الخميس، فبراير 22، 2007

ماجدات


مريم الراوي
ماجدة, تنحني لها جميع السنابل والاقمار ان شاءت..
ماجدة, ما هزها الوجع ولا عينها على الظلم نامت..
انها شقيقة الياسمين, ورفيقة الدرب الحزين..
تمزق قلبها وجعاً حتى الثمالة, وماهمتها غربتها,
مضت وحيدة, تقبض على الألم وفي الروح يسكن الوطن,
والشوق للأرض يسكنها..
نعم, هي ذات الماجدة العراقية, التي باركت خطى الشجعان حين انهالوا غضبا,
في القادسية الثانية, وعلى ابواب البيت رشت ماء الورد, هاتفةً: لاتعد الا منصورا..
فعاد المغوار رافعاً رايات النصر ومنهم من عاد بلسماً
لجراح الامة, ممداً على ورود العمر مبتسما مسرورا..
وهي ذاتها الماجدة, حين اجتمع الكون كله بما فيه على سيد الاوطان. شدت العزم, وانطلقت تضم جراح الوطن طلسم صمود ونصر, كاظمة الألم, والى حيث الوطن الصامد تسير.. اعطت ماابقت, ونثرت ربيع الروح (فدوة) للوطن..
وقفت كالنخلة, تمزق اكفها سداً لبغداد ,وقنبلة بوجه الآتين..
هي ذاتها, ماغيرها, ماجدة ضحت وماكلت, وحين الحصار, جادت وعيونها للفقراء اعطت..آآآآه عليها صامدة مدى سنوات الجوع,وماكانت لقامتها ان تنحني ولا للغرباء ذُلت..
ماجدة العراق تتهاوى امامها جميع السيدات ,ورقبتها حتى عرش الرحمن تتمدد..
شامخةً ماهزها غدر الغادرين ولا عن اشقاء الروح تخلت..
وهي ذات الغالية, رفرفت نبضات قلبها حول بغداد حين احتلت,
بكــــت, بكت كثيراً , بكت الشوارع والازقة والحواري والبيوت. بكت الشناشيل وعشتار. بكت بغداد , لانها تعلم يقيناً انها سيدة البلاد.. حين سقط النجم الجميل تلاشت الاحلام ,
وماعاد للغد ملامح تذكر, وماعادت كسابقها الايام..
دم يستباح, ورجال ماان يذهبوا لايعودوا, واطفال يغشاهم الخوف فلا يناموا, والماجدة بينهم تلهج بإسم الوطن,
تعارك الزمن,
تعانق الجرح ,
وتقسم بعيون العراق...
"هذا ابراهيم ابني, خذه ياعراق,
بطلاً ,
محارباً,
جميلاً,
وعربياً اصيل..."
نبضاته حروف اسمك ياعراق ولاتنسى, يحمل في جمارة الروح فلسطين..
خـذه, اودعه جراحك, ستراه في الساحة الفتى. لن يمل الموت الف مرة والعودة من جديد, ومن جديد يقاتل, ويَقتِل ويُقتل..
ابني ياعراق, ابن الماجدة الأشم..
لاتخشـى.,,
الا ينام بين ذراعيك زكريا؟؟,
وانت تعلم كيف افنى عمره دونك, وكان للأرض وفيا..
خــذه,,
اني هاهنا صامدة ,ادافع عن بسمتك نهاراً, واحرق كل من يأتيك غدراً ليلا..
هاهم اليوم ياوطني من بعد صمت الغوالي,
تكالبوا علي, واغوتهم انفسهم الذليلة غيا..
نعم, ماجدة انا..
فأخبروني...
كم مرة عليّ ان ابصق بوجوهكم ايها القتلة؟؟
كم خنجر عليّ ان اغرزه في قلوبكم الحاقدة؟؟
أيكفي ان افرغ الرصاص على ادمغتكم الفارغه؟؟
ام ياترى يكفي ان امزق اجسادكم العفنه؟؟

واعلم ان كل هذا ,
لن يداوي جرح ال(صابرين)
ولن يمنع دموع العذراء ,
ولن يوقف نزف الجراح....
لن اناشد المارين على دموعي,
ولن استصرخ فيهم الشهامه,
سأمضي وحيدة مع الالامي,
اشق ليل صحراء الغدر والنفاق,
زحفاً على اوجاعي..
سأصل حتماً ياوطني,
حاملةً جرحي الوليد,
حيث بغداد الرشيد, تنام كأميرة بين ضلوعي,
والأقصى ينبوع الحنين يسترسل بحزن مع دموعي..
اعتدت صمتهم, وهاانا ذا ارثي رجولتهم..
ارثيهم جميعهم, من الالف الى الياء, لااستثني فيهم احداً..
الا ابراهيم ومن اتبعه من العاشقين..

سلاماً لك صابرين,
اختاً عزيزةً,
انشودة للصامدين,
وشاهدة على الخونة والصامتين..
سلاماً لكِ ماجدة,
دموعها دليل, ورواية حزن, ودرب للصابرين..
سلاماً لعشرين عاماً , اندثرت بين اقدامهم عبثاً,
لكنها ازهرت ماجدة قوية ماتهاب العدا..
صابرين,,
سقطت دموعك علينا جمرا,
اخجلتنا واحرقتنا,
غاليتي,,
لكِ جزيل الشكر شكرا,
وقفتِ وحيدة مالكِ من سندا,
قصصتِ الفاجعة, وكان التساؤل:
أيوجد بينكم رجلا؟؟
مانطق منهم احدا,
تواروا خلف الاسوار,
ينتابهم الذعرا,
فتاة الربيع, ستمضي غدا,
لكنها قالت قولتها العظمى:
"ذكر ان نفعت الذكرى",
ان في بلاد الرافدين ماجدات, يقارعن المحتل,
وماانتظرن المن والسلوى..

ليست هناك تعليقات: