الخميس، أكتوبر 15، 2009

الفنانة 8

انطوني ولسن


[تابعنا في الجزء السابق زيارة والدة الدكتور عزت مع ابنها لعائلة سلوى لطلب يدها للزواج. سارت الامور سلسة وتم الزواج.

عاد الدكتور عزت الى سدني وزوجته معه. وكانت المفاجئة في مطار سدني بهذا الاستقبال الكبير والاحتفالات التي اقيمت في تلك الليلة ابتهاجا بعودة الدكتور عزت وزوجته والزفة التي تمت لهما مع ارتداء سلوى فستان الفرح والطرحة.

كل تلك التدابير كانت من تدبير مدام فضيلة. بعد ذلك قام الدكتور عزت بجولات بالسيارة مع سلوى ليعرفها كل صغيرة وكبيرة عن سدني قبل عودته الى عمله.

استوعبت سلوى كل شيء. بعدما ذهب الدكتورعزت الى عمله بدأت تباشر عملها كربة بيت وتحدد لكل شغال وشغالة في المنزل الكبير العمل الذي يقوم به.

في وسط انهماكها في العمل، جاء رئيس الخدم واخبرها وجود مدام فضيلة في انتظارها في غرفة الاستقبال].


نهضت مدام فضيلة من مجلسها وتوجهت الى سلوى، باشّة هاشة مُرحبة، مادة يديها ومتقدمة في خطوات تليق بملكة تستقبل احد رعاياها المفضلين.

ان مدام فضيلة دائماً ترتدي زيا كانت ترتديه نساء القصور الملكية من ملكات واميرات ابان الدولة العثمانية. هذا الزي اذا ارتدته إمرأة مثلها، لا شك يضفي عليها سحرا غريبا في بلد مثل استراليا، ومدينة مثل سدني، والذي يزيد على هذا السحر غموضا وجود هذين الرجلين اللذين يتحركان معها دائما في اي مكان تتوجه اليه وفي اي مناسبة مهما كانت المناسبة خاصة، مثل الآن. انها في زيارة لسلوى، ومع ذلك عندما دخلت سلوى غرفة الاستقبال، كانت هي جالسة والرجلان واقفان الى جانبها، اينما تذهب، فهما ظلها الذي لا يفارقها حتى لو كان الوقت ظهرا. إنهما دائما معها لحمايتها وحراستها وتنفيذ ما تأمر به بنظرة من طرف عينها وباشارة باصبعها. انها امرأة ذات مواهب تجارية. كانت تمتلك هذا المنزل وباعته للدكتور عزت. كانت تمتلك العيادتين اللتين يعمل بهما عزت، واشتراهما منها.. تتاجر في كل شيء.. اراضي.. عقارات.. لها اعمال في كل انحاء سدني، بل في كل ارجاء استراليا، يخشاها بعض الناس لمجرّد رؤيتها او السماع عنها. لها نشاطات اجتماعية كثيرة على مستوى الجالية العربية. او على مستوى الجاليات الاثنية الاخرى، او حتى النشاطات الاسترالية.

احتضنتها مدام فضيلة وضمتها الى صدرها وربتّت على ظهرها في حنان ومحبة وقبلتها في وجنتيها، مهنئة معتذرة عن عدم مجيئها قبل ذلك لانشغالها، وايضا لتركها مع عريسها لقضاء اقصر شهر عسل.

عادت الى مجلسها دون ان تأذن لها سلوى وكأنها صاحبة البيت وسلوى هي الضيفة. الأدهى من هذا، انها فعلاً قالت لها:

- اتفضلي يا بنتي

- لا مؤاخذة.. دي مفاجأة من حضرتك.

- اعمل ايه يا سلوى يا بنتي.. انا ست عندي اعمال كثيرة.. كثيرة جدا وما فيش اي حد اثق فيه علشان يقدر يقوم بالاعمال دي، ودا اللي مخليني دايماً مشغولة. والنهار ده انتهزت فرصة وجودي في الحي جنبك وقلت اجي اسلم عليك واخدك معايا نلف شوية.

حَدثت سلوى نفسها " ست دايما مشغولة.. وهي جنبي هنا.. والله انا مش مستريحة للست دي.. اكيد عارفة كل حاجة عن عزت.. واكيد فيه حاجة وراها.. لما نشوف".. ثم حدثت مدام فضيلة قائلة:

- اهلا وسهلا.. الاول نقوم بواجب الضيافة.. مش كده برضه.

- مالهوش لزوم يا بنتي.. انا شاربه قهوة الترويقة.. وكمان ما فيش وقت.

- لا تؤاخذيني يا هانم.. انا مش عاملة حسابي على الخروج النهار ده، معلهش نأجل اللف ليوم تاني اكون عاملة حسابي عليه.

- شوفي يا مدام سلوى.. يمكن اكون جيت من غير ميعاد.. بس دا من عشمي.. انت ما تعرفيش ادايه الدكتور عزت غالي وعزيز عندي.

«سلوى لنفسها.. ما هو واضح من اول يوم خرج للشغل جيتي تفرضي ارادتك».

- «سلوى» انا متأكدة من دا يا افندم، والا ما كونتيش تتعبي وتكلفي نفسك التكاليف دي كلها يوم ما وصلنا.

- عيب يا سلوى يا بنتي.. دا انت برضه مرات احسن دكتور في استراليا كلها.. لا دا في العالم كله.. دا صاحب افضال علينا كلنا،جوزك يا هانم ، يا ما انقذ ارواح ناس .

- انا فخورة جدا اني اسمع عنه هنا في استراليا زي ما سمعت عنه من بابا في مصر.

- هو والدك يعرفه.

- قرايب.. لكن العلاقة بينهم اكتر من كده. لما كان بابا عميد كلية الطب كان عزت طالب في الكلية وبابا كمان الاستاذ بتاعه.

- على كده تعرفوا بعض من زمان.

- فعلا يا هانم.

- دا شيء عظيم.. عظيم جدا.. هو يستحق كل خير.

تسود لحظة صمت بينهما. ثم تكمل مدام فضيلة حديثها..

- انا ما عنديش وقت.. لو سمحتي حضري نفسك علشان نخرج واعرفك على مجموعة من سيدات المجتمع الراقي في الجالية العربية. علشان يا حلوة تشغلي نفسك بدل الفراغ اللي الواحدة بتعيش فيه في البيت. وخاصة لما تكون لسه جايه لبلد غريب زي استراليا.

- انا آسفة يا فضيلة هانم.. انا اول يوم ليه النهار ده اكون فيه لوحدي.. ولسه ما حسيتش بالفراغ اللي حضرتك بتتكلمي عليه. باذن الله لما احس بيه. طبعا ما فيش غير حضرتك رايحة اعتمد عليه علشان يخرجني من الفراغ.

- براحتك.

نهضت في غضب مكبوت.. فهي امرأة لم تتعود ان يُرفض لها طلب مهما كان هذا الطلب صغيرا، فما بالها عندما يُرفض طلب الخروج معها، وهذا شرف لم تناله سوى القليلات في سدني، ومع ذلك، هذه الطفلة التي لم تتعدَّ الرابعة والعشرين. في ذلك الوقت ترفض ان تستجيب لطلبها. وهي التي لا يجرؤ الرجال ومنهم زوجها الدكتور عزت ان يرفض لها طلبا.

اتجهت سلوى اليها محاولة ابقاءها قليلاً حتى تتناول شيئا هي ومن معها.

طيب يا هانم استني لما تشربي حاجة انت والاساتذة.
لا متشكرة.. على العموم لما تبقى محتاجه حاجة .. الدكتور عزت يعرف ازاى يتصل بي..خليه يبقى يكلمنى .
الهانم يظهر زعلانه .
- لا.. انا عمري ما ازعل.. انا بعرض خدماتي وبس..

- ما تتصوريش يا هانم آد ايه انا فرحانة وسعيدة بمعرفة حضرتك. وارجوك انك ما تخديش على خاطرك مني. اوعدك باذن الله اني حاكون على اتصال بحضرتك.

اراحت هذه الكلمات مدام فضيلة وجعلتها تبتسم دون ان تظهر ابتسامتها. كذلك لباقة سلوى وحسن تدبيرها للموقف، ابعد جو التوتر الذي ساد بينهما.. وقد ردّت عليها مدام فضيلة..

- تعرفي يا مدام سلوى.. انا معجبة جدا بيك.. ستات قلائل اللي يعجبوني. وانت من اول ما شفتك في المطار حسيت بشيء يشدني ناحيتك. ودا اللي خلاني اجي علشان تحضري معاي الاجتماع النسائي النهار ده.

- ياسلام يا مدام فضيلة. دا شرف عظيم وكبير لواحدة زي على الرغم من ان حضرتك ما تعرفيش حاجة عنها، واكرر اسفي يا هانم على عدم استطاعتي الخروج النهار ده. لكن وعد مني في اقرب فرصة باذن الله.

تسود فترة صمت قصيرة.. ثم تكمل سلوى حديثها.

- فضيلة هانم.. انا عندي فكرة.. ايه رأي حضرتك انك تيجي انت واي عدد من السيدات تختاريهم بنفسك ونعمل حفلة تعارف بسيطة هنا.. وبالشكل ده تساعديني اكتر.

- انت في منتهى الذكاء.. برافو انت بنت اصول.. انا موافقة ورايحة اتصل بك واحدد معاد معاكي عن اليوم اللي ممكن نكون فيه مع بعض.

- الله.. انت ست ممتازة يا مدام فضيلة.. انا يظهر مش رايحة اشعر بغربة ابدا طول ما انت موجودة في استراليا.

ابتسمت مدام فضيلة ابتسامة عريضة واتجهت اليها واخذتها بين ذراعيها وقبلتها وقالت لها:

- انت مش ذكية وبس.. دا انت اونطجية كمان.. عرفتي تغليبيني.

- العفو يا هانم.. دا انا اختك الٌصغيرة.

- اوكي سلوى.. انا رايحة امشي دلوقتي وحكون على اتصال بك. اورفوار.

- اورفوار.. مع السلامة.

خطت مدام فضيلة خطوة الى الامام. وقف الرجلان التابعان لها خلفها بخطوة. واحد الى اليمين والآخر الى اليسار. مشت دون ان تلتفت خلفها متجهة الى الخارج، وسلوى واقفة مبهورة ومأخوذة بما حدث بينهما وتكهرب الموقف ومعالجتها له بهذه السرعة.. مما جعل فضيلة هانم تخرج وهي في منتهى السعادة.

حاولت سلوى بعد ذلك الانهماك في الاشراف على المنزل وعلى الخدم كما ارادت ان تفعل قبل مجيء مدام فضيلة. لكنها لم تستطع. صورة هذه المرأة تتحرك امامها لا تتركها لحظة واحدة. كلّما حاولت الابتعاد عنها بالانهماك في عمل شيء، وجدت مدام فضيلة امامها غاضبة تارة ومبتسمة تارة اخرى. فرضت هذه المرأة نفسها على سلوى فرضا. لا مفر اذا من الجلوس واعادة ما دار بينهما من حديث، محاولة بذلك تحليل الموقف ومعرفة هذه المرأة.

اسئلة كثيرة حائرة، طافت في ذهنها وشغلت تفكيرها. بعض منها طاف، عندما رأتها لأول مرة في المطار وبعض منها، استجد على اثر هذه الزيارة.

من تكون هذه المرأة ، ماذا تريد منها؟ ما مدى علاقتها بزوجها الدكتورعزت؟ لماذا تسير وبرفقتها هذان الرجلان وكأنهما كلبا حراسة؟ أهي متزوجة؟.. أهي أم؟

لا تعرف الاجابة على أي من هذه الاسئلة، لم يهدأ لها بال او راحة، الا بعد ان جاء زوجها مساء وانتهيا من تناول طعام العشاء، وجلسا لتناول الشاي الذي يحب الدكتور عزت تناوله بعد كل وجبة. في هذه الاثناء بدأت سلوى حديثها مع زوجها.

مرَّ عام على وصول سلوى الى سدني، وزيارة مدام فضيلة المفاجئة لها. ووعد سلوى بزيارتها والعمل على صداقتها، واقامة حفل التعارف الذي اتفقا على ان تقيمه سلوى في منزلها ليتم التعارف الى سيدات الجالية العربية في سدني.

لم تصل سلوى في حديثها مع الدكتور عزت عن مدام فضيلة الى شيء يزيل الغموض الذي يحيط بها، لأنه يبدو ان عزت نفسه لم يُفكر ابدا في كل الاسئلة التي كانت تشغل بال سلوى عن هذه المرأة. اخبرها عن اول لقاء لهما عندما جاء الى استراليا حديثا. وكان العمل مع احد الأطباء من زملائه الذين سبقوه الى استراليا. لم يشعر بارتياح تجاهها. أما اللقاء الثاني، فقد كان في المستشفى الذي يعمل به بعد ان وجد فرصته للعمل كجرّاح للجراحات الدقيقة. كانت هي قد نقلت الى المستشفى على اثر حادث وقع لها، كادت ان تفقد ثلاثا من اصابع يدها. لكن عزت بمهارته، استطاع ان يعيد هذه الاصابع الى ما كانت عليه قبل الحادث وكان الحادث لم يقع بالمرة. وصارت العلاقة بعد ذلك وطيدة، عرفانا بالجميل، هذا كل ما يستطيع ان يقوله الدكتورعزت عن مدام فضيلة. على الرغم انها لم تقتنع، إلا انها لم تشأ ان تجعل منها شيئا يعكر صفو حياتهما الزوجية، وانها حرة في اختيار صديقاتها واصدقائها في استراليا. على هذا، قامت بزيارة مدام فضيلة مرتين بعد الحفل الذي اقامته في منزلها. بعدها قطعت علاقتها بها كُليا. وقد حاول الدكتور عزت ان يعرف سبب هذه القطيعة، او يثنيها عن قرارها، لكنه فشل في كل محاولاته، كانت اجابتها دائماً انها لا تتفق مع اراء وافكار مدام فضيلة.

كان على سلوى خلال هذا العام، ان تجد طريقها في سدني وحدها، نجحت في معرفة الكثيرمن الاماكن التجارية، واصبحت تتسوّق كل مايحتاجه المنزل بنفسها. اما الصداقات، فكانت قليلة، تعرّفت ذات يوم على شقيقتين كانتا تتسوّقان في احدى المحلات في البلد، أحسّت عندما رأتهما بأنهما من مصر على الرغم انهما كانتا تتحدثان اللغة الانجليزية. نظرت اليهما، ونظرتا اليها، ثم سألت الكبرى سلوى ان كانت مصرية، ولما اجابت بالايجاب، ضحكت السيدة وقالت لها انها جاءت هي واختها صغارا هنا، ومعرفتهم باللغة العربية ليست كما يجب. تحدثت سلوى معهما بالانجيزية، ولم يفترق الثلاثة الا بعد ان تبادلن ارقام التليفونات.

هذا ما خرجت به سلوى في عامها الاول من معارف واصدقاء، وكانت هي على اتصال دائم بالسيدة ميرفت وشقيقتها ماجدة. وتبادل ثلاثتهن الزيارات. ارتاحت سلوى اليهما وارتاحتا همااليها، وكانتا خير معين لسلوى في شراء ما تحتاج اليه، وايضا في قضاء الوقت الطيب في صحبتهما. وقد اهدتها ميرفت كلبا صغيرا من النوع الثمين، مما زاد ارتباط العلاقة بينهن. ومن حسن حظ سلوى، أن كلاًّ من ميرفت وماجده لا تعرفان شيئا عن مدام فضيلة ولا سمعتا عنها.

سعدت سلوى بهذه الصداقة واكتفت بها ولم تسع ابدا الى توسيع صداقتها في استراليا.

لم تستطع سلوى خلال هذا العام ان تقضي على عادة تغلّبت عليها واصبحت جزءا من شخصيتها. انها دائما وابدا عندما تتحدث الى اي بائع او بائعة، او اي شخص غير عربي، تبدأ حديثها باللغة العربية، ثم تتأسف باللغة الانجيزية، والتي كانت تُكمل حديثها بها.

ذهبت ذات يوم الى مكتب البريد الرئيسي G.P.O في «مارتن بليس» وكعادتها طلبت من السيدة التي تعمل في المكتب، شراء طابع بريد باللغة العربية، ثم اعتذرت وتحدثت باللغة الانجليزية.

سمع رامي الموظف في المكتب المجاور للمكتب الذي اشترت منه سلوى طابع البريد.. تعرّف الى صوتها بالرغم من مرور عام تقريبا، لم يرها أو يسمع صوتها منذ ان فتح لها باب «دافيد جونز»، وتحدثت معه باللغة العربية ورد عليها بنفس اللغة والتي كانت مفاجأة لها. وساعدها في حمل الاشياء التي اشترتها الى سيارتها، وافترقا دون ان يعرف احدهما اسم الآخر.

انهي رامي ما بيده واعتذر للجمهور الواقف وأغلق مكتبه، وخرج ليبحث عن صاحبة الصوت

في الخارج.. في «مارتن بليس»، اخذ يُقلب في وجوه المارة وكأنه يبحث عن شيء عزيز فقده وسط الزحام، اسرع الخطى الى «بت ستريت» مُحملقا في كل وجه امامه. دخل محل «كولز» جاب كل اركان المحل، ثم عرّج ناحية الكافيتريا في الطابق العلوي من المحل. ثم هبط وخرج من الناحية الاخرى.. ناحية جورج ستريت عبر الشارع واتجه الى محل دافيد جونز ظانا انها لربما تكون هناك. صعد الطوابق العشرة للمحل فوق السلم الكهربائي باحثا عنها.. صورتها في مخيلته ما زالت موجودة، وان كان نسيها تماما، لكنها عادت عندما سمع صوتها. هذا الصوت الذي يستطيع ان يميزه بين عشرات، بل مئات اصوات السيدات.. انها هي لاشك في ذلك.. انها الوحيدة على ما يظن التي تبدأ حديثها باللغة العربية.. ثم تتأسف بالانجليزية، لم يعرف اسمها بعد ان ساعدها في حمل الاشياء الى سيارتها. قالت له باي» ورد عليها»باي» واتجه كلٌّ الى ما كان مزمعاً ان يعمله. واليوم.. اليوم يعيد صوتها اليه صورتها ويصمم على رؤيتها ليتأكد من أنّ من سمع صوتها، هي.. هي من ساعدها منذ عام مضى تقريبا. لكن اين هي.. خرج من دافيد جونز كمن يئس من العثور على ابرة سقطت منه في كوم من التبن، مشى في بارك ستريت الى نهايته، ثم كلارنس ستريت متجها ناحية نورث سدني. انه لا يفكر فيها.. أنه لا يبحث عنها.. فقد كل امل في العثور عليها. انه فقط يسير.. ويسير دون هدف.

تعب من كثرة ما مشى، عاد اد راجه الى مكتب البريد حيث يعمل واتجه الى رئيسه طالبا منه السماح بعدم تكملة يوم عمله، لأنه مرهق ولا يشعر بالقدرة على الاستمرار في العمل.

(يتبع)

ليست هناك تعليقات: