الثلاثاء، فبراير 13، 2007

روحُ أبو بهاء وكلُّ الشهداءِ.. تناديكم


سعيد علم الدين

أرواحُ الشهداءِ تناديكُم من العلياء

لبوا النداء !
أيها الأوفياءُ لدماءِ الشهداء
أنتن يا ثائراتٌ وأنتم يا ثوار
يا من فجرتم أعظمَ ثورةٍ حضاريةٍ راقيةٍ بيضاء
في الرابعِ عشر من آذار
فتألقَ بكم لبنانُ بعد اندثار
وعاد له مجدُه الغابرِ
عنفوانا وعزاً واعتبارا
ثورةٌ أذهلتِ العالَمَ برونقِها
وصارت دولُهُ العظمى
أمام لبنانَ الصغيرِ صغارا
..
روحُ أبو بهاء وكلُّ الشهداء تناديكم من العلياء
لبوا النداء !
يا شعب الصدقِ والإخلاص الوفاء
الشهيدُ حيٌّ في قلوب الأحياء
خالدٌ في جنانِ الخلد والبهاء
..
هيا أيها الشرفاء
إلى اللقاء في ساحة الشهداء ومن كل الأرجاء
فثورةُ الأرزِ لم تكتملْ بعد يا أحرار
وأنتم الأملُ والرجاء
باكتمالها لكي تزهرَ الأزهارُ في الحدائق
وتشرقَ الأنوارُ في كل بيت ومنزلٍ ودار
ويتحققَ لبنانُ السيدُ الحرُّ الديمقراطيُّ المستقل
صاحبُ السلطةِ الوحيدة فوق أرضه والقرار
..
ولأنه في 14 شباط المشؤوم
صورةُ الجريمةِ الرهيبة في عين المريسة الدامعةِ ،
ما زالت ماثلةً ببشاعتها للعيون
ولأن المجرمَ الحاقدَ المعلوم
لم يعد خافياً عليكم ، أنه طاغيةٌ أزعرٌ سافلٌ مجنون
لم يعد إلى رشده ، لم يرعو ، لم يخجل ، لم يستح ، ولم يشبع من إرهاق دماء الأحرار ،
ولن يغيرَ سلوكهُ ، وما زال ينتهزُ الفرصَ لكي يغدرَ ويخون ،
ويحاول عرقلة المحكمة لاغتيال الشهداء ثانية بكل خسةٍ ولؤم
وبارتكابه جرائمَ أخرى ما زال كالذئبِ المفترسِ المحموم
حول الجريمة الكبرى في 14 شباط يحوم
ولأنه بسخافة تصريحاته ، وحماقة تصرفاته ، ورعونة ممارساته ، ووقاحة أقواله أصبح جليا مكشوفا للعموم
ولهذا لا بد من لجمه بإرادتكم الأقوى من الوغى والمنون
..
ولأن سماء لبنان بسببه ما زالت ملبدةً بدخان الدواليب الأسودِ والضباب الحالكِ والعقد المفتعلةِ والمؤامراتِ والغيوم
ولأن الدولة اللبنانية ما زالت تتعرض لهجمة عدوانية همجية شرسة لإضعافها والقضاء عليها لكي لا تنهضَ على قدميها وتقوم
ولأن الحكومةَ صامدةٌ في الحقِّ صمودَ شمشون
في وجه تجار الحروب والفتن والدمار
أهلِ التغطية على المجرمين بعمائمِ الشؤم
صامدةٌ لتحققَ لنا لبنانَ السيد الحر الديمقراطي المستقل
وتبني دولة العدالة والوحدة الوطنيةِ والشرعية والقانون
..
الحكومة بحاجةٍ إليكم يا ثوار
والشهداءَ لن يكونوا سعداء
إذا لم نكمل معا المشوار
ونصل بانتفاضة الاستقلال إلى الانتصار
فهيا إلى ساحَةِ الحريةِ البيروتيةِ لنلبي النداء
قادمون من جميع الأنحاء
لنرسلَ رسالةً حضاريةً جديدةً واعدةً
نؤكد من خلالها
على أننا ما زلنا كما كنا على العهد ومهما صار
ولن نتخلى عن حقِّنا بكشف الحقيقةِ
ومعاقبة القتلة الفجار
ونتذكرُ هامات شهدائنا الأبرار
الذين قتلوا غيلةً بيد الأشرار
ورووا أرضَنا الغالية بأطهرِ الدماء
وقدموا الأرواح بشجاعة الأبطال
على محراب لبنان
خلاصا له من عهدِ الوصاية والاستغلال
ولكي يعودَ تاريخٌ مجيد
وترفرفَ فوق ثرى الوطن
راياتُ الكرامةِ والعزةِ والاستقلال
سنلتقي لنقرأ بخشوع الفاتحة على ضريح الشهيد
ونرسمَ شارة الصليب على الصدورِ بإجلال
ونتذكرُ كلَّ الفرسان
ونُردِّدُ بصوت واحدٍ قسَمَ جبران

ليست هناك تعليقات: