السبت، أغسطس 05، 2006

كتاب مفتوح الى العماد والحكيم


بقلم/بيار عطاالله
عام 1978 كانت سوريا تمسك بمفاصل القرار السياسي في لبنان، في الوقت الذي كانت فيه راجمات الصواريخ السورية والمدفعية الثقيلة تدك الاشرفية وعين الرمانة وزحلة. كان الشيخ بشير الجميل والمهندس داني شمعون يواجهان هجمات القوات الخاصة السورية في قلب الاشرفية مع مجموعة قليلة من المقاتلين لا تتجاوز 200 . ولكن رغم كل هذه الصعوبات، كان الرأي العام المسيحي في لبنان يشعر بالطمأنينة وكان واثقا ان حاضره ومستقبله في ايدي امينة وأن هناك من يهتم فعلا لمصير الشعب المسيحي في لبنان ولا يتاجر به ويبيعه بالجملة والمفرق.
بعد رحيل العماد ميشال عون الى المنفى وادخال الدكتور سمير جعجع الى المعتقل، بدت الساحة خاوية وسيطر الجبناء والمتعاونون مع الاحتلال على الساحة. وفي ظل الاحتلال السوري للبنان، انبرى "العونيون" وانصار "القوات اللبنانية" يناضلون معا في التظاهرات والتحركات الشعبية من اجل تأكيد حق لبنان في الحرية والسيادة والاستقلال. وكثيرا ما دخل انصار الطرفين الى السجن معا وتعذبوا وقمعوا وضربوا، واعتقدنا جميعا ان ذكرى حرب الاخوة والاقتتال الداخلي البغيض قد ولت الى غير رجعة، وان التحرير سيحمل معه عودة السيادة والاستقلال والاهم الحرية التي لا يعيش المسيحيون من دونها في لبنان ولا حياة لهذا الوطن من دونها.
عاد العماد ميشال عون وخرج الدكتور سمير جعجع وعاد مسلسل المآسي والايام السود واليأس لتسيطر على المسيحيين ، لماذا ؟
اسئلة عدة تجد لها جوابا بسيطا: الانانية وحب الذات وشهوة السلطة والسيطرة وقصر النظر وانعدام التخطيط، والاهم انعدام المحبة، التي قال فيها معلمنا السيد المسيح:"احبوا بعضكم بعضا وباركوا لاعنيكم ".
بدلا من ان يجتمع العماد والحكيم معا للتبصر في الكارثة التي ضربت المسيحيين واصابتهم شخصيا طوال 15 عاما والتفكير في حاضرهم ومستقبلهم، اذا بهم يفترقون ويتخاصمون وكأن 2500 شاب مسيحي من الذين سقطوا في حروبهم العبثية عامي 1989 و1990 لم يشبعوا عطشهم الى الدم ، وكأن مليونا من المهاجرين المسيحيين لم يشكلوا اي تأنيب ضمير لهم، وكأن تراجع حضور المسيحيين في لبنان وضمور دورهم ليس مدعاة للتفكير لهم. والاهم ان احدا لم يكلف نفسه عناء اجراء نقد ذاتي لكل ما جرى.
اصبح العماد ميشال عون حليفا للشيعية السياسية والحكيم سمير جعجع حليفا للسنية السياسية، اما الحضور السياسي المسيحي فقد اصبح في خبر كان، واصبحنا مجرد اتباع لا شركاء (ولماذا نستحي من اعلان الحقيقة).
لا شيء اشبه بحال المسيحيين في لبنان اليوم الا حال السريان في طور عبدين والكلدان في العراق من حيث الهجرة والاندثار، لكن الفارق ان لا زعماء لدى السريان ولا لدى الكلدان في العراق وتركيا يدعون العمل من اجلهم وينتفخون مثل الطواويس امام شاشات التلفزة.
لن يمر وقت طويل قبل ان يكتشف العماد ميشال عون الحكيم سمير جعجع انهم اصبحوا مثل مطران على مكة، وعندما كتبت قبل مدة محذرا اياهم من مصير الثور الاسود والابيض لم يهتموا للامر وها هي الايام تثبت صحة ما ذهبت اليه.
العام 1990 حذرنا الحكيم سمير جعجع ان السوريين سيأكلون الثور الاسود (وكان العماد ميشال عون) ومن ثم سيأكلونه، وهذا ما جرى حيث نفي العماد وادخل الحكيم معتقلا ومخفورا الى السجن. ونحن اليوم نتوجه بالكلام الى العماد ميشال عون ان لا تغتر كثيرا وتفرح فالثور الاسود سيأكل اولا، ومن ثم سيأتي نصيبك ولن يعفوا عن الثور الابيض...
ايها العماد والحكيم قليلا من المحبة والتنور والتبصر لأن ما تفعلونه سيدمر ما تبقى، ولكن اخشى ان يكون زمن الكلام قد انتهى ...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

you should think as lebanese and your loyalty to your country not to religion this country is not for christian only .i am christian too dr maurice.