الشاعر قد قدَّم ،الشهر الفائت، تظاهرةً شعريةً ضخمة، بالتعاون مع مجلس السفراء العرب ومهرجانات التعددية الثقافية الوطني في العاصمة الاسترالية، تظاهرة لأشهر شعراء العالم العربي وذلك ضمن إخراج فنيّ مبدع صفَّق له المسرح الكبير في كانبيرا.
لذا فإنّ الغيابَ عن إحتفالية ماهر الخير سيحدث غصَّةً لدى الغائب، فتهافتَ الجمهور الى قاعة المسرح من شعراء وأدباء وإعلاميين ودبلوماسيين ودكاترة من الجامعات الاسترالية، وراحوا يدخلون على إيقاعات موسيقية شرقية وضؤ أرجواني خافت، في حين صورة الشاعر بالأسود والأبيض تغطي خلفية المسرح كاملةً، ممّا أضفى جوَّاً حميمياً هادئاً وكأنه يبشّر بأن العاصفة الشعرية ستهبّ قريباً على الحضور... ثم فجأةً غرق المسرح في الظلام ليُضاء من جديد على نغمات: "مرايا" نغماتٌ مهمهمةٌ ترافق مقدمة الإحتفال المذيعة المتألقة: "مابال خواجه" التي حيَّت الجمهور قائلة: "الليلة تدخل كانبيرا بوابة الشعر العربي، أميرةً شرقيةً للتتمدد على أريكة القوافي والايقاعات الشعرية المتراقصة..." وبإسم سعادة قنصل لبنان في كانبيرا الأستاذ ماهر الخير قدَّمت تحية شكرٍ الى كل من ساهم في تقديم هذا العمل، سواء من أمام الكواليس أو من ورائها، وخصّت بالذكر سعادة سفير لبنان لدى أستراليا الدكتور جان دانيال ورئيس بلدية باراماتا الأستاذ طوني عيسى، الدكتور أحمد شبول، الدكتورة نجمة حجار، الدكتور رغيد نحاس لنقل بعض قصائد ماهر الخير الى الانكليزية،الأستاذ خالد الأسمر والشاعرة الاسترالية آن فيربيرن.
ثم كانت كلمة البداية للسفير جان دانيال وقرأها دكتور اللغة العربية في جامعة غرب سيدني الدكتور عصمت الأيوبي ، وجاء فيها:

كلمة السفير جان دانيال

دبلوماسيٌّ جمعَ في شخصِهِ مواصفاتِ رجلِ الوفاءِ والثقة والتقدير.
إختزنت نفسُهُ نبلَ التعاطفِ والإبداع الأدبيّ والشِعري.
عرفته زميلاً نشيطاً في السفارة، يعمل بإخلاصٍ لخدمة المواطن والوطن، إنه الشاعر ماهر الخير.
شعر ماهر يتسمُ بنهجٍ خاص به، أسلوبُه الإنسيابي يجعل القارئ يعيش معه صفاءَ الكلمة الحلوة والنسمة الرقيقة والدمعة الشفافة.
إنه إنسانٌ حالم مليءٌ بالرجاء والمحبة والإرتقاء الى مثاليات لا يعرفها سوى الشعراء والفلاسفة.
لقد عرف كيف يلج الى قلوب القراء محاولاً إرشادهم الى ماهية الجمال والعشق والشوق الى الحبيب.
إنطلق من مدار المحبة الى مدى الدنيا، لا يرى فيها سوى الخير المطلق.
فكلماته الوجدانية يتلذذُ بها الناس، كما يتلذذون برقصة العاشق الوحيد إكراماً لحب هوى وتهاوى معه هيكلُ الحِرمان.
إستنطق ماهر الخير الحرفَ شِعراً فجعله "يهزُّ النجم المعلّق على خدِّ الإله، يحاولُ أن يستثيرَ الملائكة المختبئة خلف أحجار وأشجار وأقمار" ما أحلى تلك القصيدة وهي ترقص رقصتها الأخيرة فوق بحيرة كانبيرا.
يغوص فيها فيجمع دُرَرَها حرفاً حرفاً، فيحوِّلها قصيدة نادرة تخلِّده في عالمِ الشعر والوجدان.
وإن جاءت الكلمة المجنَّحة المبدعة تخاطب شاعرنا ماهر فإني أنشدُ معها نشيد القلب.
لك كلُّ تقديري ومحبَّتي."
كلمة اللورد مايور طوني عيسى
ثم كانت كلمة لرئيس بلدية باراماتا الأستاذ طوني عيسى رحَّبَ فيها بالحضور وحيا الشاع الخير معتبراً إياه رمزاً للتجديد والابداع في الشعر العربي لتقديمه القصيدة بطريقة مسرحية إستعراضية جديدة في نوعها ولونها وايقاعها. وقال: ماهر الخير شاعر مسح وجع الكلمات بمنديل قصيدته، ورقص بين حروفها آخر رقصة...ماهر أضأ عتمة الليل بقنديل شعره وكسر حواجز القوافي، وصار من حق الكلمة أن ترقص فوق البحيرة. ماهر أعطى الشعر هوية جديدة، بمفهوم جديد، بعرض موسيقي استعراضي جديد.. ثم تلا:
أرقص على الأهداب أنت يا قمرُ/ ماهر انت وبالشعر أنت ماهرُ
لملم غبارَ الحُبِ عن وجه السما / فآخر رقصة فوق البحيرة / في عيونك تسهرُ...
كلمة الدكتورة نجمة حجَّار
أما الدكتورة نجمة حجّار (دكتورة اللغة والآداب العربية في جامعة سيدني) فقد قدّمت وبأسلوب مثير دراسة تحليلية حول ديوان ماهر الخير، فتحدّثت عن اللون الأزرق الحاضر بقوة في ديوانه، وعن الحُبّ الجارف والحارق في قصائده، وعن تأرجحه بين الخيبة والرجاء، وبين النور والظلام، ثم انتصار الحب والامل على الألم في الختام...متمنيةً أن تكون دراستها التحليلية قد أيقظت الرغبة لدى المستمع بأن يكتشف عالم ماهر الخير الشعري الجميل.
كلمة البروفسور أحمد شبول
أما البروفسور أحمد شبول( دكتور الدراسات الاسلامية في جامعة سيدني) فسلطَ الضوء على الشعر وماهيته من منظور كبار الشعراء والأدباء. وقال إنه يوجد حبلٌ سريّ غامض يربط الشعر بالذاكرة والطفولة، وإنّ أفضلَ الشعر هو الشعر الذي يجعل القارىءَ يستعيد ذكرياته، وما يمّيز الشاعر ماهر الخير عن غيره من الشعراء، فهو أن من يقرأ شعر ماهر الخير أو يسمعه أو يشاهده في قصيدة مصورة أو في لوحة راقصة فإنه يستعيد معه عالم الطفولة والذكريات...

ثم تمّ عرض فيلم قصير عن الشاعر بعنوان: ماهر الخير قنصل الشعراء، يمارس الدبلوماسية، ويتربع على عرش القصائد، وتحدث الفيلم عن رحلة ماهر الخير مع الوردة والسحابة منذ نشأته في مدينة العابقة بأريج الياسمين والبرتقال:" طرابلس"، ومنها لمدائن العالم: تولوز، بوردو، نيس، باريس ،القاهرة، سيدني وكانبيرا... كما تناول موضوع تجديد الشاعر في تقديم القصيدة المصورة أو القصيدة-كليب، وعن الجوائز الذي نالها عن بعض أعماله، لا سيّما جائزة أوسكار الفيديو كليب الدولي، كما تحدث الفيلم عن علاقة ماهر الخير الشاعر بماهر الخير الدبلوماسي، فهي علاقة تقيم التوازنات بين العقل والقلب، بين الهواء والتراب وهي لغة حوار تقصر المسافات، فهي بذلك تحاكي الدبلوماسية... وتجدر الإشارة الى أن هذا الفيلم من تقديم شركة جبالي ميوزيك- القاهرة- بيروت، ووضعت الترجمة له في سيدني أستراليا.
تحية ماهر الخير
تلا الفيلم مباشرة ظهور الشاعر ماهر الخير من بين دخان أبيض وببدلة بيضاء تزين عروتها وردةٌ حمراء، فحيّاه الجمهور بتصفيقٍ حارٍ، وردَّ الشاعر بكلمةٍ عاطفية عن الغربة والحنين الى الوطن قائلاً:
أيُّ رعشة ٍ تتملكني وأنا معكم الليلة، فما كنت يوماً أظن أنَّ رياحَ الحياة ستحملني يوماً اليكم...
وأنا الذي أمتهنت التنقل والتِّرحال، فكادت أجنحتي تتكسَّر في فضاءات المسافات.
مدائن راقصتني، ومدائن اصطادتني كالعصفور ، واتقنت نزيف العِشق والشوق...فنزفت في نهر باريس، ونزفت في نهر النيل، وفي نوافير الأزهر،
إنما في الأخير أيقنت أنَّ كلَّ أنهار العالم دائماً وحتماً لا تصبُّ إلا في بحر بيروت الأزرق.
تحية الى بيروت...

ثم كانت رقصة تعبيرية على قصيدة: "مساء الخير يا وطني" واصطحبت بموسيقى تصويرية للفنان المصري الشهير محمد حسن، قدَّم الرقصة فرقة أرمينيا سيفان دانس أنسمبل، وكانت لوحة رائعة، فكانت الفرفة ترقص بإنسيابية مطلقة، ترقص وكأنها ترقص فوق الماء، فتارة تتفرَّق كسرب حمام، وتارةً تتجمّع في حلقة دائرية وتدور لتدوِّخ المشاهد بحركاتها، وبالمناظر الطبيعية اللبنانية (بعلبك، الأرز، بيروت...) وهي تتدافق على الشاشة الكبيرة تتغير وتتلون على وقع الموسيقى ووقع خطوات الراقصين.
ثم كانت رقصة: " القاهرة، منقوشة على جلدي" التوزيع الموسيقي للفنانين الأستراليين: نيك لج، وورويك لينتش، قدمتها فرقة هلال دانس أستراليا، راقصتان بزيّ أبيض لمعَ كالسحاب فوق رمال الصحراء، وحلقتا كملاكين في سماء القاهرة الدامعة عند الغروب، وكشبحين أبيضين يخرجان من المقابر المذهَّبة ومن وادي الملوك.
والخاتمة كانت بقراءة الشاعر ماهر الخير عن نخلة البيت الاول المشعّة وعن روزيللا وعن الشوق للمدائن التي رحل عنها وعن كانبيرا حيث الأقمار تتساقط لتنطفئ فوق بحيرتها النائمة، وقدم هذه القصيدة الراقصة
وهي بعنوان: " أحد عشر قمراً "، فرقة هلال دانس أستراليا، بزيّ أزرق سماوي لميّع في لوحة ليلية قمرية حالمة، ولسنا نبالغ إن قلنا فيها أنها كانت آخاذة للعين ومدهشة.
ثم شكر الشاعر ماهر الخير الحضور متمنياً أن تجمعه رياحُ الحياة بهم ثانيةً في مكان ما أو مدينةٍ ما من العالم. وخرج بين التصفيق والمصافحات والقبل والتهاني، ليوقع ديوانه الرابع:
"رقصة أخيرة فوق بحيرة كانبيرا" ويهدي محبِّيه ألبومه الجديد:
" أحدَ عشرَ قمراً "، مبتسماً ومتربعاً على عرش القصائد.

الجمعة، مارس 20، 2009

حفل توقيع ديوان: رقصة أخيرة فوق بحيرة كانبيرا للقنصل الشاعر ماهر الخير

احتفل قنصل لبنان في كانبيرا الشاعر ماهر الخير بصدور ديوانه الجديد : رقصة أخيرة فوق بحيرة كانبيرا" ضمن حشد كبير من الجاليات العربية وذلك على مسرح الريفير سايد باراماتاوقد قدم قصائده في لوحات تعبيرية راقصة تذكر بلوحات جبران وماتيس ، مستخدماً موسيقى تصويرية خاصة( لموزعيين موسيقيين من مصر وأستراليا )و مستخدماً الاضاءة والصورة ، وقد قدم اللوحات فرقة أرمينيا سيلفان دانس انسمبلوفرقة هلال دانس أسترالياوتنقل بلوحاته الشعرية الراقصة بين لبنان والقاهرة وكانبيرا :
للمزيد اضغط على الرابط للاستماع الى تغطية حفل توقيع ديوان: رقصة أخيرة فوق بحيرة كانبيراعلى راديو SBS