الثلاثاء، مارس 16، 2010

المحرّضون على الإلحاد

عـادل عطيـة


كثيراً ما نسمع هذا الصراخ المؤلم : "لقد أخرجتموني من ديني" !..

وهكذا ، نظل مسئولين بصورة أو أخرى ، عن خلق الدوافع إلى معقولية الإلحاد في نظر الكثيرين .

فماذا نقول عن الأم التي تترك رضيعها ؛ ليتبناه ظلام الشوارع !

وعن زوجة الأب ، التي تتفنن في تعذيب أولاده ، بعلمه أو بدون علمه !

وعن العم ، الذي يتصرّف بوحشية دونها مخالب الوحوش مع أبن أخيه اليتيم !

وماذا عن الطوائف ، والشيع ، والطرق المتعددة في العقيدة الواحدة ، وكل واحد منها يدّعي أنه وحده يملك الحق ، وأن سواه على باطل . وهم يختلفون في كل شيء ، ولا يتّحدون إلا فـي أمر واحــد ، هو : عدم أهتمامهم ـ هل أقول عدم محبتهم ـ لأولئك الأبرياء الذين يعانون شظف العيش ، ويقاسون في مراكز الشرطة ، وعدم دفاعهم عن أولئك الذين يقضون في السجون ، والمعتقلات !

وكيف نلوم إنساناً أعتنق الإلحادية ، وقد باتت الأديان مصدر خوفه ، بسبب تصرفات بعض المؤمنين الذين خانوا ايمانهم ، فيرى ويسمع رجال الدين ، يشجعون المضطهديــن ، ويمالئون الظالمين ، ويتملقون الطغـاة ، بل ويحاربون إعلامياً إلى جانبهم .. وأولئك الذين من خلال إيمانهم ، يحاربون الانسان باسم الله ، ويتناحرون لأجل حيازة الأرض ، والسلطة ، باسم الدين !

كيف نجابه من يدعون للإلحاد ، أو يؤمنون به ، وهم يفتحون أعينهم على قادة وحكام ، يتشدّقون بأن دينهم هو الدين الرسمي للدولة التي يترأسونها ، بينما هم ، وزبانيتهم ، يلقون برعاياها بسبب صبغتهم السياسية ، أو الدينية ، في أتون السجون والمعتقلات ، حيث يقاسون ، ويتألمون ، ويتعذّبون ، وربما ينتهي بهم الأمر إلى الموت الرهيب . ويشاهدون رجالاً ونسـاء ببطون خاويـة ، وهم يصحبون معهم أطفالاً كالأشباح ، يلملمون معاً الفتات القذر من صناديق الزبالة !

والأسوأ من ذلك ، لا نزال نقيم الدنيا ولا نقعدها ، عندما يتحوّل إنسان ما برغبته من عقيدته إلى أحد الأديان الكبرى في العالم ، فالبعض ينبذه ، والآخر يلوّح بحدّ "الردة" ، بينما لا نحرّك ساكناً إن هو إرتد عن إيمانه ؛ فأصبح ملحداً !

،...،...،...

متى نحس شعور الإستنابة والندم ، ونبتعد عن الشعائر الخاطئة التي تؤذي شبيهنا ، وتُحطمه ، ويستحيل إيمانه إلى رماد ؟!...

ليست هناك تعليقات: