الثلاثاء، مارس 16، 2010

يا مسيح يا فادي

مريم الراوي
وحيداً حاملاً حجرا
عند ابواب المدينة وفي قلبها
ينبض كفه كرامة ليموت ندا
وعلى جبينه تاج الشوك
يقطر دما
ونحن لانزال في عتم السؤال
لم نهتدي معنى الحياة!!

لي رفيق هناك
على أعشاب السحاب ينام
ويصحو مقلاعاً، كوفية
حين يصرخ الوطن

هناك في الشوارع المكتظة بالغضب
يجئ الفارس بقلب من لهب
هناك من خلل الزيتون الرابض
على تلال الذاكرة
يطل بوجهه الأسمر
يمحو أحزاننا
يقتل أوجاعنا
يأخذنا جميعاً
الى حيث نلتقي والموت جهارا

نخشى عليه من رصاصات العدا
فيحمينا بروحه
يصنع من عينيه سورا
ومن يديه قبابا
ومن صوته أجراسا
ومن جبهته ميدانا
ونعدو خلفه بعيوننا
بأحلامنا
ننشد لأجله أحلى الأغنيات
نرقص الدبكة ونلبس عناقيد الليمون
عله يصبح طيرا اخضرا
نجما في السما


هناك في القدس لي رفيق
يعشق الوطن الجريح
يشدو بلحن الرجوع
يغني للحرية
يثور للأرض والإنسان

هناك في القدس لي صديق
هو أخر ماتبقى من الكرامة العربية
أمام عدسات الكامرات
إقتادوه
قيدوه
اوسعوه ركلاً
وإختفى في "الجيب"
وغاب

ومن بين الجموع ظهر
كان يسكن ملامح الرجال
أحلام الصبية
أمل الزيتون
نهض من جديد
حاملا حجر
عاد من جديد
رفيق القمر
يده المشبوحه الداميه
حره تطير في سماء المدينة الباكية

أيها المسيح العائد الينا
إحمل عيوننا
ناراً
جمراً إن شئت
وإقذفها بوجه الظالمينا

نحن لانزال نسير في درب الألام
وزدنا كثيراً
من بغداد يامسيح
جئت اليك
ألبس الشوك في معصمي
اوجاعك ورثتها منذ زمنِ
يامسيح
يافادي الأرض
إنزع أكفان الموتى
أبرأ الصامتين من صمتهم
إشف قومي من خوفهم
يامسيح
يامسيح
بحق الدرب العسير
بحق الجرح الأليم
بحق الصليب
إشفع لنا
خذ بأيدينا الى مدن الشمس
حررنا

في القدس لي هناك رفيق
وحيداً الا من حجر
و كوفيه
وقلباً نبيل
ونحن صامتون
يامسيح
ونحن غائبون
يامسيح
نراه في دوامة الموت يواكح الغريب
ينادينا ولا من مجيب
يامسيح
لي رفيق هناك
عربي، عيونه سمراء
يشبهني كثيراً، وأعشقه
ومديني بغداد تأن
يامسيح
ونربط جراحنا
ونصرخ وحدنا
ننادي اولادنا
ويرجع الصدى
محمل بالفجيعة
بوجوه بلا ملامح
بأشعار بلا كلمات
بأغاني مبتورة الأصوات

من جديد يامسيح
نحمل الصليب
ونسير في الدرب الأليم
بلا معين
من جديد
نكسر سهام الرياح
نحيل احجار البيت سلاح

ومن جديد يامسيح
يخذلنا إخوتنا
يهدون لنا
دموعهم
دعائهم
سلة مهترئة لا غيرها

يامسيح
يافادي
إحمل القدس الحبيب
صليباً لعشقك
إلهاً لجرحك

يامسيح
يافادي
إحمل بغداد الجميلة
وشماً على الجبين
وفي كفيك حرزاً
ازرقاً كالبحر الحزين

يامسيح
وإرأف برفيقي هناك
وحيداً
أمام جيوش الغريب
رصاصاً لايصيب سوى القلب
وزناداً لايطلق حقده إلا على الحبيب

ليست هناك تعليقات: