الأحد، أغسطس 19، 2007

كما تفكر صحراء

سعيد الشيخ

المصابيح انسحبت من السهرة
دون إعتذار
قمر ضئيل على حريرك
زغب يلمع باتقان ساحر
ضحكتك معلقة على المساء
نامت عصافير الخجل
القمر ووجنتاك
اكتمال الشرفة ونبض الرخام.

اللحظة،
أعرف لذاذة الالم
كم توغل جارحة
في حديقة ثيابك.

الشال الابيض
حارق فوق جمر الرعشات
هذا القماش سيخاصم الكلام
والكلام شفاف على ارتباك
سيبصر المشهد داخله
حينما ترمش عيون المشتهاة.

هذه فطنة ليل
اصابعك
حديقة تتثاءب
واصابعي اولا
وهي تنقب الرماد
عن جمر يحلم بالتفاح.

بإسمك
افرفط الظلام
تلاوة العاشق
في حضرة الحبيبة
أشد هيبة من صوت قديس

حتى يمر الليل الحارق
احصي شعرك المنفوش.

في عمق الالم،
حينما اضطراب حياة
لا انساك
افكر:
كما تفكر صحراء.

كل المعاني لا تكفي
كأني كي اقول: احبك
يلزمني فسيح من روح السماوات
عميق من غياهب القيعان.
لا اضع صعوبة على شروط البهاء
ربما قبلة،
احفظها في برواز ذاكرتي
تكفي، كي تهمي روحي
سابحة في دنيا عصافيرك
زقزقات توقظ العشب اليابس
واصرخ بملْ الكواكب
وبلاغة النجوم
كي بعينيك اضئ
وشفتيك نبع العسل.

اذا الليل فتق وطأته
كنا نحن فسيح البروق
صياغة السهر
ضجيج الحدائق
نذهب الى آخر الهتاف
نسبّح بمجد الحبق.

سأنتابك،
كلما هلّ قمر
وهاجرك النعاس
سأنتابك،
كلما انكسر في روحك
زجاج الالتباس.


سعيد الشيخ
شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في السويد

ليست هناك تعليقات: