سعيد الشيخ
بيتي هنا
قال الطفل، وسبابته تمسح الخريطة كلها
بين الندى والجمر تهجّى الفضاء، هواء العصافير اغراه
وأغرته النسمة التي همست لقميصه بالرايات، حين جاءه صدى الاصوات المحتشدة في التراب
بين الوردة والفكرة، بين الحقل والدرس السري
موزع بين البراءة والبلاد
*****
علم في روحي
قال الطفل، وعلم على الابنية كالمقصلة يدمي عينيّ
انتظرت الخيول تأتي بفرسانها، وكانت الخيول تصهل في دمي
عندما الجدة تنهي حديثها عن رجال الجبال والبنادق العتيقة والمجازر التي ما زالت طرية في دمع ذاكرتها. باقية هي رائحة الحرائق، لحم الاهل ما زال على الجدران ، والهزيمة تبحث عن رصاصاتها الضائعة.
والليل، ليل البساطيرثقيل هنا
لنبحث في ترابنا عن سر، عن قوة منسية منذ الازل.
*****
الوقت من حجر
قال الطفل، كانت الحجارة من اشلاء قديمة
نفتح كتاب التظاهرة
نقرأ لغة النار، في أصواتنا نكتشف دوي الرصاص. في دمائنا تحتشد الاشواق، وتحتشد الاوراق، ليس البياض بعد الآن سوى غيمة عابرة. كل صفحة عن روح لاسم مسمى. كل شارع نسميه، كل شجرة وكل مدرسة.
كل الاسماء لنا، يسقط النسيان
نسدد فكرة الحرية، طلقة/ باسم العهد الاول
وباسم الحجر يبتدئ الزلزال .
كل الاسئلة ضاقت،
مدن تصعد احتمالات مجدها فوق رجرجة الارض
رج.. رجة الارض. الارض لنا، في حضنها نودع سرها
كل سر صاعق. وكل غصن بندقية
روح الكون نحن، نطلع من المجزرة الى الحرية
الى الحرية.
*****
هذا دمي انتفاضة
قال الطفل، دمي يحرس الفكرة قبل ان تصدأ في ديوان العرب
أشرعت صدري للدنيا، الهج بالحرية
اغنية احفظها عن أبي لوطن احمله كالجمرة في قلبي
مذاق القهر لم يجفف لساني، بين أرصفة انكرتني ووطن فقد اسمه
هذا دمي انتفاضة
لنغادر قتلنا وحصارنا في منافي المشقة
أي موت الان أقرب، الوطن أقرب .
الموت في الوطن ارحب
ارحــــــــــــــــب.
*****
بيتي هنا
قال الطفل، وعيناه تمسح البلاد كلها
بين الماء والماء حجر ارميه من الصباح الى المساء
أوصل الحلم بالصاعق، أوصل الحجر الى آخر المدى
فيعبق الفضاء بانفجاراتي، نشيد النار يشقق الحديد، يفسخ الغزو المتمترس خلف دبابة الخرافة
الحقيقة أنا
تسيجني بلادي الدامية
والانتصار الآتي الجميل.
سعيد الشيخ/ شاعر فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق