الاثنين، مارس 22، 2010

صالب ومصلوب

عـادل عطيـة


كأحد أفراد الأسطورة الهومرية ، فضلت البقاء مع آكلي اللوتس ..

أمضغ اللوتس ، وأنسى الوطن ..

وطني السماوي .

وجدت نفسي حيث كرسي الشيطان ،

الذي أخذ يعرّيني من كل شيء :

يعرّيني من محبة الله ، ويربطني بمحبة العالم ، ويجلدني بالسقوط في الخطية !

يعرّيني من التواضع ، ويربطني بالكبرياء ، ويجلدني بحب الظهور والسيطرة !

يعريني من المحبة الإنسانية ، ويجلدني بجلدات الإساءة للآخرين !

كل جلدة من هذه الجلدات :

تترك في النفس جروحاً عميقة ،

وعبودية أكثر للخطية في خضوع لا ينتهي .

وبكل شيطانية ،

سلمني لأصلب على صليبه المؤرّخ للعار، والخزي ..

سَيّرني على درب بابل الملعونة ،

تصطدم قدمي باشواكها الحادة في كل خطوة من خطواتي البائسة ..

فإذا بشوك النجاسة يمزّق ثوب طهارتي .

وشوك الأماكن الشريرة يُجرّح رجلي ،

ويدميها .

وشوك أعمالي الرديئة يمزق يدي ، ويجعلها عاجزة عن فعل الخير .

وشوك المناظر النجسة ،

يُجرّح عيني ،

ويفقدها بصيرتها الروحية ؛

فلا ترى نور القداسة .

،...،...،...

وفي لفتة إلهية أعظم من أي حلم ..

هناك فوق رابية الموت ،

خارج أسوار الحياة ،

أُعطيت قلب ومشاعر ديماس ، الذي اشتهى الفردوس ..

فرأيت يسوع مثخناً بالجروح ،

نازفاً في حبه لي ..

اصغيت إلى روحه التي تكافح معي ؛

وتجاوبت مع ذراعيه الممتدان نحوي في ملء نعمته الفياضة الغنية ،

وصرخت بصوت عظيم :

كفاك أيها المصلوب جرحاً مني ..

أريد أن أتبعك ،

وأحمل صليبك كسمعان القيرواني .

ولكن هذه المرة بإرادتي النابعة من حبي .. لحبك .

معك أصعد جلجلتك بعزم وإيمان ،

مستجيباً ببسالة لهذه الدعوة إلى القداسة ،

محتملاً الألم بجد وإجتهاد حتى النهاية ،

من أجل الوقوف ضد العالم الشرير الذي يسبيني .

وبشجاعة المؤمنين بك ،

أطلب صارخاً :

سمّر خوفك في قلبي ؛ كي لا أخطيء إليك .

سمّر يديّ ؛ كي لا تصنعا الشر .

سمّر رجليّ ؛ كي لا تذهبا إلى مكان أنت لست فيه .

سمّر فكري ؛ كي لا يفكر إلا فيك .

سمّر حبك في قلبي ؛ كي لا يحب غيرك ..

ويحب كل الذين أحببتهم إلى المنتهى .

ثبت حبي فيك .

ثبت إيماني فيك .

ثبت نظري فيك .

ثبت آمالي فيك .

ثبت وداعتك واتضاعك في قلبي ؛

كي لا أرتفع من فرط الكبرياء ، والغرور ..

،...،...،...

في الأمس كان صليبك ثقيلاً ..

أنفر منه ، وأثور ..

واليوم ،

بقوة نعمتك ،

أنضم إلى أسرتك : راضياً ، مرضياً .

وأسير في قافلة المصلوبين ،

وقد أضحى لي صليبك :

منهل الرجاء ، والتعزية ، والسرور ...


ليست هناك تعليقات: