زياد جيوسي
هو النزف ..نتحامل على أنفسنا نهارا عازفين على وتر الحياة لننزف ليلا، هناك حيث سكنات الليل وألم الوحدة، فيكون النزف والألم والوحدة والتوحد، حينها نغني مع الألم وفوضى الحواس، ننتظر قطارا لن يعود ونبقى في محطة ملت الانتظار..
نحن الذين بلا وطن ولا سماء نبحث عن الواحة في الصحراء القاحلة، بعد طول التجوال في المرافئ والبحار على زورق تتقاذفه الريح وتلاطمه الأمواج، يقتلنا البرد والريح وتأكلنا العتمة، نهتدي بنجم ضائع في السماء ولا نمل من البحث والتجوال.
حين نعثر على شاطئنا وتظلنا شجيرات الأثل وتضمنا الواحة ونغفو، نرتاح ونحيا على الأمل والحب، فنحرق المركب الذي حملنا معتمدين على واحة حب ظننا ستظلنا أبدا..فنقع في فخ الحب نتساقط قطرا، فننسى الإبحار والبحار ولا نرى إلا حوريات بحر تتراقص طربا وجنيات الليل تحمل قيثارات تعزف عليها فوق الغيوم، فنطير إلى عالم قمري جميل نستظل فيه هناك تحت ياسمينة قمرية حيث التقت المجرات..
نغمض عيوننا وأسماعنا فلا نستمع لصوت القطار القادم من البعيد، فيحمل الشوق معه إلى محطة أخرى أو إلى رحلة بعيدة، فنبقى على وهم الانتظار نفترش محطة القطار متلفعين بالغيوم، مستدفئين على وهج النجوم لا نحمل معنا إلا فنجان قهوة ولفافة تبغ تحرقنا كما نحرقها، وسِفر خططناه آهات ودموع أشواق، ونبقى على رصيف المحطة ننتظر وننتظر، دون أن ننتبه أن القطار باتجاه واحد لا يعود ولا يعرف طريق العودة.
دون أن ننتبه أن بائع البطاقات قد دمغ بطاقة الرحيل بعبارة "اتجاه واحد".
ننسى أو نتناسى أن الحب قد رحل حاملا معه ما قد مضى، نضحك على أنفسنا ونصر على الانتظار، والمسافر قد الصق وجهه على بلور القطار مستمتعا ببرودته لعلها تطفئ بداخله بقايا جذوة من نار، بقيت في تلافيف الذاكرة حين قرر الرحيل، ناظرا باتجاه يتناسب مع مسيرة القطار باتجاه واحد، قد يبقى في القطار وقد يصيبه الملل، فينزل ليستريح في محطة أخرى وواحة أخرى ليعاود المسير، فبطاقة القطار ذات الاتجاه الواحد ما زالت سارية المفعول.
أما نحن..فنبقى في المحطة ننتظر، وحين يضمنا الليل ننزف من جديد، نشعر بالبرد يجتاحنا فنحن بلا وطن بلا حبيب، فنشرب الليل خمرا معتقا بكافة تلاوين الزمان، يشدنا القهر ألما وذكرى لأسطورة لا تتكرر في زمن الغريب، فلا تهدأ لنا أشواق ولا تنطفئ نيران، نركض على الشاطئ المهجور حيث كان اللقاء أول مرة، فنجد الحوريات الليلية قد حطمت القيثارات وغادرت الشاطئ، نحاول أن ننزل البحر من جديد فتلطمنا أمواجه طاردة إيانا، فلم نعد نقوى على الإبحار ولم تعد لنا مراكب..
فنعود لمحطة الانتظار من جديد، نلملم ذكرى وألم، نحلم من جديد وننادي على حروف قد رحلت فلا نسمع إلا صدى الصوت ورجعه.
نعزف على أوتار قلب
يبتعد القطار
هو النزف ..نتحامل على أنفسنا نهارا عازفين على وتر الحياة لننزف ليلا، هناك حيث سكنات الليل وألم الوحدة، فيكون النزف والألم والوحدة والتوحد، حينها نغني مع الألم وفوضى الحواس، ننتظر قطارا لن يعود ونبقى في محطة ملت الانتظار..
نحن الذين بلا وطن ولا سماء نبحث عن الواحة في الصحراء القاحلة، بعد طول التجوال في المرافئ والبحار على زورق تتقاذفه الريح وتلاطمه الأمواج، يقتلنا البرد والريح وتأكلنا العتمة، نهتدي بنجم ضائع في السماء ولا نمل من البحث والتجوال.
حين نعثر على شاطئنا وتظلنا شجيرات الأثل وتضمنا الواحة ونغفو، نرتاح ونحيا على الأمل والحب، فنحرق المركب الذي حملنا معتمدين على واحة حب ظننا ستظلنا أبدا..فنقع في فخ الحب نتساقط قطرا، فننسى الإبحار والبحار ولا نرى إلا حوريات بحر تتراقص طربا وجنيات الليل تحمل قيثارات تعزف عليها فوق الغيوم، فنطير إلى عالم قمري جميل نستظل فيه هناك تحت ياسمينة قمرية حيث التقت المجرات..
نغمض عيوننا وأسماعنا فلا نستمع لصوت القطار القادم من البعيد، فيحمل الشوق معه إلى محطة أخرى أو إلى رحلة بعيدة، فنبقى على وهم الانتظار نفترش محطة القطار متلفعين بالغيوم، مستدفئين على وهج النجوم لا نحمل معنا إلا فنجان قهوة ولفافة تبغ تحرقنا كما نحرقها، وسِفر خططناه آهات ودموع أشواق، ونبقى على رصيف المحطة ننتظر وننتظر، دون أن ننتبه أن القطار باتجاه واحد لا يعود ولا يعرف طريق العودة.
دون أن ننتبه أن بائع البطاقات قد دمغ بطاقة الرحيل بعبارة "اتجاه واحد".
ننسى أو نتناسى أن الحب قد رحل حاملا معه ما قد مضى، نضحك على أنفسنا ونصر على الانتظار، والمسافر قد الصق وجهه على بلور القطار مستمتعا ببرودته لعلها تطفئ بداخله بقايا جذوة من نار، بقيت في تلافيف الذاكرة حين قرر الرحيل، ناظرا باتجاه يتناسب مع مسيرة القطار باتجاه واحد، قد يبقى في القطار وقد يصيبه الملل، فينزل ليستريح في محطة أخرى وواحة أخرى ليعاود المسير، فبطاقة القطار ذات الاتجاه الواحد ما زالت سارية المفعول.
أما نحن..فنبقى في المحطة ننتظر، وحين يضمنا الليل ننزف من جديد، نشعر بالبرد يجتاحنا فنحن بلا وطن بلا حبيب، فنشرب الليل خمرا معتقا بكافة تلاوين الزمان، يشدنا القهر ألما وذكرى لأسطورة لا تتكرر في زمن الغريب، فلا تهدأ لنا أشواق ولا تنطفئ نيران، نركض على الشاطئ المهجور حيث كان اللقاء أول مرة، فنجد الحوريات الليلية قد حطمت القيثارات وغادرت الشاطئ، نحاول أن ننزل البحر من جديد فتلطمنا أمواجه طاردة إيانا، فلم نعد نقوى على الإبحار ولم تعد لنا مراكب..
فنعود لمحطة الانتظار من جديد، نلملم ذكرى وألم، نحلم من جديد وننادي على حروف قد رحلت فلا نسمع إلا صدى الصوت ورجعه.
نعزف على أوتار قلب
يبتعد القطار
يحمل حبي
قلب أصابه دوارفي المحطة
أنتظرعودة طيفي
بياسمين ونوار
**
**
نزف ليلي
سناء لهب
تحت سماء غائمة باحثة عن لغة تشبهني، عن قهوة تشربني، مثل طفلٍ ضائع ٍ وليس عندي وطن أقصده غير عيني حبيبي.
أنا التي لا وطن لي ..وعمري يتدلى وطناً في كل حلم من حبال الياسمين
أطوف عمري باحثة عن يده، عن صوته، خصره الضائع مني في ضباب العمر.
أشرب الليل مثلما خمر عينيك وأرشف حرماني.
يرشح الفجر متى شئت ارتواءً..أتقطر ناعسة .. ولم يعد باستطاعتي أن أتسع أكثر من أنوثتي
أيها الرجل الشقي الذي كان حباً فصار فخاً....
بملئ صحوي...أنوثتي...عنفواني...شللي...أصرخها
لم أعد أحتمل الطريق الراحل فيك إلى أشرعتي المحرمة.. بت أتساقط قطراً ..فُلاً يشرب عطره شباك الجنون.. أتفتق شوقاً ويتعرى لهاثي وتحرقه الليالي.. فتصهل الأصيلة في أناقة التحدي.........
معك مولاي أحس بأني راكب قطارٍ لا يدري إلى أين يمضي به ولا يذكر متى استقله، لا ولا يملك لإيقاعات قلبه غير الكتمان.
يا صهيل القيود ويا صبوة الشرود، يا فارس الموت الأصيل، يا صهوة التحدي.. لك قلبي سراجاً وطفلاً يحكي قصة، يحكيها لك ولي.. وأنسى كم أنا حزينة وكم أنت مشرد في متاهات صدري.
في الليل عندما أعود إلى جلدي وألملم أشلائي فأتناثر إعياء من الشوق إليك، الشوق إليك يتناسل ويتكاثر حتى صار للانتظار طعم الاحتراق الجسدي.
أناديك يا حصني ضد الأحزان الليلية، خذني إلى حضنك الصامت ودعني اختمر، ودع عروقي تهدأ وتنام بين مخابئ صمتك فتنيرني وتطفئ ظلي وألتهب...التصق بك فيبتعد الأفق... أتلاشى وأعود، أطير...أرتفع...أصغر.. أتوثب... ويصحو بي ولعي فتعود. ....
مذ عرفتك تم انشطاري وأعانيك في إعياء احتمال..وأتقنك من الرقص فوق جسور مذبحك إلى الجنون فوق ولعك وفزعك...
تقول تعالي فتفور أعماقي بزخمي كله وأنصهر وتتلاشى معالمي، فتصرخ أوردتي أفرغني املأني ودع مياهك تتقطر في غابة خمري وأسكبني....ودعني لأنام حتى آخر الليل فيك...
اهدئي يا أمواج الشوق فسفينتي رست...وكأس عمري من الأحزان فرغت، فكأس حبيبي تملئني بالجنون...تفرغ مني الأنين.
*****
سناء لهب
تحت سماء غائمة باحثة عن لغة تشبهني، عن قهوة تشربني، مثل طفلٍ ضائع ٍ وليس عندي وطن أقصده غير عيني حبيبي.
أنا التي لا وطن لي ..وعمري يتدلى وطناً في كل حلم من حبال الياسمين
أطوف عمري باحثة عن يده، عن صوته، خصره الضائع مني في ضباب العمر.
أشرب الليل مثلما خمر عينيك وأرشف حرماني.
يرشح الفجر متى شئت ارتواءً..أتقطر ناعسة .. ولم يعد باستطاعتي أن أتسع أكثر من أنوثتي
أيها الرجل الشقي الذي كان حباً فصار فخاً....
بملئ صحوي...أنوثتي...عنفواني...شللي...أصرخها
لم أعد أحتمل الطريق الراحل فيك إلى أشرعتي المحرمة.. بت أتساقط قطراً ..فُلاً يشرب عطره شباك الجنون.. أتفتق شوقاً ويتعرى لهاثي وتحرقه الليالي.. فتصهل الأصيلة في أناقة التحدي.........
معك مولاي أحس بأني راكب قطارٍ لا يدري إلى أين يمضي به ولا يذكر متى استقله، لا ولا يملك لإيقاعات قلبه غير الكتمان.
يا صهيل القيود ويا صبوة الشرود، يا فارس الموت الأصيل، يا صهوة التحدي.. لك قلبي سراجاً وطفلاً يحكي قصة، يحكيها لك ولي.. وأنسى كم أنا حزينة وكم أنت مشرد في متاهات صدري.
في الليل عندما أعود إلى جلدي وألملم أشلائي فأتناثر إعياء من الشوق إليك، الشوق إليك يتناسل ويتكاثر حتى صار للانتظار طعم الاحتراق الجسدي.
أناديك يا حصني ضد الأحزان الليلية، خذني إلى حضنك الصامت ودعني اختمر، ودع عروقي تهدأ وتنام بين مخابئ صمتك فتنيرني وتطفئ ظلي وألتهب...التصق بك فيبتعد الأفق... أتلاشى وأعود، أطير...أرتفع...أصغر.. أتوثب... ويصحو بي ولعي فتعود. ....
مذ عرفتك تم انشطاري وأعانيك في إعياء احتمال..وأتقنك من الرقص فوق جسور مذبحك إلى الجنون فوق ولعك وفزعك...
تقول تعالي فتفور أعماقي بزخمي كله وأنصهر وتتلاشى معالمي، فتصرخ أوردتي أفرغني املأني ودع مياهك تتقطر في غابة خمري وأسكبني....ودعني لأنام حتى آخر الليل فيك...
اهدئي يا أمواج الشوق فسفينتي رست...وكأس عمري من الأحزان فرغت، فكأس حبيبي تملئني بالجنون...تفرغ مني الأنين.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق