زياد جيوسي
صباحك أجمل يا وطني، صباحك أجمل يا رام الله، صباحك أجمل في هذا الصباح الناعم والنسمات الرقيقة العابرة من بحر يافا وبيارات يافا، بدايات النور وأشعة الشمس في الأرجاء، هدوء المدينة وهي تنـزع سُدل الليل عن كتفيها، رائحة الياسمين والورود وهي تعبق في الأجواء كلما مررت بحديقة منـزلية أهتم أهلها بها، أجول بالشوارع القريبة من صومعتي، فأنا أشعر ببعض إرهاق منذ نهار الأمس، لذا اخترت أن أسير في شارع قريب فأصل إلى دوار الشباب ومن هناك التف إلى شارع المكتبة، حيث الأشجار على طوال الشارع، إضافة لذكريات الطفولة فيه، أمر من أمام المكتبة العامة القديمة، والتي أنشأت قبل "50" عاما من الآن، وحيث ستبدأ احتفالات يوبيلها الذهبي بعد أيام، فتعود ذاكرتي إلى بداية ستينات القرن الماضي، حين كنت أزور المكتبة وأقرأ فيها، ودوما أشعر بهذه المكتبة أنموذجا يمثل انتماء المواطن لمدينته، فقد تأسست بجهود المواطن خليل أبو ريا الذي كان بفترتها مديرا للكلية الوطنية، وتبرع بقطعة الأرض التي بنيت عليها المكتبة، ومن ثم توجه للولايات المتحدة لجمع التبرعات من أبناء رام الله المغتربين، فكانت مكتبة رام الله، زهرة سقيت بماء المحبة والانتماء، تطورت بجهود البلدية والمخلصين من أبناء المدينة والمنتمين إليها، فكبرنا نحن وكبرت المكتبة حتى أصبحت تحتوي في إحصاء حديث على "45000" كتاب وأقسام متعددة، كبرنا في العمر لكن المكتبة بقيت شابة رغم أنها كبرت معنا، متمنيا أن تبقى وتكبر وتكبر وتبقى شابة لا تشيخ، حتى يكون لها فضل على أحفادنا كما كان لها فضل علينا، وأن تبقى منارة منيـرة بالعلم والثقافة ومثال طيب لانتماء المواطن إلى وطنه ومدينته، متمنيا أن تعم المكتبات كل قرية ومدينة، فنحن نعاني من عزوف كبير للأطفال عن القراءة والمطالعة بشكل عام، وليس كما كان بطفولتنا حين كانت المطالعة الخارجية جزءً من المنهاج الدراسي، يفرد لها حصة كل أسبوع ليقوم الطلبة بتلخيص الكتب التي اختاروها من مكتبة المدرسة، فكل أسبوع كان مطلوباً من كل طالب أن يستعير كتاباً، وعليه أن يكون مستعداً للحديث عنه أمام الطلبة، فأذكر بالخير أساتذتي العظام بتلك الفترة، الأستاذ خالد الأسمر رحمه الله مدرس العربية، والذي لا أنسى تأثيره على شخصيتي، وأستاذي الفاضل عزمي الخواجا، الذي كان أميناً لمكتبة المدرسة إضافة لمهماته الأخرى، أطال الله بعمره وحفظه.
أجول في مدينة رام الله في هذا الصباح الباكر، ورغم نورالفجرالذي بدأ يعم المدينة، إلا أني اشعر بالأسى والألم إلى ما آلت إليه الأحوال في غزة، غزة الصمود التي تمنى رابين أن يبتلعها البحر، غزة المقاومة عبر التاريخ لكل جحافل الغزاة، غزة التي قال أتباع سيدنا موسى عليه السلام عنها، كما ورد في الآية الكريمة: (قالوا يا موسى إن فيها قوم جبارين)، (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا قاعدون)، غزة التي كانت ولم تزل بشعبها درة فلسطين، مقاومة بكل صلابة وقوة، غزة هاشم التي دفن فيها جد رسولنا الكريم، غزة الآن تغرق في الظلم والظلام.
يا أصحاب السياسة والقرار.. كم اكره الممارسات التي تمارسونها، فتكرس غزة منفصلة عن الضفة، فغزة التي صمدت ظُلمت من أبنائها، فقد جُعلت مركز الصراع بين القوتين الأساسيتين فيها، وحين قامت قوة في دابر ليل بالاستيلاء على غزة بقوة السلاح، في ظاهرة لم تشهدها الساحة الفلسطينية من قبل، مخلفة مئات القتلى والجرحى، وفُرض اللون الواحد على غزة، وبدأت نشوة خمر "النصر" على الإخوة تدور في الرؤوس، فكَرست حكومة عُينت من الرئيس وأُقيلت منه نفسها حكومة في غزة، وبدأت عملية المناكفة السياسية لأي قرار من الحكومة الجديدة، والتي عُينت أيضا بمرسوم رئاسي، فتعطل العمل في المؤسسات والوزارات والأجهزة الأمنية، ودفع المواطن الثمن من صحته واستقراره وأمنه، ووقع بين حجري الرحى بين حكومتين، السجال بينهما يأخذ مداه، والكل ينسى أنه تحت الاحتلال، في عملية صراع المستفيد الوحيد منها الاحتلال.
وها هي غزة تغرق في الظلام بعد توقف الأوربيين دفع فاتورة الوقود، فنحن قد رهنّا كل شيء فينا ولنا لصالح الدول المانحة، ولصالح دولة العدو والاحتلال، وجرى الحديث عن بعض المسائل التي تتعلق بالجباية، فتمت عملية القطع والتوقف عن الدفع، فعم الظُلم والظلام غزة، وبدأ المواطن يدفع الثمن كالعادة، فالمواطن كالواقع بين المطرقة والسندان، لا يمتلك حولا ولا قوة.
حين فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية، تم فرض حصار ظالم على الشعب الفلسطيني بأكمله، فتحملنا وقلت آنذاك "علينا الصمود بوجه الحصار، فكلنا في شِعب أبو طالب"، رغم أني لم ألحظ مسئول من الطرفين تأثر بالحصار، ولم أكن أرى إلا وجوهاً تتورد وكروش تزداد انتفاخاً، والمواطن يدفع الثمن، ترى هل فكر من دبروا الاستيلاء على غزة بقوة السلاح في تداعيات ذلك على حياة المواطن؟ فها هي الكهرباء تخضع للحسابات السياسية والمناكفات الداخلية، ورغم الخبر الذي بُث أمس عن اتفاقٍ لحل هذا الموضوع، صرحت به الحكومة من رام الله باتفاق مع الأوربيين، إلا أن ذلك سيـبقي المواطن تحت رحمة أي طارئ قادم، وها أنا أتلقى عشرات الاتصالات من أصدقاء مواطنين لا علاقة لهم بأي من القوتين، يشكون فيها ضيق العيش وانتشار القمامة في الشوارع بسبب إضراب عمال البلديات، ومن تعطل مصالحهم بسبب وقف العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية، ويشكون الأمرين من إغلاق المعبر اليتيم في وجه الحركة، وفقدان الكثير من الاحتياجات وارتفاع الأسعار.
أتمنى أن يعود الاحتكام للعقل ومصلحة الوطن والمواطن، وأن تنتهي هذه الأزمة التي تعصف بنا جميعا، في الوقت الذي يلهو الاحتلال بالقتل والتدمير، فخلال أربع وعشرين ساعة كانت حصيلة الشهداء تتجاوز اثنا عشر شهيداً، والقيادات السياسية متلهية بتبادل الاتهامات والتحريض على بعضها، بينما الأقصى الذي مرت ذكرى حرقه بالأمس على يد يهودي حاقد، مرت بالأمس والأقصى يعاني، والقدس تعاني، فما زالت الجهود التي تبذل ووسائل توفير دعم الصمود لأهل القدس القابضين على مدينتهم، كالقابض على جمرة من نار متعثرة وأقل بكثير من المطلوب، ويا حبذا لو أن الصراع على مقاعد الحكم المنخورة بسوس الاحتلال، يتوجه من أجل القدس والوطن، فلعل الأجيال القادمة تذكركم ببعض الخير.
إن تمسك كل طرف بمواقفه سيغلق باب الحوار للأبد، في الوقت الذي نتحاور فيه مع الجميع باستثناء أنفسنا، وكل تأخذه العزة بالإثم فليس على استعداد للتنازل عن مواقفه ولو بحد أدنى، والكل يصر على موقفه على طريقة المثل " عنـزة ولو طارت".
صباح آخر وحلم يتجدد، الدرب ما زال طويلا، ورحلة النضال مستمرة جيل اثر جيل، ووسائل النضال تتطور وتتغير وتتعثر حيناً وتنجح حيناً، ولكن الفجر الذي نحلم لا بد آت، فشعبنا الذي يناضل منذ بدايات القرن الماضي في مواجهة العدو، والذي يتمسك بالأرض والحقوق، لا بد أن ينـتصر...سيستمر النضال، فآه يا وطني، وآآآه يا نضال..
هديل الحمائم وزقزقة العصافير على نافذتي، عبق الريحان والنعناع والقرنفل البلدي، وفنجان قهوة مع طيفي البعيد القريب، أشتاقك بقوة وحب، فما زلت أنت أنا كلانا، فنجان قهوتنا ولفافة التبغ، وفيروز تشدو لنا وللحب والأمل والفجر القادم:
سنرجعُ يوما إلى حيِّنا
ونغرقُ في دافئاتِ المُنى
سنرجع مهما يمرُّ الزمانُ
وتنأى المسافاتُ ما بيننا
صباحكم أجمل.
صباحك أجمل يا وطني، صباحك أجمل يا رام الله، صباحك أجمل في هذا الصباح الناعم والنسمات الرقيقة العابرة من بحر يافا وبيارات يافا، بدايات النور وأشعة الشمس في الأرجاء، هدوء المدينة وهي تنـزع سُدل الليل عن كتفيها، رائحة الياسمين والورود وهي تعبق في الأجواء كلما مررت بحديقة منـزلية أهتم أهلها بها، أجول بالشوارع القريبة من صومعتي، فأنا أشعر ببعض إرهاق منذ نهار الأمس، لذا اخترت أن أسير في شارع قريب فأصل إلى دوار الشباب ومن هناك التف إلى شارع المكتبة، حيث الأشجار على طوال الشارع، إضافة لذكريات الطفولة فيه، أمر من أمام المكتبة العامة القديمة، والتي أنشأت قبل "50" عاما من الآن، وحيث ستبدأ احتفالات يوبيلها الذهبي بعد أيام، فتعود ذاكرتي إلى بداية ستينات القرن الماضي، حين كنت أزور المكتبة وأقرأ فيها، ودوما أشعر بهذه المكتبة أنموذجا يمثل انتماء المواطن لمدينته، فقد تأسست بجهود المواطن خليل أبو ريا الذي كان بفترتها مديرا للكلية الوطنية، وتبرع بقطعة الأرض التي بنيت عليها المكتبة، ومن ثم توجه للولايات المتحدة لجمع التبرعات من أبناء رام الله المغتربين، فكانت مكتبة رام الله، زهرة سقيت بماء المحبة والانتماء، تطورت بجهود البلدية والمخلصين من أبناء المدينة والمنتمين إليها، فكبرنا نحن وكبرت المكتبة حتى أصبحت تحتوي في إحصاء حديث على "45000" كتاب وأقسام متعددة، كبرنا في العمر لكن المكتبة بقيت شابة رغم أنها كبرت معنا، متمنيا أن تبقى وتكبر وتكبر وتبقى شابة لا تشيخ، حتى يكون لها فضل على أحفادنا كما كان لها فضل علينا، وأن تبقى منارة منيـرة بالعلم والثقافة ومثال طيب لانتماء المواطن إلى وطنه ومدينته، متمنيا أن تعم المكتبات كل قرية ومدينة، فنحن نعاني من عزوف كبير للأطفال عن القراءة والمطالعة بشكل عام، وليس كما كان بطفولتنا حين كانت المطالعة الخارجية جزءً من المنهاج الدراسي، يفرد لها حصة كل أسبوع ليقوم الطلبة بتلخيص الكتب التي اختاروها من مكتبة المدرسة، فكل أسبوع كان مطلوباً من كل طالب أن يستعير كتاباً، وعليه أن يكون مستعداً للحديث عنه أمام الطلبة، فأذكر بالخير أساتذتي العظام بتلك الفترة، الأستاذ خالد الأسمر رحمه الله مدرس العربية، والذي لا أنسى تأثيره على شخصيتي، وأستاذي الفاضل عزمي الخواجا، الذي كان أميناً لمكتبة المدرسة إضافة لمهماته الأخرى، أطال الله بعمره وحفظه.
أجول في مدينة رام الله في هذا الصباح الباكر، ورغم نورالفجرالذي بدأ يعم المدينة، إلا أني اشعر بالأسى والألم إلى ما آلت إليه الأحوال في غزة، غزة الصمود التي تمنى رابين أن يبتلعها البحر، غزة المقاومة عبر التاريخ لكل جحافل الغزاة، غزة التي قال أتباع سيدنا موسى عليه السلام عنها، كما ورد في الآية الكريمة: (قالوا يا موسى إن فيها قوم جبارين)، (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا قاعدون)، غزة التي كانت ولم تزل بشعبها درة فلسطين، مقاومة بكل صلابة وقوة، غزة هاشم التي دفن فيها جد رسولنا الكريم، غزة الآن تغرق في الظلم والظلام.
يا أصحاب السياسة والقرار.. كم اكره الممارسات التي تمارسونها، فتكرس غزة منفصلة عن الضفة، فغزة التي صمدت ظُلمت من أبنائها، فقد جُعلت مركز الصراع بين القوتين الأساسيتين فيها، وحين قامت قوة في دابر ليل بالاستيلاء على غزة بقوة السلاح، في ظاهرة لم تشهدها الساحة الفلسطينية من قبل، مخلفة مئات القتلى والجرحى، وفُرض اللون الواحد على غزة، وبدأت نشوة خمر "النصر" على الإخوة تدور في الرؤوس، فكَرست حكومة عُينت من الرئيس وأُقيلت منه نفسها حكومة في غزة، وبدأت عملية المناكفة السياسية لأي قرار من الحكومة الجديدة، والتي عُينت أيضا بمرسوم رئاسي، فتعطل العمل في المؤسسات والوزارات والأجهزة الأمنية، ودفع المواطن الثمن من صحته واستقراره وأمنه، ووقع بين حجري الرحى بين حكومتين، السجال بينهما يأخذ مداه، والكل ينسى أنه تحت الاحتلال، في عملية صراع المستفيد الوحيد منها الاحتلال.
وها هي غزة تغرق في الظلام بعد توقف الأوربيين دفع فاتورة الوقود، فنحن قد رهنّا كل شيء فينا ولنا لصالح الدول المانحة، ولصالح دولة العدو والاحتلال، وجرى الحديث عن بعض المسائل التي تتعلق بالجباية، فتمت عملية القطع والتوقف عن الدفع، فعم الظُلم والظلام غزة، وبدأ المواطن يدفع الثمن كالعادة، فالمواطن كالواقع بين المطرقة والسندان، لا يمتلك حولا ولا قوة.
حين فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية، تم فرض حصار ظالم على الشعب الفلسطيني بأكمله، فتحملنا وقلت آنذاك "علينا الصمود بوجه الحصار، فكلنا في شِعب أبو طالب"، رغم أني لم ألحظ مسئول من الطرفين تأثر بالحصار، ولم أكن أرى إلا وجوهاً تتورد وكروش تزداد انتفاخاً، والمواطن يدفع الثمن، ترى هل فكر من دبروا الاستيلاء على غزة بقوة السلاح في تداعيات ذلك على حياة المواطن؟ فها هي الكهرباء تخضع للحسابات السياسية والمناكفات الداخلية، ورغم الخبر الذي بُث أمس عن اتفاقٍ لحل هذا الموضوع، صرحت به الحكومة من رام الله باتفاق مع الأوربيين، إلا أن ذلك سيـبقي المواطن تحت رحمة أي طارئ قادم، وها أنا أتلقى عشرات الاتصالات من أصدقاء مواطنين لا علاقة لهم بأي من القوتين، يشكون فيها ضيق العيش وانتشار القمامة في الشوارع بسبب إضراب عمال البلديات، ومن تعطل مصالحهم بسبب وقف العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية، ويشكون الأمرين من إغلاق المعبر اليتيم في وجه الحركة، وفقدان الكثير من الاحتياجات وارتفاع الأسعار.
أتمنى أن يعود الاحتكام للعقل ومصلحة الوطن والمواطن، وأن تنتهي هذه الأزمة التي تعصف بنا جميعا، في الوقت الذي يلهو الاحتلال بالقتل والتدمير، فخلال أربع وعشرين ساعة كانت حصيلة الشهداء تتجاوز اثنا عشر شهيداً، والقيادات السياسية متلهية بتبادل الاتهامات والتحريض على بعضها، بينما الأقصى الذي مرت ذكرى حرقه بالأمس على يد يهودي حاقد، مرت بالأمس والأقصى يعاني، والقدس تعاني، فما زالت الجهود التي تبذل ووسائل توفير دعم الصمود لأهل القدس القابضين على مدينتهم، كالقابض على جمرة من نار متعثرة وأقل بكثير من المطلوب، ويا حبذا لو أن الصراع على مقاعد الحكم المنخورة بسوس الاحتلال، يتوجه من أجل القدس والوطن، فلعل الأجيال القادمة تذكركم ببعض الخير.
إن تمسك كل طرف بمواقفه سيغلق باب الحوار للأبد، في الوقت الذي نتحاور فيه مع الجميع باستثناء أنفسنا، وكل تأخذه العزة بالإثم فليس على استعداد للتنازل عن مواقفه ولو بحد أدنى، والكل يصر على موقفه على طريقة المثل " عنـزة ولو طارت".
صباح آخر وحلم يتجدد، الدرب ما زال طويلا، ورحلة النضال مستمرة جيل اثر جيل، ووسائل النضال تتطور وتتغير وتتعثر حيناً وتنجح حيناً، ولكن الفجر الذي نحلم لا بد آت، فشعبنا الذي يناضل منذ بدايات القرن الماضي في مواجهة العدو، والذي يتمسك بالأرض والحقوق، لا بد أن ينـتصر...سيستمر النضال، فآه يا وطني، وآآآه يا نضال..
هديل الحمائم وزقزقة العصافير على نافذتي، عبق الريحان والنعناع والقرنفل البلدي، وفنجان قهوة مع طيفي البعيد القريب، أشتاقك بقوة وحب، فما زلت أنت أنا كلانا، فنجان قهوتنا ولفافة التبغ، وفيروز تشدو لنا وللحب والأمل والفجر القادم:
سنرجعُ يوما إلى حيِّنا
ونغرقُ في دافئاتِ المُنى
سنرجع مهما يمرُّ الزمانُ
وتنأى المسافاتُ ما بيننا
صباحكم أجمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق