الأربعاء، مارس 31، 2010

صحيفة الأيام تحاور د. عبدالله المدني عن روايته الجديدة "بولقلق



من بعد تجربته الأولى في الكتابة الروائية أصدر الزميل الكاتب والأكاديمي البحريني الدكتور عبدالله المدني مؤخرا روايته الثانية التي نشرته له أيضا "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. و الرواية التي إختار لها صاحبها عنوانا غريبا هو "بولقلق" وتدور أحداثها في دول جنوب شرق آسيا، تقع في 152 صفحة، موزعة على عشرة فصول هي : بولقلق، أرزاق التيوس، في عمارة صامباقيتا، الرحيل إلى بانكوك، حانة "براون شوغر"، العودة إلى مانيلا، في هونغ كونغ، رسالة من فيتنامية، فتاة "لوفتهانزا"، العودة إلى الخليج.

الأيام إلتقت الزميل المدني في حديث مطول عن أعماله الروائية، فكانت الأسئلة والأجوبة التالية:

قلت في حديث صحفي سابق لإحدى الصحف البحرينية حول روايتك الأولى "في شقتنا خادمة حامل" بأنك ستنتظر لترى ردود الأفعال على تلك الرواية، قبل أن تباشر في كتابة عمل روائي آخر. فهل كانت ردود الأفعال مشجعة، وبالتالي هي التي دفعتك إلى إنجاز "بولقلق" بهذه السرعة؟
نعم ردود الأفعال على روايتي الأولى كانت أكثر من مشجعة! بطبيعة الحال إنتقدها البعض، ووجدوا فيها بعض النواقص الفنية كأية تجربة أولى لصاحبها. لكني في هذا السياق يكفيني ما كتبه عنها قامة أدبية ونقدية كبيرة مثل أستاذ النقد في آداب عين شمس الدكتور صلاح فضل.
ما مدى إختلاف عملك الروائي الأول عن الثاني؟
كل من سيقرأ العملين سيجد إختلافا كاملا بينهما، سواء لجهة المكان أو الزمان أو الشخوص أو الأحداث أو المشاعر أو الحوارات. ربما كان القاسم المشترك بين العملين هو شخصية البطل. فخالد في "بولقلق" مثل سالم في "في شقتنا خادمة حامل". بمعنى أن كليهما يمتلكان حسا إنسانيا شاعريا، وعلى قدر كبير من الجاذبية و الثقافة والأناقة، فضلا عن عشق كليهما لمباهج الحياة ولهوها. بل أن كليهما حائر وجزوع وتواق إلى الحرية في الوقت نفسه، كما لو كانا في بحث دائم عن الجديد والمختلف.
بعض من قرأ الروايتين، إستنتج بأن سالم وخالد ليسا سوى شخص واحد؟ فما رأيك؟
ليقل هذا البعض ما يريده، فهو حر في الإستنتاج. لكن من جهتي أنفي نفيا تاما أية صلة بين الشخصيتين. حيث أن الأمر لا يتعدى المشتركات التي أتيت على ذكرها.
قلت في تصريحات صحفية سابقة أن "بولقلق" رواية يمتزج فيها الواقع بالخيال، أي على العكس من رواية "في شقتنا خادمة حامل" التي رسمت شخصياتها وأحداثها من وحي الخيال؟ كما أضفت أن الواقع ينحصر في "الحكايات التراجيدية التي كلف بطل الرواية "خالد" بالتقصي عنها في جنوب شرق آسيا كجزء من عمله مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. سؤالي هو عن مصدر تلك الحكايات التراجيدية ومدى دقتها؟
قضيت وقتا طويلا أدرس وأتفحص تلك الحكايات المدونة في تقارير المفوضية السامية لشئون الللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقضيت وقتا أطول في تكييف تلك الحكايات بطريقة يمكن معها توظيفها في عمل روائي. وعلى العموم، فدراسة تلك الحكايات والإطلاع عليها كانت من ضمن شغفي وإهتمامي بالشئون الآسيوية التي تخصصت فيها أكاديميا. وأستطيع أن أؤكد للقاريء الكريم أن كل الحكايات التي وردت في "بولقلق" واقعية، لكني إضططرت فقط إلى تغيير أسماء أبطالها الحقيقيين.
هل نستطيع القول، باعتبارك متخصصا في الشئون الآسيوية، أنك إلتقيت بواحد أو أكثر من أصحاب تلك الحكايات التراجيدية؟ أو أنك زرت كل أو بعض الأماكن التي أتيت على ذكرها في الرواية؟
نعم! إلتقيت بشخصيات تتشابه وتتقاطع حكاياتها مع حكايات من أتيت على ذكرهم في الرواية، وذلك حينما كنت طالبا في الولايات المتحدة الأمريكية. أما الأماكن التي ذكرت في الرواية فقد زرتها أو مررت بها كلها مرات عديدة أثناء زياراتي المتكررة لدول جنوب شرق آسيا.
الملاحظ أن كلتا الروايتين لم يتم تدشينهما رسميا في البحرين؟ فما السبب؟
هذا السؤال يوجه إلى من يعنيهم الأمر، ولا يوجه عادة إلى الكاتب! وعموما فإني غير متلهف للتدشين بترتيب من الجهات الرسمية. بمعنى أني أفضل أن يكون التدشين بترتيب من مركز ثقافي غير رسمي من مراكزنا الثقافية ذات الحضور الجماهيري. والقائمون على أحد هذه المراكز لديهم علم برغبتي تلك، لكنهم لم يحركوا ساكنا حتى الآن لأسباب لا أعرفها، و أنا بدوري لم أكرر طلبي حتى لا أبدو لحوحا ومزعجا مثل "الطرارين".
إتهمك البعض بوجود تشابه ما بين روايتك الأولى "في شقتنا خادمة حامل" ورواية الدكتور غازي القصيبي "شقة الحرية"! فهل هناك رواية عربية على حد علمك تتشابه مع رواية "بولقلق".
هذا إتهام باطل جملة وتفصيلا. التشابه الوحيد بين روايتي الأولى ورواية الصديق الدكتور غازي القصيبي (شافاه الله وعافاه وأعاده إلى محبيه الكثر سالما) يكمن في كلمة "شقة". وطالما أن كلتا الروايتين تتحدثان عن شقة يعيش فيها طلبة جامعيون مغتربون عن أوطانهم، فلا بد أن تدور أحداث ومقالب وحكايات وقصص عاطفية وغير عاطفية متشابهة إلى حد ما، لكن ليست متطابقة. أما إجابتي على الشق الثاني من السؤال فهو أن رواية "بولقلق" هي أول رواية عربية يدور كل أحداثها في جنوب شرق آسيا مثلما قيل لي.
هل ننتظر منك عملا روائيا جديدا في المستقبل القريب؟
بالتأكيد. فالروائي لا يتوقف عن الكتابة إلا لإلتقاط الأنفاس، بمعنى أنه لا يتوقف إلا لمتابعة مدى نجاح عمله السابق. لم أبدأ بعد كتابة عمل روائي جديد، غير أن خطوطه، بل وحتى عنوانه و تفاصيل شخصياته جاهزة. وسيكون هذا العمل مختلفا تماما عن سابقيه أيضا سواء لجهة الزمان أو المكان أو الشخصيات أوالأحداث أو الحوارات أو المشاهد.
هل من الممكن ان تخص جريدتك "الأيام" بعنوان العمل القادم، طالما أنه قد وقع الإختيار عليه؟
حسنا! العنوان هو "محمد صالح وبناته الثلاث: شهربان وخير النساء وفاطمة جول". ومن العنوان يمكن للبيب أن يستنتج مضمون الرواية الذي هو بإختصار شديد حكاية أناس يعيشون بين ظهرانينا لكن لم يسلط ما يكفي من الضؤ على ظروفهم ومشاعرهم وأحلامهم وتحولاتهم.

ليست هناك تعليقات: