صباح آخر وهذه الحرارة تمر برام الله
فترفع حرارة الأجواء
أجواء خماسينية صعبة لبلدة اشتهرت بجوها المنعش
لكنه موسم لا بد منه
استعدادا لموسم الحصاد الذي يطل علينا في بدايات حزيران
ورغم الضيق الذي ينتابني والصداع الذي لا يفارقني في مثل هذا الجو
مما يجعل أهرب للنوم ملاذا
في ظل توتر أعصابي ونوبات من العصبية الزائدة
التي تجعلني أفقد الهدوء في بعض الأحيان
إلا أن فرحي بأن أرى السنابل الذهبية يخفف عني
فالقمح الأخضر المشوي "الفريكه" قد نزل للأسواق
وها أنا أنتظر أن أرى فرحة الفلاح في مواسم الحصاد
فيما تبقى لنا من أراض رغم التهديد المستمر عليها
فمعظم المساحات الخصبة جرت مصادرتها أو أصبحت وراء الجدار
هذا الجدار الذي يتلوى كأفعى ضخمة فوق أراضينا
فيبتلع الأرض والحقول وأبار المياه
في ظل ضعف عربي وإسلامي عام
وضعف فلسطيني زادته الفرقة والصراعات ضعفا على ضعف
وقوى دولية لا ترى بعيونها إلا مصلحة إسرائيل
التي تزداد عربدة يوما بعد يوم
*****
الأمس واليوم إضراب للمعلمين والأغلبية العظمى من الموظفين والخدمات الصحية
فأغلقت المدارس
احتجاجا على تراجع الحكومة عن تنفيذ الاتفاقات مع نقابات العاملين
وصرف نصف راتب فقط
بينما الاتفاق ينص على دفع الرواتب الحالية والرواتب التي تجمعت عبر ما يزيد عن عام
شهور طويلة عانى بها الموظف الأمرين
ما بين مطرقة الجوع وسنديان الاحتلال
مضافا لها الفلتان الأمني والسياسي
ووحش الأسعار الذي لا يتوقف عن الارتفاع
وفي نفس الوقت برزت ظاهرة جديدة
مسلحين يطلقون النار على مهرجان لتلاميذ أطفال في غزة
تحت دعوى أن المهرجان مختلط
فيقتلون ويجرحون
وفي الفارعة يعتدون على احتفال للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة
مع تكرار القتل اليومي وإطلاق النار ونسف محلات الانترنت والموسيقى
والضرب والتخريب والخطف
فما زال صحفي بريطاني مختطف
والجميع يعرف عند من هو محتجزا
ويقال عند عائلة تسلحت وأصبحت قوة قبلية
ووزير الداخلية الجديد لا يمتلك القرار ولا التعاون
فالسلطة لأمراء الحرب والعائلات والمافيات وميليشيات الفصائل
فلا يمتلك من أمره سوى التهديد بالاستقالة
ولا يسمع إلا وعودا بدعمه ورفض استقالته
ونحن المطحونون نسمع قرقعة ولا نرى طحنا
*****
في الأمس كنت في بيت الشعر الفلسطيني
كان هناك إحياء لذكرى مرور عام على وفاة الدكتور عيسى أبو شمسية
رئيس دائرة اللغة العربية في جامعة بير زيت
تحدث فيه العديد من معارف وأصدقاء الفقيد
فما زال في القلوب بعض من وفاء
وسط حضور ضعيف لم يتجاوز العشرون شخصا لا غير
من بينهم مراسل صحفي لصحيفة محلية ومصور تلفزيوني
والقائمون على الحفل وعائلة الفقيد
رغم الإعلان عن الفعالية وتوجيه الدعوات
إلا أن غياب المثقفين أصبح عادة بينما المقاهي تضج بهم
فقسم كبير منهم لا يتواجد إلا في افتتاحيات فعاليات فقط حيث عدسات الفضائيات
والقناصل الأجانب وممثلي المؤسسات الأجنبية الداعمة وغير الداعمة
أو في فعاليات لمؤسسات أجنبية حيث يقدم بعض من طعام وشراب
وكأن الثقافة لا تكون إلا في هذه المراكز الأجنبية والله يعلم ما وراء ستار كلمة مركز ثقافي
أحد أصدقائي الكتاب ينتقد المثقفين والكتاب على غيابهم بقسوة
وفي نفس الوقت دوما هو غائبا إلا فيما ندر مما يمتع ذائقة بصره
وآلمني أكثر هذا الغياب لزملاء الفقيد في الجامعة وفي دائرته
هل سنهتف مع الشاعر من جديد
ذهب الوفاء وأهدرت حرمانه
فعلى الوفاء تحيتي وسلامي
*****
أتابع منذ أيام ما يكتب عن الانتخابات الفرنسية ونتائجها
هو خيار الشعب بنسبة تجاوزت النصف قليلا
فأضحك وأقول لنفسي
لو جاؤوا وتعلموا من بعض الأنظمة العربية
كيف تكون النسبة دوما رقم تسعة مكرر أربعة مرات
يفصلهما من النصف فاصل
فيتعلموا كيف يكون الإجماع الوطني إلا من عشر بالمائة لا يكاد يذكر
وفي نفس الوقت أتابع البكائيات والمراثي على فوز اليمين الفرنسي
والرئيس الذي بدأ حملته بزيارة نصب المحرقة والتمسح باليهود
فأضحك من أمة بكت من جهلها الأمم
فلماذا يحسب أي مرشح لنا حساب
فالمصالح هي من تحكم وليست العواطف
فأين قوتنا ووحدتنا التي تجعل الآخرين يحسبون لنا حساب
ورحم الله الشاعر حين قال
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
*****
صباح آخر يا طيفي البعيد
ما زال في قلبي الكثير من الحب
الذي يزداد يوما اثر يوم
لمسافرة ربما تعود يوما
أقف لنافذتي
أروي الزهور وحوض النعناع
يغلبني الشوق فأنادي حروف خمسة
فيرتد إليّ صدى الصوت
فلا أجد سوى شدو رفيقة الصباح
فيروز
أنا وسهرانه وحدي في البيت
علي اتكيت مثل الضجرانه
مشية قريبة دقت على الدرب
قلت يا قلب جاي حبيبي
قمت وضويت وفتحت البرداية
تا يشوفها الجاي وشعشعت البيت
ونطرت الباب تا الباب يدق والقلب يدق
وما دق الباب
صباحكم أجمل
رام الله المحتلة 9\5\2007
الأربعاء، مايو 09، 2007
صباحكم أجمل \ قمح وذهب السهول
زياد جيوسي
Labels:
زياد جيوسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق