‏إظهار الرسائل ذات التسميات سعيد الشيخ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سعيد الشيخ. إظهار كافة الرسائل

الأحد، أكتوبر 11، 2009

مرآة لصورة الرئيس

سعيد الشيخ

فرق كبير بين الخطأ والخطيئة
الخطأ / قد يمكن تصحيحه امام العين الصائبة
الخطيئة / قد تماثل الجريمة
وربما هي الجريمة الممنهجة التي لا يمكن محو عارها الى الابد
ولا يمكن تعويض خسارتها
ولو جاء مرتكبوها بالضد.
***
خطيئة السلطة بدت من بدايتها
بدت وكأنها لم تأت من الثورة/ التي كان يتذابح الاخوة والرفاق على طهارتها
بدت السلطة وكأنها أتت من كل مواخير العالم
تشكيلات فاسدة تنغرس فيها شهوة رأس المال والاستبداد
وهي ما هي الا نتاج الشركات الاكثر توحشا
وعلى طريقة فبركة الرئيس في العالم الرأسمالي.
***
"تقرير القاضي غولدستون"
كان لينصف ارواح الضحايا في غزة المسحولة بالفسفورالاسرائيلي
وكان ليرتجف القاتل في "تل أبيب" امام كشف حقيقة جريمته/
ولكنه لم يرتجف
فقد كان يعلم ان في "رام الله" رئيس صدوق لا يخون "اتفاق اوسلو"
الذي جعل منه حارسا لسياجات الاحتلال
وهناك حاشية لا يمكن ان تضحّي بامتيازاتها من أجل حفنة من المساكين
وهي تمتاز بتقديم الخدمات الامنية
وهو الاستثمار الارفع في وطن يبحث عنه ملايين المشتتين
وقد حوّله الزعران والعكاريت الى سوق نخاسة يرمون فيه بضاعتهم الفاسدة.
***
عندما جاء الخبر الى مقبرة الشهداء
ارتجفت الاجداث
وصاحت: الآن متنا
قالت الصغيرة التي تنازع موتها الثاني ولم تجف دمائها بعد:
لماذا يا سيدي الرئيس؟
لماذا يا ابي؟
***
في غياب المبدأ فأن السياسة عاهرة قبل ان تكون "فن الممكن"
فأين الممكن الذي تحقق في خطوة الرئيس
هل شكلت هذه الخطوة درعا لحماية "الاقصى" الذي يواجه الخطر
ام درعا لحماية لحم الشعب امام اضراس المدرعات
المتحفزة دائما لتنغرس في الكينونة الفلسطينية
هل كان الرئيس في خطوته اللامباركة...
هل كان فلسطينيا؟
***
رئيس بلا سيادة
يأخذ قرارات مصيرية
في هذا الوطن المبتلي بكل موبقات العصر.
***
وكأن التراجيديا الفلسطينية لم تصل الى ذروتها
مع كل هذه الابادة والنفي والحصار والشقاء طيلة اكثر من ستين عاما
وكأن النكبة لم تكن كاملة
الا مع مجئ رئيس فلسطيني يغطي جرائم قتلة شعبه
لتكتمل النكبة ويكتمل مشهد ضياع فلسطين.
***
لن نقول لك: ارحل
فلم يسجل التاريخ العربي من قبل رحيل رئيس امام غضب الشعب
نقول: انظر الى مرآة نفسك
والآن ألا تخجل؟
هل تخجلون؟

كاتب وشاعر فلسطيني

الأحد، يوليو 06، 2008

غسان كنفاني ... غيابك القاسي

سعيد الشيخ

ليسمح لي ضجيج صمتك ان أبوح بأن خفقات حبرنا هي من روح ما خطته يداك.. حينما كنا أطفالا يضمنا المخيم طريين كطينه وأعواد اشجاره الخضراء... لذا لم نكبر من فراغ، نمونا في ظلالك.. وفي لوعة غيابك، غيابك القاسي.
ونحن في نشوة أحلامنا نتوق الى دالية "ام سعد" ان تتعربش على سقوف مخيماتنا، والى البنادق التي طالما هاجرنا النوم ونحن نفكر كيف تفكيكها واعادة تركيبها. يومها، لم يكن خيالنا يصل الى انهم يستطيعون النيل منا باغتيالك. فأرخت الوطأة مثقالها، وكنا صغارا نتهجاك كيفما ادرت قلمك، فكيف نتهجى استشهادك*؟
يا سيد الياسمين، الوقت كان من نهوضنا، فكيف تغفو؟
أكان على جدلية الحياة والموت ان تأتي بالمعجزة وتمسك بطرفي الحياة .. كي تذهب عميقا في صرحنا العالي ، الى سماوات كينونتنا المشردة . شريدون في حياتنا وشريدون في مماتنا. نتوزع قهرا ونكسب اكثر من هواء، نخسر عمرا ولا ننهزم. نحاول المكان، خط استواء لحياتنا الآتية، فوق طبقات الرماد من جمر سنوات قهرنا وتيهنا. نرسل دماءنا مدادا لارتعاشات التراب وأوصال البلاد حيث الهتاف دونك انحراف النخيل، او صهيل في الفرار. اقمنا المتاريس اعراسا للاشتباك.
امتلأنا بحبك حتى سال الورد من ملء اعمارنا الذاهبة الى اشارات بوصلتك.

*****

في روايتك "عائد الى حيفا" نعود، لنبحث عما خلفناه في كمية رعبنا ونحن نلوذ من أنياب الحديد. نكتشف عارنا تمثل في "ديفد" الذي كان "خلدون" . فتصوغ اشكالية القضية من جذورها ، منذ آدم على الارض وقبل نشوء ممالك الاديان .وتنتهي الى ان الانسان يظل قضية القضايا ، والقضايا الاخرى تتأسس على قضية الانسان.

*****

ضائعون فتدلنا، نائمون فتوقظنا..يا اولنا خرجنا نبحث عن ظلك في كل الامكنة التي وطئتها والمساحات التي لونتها، عن بحثك بحثنا وغير وجوهنا لم نر، مغبرون ، مشردون، نمسح عن الخيمة وحل الطرقات والغبار عن الروح. نتهجى التفاحة رسما لم تمسكه يدانا ولم تذقه نفوسنا. كانت التفاحة حلما وكل شئ مر.
يا حلمنا ايها الاول
يا خالق جلدنا ، ديباجة المشقة
وكنا نرتعش
فتحنا عيوننا، وكنت تهز نومنا
الى الاشياء، الى الاشياء
حتى اهتدينا الى الاغاني.
زهر الحنّون ازهر في دفاترنا حينما لامسته يداك، وقمر المقابر من فتحات الاشجار لم يكن غير قمر الطريق الطويل والشاق. حينما الصبي الى القلعة متأبطا "مارتينته" وما زال حارسا الخيمة ، يذود عن الفكرة التي لا تبتعد عن معاني الحرية والتي تطاولت على حجم الكون. فكرة مثل نرجسة التمني منك شذاها ، بملء نزيفك ، يا مطر مواسمنا .. اذا هطلت ، كم حاكورة تخْضّر امتدادا الى دفاترنا والى منديل "ام سعد" حيث يلوح عن هوى الروح، ويمنحنا صلابة في زمن الاشتباك.
ونخاف.. كي نشعر كم ارتقى الانسان في دواخلنا.

*****

النص الآخر نحو فلسطينك ، آنذاك، كان خارجا عن تاريخ الانكسار وجغرافيا التسييج. كان يسبح على عكس تيار الهوان العربي.. تأسيسا لواقع يبدو اشبه بمستحيل. ولكن أبطالك كانوا يمرون كالهواء الى العقل . يسكنون الوهج والنجوم حتى يتجسدوا في كل قابض على الجمر.
هو انتشارنا الذي من فداحة الخيبة ، ياسمين البطولة وانكسار عوسج الخيام.. تزرع فينا الامثولة .. وكم من الآفاق عند اقدامنا ذويان الصعوبة والاسئلة العصية. كأننا من زمان المعجزة، نأتي على غير موعد الهزيمة ننفخ في الصحراء ريح الحياة.
كم انفجار...النص الذي تشغله ينسكن بالتفجير. تفجير ان يكون لنا ما لكل الناس.. حرية واحلام.

*****

روايتنا لم تنته يا "غسان"
"ام سعد" ما زالت ترقب داليتها وتنتظر "سعد" العائد من الجبال.
مازال "ديفد" يسكن دبابته ولا يمل من هرس جماجم الاطفال.
والطفل يصعد ولا يمل الصعود الى القلعة.
وخزان الحديد يطن في الصحراء
طرقناه .. طرقناه.. طرقناه يا "غسان"
حتى ذهب عنا الموت.

*الروائي والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني قضى يوم 8-7- 1972 في عملية اغتيال اسرائيلية وحشية في بيروت.
-----------------------------
سعيد الشيخ/ كاتب وشاعر فلسطيني

السبت، يونيو 28، 2008

حكاية اليكترونية

سعيد الشيخ

راودتني نفسي بالانتحار..
عفوا، هل قلت الانتحار، وأنا اقصد الانتشار؟!
أذاً راودتني نفسي بالانتشار، ومن اسرع انتشارا غير النشر الأليكتروني؟

فأجتهدت في البحث عن مواقع لم يصلها قلمي من قبل.. فوصلت الى موقع تسمع منه قرقعة السيوف، وتقرأ فيه شعارات تدك القصور. ويجتهد صاحب الموقع في ان يخالف المبرزين في المشهد الثقافي العربي
المعاصر. خلاف اساسه الخلاف ولا شئ غير الخلاف. او هو خلاف من حالة اضطراب نفسي، والله أعلم.

بالصدفة كان آخر مقال كتبته يعني بالشأن الثقافي بعدما اصابتني الكآبة بسبب التفكير والكتابة بالشأن الفلسطيني خصوصا والعربي عموما.. اقنعت نفسي ان تداعيات الكتابة في الثقافة ترد للروح ألقا وجوديا بعدما احسست بالروح تذوي رويدا كوردة امام الخسارة المتكررة للسياسة العربية، والتراجع المريع في عالم يتقدم... اذ بعدما استوردنا كل الصناعات من الخارج، جاء دور الزراعة لنستورد البطيخ من قبرص والفلفل من تركيا، والمسلسلات طبعا.. وكأننا كنا عطشى لدراما البيئة التركية التي لم نر فيها على أي حال نوع من "الخلوَعة" على عكس ما يتيسر في الدراما العربية.

أرسلت مقالي الى عنوان الموقع دون أناة وبحماس شديد وكأنني مقدم على فتح سيحقق لي الفوز العظيم، خاصة وان الموقع يعلن انه لكل الكتاب والادباء الشرفاء. وانا من عادتي ان أصدق ما اسمع أو اقرأ، وهذه عادة سببت لي الكثير من المتاعب إذ صدقت مرة وكنت صغيرا في المدرسة الابتدائية ان الدول العربية تعد جيوشها من اجل استرداد المسكينة أختهم فلسطين التي ابتلعها الصهاينة،ومن يومها وأنا تعبان.. تعبان لانني صدقت.

مرت أيام ومقالي لم ينشر بعدما شبع نشرا في مواقع اخرى عديدة... خلال سويعات الفراغ كنت أمر على الموقع لعلّني اعثر على مقالي الذي أحسسته قد تاه في الشبكة العنكبوتية. وخلال هذه السويعات كنت استطيع ان اقرأ بعض العناوين التي لم ألحظها من قبل. احدى هذه العناوين اليك ايها القارئ العربي، تدعوك الى مقاطعة قناة الجزيرة الفضائية وجريدة القدس العربي لأنهما بوقان اسسهما الموساد.
- يا سلام ... يا سلام!
رحت أقولها مندهشا على طريقة الطفلة "رفيف" في المسلسل التركي "سنوات الضياع".
وتذهب بي الذاكرة الى سنوات خلت كنت أقرأ فيها ان حركة حماس الاسلامية هي من صنيعة "اسرائيل"، أوجدتها في الداخل الفلسطيني(الضفة والقطاع) لمنافسة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت في منافيها تسعى الى تمثيل كل الفلسطينيين في مفاوضات لتحقيق السلام مع "اسرائيل".

مرتبكا بيقيني... وهذا ما أراده الفيلسوف صاحب الموقع ان يربك القارئ العربي بمسلمات ترعرعت عبر التاريخ من جيل الى جيل في وجدان الامة .. ورحت افكر على النحو التالي:
اذا الجزيرة والقدس العربي واسعتا الانتشار وصاحبتا الخطاب القومي والوطني من صنيعة الموساد..فماذا يمكن القول في وسائل اعلامية عربية اخرى اسقطت باسم تجديد الخطاب حق الشهداء بالتسمية ووصفتهم بالقتلى والصرعى وكل شيئ يعني الموت الا ان لا يكونوا شهداء " أحياء عند ربهم يرزقون" حيث نعرف بوعينا كم تحمل الكلمة من معاني القدسية والطهارة. واذا الذين يموتون في سبيل دينهم وأوطانهم ليسوا بشهداء، اذا فمن هم الشهداء؟

ما عادت بي رغبة ان أرى مقالي منشورا في هذا الموقع الذي يشبه صاحبه بأضطرابه، وأخذ ينمو بداخلي احساس الندم ويؤرقني لمراسلتي له... ولكن لم اكف عن زيارة الموقع حتى وقع نظري على مقال تحت عنوان"الانحطاط العربي" بقلم صاحبنا الفذ فأخذت اقرأه مدفوعا بحب المعرفة عن ماهية هذا الانحطاط ، فلكل منا رؤيته في الانحطاط. فأذا بالكاتب المخضرم يصف المواطنين العرب فردا فردا من المحيط الى الخليج بالجهل والامية واشياء اخرى هي من خصوصيات الحمير والغربان.
-"شوفوا ازاي"...
قلتها في نفسي على الطريقة المصرية.
ويضيف بأن النهيق والنعيق اهم شجوا وغناء من صوت الشاعرين سميح القاسم ومحمود دررويش، وهما كما نعلم أهم مفخرتين فلسطينيتين في واقع الثقافة العربية.

أحسست بالدم يغلي في عروقي، في الاثناء وقع نظري على جملة تحدد عدد زوار الموقع..فهدأ دمي وأنا أقرأ ان عدد الزوار "زائر واحد".. التفت حولي فلم ار الا نفسي انا الزائر الواحد الاوحد في هذه العزلة ..هذه الغيبوبة.
هل قلت خطأ في بداية الحكاية ان نفسي تراودني على الانتحار..فذلك لم يكن خطأ وانا أروم الانتشار في الموقع الخطأ. في الموقع الذي يستجدي صاحبه الاثرياء العرب لدعم هذا الانحطاط المصاحب بالتخريف.

سعيد الشيخ/ كاتب وشاعر فلسطيني.

السبت، يونيو 21، 2008

المحرر الثقافي.. مستبدا


سعيد الشيخ

لا اعتقد ان أحدا ممن يشتغل في الشأن الثقافي يفتقد الاخلاص لبناء ثقافة شاملة ميزاتها الابداع المتطور والمتقدم من شتى الافكار المنتجة لبهاء انساني يزيّن الوجود. والافكار المنتجة هذه تضم كل ميادين الكتابة من رواية وقصة وشعر ومقالة مع المحافظة على كل شرط من شروط هذه الفنون على قاعدة التجديد وضد التحجر. وكل جديد لا بد ان يقابل بعاصفة من الاسئلة قد لا تهدأ طيلة ردحا من الزمان.
هذه الرؤية للمشهد الثقافي تبدو تقليدية وساذجة ، ولكن لابد من تكرارها وتأكيدها أمام التسلل الخفي في صناعة نشر الابداع.

ولكن من يحدد قيمة المبدَع من الافكار شكلا ومضمونا؟
ان الجواب السريع والبديهي عن هذا السؤال : ان الناقد هو من يتحمل عبأ هذه المسؤولية الفضفاضة لما يفترض انه يتمتع بثقافة عالية وبما يحمل من اختصاص... ولكن برأيي ان الناقد يعاني كما يعاني بقية المبدعين من وجود الفرص في عرض افكارهم. ولتأكيد هذا الرأي فأن نظرة فاحصة على الصفحات الثقافية في الصحافة العربية سيكتشف المتفحص ندرة النقاد بين مجموع المحررين الثقافيين لهذه الصفحات، وان النقاد قد تخلوا او على الارجح قد اجبروا على التخلي عن القيام بدورهم لصالح المحرر الثقافي الذي استمد سلطة من ما يتوفر للصحافة كسلطة رابعة.
فمادة الناقد المعروضة للنشر مثلها مثل اي مادة اخرى خاضعة لتقييم وقرار المحرر الثقافي في ان تأخذ أو لا تأخذ طريقها الى النشر. والتقييم هنا ليس بالضرورة ان يجري حسب جودة المادة الادبية بمقدار تقارب او تماهي الكاتب مع المحرر الثقافي، الذي هو بالاساس كاتب أو شاعر عادي منحته الوظيفة ان يتعالى على اقرانه من المبدعين.

اذن نحن امام استبداد مطلق، وليد منطق غير ثقافي أساساً وغير اخلاقي يقوم على المصلحية والشللية المؤدية الى المنافع المشتركة وذلك على حساب العملية الابداعية وتطورها. فما بالك لو ان محررا ثقافيا امتطى ظهر صحيفة لأكثر من عشرة سنوات وربما الى عشرين سنة، ومع كل سنة ينمو ويترعرع النرجس في دواخله.
الا يصبح داخله غابة نرجس متشابكة؟
الى حد ان العصافير الصغيرة لا تستطيع الطيران في أجوائها!
حيث ستمنعها نرجسيته العالية، وستحوله الى طاغية.
وحينها ألا يستطيع فرض نوع من الخوّة على من يريد الطيران في فضائها؟
وبعد ذلك كيف لنا ان نرى ابداع سليم ومعافى من التشوهات؟
واولى هذه التشوهات هو تكريس الأسماء على أساس حزبوي وعشائري، وللأسف هو أساس لا تمضي الحياة العربية دونه، والى الآن لم تستطع الحياة العصرية الانفلات منه لصالح ثقافة شمولية تخترق الحدود.

هذا النمط من اصحاب المنطق القهري من المحررين الثقافيين موجود حقا في صحافتنا العربية وفي خاطري اسماء عديدة لا مجال لذكرها الآن وهي قد تربعت على كرسي مهنتها عمر أجيال ثقافية. ويكاد هذا النمط ان يكون هو السائد شرقا وغربا ومهاجرا... محررون متحررون من التواضع بأيديهم ما هو أقطع وأمضى من مقص الرقيب السلطوي. لديهم أدوات الكبت والخنق وارسال كل ما هو منتج من ابداع الشباب وغيرهم الى حاويات القمامة لسيادة نتاجهم واطالة أمد نجوميتهم المتكئة اساسا على وظيفتهم وليس على جودة ابداعهم. وهم مثلهم مثل اي زعامة بحاجة الى مريدين ومصفقين، وعادة ما يكون هؤلاء من اصحاب الحاجات دفع بهم استبداد المحرر الثقافي لأن يكونوا جماعة من المداهنين والمنافقين في عملية تأدية الحساب المطلوب لسيادة المحرر الثقافي لكي تمر نتاجاتهم.

ان اقسى ما يمكن ان يواجهه المبدعون هي ظاهرة دفع تكاليف طباعة نتاجاتهم على نفقتهم الخاصة، والنشر في الصحافة بلا مقابل أو احيانا الدفع بشكل معكوس. وهذه ظاهرة عربية بامتياز جعلت من المبدعين من افقر الطبقات، وهي الطبقة التي انسلخ عنها المحرر الثقافي وأخذ يستلذ في جلدها من خلال سلطته التي استمدها من وظيفته التي تضاهي سلطة الرقيب الحكومي . وأستثني قلة قليلة.

سعيد الشيخ/ كاتب وشاعر فلسطيني

الأحد، يونيو 01، 2008

عرب العولمة


سعيد الشيخ

لا تدري.. بل تدري
ان النهاية لا تشبه البداية
يعلمون بما تعلم
ويلوون عنق الآية
ثم يقولون لك :
هذي هي الهداية.

بلا كرامة يريدونك
الليبراليون
مثل قوم لوط
يستلذون بالمقلوب.

يلعبون بالنصوص
لغبطة حاكم
باءه ياء
وقافه فاء
والتأتاة عنده
مثل اطلاق "الفصوص"

افتعلوا القطيعة
شرحوا وبرروا
وقالوا: هذي هي الشريعة
عرب العولمة
الذين تاهوا بالبسلمة.

سعيد الشيخ/ كاتب وشاعر فلسطيني

الأحد، ديسمبر 30، 2007

ثلاث قصائد للشاعر سعيد الشيخ



* الستائر

كم مرة اسدلنا الستائر
لعل الشمس،
لا تحرق عطر الذكرى
لعل الغبار،
لا ينفذ الى قماش الاسرّة
لعل الظل،
يطغى على المكان
لتبقى الطفولة ولا تغادر
كم مرة...

* شروط

لكي احبك مرة أخرى
اليك بيانات شروطي:
ان لا تنامي اثناء الليل
ان تكوني زهرة مغسولة بالقمر
لروحك رنين
يشبه رنين الامهات العتيقات
ان لا تتلعثمي باسمي
وتبحثين عن الصواب
بعينيّ اللتان لا تخطئانك
وان تزورينني في المساء
كالملائكة
تغافلين حواسي
المخضّرة بطغيانك.


* قامة

بين الضوء والحديقة
هذا أنا اتلاشى في أقصى التكوين
قامة من ضوء وظلال
أغوي الاشجار باتجاه النسق الخلاّب
أجتذب الورد وما يعينني على السحر
أبعث طبيعة روحي
وهي تتشابه بالالم
مع قصيدة
لها هالات
النجوم.

سعيد الشيخ/ شاعر فلسطيني مقيم في السويد

الجمعة، ديسمبر 21، 2007

وسادة السماء


سعيد الشيخ
**
قبل السرير
الاعشاب تعلن عطشنا
لنعرف...
اننا مخلوقات من نقطة
وبعد السرير
الحجر يحمل جوعنا
لنفهم...
كيف الكرة الارضية
تدور.
كنا نضئ،
كلما اصابعنا تلامست بالمعاني
تأتي الاقمار
تختصر
انوارها على وجوهنا
فنتوهج
تحت غلالة الارتعاش.
ليل من حرير
كلما رنت ضحكاتك
على الرخام
واجتمع في بوحنا
هديل الحمام
وسوى البوح،
انا الاعمى في اللعبة
يخطفني بريقك من عماي/
اتلمس الطراوة في مكامنها
واطلق سهاما في الفلسفة
كي الجسد/
عينا الى البعيد
حيث الافق المتفكك
يتلملم/
على وسادة المساء.

الأحد، ديسمبر 02، 2007

غابة وقمر


سعيد الشيخ

تبدو المدينة خلفهما كطبق نحاسي في هذا الوقت الذي يسبق الغروب بقليل.
هو وهي في الهواء الطلق يلوذان بين الاشجار بعيدا عن الانظار.
في هذه الساعة تهيج روائح النباتات باعثة في النفس مشاعر مختلطة تؤنس الروح ليقظات تذيب اصفاد الجسد.
وإذ تذوب اصفاد الجسد تصهل هي كالمهرة ويزأر هو كالاسد.
وربما اصبحت هي مهرة وانقلب هو الى اسد، طالما ان الغابة بقيت غابة تفرض قانونها وتكوينها على باقي المجسدات.
السكون يلف جنبات الاخضرار الغامق والطيور قد سكتت عن زقزقاتها عند هدوء الجسدين اللذين يبدوان تحت هالة ضوئية.
كان بصرها قد تشبث فجأة بقطعة صغيرة من سماء صافية فيها بعض النجوم المختلفة بكميات ضوئها، وعلى طرف منها كان ثمة هلال يطل وئيدا من خلف تشابك الاشجار. تخيلته يقف هنهية ويمسح الغابة بنظرة حانية. قالت:
- انظر هناك، انه القمر كأنه يحرسنا... هل تراه؟
وقبل ان يقول شيئا، قالت:
- أريده!
- ماذا... تريدين القمر وانت قمر الاقمار.
- اريد ان تبرهن لي عن حبك، اريدك ان تجلب لي القمر.
تشاغل عن كلامها وراح يشدها اليه وهو يطبع قبلا سريعة على انحاء مختلفة من جسدها. بالحنو الذي يهيله عليها كان يعتقد انه يستطيع ان يبدد من رأسها فكرة جلب القمر.
- لا تراوغ ،أريد القمرالآن.قالت.
في صوتها آيات الدلال والرجاء. صدى تردده ارجاء الغابة، تدوي في اذنيه وترعد. تقترب وتحاصره، يشعر بها رماحا طويلة توخزه.
حينما يتيقن ان لا مفر له ولا مناص ، يستل سكينا حادا ودون تردد يحز عنقها فيطوح الرأس عاليا في الهواء ثم يتدحرج الى الارض مرات عدة.
رفع الرأس الى أعلى نحو الشجرة التي تبدو كسيدة الاشجار وقال بصوت جهوري كأنه ليس صوته وستردده الغابة بعد حين:
-أيتها الشجرة العالية .. هاتي بأغصانك القمر الذي في السماء، وارفعي رأس حبيبتي مكانه ليراه الناس قمرا خالدا على مر العصور.
حصل ان تطاولت سيدة الاشجار بأغصانها حتى وصلت كبد السماء.
اختلت الاوقات والتقاويم.. رأى اهل المدينة على غير موعد قمرا كاملا هو غير كل الاقمار، يشع نورا ساطعا يغشي الابصار.
حصل ان القمر ما عاد يأفل بتاتا..بتاتا!

* كتابة مكثفة لقصة "أقصى الحب..أقصى الموت" من مجموعة للكاتب تحمل نفس العنوان صادرة عام 2000 في بيروت عن دار بيسان.

السبت، نوفمبر 17، 2007

آخر قطرة من الليل


سعيد الشيخ

نمل يسعى /
ونحن نسعى
نآخي دهشتنا لملح النهار
كي يعطينا المساء
فاكهة...
من اشجار النجوم
ظلالا...
تلف عرائنا الوارف بالليل
وقصائد...
تستحم بماء أعصابنا
حين القمر يطوف
في قبته العالية
حارسا بوحنا حتى الصباح
حيث الشمس،
تتغلغل في حواكير الطفولة.

على الشرفة
علقنا احلامنا
مثل التصاوير
تتنفس،
من إطار الزجاج.
وفي الصمت
ثمة رعشات تتهجى الخراب
كم خرابا نفخنا فيه
اضلاع البساتين؟
والورد كم اسلمناه
طريق النجاة؟
كي الشرفة تبقى
تعطر المكان.

كم أضأنا بصمتنا
الغرف
والموسيقى،
حين كلماتنا باهتة
مثل شمعة يتيمة.

المسافات / آه
والغربة...
في ثيابنا تنمو
تخطف المكان
من اهدابنا
الى آخر الرحيل
وكم يؤدينا الرحيل.

أهش بعكاز الصبر
قطيع النسيان
بينما عميق انت في الارتحال
تلوح للمسافات
حين الانتظار من اعمارنا
زمنا يرمش
يغمض
على حلم مستحيل.

يلسعنا الشوق
كلما تسلل فراغ كئيب
لنركض...
مثل أيائل مدعورة
اصابعنا تهاتف
واللسان عنقود سؤال
معلق على فضاء الهاتف.


القطارات،
غمرتنا بدخانها
والصفير،
ما زال يئن في الروح
هل ننتظر اكثر؟
لعل سكونا...
يشبك منازلنا
لعل املا...
من هدا الانتظار.

لو الماء فسيح على جنباتنا
مثل صلوات الأم
تنزل على الروح
وفاكهة الاحلام في متناولنا
اد داك نأوي
نلتم حول مائدة الالفة
كالماضي نسهر
حتى آخر قطرة من الليل.


شاعر فلسطيني

الأربعاء، أكتوبر 10، 2007

يبني وطنا


سعيد الشيخ
**
طفل من براءته العابه
واماني اوسع من السماء
حجر على حجر، وخشب يدخل في الخشب
تأتي العصافير وخلفها الفراشات
ظلال على التناثر، ماء على الرمل
اشكال تتوضب كما ينبغي المشهد الطفولي
هذه غرف، وتلك اسطبلات الخيل
هذه باحات لقيلولة النهاروتلك مواقف السيارات،
وهناك المطارات والمحطات
والموانئ في عينيه
هذه متاريس وتلك قلاع الحرب
هذا علم
وتلك سماء مزركشة بالنجوم والقمر
هذا نبات، وتلك مآوي الحب
هو طفل يدندن مع الدمى
هل كان يدرك في سره
انه يبني وطنا؟

السبت، سبتمبر 22، 2007

ناي الغريب


سعيد الشيخ

1- عراء

من الرقة كل الانهمار
إذا حفيف الاحساس
كم تفهم العيون
حين اللغة عصية
خلاياي التماوج في المدى
بعيدا،
من زاويتي
أرى التغلغل العميق،
هناك
ملاكا يهز التباسي
حين التصدع يقرع قشرة الالفة
عراء هائل
فوق طبقات البياض.

2- غربة الشريد

هذه روح لا تنام
طائرة بناي الحلم
في فضاء سبع سموات
وثمة عويل هناك...
توقعه إشتعالات الحنين
حينما لا تبتسم العواصم
وحشة في القلب،
في غربة الشريد.

يا ناي الغريب
هذه أرض ليل
إضاءات مستحيلة
في ضجيج المدن القتيلة.


شاعر فلسطيني مقيم في السويد

الأربعاء، أغسطس 29، 2007

غامضون مثل كوكب بعيد

سعيد الشيخ


شريدون،
يغتسلون بالفلسفة ورذاذ السماء
يفقأون دمامل الرصيف
في مقهى قريب.

قساة،
هائمون في صحراء
حضرة العدم
يسجدون
لقطرة حنان.

ينامون على زند ليل
كما لو مخدة لفظها زلزال
منذورون للاشتعالات
ما بين رحيل ورحيل
خارج الوقت،
يركبون الملح على الكبريت
يتفسّخ عطر الكوكب
تبقى الخرائب
غيوما مجرّحة بالعويل
تمطر نفيا /
هي فلسفة الشريد.

لا يمونون على وقت
طاعنون
في النرجس
للهباء والانتظار.

حينما العزلة،
هل يتذكرون..
كأن اسماكا
عزفت نايات الاعماق، وانصهرت
كأن هواء
إنسلّ في الرغبة، يؤججها
كأن شيخوخة
تهفو ولا تندم.

غامضون،
مثل كوكب بعيد
ان القصيدة تفهمهم
والحديقة
ورد يفضح الشرود.


كاتب وشاعر فلسطيني

الأحد، أغسطس 19، 2007

كما تفكر صحراء

سعيد الشيخ

المصابيح انسحبت من السهرة
دون إعتذار
قمر ضئيل على حريرك
زغب يلمع باتقان ساحر
ضحكتك معلقة على المساء
نامت عصافير الخجل
القمر ووجنتاك
اكتمال الشرفة ونبض الرخام.

اللحظة،
أعرف لذاذة الالم
كم توغل جارحة
في حديقة ثيابك.

الشال الابيض
حارق فوق جمر الرعشات
هذا القماش سيخاصم الكلام
والكلام شفاف على ارتباك
سيبصر المشهد داخله
حينما ترمش عيون المشتهاة.

هذه فطنة ليل
اصابعك
حديقة تتثاءب
واصابعي اولا
وهي تنقب الرماد
عن جمر يحلم بالتفاح.

بإسمك
افرفط الظلام
تلاوة العاشق
في حضرة الحبيبة
أشد هيبة من صوت قديس

حتى يمر الليل الحارق
احصي شعرك المنفوش.

في عمق الالم،
حينما اضطراب حياة
لا انساك
افكر:
كما تفكر صحراء.

كل المعاني لا تكفي
كأني كي اقول: احبك
يلزمني فسيح من روح السماوات
عميق من غياهب القيعان.
لا اضع صعوبة على شروط البهاء
ربما قبلة،
احفظها في برواز ذاكرتي
تكفي، كي تهمي روحي
سابحة في دنيا عصافيرك
زقزقات توقظ العشب اليابس
واصرخ بملْ الكواكب
وبلاغة النجوم
كي بعينيك اضئ
وشفتيك نبع العسل.

اذا الليل فتق وطأته
كنا نحن فسيح البروق
صياغة السهر
ضجيج الحدائق
نذهب الى آخر الهتاف
نسبّح بمجد الحبق.

سأنتابك،
كلما هلّ قمر
وهاجرك النعاس
سأنتابك،
كلما انكسر في روحك
زجاج الالتباس.


سعيد الشيخ
شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في السويد

الأحد، أغسطس 05، 2007

صفورية ذات صيف

سعيد الشيخ

أبحث عن قلبي
في الحجر
وأبحث عن الحجر
في قلبي
يا قرية في الروح
مصقولة بالنجوم والقمر
في سماء بحجم وطن.



أزيح الحجر عن وجه البئر
فيتنفس الصعداء
يطلق عناصره سفرا عبر العهود
سلالات الماء
جاءت بجرار الفلاحات
والبدويات
كي ينقشن العصر العربي
على وجه الجليل.



أصوات من القيعان
نشيد رخامي لبهاء الجليل
لجبل شقّ من سماء
كحلمات مرضعة، تليق بسهل
يرضع شهواته الابدية
كي تتوالد القرى
مغسولة بلغة القرآن
"والتين والزيتون.وطور سنين.
وهذا البلد الامين".



ماذا أفعل بكل هذا الليل
وأنا الفرحان بهذا النسيم
رؤى وأطياف
خرير لبن وعسل
وأبخرة طيبة
كيف لي ان اتهجى الروح
وهي ممسوسة بالقمر،بالوطن
وأنفاس التاريخ
قرقعة عجلات
وصهيل جياد
أتقياء ما زالوا يحملون مصابيحهم
ويمرون ببياضهم حفاة على ألواح الصبّار
ويدلفون الى المغاور
تسابيح وتهاليل
تتناغم
مع الصنوج والطبول
يا ليلتي الاولى
رؤاي تفيض
خرائب وجنانا
ربما غيبوبتي فاضت عن رمز المشهد
خِرْبة أم جنة
هذه الصاعدة من قلب الليل؟



ألظهيرة تلفحني بالحر
ما من حجر ظل له مقام سوى الدير والمكتب
روحي خضراء، وأقترب من شجرة اللوز أمنحها روحي
فيهمس الحفيف، والتراب يتنفس حضوري.
أزنّر نفسي بحضرة "صفوريه" الممحوّة، قرية تدخل أوردتي ولا تخرج إلا حنينا وحسرات. هنا كانت بيوتنا نأوي اليها عند الغروب وننشر تعبنا ورائحتنا على الوسائد تشاركنا المواشي والطيور. هنا كانت حياتنا مخضبة بالتاريخ والزمان. نبض يهدر بالبحر وتتلقاه الجبال. كيف أصدق هذا الامحاء؟
ولصفورية القباب والضاد. أولياء ما زالوا بأرواحهم يطوفون منذ نور القران. عند مقبرة الاشراف رأيت "البلدوزر" يرفع عظامهم كأنها رايات.والقاف مؤكدة وقوية كأنها قدّت من صوّان. كنا نقيم أعمارنا عند السفوح ونصعد الى التلال لنقترب من الله. نلاعب الغيم الابيض، أراه ما زال واقفا محتشدا بهيئاتنا وأصواتنا، وسينهمر. عليّ ان اصدق الريح ففي رائحتها كائنات هائمة وتطوف.


سعيد الشيخ
شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في السويد

الأحد، مايو 20، 2007

حجر بين الماء والماء


سعيد الشيخ

بيتي هنا
قال الطفل، وسبابته تمسح الخريطة كلها
بين الندى والجمر تهجّى الفضاء، هواء العصافير اغراه
وأغرته النسمة التي همست لقميصه بالرايات، حين جاءه صدى الاصوات المحتشدة في التراب
بين الوردة والفكرة، بين الحقل والدرس السري
موزع بين البراءة والبلاد

*****

علم في روحي
قال الطفل، وعلم على الابنية كالمقصلة يدمي عينيّ
انتظرت الخيول تأتي بفرسانها، وكانت الخيول تصهل في دمي
عندما الجدة تنهي حديثها عن رجال الجبال والبنادق العتيقة والمجازر التي ما زالت طرية في دمع ذاكرتها. باقية هي رائحة الحرائق، لحم الاهل ما زال على الجدران ، والهزيمة تبحث عن رصاصاتها الضائعة.
والليل، ليل البساطيرثقيل هنا
لنبحث في ترابنا عن سر، عن قوة منسية منذ الازل.

*****

الوقت من حجر
قال الطفل، كانت الحجارة من اشلاء قديمة
نفتح كتاب التظاهرة
نقرأ لغة النار، في أصواتنا نكتشف دوي الرصاص. في دمائنا تحتشد الاشواق، وتحتشد الاوراق، ليس البياض بعد الآن سوى غيمة عابرة. كل صفحة عن روح لاسم مسمى. كل شارع نسميه، كل شجرة وكل مدرسة.
كل الاسماء لنا، يسقط النسيان
نسدد فكرة الحرية، طلقة/ باسم العهد الاول
وباسم الحجر يبتدئ الزلزال .
كل الاسئلة ضاقت،
مدن تصعد احتمالات مجدها فوق رجرجة الارض
رج.. رجة الارض. الارض لنا، في حضنها نودع سرها
كل سر صاعق. وكل غصن بندقية
روح الكون نحن، نطلع من المجزرة الى الحرية
الى الحرية.

*****

هذا دمي انتفاضة
قال الطفل، دمي يحرس الفكرة قبل ان تصدأ في ديوان العرب
أشرعت صدري للدنيا، الهج بالحرية
اغنية احفظها عن أبي لوطن احمله كالجمرة في قلبي
مذاق القهر لم يجفف لساني، بين أرصفة انكرتني ووطن فقد اسمه
هذا دمي انتفاضة
لنغادر قتلنا وحصارنا في منافي المشقة
أي موت الان أقرب، الوطن أقرب .
الموت في الوطن ارحب
ارحــــــــــــــــب.

*****

بيتي هنا
قال الطفل، وعيناه تمسح البلاد كلها
بين الماء والماء حجر ارميه من الصباح الى المساء
أوصل الحلم بالصاعق، أوصل الحجر الى آخر المدى
فيعبق الفضاء بانفجاراتي، نشيد النار يشقق الحديد، يفسخ الغزو المتمترس خلف دبابة الخرافة
الحقيقة أنا
تسيجني بلادي الدامية
والانتصار الآتي الجميل.

سعيد الشيخ/ شاعر فلسطيني

الاثنين، مايو 14، 2007

أكثر قساوة

سعيد الشيخ

1
أكثر قساوة،
الليل /
الذي حمل الانين
والصباح /
الذي من جوفه
روح تطاولت الى سماء

2
أكثر قساوة،
الارصفة
التي عدت ذات صيف
ورود الاصدقاء ذابلة
ورذاذ الفلسفة
لم يصل للروح
بالمعاني

3
أكثر قساوة،
هذا الجنوب
ضاعت بي الفصول
ولم يلملمني صوت الأذان
عند الغروب

4
أكثر قساوة،
هذا الصيف
الذي اشعل فيّ حروبا
ولم يترك لقلبي
سوى حفنة رماد
يخبؤها لشتاء طويل

5
أكثر قساوة،
العمر
الذي يختبأ خلف البياض

6
أكثر قساوة،
الغابة
التي فيها العصفور

7
أكثر قساوة،
البراءة
التي تجعل القلب
كــأسفنجة مبللة

8
أكثر قساوة،
البلاد
التي قرأت كتاب السلام

9
أكثر قساوة،
الديمقراطية
المعجونة
بالزبدة والعسل

10
اكثر قساوة،
هؤلاء الذين يجيدون
كلاما من حرير

11
أكثر قساوة،
الرحمة
كما الرصاصة
تأتي،
تشقّ النفس الاخير

12
القلب،
الذي اعتمر بالحب
أكثر قساوة، أكثر قساوة.

سعيد الشيخ/ شاعر فلسطيني

الثلاثاء، مايو 08، 2007

جنود النجمة السداسية


سعيد الشيخ

الجنود
الملمومون حول الخرافة
مغتصبوا وطننا
ساكنوا الدبابة
الذين بشغف يرتبون نفينا وعذاب امهاتنا
المنفوخون باسطورة التفوّق
العاطلون عن البطولة
الذين يتصايحون عند كل كمين
المكللون بأوسمة العار
هؤلاء المنتخبون لنفي الآخر
المرسلون بلا اخلاق
لارتكاب المجزرة ، تلو المجزرة
مهشموا عظام الاطفال
المدربون على العنصرية
الذين شربوا حليب الكراهية
وهم صغارا
المدرعون بالحديد
فارغوا الآدمية
خارقوا المواثيق
اعداء الورد والسلام
جنود النجمة السداسية
جرفوا الشجرة المباركة
ولم يرأفوا بدمعة الله
وهي تتدحرج فوق السفوح.

جنود النجمة السداسية
هؤلاء اعداؤنا /
يا بلادنا المسبية
حين الشمس تطرق نوافذنا
وتدعونا الى الحياة
والى الحرية.

سعيد الشيخ/ شاعرفلسطيني

الاثنين، أبريل 30، 2007

بيننا الغناء الطويل

سعيد الشيخ

1- الدبابة والربابة

لسان الدبابة طويل
ولكن،
لسان الحق أطول

نحن ليس لدينا دبابة
ولكن،
لدينا الحق المبين

هل يمكن اخراس صوت الحق
في جوف الدبابة؟

لنا الربابة
ولهم الدبابة
وبيننا الغناء الطويل.

2- ابادة وولادة

كم مرة أبادونا
كم مرة ولدنا
هم الضحايا
ونحن القتلة
أضحايا؟
وبأيديهم القنبلة
أقتلة؟
وبأيدينا السنبلة !

سعيد الشيخ/ شاعر وكاتب فلسطيني

السبت، أبريل 21، 2007

سماء لوضوح الوطن


1ـ نصوص من ضباب

أصغي للغة،
وأرمي عليها الذاكرة معطفا
هذا وقت ملائم لالتقاء السماء بالارض
ولأصوغ من اكتمال القمر
خريطة البلاد
ولي من التراتيل ما يفسر الحلم
الى جهة واحدة من كوكب الارض
جهة أرثها ويضيئها التاريخ
واضحة بالنجوم، وحدودها الماء
فكيف الغموض تسلل الى الفضاء
وشطر الجسد
ما بين الجليل والخليل
وبين الخليل والخليل،
كيف ستنبت زيتونة
حسب نصوص ليس للروح فيها من هواء؟

نصوص من ضباب اوسلو
لا تعرفها لغتي/ وما دلّني عليها دمي
دمي المشتت يعرف بالانهار
اين تقع مصبّات الالتقاء/ واين السماء
قد رمت على أوّلنا عباءة اللغة
وقالت بسماء واضحة
هذه حدود الحنطة، وهذا فضاء الحمام
وطن واضح /
أقم فيه للقيامة
أو عد اليه مع الهلال.

2ـ وطن يقود الروح

شفاعمرو اهدتني قهوتها العربية
هل اعتذر من قهوة بيروت؟
وماذا اقول لقهوة دمشق
اذا ما عاد اللقاء
اين أضع وجهي من تلك الصباحات
التي منحتني أكثر من حلم قروي
تهدّل من أشجار عالية الحنين
هل أهتدي باللغة والتاريخ؟
وأترك دمي يسيل على الخرائط
يتبعه الشهداء
كي تنبت المدائن في الافئدة
ويعود الغريب الى صورته
محتميا بالارض
وله من نفسه أغصانا/
وطنا يقود الروح
الى الجذور.

سعيد الشيخ/ شاعر وكاتب فلسطيني

الخميس، أبريل 05، 2007

جسد على جسد

شعر : سعيد الشيخ

1ـ كينونة

كينونتنا المتجسدة في الرحيل/
جسد للتاريخ والجغرافيا
جسد للبحر
الذي شهد عبورنا الاول
جسد للمدن
التي شكلت وجودنا
ثم آوت مأساة تيهنا
جسد للصحراء
التي رمت قميصا على عرائنا
جسد للمنفى
الذي منحنا ملحا وخبزا
جسد للمخيم
الذي رتب موتنا وقيامتنا
جسد للظلال
التي حمت امهاتنا من ضربة شمس
جسد للإجتياح
الذي اعادنا للبحر ثانية
وبعث الشيب الى رؤوس اطفالنا
جسد للروح الخضراء
للإنتفاضة
تهز هيكل الخرافة
جسد للقرى الممحوة
تقوم على الإمحاء
جسد على جسد
غيم اعمارنا ينهمر.

2ـ طفولة هنا...هناك

هل كانت لي طفولة هنا
عصافير وفراشات
احلام واشتهاءات
لكي استعر بها واطير
هل تركتني امي الهو خلف الجنادب
وحملت الوسادة
كأن بها تحملني هاربة بي

هل حدث وان خبأني الكهف
من افتراس الطائرات
وارسلني بعد خمسين عاما
مصابا بالمواسم
ولي كل الجهات/
مكثفا بالهواء
ولي كل البلاد
ومخيم يشهد بالجراح
على عمر نقشته المجازر
لحما موزعا بين الحقول
ودما سائلا عند السواحل
هل لي بين تضاريس الالم
ان اقف لالمّ انفاسي
وانظر الى السماء
لأرى صورتي في الغمام.
سعيد الشيخ/ شاعر وكاتب فلسطيني