الثلاثاء، فبراير 13، 2007

الفساد في إسرائيل وعندنا أكثر




بقلم : يوسف فضل
يرتكب الإنسان أخطاء في حياته ومن (أخطائي ) التي ما زلت ارتكبها كتابتي مثل هذه المقالات التي لا أحبها فإما أن يتم إعادة تأهيلي أو أن يخضع القاريء لبرنامج المعافاة .

إننا نرصد ونلتقط بكل شفافية بل وديمقراطية أي جوانب فساد تظهر أو يبرزها الإعلام الإسرائيلي ولا نملك إلا أن نعيد تسجيل هذه الجوانب بعد أن تكون أرضية محفزة لإعمال الفكر والخيال فنكتب مقالات مستقلة أو تدبيجات أو تعليقات تفيد أن إسرائيل قد تجاوزت مرحلة الديمقراطية الواعدة في الشرق الأوسط ( أحرصا عليها أم تشفيا بها ) لأنها تعاني من الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والفضائح الجنسية وكل أنواع الفساد التي لا تخطر على قلب بشر . لا يبهجني الترصد وذكر مكونات الفساد المنتشرة في إسرائيل ليس حبا وحرصا على إسرائيل بل يبهجني أكثر إذا أحصينا أو رصدنا علامات السقوط التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية . أن ما يظهر من فساد في إسرائيل يعني أنها ما زالت بعافيتها الديمقراطية التي تظهر ما نخبئه نحن العرب . وان نظام المحاسبة المبني على الديمقراطية لا زال يعمل في إسرائيل . بينما لا نجرؤ على توجيه أي تهمه للمفسدين في الأرض في أوطاننا . وإننا باكتشافنا للكم الكبير للفساد في إسرائيل (المفرح لنا) ولا نتعلم كيفية معالجته هناك في إسرائيل لأننا نعاني فسادا أكثر مما تعاني منه إسرائيل ولا زلنا داخل مرحلة الفساد ولم ندخل مرحلة الديمقراطية لاكتشاف العلاج . بعض العرب يعتبر أن المحاكمات التي ستجري لمرتكبي الفساد في إسرائيل هي محاكمات كاذبة أو صورية أي أن إسرائيل تضحك علينا وكأن إسرائيل معنية بالرأي العربي حولها أم لعلها تشعر بوخز الضمير تجاه الدول العربية التي نقلت تلوث أجوائها بالفساد إلى أجواء إسرائيل فتريد أن تظهر تفوقها علينا . وهي متفوقة بتحقيق العدالة النسبية التي تأخذ مجراها ، بينما لا توجد عدالة عندنا أم أنني لم انتبه إلى إن العالم العربي يمارس العدالة ويموه عليها إعلاميا خوفا من إصابته بعين الحسد .

إن المواطن الإسرائيلي يستطيع أن يقاضي أي مسئول حكومي إذا لم يقم بخدمته على الوجه المطلوب أو أساء للمواطن . وفي بريطانيا توزع المنشورات على المواطنين لتعريفهم بحقهم في كيفية مقاضاة أي مسئول وكيفية إتباع الأسس القانونية في المقاضاة . بينما مواطننا العربي لا يأخذ حقه بالمقاضاة من (مواطن آخر) إلا بالواسطة (إذا وجد له واسطة أو واسطة للواسطة ) . فهل سيأخذ المواطن حقه من مسئول ؟ حتى الخدمات المدنية لا يحصل عليها المواطن العربي والتي يدفع مقابلها إلا بالواسطة . فالمواطن العربي موظف لخدمة الدولة وليست الدولة هي الموظفة لتوفير الخدمات للمواطن .

لو استطعنا (افتراضا ) إحصاء مثل هذا الفساد المنتشر في إسرائيل في دولنا العربية فما هي إمكانية مكافحته مثلما يكافح الفساد في إسرائيل ؟ وهي دولة غير متجانسة الأعراق ونحن متجانسي الأعراق . لم يبق أمامنا غير الابتهاج في اكتشافنا لما تعانيه إسرائيل من فساد وكأننا محصنين من أمراض الفساد ؟ ونعتبر ما تعاني منه إسرائيل على أنها من علامات سقوط الأعداء بينما اعتبر أن الإعلان عن الفساد المنتشر في قمة السلطة عندهم هو للمحاسبة على الفشل التي تعاني منه ونحن نحتفل بذكرى الفساد والإفساد ليست العسكرية فقط . وكما كتب الأستاذ سمير عطا الله " اننا لا نكف عن الاحتفال بذكرى الهزائم وان بعض الذين لم يخوضوا معركة واحدة سوى الحرب على شعوبهم يعلقون الأوسمة فوق بيجاماتهم مثل الأطفال الذين يخافون النوم من دون الدمية المفضلة " . لأن الهزائم والفساد في إسرائيل لها مسمياتها الواضحة أما عندنا فلها التبريرات والتمجيد . وإذا حوكم مسئول إسرائيلي فهذا ليس بفضلنا بل بفضل تطبيق القانون هناك . فعندهم تقوم التجربة ويحاسب المسئول عن الخطأ لأنه من الفشل ينبع النجاح ، لذا نظام رصد المخالفات قائم ويعالج بالمحاسبة ليحسن الأداء.

أما على الصعيد الفلسطيني فالفساد يعاد تدويره مثل النفايات فإعادة استخدام النفايات يحافظ على نظافة وصحة البيئة إما إعادة تدوير الفساد فيحافظ على زمرة السلطة . ومن آثارهم تعرفونهم إذ أصبحت السلطة الفلسطينية مثل القرود التي خلفت ورائها كل أنواع الفساد فلا شيء يهم أحدا وأي شيء كأي شيء فالسلطة تعتبر أن الفساد منتشر في العالم إلا عندها أو أن العالم فاسد وهي تقتدي به لذا الوضع في مناطق السلطة الفلسطينية أسوأ من أي مكان آخر لان الأشياء تفقد ألوانها وأوزانها لأنهم مبشرين لإبليس .

هل رأيتم إسرائيلي حزبي يشهر سلاحه في وجه إسرائيلي حزبي آخر ؟ لكن تربيتنا الحزبية الفاسدة تعلم وتدرب وتبرر للحزبي القيام بذلك ؟ واترك جواب اللماذا للقاريء.

حماس وعدت بالإصلاح ليس حبا بالإصلاح بل تهديدا ونكاية في فتح لأنها لم تقدم أي مسئول في السلطة للمسائلة وإنما كانت تلوح بفتح بعض الملفات . هل اكتشفت حماس أن زمرة السلطة الفلسطينية هم بتقوى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان اتهام السلطة الفلسطينية بالفساد تجني عليها فحماس اعلم بشؤون الدنيا والدين !

عندما ينتشر الفساد في إسرائيل ولا أجد من يحاسب المسئول عنه سأدرك أن إسرائيل قد بدأت بالتساوي مع العرب وعندما يحاسب المسئول أو الوزير عندنا على كيفية أن يسلك الطريق القويم في مسئولياته نكون قد خطونا خطوة إلى الأمام في طريق النصر على الذات .
editor@grenc.com





ليست هناك تعليقات: