الثلاثاء، نوفمبر 06، 2007

امـرأة تشرين

هدلا القصار
شاعرة وكاتبة / لبنان - فلسطين

تخرج امرأة تشرين عن نصوص الأسئلة
حين تجد الدفء في كتاباتها
تصرخ في عتمة البوح
تأتي كصهوات الغيم
لتحفر بين هسيس أصابعها قبر ميلادها
برشفة قهوة تخرج المؤجل
لتلتهم أوراق رنين الحروف
حين تسئم لجة الخداع المزخرف
في قهقهات جنون النبؤات
تسأل
تعاتب
تخاصم أحزانها
حين تستحضر المعنى داخل مسلمات أبياتها
تلعن الكائنات القادمة من الغابات المنسية
يتزاحم الخيال داخل أطيافها
تمشي على قاعدة فينوس
امرأة تصدع أناتها خوفا من الانقراض
بصمت موجع تشهق الأنين
تبعثر مجاهيل العتاب
لتسعل غفوات السنين
تنتظر الحظ من أفلاكها
تمضي لتفرغ ناقوس الصبح
تتعب من نظام الأبدية
تنشد الشمس في مزاجها
وتفتح ترجمات اللغز على بلاطها
تعترف
تخاصم
تكتب اليوميات
تختصر صهيل الماضي تحت دالية السماء
امرأة تشرين
في التاسعة والعشرون من ميلادها
تسرج جيادها في الصحارى
تسبح برغبة قول الحقيقة
حين ينشد البنفسج نشوته
تمسد الطرقات في مناجاة القرنفل
حين تطوقها تعرجات الحنين
وحكمة اليوم المباغتة
امرأة
يترجم صمتها صدى الكلمات
تدخل الفواصل في رياح صدقها
تضع في الوصايا حاجزا للخيانة
داخل التخمينات والتعقيدات
تستجدي الدهشة التي تتجاوز رمش القلب
تعزف إيقاعها بعناد شرس
تنطلق كصراخ الأرواح بلا وطن
حزينة كرقصة فالس
تعزف قدوم القمر على دمائها
حين تلمع في وجهها حدائق الغباء
امرأة
ناعمة كالزمهرير
تسحب الضوء من بطء الماء
تتحرك من خلال أغصانها
عندما ينشق بياضها عن سوادها
هي امرأة الرخام الطري
تراقص تراتيل السكون
كطائر الروح تحلق بنواياها
تلوح الكسل المربوط بإسرارها
تفرد جناحيها المكون برقة الجدليات
تغادر مع القمر حين يزاحم الرزاز صوتها
تخرج حروفها المنسية
تكاشف أعمدة الوهم
تعبر لغات العواطف
لتسكن الشواطئ الموحشة
تنقب سوسنات الخجل
لتتمسك بودرة نافرة على جبينها
الممزوج برائحة نبتتها
في يوم ميلادها

ليست هناك تعليقات: