الخميس، فبراير 22، 2007

العشر الأواخر

بقلم / يوسف صادق

سنتضرع إلى الله هذه الأيام – الأيام العشرة- كي لا تسقط كافة الأوراق الفلسطينية الداخلية وأن تقبل الفصائل الدخول في الحكومة الفلسطينية، في ظل التخوف من عدم إنجاح تلك المهمة التي أظن بأنها ستنتهي بنجاح غير متكامل لأن غياب حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن المشاركة في تلك الحكومة يعني لنا أن القادم هو مجهول، وليس كما توسم وتمنى المواطن الفلسطيني خيرا.
لقد باتت حركة الجهاد الإسلامي معنية قبل أي وقت مضى في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلية، وباتت العمليات الاستشهادية هي مطلبها المرحلي المستقبلي كما كانت سابقا في ذروة الانتفاضة الحالية، وهو ما ينذر بحدوث تغيرات سياسية تصحبها إجتماعية وإقتصادية في الداخل الفلسطيني وفي المنطقة برمتها.
وإذا ما واصلت حركة الجهاد الإسلامي نهجها المعتاد وإستطاع أحد عناصرها التسلل للمدن الإسرائيلية وتنفيذ عملية نوعية، قد تختلط الأوراق من جديد وسيكون الرد الإسرائيلي أكثر عنفا، سيما وأن الحكومة الإسرائيلي هي الآن في مأزق داخلي وخارجي، ولم تستطع أن تمرر مأزقها الحالي على الساحة الفلسطينية، ولهذا فُتحت ملفات الفساد التي كانت مغيبة في وقت سابق.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فرأت أن المحاصصات الوزارية التي تقاسمتها حركتي فتح وحماس خلال لقاءهما في مكة، جاء على حساب باقي الفصائل الفلسطينية المؤثرة والفاعلة، وهي الفصائل الخمسة المعروفة – الجهاد والشعبية والديمقراطية بالإضافة إلى فتح وحماس- وهو ما يعني أن الجبهة الشعبية تتهم مباشرة حركتي فتح وحماس بالسعي لمناصفة الوزارية وتغييب الباقي الفصائلي.
وفي غياب الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، لم يتبق لحركتي حماس والجهاد الإسلامي غير الجبهة الديمقراطية كفصيل يشق طريقه بقوة وسط تزاحمات وعدد الفصائل الفلسطينية السياسية، وعلى هذا فأن لم نتدارك الأمر على وجه السرعة، فأن غياب الحكومة المقبلة سيكون أمراً حتمياً إن لم نكن مبالغين في سقوط السلطة الوطنية الفلسطينية ذاتها.
ولها لا بد لنا وأن نتضرع إلى الله بأن تسير الأمور كما نتوسمها خيرا في حكومة تستطيع أن تخرج بنا لبر الأمان، لا لظلمات أكثر حلكة مما كنا فيه قبل فترة.
ما دعاني للكتابة هو أننا سنعيش من جديد برأسين داخل حكومة وما سيصاحبها من عمليات إقصاء للطرف الآخر في الوزارات التابعة لأصحابها، وهو بالطبع بداية الخلاف أو الاختلاف بين هاتين الرأسين، خاصة في غياب جسر فعال ومؤثر في الشارع الفلسطيني يجذب الرأسين إليهما، خوفاً من العودة للتنافر ومرحلة الإقصاء المقبلة داخل وزارات كل منها، والتي من المتوقع حدوثها مع بداية استلام كل فصيل من الفصيلين (فتح وحماس) لتلك الوزارات التي وبحسب أرضية العمل المتنافر، سيتم إقصاء من هو ضد وجذب من هو مع، وبالتالي سنعود من حيث أتينا للفراغ الإداري وقد يتطور أمرنا لفراغ سياسي.

Yousefsadek2004@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: