أمجد نجم الزيدي
يندفع نص(الستون) للقاص المبدع محمد خضير من خلال بوابة تقع عند مفترق طرق حيث تنتصب الستون كمرموز إلى نهاية مرحلة تقف خلفها مرحلة أخرى غامضة، غموض المصير الذي تؤل إليه الساعة المتوقفة في نص (الستون)، دائما تكون الستون بداية أو نهاية أو بيوت استوطنها الوجود الملغز، تحاول أن تصلها الرسائل لفك طوالعها وتشفيراتها المرتبطة بالتاريخ الألفي/أخربش أحلامهم وأشيعهم حتى المنزل الستين من منازل البريد اللانهائي، أتهجى اسم المنزل من فرجة الميزان، وقرني الجدي, وفكي السرطان/، وتظهرمن خلال الزمنية التي توجدها العلاقة الفريدة بين شجرة الجميزة والمقهى المقابل من دائرة البريد وساعتها، إذ إن الزمنية التي يقودنا إليها العنوان منذ البدء وهي (الستون) تربط بين مرموزات النص بعلاقة تنافذية ، إذ تنفذ كل واحدة منها من خلال الأخرى داخل هذه الزمنية / جرس الدراجة المرنان يحت أوراق الجميزة في ظهيرة شباط الباردة، وفئران الساعة تقرض طوالعي المكتوبة على الاصفرار الفاقع للأوراق المتساقطة ، خربشة أيامي المتعرجة سنواتي الستون، أطاح بها جرس الدراجة المصلصل، فيما اسفح يومي على تخت المقهى بمواجهة الساعة العمومية لدائرة البريد/،/ أني رجل الستين أوجه رسالتي إلى رجل الستين الذي سيحتل مكاني على تخت المقهى أمام دائرة البريد/.
إن نص (الستون) يأخذ منحى استكشافي، أو هو غيب يحاول أن يتجسد في أوراق الحظ، أو يتمثل تلك الدائرة الكونية المتجاوزة والتي تصور دائرية الزمن، وهو الذي تظهره الستون كمرتكز أو بؤرة زمنية تقف عند حدودها المتغيرات، إذ تبدأ بعدها مرحلة غامضة، لا يمكن أن يستوعبها الحس السكوني، حيث يأخذ النص تلك الحركية التي تستمر وتمضي في دائرية يلظمها ايضا ايقاع واحد هو نفس البؤرة التي جمعت كل مقتنيات النص من مكان وحدث وشخصيات، وتمثلات الصورة التي يرسمها القاص تقف ظلا خفيفا ضبابيا خلف تشكلات الذات ل(انا النص) ورغم كل هذه الملابسات التي ينثرها النص، تقف (الستون) النص/ الزمن نافذة تربط كل المفردات المتجسدة او المختفية في النص، المختفية خلف اقنعة تضمرفعل التماهي الدلالي بين البؤرة وهي (الستون) وارتباطها السكوني الاول مع المقهى وشجرة الجميزة/تضلل الجميزة تخوت المقهى الامامية، وتريق الشمس لعابها الصافي على ورقاتها الخضر الزاهية(...) ورقات الاعوام الستين/،/أفي اليوم الذي غرست الجميزة في موقعها امام دائرة البريد، قبل ستين عاما/، والثاني الحركي المرتبط بالرسائل وساعي البريد/أراسلهم من موقعي الى جانب الرقعة الضليلة /،/قرأ هؤلاء السعاة نبأ رحلتهم الأخيرة الى ما وراء الالفية الثالثة، غابوا في الضباب/،/تجتاز عربة البريد السريعة منازل اخرى في بلاد الوحدة الضبابية/، والدوران في فلك اللامتوقع والغيبي الذي يحمله سعاة البريد، واكدته الساعة المتوقفة في منتصف النهار الفاصلة بين الصباح والمساء وارتباطها بالستين الفاصلة بين الوجود والغيب/توقفت تروسها عن الحركة في منتصف النهار (...) في الوقت المضبوط الذي كف عنده قلب الساعتي عن الخفقان/،/ قبل دقائق قليلة من انتصاف النهار، قرأ الساعاتي خربشة طالعه في صحيفة الصباح، فأمتطى عربته واجتاز بوابة المنزل الستين/، فالنص الذي يقدم تلك الرؤية الافقية للزمن من خلال السنوات الستين الممتدة/قبل ستين عاما؟/ يوقف جريانه الزمني عند هذه النقطة ليبدأ فعل اللازمن الذي يحاول النص صده/ارسلت الى رجل ستيني طالعه قبل دقائق من موافاة اجله/، ولكن يبقى فعل الغيب الملغز هو المسيطر على المتن الاخر، ما وراء نقطة الستين الفاصلة/ في اي نهار سيدور ظل الجميزة وينجرف الى بالوعة المقهى رنين قطعة النقود فوق طبق القهوجي النحاسي، فيبتلع الحوت اسمي في جوفه الصامت/.
نص(الستون) للقاص محمد خضير، يحاول الربط بين متنين متغايرين؛ الاول واضح يعتمد على الايقاع التنافذي بين(انا النص ) والمحيط كما اسلفنا، والمتن الاخر غامض ضبابي يفتح (انا النص) اليه الابواب من خلال الابراج والطالع، ويظهر ايضا من خلال التناص مع القصص الديني، بالربط بين شجرة الجميزة وشجرة المنتهى في الاسراء والمعراج/فئران الساعة تقرض طوالعي المكتوبة على الاصفرار الفاقع للاوراق المتساقطة/، وايضا الارتباط الغير مباشر بين ساعي البريد وملك الموت المرسل من الله سبحانه وتعالى برسالة الموت، التي تنقل الانسان من متن الوجود الى متن الغيب. وما يربط بين هذين المتنين المتغايرين هو مفردة العنوان(الستون) البوابة التي تفصل بينهما بين الوجود والغيب/الحياة والموت، /اخربش احلامهم واشيعهم حتى المنزل الستين من منازل البريد اللانهائية/.
النص من حيث البناء السردي، يقوم على سرد ذاتي يدمج بين افعال الاستذكار والوصف والتقرير /انا محرر باب الابراج في صحيفة محلية/ ويأخذ النص بالانثيال بين هذه الافعال السردية بسرد منلوجي، ولكن مايوقفها هو الكلام المباشر في /اعود الى ساعي البريد/، وهذا حسب رأيي قطع او اخلال في اسلوب السرد الذي انتهجه القاص منذ البدء، ويبدوا ان القاص قد نسي في هذا الموقع بالتحديد، بأنه قد قدم لنا صورة ساعي البريد المنعكسة وليست الاصلية، فساعي البريد لم يظهر بصورته الحقيقية الظاهرية السطحية، أو كصوت مشارك في بناء النص ، وانما ظهر كصورة منعكسة مرتبطة بدلالات جردت ساعي البريد من خصوصيته الوجودية الى خصوصية اخرى مرتبطة بدلالة الفعل الرمزي، وليس الفعل الوجودي الواقعي، ولكن البناء السردي بعيدا عن هذا ، لم يكن سردا تقليديا محايدا وانما عزز قطبي النص وهما الوجود/ الغيب، فمع الاول كان سردا ذاتيا استخدم الوصف، ليعزز سكونية الفعل الوجودي المترقب/أنا رجل اسفح يومي على تخت المقهى الامامي، اتشمس بعيدا عن ظل الجميزة الوارف، مواجها دائرة البريد، ساعة الدائرة الكبيرة تشير الى الثانية بعد فوات الظهر، موعد عودة ساعي البريد الى الدائرة/، اما في القطب الاخر ؛ فقد اخذ السرد بالتماهي باللازمني، محاولا تعميق الضبابية والتلغيز المرتبط بفعل الغيب/انغمس الساعي، وامثاله من الساعين بين الالفيات، في الاحواض الدافئة، ومددوا سيقانهم على حافات الاحواض، في الضباب، وفي يد كل واحد منهم صحيفة بلاستيكية يطالع فيها طوالع اعوامه الستون/..
يندفع نص(الستون) للقاص المبدع محمد خضير من خلال بوابة تقع عند مفترق طرق حيث تنتصب الستون كمرموز إلى نهاية مرحلة تقف خلفها مرحلة أخرى غامضة، غموض المصير الذي تؤل إليه الساعة المتوقفة في نص (الستون)، دائما تكون الستون بداية أو نهاية أو بيوت استوطنها الوجود الملغز، تحاول أن تصلها الرسائل لفك طوالعها وتشفيراتها المرتبطة بالتاريخ الألفي/أخربش أحلامهم وأشيعهم حتى المنزل الستين من منازل البريد اللانهائي، أتهجى اسم المنزل من فرجة الميزان، وقرني الجدي, وفكي السرطان/، وتظهرمن خلال الزمنية التي توجدها العلاقة الفريدة بين شجرة الجميزة والمقهى المقابل من دائرة البريد وساعتها، إذ إن الزمنية التي يقودنا إليها العنوان منذ البدء وهي (الستون) تربط بين مرموزات النص بعلاقة تنافذية ، إذ تنفذ كل واحدة منها من خلال الأخرى داخل هذه الزمنية / جرس الدراجة المرنان يحت أوراق الجميزة في ظهيرة شباط الباردة، وفئران الساعة تقرض طوالعي المكتوبة على الاصفرار الفاقع للأوراق المتساقطة ، خربشة أيامي المتعرجة سنواتي الستون، أطاح بها جرس الدراجة المصلصل، فيما اسفح يومي على تخت المقهى بمواجهة الساعة العمومية لدائرة البريد/،/ أني رجل الستين أوجه رسالتي إلى رجل الستين الذي سيحتل مكاني على تخت المقهى أمام دائرة البريد/.
إن نص (الستون) يأخذ منحى استكشافي، أو هو غيب يحاول أن يتجسد في أوراق الحظ، أو يتمثل تلك الدائرة الكونية المتجاوزة والتي تصور دائرية الزمن، وهو الذي تظهره الستون كمرتكز أو بؤرة زمنية تقف عند حدودها المتغيرات، إذ تبدأ بعدها مرحلة غامضة، لا يمكن أن يستوعبها الحس السكوني، حيث يأخذ النص تلك الحركية التي تستمر وتمضي في دائرية يلظمها ايضا ايقاع واحد هو نفس البؤرة التي جمعت كل مقتنيات النص من مكان وحدث وشخصيات، وتمثلات الصورة التي يرسمها القاص تقف ظلا خفيفا ضبابيا خلف تشكلات الذات ل(انا النص) ورغم كل هذه الملابسات التي ينثرها النص، تقف (الستون) النص/ الزمن نافذة تربط كل المفردات المتجسدة او المختفية في النص، المختفية خلف اقنعة تضمرفعل التماهي الدلالي بين البؤرة وهي (الستون) وارتباطها السكوني الاول مع المقهى وشجرة الجميزة/تضلل الجميزة تخوت المقهى الامامية، وتريق الشمس لعابها الصافي على ورقاتها الخضر الزاهية(...) ورقات الاعوام الستين/،/أفي اليوم الذي غرست الجميزة في موقعها امام دائرة البريد، قبل ستين عاما/، والثاني الحركي المرتبط بالرسائل وساعي البريد/أراسلهم من موقعي الى جانب الرقعة الضليلة /،/قرأ هؤلاء السعاة نبأ رحلتهم الأخيرة الى ما وراء الالفية الثالثة، غابوا في الضباب/،/تجتاز عربة البريد السريعة منازل اخرى في بلاد الوحدة الضبابية/، والدوران في فلك اللامتوقع والغيبي الذي يحمله سعاة البريد، واكدته الساعة المتوقفة في منتصف النهار الفاصلة بين الصباح والمساء وارتباطها بالستين الفاصلة بين الوجود والغيب/توقفت تروسها عن الحركة في منتصف النهار (...) في الوقت المضبوط الذي كف عنده قلب الساعتي عن الخفقان/،/ قبل دقائق قليلة من انتصاف النهار، قرأ الساعاتي خربشة طالعه في صحيفة الصباح، فأمتطى عربته واجتاز بوابة المنزل الستين/، فالنص الذي يقدم تلك الرؤية الافقية للزمن من خلال السنوات الستين الممتدة/قبل ستين عاما؟/ يوقف جريانه الزمني عند هذه النقطة ليبدأ فعل اللازمن الذي يحاول النص صده/ارسلت الى رجل ستيني طالعه قبل دقائق من موافاة اجله/، ولكن يبقى فعل الغيب الملغز هو المسيطر على المتن الاخر، ما وراء نقطة الستين الفاصلة/ في اي نهار سيدور ظل الجميزة وينجرف الى بالوعة المقهى رنين قطعة النقود فوق طبق القهوجي النحاسي، فيبتلع الحوت اسمي في جوفه الصامت/.
نص(الستون) للقاص محمد خضير، يحاول الربط بين متنين متغايرين؛ الاول واضح يعتمد على الايقاع التنافذي بين(انا النص ) والمحيط كما اسلفنا، والمتن الاخر غامض ضبابي يفتح (انا النص) اليه الابواب من خلال الابراج والطالع، ويظهر ايضا من خلال التناص مع القصص الديني، بالربط بين شجرة الجميزة وشجرة المنتهى في الاسراء والمعراج/فئران الساعة تقرض طوالعي المكتوبة على الاصفرار الفاقع للاوراق المتساقطة/، وايضا الارتباط الغير مباشر بين ساعي البريد وملك الموت المرسل من الله سبحانه وتعالى برسالة الموت، التي تنقل الانسان من متن الوجود الى متن الغيب. وما يربط بين هذين المتنين المتغايرين هو مفردة العنوان(الستون) البوابة التي تفصل بينهما بين الوجود والغيب/الحياة والموت، /اخربش احلامهم واشيعهم حتى المنزل الستين من منازل البريد اللانهائية/.
النص من حيث البناء السردي، يقوم على سرد ذاتي يدمج بين افعال الاستذكار والوصف والتقرير /انا محرر باب الابراج في صحيفة محلية/ ويأخذ النص بالانثيال بين هذه الافعال السردية بسرد منلوجي، ولكن مايوقفها هو الكلام المباشر في /اعود الى ساعي البريد/، وهذا حسب رأيي قطع او اخلال في اسلوب السرد الذي انتهجه القاص منذ البدء، ويبدوا ان القاص قد نسي في هذا الموقع بالتحديد، بأنه قد قدم لنا صورة ساعي البريد المنعكسة وليست الاصلية، فساعي البريد لم يظهر بصورته الحقيقية الظاهرية السطحية، أو كصوت مشارك في بناء النص ، وانما ظهر كصورة منعكسة مرتبطة بدلالات جردت ساعي البريد من خصوصيته الوجودية الى خصوصية اخرى مرتبطة بدلالة الفعل الرمزي، وليس الفعل الوجودي الواقعي، ولكن البناء السردي بعيدا عن هذا ، لم يكن سردا تقليديا محايدا وانما عزز قطبي النص وهما الوجود/ الغيب، فمع الاول كان سردا ذاتيا استخدم الوصف، ليعزز سكونية الفعل الوجودي المترقب/أنا رجل اسفح يومي على تخت المقهى الامامي، اتشمس بعيدا عن ظل الجميزة الوارف، مواجها دائرة البريد، ساعة الدائرة الكبيرة تشير الى الثانية بعد فوات الظهر، موعد عودة ساعي البريد الى الدائرة/، اما في القطب الاخر ؛ فقد اخذ السرد بالتماهي باللازمني، محاولا تعميق الضبابية والتلغيز المرتبط بفعل الغيب/انغمس الساعي، وامثاله من الساعين بين الالفيات، في الاحواض الدافئة، ومددوا سيقانهم على حافات الاحواض، في الضباب، وفي يد كل واحد منهم صحيفة بلاستيكية يطالع فيها طوالع اعوامه الستون/..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق