الاثنين، أغسطس 07، 2006

اسرائيل تدمر من الخارج ونظام الاسد من الداخل


قد يكون لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي لا يعلن حالة الطوارىء على ارضه، رغم تعرضه وطناً ومواطنين لحرب عدوانية يشنها عليه الصهاينة براً وبحراً وجواً، قتلت الآلاف ودمرت قرى وهجرت مئات الالوف وهددت مجتمعاً بأكمله بالتفسخ والاختناق حتى الانفجار.
قد يكون امام الحكومة التي يرأسها رجل الدولة القدير الصامد والعاقل فؤاد السنيورة أعذاراً موضوعية وجدية، ودستورية لعدم اعلان حالة الطوارىء، كما قد تكون هناك اسباب ذاتية من ناحية الحاجة الى توافق داخلي اولاً في مجلس الوزراء او بين القوى السياسية المتنوعة.
الا ان الخطير ان يكون الوطن ومواطنوه في حالة حرب شاملة تقف فيه كل القوى المخلصة على خط النار الفعلي، وعلى خط النار الاجتماعي، والطبي والانساني والتربوي والاعلامي منشغلة بمواجهة واجب الصمود وقبول التحدي.. ثم يخرج يتامى الاستخبارات السورية الى الشارع لمساندة العدو الصهيوني في حربه ضد الوطن واللبنانيين جميعاً..
هذا الذي حدث في ساحة رياض الصلح من هجوم مدبر على مبنى تابع للامم المتحدة يحمل في دلالته تواطؤاً واضحاً بين اهداف العدو الصهيوني بتدمير لبنان الممنهج المستمر مباشرة منذ 12/7/2006، وبين اهداف النظام السوري بتحقيق هدف بشار الاسد شخصياً وثأرياً بتدمير لبنان الذي انتفض على وصاية نظامه المجرم على الوطن ومواطنيه طيلة 30 سنة التقت خلالها مصالحه الانانية مع مصالح العدو ضد وحدة لبنان وعروبته واستقراره وأمنه.
هذا الذي حدث لمبنى (الاسكوا) في قلب بيروت، على ايدي يتامى الاستخبارات السورية القذرة، يحمل إنذاراً الى لبنان حكومة وشعباً ومقاومة وقوى حية من كل الاتجاهات، الى ان المقصود الى جانب تدمير ما تبقى من مؤسسات دولية صادقة يحتاجها لبنان وهي جاءت لخدمته في لقاء مع العدو الصهيوني الذي يدمر هذه المؤسسات الدولية ويقتل ابناءها كما حصل في الخيام قبل عدة ايام.. هو تدمير ما انجزته ايدي بناة الوطن وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري: انها وسط بيروت.. أي سوليدير نفسها.. التي لم تدمرها اسرائيل ولكنها تركت ليتامى النظام السوري ان يدمروها بأيديهم.
فالاسكوا مؤسسة تابعة للامم المتحدة، عمل رفيق الحريري جهده كي تعود الى لبنان كما كانت قبل الحرب الاهلية التي ساهم نظام الاسد في دمشق في اشعالها في لبنان منذ العام 1975.
اتخذت الاسكوا مقراً لها في بيروت، بعد نجاح الحريري في مسعاه، وأجّرت هذا المبنى في (سوليدير) بتسعة ملايين دولار سنوياً تدخل ميزانية هذه المؤسسة اللبنانية الضخمة للاعمار وهي ربما اهم مؤسسة دولية في وسط بيروت التجاري، والذي يعمل على تدميرها يصيب في سوليدير مقتلاً.. ففي تدميرها دعوة للمستثمرين اللبنانيين والعرب ان يهربوا باستثماراتهم التي وصلت الى مليارات الدولارات معظمها في سوليدير، تحت عنوان غياب الامن.
والى جانب تدمير مؤسسة للامم المتحدة في لبنان التي وقف امينها العام كوفي عنان مع لبنان بطلب وقف اطلاق النار منذ اللحظة الاولى للعدوان الصهيوني والذي ارغمه يتامى الاستخبارات السورية بفعلتهم على ان يدين احراقها في الجلسة التي خصصت في نيويورك بناءً على طلب لبنان لإدانة إجرام العدو الصهيوني في قانا ثانية.. كان يتامى الاستخبارات السورية يتنادون اساساً للهجوم على السراي الحكومي حين كان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مجتمعاً مع سفراء الدول دائمة العضوية في لبنان كي يحمّلهم المسؤولية امام التصعيد الاجرامي الصهيوني ضد وطنه.. وكان اليتامى انفسهم يعيدون تجربة التظاهرة التي استهدفت ايضاً مبنى رئاسة الوزراء حين كان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد وولش مجتمعاً مع الرئيس السنيورة منذ عدة اشهر احتجاجاً من النظام السوري على اميركا كيف لا تعقد صفقة معه مباشرة بدل ان يجري مباحثات مع السلطة اللبنانية.. هل تذكرون؟
اما الامر الاخطر فهو البيان الوقح الذي صدر عن طابور الاستخبارات السورية في الجسد الفلسطيني أي جماعة احمد جبريل موجهاً الى الجيش اللبناني درع الوطن محذراً منذراً مهدداً جيش لبنان الوطني وليس العدو الصهيوني لأن الجيش اللبناني منع طابور الاستخبارات السورية الفلسطيني من إطلاق صواريخ ((فشنك)) من الاراضي اللبنانية.
اما رأس طابور هذه الاستخبارات في الجسد اللبناني اميل لحود الذي شرب حليب السباع في نقضه للاجماع اللبناني الذي تمثل في مشروع رئيس الحكومة السنيورة للحل الشامل والعادل للمسألة اللبنانية فهو يلتزم حرفياً بما تمليه عليه ادوات دمشق الاعلامية التي تعتبر نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة تدميراً للبنان، في وقت بلغ فيه التدمير الصهيوني للبنان وطناً ومواطنين ذرى لم يصلها هذا العدو قبل الآن.
والمضحك – المبكي ان اعلام نظام دمشق يهدد بمواجهة اسرائيل اذا دخل جندي صهيوني ارضاً سورية.. لكأن هذا الاعلام وهذا النظام اسقط من جغرافية سوريا ارض الجولان التي يحتلها العدو الصهيوني منذ نحو اربعين عاماً، تماماً كما اسقط الاسكندرون التي احتلها الاتراك وضموها الى بلدهم منذ نحو 70 عاماً..
حذار مؤامرات النظام السوري على لبنان وهو المشترك مع العدو الصهيوني في تدمير هذا الوطن الصابر الصامد.. العدو على الحدود معروف.. والنظام السوري بأدواته وأيتامه داخل الوطن فاحذروه وابحثوا عن طريقة لمنع تفاقم اجرامه.. وان كانت حالة الطوارىء ممنوعة فلا بد من وسائل اخرى..
حسن صبرا
الشراع

ليست هناك تعليقات: