الاثنين، أبريل 05، 2010

لسيدة الدار

د. نوري الوائلي
عزفَ الحياءُ مع الجمال نشيدا = وعلا البهاءَ تألقا وقصيدا
وسما الحسانَ مع الزمان توهـجٌ = ينهالُ منها كالنجوم نضيدا
ما أنقص الدهر العتيق جمالها = بل زاد فيه مع النهى تجديدا
ويصوغ منها للجمال دوامه = ويعيده رغم السنين جديدا
وتوقفت عند البلوغ عقارب = فغدا البلوغ الى الزمان قيودا
ووجدت فيها والمشيب يضمني = نفح الصبا يزهو بها تمجيدا
لا أبدل الحور الحسان بلونها = فبها المحاسن لا تضم حدودا
لله درك كم حويت معانيا = تعطي بجودك طارفا وتليدا
الذهن يرفل من جمالك مؤنسا = والنفس تحيا في لقائك عيدا
ما كان عقلي من خيالك فارغا = أو بات يوما في النساء شريدا
هل كان قلبي غير ودك راغبا = أو كنت في شوقي اليك زهيدا
كلا , فإنك في الحياة مكملي = جسدا يعانق روحنا ووليدا
الروح تحيا في فناءك محفلا = والجسم أضحى في ثراك رقيدا
يا زوجتي قد قلتها أدبا وشعـ =را مولعا ومحببا ومديدا
قد عشت في كنف كأني طفلها = ملك عليها , لم ألاق صدودا
وتزيح من دربي الطويل مصاعبا = وتحيل شوك المضنيات ورودا

الفقرَ عشنا دعوة وقناعة = والخبز كان كفاية ومزيدا
العشق كان مودة وتراحما = والحب كان مع الوفاء وطيدا
في العسر كنا كالأواصر وحدة = والصبر كان على البلاء صليدا
والله لا أرضى بأهلي مبدلا = الأرض كنزا والبقاء خلودا
فهم الحياة وما سواهم علقم = لا خير ان عشت الحياة وحيدا
من وجهك البسام يومي مشرق = ألقا يزيح عن الصدور وعيدا
كنت العواطف مسكنا وسكينة = وحنان نبضك لم ير الترشيدا
أكملت ديني بالزواج وإنه = حسن المتاع مفازة ورغيدا
ما كنت أرضى أن أجاهد أعزبا = أضحى لنيران الغرور وقودا
أهفو الى بيت الحنان كأنني = طير يناغي عشه تغريدا
أثلجت صدري حين همي راقد = فوق المواجع يستبيح نجيدا
وإذا نهضت من الأمان الى الوغى = قد خلتني للمهلكات رصيدا
وخرجت جبرا للمحيط كأنني = ظبي لخوف يستجير فهودا
ورجعت منهم لائذا فكأنهم = خلفي ضباع لا تهاب أسودا
ورجعت خوفا للديار ومثقلا = بالنائبات مؤملا تضميدا
أنت الضماد من الجروح إذا غدت = في العظم أنياب اللئام حشودا
أنت الدواء إذا تنمّى عارض = في القلب يبضع جاثما وعنيدا
جمّ النفوس إذا طلبت ودادها = تعطيك من قبل الوفاء جحودا
جمعوا الحياة كأنهم في مأمن = وغدوا لسوط المغريات عبيدا
وتناغموا في الموبقات كأنهم = ضمنوا الخلود مكاسبا ووجودا
وتراكضوا خلف المناصب والردى = يستل منهم ساهيا ورشيدا
لا يسعف الندم الضحية اذ أتى = من قاتل عاش الوصال حقودا
خير الحظوظ إذا رزقت بزوجة = تخشى القدير وتحسن التشييدا
فبها المنازل يستطاب حياضها = وبها نصوغ من التراب عقودا
فهي النعيم حلاوة وعذوبة = وهي السعادة خيمة وعمودا
والله لن أوفي عظيم عطائها = حتى وان كان الوفاء شهودا

ليست هناك تعليقات: