زياد جيوسي
في البدايات كتبت إيمان عرابي قصيدتها الرائعة أيها الغريب، وهنا تعود إيمان لمخاطبة الغريب مع الفارق الزمني بين الرائعتين، هناك قالت:
"صدفةٌ في زمانِكَ أنا, لاتتكرّر
لاتخذُلني.. إني أحبكَ
نادِني ... إني أنتمي إليك
أيها الغريب"
وهنا تخاطب الغريب قائلة:
"كُـتِبَ عليّ يا غريبي
أنْ لا أنام"
فما بين النداء للغريب في قصيدتها الأولى وما بين ليل السهر وسهده في
قصيدتها هذه نجد الشاعرة لا تنام وتبقى مع ليل السهر، تناجي الليل كما يفعل العشاق فتساهر القمر راسمة من وجهه إشارات إستفهام...
"أرسمُ من وجهِ القمر... إشاراتِ استفهام"
ونلاحظ هنا أن شاعرتنا الأنيقة استخدمت تعبير مميز، أنها ترسم من وجه القمر وليس على وجه القمر، هذه الإشارة هامة لفهم ما يدور في داخل صدر الشاعرة، فالرسم من وجه القمر يعني أنها الآخذ من نوره الفضي أقلامها وتكتب حروفها دلالة السعادة والفرح، بينما لو كتبت على وجه القمر لحولته إلى صفحة تفرغ عليها ما في دواخلها ويكون إحتمال القلق والإنزعاج أكثر، فالصحيفة البيضاء الناصعة قد يشوهها نقطة مسكوبة بحبر آخر على صفحتها، ولنتأكد من شكل الفرح وحجمه نراها تطرح على قوافل النجوم أسئلتها، وهنا أقف مرة أخرى أمام تعبيرها..
"وعلى النجوم وقوافلِها أطرحُ أسئلتي"
فهنا إشارة أن قوافل النجوم قادمة من سماء الغريب، تحمل طيفه وروحه فتسائلها عن شال الحرير وحبة المرجان التي زينت إصبعها ولعلها إشارة هنا لخاتم خطبة أو زواج، وكيف كان الحب سلاما وأمنا يطوق خصرها، فالحمامة رمز للسلام وهنا أستطيع أن أستنتج أن هذا الحب خلق في روحها أمنا وسلاما من خلال الإستعانة برمز الحمائم، حتى أنها صمتت فما تراه في عيني غريبها لغزا للآخرين تفهمه هي فتصمت عن الكلام.. وهو ليس أي كلاما بل هو عزف جميل أشارت إليه شاعرتنا بتعبير "هديل الكلام" والهديل هو صوت الحمائم الجميل والحنون الدافئ..
لكن القلق يبقى في الصدر والهواجس، فهذه هي طبيعة النفس البشرية، فتسائل طيفها البعيد الغريب..
"هل أنتَ وعدٌ صيفيٌّ ببال؟
أم خيطُ سرابٍ بلونِ المُحال"
هو السؤال والهاجس وطبيعة القلق الإنساني، فكل نفس رهيفة وشفافة تتساءل دوما وتخشى أن يكون الفرح حلما سرعان ما يذهب حين الصحو، لكن الشاعرة هنا رغم القلق تحدثها نفسها أن هذا الحب حقيقة وليس وعد صيفي أو خيط سراب الدلالة على ذلك إنتظار الفجر ليأتيها بسرها وهو حبها الذي تغلق عليها قلبها وصدرها..
"لعلّ خيوطَ الفجرِ تأتيني بسرّي"
والفجر لا يأتي بغير الصباح ونور الشمس والجمال، فالحب هنا تور وجمال وإشراق ومن لم ير إشراق الفجر يوما وخيوط الفجر تنزع عن كتفيها عباءة الليل، وتختلط الألوان البهيجة مشكلة لوحة ربانية ساحرة الجمال لا يمكن له أن يدرك الجمالية باللوحة التي أوردتها إيمان عرابي في الشطرة السابقة، هذا الفجر الذي سيأتيها بالفرح والحب والجمال فتكمل قولها قائلة بروح مشبعة بالأمل والحب:
"وبدلَ أن أشربَ من كأسِ الليل
ألـثـمُ مَبْسَمَكَ النديَّ..
بألفِ احتمال ..."
فهل أجمل من هذه الصورة التي ترسمها لنا ؟؟ صورة بل لوحة تثير روحا تحلق في عالم بهي من جمال وشفافية ترسم أمام العيون لوحة منقوشة بالحروف الجميلة من ضياء القمر وصحوة الفجر، تاركة لنا أن تحلق أفكارنا بعد كل هذا التسلسل بألف إحتمال...فدعونا نعبر سويا نص إيمان عرابي..
رام الله المحتلة
*****
أنا.. وليل السهر...
إيمان عرابي
كُـتِبَ عليّ يا غريبي
أنْ لا أنام
أرسمُ من وجهِ القمر... إشاراتِ استفهام
وعلى النجوم وقوافلِها أطرحُ أسئلتي
من أين جئـتـَني بشال الحرير الهندي !
وحبةُ المرجان.. كيف زيّـنَتْ أصابعَ يدي
كيف طوّقتْ حمائمُ الحبِّ خصري !
وأسكـتَني لغزُ عينيكَ
عن هديلِ الكلام !
...
هل أنتَ وعدٌ صيفيٌّ ببال؟
أم خيطُ سرابٍ بلونِ المُحال
لعلّ خيوطَ الفجرِ تأتيني بسرّي
وبدلَ أن أشربَ من كأسِ الليل
ألـثـمُ مَبْسَمَكَ النديَّ ..
بألفِ احتمال ...
.....
زياد جيوسي عضو لجنة العلاقات الدولية في اتحاد كتاب الانترنت العرب
http://www.maktoobblog.com/ziadjayyosi1955
في البدايات كتبت إيمان عرابي قصيدتها الرائعة أيها الغريب، وهنا تعود إيمان لمخاطبة الغريب مع الفارق الزمني بين الرائعتين، هناك قالت:
"صدفةٌ في زمانِكَ أنا, لاتتكرّر
لاتخذُلني.. إني أحبكَ
نادِني ... إني أنتمي إليك
أيها الغريب"
وهنا تخاطب الغريب قائلة:
"كُـتِبَ عليّ يا غريبي
أنْ لا أنام"
فما بين النداء للغريب في قصيدتها الأولى وما بين ليل السهر وسهده في
قصيدتها هذه نجد الشاعرة لا تنام وتبقى مع ليل السهر، تناجي الليل كما يفعل العشاق فتساهر القمر راسمة من وجهه إشارات إستفهام...
"أرسمُ من وجهِ القمر... إشاراتِ استفهام"
ونلاحظ هنا أن شاعرتنا الأنيقة استخدمت تعبير مميز، أنها ترسم من وجه القمر وليس على وجه القمر، هذه الإشارة هامة لفهم ما يدور في داخل صدر الشاعرة، فالرسم من وجه القمر يعني أنها الآخذ من نوره الفضي أقلامها وتكتب حروفها دلالة السعادة والفرح، بينما لو كتبت على وجه القمر لحولته إلى صفحة تفرغ عليها ما في دواخلها ويكون إحتمال القلق والإنزعاج أكثر، فالصحيفة البيضاء الناصعة قد يشوهها نقطة مسكوبة بحبر آخر على صفحتها، ولنتأكد من شكل الفرح وحجمه نراها تطرح على قوافل النجوم أسئلتها، وهنا أقف مرة أخرى أمام تعبيرها..
"وعلى النجوم وقوافلِها أطرحُ أسئلتي"
فهنا إشارة أن قوافل النجوم قادمة من سماء الغريب، تحمل طيفه وروحه فتسائلها عن شال الحرير وحبة المرجان التي زينت إصبعها ولعلها إشارة هنا لخاتم خطبة أو زواج، وكيف كان الحب سلاما وأمنا يطوق خصرها، فالحمامة رمز للسلام وهنا أستطيع أن أستنتج أن هذا الحب خلق في روحها أمنا وسلاما من خلال الإستعانة برمز الحمائم، حتى أنها صمتت فما تراه في عيني غريبها لغزا للآخرين تفهمه هي فتصمت عن الكلام.. وهو ليس أي كلاما بل هو عزف جميل أشارت إليه شاعرتنا بتعبير "هديل الكلام" والهديل هو صوت الحمائم الجميل والحنون الدافئ..
لكن القلق يبقى في الصدر والهواجس، فهذه هي طبيعة النفس البشرية، فتسائل طيفها البعيد الغريب..
"هل أنتَ وعدٌ صيفيٌّ ببال؟
أم خيطُ سرابٍ بلونِ المُحال"
هو السؤال والهاجس وطبيعة القلق الإنساني، فكل نفس رهيفة وشفافة تتساءل دوما وتخشى أن يكون الفرح حلما سرعان ما يذهب حين الصحو، لكن الشاعرة هنا رغم القلق تحدثها نفسها أن هذا الحب حقيقة وليس وعد صيفي أو خيط سراب الدلالة على ذلك إنتظار الفجر ليأتيها بسرها وهو حبها الذي تغلق عليها قلبها وصدرها..
"لعلّ خيوطَ الفجرِ تأتيني بسرّي"
والفجر لا يأتي بغير الصباح ونور الشمس والجمال، فالحب هنا تور وجمال وإشراق ومن لم ير إشراق الفجر يوما وخيوط الفجر تنزع عن كتفيها عباءة الليل، وتختلط الألوان البهيجة مشكلة لوحة ربانية ساحرة الجمال لا يمكن له أن يدرك الجمالية باللوحة التي أوردتها إيمان عرابي في الشطرة السابقة، هذا الفجر الذي سيأتيها بالفرح والحب والجمال فتكمل قولها قائلة بروح مشبعة بالأمل والحب:
"وبدلَ أن أشربَ من كأسِ الليل
ألـثـمُ مَبْسَمَكَ النديَّ..
بألفِ احتمال ..."
فهل أجمل من هذه الصورة التي ترسمها لنا ؟؟ صورة بل لوحة تثير روحا تحلق في عالم بهي من جمال وشفافية ترسم أمام العيون لوحة منقوشة بالحروف الجميلة من ضياء القمر وصحوة الفجر، تاركة لنا أن تحلق أفكارنا بعد كل هذا التسلسل بألف إحتمال...فدعونا نعبر سويا نص إيمان عرابي..
رام الله المحتلة
*****
أنا.. وليل السهر...
إيمان عرابي
كُـتِبَ عليّ يا غريبي
أنْ لا أنام
أرسمُ من وجهِ القمر... إشاراتِ استفهام
وعلى النجوم وقوافلِها أطرحُ أسئلتي
من أين جئـتـَني بشال الحرير الهندي !
وحبةُ المرجان.. كيف زيّـنَتْ أصابعَ يدي
كيف طوّقتْ حمائمُ الحبِّ خصري !
وأسكـتَني لغزُ عينيكَ
عن هديلِ الكلام !
...
هل أنتَ وعدٌ صيفيٌّ ببال؟
أم خيطُ سرابٍ بلونِ المُحال
لعلّ خيوطَ الفجرِ تأتيني بسرّي
وبدلَ أن أشربَ من كأسِ الليل
ألـثـمُ مَبْسَمَكَ النديَّ ..
بألفِ احتمال ...
.....
زياد جيوسي عضو لجنة العلاقات الدولية في اتحاد كتاب الانترنت العرب
http://www.maktoobblog.com/ziadjayyosi1955
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق