الأحد، أكتوبر 11، 2009

مرآة لصورة الرئيس

سعيد الشيخ

فرق كبير بين الخطأ والخطيئة
الخطأ / قد يمكن تصحيحه امام العين الصائبة
الخطيئة / قد تماثل الجريمة
وربما هي الجريمة الممنهجة التي لا يمكن محو عارها الى الابد
ولا يمكن تعويض خسارتها
ولو جاء مرتكبوها بالضد.
***
خطيئة السلطة بدت من بدايتها
بدت وكأنها لم تأت من الثورة/ التي كان يتذابح الاخوة والرفاق على طهارتها
بدت السلطة وكأنها أتت من كل مواخير العالم
تشكيلات فاسدة تنغرس فيها شهوة رأس المال والاستبداد
وهي ما هي الا نتاج الشركات الاكثر توحشا
وعلى طريقة فبركة الرئيس في العالم الرأسمالي.
***
"تقرير القاضي غولدستون"
كان لينصف ارواح الضحايا في غزة المسحولة بالفسفورالاسرائيلي
وكان ليرتجف القاتل في "تل أبيب" امام كشف حقيقة جريمته/
ولكنه لم يرتجف
فقد كان يعلم ان في "رام الله" رئيس صدوق لا يخون "اتفاق اوسلو"
الذي جعل منه حارسا لسياجات الاحتلال
وهناك حاشية لا يمكن ان تضحّي بامتيازاتها من أجل حفنة من المساكين
وهي تمتاز بتقديم الخدمات الامنية
وهو الاستثمار الارفع في وطن يبحث عنه ملايين المشتتين
وقد حوّله الزعران والعكاريت الى سوق نخاسة يرمون فيه بضاعتهم الفاسدة.
***
عندما جاء الخبر الى مقبرة الشهداء
ارتجفت الاجداث
وصاحت: الآن متنا
قالت الصغيرة التي تنازع موتها الثاني ولم تجف دمائها بعد:
لماذا يا سيدي الرئيس؟
لماذا يا ابي؟
***
في غياب المبدأ فأن السياسة عاهرة قبل ان تكون "فن الممكن"
فأين الممكن الذي تحقق في خطوة الرئيس
هل شكلت هذه الخطوة درعا لحماية "الاقصى" الذي يواجه الخطر
ام درعا لحماية لحم الشعب امام اضراس المدرعات
المتحفزة دائما لتنغرس في الكينونة الفلسطينية
هل كان الرئيس في خطوته اللامباركة...
هل كان فلسطينيا؟
***
رئيس بلا سيادة
يأخذ قرارات مصيرية
في هذا الوطن المبتلي بكل موبقات العصر.
***
وكأن التراجيديا الفلسطينية لم تصل الى ذروتها
مع كل هذه الابادة والنفي والحصار والشقاء طيلة اكثر من ستين عاما
وكأن النكبة لم تكن كاملة
الا مع مجئ رئيس فلسطيني يغطي جرائم قتلة شعبه
لتكتمل النكبة ويكتمل مشهد ضياع فلسطين.
***
لن نقول لك: ارحل
فلم يسجل التاريخ العربي من قبل رحيل رئيس امام غضب الشعب
نقول: انظر الى مرآة نفسك
والآن ألا تخجل؟
هل تخجلون؟

كاتب وشاعر فلسطيني

ليست هناك تعليقات: