الخميس، أغسطس 31، 2006

مع من يتفاوضون ؟





بقلم: إبراهيم علي
كاتب من البحرين

حينما تعلن بعض الأطراف الدولية مثل دول أوروبا و الولايات المتحدة وإسرائيل أنه لا توجد أطراف مقابلة تتمتع بالمصداقية و تملك سلطة القرار النهائي و سلطة الالتزام و التنفيذ كي تجري معها مفاوضات جادة حول الملفات الإقليمية الساخنة مثل فلسطين و العراق و لبنان و نووية إيران، فإنها في اعتقادنا محقة و لا تكذب أو تبالغ!

ففي فلسطين، تتعدد مراكز القرار و تتناقض، بل و تصل حد التناحر والاقتتال الداخلي بين مؤيد لخيار السلام والمفاوضات مع دولة إسرائيل ومؤيد لمواصلة القتال حتى يتحقق هدف سحق الدولة العبرية ورميها في البحر. فمع من تتفاوض دول القرار العالمي؟ هل تتفاوض مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يرى إن طريق السلام والتفاوض والتعايش مع اسرئيل هو الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني، رافضا رفضا مطلقا اللجوء إلى أساليب العنف والقتال، أم يتفاوض مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي يبدو تائهاً ومتذبذبا ما بين الاستجابة لرؤية الرئاسة الفلسطينية أو الوقوف مع رئيس المكتب السياسي لحركته (حماس) خالد مشعل صاحب شعار "إن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" الستيني المدعوم من إيران وسوريا؟ و ليت أن القرار الفلسطيني كان منقسما إلى هذين القسمين فقط، و لم تتنازعه عشرات المنظمات والمليشيات المسلحة التي لكل منها أجندة وأهداف وبرامج سياسية متناقضة و متصادمة، و بما يوحي أنها غير مستعدة لقبول الحلول الدولية المرحلية لقضية فلسطين. هذه القضية العادلة التي تفتقد محامين أذكياء عادلين من أبنائها و تنقصها قيادة وطنية واحدة حكيمة ذات صوت عقلاني موحد. و بسبب من هذا النقص و تعدد مصادر القرار السياسي، رأينا كيف أن الشعب الفلسطيني بدلا من أن يبني فوق ما أعطي له في مدريد و اوسلو و يتقدم بخطا مرحلية ثابتة نحو نيل كامل حقوقه الوطنية المشروعة، راح يتراجع و يبتعد عن الهدف و يخلق الذرائع للآخر لإطالة عذاباته.

و في العراق، نجد انه على الرغم من تحريره من احد أسوأ الأنظمة الديكتاتورية و الفاشية في العالم، و إقرار شعبه لدستور دائم، وانتخابه لممثليه في السلطتين التشريعية والتنفيذية في ديسمبر الماضي، إلا إن الصراعات و المماحكات السياسية معطوفة على تناحرات دموية يومية وتناقضات في المواقف ما بين فريق يؤيد بقاء قوات التحالف كداعمة للحكومة الشرعية المنتخبة إلى أن تقرر الأخيرة انتفاء الحاجة إليها، وفريق معارض لمثل هذه الرؤية، هي سيدة المشهد. أضف إلى ذلك انتشار العشرات من المليشيات الطائفية المسلحة والمرجعيات الدينية ذات الأهداف و البرامج المتباينة من تلك التي تمكنت من اختراق أجهزة الدولة و صارت اليوم حكومة إلى جانب الحكومة الشرعية المنتخبة برئاسة جواد المالكي.

أما في لبنان فمراكز القوى و السلطة المتعددة حدث ولا حرج، منذ أن انتكب هذا البلد الجميل الواعد بسياسة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في نهاية ستينات القرن الماضي الداعمة لنقل المنظمات الفلسطينية المسلحة إلى الأرض اللبنانية و زرعها هناك لمواجهة إسرائيل. فإلى جانب الحكومة اللبنانية الرسمية المنبثقة من إرادة الشعب اللبناني، ظلت دمشق لأكثر من ثلاثة عقود صاحبة الهيمنة المباشرة و الكلمة العليا في الشئون الداخلية اللبنانية، إلى الحد الذي كان معه المسئول اللبناني لا يتجرأ السفر إلى الخارج دون الاستئذان أولا من حكام سوريا. و على الرغم من انسحاب القوات السورية من لبنان قبل أكثر من عام بفضل انتفاضة شعبه التواق إلى الحرية و ضغوط المجتمع الدولي في أعقاب اغتيال الشهيد رفيق الحريري، فان ذيول المخابرات السورية لا تزال تعمل داخل لبنان مدعومة من قوى و ميليشيات مسلحة محلية. و في هذا السياق يبرز حزب الله الذي يمثل دولة داخل دولة و يمتلك جيشا خاصا به و يتلقى دعما سياسيا و ماليا و عسكريا من سوريا و إيران و له أجندته الخاصة، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مؤخرا إلى القول " نريد دولة صاحبة قرار واحد وسلطة لا ازدواجية فيها".

ولا يكتمل الحديث دون المرور على إيران التي يتشابه الوضع فيها مع الأمثلة العربية السابقة. فمن خلال التمعن في تطورات المفاوضات ما بين طهران و عواصم القرار الدولي حول الملف النووي الإيراني، يتضح مدى التفاوت و التناقض في تصريحات مسئولي الجمهورية الإسلامية، و بما يوحي بتعدد مصادر القرار و اختلافها و تنافسها. حيث ما يقبل به وزير الخارجية من حلول سرعان ما ينفيه رئيس الجمهورية بكلمات نارية. وما يصرح به مستشار الأمن القومي بلغة دبلوماسية سرعان ما يناقضه تصريح متشدد من المرشد الروحي/ الولي الفقيه أو بيان راديكالي من قائد الحرس الثوري، و هكذا. و النتيجة بطبيعة الحال هي مواقف ورسائل إيرانية متناقضة، لا يعرف معها المفاوض الغربي أو المسئول الاممي كيف يتصرف أو مع من يتباحث أو بمن يثق.

على النقيض من كل هذا، نجد في دول الغرب و بعض دول الشرق الديمقراطية الراسخة، أن من يمثلها في أية مفاوضات محصور في جهة واحدة محددة هي حكوماتها المنتخبة الشرعية. فهي المخولة حصرا بصنع القرار و اتخاذه نيابة عن دولتها و شعبها. و هكذا فان صاحب القرار الأوحد و الكلمة الملزمة في بريطانيا و الولايات المتحدة و الهند واليابان و إسرائيل مثلا هي حكومات بلير و بوش و سينغ و كويزومي واولمرت على التوالي، فيما لا يعرف احد من هو صاحب القرار في فلسطين و العراق و لبنان و إيران.

و نختتم بعرض تجربة جنوب أفريقيا. هذا البلد الذي استطاع شعبه أن يتحرر من حكم الأقلية البيضاء و سياسة الابرتايد المقيتة و الممارسات البربرية الظالمة لأكثر من مائة عام، ليس عبر العمليات الانتحارية وصواريخ الكاتيوشا و الشعارات العنترية و حرق الأعلام، و إنما بفضل وحدة القرار والقيادة العقلانية الحكيمة للزعيم المحنك نيلسون مانديلا ورفاقه ممن انتسبوا في نضالهم إلى مدرسة الواقعية و الاعتدال والتسامح و نبذ غرائز الانتقام و العبثية، فكسبوا احترام العالم الذي هب يدافع عن قضيتهم في كل محفل و موقع دون كلل إلى أن تحقق لهم النصر والحرية والسلام و الديمقراطية.

bumarwan@batelco.com.bh

الأربعاء، أغسطس 30، 2006

الرئيس السنيورة يريد أن "يقطف العنب دون أن يضرب الناطور"‏



في كلام الرئيس السنيورة، الذي نكن له بعض الاحترام لمواقف أتخذها أظهرت عن نوع من الشجاعة في تسمية الأمور ‏بأسمائها، والذي صدر عنه في لقاء على إحدى قنوات التلفزيون الكندي مؤخرا، كما أن ما جاء في تصريحاته أمس حول مصادرة الجيش اللبناني لمخزن أسلحة في الجنوب هناك بعض النواقص والأغلاط المصيرية. ‏فهو وإن أراد أن يحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة لم يجرؤ على القول صراحة إن على حزب الله أن يلقي سلاحه ما يبقي ‏الباب مفتوحا أمام بعض التأويلات في هذا الموضوع الحساس جدا.‏
وهو يريد أن يمنع التسلل عبر الحدود مع سوريا وتوقيف تهريب الأسلحة وغيرها ولكن بدون إغضاب نظام الرئيس الأسد ‏الذي لا يكن له ولا لحكومته الاحترام أو التقدير.‏يريد الرئيس السنيورة أن يضبط الحدود مع سوريا لأنها أساس المشكلة ويقدر بأن حزب الله لن يستطيع مواجهة الدولة وقوات ‏اليونيفيل إذا لم يتزود بأسلحة جديدة ومن هنا أهمية ضبط الحدود مع سوريا وفي البحر والجو ولكنه لا يجرؤ على طلب ‏مساعدة الأمم المتحدة في ضبط الحدود مع سوريا خوفا من إغلاق دمشق لهذه الحدود.‏
إن على الرئيس السنيورة، الذي يعرف نظام دمشق أكثر من غيره، والذي عانى ويعاني منه، وعلى أعضاء حكومته، وخاصة ‏وزير الإعلام، أن يخففوا من لهجة التودد لنظام دمشق خوفا من إغلاقه الحدود لأن هذا النظام سيقوم بالضبط بما يخافون أن ‏يقوم به، وعليهم بدل ذلك الخوف أن يجاهروا بطلب حل جذري ونهائي لموضوع الحدود وإغلاقها من قبل أي كان في دمشق. ‏
ويمكن أن يتم ذلك إما بواسطة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وإما بواسطة دول الجوار العربي مثل الأردن وفلسطين ‏ومصر الذين يمكنهم أن يساهموا بمنع تحكم سوريا بطرق لبنان البرية، كما يمكن استعمال شاحناتهم لنقل البضائع اللبنانية، في ‏حال عدم السماح للشاحنات اللبنانية، من نقطة المجيدية في جنوب لبنان إلى الساخنة في الجولان حيث تلاقي الحدود الأردنية ‏السورية، إذا لم يكن معبر جسر الشيخ حسين قليلا إلى الجنوب، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة، قبل التوصل إلى سلام مع ‏إسرائيل.
بل يمكن لمصر والأردن، وحتى رئيس السلطة الفلسطينية أن يساهموا في ترتيبات لفتح ممر بري للشاحنات اللبنانية ‏يتجنب الدوران داخل سوريا فتقصر المسافات وتهون الطرقات وتتأمن بذلك مصلحة لبنان وينتعش اقتصاد الجنوب الذي سئم ‏الحرب والدمار.‏نقول للرئيس السنيورة أن الظرف الصعب والمسؤولية يفرضان عليه حزم الأمر واتخاذ القرار وعدم الرجوع إلى الوراء كما كان يفعل الرئيس الحص وغيره ‏ممن قادوا البلاد في ظل الاحتلال السوري فنخسر الفرصة تلو الأخرى ولا نعرف أن نخرج من مسلسل المآسي والعنتريات ‏الفارغة التي لا تؤدي إلا إلى الخراب والدمار. وأن المسايرة ليست دوما الطريقة الديبلوماسية الناجعة ففي بعض الأحيان يلزم ‏قليلا من الوضوح وقليلا من الحزم خاصة في الأمور المصيرية.
‏إن واجب الرئيس السنيورة الوطني يفرض عليه الطلب من القوات الدولية رسمياً مساندة الجيش اللبناني في التمركز الفاعل على الحدود مع سوريا لقطع دابر التهريب بأنواعه، خصوصاً دخول السلاح الإيراني لحزب الله والسوري لمنظمات الرفض الفلسطينية والأصولية، كما أن عليه الكف عن التسويق الكلامي لوهم تعايش السلاحين في الجنوب، سلاح الجيش وسلاح حزب الله. إن حل مشكلة السلاح، كل السلاح الغير شرعي لا يكمن في منع ظهوره فقط، بل في جمعه وحسر حمله واستعماله بقوى الشرعية فقط.
عن المنسقية الأمين العام/الياس بجاني
المستشار السياسي/الكولونيل شربل بركات
**النوادي والمؤسسات الكندية اللبنانية المنضوية تحت مظلة المنسقية كما هو مبين ‏في أسفل هي تجمعات غير نفعية مسجلة في الدوائر الكندية الرسمية ذات ‏الاختصاص وتعمل ضمن رخص ممنوحة لها، وهي غير مرتبطة سياسياً بأي مجموعات أو أحزاب غير كندية، وهي: الاتحاد اللبناني الكندي لحقوق الإنسان، النادي الكندي الفينيقي، نادي ماسيسوكا الفينيقي، نادي التيار الوطني الحر الكندي اللبناني، أف بي أم كندا، الجامعة اللبنانية الثقافية الحرة في كندا، النادي الكندي اللبناني المسيحي للتراث.

الثلاثاء، أغسطس 29، 2006

وفاة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ



بي بي سي
توفي الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ الأربعاء صباحا في مستشفى بالقاهرة.
ويعد محفوظ الذي ولد في عام 1911 أكبر الكتاب والمثقفين العرب في القرن العشرين بلا منازع.
وكان الأديب المصري قد نقل في منتصف يوليو / تموز الماضي إلى مستشفي الشرطه بالعجوزه إثر سقوطه وإصابته في رأسه.
ثم نقل لغرفة العناية المركزة في الرابع عشر من الشهر الجاري.
ولم يعلن الأطباء في المستشفى سبب الوفاة التي حدثت بعد الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة (05:00 بتوقيت جرينتش) بقليل.
الداء الحقيقي هو الخوف من الحياة لا الموت
نجيب محفوظ، من رواية "ثرثرة فوق النيل
"
وسيتم دفن محفوظ غدا الخميس في جنازة عسكرية تقام تكريما له.
وبدأ محفوظ الكتابة في سن السابعة عشرة، ونشرت أولى أعماله عام 1939.
درس محفوظ الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) وتخرج عام 1934.
ونشر لمحفوظ، الذي توفي عن عمر ناهز الرابعة والتسعين، خمسون عملا أدبيا ما بين روايات طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات وأعمدة في الصحف ودراسات ومذكرات وتحليلات سياسية، كما تم تحويل العديد من رواياته إلى افلام ومسلسلات.
وتعد كتاباته الروائية مثل "ثلاثية: بين القصرين، السكرية وقصر الشوق" و"ثرثرة فوق النيل" تصويرا لواقع مصر الاجتماعي أثناء القرن العشرين، وترجمت أعماله إلى 25 لغة.
حقائق عن نجيب محفوظ
ولد نجيب محفوظ في القاهرة عام 1911
درس الفلسفة في جامعة فؤاد الأول وتخرج فيها عام 1934
نشرت أولى أعماله عام 1939
حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1988
تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال عام 1994جائزة نوبل

واشتهر نجيب محفوظ عالميا عقب حصوله على جائزة نوبل للأدب عام 1988، وبرغم المجد الذي ناله من وراء ذلك، إلا انه لم يتوقف عن حضور ندواته الثقافية ولم يغادر منزله المتواضع في حي العجوزة بالقاهرة.
ومن أشهر ما كتب محفوظ رواية "أولاد حارتنا" التي نشرت عام 1959 وجلبت عليه اتهامات بالكفر، ومن ثم تم منعها في مصر.
وأهدرت جماعة الجهاد في مصر دم محفوظ في الثمانينيات بسبب هذه الرواية. محاولة اغتيال
كما تعرض محفوظ لمحاولة اغتيال عام 1994 على يد أحد المتشددين الإسلاميين الذين أغضبتهم روايته "أولاد حارتنا"، والتي عرفت خارج العالم العربي باسم "أولاد الجبلاوي".
وقام هذا الشخص بطعن محفوظ بسكين في رقبته، مما أدى لتدمير أعصاب الرقبة الأمر الذي حد من قدرته على استخدام يده في الكتابة، الى جانب ما كان يعانيه من تدهور في إبصاره وسمعه.
وعرف عن محفوظ كونه أديبا ليبراليا، ومناصرا لحقوق المرأة، وسبب تأييده لاتفاقية السلام التي وقعتها مصر واسرائيل في سبعينيات القرن الماضي خلافا مع بعض كبار الأدباء المصريين في ذلك الوقت.
وتقوم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بمنح جائزة سنوية باسم محفوظ، كما أطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة.

الاثنين، أغسطس 28، 2006

ذاكرتي

ديما عبدالهادي

لا زلت حتى اليوم أرسم لوحتي
مذ كنت طفلة
ببراءة
تلهو بتراب الأرض
جمعت فرشاة و ألواناً
من الخبز الأسمر
ومن شحوب وجنتي
و عروبة مناعتها هزيلة
و جوعاً
و قيداً
و جمعت أبعاد وسادتي
وضعت فيها أمسي
طفولتي وصباي
و اليوم أرى تجاعيد وجهي
و لم تكتمل لوحتي
وجدتها كلاً يبكي آلام أجزائه
ووجدته مهتوكاً باب حراستي
-2-
أين في لوحتي جراح وسعادة
أكلاهما موجود ؟؟
أم يجتاحني يأسي دون أدنى إرادة
وأين مخبئ تحت مصادر
عنوان فرحي
و مفاتيح غاياتي
و رفض للإبادة
**

مقالات علي جبر

gabr189@yahoo.com
لقراءة جميع مقالات الكاتب انقروا على اسمه الموجود في أسفل هذه الصفحة على الجهة اليسرى:

الأحد، أغسطس 27، 2006

جسر للتاريخ.


د. ساسين النبوت
أبى جسر عرقة إلا وأن يدخل التاريخ...
لطالما كانت القلعة إلى جانبه ليل نهار... شارك رفاتها حرّ الصيف وبرد الشتاء، نور الأيّام وظلمتها... لكنه كان يحسد شهرتها...
هي قلبَها منذ ألف عام زلزالٌ من تحت، فأتاه في الألفية الثانية زلزالٌ من فوق... صوّب عليه ورماه في النهر كمجرد لعبة على حاسوب... مجرّد لعبة، لا أكثر ولا أقل من حفنة بارود وحفنات من الحقد...

قلعة عرقة التي ابتلعتها التلة الأثرية، استدرجت باحثين من كلّ أنحاء الأرض لا زالوا ينقّبون فيها... وفي كلّ يومٍ يجدون شيئاً جديداً...
جسر عرقة لن يستميل باحثين ولا منقبين، فهو لا يحتوي على فن... هو لهم فقط كومة حجارة...

قيل: "لا تكرهوا شيئاً لعلّه خيراً لكم"، كما قيل "التاريخ يعيد نفسه"...
فما المشترك بين الخير وعودة التاريخ؟!
الجواب سهلٌ جداً... انزلوا إلى النهر والمسوا حجارة الجسر المتناثرة... ماذا تحسّون؟ ماذا تجدون؟
إنه عرق جدودنا أيّها العكاريون... عرق جدودنا الأحرار... ديب، يوسف، محمد، حنا، سليم، خالد، إسبر... وكلّ عكّاري بطل من كلّ بيتٍ وقرية... وكلّ امرأةٍ عكارية حملت على رأسها زوادة لتوصلها إلى زوجها أو أخوها أو قريبها، دون أن تنسى زيادة الطعام لكلّ من ليس له ليأكل...
انزلوا إلى النهر... نقّبوا... فتجدون حقّاً ما هو أغلى من كلّ ذهب وقلاع العالم... نعم! إنّها وحدتهم وإرادتهم...

فلنعد التاريخ...
اختاروا يوماً، جمّعوا بعضكم... وليضع كلّ واحدٍ حجر... لنبن ِ سويّاً يداً بيد، وحجراً بحجر جسراً جديداً للمستقبل...
باشروا اليوم، ولا تتوقفوا عن بنائه كلّ أيّام حياتكم، فلا يضطر التاريخ أن يعيد نفسه مرّةً أخرى ليذكر أولادنا كم ثمن "الجسور"...

السبت، أغسطس 26، 2006

ليس لنا أي علاقة بأي حزب أو تجمع لبناني


للمرة الثالثة منذ 14/6/2006 نعيد ونكرر ونؤكد لمن يهمهم الأمر في لبنان وبلاد الانتشار ونخص بشكل خاص قوم المنشغلين بهموم وغموم وأثقال التمثيل، وبلعبة الأزرار والفولار وما يدور في فلكهم، نعيد ونؤكد أن التيار الوطني الحر الكندي اللبناني (أف بي أم كندا) وكما الاسم باللغة الانكليزية طبقاً للرخصة مبين هنا:
Canadian Lebanese Free Patriotic Movement  (FPM-Canada)
هو مؤسسة كندية ثقافية اجتماعية تراثية مستقلة وغير نفعية مسجلة فدرالياً في كندا وتمارس أنشطتها طبقاً لدستورها ونظامها الداخلي وأهدافها المعتمدين من قبل الدوائر الكندية الرسمية.
من أهم أهدافها مساعدة أبناء الجالية اللبنانية في كندا ثقافياً وتراثيا وهوية وتمتين سبل التواصل بينهم وبين وطنهم الأم لبنان في إطار الأنظمة والقوانين الكندية المرعية الشأن، كما تقوية العلاقات بين لبنان وكندا وشعبيهما على كافة المستويات والصعد.
ليس لهذه المؤسسة أي علاقة بأي حزب أو تجمع لبناني، وتحديداً ليس لها أية علاقة أو صلة بحزب التيار الوطني الحر اللبناني، وهي كندياً تعمل من ضمن المؤسسات والنوادي المنضوية تحت مظلة المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية LCCC التي بدورها ليس لها أي ارتباط بأي تجمع غير كندي.
كنا خلال حقبة الاحتلال السوري وتحديداً منذ سنة 1990 ومن ضمن العديد من التجمعات الكندية التي في مقدمها النادي الكندي الفينيقي والمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية نتعاون وننسق أنشطتنا الخاصة بلبنان مع دولة الرئيس العماد ميشال عون شخصياً ومع العديد من الناشطين السياديين في الكثير من البلدان، وذلك ضمن إمكانياتنا المتواضعة، ولكن دون التزام بأية سقوف حزبية أو قيود عقائدية أو أطر تنظيمية غير تلك التي تلزمنا كمنظمات كندبة غير نفعية، ودائماً في نطاق ما تجيزه وفقط تجيزه القوانين الكندية.
إنه وبعد عودة العماد إلى لبنان وتأسيسه حزب التيار تابعنا أنشطتنا في كندا باستقلالية تامة واخترنا طوعاً أن لا ننضم للحزب وأن لا نلتزم بخياراته السياسية ولا بهيكلته التنظيمية عملاُ بقناعات وثوابت غير متجانسة ومتوافقة مع التنظيم الجديد، والأهم تقيداً بالقوانين الكندية التي تلزم بأمور عديدة تخص الانتماء لأحزاب أجنبية.
لن ندخل في تفاصيل الكثير من الإشكالات والصعاب التنظيمية التي مررنا بها مع القيمين على حزب التيار في لبنان خلال السنة الماضية والتي انتهت إلى أبغض الحلال، حتى على مستوى التنسيق، فهذه أمور اعتيادية تقع ضمن أية جماعة ناشطة، ولكن ما يهمنا توضيحه ونتمنى أن تكون المرة الأخيرة التي نتطرق فيها لهذا الأمر، هو أن خياراتنا السياسية اللبنانية هي بالوقت الحاضر مختلفة جداً عن تلك التي قرر دولة الرئيس عون السير بها بعد التحرير.
إن ثوابتنا الوطنية والقناعات باقية على حالها، ونحن لم نكن في يوم أتباع لشخص أو لتجمع، بل لقضية وطننا الأم وإنسانه والهوية، وهي في عرفنا والوجدان قضية معروفة وواضحة في مكنوناتها وأسسها كافة.
إنه ومن ضمن حق الاختلاف بالرأي دون خلاف، وفي أطر الديموقراطية الحضارية والقوانين واحترام الغير سنكمل عملنا والأنشطة بما يتلاءم مع قناعاتنا والثوابـت. من هنا فنحن نرفض الانزلاق والوقوع في متاهات ومناكفات ومزايدات مع أي كان لمعرفتنا الأكيدة أنها لن تجدي نفعاً.
لن نتنكر في يوم لماضي نحن فخورين به، ولا لعطاءات وتضحيات قيادات كنا شركاء فيها، كما أننا لن ندخل في أمور ومشاحنات شخصية مع أحد، ولهذا اقتضى التوضيح. وفي النهاية نلفت إلى أننا غير معنيين بأية بيانات أو تقارير أو أخبار لا تصدر عنا.
الأمين العام/الياس بجاني

الخميس، أغسطس 24، 2006

ربط الأقوال بالأفعال .. مأزق نخبنا المثقفة


بقلم: إبراهيم علي*

شبعنا حتى التخمة من ترديد نخبنا السياسية ورموزنا الثقافية لعبارات وشعارات ضخمة جدا و رنانة جدا ومنافقة جدا جدا من مثل:

"عفن الحضارة الغربية" و "جزاري الأمة" و "مصير الأمة ومستقبلها أولا" و "النفسية النرجسية" و "قوى الاستكبار العالمية" وغيرها كثير من الشعارات الزائفة التي لا تتسع هذه المساحة الضيقة لسردها جميعا.

غير أن ما يمكن الإشارة إليه هو إن كل الذين يرددون مثل تلك العبارات في كتاباتهم وخطاباتهم ومجالسهم، يعرف القاصي و الداني إن سيرهم الذاتية وممارساتهم اليومية في حياتهم العامة والخاصة حافلة بالنقيض تماما لما يدعونه و يروجون له. و بامكان أي شخص متجرد من الأهواء و المجاملات و النفاق الرخيص أن يسرد في هذا السياق الكثير من الأدلة و الشواهد، لكننا سنكتفي هنا بالمثال التالي الفاضح:

المعلوم إن هناك وزراء في الخليج اخرجوا من مناصبهم الوزارية من بعد سنوات طويلة من العمل الرسمي. هؤلاء، حينما كانوا في مواقع المسئولية، شاركوا بحكم مناصبهم في وضع أكثر القوانين جورا و تعسفا ضد شعبهم و انتهاكا لأبسط الحقوق الإنسانية لمواطنيهم. هذا في الوقت الذي كان يجدر بهم على الأقل – بحكم شهاداتهم العالية و ثقافتهم الرفيعة و تجاربهم الفكرية و ما يدعونه من حرص على مستقبل الأمة - الاعتراض على تلك القوانين سيئة الصيت أو مقاومة تطبيقها كيلا نقول تقديم استقالاتهم احتجاجا، خاصة و أنهم جميعا أتوا من طبقات اجتماعية غنية و مرفهة ماديا و من عائلات معروفة و بالتالي لم يكونوا في حاجة إلى ما يمنحه المقعد الوزاري لصاحبه من امتيازات مادية وثيرة أو وجاهة اجتماعية طاغية.

إن ما حدث هو العكس تماما، بمعنى أنهم استمروا في مناصبهم لعقود طويلة دون أن ينبسوا بكلمة اعتراض أو احتجاج أو نقد واحدة، بل راحوا يتشبثون بكراسيهم بكل الطرق و الوسائل بما في ذلك المزايدة لجهة تطبيق تلك القوانين المجحفة و التملق و الاسترحام لدى صانع القرار الأعلى.

أما الأسوأ من هذا فهو أنهم مارسوا الرياء والنفاق مع السلطة من أجل الحصول على أقصى ما يستطيعون من الامتيازات، مثل الحصول على هبات الأراضي الفسيحة في أفضل المواقع، و البعثات التعليمية المجانية لأبنائهم و بناتهم و أقاربهم في أرقى عواصم الحضارة الغربية من تلك التي يصفونها اليوم في كتاباتهم بالحضارة العفنة و المنحلة و الغاشمة، الأمر الذي يستوجب معه أن نطرح عليهم السؤال التالي: إذا كانت هذه الحضارة في نظركم تحمل كل هذه المثالب و العفونة، فلماذا إذن تهافتم وتتهافتون على إبتعاث أبنائكم إلى جامعاتها وتتفاخرون بنيل شهاداتكم منها؟ و لماذا لا تصدقون مع أنفسكم فترسلوا فلذات أكبادهم إلى عواصم الصمود و البطولة والمقاومة و الدفاع عن "شرف الأمة"؟ بل لماذا تحرصون على الاصطياف في كان و ماربيا و ميلان و التسوق في لندن وباريس و جنيف و الاستشفاء في بوسطون و مايو كلينك و دسلدورف؟

ألا يحق لنا أن نسألكم بعد هذا كله: أين كان شرف الأمة وكرامتها وعزتها يوم كنتم تشاركون بضمائر مرتاحة في الدوس على هذه الكرامة وأنتم في مراكز القرار، و تريدوننا اليوم بعد أن خبا وهجكم و راحت الوزارة لغيركم أن نصدق إنكم من المناضلين المدافعين على الحقوق و الحريصين على مستقبل الوطن والأمة، متئكين على ما عرف عن شعبنا من طيبة ومقدرة على الصفح و الغفران؟

أن الدروس المستقاة من تجارب البلاد العربية على امتداد تاريخها تؤكد لنا إن انتهازية نخبها السياسية المثقفة و تلونهم بحسب الظروف وتعاطيهم مع الأمور بوجهين و مكيالين هي احد أهم أسباب تقهقرها وضياع حقوق شعوبها، و بالتالي فانه لن تقوم لهذه الشعوب والأوطان قائمة إلا إذا تخلصت من هكذا نخب منافقة و جبانة تدعي الوطنية والبطولة و نظافة الكف حينما تكون خارج السلطة و تفعل العكس حينما تكون داخلها.

* كاتب من البحرين

bumarwan@batelco.com.bh

مواقف الرئيس الأسد الرافضة للقوات الدولية هي إعلان حرب على لبنان واللبنانيين



في عهد الأسد الابن البعثي المتميز بالتقلبات الحادة والصبيانية الفاقعة والانسلاخ الفاضح عن الواقع والغربة القاتلة عن القدرات، لم يعد يحكم العلاقات اللبنانية السورية لا المنطق والعقل ولا القوانين والشرائع ولا حتى ما يسمى زوراً الأخوة ورخاوة الخاصرة وهرطقة وحدة المصير والمسار.
إن ما يحكم هذه العلاقة ويتحكم بمفاصلها كافة قد أمسى الحقد والغيرة ونزعات الانتقام والرفض الهستيري لانتهاء دور سوريا الإقليمي نهائياً عقب انسحابها المهين من لبنان السنة الماضية.
في هذا السياق المرضي جاءت تصريحات الرئيس السوري أمس خلال مقابلة له مع قناة دبي الفضائية حيث عندما سئل عن موقف بلاده في حال تم تموضع قوات دولية على حدودها مع لبنان قال: "هذا يعني خلق حالة عداء بين سورية ولبنان.. أولاً.. هذا ينفي سيادة لبنان.. لا توجد دولة في العالم تقبل أن تضع على منافذها الحدودية جنوداً من خارج جنسيتها إلا إذا كانت هناك حرب مع دولة أخرى كما هي الحال في الجولان أو الحال في جنوب لبنان.. هذا طبيعي. فهذا أولاً سحب للسيادة اللبنانية.. وهم يتحدثون عن السيادة اللبنانية بشكل مستمر.. وتسليمها لجهات أخرى. النقطة الثانية هي موقف عدائي تجاه سورية ومن الطبيعي أن تخلق مشاكل بين سورية ولبنان" وفي نفس المقابلة رفض أي ترسيم لمزارع شبعا قبل انسحاب إسرائيل منها. هذا وتزامن كلام الأسد العدائي هذا مع تهديد لوزير خارجيته وليد المعلم الذي بشرنا بإمكانية إقفال الحدود اللبنانية السورية نهائياً في حال وصلتها القوات الدولية.
تستنكر المنسقية هذا التعدي الفاضح والناطح الصادر مع سابق تصور وتصميم عن حاكم سوريا وعن باقي ربعه من المسؤولين البعثيين وتعتبره إعلان حرب واضح يستهدف لبنان وكل اللبنانيين، وبناءً عليه فهي تناشد مجلس الأمن الدولي وكل دول العالم الحر والجامعة العربية التدخل الفوري والحاسم وعقد جلسة طارئة لبحث الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية والتنفيذية الكفيلة لجم جماح هذا النظام السوري الستاليني ووضع حد نهائي لانتهاكاته المستمرة منذ عقود لسيادة لبنان وحقوق أهله ولكافة شرائع الحقوق والاتفاقيات الدولية.
إن تدخل العالم الحر عبر مجلس الأمن لمنع تهريب الأسلحة من وعبر سوريا لحزب الله وباقي المنظمات الفلسطينية والأصولية والمافياوية المسلحة أمر حيوي جداً يتوقف على ضرورة تنفيذه بالكامل وبسرعة إحلال السلام ليس فقط في لبنان والشرق الأوسط، بل في العالم كله.
ونحن من حرصنا على الوطن واستقلاله وسيادته ومستقبل علاقاته وارتباطاته مع دول المنطقة، نتوجه إلى الحكومة اللبنانية لوضع حد نهائي لتحكم سوريا بممرات لبنان نحو جيرانه وتهديدها بإغلاقها كلما حاول لبنان ضبط التدخل الخارجي بشؤونه. ومن هنا على الحكومة أيجاد حل جذري باعتماد النقل الجوي والبحري بشكل منظم وموسع وربما بالتوافق مع الأردن إيجاد ممر بري آخر لا يمر عبر سوريا ويريح لبنان من هذا الجار المحكوم بنظام لئيم وغادر لا يلذ له إلا أن يرى لبنان عرضة للمآسي وشعبه مشرد ومهان وغير قادر على حزم أمره.
نناشد الجميع مساندة ودعم سعي اللبنانيين الحثيث من أجل الحرية والديموقراطية والأمن والسلام.
عن المنسقية
الياس بجاني/الأمين العام
الكولونيل شربل بركات/ المستشار القانوني

الثلاثاء، أغسطس 22، 2006

البيادر المحروقة...



د. ساسين النبوت
قدموس
هطلت الخيرات فأنبتت وأنجبت أرض الخصب والعشق... كلّ المواسم كانت لأهل البيت الواحد... ومن الوفرة تكاثر علينا المحبّون من كلّ حدبٍ وصوب... الكلّ هدفهم أن يكون إنتاجنا الأعظم... والمثل لكلّ أهل الأرض...
لطالما رمينا سبب عجزنا وفشلنا على الآخرين... طبعاً فهذا يريحنا ويغطّي عورتنا... ولم نقبل يوماً بأن نعترف أنّ السوس يسرح ويمرح داخل بيتنا الصغير... نتغنى بالوحدة... طبعاً هي كلمات يلوّح بها مذياعنا وترقص على شفاه شاشاتنا... هذه هي الطريقة لصون منزلنا... فإن قلناها تختنق المدافع بسمومها، والصواريخ تأبى الإنطلاق...
قد تخالون السوس عميل...
السوس هو الفساد الذي أكلنا ولا يزال... حتى صمتنا عنه وجهٌ من أوجهه...
تارةً يأكل حقّ طائفةٍ أو حزبٍ أو جماعة، فيهيجها ضد الآخرين... "أكلوا حقوقنا... نحن محرومين... نحن مكتئبين"... ولا أستطيع أن أقول كم يجمع وراءه من يقول ذلك...
وتارةً يأكل من محصول القوي فيزداد بطشاً بكلّ الآخرين، لكسرةٍ في نفسه أو لفتحةٍ في رأسه... والفيلم يدوم ويدوم...
لا تضيعوا كثيراً... ما زلت أتكلّم عن أهل البيت الواحد...
ثلاثة ملايين... أربعة... خمسة... طبعاً أنا أتكلّم عن لبنان، وليس عن مليار وستمائة مليون صيني...
شيعة كنتم أم سنّة أم موارنة أم أرثذوكس أم كاثوليك أم دروز أم سريان أم... ماذا يعني؟!...
من أنتم؟ لبنانيين أم ماذا؟
هل ستقاتلون بعضكم أم ستقتلوا السوس الذي هو سبب كلّ عللكم؟!
أم ستنتظرون كم سيعطيكم السوس من حصص وحقوق جديدة؟
مثلٌ سهل! فحتى ما تجنوه من أخ شيعي أو سنّي أو ماروني أو أورثوذكسي أو كاثوليكي أو درزي... يملؤه السوس... كلّ أكياس قمحهم وقمحكم الذي هو قمح الوطن يملؤه السوس...
أنتم لم ولن تربحوا شيئاً... خسارة كلّ حقدكم وحروبكم الكلامية والمعنوية...
كفاكم اتهامات لبعضكم بالعمالة لمشاريع... فكلّكم عملاء وعمّال لبنان...
فرقتكم وفسادكم ومؤاثرتكم مصلحة جماعةٍ على مصلحة الوطن، هي من تستقطب الأعداء... تماماً كما تستقبل الطرق المنحدرة مياه الأمطار...
يا إخوة كلّ جيراننا يحبّونا لدرجة "من الحب ما قتل"... كلّ واحد عينه على حصصكم... يحسدكم على قطرة المطر المتساقطة على رؤوسكم... على نسمات جبالكم... على ضحكتكم... على حبّكم للحياة...

اليوم احترقت كل البيادر... وبقي السوس مكانه!... طبعاً فهو يعرف أكثر منكم أنّ الموسم القادم وافر...
لن أقول فات الأوان وأنا أراكم تنظرون في عيون بعضكم قائلين: "على ماذا كنّا مختلفين؟!"...
ماذا؟!... الدمعة في عيونكم؟!... كم أنتم صغار؟!...
أنظروا واتعظوا... معركةٌ صغيرة بين شعب الله وحزبه حوّلت البحر الأبيض إلى البحر الأسود! فغيرت في أيامٍ كلّ الجغرافيا!!
أيّها الإخوة المعركة الحقيقية هي منكم وفيكم وإليكم... أقتلوا الفساد قبل بناء البيت...
هلموا معي إلى حرب التغيير والإصلاح... فننظف تاريخنا ونبيّض مستقبلنا دون الإقتراب من البحر الأحمر...

الاثنين، أغسطس 21، 2006

أهمية المراقبة المالية على مداخيل حزب الله


الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية


أفادت وكالات الأنباء الدولية ووسائل الإعلام اللبنانية أن حزب الله الأصولي يقوم ابتداءً من يوم الجمعة الموافق 18 آب بتوزيع 12 ألف دولار نقداً على كل عائلة شيعية دمر منزلها خلال الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت معاقله في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت والجنوب والبقاع حيث يقيم دويلاته الثلاثة. وأعلن أن المبالغ تدفع نقداً وهي مخصصة لتغطية مصاريف استئجار منزل لكل عائلة لمدة عام وتأثيثه.
هذا ولم يوضح الحزب من أين تأتي أموال التعويض الهائلة تلك. هذا ومن المرجح أن يتكلف هذا البرنامج التعويضي 150 مليون دولار على الأقل.
الحزب قد وعد أيضاً بأن يدفع لاحقا ثمن شقة جديدة لكل عائلة متضررة أو يعيد إعمار المباني التي دمرت على نفقته الخاصة، علماً أن التقديرات الأولية أفادت أن عدد هذه العائلات يتراوح بين 15  25 ألف.
إن توفر هذه المبالغ الكبيرة لدى الحزب يضيء مجدداً على امتداداته الخارجية الخطيرة التي ثبتت للعالم بالملموس من خلال ترسانته الصاروخية الهائلة بكل المقاييس والتي يستحيل على أي قوة حزبية خاصة الحصول عليها بشكل مستقل عن مشروع خارجي كبير وجهة دولية ممولة. والجهة التي مولت الحزب بمليارات الدولارات على مدى ثلاثة عقود ولا تزال هي بالتأكيد لم تفعل ذلك بدوافع إنسانية وخدماتية، بل من أجل غايات ومخططات ليس للبنان وللبنانيين فيها أي اعتبار.
إن القدرة المالية الهائلة التي كشف عنها الأمين العام للحزب السيد نصرا لله بتكفله علناً إعادة بناء وترميم كل المساكن المهدمة والمتضررة فضلا عن تمويل استئجار مساكن بديلة لمدة سنة كاملة لكل المتضررين من أبناء طائفته، يعني ببساطة أن الرجل سيفرج عن مئات الملايين من الدولارات دفعة واحدة مبيناً أنه يمتلك إمكانيات سياسية اجتماعية وعسكرية ومالية تفوق تلك المتوفرة للدولة اللبنانية.
من المستغرب فعلاً أن تقف الدولة اللبنانية متفرجة وصامتة ومن ورائها دول الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي أمام هذا التمدد المالي والنفوذ الأخطبوطي لمشروع إيراني  سوري أهدافه المدمرة والعدوانية باتت مكشوفة وظاهرة جلياً في حيثيات الوضع اللبناني الحياتي اليومي الملموس والمعاش. إن حزب الله ليس فقط دولة داخل الدولة، بل أيضاً تنظيم مسلح يهيمن بالقوة على كل مقدرات ومفاصل ومراكز قرار الدولة اللبنانية.
المطلوب من دول العالم الحر أن تتحرك بسرعة من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها لاستصدار قوانين وقيود وإجراءات أممية ملزمة تحول دون وصول الأموال والمساعدات بكافة أشكالها دون مراقبة ومباشرة إلى حزب الله.
المطلوب أن يتم حصر أمر دخول كل الأموال والمساعدات إلى لبنان بالحكومة اللبنانية وعبرها وذلك من خلال قنوات وقوانين شفافة ووضوح كامل بما يخص المصادر والمبالغ ومن ثم آليات توزيعها وإجراءات وقيود الاستفادة منها.
إن السكوت الرسمي والقيادي والشعبي اللبناني عن ممارسات حزب الله المالية الفاضحة إضافة إلى اللامبالاة الإقليمية والدولية عن ممارساته العسكرية والإرهابية سيقوض ويلغي أكثر وأكثر كل ما تبقى من مقومات وأسس النظام اللبناني بكل مؤسساته التي أمست مهشمة، مهمشة ومغيبة كما بينت بوضوح تام مجريات حرب الشهر الماضي.
أما أخطر ممارسات حزب الله الحالية والتي يجب التنبه إليها فهي تأتي في مجال تقديمه الأموال للمتضررين من أبناء طائفته بشكل مسرحي، حيث وفي نفس الوقت الذي بدأ فيه دفع مبالغ نقدية كبيرة لبعض المتضررين، راح وبشكل منظم يعمل على تجييش المواطنين وتقليبهم ضد الحكومة بهدف تحويل الأنظار عن سلاحه وخلق أجواء متوترة وضاغطة تربك الوضع الداخلي وتعرقل تنفيذ القرار الدولي 1701.
إن المطلوب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها استصدار قوانين تلزم كل من إيران وسوريا دفع كل التعويضات بكافة أوجهها التي نتجت عن الحرب التي تسببا بها عن سابق تصور وتصميم.
ما يجب أن تدركه دول العالم الحر ومعها الدول العربية كافة هو أن الحكومة اللبنانية ورغم نوايا رئيسها الصادقة وأسلوبه الرومنسي في التعاطي مع الأمور، فهي لن تتمكن لا اليوم ولا غداً بمفردها من تجريد حزب الله من سلاحه أو حتى إقناعه التخلي عن دوره العسكري ولا الحزب نفسه سيقبل طوعاً الانخراط بالدولة ولبننة أنشطته وأهدافه، خصوصاً إن استمر المال "الحلال" يتدفق عليه من إيران وغيرها من الدول والمجموعات والأفراد دون رقابة صارمة وقيود تتكفل الأمم المتحدة بتنفيذها.
إن عدم صدور القرار الدولي 1701 تحت البند السابع من شرعة الأمم المتحدة هو وراء تردد الحكومة الفرنسية وغيرها الكثير من الدول المشاركة في عديد القوات الدولية المقر إرسالها إلى الجنوب اللبناني. المطلوب من المجتمع الدولي الحر أن يستعمل في عملية تجريد حزب الله من سلاحه واقتلاع أنيابه الأصولية الإيرانية والميليشياوية السورية، نفس الشدة والصرامة والحزم الذين استعملهم في البوسنة وكوسوفو وشرق تيمور.
في حال أعطي الحزب أي مجال للمناورة والمماطلة والتسويف وإن لم يتم دولياً وعربياً كبح جماحه داخل لبنان وقطع كل شرايين تمويله الإقليمية، فهو لن يبقى عامل عدم استقرار واضطراب وتهديد للبنان واللبنانيين فقط، بل سيتمدد إخطبوطه إلى دول الجوار الشرق أوسطية وإلى الغرب أيضاً وعندها لن يفيد الندم وهناك يكون البكاء وصريف الأسنان.
22 آب 2006

السبت، أغسطس 19، 2006

حوار مع الشاعرالشيلي لويس أرياس مانثو




أتواصل يوميّا مع شعراء لبنان وفلسطين والعراق
وما حدث في الشرق الأوسط كان فظيعا


أجراه جرمان لوباث فيلاسكاث
عربه عن الإسبانية يوسف رزوقة


أجرت مجلة "مافيستو كولومبيا هذه الأيام حوارا مع الشاعر الشيلي لويس أرياس مانثو ، مؤسس حركة شعراء العالم وأمينها العام وقد تناول الحوار بالمناسبة وإلى جانب المشاغل الأدبية، موقفه كمثقف من أمريكا اللاتينية من الحرب الدائرة في الشرق الأوسط ومن الاعتداء الإسرائيلي السافر على لبنان


لعلّ نقطة قوّة الشّاعر،و بالنّظر إلى دوره الوظيفيّ، تكمن في اختراقه الدّائم للحدود؟ سأله جرمان لوباث فالسكاث

ألياس مانثو :لا أدري إن كانت كذلك أم لا،فقط أقول إنها متناغمة مع تطلّعاته فالشاعر كائن استثنائيّ، له هبة تشكيل الكلمات فائقة الجمال ،كلمات تتجاوز المعنى الظاهر والسّافر بل وحده الشّاعر يكسو هذا المعنى بما يجعله قويّا،مشهديّا وجميلا
ولعلّ الضرورة تقتضي من الإنسان في عصرنا هذا أن يقول بالتّواصل مع الآخر عبر الحوار أمّا قرقعة المدافع فتحول دون هذا وبالتالي فنحن في حاجة أكيدة إلى صوت يهيمن على صليل الأسلحة والشاعر يعي هذا
إننا نعيش سياقا يشي بنهاية مرحلة الانحطاط وبانبعاث مرحلة جديدة يتموقع الشّاعر فيها ليلعب دورا فاعلا فالشّاعر لا ينبغي أن يظلّ متذيّلا بل عليه أن يذهب رأسا إلى الصّفّ الأماميّ فإذا امتنع فلأنّه ليس بشاعر حقيقيّ
إنّ هدفنا الّذي نصبو إليه هو أن نجمع الشّعراء من عموم أنحاء العالم حول حركتنا حتّى تصبح قوّة لافتة على أرض الواقع، تسهم بما لديها من ثقل في تحقيق توازن ما بكوكبنا هذا،بما من شأنه أن يحدث التّناغم مع الإنسان في مشروعه المستقبليّ وتحصينه ضدّ واقعه الرّديء

ج ل ف:هذا الحلف الشعريّ ، كيف تأسّس وهل استغرق وقتا كي يتبلور في هذه الصيغة من شعراء العالم؟
لقد صرحت مؤخّرا: أن شعراء العالم كحركة تجاوزت كلّ توقّعاتي إلى حدّ لم أتخيّله وذا ما حدا بي إلى تخصيص كلّ وقتي لهذا المشروع الذي يصبو إلى التّحقق كقوّة فاعلة في توازنات هذه الخارطة؟


أرياس مانثو :منذ سنوات خامرتني الفكرة لكنّها لم تتجسّد إلاّ في أكتوبر 2005 حيث أعلنت عن انطلاق هذه الحركة حركة شعراء العالم . كان ذلك بالضبط في 14 أكتوبر في الدّورة الحادية عشرة من مهرجان أمريكا اللاّتينيّة للشّعر في مدينة فالباريسو ، كنت السّاهر على هذه التّظاهرة ممّا زيّن لي طريق المغامرة على أنّها ليست حمقاء أو مستحيلة
تلاها " المانيفستو الكونيّ لشعراء العالم" الّذي رأى النّور، نهاية تلك السنة
لقد كان هدفي الأساس أن ينضمّ إلينا ، نهاية 2006، أربعمائة شاعر على الأقلّ ونحن الآن زهاء 1500 شاعر وقد ترجم "المانيفستو" إلى اثنتي عشرة لغة باعتبار العربية والعبرية
وإزاء هذا النّجاح، لا أملك إلاّ أن أتطلّع إلى المستقبل ، بمنتهى التفاؤل والثّقة.


ج ل ف : إذن وبالاحتكام إلى هذا السّياق، أيّ دور وظيفيّ و/أو ديبلوماسيّ يمكن أن يلعبه شعراء العالم إزاء لاإنسانيّة الوجود المجتمعيّ؟

أرياس مانثو :ما يهمّنا أوّلا أن نبلغ الهدف الأساس :التّحقّق كقوّة فاعلة وقادرة على التّأثير في المحيط العالميّ .يمكن القول إنّا نطمح إلى تفعيل نفوذ الكلمة على امتداد الخارطة ولعلّه من هنا ، سوّغنا فكرة تعيين شعراء سفراء ممثّلين لبلدانهم .
ومن ثمّة يكون لصوتنا صداه مخترقا بلاطات النفوذ الباردة ليطال أيضا الشارع ،حيت يتموقع الشّاعر.
علينا أن نكون فاعلين وقادرين على فرض صوتنا من أجل مجتمعنا في محاولة للنّهوض به ممّا هو فيم من تخبّط وانحطاط ويبدو أنّا مازلنا بمنأى عن هذه الخطوة التي تبدو بدورها مثاليّة لدى الكثيرين منّا ولكنّا سنراهن على ذلك.

ج ل ف:ما هي الرسالة المثلى لمبدع حداثيّ، ما؟

أرياس مانثو: أن ينخرط في صلب المجتمع ففي ذلك تغذية لروحه ونبذ للأنا .
إنّ أيّ موقع يتكوّن فيه المبدع هو ضرب من النّضال في الوقت الذي تشهد فيه كلّ الأطراف انحطاطا ما..
لقد خاب السّاسة بل هم جرفونا إلى هذه الحال القياميّة التي نحن فيها
يبدو أن تغييرا جذريّا لإعادة هيكلة العالم ضروريّ هو اليوم وفي هذه الحال
بمعنى آخر،يبدو أنّنا نعيش في حدود ما هو مسموح به ، على وشك اندلاع ثورة كونيّة حيث سيكون فيها للمبدع الحداثيّ دور حاسم.
لدى ماركس ، رأينا بوضوح كيف رسم خطا بيانيّا لتحليل المجتمع والسبل الكفيلة بالنهوض به وقد تمّ تنميطنا بناء على ذلك ، على امتداد القرن العشرين وهو منهج ما زال قابلا للتأويل ولكننا الآن نحن في أمسّ الحاجة إلى أكثر من هذا على خلفية أننا كلنا في ذات الشرنقة إزاء شموليّة هذا التّردي وعلى خلفية أن الإنسان قد انحسر دوره بصورة ملحوظة ككائن رئيس في المجتمع ليصبح الآن في مرتبة ثانية ولم يعد يهمّه إلاّ الغنم والمنفعة والأعمال وانعكاسها الإيجابي عليه وبالتالي فكل شيء بات ينتظمه هذا المنطق المصلحيّ وليس منطق الأهمّيّة وما منطق الأهمّيّة سوى المرآة العاكسة لقيمة التضحية والتي هي في نهاية المطاف منذورة وينبغي أن تكون كذلك دائما لخدمة الإنسان وسعادته وليس لتحقيق مردودية ما ، له ونحن ننسى أو نتناسى الهدف الذي من أجله نحن وجدنا وللمبدع أن يقوم بتذكيرنا وتوعيتنا بوخز روحنا النائمة.

ج ل ف :كشاعر ، ما هو موقفك من واقع الاستبداد والتحكم في فضاءات الحرب كما هو الحال في الشرق الأوسط؟

أرياس مانثو : في البدء ، كانت الحرب...منذ العصور الحالكة ، مع تنامي وعي الإنسان بكينونته، ونحن نتصارع مع بعضنا ولكن المعضلة اليوم أن طموح الإنسان بات محكوما بحصوله على أسلحة قادرة على إبادة الحياة من على هذا الكوكب في سويعات قليلة.
ما نراه في الشرق الأوسط هو مرحلة من مشروع "امبراطوريّة" ما، طموح جدا ومشؤوم يهدف إلى الاستحواذ على الموارد الطبيعية لهذه المنطقة .
كشاعر،أي ككائن يتفاعل مع الأشياء،لا يفوتني أن أشهد مدى فظاعة ما يجري : آلام رهيبة حيال كمّ هائل من الشراسة والذعر والكراهية .
لقد تسنى لي بحكم صفتي في "شعراء العالم" تواصل يوميّ مع شعراء يعيشون في لبنان وفي فلسطين وكذلك مع شعراء من العراق وهم كلهم أعضاء في هذه الحركة ، وكم كان حزينا ورهيبا أن تعلم ، من خلال شهاداتهم، مدى ما يعانون.
كما أن الأمر رهيب و منعش في آن : أن تتلقّى شهادات أو بريدا من شعراء يهود ، يعيشون في إسرائيل ولكنهم مناهضون لكل اعتداء صهيوني وامبريالي وهم يؤخذون بجريرة موقفهم هذا لسوء فهم أهل الذكر منهم،لهم .
هؤلاء الشعراء اليهود يردمون الفجوة الواسعة باعتبارهم مناضلين مستنيرين في عالم مدلهمّ وإني أخصّ بالإكبار اثنين منهم هما أرنستو كاهان و أندرس ألدوا

ج ل ف : ما القصيدة ، شاعرنا لويس أرياس مانثو؟

أرياس مانثو :هي عندي الأداة الأقصر للتعبير عن شيء ما كبير.وهي الشكل الأمثل لنقول بسرعة شيئا ما ، يحفّ بإحساس هائل يعتمل في الأعماق ليعكس ما بالروح
القصيدة لغة مذهلة تنبجس بمنتهى غموضها من النبع الذي لا يني يغذي وجدان الكائن و حياته وهذا ما نسميه إلهاما وهي أيضا شكل تواصليّ بين ما هو أرضيّ وما هو صوت عظيم هو صوت ما بين الحنايا
يمكن أن تكون للقصيدة سلطة كبيرة ، يمكن بموجبها لو أنها سخّرت لما هو بناء، أن تتحوّل إلى سلاح قويّ لمجابهة الرؤى السوداوية لهؤلا ء المجانبن الذين يتحكّمون في مصائرنا
ولعل هذا ما يدعو إليه مشروعنا الطموح : إرساء جيش من المناضلين،سلاحهم الكلمة التي تسعى في الأرض كأنّها شلاّل من المقاومة نحو كلّ من يقتل الحياة ومباهجها.
أنا واع بمدى خطورة هذا المشروع ولكن لنا الكثير وهناك شيء ما إلى جانب ألفي سنة.
تحضرنا أزمنة امبراطورية رومانية عندما دخل شابّ القدس وهو يلهج بالحب والسلام وكان سلاحه الكلمة وكلنا ندري كيف انتهت مغامرته .
ولذلك لا نعجب أن نتهم في وقت ما ن ومن كل الأطراف ، بأننا إرهابيون فكريا ولكنها تلك ضريبة هذا النضال، أيضا.

الجمعة، أغسطس 18، 2006

مزارع شبعا، مسرحية فاحت منها روائح الكذب والتحايل!!



الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
فيما تجهد دول العالم الحر عبر مجلس الأمن وبالتعاون مع المراجع الدولية كافة ومعهم السواد الأعظم من قيادات الشرائح اللبنانية الحقة لإيجاد أرضية مناسبة وظروف ملائمة وأدوات فاعلة لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701، تعود كذبة مزارع شعبا مجدداً إلى البروز بهدف إبقاء الوضع الميليشياوي والأصولي الشاذ في الجنوب اللبناني على حاله، وبالتالي عرقلة تنفيذ القرار الدولي ومنع قيام الدولة اللبنانية بالتزاماتها وواجباته، والأهم الإبقاء على وضعية دويلات حزب الله ليس فقط في الجنوب حيث لا وجود للدولة فيه، بل أيضاً في الضاحية والبقاع وباقي المربعات الأمنية التي يهيمن عليها.
حزب الله وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله وبعد أن أعلن انتصاره الإستراتيجي الوهمي في حربه مع إسرائيل، عاد بفوقية مقززة إلى لغة الوعيد والتهديد، فيما علت الأصوات النشاز من سوريا وإيران مغردة ألحان التخوين والتحرير والمقاومة التي مجها الناس وباتت ذرائع بالية ومكشوفة حتى للأغبياء.
إن كل خزعبلات البعث وصبيانهم عندنا من الأصوليين وتجار المقاومة ومتعهدي التحرير لم تنطلي على فطنة اللبنانيين بل فشلت بشكل ذريع مريع، والقرار 1701سوف يصبح حقيقة شاء القرَّاظون والهجَّاؤن ذلك أم أبوا.
ما يحزن حالياً ليس المسرحيات السورية والإيرانية المكشوفة المرامي والأساليب ورفض حكام طهران ودمشق قبول الأمر الواقع الجديد المتمثل برحيل قوى احتلالهم عن لبنان دون أمكانية العودة إليه، ولا حتى عناد حزب الله في رفضه التخلي عن دويلاته والسلاح،. إن ما يحزن حقاً ويدمي القلوب هو انضمام العديد من السياسيين والقيادات السياديين إلى الحظيرة السورية-الإيرانية، ودخولهم الطوعي والوقح في شباك حزب الله ليكرسوا جهودهم ويوظفوا أرصدتهم في مؤامرة تغطية وتمويه مخططاته والانتهاكات والإبقاء على سلاحه. عجبي فهؤلاء كانوا حتى الأمس القريب في مقدمة صفوف المنادين بالحرية والسيادة والاستقلال، ومن أعتى المعارضين للإحتلال السوري، والرافضين هيمنة أزلامه وحكامه الدمى، ومن أشد المنتقدين لممارسات حزب الله الميليشياوية - الأصولية، ومن أشجع المحذرين من خطورة سلاحه وعقيدته وثقافته وأهدافه الإيرانية. هؤلاء السياسيين والجنرال هم من سموا ملف مزارع شبعا بالكذبة وبقميص عثمان، وهم أنفسهم الذين كانوا وبصوت عال يرفضون بقاء السلاح مع حزب الله عقب انسحاب لإسرائيل الأحادي من الجنوب سنة 2000. هم من جاهر بأن مقاومة حزب الله مبنية على كذبة شبعا ذات الصناعة السورية.
حزنت وأنا أسمع نائب سيادي يقول من على شاشة تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال قبل عدة أيام إن سلاح حزب الله هو نتيجة للإحتلال، واعتقدت أنني أهذي عندما ربط قائد سيادي عسكري كبير خلال جلسات الحوار مصير سلاح حزب الله بالسلاح الفلسطيني، وأصبت بالهلع وأنا اسمع تصريح نائب سيادي آخر وهو يقول أنه لا يجوز تسليم سلاح حزب الله لدولة ضعيفة، وجاءت خيبتي الكبرى بتسويق قائد سيادي وكتلته النيابية وحزبه الجديد لإستراتجية دفاعية غير مسبوقة في التاريخين المعاصر والغابر تُبقي على دور حزب الله العسكري وعلى احتفاظه بسلاحه خارج سلطة الدولة، كما أنها تجعل من هذا التنظيم المهيمن الفعلي على قرار الحرب والسلم في لبنان. احتراماً لعقول وحقائق وكرامات أتمنى على من يرفضون مبدأ الولاء والتبعية "الغنمي" لأفراد، أن يراجعوا مواقف من يوالون من القيادات والأحزاب ليكونوا على معرفة كاملة بحقيقة انقلاب هؤلاء على ذواتهم وعلى كل ما سوقوا له طوال 16 سنة.
قصة الكذبة: فضحت الأمم المتحدة كذبة شبعا بشكل علني يوم جدد مجلس الأمن الدولي في 28/1/2005 مهمة القوة المؤقتة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لمدة ستة أشهر رفضاً في حينه ادعاء حكام لبنان بأن مزارع شبعا لبنانية، فتبنى بإجماع أعضائه الخمسة عشر، القرار الرقم 1583 الذي ينص على التمديد لمهمة هذه القوة. وللمرة الأولى منذ سنوات، أشار المجلس في حينه إلى التقرير الذي وضعه الأمين العام كوفي أنان في أيار 2000، الذي تحقق من انسحاب إسرائيل إلى ما وراء الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة والتي تسمى <الخط الأزرق>. وتضع هذه الحدود مزارع شبعا، التي تحتلها إسرائيل، داخل سوريا.
وأشار القرار إلى أن مجلس الأمن اعترف بشرعية الخط الأزرق لتأكيد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية تطبيقا لقرار مجلس الأمن 425 (1978)، وانه من الضروري احترام الخط هذا بكامله>. وكتب أنان في تقريره أن "موقف الحكومة اللبنانية التي تستمر في عدم الاعتراف بشرعية الخط الأزرق في منطقة مزارع شبعا يتعارض مع قرارات مجلس الأمن".
لقد زُورت الوقائع حول مزارع شبعا، وتم تركيب الخديعة من أساسها على الكذب والرياء وتزوير الحقائق والتاريخ خدمة لأهداف لا تمت إلى لبنان ولا إلى القضية الفلسطينية بصلة.
في هذه المطالعة المتواضعة التي كنا نشرنا محتواها مرتين، سنحاول اليوم وبعد انتهاء حرب إسرائيل- حزب الله المدمرة تسليط الأضواء على كل جوانب ملف مزارع شبعا حسب تسلسله الزمني منذ سنة 1924 حيث يحاول حزب الله ومن وراءه سوريا وإيران ومعهم الحلفاء الجدد من السياديين - أعداء الأمس، الوقوف في وجه الإرادة الدولية رافضين بعناد تنفيذ القرار الدولي رقم 1701 تحت حجج ومبررات عديدة في مقدمها "كذبة شبعا".
في25 أيار سنة 2000 قررت حكومة العمل الإسرائيلية تنفيذ القرار الدولي رقم 425 الصادر عن مجلس الأمن في 19 آذار 1978، فسحبت جيشها من الشريط الحدودي. وبنفس الوقت نفذت الشق المتعلق بها من القرار 426 الصادر عن نفس المرجعية الدولية، وهو عبارة عن آلية لتنفيذ ال 425. علماً أن حقيقة أمر الانسحاب الإسرائيلي وخلفيته لم يعودا سراً، إذ تمَّا ضمن اتفاق كامل بين إسرائيل وإيران وسوريا ولبنان الحكم وحزب الله، بإشراف الأمم المتحدة ممثلة بالموفد الشخصي لأمينها العام السفير تيري رود - لارسن. لقد نص الاتفاق ضمن شروط كثيرة على تفكيك جيش لبنان الجنوبي وتجريده من سلاحه وإقفال جميع بوابات العبور بين الشريط الحدودي وإسرائيل وتسهيل عملية هيمنة حزب الله على منطقة الجنوب وتمركز مقاتليه على الحدود بدلاً من الجيش اللبناني.
في هذا السياق لم يقوم "لبنان الطائف" بتنفيذ الشق المتعلق به في القرار 426 والذي يقضي بتسلِّم الجيش اللبناني مهمة الأمن على الحدود الدولية وبسط سلطة الدولة اللبنانية على الجنوب. فبإرادة سورية وغض طرف إسرائيلي - دولي، تسلم حزب الله الجنوب كقوة أمر واقع مانعاً الدولة من تسلُّم مهماتها في المنطقة كما هو مفروض. هذا وكان الحزب لا يزال يقوم بمهمته هذه حتى 12 تموز الماضي تاريخ بدء حربه مع إسرائيل بعد تخطيه الخط الأزرق وخطف جنودها. تلك المهمة التي كانت ومنذ عام 2000 تشوبها الشكوك ولا تبررها أي سابقة في تاريخنا المعاصر. وهي كانت بررت بمنطق غريب عجيب يقول إن الجيش اللبناني ليس شرطياً ولن ينتشر على الحدود مع إسرائيل لحماية حدودها، وكان حزب الله ومعه سوريا وإيران وكل أزلامهم في لبنان يتهمون بالخيانة والعمالة كل من يطالب ببسط سلطة الدولة من خلال قواها الشرعية على الجنوب والحدود مع إسرائيل وإنهاء دور حزب الله المسلح.
بعد الانسحاب الإسرائيلي بأسبوع سنة 2000 اختلقت سوريا البعث ملف مزارع شبعا وجعلت منه قضية الساعة وأحاطته بهالة المقاومة، علما إن أكثرية اللبنانيين وفي مقدمهم 99% من "فحول جماعة التحرير والدحر والقهر ووحدة المسار والمصير"، ومعهم حملة الخناجر والفؤوس والسيوف، لم يكونوا قد سمعوا حتى ذلك التاريخ بالمزارع هذه، ولم يكونوا على معرفة فيما إذا كانت موجودة في لبنان، أو في بلاد الماوماو!!
إن المخرج السوري البعثي أعد سيناريو المسرحية بأسلوبه الدراماتيكي المميز فقضى بتسليم حزب الله منطقة الجنوب بحجة استمرار احتلال إسرائيل لِمزارع شبعا. دمشق حاولت في البداية لعب ورقة القرى السبعة اللبنانية التي ضُمت لفلسطين سنة 1924 من قبل قوى الانتداب البريطانية والفرنسية التي كانت رسمت يومها الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين، إلا أن دمشق وجدت أمر هذه القرى عقيم ولن يحقق مخططاتها الهادفة لإبقاء التوتر قائماً على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وتأمين مبرر إطالة عمر احتلالها للبنان.
يشار هنا إلى أن رسم الحدود بين البلدان الثلاثة، لبنان، سوريا وإسرائيل، ثُبِتَ دولياً سنة 1949 بعد قيام الدولة العبرية، ومن يومها بدأ العمل باتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل وكان سلاح الهندسة بالجيش اللبناني رسم الحدود بين البلدين في بداية الستينات بالتعاون مع المراقبين الدوليين.
اعتُبرت مزارع شبعا منذ سنة 1924 أراضي لبنانية، إلا أن سوريا رفضت الاعتراف بهذا الأمر، كما رفضت الاعتراف باستقلال لبنان، وفي الخمسينات وضعت يدها عليها، وبقيت تمنع دخول السلطات اللبنانية إليها حتى احتلالها من قبل إسرائيل مع هضبة الجولان سنة 1967. الهيمنة السورية على المزارع خلقت وضعاً شاذاً فسكان المزارع لبنانيون والأملاك لبنانية، إلا أن الإدارة والسلطة كانتا سوريتان.
لم يتقبل لبنان هيمنة سوريا على المزارع، لكنه لم يرفع تظلمه هذا للأمم المتحدة، ولا إلى الجامعة العربية خوفاً من زيادة المشكلة تعقيداً. غير أن السوريين تعنَّتوا وأصروا على شدِّ قبضتهم عليها ضاربين عرض الحائط بأقوال لبنان ومطالباته.
حاول لبنان سنة، 1961أن يفتتح مخفراً للدرك في المزارع، غير أن سوريا قامت بقتل عدد من رجال الدرك اللبنانيين وطرد الباقين بالقوة العسكرية، وهذه الواقعة موثقة بعدد من أعداد مجلة الجيش اللبناني. المقدم اللبناني المتقاعد عدنان شعبان كان قال في ندوة صحافية أقامتها جريدة النهار بتاريخ (4/12/2000) ما خلاصته، إن مزارع شبعا هي ارض لبنانية الملكية لكنها سورية السيادة، مذكراً من ضعفت ذاكرته بالوثيقة التي نشرتها مجلة الجندي اللبنانية سنة 1961، وجاء فيها إن أربعة جنود لبنانيين برتب مختلفة دخلوا المزارع وقتلوا على يد الأخوة السوريين لأنهم دخلوا إلى ارض ذات سيادة سورية (حسب المفهوم السوري)، وصور استشهادهم موجودة، في ملفات مديرية التوجيه والإعلام.
إن سكان المزارع وأصحاب الأملاك فيها قاموا برفع الشكاوى عدة مرات إلى الحكومات اللبنانية المتعاقبة (من عهد بشارة الخوري حتى عهد فؤاد شهاب)، كما رفعوا شكواهم أكثر من مرة مباشرة إلى الحكومات السورية من خلال عرائض واعتصامات وإرسال وفود ووسطاء، لكن وللأسف كل محاولاتهم باءت بالفشل واستمرت سوريا مصرة على فرض سلطتها بالقوة على المزارع.
جاء رئيس وزراء لبنان السابق المرحوم سامي الصلح على ذكر قضية مزارع شبعا في كتابه: (لبنان العبث السياسي والمصير المجهول - الصادر عن دار النهار للنشر صفحة 293-294) فقال: "استمر تدهور العلاقات اللبنانية - السورية بين عامي 1956 - 1958، ونتج عن ذلك بعض المشاكل الحدودية الحادة عندما أقدمت السلطات السورية على إقامة مخفر للدرك، ومخفر أخر " للمجاهدين" في مزارع شبعا، كما أفادت المراجع الأمنية اللبنانية، وقد أُنذر سكان مزارع شبعا (شهر 9 / 1957) من قبل السلطات السورية بوجوب تقديم بيانات عائلية تتضمن قبولهم الهوية السورية بدلاً من اللبنانية. ومع تكرار الحوادث ضد المدنيين اللبنانيين، توجه وفد من وجهاء شبعا برئاسة رئيس بلديتها إلى دمشق لمراجعة كبار المسؤولين في القيادة السورية وفي طليعتهم صبري العسلي، رئيس الوزراء ، وأكرم الحوراني، رئيس مجلس النواب، ولكن دون جدوى، وعندما زارني الوفد الجنوبي المذكور، واطلعت منه على تفاصيل التطورات، شددت على الوفد ضرورة التمسك بهويتهم اللبنانية والمحافظة عليها، واعداً الجنوبيين بالعمل على معالجة الأمر وتعزيز صمودهم ومنع الاعتداءات والحد من الضغط عليهم. وعلى الأثر، اتصلت بالسفير المصري في دمشق محمود رياض وشرحت له الأوضاع وما يتعرض له المواطنون اللبنانيون، وأن هذا العمل ليس في مصلحة مصر كما أنه ليس في مصلحة سوريا ولبنان، بل على العكس، فهو يسيء إلى العلاقات والمصالح الأساسية للدول المعنية وشعوبها، وأعلمته، بما له من موقع مؤثر، بأن الموضوع سوف يترك آثاراً سلبية على الساحتين العربية والدولية لأن الأمر لم يعد قاصراً على إرسال الرجال والسلاح عبر الحدود وإنما تجاوز ذلك إلى محاولة إقتطاع الأراضي وضمها مع سكانها. وفي الوقت ذاته أصدرت القرار رقم 493 بتاريخ 14/12/1957 إلى السلطات اللبنانية في مزارع شبعا بضرورة تسجيل كل الحوادث والتجاوزات، وبذل أقصى الجهود للمحافظة على لبنانية مزارع شبعا، ( ومن ضمنها : كفردومة، مراح الملول، قفوة، رمتا، خلة غزالة، فشكول، جورة العقارب، الربعة، بيت الذمة، عرضتا، إلخ"
خلال حرب الأيام الستة في 6 حزيران سنة 1967 احتلت إسرائيل الجولان واحتلت معها مزارع شبعا. القرار الدولي رقم 242 الذي صدر عن مجلس الأمن في 22 تشرين الثاني سنة 1967 بعد انتهاء الحرب هذه لم يأتِ على ذكر مزارع شبعا كأرض لبنانية، وهو أشار بوضوح تام إلى أن كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل على الجبهة السورية - الإسرائيلية هي أراضي سورية. لبنان لم يشارك بتلك الحرب، ولا هو يومها قال بعد انتهائها على أي مستوى إن إسرائيل احتلت جزءً من أراضيه.
في سنة 1972 دخلت إسرائيل إلى بعض أجزاء الشرط الحدودي اللبناني، ولكن دخولها كان خجولاً ولم يتخطى بلدة حولة الجنوبية.
وقعت الحرب العربية الإسرائيلية الثانية سنة 1973. لبنان أيضاً لم يشارك فيها، ولا هو اعتبر بعد انتهاءها أن إسرائيل احتلت أي شبر من أراضيه، والقرار الدولي رقم 338 الذي صدر عن مجلس الأمن بعد توقف تلك الحرب في 22 تشرين الأول 1973 لم يأتِ لا من قريب ولا من بعيد على ذكر أية أراضي لبنانية محتلة. ولبنان الرسمي لم يقل على أي مستوى إن إسرائيل احتلت أي شبر من أراضيه وبقي ملتزماً باتفاقية الهدنة معها.
سنة 1978 دخلت إسرائيل إلى الجنوب اللبناني تحت راية ما سمته في حينه "عملية الليطاني"، وبتاريخ 9 آذار 1978 صدر عن مجلس الأمن القرار رقم 425 وآلية تنفيذه القرار 426. القرار هذا لم يذكر مزارع شبعا، ولبنان الدولة لم يقل لا لبنانياً ولا عربياً ولا إقليمياً ولا دولياً إن إسرائيل تحتل مزارع شبعا اللبنانية. في حين أن الدول المعنية وهي سوريا ولبنان، الدول العربية كافة وإسرائيل لم يعتبروا أن القرارين الدوليين 242 و338 يتعلقان بأية ارضي لبنانية. كما أن القرارين 425 و426 لم يذكرا مزارع شبعا ولا اعتبراها أرضي لبنانية محتلة من قبل إسرائيل.
سنة 1982اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى عاصمته بيروت، ومن ثم انسحبت إلى الجنوب وبقيت فيه حتى أيار سنة 2000. وكان قد صدر عن مجلس الأمن بتاريخ 17 أيلول سنة 1982 القرار رقم 520 الذي طالب بانسحاب كل الجيوش الغريبة من كل لبنان واحترام سيادته وحدوده المعترف فيها دولياً وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية على كل أراضيها. القرار هذا لم يأتِ على ذكر مزارع شبعا كونها بمفهوم الأمم المتحدة من ضمن الأراضي السورية المشمولة بالقرارين 242 و338 اللذين يغطيان مرتفعات الجولان السورية.
نذكر هنا بقرار اتخذه مجلس النواب اللبناني عام 1991، "وطلب فيه من الحكومة حضور مؤتمر مدريد على أساس مبادىء عديدة، منها أن لا علاقة للبنان بالقرارين 242 و338"، أما "الحكومات التي شُكلت بعد حل ذلك المجلس، وبعد المجيء بالمجالس النيابية الثلاثة التي لم تمثل الإرادة الشعبية بل سوريا والسلطة الحاكمة، فقد ربطت القضية اللبنانية بتنفيذ هذين القرارين، وبذلك ألغت اتفاق الطائف.
ففي تشرين الأول سنة1991، وبعد انتهاء حرب الخليج، شاركت كافة الدول العربية ولبنان وإسرائيل في مؤتمر مدريد برعاية أميركية - روسية. يومها قال لبنان "الطائف" المحتل بالكامل من قبل سوريا، إنه غير معني بالقرارين 242 و338 وركز فقط على القرارين رقم 425 و 426 وطالب بالعودة للالتزام بمعاهدة الهدنة مع إسرائيل الموقعة سنة 1949.
يومها لا سوريا ولا إسرائيل ولا أي دولة عربية أشاروا إلى مزارع شبعا كأرض لبنانية محتلة. ونفس الموقف اتخذه كل من "لبنان الطائف"، وسوريا البعث بمحادثاتهما مع إسرائيل التي عقدت في الولايات المتحدة على فترات متفرقة في عهد الرئيس كلنتون ما بين 1994 و1996 واستغرقت شهوراً، حيث لم تُذكر مزارع شبعا في أي محضر من محاضر المحادثات التي طالب لبنان خلالها بإعادة تطبيق اتفاقية الهدنة بينه وبين إسرائيل، وقال على لسان وزير خارجيته (فارس بويز) أنه معني فقط بالقرار 425 وليس له أي علاقة بالقرارين242 و338.
يشار إلى أنه منذ أن احتلت إسرائيل الجولان سنة 1976، ومنذ تولى المراقبين الدوليين الإشراف على الحدود بين سوريا وإسرائيل اعتُبرت مزارع شبعا دولياً أراضي سورية، ووضعت في كافة الخرائط الدولية ضمن الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل. أما الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ فقد أورد في مذكراته (موجودة على موقع الجزيرة على الإنترنيت) أن حكم الرئيس حافظ الأسد قد سلم الجولان لإسرائيل مقابل بقائه في سدة الحكم منعماً ومرتاحاً مع جماعته.
من هنا يتبين أن قضية مزارع شبعا هبطت على اللبنانيين "بالمظلة الشامية البعثية" وكانت هدية مسممة ومُلغمة مثل كل هدايا البعث للبنانيين. لقد فبرك البعث هذه القضية المركبة ليبقِ على احتلاله للبنان وليخلق وضعاً شاذاً على حدوده مع إسرائيلية يحول دون قيام الدولة اللبنانية، وليبقِ سيطرته على الساحة اللبنانية بشكل مباشر من قبل مخابراته وعسكره، وبشكل غير مباشر من خلال حزب الله وحركة أمل وباقي المنظمات اللبنانية والفلسطينية الممسوكة بالكامل من قبله.
عقب الانسحاب الإسرائيلي في أيار سنة 2000، كلفت الأمم المتحدة مندوبين عنها وبمشاركة لبنانية وإسرائيلية رسم الحدود بين لبنان وإسرائيل. فتم يومها رسم الخط الأزرق الذي قال إن مزارع شبعا تقع داخل الأرض السورية. سوريا ولبنان اعترفا بهذا الخط كما إسرائيل وكافة الدول العربية.
اعتراف لبنان جاء بمعيارين فقد بعث العماد اميل لحود، رئيس الجمهورية برسالة سرية للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، لم يُطلع عليها حتى رئيس وزرائه سليم الحص، اعترف فيها بالخط المذكور. أما إعلامياً فصُور الأمر على أن لبنان يرفض الاعتراف بالخط الأزرق هذا قبل انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا.
هنا بدأ الإعلام اللبناني "الكوبولتزي" المسير سورياً شحن الناس لتبرير إبقاء السلاح مع حزب الله، ومنع الجيش اللبناني من الانتشار على الحدود مع إسرائيل ودخول المخيمات الفلسطينية، وبسط سلطة الدولة على كل أرضها.
لقد تُرك الجنوب قنبلة موقوتة بأيدي حُكام سوريا وإيران من خلال هرطقة تقول بعدم نشر الجيش اللبناني على حدوده مع إسرائيل حتى لا يحمي حدودها. إنه منطق مريض، مضحك ومبكي في آن، جعل العالم يسخر منه ومن مطلقيه، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا أصبحت مزارع شبعا اللازمة التي يلوكها بشكل يومي الحكام والسياسيون والمراجع المربوطين على معالف الشقيقة.
لقد حاولت الأمم المتحدة تفكيك لغم مزارع شبعا سلمياً من ضمن آلية القوانين الدولية فطلبت من بيروت والشام تزويدها بوثيقة رسمية موقعة من قبل البلدين تشير بوضوح إلى اعتراف سوريا بلبنانية المزارع. إلا أن سوريا امتنعت عن تلبية الطلب واكتفت بالاعتراف بلبنانية المزارع شفهياً فقط وهي لا تزال تتبع هذا الأسلوب الحربائي حتى يومنا هذا.
كوفي أنان كرر طلبه مرات عديدة إلا أن سوريا تجاهلت الأمر باستمرار، في حين لم يتجاسر حكام بيروت ما قبل انتهاء الاحتلال السوري سنة 12005الواجهات على بحث الأمر مع سوريا واستمروا بكذبهم وشحن الناس وتنفيذ الفرمانات السورية. في نفس الوقت تابعوا عزفهم الشواذ على بزق هرطقة وحدة المسار والمصير. بعد إنهاء الاحتلال طالبت الحكومة اللبنانية رسمياً بالوثائق اللازمة إلا أن سوريا رفضت وهي لا تزال تحاول اللعب على الحبال والتحايل.
غبطة البطريك الماروني صفير في مقابلة أجريتها معه مجلة فرنسية قبل رحيل الجيش السوري عن لبنان قال: "منهم من يقول لنا إن مزارع شبعا لبنانية، ومنهم من يقول إنها سورية، وحتى الآن لا علم لنا بوجود وثيقة سورية رسمية سُلمت للأمم المتحدة تؤكد اعتراف السلطات السورية بلبنانيتها، التي لا نرى أن تحريرها سيتم عن طرق ضرب الحجارة بعد رسم الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، بل بالتفاوض بشأنها من خلال الأمم المتحدة، خصوصاً أن الأمين العام للأمم المتحدة وواشنطن وكافة الدول الأوربية أقروا بأن إسرائيل نفذت القرار 425 والمزارع التي كانت تحت السيطرة السورية يوم احتلت إسرائيل الجولان سنة 1967 مشمولة بالقرار 242 وليس بالقرار 425".
لمن يهمه الأمر وعقله منفتح على فهم الحقائق نقول وباختصار مفيد نعم، مزارع شبعا ارض لبنانية 100% ولكن سوريا وضعت يدها عليها إدارياً وعسكرياً بالقوة منذ أوائل الستينات، وقامت بقتل رجال درك لبنانيين فيها، وبالقوة أقفلت مخفر الدرك اللبناني هناك وطردت السلطة اللبنانية الممثلة بعناصره.
لو أن الحكم البعثي السوري يريد فعلا المساعدة باستعادة مزارع شبعا وتخليصها من الاحتلال الإسرائيلي لكان قدم الوثيقة الرسمية المطلوبة من الأمم المتحدة واعترف رسمياً بلبنانيتها، والأمم المتحدة كفيلة بإرجاعها إلى لبنان من دون إطلاق رصاصة وحدة. علماً أن إسرائيل كانت أكدت للأمم المتحدة مراراً استعدادها للانسحاب من المزارع في حال اعترفت سوريا بلبنانيتها وتم نشر الجيش اللبناني على الحدود.
لم تعترف سوريا يوماً بلبنان كدولة مستقلة منذ إعلان حدود لبنان الكبير سنة 1920 رغم كل الكلام المعسول عن الأخوة والجغرافيا والتاريخ، وهي رفضت دائماً وبقوة إقامة علاقات دبلوماسية معه، كما أنها امتنعت ولا تزال ممتنعة عن إجراء ترسيم للحدود بين البلدين على خلفية أطماعها المغلفة بشعارات مسممة مثل "شعب واحد في بلدين، والخاصرة الرخوة ووحدة المسار والمصير" وغيرها الكثير. وها هي اليوم ترفض تنفيذ القرار الدولي رقم 1701 وتربط تنفيذه بتنفيذ بـكل القرارات الدولية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي في مقدمها القرار 194 الذي يطالب بعودة فلسطيني الشتات.
لو أراد حزب الله فعلاً تحرير المزارع لكان طلب من سوريا الوثيقة التي تريدها الأمم المتحدة، وكان سلم سلاحه للدولة اللبنانية بعد أن نفذت إسرائيل القرار 425 وانسحبت من الشريط الحدودي، ولكان ترك الجيش اللبناني ينتشر على الحدود ويبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، ولكان سهل على الدولة تنفيذ الشق المتعلق بها من القرار 426.
لحكًُّام سوريا ولباقي الحكام العرب الذين يؤيدون سوريا في مواقفها نقول: يمكنكم أن تخدعوا بعض الناس لبعض الوقت، لكنكم لن تقدروا أن تخدعوا كل الناس كل الوقت" فقد تخليتم عن المطالبة بكل فلسطين واعترفتم بإسرائيل يوم وافقتم على المشاركة في مؤتمر مدريد، وأنتم كما باقي دول الجامعة العربية كافة لم تأتوا في حينه على ذكر لبنانية مزارع شبعا، مما يدحض كل ادعاءاتكم المقاومتية والتحريرية، وسكون جبهة الجولان منذ احتلالها من قبل إسرائيل يفضح ريائكم.
ليت بعث الشقيقة يُقنع شعبه السوري أن مصير الجولان لن يكون مختلفاً عن مصير لواء الإسكندرون بعد أن تخلى هذا البعث عن المطالبة به وقام بتوقيع الاتفاقات الأمنية ومشاريع المياه المشتركة مع أنقرة!!
ليترك حكام بعث الشام قميص عثمان مزارع شبعا ويهتموا بجولانهم والإسكندرون، وليسلم حزب الله سلاحه للدولة واللبنانيون من خلال الدولة هذه، دولة الجميع قادرون بإذن الله بعد تنفيذ القرار 1701 واسترداد المزارع سلمياً ودون
المطلوب أن يستريح حزب الله ويُرَيح ويكف عن المتاجرة بملف مزارع شبعا. المطلوب أن ينتقل الحزب هذا من العمل العسكري إلى العمل السياسي وطوعاً أسوة بباقي المجموعات السياسية اللبنانية. يبقى أن ثقافة الموت التي يبشر بها ويسوِّق لها لن يتكون لها في النهاية الغلبة على ثقافة الحياة !!
-----------------
*عنوان الكاتب البريدي phoenicia@hotmail.com
**عنوان موقع المنسقية على الإنترنت http://www.10452lccc.com

الأربعاء، أغسطس 16، 2006

شوقي مسلماني في كتابه «من نزع وجه الوردة؟»


انطوان القزي
يستسلم ماشياً على أهداب قمرٍ شاحب ليس صدفةً أن يسأل شوقي مسلماني «من نزع وجه الوردة؟» في كتابه الجديد، فالشاعر المسكون عطراً يغار على بنات شعره، وعاشق الليل يسأل دوماً عن اسفار نجومه!صوت شوقي يؤرّق مرايا الضوء، يلفّ الاصداء زاداً الى حين..رصاصةٌ عالقة في عنق السطور، وحروف ترسم لليلِ أسحاراً عتيدة. وطَلَقٌ يخطّ طريق البوح في صحراء الطقوس.
ليس لشوقي أن يلوّن الأسماء، يولم للجوزاء..وليس له أن يعانقَ الصراخ على مسافة الليل،فشعره يعانق الثريّا، يلبسها رقصة الضفاف، يعلّمها الخطوَ في قاع الغدير.
الأوّلون في شعر شوقي يضيّعون قطعانهم، والآخرون يفرحون بالخروف الضال، يلوّحون لنجمة معلقةٍ على جدار.عصافير شوقي لا تعرف الاقفاص، ترفل في دفاتر الرسم تحفر الدوائر والمربّعات واجنحة الحرية. الحرف لديه يخطّ وجهةً ثانية، وأسماكُه تسبحُ في غير بحار وأشرعته تمتدّ كالظلال خلف مساحة الضوء.
يفتح ذراعيه للسيل، ينشد الغرق، يستمطر سحابةً حبلى، يلفّها شالاً على عنق وردته. للرحيل في مزاميره أغنية تطول، وللبئر حكاية ليست كلهاث الجرار بل «شموس تطفئ غزالة الطريق ونار ترفل لهيب اليباس». يخبّئ شوقي ليلهُ في علبة قرمزية، يسلك دربَ الهزيع نحو الشرفات حيث نساءٌ لا يسمع الحبّ نداءَهنّ... ويمضي محمولاً بهاجس هيولاه، يلملم مسام النقاط، ينثرها فيلقاً لرواية جديدة، ينازل مكامن الوجْد ويغرز الريشةَ في رحاب أشعاره، لتنزفَ القصيدة بلسَمَه القاتل...!«أنا الراوي» يقول شوقي، ويمتدّ الغوصُ نحو ألفِ احتراق، ألفِ بساطٍ لرمادٍ بارد وألفِ قطرةٍ من النجيع الملتهب يسابق النار الى عروق السنديان.
في المعبد المهجور، يترك شوقي لمحةً من غبار، تختصر أنين الارض، «تطعن الهواء بخنجر» وينصرف الى مدينته العارية يستمتع برحلة العدم..!ينثر شوقي دخان سيجارته، على مداخن الموت، يسحق اللحظات الموبوءة، يرتق دلفةَ النظرات الغريبة برذاذ يراعه المرتعش.تقترب السفينة، يهادن شوقي أمواجاً مسكونةً باخبار الطلول، يطفئ غليلها بحفنةٍ من ذاك التراب حيث تعيش وروده منزوعة الوجوه.يعبر القطار يا شوقي والنسر يطوي جناحيه، وأنتَ تمتدّ في الظلام تعلَقُ بأضوائه المتعبة، ترصف دروبه بالخطايا و«تستسلم ماشياً على اهداب قمر شاحب».
عن إيلاف

الثلاثاء، أغسطس 15، 2006

نجيب محفوظ بالعناية الفائقة


القاهرة، مصر (CNN) --
نقل الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ إلى غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات القاهرة، في وقت متأخر من مساء الاثنين، إثر إصابته بهبوط مفاجئ في ضغط الدم، حيث ذكر الأطباء أن حالته الصحية "غير مستقرة."
وكان محفوظ، البالغ من العمر 94 عاماً، قد نقل قبل بضعة أيام إلى مستشفي الشرطة بالقاهرة، وبدا أنه استجاب للعلاج من الالتهاب الرئوي، بعد تزويده بالمحاليل الطبية للتعويض عن فقدان الشهية‏،‏ كما تحسنت وظائف الكلي‏.
وكان الأديب الحائز على جائزة "نوبل" قد نقل إلى المستشفى في التاسع عشر من يوليو/ تموز الماضي، بعد سقوطه وإصابته في رأسه، حيث خضع إلى جراحة عاجلة، حسبما نقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين بالمستشفى.
وقال أحد الأطباء المعالجون للأديب المصري: "رغم ظهور بعض علامات التحسن، إلا أن حالته الصحية مازالت غير مستقرة"، حيث تحدث الطبيب بشكل عام عن حالة محفوظ، مشيراً إلى أنه ليس مخولاً بالإدلاء بأية بيانات صحفية.
ولد محفوظ عام 1911، ويعد واحداً من أكبر الكتاب والمثقفين في العالم العربي، وحصل على جائزة نوبل للأدب في العام 1988.
ونشر لمحفوظ أكثر من 50 مؤلفاً، ما بين روايات طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات وأعمدة في الصحف ودراسات ومذكرات وتحليلات سياسية.
وتعد كتاباته الروائية مثل "الثلاثية"، التي تضم روايات "بين القصرين"، و"السكرية" و"قصر الشوق"، ورواية "ثرثرة فوق النيل"، تصويراً لواقع مصر الاجتماعي أثناء القرن العشرين.
وترجمت أعمال محفوظ إلى نحو 25 لغة حيث تم نشرها في مختلف أنحاء العالم، وتقوم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بمنح جائزة سنوية باسمه، كما أطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة.
وكان محفوظ قد تعرض لمحاولة اغتيال، في العام 1994، على يد أحد المتشددين الإسلاميين، الذين أغضبتهم رواية "أولاد حارتنا"، التي كانت أحد أسباب حصوله على جائزة نوبل.
وقام المهاجم بطعن محفوظ بسكين في رقبته، مما أدى لتدمير أعصاب الرقبة، الأمر الذي حد من قدرته على استخدام يده في الكتابة، إلى جانب ما يعانيه من تدهور في الإبصار، وضعف قدرته على السمع.

ماذا بعد هذا "النصر المبين"




بقلم/الكولونيل شربل بركات
لقد انتصر حزب الله في معركته الحاسمة ضد "جبروت" إسرائيل...‏
نعم لقد انتصرت مقولة المقاومة وتحضيرات السنوات الست. وإلا فما معنى مسيرات ‏السيارات والأعلام والتهاليل والزمامير؟...‏
لقد انتصر حزب الله طالما بقي واحد يطلق الصواريخ قبل وقف إطلاق النار.
وها هو ‏لبنان يصبح "مقبرة الأعداء" وملحمة البطولات، وكل ما هنالك من صفات ونعوت تثير ‏الغرائز وتحمس الجماهير...‏
سوف نسمع منذ اليوم مزيدا من الخطابات الرنانة والتصاريح النارية والمواقف ‏البطولية. كل هذا صحيح ولكن يتساءل البعض، هل إن هذا سيطعم خبزا أو يعمر دورا ‏أو يعيد من قتل؟
والجواب هو في ثقافة حزب الله المختلفة عن ما تعودناه على مر العصور. فقد تكون ‏أعداد الشهداء أهم من أعداد الباقين على قيد الحياة، وقد يكون دمار الأبنية والمنشآت ‏والجسور، التي هي من حضارة الغرب وثقافة الانحلال والكفر، أهم من بقائها. وفي ‏منطق حزب الله أن "المال الحلال" الآتي من إيران وحدها سوف يغدق على كل عائلة ‏تضررت، وسيبنى كل بيت تهدم، وهذا أقصى ما يمكن أن يطالب به شعب "محروم" ‏أصبح بين ليلة وضحاها محور القتال الأشرس، ووقود المعركة الفاصلة لزوال ‏إسرائيل وطرد اليهود من فلسطين، أرض الأنبياء، ورميهم بالبحر.
وإن الله الذي سينعم ‏على الشهداء بجناته وحورياته، لا بد راض على ما جرى، وسوف يساند صاحب ‏القرار بالحرب ويجزيه خيرا.‏من هنا لا نرى مشكلة في هذه الحرب ولا في نتائجها، ولا نرى الدمار والخراب الذي ‏يتكلم عنه البعض، فقد برر السيد نصر الله لإسرائيل الدمار لأنه تعهد بتعميره، و"المال ‏الحلال" موجود بكثرة وسيوزع بكرم، فلا تخافوا.
وليس للبنان أن يطلب من أحد ‏مساعدات وأموال "مشروطة"، وهو لن يكون بحاجة لأي دعم من الأمم المتحدة ولا من ‏العالم الحر، لأن أموالهم المشروطة بالسلام والاستقرار لا تجدي نفعا.
فأمة حزب الله ‏تنشد الحرب، ومن قال أنها تريد السلام أو الاستقرار؟ وهي لن تلقي السلاح، فأفواج ‏المقاتلين الجدد قادمة، وتستعد لخوض معركة جديدة. وقد يكون من الأفضل ألا تبنى ‏البيوت، بل الخنادق، وألا تفتح المدارس، بل مراكز التدريب على الأسلحة ‏والمتفجرات، فثقافة الحرب أثبتت نجاحها، لا بل تفوقها وقدرتها على قهر إسرائيل، ‏الشيطان الأصغر، وسوف تكون المعركة القادمة، بإذن الله، لقهر الشيطان الأكبر.
‏فأبشر يا لبنان ويا "شعب لبنان العظيم"، لأن أبناءك سيكونون أكثر من يدخل الجنة، ‏وأرضك، أرض الحرب الدائمة، ستعتز بأنها أكثر من سيشرب الدماء...‏
السيد نصر الله قاهر الأساطيل ومدمر الدبابات ومسقط الطائرات، أين منه أبطال ‏الحكايات وفرسان الكتب، فهو من سيجعل لبنان، الذي تمادى الجبناء من أبنائه بوصفه ‏بالضعف وعدم القدرة، يتحدى أكبر القوى وأعتاها، ويرغمها على التسليم وطلب ‏الصلح. وهو في النهاية من سيملي الشروط. أوليس هو الرابح المنتصر؟
لا نفهم لماذا التباكي إذا؟ ولماذا قامت المظاهرات في أرجاء العالم تطالب بوقف القتال؟ ‏أما كان الأجدر بنا أن نعطي حزب الله الفرصة للتخلص من إسرائيل مرة واحدة؟
‏ولماذا يعترض البعض على هذه الإسرائيل التي تلفظ أنفاسها، فهي سوف تنتهي وتزول ‏تحت ضربات المقاومة ورجالها.‏
الأفضل للأمم المتحدة أن تفعل كما فعلت في سنة 2000 فتعيد جنودها إلى بلادهم قبل ‏أن تغضب المقاومة عليهم وتذيقهم، هم أيضا، طعم المرارة والذل.
والأفضل للجيش ‏اللبناني أن يلزم ثكناته، فهو جيش طري العود لم يتمرس بالقتال كالمقاومة، وليساعد، ‏إذا شاء أن يكون ذو نفع، بأعمال الإغاثة والإسعاف، لأن لا مكان له في ساحات ‏الوغى، ولا هو مرغوب به في أرض البطولة. ‏أما الحكومة التي تحاول استرضاء الأسياد وتجنب مواجهة إسرائيل، فيجب أن تعلم ‏بأنها لا يحق لها الكلام ولا اتخاذ القرارات، لأن لسيد المقاومة وحده حق التقرير، ‏ولأفواجها حرية التنفيذ كيفما شاءت.
أوليست من أخرج إسرائيل في 2000 ودحرها ‏اليوم بالرغم من كل الوسائل القتالية التي استعملت؟ بينما لا يقوم هؤلاء المستوزرون ‏إلا باسترضاء قوى الاستكبار العالمي وأصحاب المال الحرام؛ زبانية الشيطان الأكبر.‏حزب الله الخارج منتصرا، سوف يكمل المسيرة، ويا ليته يوسع الصراع هذه المرة، ‏ليفتح جبهة الجولان وينطلق منها بطلا صنديدا يحرره بكامله، وليس مزارع شبعا فقط. ‏لأن الدفاع عن سوريا، أرضا وشعبا، من واجبات المقاومة أيضا.
ألم تكن سوريا أول ‏من ساهم في جعل المقاومة البطل القومي ووحد الكل حولها لتصبح الأسطورة؟ أولا ‏يربطنا بها دفاع مشترك؟ فإن لم تأت هي لمساعدتنا اليوم، فلأننا نحن لم نكن بحاجة ‏لها، ولكنها بالطبع بحاجة لثقافة المقاومة التي نجحت بتحرير الأرض واستعادة ‏الكرامة، والتي بدونها ستبقى سوريا تتخبط في دوامة الدولة العاجزة وأساليب الحكم ‏‏"التقدمي" المتأخرة والتي لم تجد نفعا طيلة نصف قرن.‏
فيا لبنان استعد لجولة أخرى من القتال الضاري، وتحضر نفسيا لمزيد من دمار ‏حضارة الغرب الفاسدة التي شوهوا بها وجهك ودنسوا أرضك، ولتكن أفواج المقاومة ‏بالمرصاد لكل من يتحرك في غير الاتجاه المطلوب، ولتقطع رؤوس من تجرأ على ‏رموز المقاومة أو حاول استغلال الفرص للغمز من قناتها، فالمقاومة لا تهادن ولا ‏تنسى، وهي لن تغفر، فحذار أيها الأعداء، الموت آت لا محال، والساحة ستنظف من ‏كل عميل خائن ومتجرئ وقح، واللوائح جاهزة للاقتصاص من أعداء الله والأمة. ‏

الأحد، أغسطس 13، 2006

بيان صادر عن المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية


جاءنا ما يلي:
ماسيسوكا  كندا
14 آب 2006
مع أي دولة لبنانية تم الاتفاق على تنفيذ القرار 1701؟
نتقدم من المنسقية بأحر تعازينا القلبية إلى أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار الذين فجعوا بأعزاء وأقرباء لهم بنتيجة المغامرة الحربية الغادرة والميليشياوية لجماعة حزب الله الأصولية. وبشفاعة قديسي لبنان شربل ورفقة والحرديني نستمطر نعم الصبر والسلوان لذويهم، نصلي من أجل شفاء الجرحى والمصابين، ومن أجل عودة أمنة ومشرفة للمهجرين إلى بيوتهم وبلداتهم.
ترحب المنسقية بالقرار الدولي رقم 1701 الذي ظهّر اهتماماً اقليمياً ودولياً صادقاً وفاعلاً بمصير لبنان الكيان وبضرورة استعادة استقلاله الناجز وقراره الحر وضمان أمن شعبنا وحقوقه.
كنا نفضل لو جاء القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ليكون بالإمكان تنفيذه بالسرعة المطلوبة ومنع العراقيل التي قد يفتعلها حزب الله وكل من النظامين السوري والإيراني. ليرى القرار النور وينهي المعانات المستمرة فصولاً منذ سنة 1967 نلفت إلى الحقائق والمطالب التالية:
إن حكومة الرئيس السنيورة ورغم النوايا الطيبة لمعظم أفرادها هي مخترقة من قبل وزراء حزب الله وحركة أمل والرئيس لحود، وبالتالي لن تتمكن بأي شكل من الأشكال الإلتزام بتعهداتها إلا بعد إقصائها على الأقل وزراء حزب الله وإعادة صياغة بيانها بحيث يتم حذف البند الخاص بالتزامها دعم حزب الله وشرعنة دوره العسكري. ومن ثم إعدادها بيان وزاري جديد يبين دون أي لبس التزامها الكلي، وطبقاً لجدول زمني محدد تنفيذ القرارين 1559 و1680 إضافة إلى البنود ذات الصلة من اتفاقيتي الطائف والهدنة مع إسرائيل.
فتح تحقيق قضائي عاجل بهدف تحديد المسؤوليات القانونية لكل الأفراد والجماعات والدول الذين ورطوا لبنان وشعبه، جراء قرار فردي ومتهور، بحرب ضروس إجرامية ومدمرة، وتقديم كل الذين تتم إدانتهم إلى المحاكمة وتحميلهم كامل مسؤولية التعويض عن الخسائر بكافة أوجهها. على أن تشمل التحقيقات والمحاكمات هذه أيضاً كل الذين شكلوا غطاءً لانتهاكات حزب الله وتعدياته الفاضحة على الدستور ومبدأ العيش المشترك وحماية سلاحه الإيراني والتسويق لدوره المقاوماتي اللاغي للدولة ولسلطتها والمخالف للشرعية الدولية وقراراتها.
البدء وفوراً بتجريد حزب الله من سلاحه وبسط سلطة الدولة بالكامل على كل المربعات الأمنية والدويلات التي أقامها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
إقفال كل المؤسسات التعليمية التي يمتلكها حزب الله والتي تدرس الحقد ورفض الأخر وتسوّق لقيام نظام في لبنان على شاكلة النظام الإيراني المذهبي.
تجميد حسابات حزب الله في البنوك ومصادرة ممتلكاته كافة ووضعها بتصرف القضاء لتستغل مستقبلاً وبعد انتهاء المحاكمات للتعويض عن الخسائر التي تسبب بها الحزب.
إقفال السجون ومراكز الاعتقال التي أقامها الحزب وإطلاق سراح المعتقلين بداخلها.
وضع كل مؤسسات الحزب الإعلامية تحت إشراف هيئة قضائية خاصة للتأكد من توقفها عن التسويق لمشروع وأهداف الحزب التي تتعارض مع الدستور اللبناني.
عدم إدخال أي عنصر من عناصر حزب الله العسكرية في الجيش اللبناني.
عدم عودة السياسيين والرسميين اللبنانيين إلى لغة التكاذب والذمية والمزايدات الرخيصة وبالتالي الكف عن نسب تحرير الجنوب لحزب الله سنة 2000، دفن نظريات العداء لإسرائيل وهرطقة لبنان آخر دولة عربية يوقع اتفاق سلام معها، إستراتجيات الدفاع المقاومتية، ربط مصير سلاح حزب الله بالسلاح الفلسطيني ومسخرة الادعاء أنه لا يمكن لحزب الله أن يسلم سلاحه لدولة ضعيفة.
عن المنسقية
الياس بجاني/الأمين العام
شربل بركات/ المستشار السياسي


**النوادي والمؤسسات الكندية اللبنانية المنضوية تحت مظلة المنسقية كما هو مبين ‏في أسفل هي تجمعات غير نفعية مسجلة في الدوائر الكندية الرسمية ذات ‏الاختصاص وتعمل ضمن رخص ممنوحة لها، وهي غير مرتبطة سياسياً بأي مجموعات أو أحزاب غير كندية، وهي: الاتحاد اللبناني الكندي لحقوق الإنسان، النادي الكندي الفينيقي، نادي ماسيسوكا الفينيقي، نادي التيار الوطني الحر الكندي اللبناني، أف بي أم كندا، الجامعة اللبنانية الثقافية الحرة في كندا، النادي الكندي اللبناني المسيحي للتراث.

الجمعة، أغسطس 11، 2006

كرامتي في دوري و مساواتي


سعيد الحمد
كاتب و إعلامي من البحرين


ريما مكتبي، شيرين أبو عاقلة، كلوديا أبي حنا، كاتيا ناصر، جيفارا البديري، نجاة شرف الدين، ريما مصطفى، نجوى قاسم، ناجيا الحصري، منى سكرية، منى صليبا، و عشرات غيرهن لا يتسع المجال لذكرهن من اللواتي يقفن على خطوط النار و القتال، و يدخلن إلى مناطق الخطر بكاميراتهن لنقل المشاهد الحية من المواقع الساخنة و الملتهبة و لوضعنا بالصوت و الصورة أمام تقارير تلفزيونية و صحافية موثقة، و لولاهن .. لولا هؤلاء النسوة.. لما استطاع المشاهد العربي، و اغلبه من الذكور، مشاهدة و متابعة ما جرى و يجري في العراق و لبنان و الأراضي الفلسطينية.

هؤلاء النسوة سجلن معنى من معاني الكرامة و معاني المساواة بطريقة غير مسبوقة في عالمنا العربي و الإسلامي. هؤلاء النسوة لسن أشقاء الرجال فحسب، و إنما تفوقن على كثير من الرجال في مواجهة الخطر الحقيقي بشجاعة لا تتوفر في العشرات بل المئات من الرجال، خصوصا أولئك الرجال الذين يريدونها أن تتسربل في عباءتها و تقبع في دارها وراء الجدران الأربعة بلا دور تؤديه، هي القادرة على أداء أصعب الأدوار و اختراق خطوط النار و الخطر. بل أن المراسلات الحربيات من نسائنا ذهبن إلى ابعد من ذلك، و قدمن أرواحهن من اجل إكمال رسالتهن. فأطوار بهجت قضت في الشتاء الماضي و هي تؤدي رسالتها في نقل التقارير الإخبارية من العراق، بعدما اختطفت من وسط ميدان العمل لتقتل و تذبح، لأن كرامتها لم تكن في عباءتها و إنما كانت في دورها و في رسالتها التي أقضت مضاجع القتلة و الإرهابيين. أما ليال نجيب التي لم تبلغ الرابعة والعشرين من عمرها فقد قتلت في الغارات على جنوب لبنان أثناء تنقلها في ميدانها المشتعل، فكانت كرامتها في العمل الاستثنائي الذي امتهنته بكل جسارة من اجل أن تقول و ترد على الذين ما زالوا يرون في المرأة مجرد قارورة عطر شخصي و خاص يملكونها و حدهم و يسكبون منها بضع قطرات على أجسادهم في لحظات معينة، ثم يغلقون القارورة المرأة، و يخبئونها بعيدا عن الأعين وراء جدران عالية و خلف سواد عباءة قالوا بأنها هي الكرامة، ليخدعوها بالمعنى الزائف لوجودها و لدورها و لرسالتها، و حتى لا تفكر ولا تطالب بالمساواة في المواطنة فتثبت للجميع وعلى كافة الصعد أنها أفضل من ألف رجل و رجل. هذا الرجل الذي ما زال ينظر إليها كمجرد جسد للمتعة، و بالتالي لا زال يحبسها خلف الجدران و يدعو إلى إعادتها إلى المنزل لتكنس و تطبخ وتغسل و تتعطر آخر النهار بانتظاره... فذلك حصرا دورها و تلك فقط هي كرامتها.

و لعلنا لا ننسى هنا مي شدياق ببطولة الصمود أمام التفجير الغادر الشرس الذي لم يستطع المخططون له احتمال عقل امرأة و هي تحاور لتكشف أمام الجماهير العربية أصابع المؤامرة الداخلية في اغتيال الشهيد رفيق الحريري، فسعوا لاغتيالها بعد أن فشلوا أمام عقلها و منطقها.

المرأة عقل.. و المرأة ثقافة.. و المرأة إنسان لا يختلف عن الآخر الرجل الذكر. لكنهم بالقوة القسرية و الأساطير جعلوها مختلفة، بل جعلوها مختلفة حين أشاعوا ثقافتهم التي هي في الأساس ذكورية و ضد المرأة، و حين سعوا للترويج لمثل هذه الثقافة بوضع اطر دينية لها و نشرها بكثافة في عالمنا العربي، حتى استطاعوا أن يقنعوا بها قطاعا واسعا من الناس في مقدمتهم أولئك الذكور و الإناث ممن يعيشون خارج مدارات العصر.

و جاءت الأحداث و جرى القتال على القتال لتثبت المرأة أنها أول الواصلين إلى خطوط النار وميادين المعارك و الدمار .. فاستطاعت أن تنقل لنا نحن الذكور القابعين بعيدا في مساكننا المريحة ما يحدث بالصوت و الصورة. و عندما ذبحت أطوار و لحقت بها ليال، لم يفهم القابعون خارج مدارات العصر الدرس و لم يستوعبوا الرسالة، و استمروا في غيهم يتحدثون و يشيعون أن "كرامة المرأة في عباءتها و التزامها البيت".

يا لها من مفارقة شديدة القسوة و بالغة الوطأة على النفوس: المرأة كريمة إذا ارتدت العباءة وجلست في المنزل تنتظر الرجل فقط ، و هي غير ذلك عندما تحقق كرامتها بالاستشهاد على خطوط النار.

الكرامة ليست لباسا يا سادة.. الكرامة عمل و دور .. و بالتالي فمن السخف و الوقاحة أن نصرخ في المرأة التي تحمل روحها على كتفها و تقف تحت القصف لنقل مجريات الأحداث " اذهبي .. عودي.. و ارتدي عباءتك التي فيها كرامتك".

ثقافة العباءة، أمام ثقافة الرسالة و الدور، تصبح ثقافة قهرية تسلطية و وصائية، لأنها هنا و في كل الحالات و الأزمان سوف تمنع و تصادر و تلغي ثقافة الدور الذي بوسع المرأة أن تلعبه وتؤديه، و هو لعمري دور عظيم كما شاهدنا. و ثقافة العباءة سوف تلغي و تصادر و تمنع ثقافة الرسالة التي تحملها المرأة بين جوانحها، هي القادرة بامتياز على إيصال و تحقيق الرسائل في المجتمع و في السياسة و الاقتصاد و الثقافة و العلم و الفكر و الإبداع و العطاء، و بصورة يفوق إبداع و عطاء الرجل في الكثير من المواقف و المنعطفات، فيما لو اتيحت لها الفرصة و فتح أمامها المجال.

إن كرامة المرأة، بعبارة أخرى، تتجسد في إنسانيتها و في دورها و في نشاطها الإبداعي و في حراكها الاجتماعي الفاعل و المؤثر، بفعل ما عندها من قوة إصرار و قوة صمود و قوة اقتناع برسالتها. إذ لم تكن المرأة العربية المسلمة بلا كرامة و هي تعمل و تنشط و تساهم في بناء مجتمعها بلا عباءة. و لكن عندما اخترقت مجتمعاتنا العربية و اختطفتها "ثقافة العباءة و الأغطية السوداء" تراجعت مفاهيم العمل و النشاط و الإبداع الإنساني للمرأة لصالح مفاهيم تحجيم المرأة وتهميشها و مصادرة رسالتها و وجودها و اختصار دورها في إشباع غرائز الرجل عن طريق رشوتها بزجاجة عطر. و لنا فيما حدث و انتشر خلال العقود الأربعة الأخيرة دليل على التراجع. فهل تعود الآن ثقافة الدور و ثقافة الرسالة؟ نتمنى ذلك معتمدين على مبدأ أن "الخطأ لا يمكن أن يستمر طويلا" و مبدأ "لا يصح إلا الصحيح".

نفور وفتن


بقلم/الأب سيمون عسَّاف
عيون العرب على لبنان منذ كان.
ليتها عيون أخوةٍ أحباء ينظرون بإخلاص وانعطاف لا بعيون حاسدة وقلوب باغضة تظهر الغيرة والوداد وتبطن الرياء والزندقة!
صغير بلدان الشرق هو كبيرهم فضلا وعلما وتجارة وجمالا وحرية وأدبا وريادة وثقافة ونبوغا.
انه منذ كان للملهوف ملجأ وللهارب مقرا وللمضطهد مأوى، ورغم ذلك يكرهونه ويتآمرون عليه.
وعندما تدور الأيام عليهم لم يجدوا إلاه محطة يستقرون فيها للخلاص بجلودهم.
كان وما يزال مثالاً يُحتذى به في نظامه التعددي والديني وقبول الآخر. ليس هناك من إيديولوجية في العالم إلا ولها فيه مكان آمن تمارس فيه الشعائر والعبادات من دون خوف وحرية ولا أرقى.
لبنان بلد مميز بخصوصيته تراثا وعادات وتقاليدا وقيما واخلاقا وتاريخا وانتماء.
انه الأرض الخصبة لكل انتاجات الشعوب وإبداعات الأمم على كل مستوى.
وهو فوق كل شيء الجسر إلى العالم الحر من خلال عبقريات رجالاته والعطاءات.
لمع اسمه الصغير في الغرب والشرق أكثر من اية دولة شرق أوسطية أخرى بفضل انفتاحه ومبادئه وقناعات أهله برسالة الأجداد من قدموس إلى المسيح. كم من عربي كان "إذا سُئِلَ خارج حدود بلاده عن موطنه يُعرّف عن نفسه بأنه من المنطقة التي يقع فيها لبنان"!
كان لبنان قبلة السيّاح ومقصدهم من جميع الأقطار، وللعربان جنةً يؤمونه للراحة والترفيه والاستجمام والاستشفاء.
ماذا تمنى وعمل الأخوة له غير الاسهام في تبديل وجهه وتخريب العمران فيه؟
"حكام سوريا تآمروا عليه فذبحوه وأفسدوه وطمعوا به معتبرينه دائماً قطعة أرض مسلوخة من خاصرته يريدون استعادتها".
الفلسطينيون استضافهم لبنان بترحاب، تآمروا عليه وطمحوا إلى تحويله وطناً لهم بمعاونة السنة.
المصريون مع عبد الناصر جربوا إضفاء هويتهم فتمزقت بثورة الدم والاقتتال.
المملكة العربية السعودية أرادت جعله امبراطورية لها فانتزعت الامتيازات المارونية ونقلتها إلى السنة مما خلق تشنجا خلاصته زعزعة التوازن وبذر التناحر والعمل على النفور والتوتر وإلفتن.
غايتهم أولا وأخيراً السيطرة عليه أو تغيير معالمه لأنه شوكة في أعينهم لسبب مهم جداً: كونه دولة مسيحية.
لولا الصراع وتنازع البقاء لما رفض المسيحيون اتفاق الطائف الذي جاء خلاصة للضغوط والرشاوى والتهديد والوعيد بالحروب.
وفي هذا الزمن الرديء انضمت إيران إلى قافلة المتآمرين والطامعين، وللسبب نفسه أيضاً: إنهاء ما تبقّى من أثر مسيحي فيه.
إنّ ما يجري اليوم في لبنان ليس إلا تنفيذاً لمؤامرةٍ دنيئة للتخلص من المسيحيين فيه والذين لولاهم ما كان ليكون والذين هم أيضا أساسه والبُناة.
إيران اليوم بغياب الحضور العسكري العربي أصبحت اللاعب الأول فيه عن طريق عملائها من حزب الله.
وما مصير السنّة والدروز وطوائف أخرى سيكون بحال أفضل من مصير المسيحيين.
لذلك، "فإنّ نجاح إسرائيل في قضائها على عملاء إيران لن يكون لصالح أمنها فقط، إنما وبالنتيجة لصالح لبنان، لا بل ولصالح الشرق الأوسط برمّته".
فمجاعة إيران المتضورة وأحلام حكامها الواهمين قديمة عهد لن تتوقف عند حدود لبنان.
ولكن مراقد القديسين النائمين في تراب الأرز من فوق حرَّاس على بيوت العائلات التي هي مقادس منتثرة في السفوح والجبال والأودية.
نسأل السيدة العذراء مليكتنا أن تظلل شملنا وتكلل الوطن المعذب بالقيامة والخلاص.

الأربعاء، أغسطس 09، 2006

تفوه عليكم يا أصحاب السيادة



نجوى عاصي
**
أصحاب السيادة والجلالة والسمو..
تمتعوا..
تفرّجوا..
ابتسموا..
صفقوا لملاتكم اسرائيل وهي تقصف، تدمر، وتقتل الأطفال.
تمتعوا بمشاهدة روائع فن الإبادة!
**
متّعوا أنظاركم بست الدنيا بيروت، وعشيقتكم اسرائيل تدمر كل حجر فيها.
لا تغضبوا فالدم العربي هرب خجلاً منكم، وكفاكم تبديلاً للأقنعة.
**
تمسّكوا بعروشكم جيداً، واصمتوا حتى لا يصيبكم غضب (مانكي ليزا) رايس، وسيدكم بوش. فالانتخابات الأميركية على ألأبواب، وعليكم تقديم فروض الطاعة ونحر القرابين. وكان القربان أطفال لبنان.
اغمضوا أعينكم جيداً، وشدوا هاماتكم إلى الأعلى، ثم ارفعوا أكتافكم بلا مبالاة وديروا ظهوركم عما يجري في لبنان، وافتحوها صوب مولاتكم اسرائيل.
صفقوا.. صفقوا لها على فعلتها المجرمة، وفنها في تجربة أسلحتها على شعب طالما أحب الحياة، وعمل من أجل السلام.
**
ولكن.. تمهلوا وانتظروا معنا.. لنكمل سوياً المشهد ألأخير من هذه المسرحية البشعة، وهذه الأفعال الصهيونية القذرة، كقذارة تاريخها.. ولن يسامحكم التاريخ، ولن تسامحكم شعوبكم، وستحاكمون عاجلاً أم آجلاً. نعم ستحاكمون، ولن يغفر لكم أحد خذلانكم. أكملوا معنا المشهد ألأخير، ان لبنان لا ولن يموت ما دام هناك لبناني واحد يعيش على هذه الأرض.
**
لبنان، كان وسيبقى، منارة الشرق، ومصدر الحرف، وموطن الثقافة والفن والجمال، وسيقوم، بكل تأكيد، من بين الرماد والركان كما قام من قبل.
حتماً سيقوم، وسيولد من جديد، من رحم القوة، وبيده أغصان الزيتون.
**
ماذا بوسع لبنان أن يقول لكم الآن؟
سوى أنه ينعي إلى التاريخ، وإلى شعوب العالم، موت الضمير العربي.
يخطىء من يظن أن أميركا تريد أن تصنع عالماً جديداً. إن الذي يريد أن يحكم العالم ويصنعه على مزاجه وبإدارة وإرادة أميركية، ولكن بأوامر من اسرائيل، اخطبوط الارهاب وسرطان العنف والتدمير، ودائماً على حق، وباسم الأكذوبة الكبرى: الدفاع عن النفس، تخطف الناس من بيوتهم ساعة تشاء، وتمارس كل أنواع العنف والقتل والتعذيب ساعة تشاء. ثم ماذا؟ دفاع عن النفس.. يا للمهذلة؟
**
يا عرب الذل، اذا كانت هذه شريعة الدفاع عن النفس، فكيف تدافع الشعوب المضطهدة عن نفسها؟
هل تدافع عنها هيئة الأمم المتحدة؟
يا للسخرية، الأمم المتحدة شيء مضحك، هي أمم: صم، بكم، لا يفقهون. أحجار شطرنج، دمى تلهو بها اسرائيل كما تشاء.
**
فباسم الأرامل والامهات الثكالى والشيوخ أقول لهيئة الأمم المتحدة: تفوه.
وباسم أطفال لبنان الذين قطعت اسرائيل أجسادهم البريئة، أوجه إلى وجه (مانكي ليزا) رايس: تفوه.
ومن آلاف المهجرين، والمرضى والمتعبين أهدي إلى أصحاب السيادة والجلالة والسمو ألف (تفوه)، مع بيت شعري لمظفر النواب:
إن حظيرة خنزير
أشرف من أشرفكم.
**

ارضنا مقدسة



بقلم/الاب سيمون عساف
تختلف الأشياء في الحرب وتتغير الصور فيتشوه وجه العمران وتقلب الجنة جهنما.
كيف لا تتبدل ابتسامات الأعراس لتنوب دموع المآتم وثقافة القتل عند الانسان تجفل منها طبائع الوحوش وغرائز التنانين؟
على ماذا يقتتل الناس والأرض باقية وهم راحلون.
بالله يا فيروز يا يمامة بيوتنا ورفيقة مشاويرنا وملاك أحلامنا يحضرني هديلك الناعم: "القمر بيضوِّي عالناس والناس بيتقاتلو عَ مزارع الأرض الناس عَ حجار بيتقاتلو".
لا ليس أصح من هذه الكلمات وهي تترجم منطق الوجود البشري الخاضع للوصل والفصل والظهور والعبور على هذه الكرة.
في ذمة من اذاً دماء الضحايا الأبرياء من أطفال وشيوخ ورجال ونساء؟
أية شريعة تسمح في عصر النور بهذا التباغض الحاقد الذي يزرع الويل والموت والدمار في ارض اساطير الآلهة؟
هل أجرم من هذا التنازع بين البقاء والفناء على تراب رسم عهده الفداء في ملء الزمن؟
ما معنى النضال من اجل الحرية ما لم يكن مقرونا باحترام حق الحياة لأبناء الحياة؟
أهكذا تتحول اللحظات في طرفة عين من سلام مطمئن إلى حرب شعواء تأكل الخضار واليباس ولا دخل للمساكين والنزهاء في أوزارها المنتنة.
يا خجلة التاريخ مما يدور في فلك وطن أهدى الحرف واللون والمحبة رسالة إلى المطلق. أين كرامة الخلق في مغامرة الفتح الكوني وذكريات البدع الخالدة في رؤى الغيب واكتشاف المجاهل؟
اجل أبشع المجازر عرفتها بشرية العصر تتمثل عبر شعبنا الأبي الذي يتعرض لأشنع أنواع العذاب والتشريد عبر مسيرته الوجودية التي دافع فيها عن حضوره الإنساني و إرثه التاريخي وضميره الحضاري، فأمطر انهارا من الدماء وما زال يعيش المآسي والآلم على يد السفاحين.
هل إبادة الإنسان وخراب القرى ومذابح الأعناق تمحى آثارها الحزينة من ذاكرة الإنسان اللبناني عبر أجياله القادمة؟ ألا تبقى حكايات البلايا والنكبات ربيبة الثأر وعشيرة الانتقام عند الذين فقدوا أحبة وانسباء وأهلا وخلانا؟
ستبقى أرضنا مقدسة للشهداء الميامين تعكس ألق نهدات العز وزفرات الفخر وتتأرجح في الصدور كأنها نجاوى وصلوات إلى عرش السيد الأعظم.
دقيقة صمت استذكار لمن منحوا الأمة بدمائهم صكوك الحرية والصمود منذ البدايات حتى قيام الساعة، نعم هي لحظة لم تفارقنا حيث ما زال شعبنا يبكي أبناءه البررة حتى انتصار الخلاص.
عسى البلية هذه تكون درسا بليغا لمن يرمي إلى قلب المعادلة في داخل أو من خارج لبنان. إن حقائق الواقع تتنافى وخلفيات مطامح الطامعين.
وفي اعتقادي لن يتوارى عويل الموتى وانين الجرحى عن شفق الوجدان والخاطر.
إن ميزان الحكم في لبنان كان ويجب أن يكون في يد المسيحيين لأنه لا يمكن أن يستقيم كما هو الحال لأن سلطة الدولة ترتكز على الخلل الذي أدَّى إلى هذه الكوارث والمحن. والسبب جلي واضح قوامه سلاح الفلسطينيين وسلاح حزب الله.
هل ننتظر في الأيام المقبلة كما يلوح في الأفق تناقضات أخرى وصراعات بين السنة والشيعة؟
فلا السعودية ولا إيران يمكنهما إقامة إمبراطورية في بلد تميزه إثنيات متعددة وثقافة ديمقراطية تفتقر إليها بلدان الجيران.
وما يهمنا هو الاستقرار الذي يستحيل أن يترسخ طالما الشرخ متجذر نتيجة اتفاق الطائف المشؤوم الذي فصَّل لنا ثوبا لا خيوطه من ارجوان الفينيقيين ولا عباءته يشبه ملابس عشتروت.
وكي لا نفتري على الغد الحامل تباشير حبلى بالمفاجآت وتفاديا للانزلاق في تعاريج مبهمة نضرب كشحا تاركين التقادير تجري على اعنَّتها ولمشيئة الله في العباد مقاصد.
لتكن التطلعات الخيرة لمزيد من العمل والعطاء من دون تناسي الفرسان الذين سطروا ملاحم بطولات، من اجل مستقبل أفضل واسعد.
يتمثل الإنسان بموقفه وإصراره على عدالة مبادئ قضيته التي آمن بها إلى جانب تضحيته وعشقه للأمة التي توصله حد الاستشهاد. إن الأمة العظيمة لا تنجب إلا رجالا عظماء.. وهذا ما جسده شهداؤنا الأبرار.ومع ذلك فان غيابهم قاس علينا، لكنهم حاضرون أبدا في ضمير الآتي والتاريخ، وسيبقون خالدين ما داموا قد اختاروا طريق الصعود والصمود في شعب شعاره السلام والمحبة.
إن ما يحدث الآن في لبنان هو خارج ما يمكن أن يتصوره العقل البشري أو أن يكتبه كاتب، شعوب تحترق كاحتراق الإنسان والحضارة والدين والتاريخ، والخاسر الأول والأخير من هذا الاحتراق هو شعب لبنان في اكثرياته وأقلياته، وان كان لنا من كلمة في هذه المناسبة الخاشعة لنخاطب ضمير قادة شعبنا، فإننا ندعوهم للتوحد والعمل الوطني الذي يجمع كل شرائحنا بكل تسمياتها وعناوينها، فالشعب اللبناني بكل تكويناته سيكون درعا أمينا لحماية ارض قادة وشعوب المنطقة بأسرها. المجد المؤبد لشهدائنا الأبرار وضحايانا الأبرياء.
ونحن في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها فإننا ومن باب اعتزازنا نؤدي تحية وحب وتقدير لأهلنا النازحين، وإنها لوقفة شريفة نتمنى ديمومتها والعنفوان بعد تقديم المئات من التضحيات في سبيل الحرية. إنها فرصة جميع الأطراف لزرع الحب والإخاء بين أبناء البلد الواحد، كما نحيي الذين قدموا العون للذين هم بأمس الحاجة لمساعدتهم في هذه الأيام الجحيمية المرعبة.
ثم نستمطر اخيرا نِعَم اله السماء والأرض على إخوتنا الملتاعين الذين امتحنتهم المصائب والتجاريب سائلينه ان يكفكف الدموع ويكف الغضب ويغمر برأفته جميع ابناء الارز الخالد.

الثلاثاء، أغسطس 08، 2006

بيان من تجمعات لبنانية اغترابية

جاءنا ما يلي:

تأييد مطلق للقرار الدولي المقترح من فرنسا وأميركا وتحذير من محاولات للحكومة اللبنانية وحزب الله لتفريغه من محتواه وفاعلته
نحن الموقعين أدناه الممثلين للتجمعات اللبنانية الاغترابية المبينة أسماؤها في أسفل هذا البيان نلفت إلى الأمور التالية:
1- إن قرار الحكومة اللبنانية أمس إرسال خمسة عشرة ألف جندي إلى الجنوب بعد الانسحاب الإسرائيلي منه وبدون تعهد بتسليم سلاح حزب الله الذي تسبب بهذه الأحداث الأليمة، هو قرار احتوائي، إن لم نقل احتيالي، ولن تكون له أية فعالية إن رأى النور في ظل الظروف الميدانية التي يفرضها حزب الله الأصولي في الجنوب منذ العام 2000. إنها محاولة مكشوفة للتنكر لقرارات حكومة الرئيس السنيورة من خلال ضغط وإرهاب حزب الله وبعض الدول العربية والالتفاف على أي قرار فاعل وملزم لمجلس الأمن. وما يثر الريبة أن هذا القرار لم يأت على ذكر أمر تجريد حزب الله من سلاحه وابتعاد مقاتليه عن الجنوب وهنا مكمن الخطر.
2- نطالب أن توضع قوى الجيش التي سترسل إلى الجنوب تحت إمرة قيادة الأمم المتحدة التي ستتولى الإشراف على القوات الدولية هناك وذلك لضمان عدم تعرضها لضغوطات من حزب الله وسوريا وإيران. كما نطالب ونشدد على نشر قوات دولية لمراقبة الحدود اللبنانية السورية التي تعتبر المصدر الأساسي للسلاح والتخريب.
3- إن القوات الدولية يجب أن تأتي بناء على البند السابع من القانون الدولي وهو أمر في غاية الأهمية وإلا تحولت إلى شاهد زور يحمي الوضع الميليشياوي المفروض من قبل حزب الله على الجنوب، تماما كما هي وللأسف مهمة القوات الدولية العاملة حالياً في الجنوب (اليونيفيل).
4- نطالب المجتمع الدولي ودوله الحرة ومجلس الأمن أن يباشروا فوراً باتخاذ كل الخطوات العملية اللازمة للتصويت على القرار الدولي الجديد وإقراره دون الوقوع في شباك المندوبين العرب الذين كلفهم اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الذي عقد في بيروت أمس السفر إلى الولايات المتحدة في محاولة يائسة لتغيير بعض بنود مسودة المشروع. ولا نعلن سراً هنا إن الدول العربية كانت ولا تزال المسبب الأهم لكل مشاكل لبنان، فهي التي حولته ساحة لصراعاتها ومتنفساً لاحتقان شعوبها للحفاظ على الأنظمة القائمة فيها. أما المهزلة فهو أن يقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى بإعطاء اللبنانيين دروسا في المقاومة ضد إسرائيل بينما تقيم بلاده، مصر، العلاقات الدبلوماسية معها وترتبط بها بعشرات الاتفاقيات، والأمر نفسه ينسلخ على معظم دول الجامعة العربية. فهؤلاء يريدون أن يحاربوا إسرائيل حتى أخر لبناني.
5- يبقى أن مواقف وزير خارجية سوريا وليد المعلم المقاومتية والعنترية خلال مشاركته في اجتماع بيروت هي الكفر والعهر بأبهى حلله، وفاقد الشيء لا يعطيه، علماً أن مئات اللبنانيين الأبرياء لا يزالون معتقلين اعتباطاً ومنذ سنين في سجون سوريا البعث، كما أصابع الاتهام تشير إلى وقوف نظامها وراء كل جرائم القتل والاغتيالات في لبنان حاضراً وماضياً.
6- حزب الله هو مجموعة أصولية إرهابية إيرانية  سورية، تفرض وجودها المسلح على الشعب اللبناني بالقوة، وها هي قد هدمت البلاد على رؤوس أبنائها، ولن تقوم للدولة اللبنانية أي قيامة من كبوتها والتهميش، كما أنه لن تعود الحريات ولا الديموقراطية ولا الأمن إلى لبنان إلا بالإنهاء الجذري والكلي للوجود المسلح والحال العسكري لهذا الحزب، وغيره من المليشيات المسلحة، الذي تسببت في حدوث الحرب الحالية المدمرة.
7- ليعلم العالم أن الشعب اللبناني بأكمله هو ضحية ما يجري على أرضه من أعمال عنف رغماً عن إرادته، وليعلم أيضاً أن حكومة الرئيس السنيورة مخروقة وغير متجانسة (لوجود ممثلين لحزب الله فيها)، وهي عاجزة عن القيام بواجباتها رغم نوايا رئيسها الطيبة ورغبات غالبية أعضائها الصادقة. كما أن الكلام عن الوحدة الوطنية يبقى حلماً ما لم يتدخل العالم الحر بقوة لمساعدة الدولة اللبنانية لاستعادة كامل سيطرتها على الأراضي اللبنانية كافة، وفرض سلطة القانون، وحصر السلاح بالقوى المسلحة الشرعية، وتجريد حزب الله والمنظمات الفلسطينية من سلاحها، وضبط الحدود مع سوريا، وإغلاق كل المؤسسات التي تنشر سياسة ومفاهيم الأصولية والحقد ورفض الآخر، والخروج من شباك هيمنة وتهديدات الإرهاب المتمثل بحزب الله.
موقعو البيان
*الدكتور جوزيف حتي/منظمة أمركيو نيو إنغلاند من أجل لبنان NEAL
*الكولونيل شربل بركات/الجامعة اللبنانية الثقافية الحرة في كندا WLCU-Canada
وليد الحاج/الاتحاد اللبناني المسيحي في بريطانيا
*الياس بجاني/نادي التيار الوطني الحر اللبناني الكندي/اف بي أم كندا/ (FPM-Canada)
(لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بحزب التيار الوطني الحر اللبناني)
* طوني مونس/الاتحاد اللبناني الكندي لحقوق الإنسانCLHRF
*وليد حداد/المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC
*نوال حداد /نادي ماسيسوكا الفينيقيPCOM
*جوزيف هيمو /النادي الكندي الفينيقي CPCSC
شربل قسطنطين/النادي الكندي اللبناني المسيحي للتراث CLCHC
*شبل الزغبي/تجمع مقاتلي القوات اللبنانية السابقين في بلاد الاغترابLFVF
*كريستيان شاوول/ تنظيم حراس الأرز في بريطانيا
*جورج شعيا/مكتب الإعلام لأميركا الاسبانية في الجامعة اللبنانية الثقافيةWMU
*روني ضومط/ الاتحاد الماروني العالمي في أوروبا
*كابي جالو/التنظيم الأرامي الديموقراطي ArDO
*اسعد صوما/منظمة التضامن مع مسيحيين في الشرق الأوسط SOMEC
*الدكتور رشيد رحمة/الأمين العام للجنة ثورة الأرز العالمية في لبنان

للمزيد من المعلومات والاستفسار رجاءً الاتصال بواسطة البريد الألكتروني التالي:
clhrf@yahoo.com or Phoenicia@hotmail.com
Related Web sites www.10452lccc.com,

ملاحظة: النسخة الكندية للبيان موزعة باسم المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية