بقلم : يوسف فضل
الحديث عن استغلال العمالة الفقيرة لا ينتهي لأننا كل يوم نكتشف طرق جديدة لاستغلال الإنسان لنظيره الإنسان . وإحدى الحالات التي تحزن القلب وتوتر العروق والتي أراها حالة عادية مع أنها تشعرني بالخجل أن جاء احد العاملين السيريلانكيين وعيونه تقطر دموع صامته وبما انه يتحدث اللغة الإنجليزية اخبرني بالقصة التالية : أن احد عمال النظافة السيريلانكيين شنق نفسه وان الشرطة حلت لغز الشنق سريعا ولم تتهم أحدا لأنها وجدت رسالة مع المشنوق تفسر حالة الشنق . إذ تقول الرسالة:
أنا إنسان ، ولي طموحاتي في الحياة ، وبما أن وطني لم يستطع تحقيق أحلامي البسيطة ولم يوفر لي فرصة عمل فشُغِلت ، كغيري ، بالبحث عن تأشيرة عمل في إحدى دول الخليج . لكن الحصول على هذه التأشيرة كلفني الكثير بما فيه حياتي . إذ بعت كامل ممتلكاتي وشَغَلت زوجتي في مصنع في بلدي ووقعت على إيصالات أنها استلمت رواتب 24 شهرا مقدما مقابل الحصول على قرض من المصنع لكي ادفع المبلغ المطلوب لأحصل على تأشيرة العمل .
وحصلت عليها وأنا مليء بالأحلام بأنني سأسدد القرض وكل ديوني لكن الراتب الذي احصل عليه من عملي هنا لم يكن يكفي للإيفاء باحتياجاتي اليومية لوحدي فكيف سأوفر منه لتسديد القرض ؟ وعملت بعد الدوام في غسيل السيارات في الكراجات التي أمام محلات السوبرماركت . كنت أعود للبيت في ساعة متأخر منهك القوى .
ومع ذلك لن أستطيع توفير المال لسداد القرض إلا بعد عشرة سنوات . أرسلت خطاب لزوجتي اخبرها " أنني سأعود إلى سيريلانكا " فكان جوابها لي " إذا عدت سوف أقتلك . إذ كيف ستسدد القرض وأنا اعمل رقيقة في المصنع من اجل أن تسافر " . وجدت أن أفضل الحلول هي أن استدعي الموت بإرادتي قبل أن يختارني الموت . انني لم استطع أن أوفر طريقة أفضل للتخلص بها من حياتها غير هذا الحبل . فلتسامحني زوجتي .
nfys001@yahoo.com
nfys001@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق