الأحد، مارس 07، 2010

للثامن من آذار

د. عدنان الظاهر

صباح الخير أميرةَ أحلامي

كوني أبداً معافاة وبخير عميم
كنتُ ليلة أمس مُتعباً فآويتُ إلى فراشي لأني كنتُ شبه يائس من وصول بريد منك لأنك توقفت عن الكتابة الليلةَ قبلها فجأة دونَ كلمة وداع ودون
" تصبح على خير "
فظننتُ أنك غضبى مني خاصّةً وإني على علم بمقدار حساسية السيدة الأميرة ورقة ودقة مشاعرها ومن أية عاطفة ونسيج جبلها وسوّاها خالقها ...
وهكذا أنا دوماً حين أكتب لك أضع يدي على قلبي خشيةَ أنْ أجرح أو أخدش مشاعر الملاك الذي يكتب لي ويبادلني النجوى في بارد وحالك الليالي .
هل سنتكاتب هذه الليلة ؟ أجيبي رجاءً لكي أستعد لأستقبال أميرة الملكات الإستقبال الذي تستحقُّ والذي يليقُ بها وبمقامها عندي في الخاطر والقلب .
أرسلت للمواقع أمس مقالين جديدين على ما أحسب وأرسل اليوم خصيصاً مقالة من بنات الخيالات الأممية الجامحة ... أرسلُ التهنئة بيوم المرأة العالمي وما يكون هذا اليوم وما قيمته وما طعمه ومذاقه دون تقديم التهاني والولاء للسيدة الأميرة ؟
ألوان وتصميم ملابسك في الصور تُجنن العقلاء فكيف بالشعراء أمثالي ، وتقولين سأنتظر ؟؟؟
هل تعرفين المغني العراقي فاضل عوّاد ؟ لديه أغنية يقول فيها : إتنةْ إتنةْ ... هم تنيتْ وما إجيتي ... إتنة أي إنتظرْ ثم يقول المسكين :
شتنةْ أكثر شتنةْ أكثر ؟
على كل حال ، قلت في آخر رسالة ليلة قبل أمس ...
قلتُ كلمة حق معبّرة جداً جداً ... قلت لقاؤك في الصور على شاشة الكومبيوتر هو لقاء غير حي صامت جامد لكنَّ لقاءك في أحلام نومي أراك فيه حيّة مفعمةً بالحياة والحركة حين تتكلمين أسمعك وأردُّ عليك ثم أحسُّ حرارة جسدك تتوهجُّ في الروح والعصب فلقاء الأحلام والرؤيا لا ريبَ أفضل من لقاء الصور ومن أمل الإنتظار ... شتنةْ أكثر ؟
أي عطر تضعين ؟ أكادُ أشمّه قوياً يُنعشني أولاً ثم يخدّرني ثانياً فيُنيمني ثالثاً فأراك في حلمي ناطقةً حيّةً ساخنةً ضاجّةً بالحيوية المنوّعة تُنيرين ظلام الليل بشعاعات جواهر عينيك وما تخبئان من أسرار وأنوار لم يرها البشرُ قبلاً ...
أين وكيف سنكون يوم الثامن من آذار عام
2011 ?
وكيف سيكون حال العراق وأحوال العالم والمرأة في هذا الكون الشديد الإضطراب ؟
هل سيبقى الحبُّ حبّاً والسلام على الأرض سلاما وهل ستُنجبُ الوالدات أطفالاً أصحّاء أقوياء أسوياء ؟
قال المسيح قديماً : المجدُ في الأعالي وعلى الأرض السلام . لكني اقول للسيد : لا نريد أمجاد الأعالي بل نريد مجداً وسلاماً على كوكبنا الأرضي . المجد الحقيقي للأرض وعلى الأرض فهي أمُّ الجميع من ترابها ومائها جبلنا مَن جبلَ ثم سوّانا بشراً ناطقين أسوياء وظللنا كذلك حتى جاءت الرأسمالية فدمّرت الأرضَ أمّنا وما فيها ومَنْ عليها .
أريدُ يوماً للمراة عالمياً خالياً من كوارث الرأسمالية ومن حروبها المدمّرة . لا أطيق رؤية أو سماع صوت قعقعة سلاح وأُصابُ بالعماء حين أرى في السماء طائرةً عسكرية مقاتلة ـ قاذفة وأكادُ أتقيأ حين يقابلني عسكريٌّ في الشارع بمسدس أو بدونه فلون بدلته يُخيفني ويُعيدني إلى عصور الوحشية والبربرية .
سيدتي حوّاء : أنت بنت هذه الأرض وسيدتها ووارثتها وزارعة نبتها وخيرُ ما ومَنْ عليها . قولي للكون كنْ ليكونَ عالماً خالياً من الحروب لا من تهديد فيه بالموت لبنيك الذين سويّتيهم وجبلتيهم بدم رحمك ثم سقيتيهم بما ينتج صدرك من خيرات أنهار جنّات الخلود من لبن سائغ وعسل نقيّ مُصّفى .
دومي أبدَ الدهر زوجاً وأمّاً وبنتاً وأختاً ووالدةً وصديقة ورفيقةً لجميع الرجال حتى أؤلئك الذين لا يستحقونك فالرحمةُ للبريء وللجاني وهما كلاهما بنوك أولاً وآخراً .
ردّت حوّاءُ الودّ والحبّ الأموميّ فكتبتْ وما أجملَ ما كتبتْ :




مازلت ُ بانتظارك

سنين طوال أبحث عنك... ورجائي في وصالك

حبك يرحل في عروقي ... ومازلتُ بانتظارك

ياقلبي ’’ لا لا تيأس

فما زال في العمر بقية

يامنى الروووح ’’

وياحبي الموعود’’

بأحلام الكرى أناجي طيفك

لأحضان الصبا أن تعود ...

قبل رحيل الربيع من حياتي

وقبل أنْ يغزو شطآني الصقيع

وقبل أن تتلبد سمائي بالغيوم والأمطار

وتعصف بي رياح الموت وتقتل مليكات الأبرار

وتتناثر أوراق أشعاري وتفضح الأسرار

لاينفع اللقاء حينها عند سويعات الأحتضار

ليست هناك تعليقات: