زياد جيوسي
صباح الخير يا رام الله، صباح الخير يا وطن، أطلقها من نافذتي في هذا الصباح المبكر، فمنذ صباح الأحد الماضي لم أتمكن من مغادرة صومعتي، ومعانقة ياسمين ودروب رام الله في الصباح الباكر أو في الأمسيات، وما حرمني هو عارض صحي بسيط عبارة عن تورم مؤلم في ساقي، لكنه حرمني متعة السير وتنشق الياسمين، وإن أتيح لي مساء الأمس أثناء مراجعتي للطبيب بسيارة أحد الأصدقاء، أن أقوم بجولة قصيرة في بعض شوارع رام الله وبيتونيا، بعد أن طلبت من صديقي أن يتجول بي قليلاً، فقد كنت أشعر باختناق وضغط نفسي، فليس من عادتي أن لا أتجول في الدروب والشوارع، حيث أجد روحي في جولتي الصباحية، والمدينة تنـزع عن كاهلها عباءة الليل وعتمته، حين أتنشق الهواء البكر القادم محملاً بعبق بحر يافا، وأتحدث مع بعض الذين يحتلون الزوايا مع "البسطات" ليلتقطوا بعضاً من الرزق، فمن بائع الصحف اليومية عند إشارة متنـزه رام الله الضوئية، الذي عادة ما أجده يرتل القرآن الكريم بصوت شجي، يجبرني على الجلوس مقابله على حافة سور المتنـزه للاستماع إليه، إلى أبو محمود وهو يأخذ زاويته "المرخصة" ليبيع الخروب والسوس والتمر هندي صيفاً، والسحلب الساخن شتاءً، إلى أبو عماد وهو يستفتح نهاره برائحة الفلافل التي تسيل اللعاب، إلى عيسى الذي يقرر كل يوم أن يبيع شيئاً مختلفاً، فمرة ينادي على اللوز بموسم اللوز الأخضر، ومرة على الجرانك الحامضة بموسمها، وأحيانا بطاقات الجوال أو الصحف، وغيرها مما يخطر بباله من وسائل لتحصيل الرزق، إلى تلك الفلاحة العجوز التي تأتي باكراً بثوبها المطرز وتأخذ زاوية ثابتة، لتبيع النعناع والميرامية والبقدونس، ولا أعرف من أي قرية تصل للمدينة، تنادي بصوت يحمل أثار جمال وإن لم يخلو من تعب، تقول لكل من يمر من أمامها: "تفضل يَمّا كله بلدي قاطفته لسه طازة من الحاكوره"، وغيرهم الكثير من الباعة والبسطاء الذين أتجاذب معهم أطراف الحديث تارة، ورد السلام تارة أخرى، فأحاديثهم هي نبض الشارع الحقيقي، الذي لا يدركه الحكام ولا القادة ولا المسئولين، وكيف لهم أن يعرفوه وهم لا يعرفون الفجر المبكر، ولا يسيرون في الشوارع على أقدامهم، فسياراتهم حين تَمر تنهب الأرض بعجلاتها، وبنادق الحراس تحجب حتى نور الشمس عنهم.
جولة المساء بالسيارة في شوارع بيتونيا ومن ثم رام الله، ومروري من جوار مدرسة بيتونيا التي احتضنتني صغيراً، أثارت بداخلي الكثير من الذكريات اللطيفة، فلم تترك مدرسة من أثر وذكريات في ذاكرتي مثل هذه المدرسة، رغم أني تنقلت ما بين ضفتي النهر بحكم التنقل الدائم لوالدي ما بين سبعة مدارس حكومية، إلا أن مدرسة بيتونيا غرب رام الله كان لها التأثير الأكبر في حياتي، وحفر المدرسون العظام فيها ذكراهم في تلافيف الذاكرة، وبقيت ذكراها عطرة لم تفارقني أبداً.
ربما الجهود الكبيرة التي بذلها المدرسون معنا تركت هذا الأثر، إضافة للطبيعة الخلابة للبلدة التي رسمت بروحي عشق الطبيعة والجمال، وطيبة أهل البلدة وكرمهم الكبير ومعشرهم الجميل، إضافة لسبب آخر ربما كان له دوره أيضاً، فهي المدرسة الوحيدة التي جمعتني وأخي الأكبر مني وأخي الأصغر مني ثلاث سنوات متتالية، تركت في الذاكرة من ذكريات جميلة ورائعة الشيء الكثير.
يوم السبت الماضي كنا نحتفل على مسرح قصر الثقافة، بالمتفوقين من طلبة رام الله في الثانوية العامة، كانت مبادرة جميلة لبلدية رام الله، وقد شرفتني البلدية أن أتولى عرافة الحفل، وما بين فقرات الحفل أوردت العديد من الفقرات مما كتبته عن رام الله، مستذكرا بيتونيا ومدرستها، مستعينا بفقرة نثرية وقصيدة رائعة، كتبتها الشاعرة المغربية "مليكة صراري" عن رام الله، وهي التي لم تعرف رام الله إلا عبر ما تقرأه وتسمعه، كما كتبت لغزة والقدس وبغداد وغيرها، فتثير في روحي الإعجاب والتقدير، لهؤلاء الكتاب والشعراء بمغربنا العربي الكبير، بتقسيماته السياسية المتعددة، ومدى ارتباطهم بقضايا الهم العربي، وقضية فلسطين والهم القومي، وقد أتاح لنا عالم الشبكة العنكبوتية الهائل، أن نحتك ونتواصل مع العشرات منهم، وأن نقرأ لهم ونتتبع ما يكتبونه وهم يحملون قضية فلسطين والهم القومي على أكتافهم، فقبل ذلك لم نكن نعرف إلا القلة منهم ممن تصلنا كتبهم المطبوعة، أو من تداولت الصحافة الثقافية والمجلات أخبارهم، بعكس الكم الكبير الذي عرفناه من كتاب وشعراء مصر العروبة والسودان والشرق العربي، والعديد منهم ربطتنا صداقة طيبة عبر هذه الشبكة، كالأحبة والأصدقاء محمد معتصم، ومحمد عماري، وحسن المودن، وزكية العلال، ومليكة صراري، ومراد العمدوني، و غيرهم الكثير، مما لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، وإن كانوا من خلال ما قرأت لهم والتواصل بيننا قد سكنوا القلب والذاكرة.
هذه الأيام التي تعبت بها لم أتمكن من السير في دروب رام الله، وفي نفس الوقت حرمت من الجلوس كثيراً أمام حاسوبي، فلم يتح لي التواصل المعتاد مع الأصدقاء والرد على رسائلهم، ولا إنجاز بعض من الكتابات والقراءات التي بدأت بها، فقد كنت أضطر معظم الوقت أن أكون في السرير، مما أتاح لي الفرصة أيضاً لتكثيف القراءة، ولعل الأجمل هو زيارة صديقي الشاعر عبد السلام العطاري، وتقديمه لي هدية ثمينة حقاً، وهي ديوانه الشعري البكر "دوثان"، ولعل ما شدني للقراءة والتعمق في هذه القصائد إضافة لجماليتها، أنني وبحكم صداقتنا ولقائنا شبه اليومي، كنت أعايش ولادة واشراقة الومضة الأولى لإبداع العطاري، واستمع إليه وهو يلقي قصائده على مسامعنا في رحاب صومعتي، بطريقته المتميزة بالإلقاء وصوته الجميل، وما يلي هذا من محاورات ومناقشات جميلة، فأتذكر صوته وهو يلقي علينا بعض مما ضمه الديوان لاحقاً، أستذكر منه هذا المقطع الجميل:
هذي رائحتُك يا وطني،
بنكهة البَنَّ الطازج
والبرتقالِ الأسيرِ
برائحة السَّرَّيسِ
بسخونةِ الشايِ المُعَشّقِ بأوراقِ المريَميّة.
صباحك أجمل يا وطني، والجرح ما زال ينـزف، وخاصرة الوطن تنـزف، والشهداء والجرحى يتساقطون، فمنهم برصاص الاحتلال ومنهم برصاصنا، فما كان ترفضه حماس وهي في المعارضة، أصبحت تمارسه بعد استيلائها على غزة، ولعل الأسوأ هو استخدام الرصاص، وقمع الإعلام والرأي الآخر، وقد أتيح لي المشاركة مع الإعلاميين والصحفيين منذ أيام، في اعتصام رمزي على دوار المنارة احتجاجاً، فالممارسات التي وقفنا ضدها طويلاً، ووقفنا وتضامنا مع حماس حين تعرضت لها، ها هي تمارسها بشكل أسوء بكثير، مما يزيد من حجم الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ويكرس تقسيما بالقوة لا يستفيد منه سوى الاحتلال، في الوقت الذي يمارس الاحتلال عربدته من قتل واعتقال ومصادرة أراضٍ، ويُلوّحَ "بوش" بحرب جديدة سنكون بفُرقتنا ضحية من أولى ضحاياها، فالعدو الصهيوني هو المستفيد الأول من هذه الحروب، في الوقت الذي يتلهى العالم بأن زوجة الرئيس المنتخب لتركيا، ترتدي الحجاب على رأسها، وكأن هذه القطعة الصغيرة من القماش، هي من تهدد السلم العالمي، وتهدد بزيادة اتساع ثقب الأوزون ومخاطر الاحتباس الحراري، وزيادة الأمراض والحروب وانتشارها، فعجبي لهذا العالم الذي لا يمتلك إلا عيناً واحدة ينظر من خلالها..
صباح آخر وحلم بفجر جديد، أمل باللقاء وحروف خمسة، وكوب من الشاي الأخضر بالنعناع وروح طيفي ترف في فضاء صومعتي، وشدو فيروز وهي تغني:
اسهر بعد اسهر تا يحرز المشوار كتار هن زوار شوي وبفلوا
وعنا عنا الحلا كله وعنا القمر بالدار ورد وحكي وأشعار
راح افتح أبوابي وانده على أصحابي أقلهم قمرنا زار وتثلج الدنيا أخبار.
صباحكم أجمل.
رام الله المحتلة
صباح الخير يا رام الله، صباح الخير يا وطن، أطلقها من نافذتي في هذا الصباح المبكر، فمنذ صباح الأحد الماضي لم أتمكن من مغادرة صومعتي، ومعانقة ياسمين ودروب رام الله في الصباح الباكر أو في الأمسيات، وما حرمني هو عارض صحي بسيط عبارة عن تورم مؤلم في ساقي، لكنه حرمني متعة السير وتنشق الياسمين، وإن أتيح لي مساء الأمس أثناء مراجعتي للطبيب بسيارة أحد الأصدقاء، أن أقوم بجولة قصيرة في بعض شوارع رام الله وبيتونيا، بعد أن طلبت من صديقي أن يتجول بي قليلاً، فقد كنت أشعر باختناق وضغط نفسي، فليس من عادتي أن لا أتجول في الدروب والشوارع، حيث أجد روحي في جولتي الصباحية، والمدينة تنـزع عن كاهلها عباءة الليل وعتمته، حين أتنشق الهواء البكر القادم محملاً بعبق بحر يافا، وأتحدث مع بعض الذين يحتلون الزوايا مع "البسطات" ليلتقطوا بعضاً من الرزق، فمن بائع الصحف اليومية عند إشارة متنـزه رام الله الضوئية، الذي عادة ما أجده يرتل القرآن الكريم بصوت شجي، يجبرني على الجلوس مقابله على حافة سور المتنـزه للاستماع إليه، إلى أبو محمود وهو يأخذ زاويته "المرخصة" ليبيع الخروب والسوس والتمر هندي صيفاً، والسحلب الساخن شتاءً، إلى أبو عماد وهو يستفتح نهاره برائحة الفلافل التي تسيل اللعاب، إلى عيسى الذي يقرر كل يوم أن يبيع شيئاً مختلفاً، فمرة ينادي على اللوز بموسم اللوز الأخضر، ومرة على الجرانك الحامضة بموسمها، وأحيانا بطاقات الجوال أو الصحف، وغيرها مما يخطر بباله من وسائل لتحصيل الرزق، إلى تلك الفلاحة العجوز التي تأتي باكراً بثوبها المطرز وتأخذ زاوية ثابتة، لتبيع النعناع والميرامية والبقدونس، ولا أعرف من أي قرية تصل للمدينة، تنادي بصوت يحمل أثار جمال وإن لم يخلو من تعب، تقول لكل من يمر من أمامها: "تفضل يَمّا كله بلدي قاطفته لسه طازة من الحاكوره"، وغيرهم الكثير من الباعة والبسطاء الذين أتجاذب معهم أطراف الحديث تارة، ورد السلام تارة أخرى، فأحاديثهم هي نبض الشارع الحقيقي، الذي لا يدركه الحكام ولا القادة ولا المسئولين، وكيف لهم أن يعرفوه وهم لا يعرفون الفجر المبكر، ولا يسيرون في الشوارع على أقدامهم، فسياراتهم حين تَمر تنهب الأرض بعجلاتها، وبنادق الحراس تحجب حتى نور الشمس عنهم.
جولة المساء بالسيارة في شوارع بيتونيا ومن ثم رام الله، ومروري من جوار مدرسة بيتونيا التي احتضنتني صغيراً، أثارت بداخلي الكثير من الذكريات اللطيفة، فلم تترك مدرسة من أثر وذكريات في ذاكرتي مثل هذه المدرسة، رغم أني تنقلت ما بين ضفتي النهر بحكم التنقل الدائم لوالدي ما بين سبعة مدارس حكومية، إلا أن مدرسة بيتونيا غرب رام الله كان لها التأثير الأكبر في حياتي، وحفر المدرسون العظام فيها ذكراهم في تلافيف الذاكرة، وبقيت ذكراها عطرة لم تفارقني أبداً.
ربما الجهود الكبيرة التي بذلها المدرسون معنا تركت هذا الأثر، إضافة للطبيعة الخلابة للبلدة التي رسمت بروحي عشق الطبيعة والجمال، وطيبة أهل البلدة وكرمهم الكبير ومعشرهم الجميل، إضافة لسبب آخر ربما كان له دوره أيضاً، فهي المدرسة الوحيدة التي جمعتني وأخي الأكبر مني وأخي الأصغر مني ثلاث سنوات متتالية، تركت في الذاكرة من ذكريات جميلة ورائعة الشيء الكثير.
يوم السبت الماضي كنا نحتفل على مسرح قصر الثقافة، بالمتفوقين من طلبة رام الله في الثانوية العامة، كانت مبادرة جميلة لبلدية رام الله، وقد شرفتني البلدية أن أتولى عرافة الحفل، وما بين فقرات الحفل أوردت العديد من الفقرات مما كتبته عن رام الله، مستذكرا بيتونيا ومدرستها، مستعينا بفقرة نثرية وقصيدة رائعة، كتبتها الشاعرة المغربية "مليكة صراري" عن رام الله، وهي التي لم تعرف رام الله إلا عبر ما تقرأه وتسمعه، كما كتبت لغزة والقدس وبغداد وغيرها، فتثير في روحي الإعجاب والتقدير، لهؤلاء الكتاب والشعراء بمغربنا العربي الكبير، بتقسيماته السياسية المتعددة، ومدى ارتباطهم بقضايا الهم العربي، وقضية فلسطين والهم القومي، وقد أتاح لنا عالم الشبكة العنكبوتية الهائل، أن نحتك ونتواصل مع العشرات منهم، وأن نقرأ لهم ونتتبع ما يكتبونه وهم يحملون قضية فلسطين والهم القومي على أكتافهم، فقبل ذلك لم نكن نعرف إلا القلة منهم ممن تصلنا كتبهم المطبوعة، أو من تداولت الصحافة الثقافية والمجلات أخبارهم، بعكس الكم الكبير الذي عرفناه من كتاب وشعراء مصر العروبة والسودان والشرق العربي، والعديد منهم ربطتنا صداقة طيبة عبر هذه الشبكة، كالأحبة والأصدقاء محمد معتصم، ومحمد عماري، وحسن المودن، وزكية العلال، ومليكة صراري، ومراد العمدوني، و غيرهم الكثير، مما لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، وإن كانوا من خلال ما قرأت لهم والتواصل بيننا قد سكنوا القلب والذاكرة.
هذه الأيام التي تعبت بها لم أتمكن من السير في دروب رام الله، وفي نفس الوقت حرمت من الجلوس كثيراً أمام حاسوبي، فلم يتح لي التواصل المعتاد مع الأصدقاء والرد على رسائلهم، ولا إنجاز بعض من الكتابات والقراءات التي بدأت بها، فقد كنت أضطر معظم الوقت أن أكون في السرير، مما أتاح لي الفرصة أيضاً لتكثيف القراءة، ولعل الأجمل هو زيارة صديقي الشاعر عبد السلام العطاري، وتقديمه لي هدية ثمينة حقاً، وهي ديوانه الشعري البكر "دوثان"، ولعل ما شدني للقراءة والتعمق في هذه القصائد إضافة لجماليتها، أنني وبحكم صداقتنا ولقائنا شبه اليومي، كنت أعايش ولادة واشراقة الومضة الأولى لإبداع العطاري، واستمع إليه وهو يلقي قصائده على مسامعنا في رحاب صومعتي، بطريقته المتميزة بالإلقاء وصوته الجميل، وما يلي هذا من محاورات ومناقشات جميلة، فأتذكر صوته وهو يلقي علينا بعض مما ضمه الديوان لاحقاً، أستذكر منه هذا المقطع الجميل:
هذي رائحتُك يا وطني،
بنكهة البَنَّ الطازج
والبرتقالِ الأسيرِ
برائحة السَّرَّيسِ
بسخونةِ الشايِ المُعَشّقِ بأوراقِ المريَميّة.
صباحك أجمل يا وطني، والجرح ما زال ينـزف، وخاصرة الوطن تنـزف، والشهداء والجرحى يتساقطون، فمنهم برصاص الاحتلال ومنهم برصاصنا، فما كان ترفضه حماس وهي في المعارضة، أصبحت تمارسه بعد استيلائها على غزة، ولعل الأسوأ هو استخدام الرصاص، وقمع الإعلام والرأي الآخر، وقد أتيح لي المشاركة مع الإعلاميين والصحفيين منذ أيام، في اعتصام رمزي على دوار المنارة احتجاجاً، فالممارسات التي وقفنا ضدها طويلاً، ووقفنا وتضامنا مع حماس حين تعرضت لها، ها هي تمارسها بشكل أسوء بكثير، مما يزيد من حجم الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ويكرس تقسيما بالقوة لا يستفيد منه سوى الاحتلال، في الوقت الذي يمارس الاحتلال عربدته من قتل واعتقال ومصادرة أراضٍ، ويُلوّحَ "بوش" بحرب جديدة سنكون بفُرقتنا ضحية من أولى ضحاياها، فالعدو الصهيوني هو المستفيد الأول من هذه الحروب، في الوقت الذي يتلهى العالم بأن زوجة الرئيس المنتخب لتركيا، ترتدي الحجاب على رأسها، وكأن هذه القطعة الصغيرة من القماش، هي من تهدد السلم العالمي، وتهدد بزيادة اتساع ثقب الأوزون ومخاطر الاحتباس الحراري، وزيادة الأمراض والحروب وانتشارها، فعجبي لهذا العالم الذي لا يمتلك إلا عيناً واحدة ينظر من خلالها..
صباح آخر وحلم بفجر جديد، أمل باللقاء وحروف خمسة، وكوب من الشاي الأخضر بالنعناع وروح طيفي ترف في فضاء صومعتي، وشدو فيروز وهي تغني:
اسهر بعد اسهر تا يحرز المشوار كتار هن زوار شوي وبفلوا
وعنا عنا الحلا كله وعنا القمر بالدار ورد وحكي وأشعار
راح افتح أبوابي وانده على أصحابي أقلهم قمرنا زار وتثلج الدنيا أخبار.
صباحكم أجمل.
رام الله المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق