الاثنين، مارس 15، 2010

الظن الصالح

عـادل عطيـة
في زيارة لموقع الحوار المتمدن ، ألتقيت بكاتب ، ينتقد في كتاباته إيمانيات ثابتة في عقيدة ظننت أنه ينتمي إليها من إسمه !

وعندما عبّرت له عن دهشتي ، أخبرني بأنه ترك عقيدته عندما كان عمره خمسة عشر عاماً ؛ ليصبح ملحداً بعد ذلك ، وإلى الآن !

كنت أظن أن قصة الإلحاد قد انتهت ، بسقوط الأسوار الحديدية .

لكني فوجئت بما هو أكثر من تعرّفي إلى كاتب ملحد ، فعلى الشبكـة العنكبوتيـة ، وجدت : " شبكة اللادينيين العرب" ، تحيكها بدأب وإخلاص مجموعة تدعو إلى الإلحادية في مهـد الأديان !..

احتدت روحي فيّ ، بينما أكثر من سؤال أصطف أمامي ..

هل يحق لي من منطلق إنساني مجابهة حرية الآخرين ، بينما الله نفسه لا يفعل ذلك مع خليقته ؟!..

وماذا يفعل قلمي الصغير في وسط أقلام كبيرة لعقول بحثية فذة ، وهي تؤكد على معقولية الإلحاد ، ولا تحاول النظر إلى معقولية الإيمان ؟!..

ولمعت في عقلي فكرة الدخول إلى موقعهم ، والإطـلاع عـلى تعريفهم بأنفسهم فـــــي : "من نحن" .

ووجدتني أنتقي من مبادئهم ، هذين النصّين :

" لا نؤمن بسلطان يعلو على سلطان العقل " .

" ولا قداسة لأي فكرأو مبدأ إلا الحرية " .

وهنا تذكرت ما قاله أحد شعراء العرب الحكماء :

"قال المعلم والطبيب كلاهمــا ان لا إلــــه فقلـت ذاك إليكمــا"

"ان صح ظنكما فلست بخاسر وان صح ظني فالوبال عليكما"

كلمات تلامس العقل .

ولا تمس بالحرية ؛

إلا للتنبيه إلى "باب عضويتهم المفتوح على مصراعيه لكل من يؤمن بحق الإنسان في التفكير والاختيار " على حد تعبيرهم .

والاختيار الآن ، بين ظنين لا أريد أن أتدخل بالقول أن أحدهما صالح !

فما رأي العقل ؟..

وماذا ستفعل الحرية ؟..

ليست هناك تعليقات: