الاثنين، أكتوبر 19، 2009

كيف لحجر


يُسر فوزي

كيف لحجر أن ينزع عن الزهور أكفانها

أحتويك بين أصابعي
تتنسم راحة يدي عطر الأرض
تمتد لتخترق جدار الصمت
تتفتت القيود المتغلغلة بين يدي
و تحيل خطوط كفى
تضاريس مطرزة و سنابل من العطاء

تتسلق أغصانك الندية
أصابعي
أخر سجية
لمعانقة
الورود المكحلة العينين
و شرنقات الفراشات
أشجار زيتون
تلوح بوشاحها الملون
معلنة انصهار المواسم
عبر أزمنتك
تتفجر أوردتي
و تهتز يدي
من فرط الدهشة
كيف لحجر أن ينزع عن الزهور أكفانها
لتبعث من جديد
تراتيل المحبة
تمطرنى تسابيح السماء

و تحتضن الأرض أحجارها
و يبادلها الحجر
ألوان العشق
يقبض على العشب المخضب
بكلتا يديه
و يرتضع الكرامة من رحمها
بلهفة شفاه رضيع

أحتويك ثانية بين يدي
أحمل وجعى على كتفي
و أمضى عبر أزمنتك
أنهل أريج الفردوس
متلحفة بعطر سير الأنبياء
و صفحاتك المخضرة
تلتف ثانية بين يدي

أحتويك بأصابع من شبق
حجرا يتلوه حجر
و أنسج بيتا فوق أرض الأنبياء
أرض عانقتها أبواب السماء
و أحمل روحي بين كفي
و أسندها على ذاك الجدار
تحط الرحال بسلام

ليست هناك تعليقات: