الأحد، مارس 15، 2009

المحبة الأزلية

محفوض جروج


ذات يوم وقفت أمام مجرى النهر الذي توقفت مياهه عن الجريان ، وسكنت أمواجه الصاخبة بعد ذلك العنفوان، وغاصت تحت قشرة الظلام بسبب الضخ النهم لهذه المادة الحيوية ، فتوقف انسياب الماء ،وتلاشى الضجيج ،وانعدم الهدير، فساد السكون والهدوء المميت، وغدا صاحب العظمة والجلال مصدر البهجة والسرور،

،وكنزالحياة للخير والعطاء خراباً يباباً،

ولم يعد يطغى، ويزبد ويفور، وهويسير

إلى مصبه البعيد.

حين غدا جثة بين البحر والبيداء، فإذا كان هذا النهر العظيم قد انقطعت مياهه وتوقفت إلا أن مياه الله ورحمته للعالم لم تنقطع ،ولن تتوقف لحظة واحدة،

وألحان أمواج النعمة السماوية لا يخفت صوتها أبداً،

وينابيع المحبة الإلهية لا تتوقف ولا تنضب بل تفيض دائماً، لأن نعمة الله ومحبته تجلت حين

زار كوكبنا كإنسان أقام بيننا ،وكانت محبته ونعمته للكون أزلية سرمدية ، كانت منذ البدء

، وستبقى مستمرة إلى الأبد.

محردة

ليست هناك تعليقات: