الثلاثاء، أغسطس 28، 2007

استراتيجية ادارة الأزمات والكوارث


علي جبر
وبعد إن رسخ الأنسان حياتة ونظم وجودة على الأرض وتطورت اساليب معيشتة وتعقدت وتشابكت وزاد حجم طموحاتة في الحياة تضاعفت وتعقدت معها حجم مشاكلة أيضا ولأزم ذلك أيضا تطور في فكرة وفى طريقتة للتعامل مع هذة المشاكل والازمات ورويداا..رويدا ظهرت كيانات الدول وتحسنت أوجة الحياة وتقدمت وتطورت ..فتعقدت اساليبها وتشابكات علأقتها أكثر فاكثر وصاحب ذلك ايضا تطور وتعقد وتنوع الأزامات التي اصبحت تذداد نمو واتساع مزيد من التعقد والتشابك والتداخل ..ولم يعد الأفراد فقط هم محوارها بل اصبحت الأزامات تطال الدول والمجتمعات والكيانات بل تطال العالم باسرة ولأتفرق بين ارجائة فلم تعد الأزمات تمس الفرد وحدة وانما اصبحت تشكل تهديدا مباشرللمجتمعات والدول واصبح من سماتها انها تخلق حالة يختلط الحابل فيها بالنابل وتضيع فيها مصداقية ثوابت راسخة لدى الافراد ويخشى معها من فقد السيطرة على الموقف وتهدد المتعرض لهذة الحالة لأخطار وعواقب وخيمة قد تصل لحد التدمير وهكذا استمرت وتيرة الحياة .. بنجحاتها وتقدمها وتطورها وبازماتها أيضا(( وكان التعامل مع هذة الأزمات يتم بطرق تعتمد على العديد من الأساليب والمقومات والخبرات وليس من بينها مناهج علمية مدروسة ومخططة لكيفية التعامل مع الأزمات))
حتى قبل إن تشتعل نيرانيها.. وكم شهد تاريخ البشر من اثار مهولة لأزمات لم يحسن التعامل معها .. ووادها .
**. وفى عام 1963 وقعت احداث خليج الخنازير وكادت هذة الأزمة إن تسبب في حرب دولية ثالثة في اقل من 20 عام على انتهاء الحرب العالمية الثانية ولكن من نوع جديد وباسلحة دمار تهدد الكيان البشرى كله عندما هددت الأسلحة والصواريخ الزرية
للأتحاد السوفيتى السابق والتى تركزت في كوبا ,
الأمن القومى الأمريكى وفى غضون تلك الأزمة اصدر وزير الدفاع الأمريكى وقتها روبرت ماكنمار
(( تعليقا كان بمثابة ميلأد لعلم جديد .. ومنهج جديد في التعامل مع الأزمات .. حيث علق على احداث الأزمة حيث بانة إن لأوان لأن تقوم السياسة الأمريكيية على اسس ثابتة من دراسات تتوقع الاحداث وتسابقها لا إن تكتفى بان تنتظرها .. وان تقوم .. الأسستراتيجية الامريكية على رسم سيناريوهات للمتوقع وتقدير مسبق للاحداث حتى لا تفاجا بها وتخضع لما تفرضة عليها ..
* ومن ثم كانت اللبنات الأولى لعلم ادارة اِِِِِِلأزمات ..

وتلت ذلك حقبة من الدهر .... زاد فيها حجم ومدى تاثير الأزمات وعلى مستويات متعددة لتشمل الفرد, والمجتمع, والكيانات والدول حتى للعالم باسرة وقداستوحشت في تشابكها وتتابعها وحدة تاثيراتها ونتيجة لذلك,
لم يعد التعامل مع الأزمات امر وقتيا وليد لحظتها ولأيجدى من منطلق اِِِلأنفعال العاطفى المشحون بالتوتر .. والقلق والخوف الدائم .. من اثار الضغط الذى تحدثة والرعب من انفلأت نتائجها وشدة اثارها .
((. بل أصبح الأمر يحتاج الى التعامل مع الأزمة من واقع يقوم على سلوك ومنهج فيهما من الرشد والعقلأنية قدرا .. وحيزا علمييا مدروسا .))
*. واصبح التعامل العلمى مع الأزمة يقتضى رصد موشرات حدوس الأزمة ومتتابعتها ومعرفة حقيقتها والعمل على احباطها واتقاء نتائجها ودراسة اسبابها ووضع الحلول الكفيلة بعدم تكرارها .. وشيئا فشيئا اصبح علم دراسة الأزمة اليوم قاسما مشتركا فى كافة جوانب الحياة .... واصاب التطور العلمى أيضا.. علم ادارة الأزمة فلم تعد مهامه قاصرة على وضع الأساس العلمى لممعالجة اثار الأزمات فقط بل امتدت ابحاثة لتشمل ...
العمل على عدم بروز نتتائج الأزمات اصلأ من البداية .. سواء من خلأل الألمام بتوازنات القوى المحركة لها ورصد حركتها واتجاهاتها والتنبوء بخطواتها المستقبلية وتوقعها والتكيف مع التغيرات التي تحدثها أو تحريك الثوابت وقوى الفعل ورد الفعل في كافة المجالأت انسانية أو سياسية اواقتصادية أو عسكرية لمنع حدوث ازمات واتقاء اثارها اولأ ثم الحدمن هذة الأثار اذ ما وقعت الأزمة.
ثانيا
والعمل بعد ذلك على وضع ضوابط لعدم تكرارها مستقبليا .. فقد شمل تطور هذا العلم ليصبح علما متصلأ بكافة العلوم الأنساسية الأخرى ياخذ منها ويضيف اليها وان كانت لة ملأمحة المستقبلية واصبح يهدف لا لحل المشكلة التي يعرض لها ((بل عليها إن يتنباء بها اصلأ)) ثم يضع نصب عينية اسس تلأفى الازمات مسقبلأ واصبح المنهج العلمى في التعامل مع الأزمات يستلزم إن تتم من خلأل ثلأثة مراحل متتالية تعمل معا لتحقيق هدف واحد في النهاية الأمر هو
منع حدوث الأزمة وتفريغها من حدثها وتلأفى حدوث تداعياتها وحرمنها من تحقيق نتائجها وهذة المراحل هى /
أ‌- اجراءات ما قبل وقوع الأزمة /


هو ما يعرف باجراءات المنع المسبق من خلأل اجراءات الوقاية والأستشعار بالأزمة والتنبؤ بها والأنزار المبكر لقرب وقوعها حتى يمكن تلأفيها

ب/اجراءات المواجهة والتعامل مع الأزمة

في حالة اذا خرجت الأزمة للحيز الخارجى وبداءت تحدث تفاعلاتها وذلك للحد من اثارها ةوتضييق نطاقها .

ج – اجراءات ما بعد الأزمة
من خلال دراسة ماذا حدث ؟ ولماذا حدث ؟ ووضع ما يكفل عدم تكرارها أو حدوث ازمات متشابهة
وعند تناولنا لأستراتجية ادارة الأزمات والكوارث سوف نتعرض لها من خلال الموضوعات ألاتية
الموضوع الأول
مدلول الأزمة ومفهومها وكيفية استكشافها
الموضوع الثانى
التخطيط والأستعداد لمواجهة الأزمة
الموضوع الثالث
اسلوب التعامل مع ألأزمة عند وقوعها .
وللحديث بقية إن شاء الله في العدد القادم عزيزى القارئى تابعنا في العدد القادم لنكمل سويا الموضوع .
لا شك إن وضع استراتيجية الادارة الازمات , والتعامل معها ,يستلزم اولا تحديد ما هي ؟ وما هو مفهومها ومدلولها؟ والتفرقة بينها وبين بعض المواقف القريبة منها والتي تتشابة معها في بعض مظاهرها وتختلف معها في جوهرها, وكيفية الاستكششاف المبكر لللازمات.وكذالك يجب تناول كيفية تحقيق الهدف من هذه الأستراتيجية وهو الوقاية من الأزامات قبل وقوعها واذاكانت الوقاية من الأزامات لم تعد من قبيل الأعمال القائمة على التخبط والأرتجالية بل اصبحت منظومة علمية متكاملةتقوم على 1/مجموعة علوم ودراسات تهدف لوضع تخطيط منهجى للوقاية بلمنع والحد المسبق من الأزامات 2/ مجموعة التجارب المختلفة التي تعرف بالخبرة المجهزة اوما يعرف بالتجربة المجهزة حيث يتم الأستفادة من الأنجازات ذات القيمة وخاصة في مجال الأستراتيجة والعمليات الجوهرية لمواجهة الأزامات والتعامل معها في الوقاية من الزامات اخرى محتملة واسسترجاعها ووضعها امام العاملين للأستفادة منها وهو مايوجب علينا الأشارة ببايجاز لهم العلوم والمناهج التي تساعد في ذلك مثل علم ادارة الأهتمام 2/ علم ادارة المخاطر 3/ علم ادارة التغير 4/علم ادارة الولويات 5/اساليب التنبو بالأزمة والأنزار المبكر بها ومن هنا فاننا سوف نعرض في هذا الفصل الأتى 1/ مفهوم الأزمة ومدلولها 2/دورة حياة الأزمة 3/ اصناف الأزامات 4/ عناصر واطراف الأزمة 5/ اسباب الأزمة 6/ الوقاية من الأزامات اشارات الأنزار المبكر اولأ / مفهوم الأزمة الأزمة في ابسط معانيها هى خلل يوثر تاثيرا حيويا ويهدد المتعرض لة سوا كان فردا أو كيانا أو دول لحالة من الشتات والضياع يهدد الثوابت التي يفرم عليها وتهدد المتعرض لهذة الحالة لأخطار وعواقب وخيمة قد تصل لحد التدمير والأزمة حالة عصيبة مفزعة,مولمة, تضخط على الأعصاب تشل الفكر وتحجب الرويا تتضارب فيها عوامل متعارضة تتداعى فيها الأحداث وتتلأحق وتتشابك فيها الأسباب بالنتائج ويخشى من فقد السيطرة على المواقف ومع ذلك فان هناك اتجاة ظهرا موخرا يوسع من مفهوم الأزمة ويعتبر إن الأزمة هى هى خلل يخرج على الوضع المعتاد للأمور وايد ما كانت درجة الخطر التي يمكن إن يسبها ولعل هذا الأتجاة كان يحاول من خلأل طرحة للمفهوم الواسع للأزمة ليشمل اى خلل مهما كان حجم ضررة يترتب علية بسرعة التحرك لضمان عدم تفاقمة وبالتالي اجهاض اى خلل في مهدة دون انتظار لحدوث ازمة في مفهومها المحدد الأاننا نعتقد إن نبل المقاصد وسمو الأهداف لأيكفى لأن يكون مبرر للتوسع في تعريف الأزمة على هذا النحو وعلى أنة في جميع الأحوال فانة الأزمة تخلق موقفا لة الخصائصالأتية 1/المفاجاة المركبة والعنيفة عند انفجار احداثها 2/ التعقيد والتشابك والتداخل بين عناصرها واسبابها ونتائجها والقوى المويد والمعارضة لها 3/ نقص المعلومات الشديد وعدم وضوح الرويا وهو الأمر الذى ييودى الى حالة من الأرباك وعدم القدرة على اتخاز القرار 4/ سيادة حالة من الخوف تصل لحد الرعب من المجهولالذى قد تتحرك الية الأزمة 5/تزايد احتمالأت امتداد خطر الأزمة من الحاضر للمستقبل 6/حيوية عنصر الزمن خاصة وان الوقت المتاح للتعامل مع الأزمة يكون محدود وعنصرا ضاغطا في اسلوب مواجهاتها والتعمل معها 7/ الحاج الماسة للتدخل السريع الصائب الذى لأيحتمل هى خطا قد يودى لخلق ازمة جديدة اششد واصعب 8/الأزمة تكشف عن تراكم مجموعة من التاثيرات السابقة التي لم يتم تقديرها جيدا للتعامل معها كخطر محتمل يوشك على وقوع على وقوع ..... الأزمة وبعض المواقف المشابهة .. وقد يخلط البعض بين مفهوم الأزمة وبين بعض المواقف الأخرى التي قد تتفق معها في إنها جميعها تسبب حالة عصيبة ومقلقة الأانها تختلف عنها على النحو الأتى
1/المشكلة
.. المشكلة هى باعث رئيسى يسبب حالة غير مرغوب فيها قد تكون يببا لأزمة وتحتاج المشكلة لجهد منظم للوصول اليها والتعامل معها إما الأزمة فانها موقف حاد شديد الصعوبة والتعقيد وغير معروف أو محسوب النتائج ويحتاك لسرعة فائقة في اللتعامل معة فكل ازمة في حد ذاتها مشكلة ولكن كل مشكلة ليست ازمة
2- الحادث
الحادث هو شى فجائى غير متوقع تم بشكل سريع وانقضى اثرة فور اتمامة ولا تكون لة صفة الدوام بعدة حدوثة وتتلاشى اثارة مع تلاشى الحلدث
3-الصراع
الصراع هو موقف تصادمى قد تكون لة صفة الاستمرار ولكن لا يمكن بالغ الخطورة أو الحد ويكون محدد الابعاد والاتجاهات والاطراف إما الازمة فهى نوع من التصارع واليضاد في المصالح لايعرف ابعادها واتجاهاتها وتطوراتها وليس لها صفة الاستمرارية
4-الخلاف
إما الخلاف فهو معارضة وتصادم وعدم تطابق سواة في الشكل أو في الموضوع أو في الظروف ولا يمثل ازمة في ذاتة وانما قد يكون باعثا على نشوها
5-الكارثة
والكارثة هى حادثة هى حادثة تودى لتدمير وخسائر فادحة في الموارد البشرية والمالية أو كلايهما معا
ويعرف البعض الكارثة بانها كل حادثة تستوفى المعاير الخمسة
التالية
1- إن يترتب على الحادث مقتل أو اصابة 10 اشخاص كحد ادنى وينطبقى هذا الشرط على مجرد اصابة 10 اشخاص دون وقوع قتلى
2- إن ينتج عن الحادث خسائر مادية تقدر بما قيمتة مبلغ 250 الف جنية مصرى حتى وان لم يسفر عن قتلى أو مصابين
3- إن يترتب على الحادث اهتمام اعلامى يعبر عن نفسة في قيام الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى بمتابعتة لاكثر من يومين
4- هن يطرحالحادث للنقاش في المجالس النيابية أو احد لجانها باى من اشكال النقاش مثل السوال أو الاستجواب أو طلب احاطة
5- هن يرتبط الحادث بوقائع وصدامات عنف وشغب سواء لاسباب سياسية أو ديانية وبغض النظر عن حجمة ومستوى الخسائر الادية وعدد القتلى والجرحى وقد تكون اسباب الكارثة اسباب طبيعية كا لزلزال أو لاسباب بشرية أو اسباب فنية مثل انفجار غلاية مياة الازمة وان تلاقت في اثارها مع الكارثة الا انها قد تكون احد نتائج هذه الكارثة وقد اكدت نتائج الدراسات التي اجريت في مجال اسباب الكوارث والازامات على إن 86%من الكوارث والازمات ترجع لاسباب الخطا البشرى 25% يكون من مسببات طبيعية كفيضانات أو سيول وزلازل واعاصير 7%ترجع لاسباب فنية
وتهتم كثر من الدولوالجهات بدراسة الاخطاءالبشرة المسببة للحوادث والكوارث والازامات وتوليهااهتماما بالغا لمواجة الاخطار والخسائر الضخمة والعواقب الوخيمة لاثارها في المجتمع ومحاولة الحد منها ومنعها
اتجاة تايلاند للحد من تاثير الاخطاء البشرية في الازامات والكوارث
ومن ابرز التجارب لدراسة مدى تاثير الاخطاء البشرية في الازامات والكوارث ومحاولة الحد من هذه التاثيرات التجربة التايلاندية في هذا الشان والتى كانت على نحو الاتى
فنظرا لارتفاع حجم الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الاخطاء البشرية في حوادث السيارات واعمال النقل انشات حكومة تايلاند فى 1993مركذا باسم مركز الرقابة الاقليمى لاصابات النقل بهدف
1- دراسة الاخطاء البشرية والمتكررة التي ينجم عنها حوادث طرق
2- فحص حوادث الطرق لمراجعة اخطاء السائقين ورعونتهم اؤلا باول
3- دراسة وتحديد الاثار الاجتماعية والاقتصادية والانسانية لهذة الحوادث
4- انشاء قاعدة بيانات لقييم الجودة في خدمات النقل
5- تحدد الفاقد المحقق على المستوى الاقليمى في حوادث النقل
6- اتخاذ الاجرائت الكفيلة بالسيطرة على حوادث الطرق ومنع الاصابات
7- دراسة افضل السبل للسيطرة على الاخطاء البشرية المسببة للحوادث
8- مراقبة اصابة حوادث النقل
ويباشر المركز مسئولياتة من خلال خمس مقار في المستشفيات الكبرى الاول منها في مدينة بانكو العاصمة والاربعة الاخرى موزعة على الاقاليم في تايلاند
الموشرات الايرانية حول الكوارث الطبيعية
وقد خلصت الدراسات الايرانية حول الكوارث الطبيعية والتى عرضت في موتمر مرصد الكوارث البينية الذى عقد في ايران في اكتوبر 2000 الى تقرير النتائج الاتية
1-تتعرض ايران سنويا الى ما يقرب من 200 الى 250 هزة ارضية صغيرة تقدر بحوالى 3 دراجات على مقياس سلم رختر
2-تتجاوز الخسائر البشرية نتيجة الزلازل في ايران ما يزيد عن 1500 قتيل سنويا
3- تتجاوز الخسائر المادية نتيجة هذه الزلازال 400 مليون دولار سنويا

وسوف نتعرض للعديد من المواقف العالمية التي تمثل فكرة استباق الحدث .


هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال عظيم ياليت السادة المسؤلين فى وطننا العرب يستوعبوة جيدا لأننا فى وطننا العربى تجرى الأمور حسب الظروف وليس باعداد مسبق هذا مفال علمى ممتاز تحية للكاتب
اخيكم من السعودية مهندس/ سلطان شامل

mohamed aly gabr يقول...

كلام تمام وجميل
من ابنك محمد يابابا

غير معرف يقول...

مقال قيم جدا يمكن ان يكون منهج حكومة ودولة بل منهج جامعتنا العربية حياك الله ياخى على هذا المفال القيم والمفيد ودائما ليلى تاتى لنا بالأشياء الثمينة
الأستاذ/ بندر الهاشمى قطر