الثلاثاء، نوفمبر 13، 2007

بيجماليون

مفيد نبزو
مطرقةٌ في اليد تنحتُ تمثالك السرمدي،
وفي عينيك ألقٌ انطفائي الأخير،
لقد تحوَّلت الحجارة من يدي جسداً شهياً ناضجاً،
لم أكنْ أعلمُ أنني مبدعٌ إلى هذا الحد،،
بارعٌ إلى نقطة الجنون،
فاغفري لي أيتها الآلهة إذا تعدَّيتُ على سرِّ مهنتك،
يا إلهي أكادُ لا أصدق!،
أيةُ يدٍ عجيبةٍ تلك التي حملتِ المطرقة،
ونقرتْ بالازميل،
يا سماءَ الأعاجيب تأمَّلي!،
ياآلهةَ الفنِّ استيقظي،
لقد صنعتُ حبيبتي بنفسي،
هكذا أريدُ حبيبتي يا نساء،
انظرنَ إليها برفقٍ وحياء،
احملنَ إليها العطر واللُّبان،
وقدِّمنَ لها المنَّ والسلوى،
احرقنَ البخور أمامها حين تترنَّح في سيرها،
وتمرُّ برشاقة وخفة وجاذبية،
أفروديت يا سيدة الفن والجمال!
إليك أنحني،
إليك أتضرَّع،
أفروديت في العيون ضوء
في الشفاه قبلة،
في الغريزة رغبة،
في العروق حياة،
ولكن يا أسفاه عشت مع حبيبيتي التي بيدي صنعتها
وملأت عينيَّ حلاوة وعذوبة واشتهاء،
عشت معها الآن ولم أشعر إلا بالمرارة
والخيبة والحرمان

ليست هناك تعليقات: