الأحد، أغسطس 05، 2007

صفورية ذات صيف

سعيد الشيخ

أبحث عن قلبي
في الحجر
وأبحث عن الحجر
في قلبي
يا قرية في الروح
مصقولة بالنجوم والقمر
في سماء بحجم وطن.



أزيح الحجر عن وجه البئر
فيتنفس الصعداء
يطلق عناصره سفرا عبر العهود
سلالات الماء
جاءت بجرار الفلاحات
والبدويات
كي ينقشن العصر العربي
على وجه الجليل.



أصوات من القيعان
نشيد رخامي لبهاء الجليل
لجبل شقّ من سماء
كحلمات مرضعة، تليق بسهل
يرضع شهواته الابدية
كي تتوالد القرى
مغسولة بلغة القرآن
"والتين والزيتون.وطور سنين.
وهذا البلد الامين".



ماذا أفعل بكل هذا الليل
وأنا الفرحان بهذا النسيم
رؤى وأطياف
خرير لبن وعسل
وأبخرة طيبة
كيف لي ان اتهجى الروح
وهي ممسوسة بالقمر،بالوطن
وأنفاس التاريخ
قرقعة عجلات
وصهيل جياد
أتقياء ما زالوا يحملون مصابيحهم
ويمرون ببياضهم حفاة على ألواح الصبّار
ويدلفون الى المغاور
تسابيح وتهاليل
تتناغم
مع الصنوج والطبول
يا ليلتي الاولى
رؤاي تفيض
خرائب وجنانا
ربما غيبوبتي فاضت عن رمز المشهد
خِرْبة أم جنة
هذه الصاعدة من قلب الليل؟



ألظهيرة تلفحني بالحر
ما من حجر ظل له مقام سوى الدير والمكتب
روحي خضراء، وأقترب من شجرة اللوز أمنحها روحي
فيهمس الحفيف، والتراب يتنفس حضوري.
أزنّر نفسي بحضرة "صفوريه" الممحوّة، قرية تدخل أوردتي ولا تخرج إلا حنينا وحسرات. هنا كانت بيوتنا نأوي اليها عند الغروب وننشر تعبنا ورائحتنا على الوسائد تشاركنا المواشي والطيور. هنا كانت حياتنا مخضبة بالتاريخ والزمان. نبض يهدر بالبحر وتتلقاه الجبال. كيف أصدق هذا الامحاء؟
ولصفورية القباب والضاد. أولياء ما زالوا بأرواحهم يطوفون منذ نور القران. عند مقبرة الاشراف رأيت "البلدوزر" يرفع عظامهم كأنها رايات.والقاف مؤكدة وقوية كأنها قدّت من صوّان. كنا نقيم أعمارنا عند السفوح ونصعد الى التلال لنقترب من الله. نلاعب الغيم الابيض، أراه ما زال واقفا محتشدا بهيئاتنا وأصواتنا، وسينهمر. عليّ ان اصدق الريح ففي رائحتها كائنات هائمة وتطوف.


سعيد الشيخ
شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في السويد

ليست هناك تعليقات: